معارك الحرب العالمية الاولي "حملة القوقاز"

إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
2,743
التفاعل
3,152 13 8
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
..........
مقدمة


Russian-Caucas-Front-1916.jpg


إشتملت حملة القوقاز بالحرب العالمية الأولي علي صراع مسلحاً ، ضم الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الروسية ، وإشترك لاحقاً كل من أرمينيا وجمهورية Caspian الدكتاتورية والمملكة المتحدة التي إشتركت فيها بإعتبارها جزء من مسرح الشرق الأوسط ، وإتسعت حمـلة القوقاز لتمتد من القوقاز حتي شرق الأناضول لتشمل مدن طرابزون وبيتليز وموس وفان ، وصاحب الحرب في القوقاز قيـام الأسطول الروسي بشن غارات علي الأسطول العثماني في منطقة البحر الأسود.

التقدم الروسي علي جبهة القوقاز تم إيقافه في 22 فبراير 1917 بعد قيام الثورة بها ، وأصبح قوات الجبهة الأمامية الروسية في جبهة القوقاز تتبع لجمهورية أرمينيا الذي كانت تشمل وحدات المتطوعيـن و القوات الغير النظامية الأرمينية ..

إنتهت حملة القوقاز بتوقيع معاهدة Brest-Litovsk في 3 مارس 1918 بين الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الروسية ، وتوقيع معاهدة Batum بين العثمانيين وجمهورية أرمينيا في 4 يونيو 1918 ، وعلي الرغم من ذلك ، إستمر النزاع بين العثمانيين والأرمينيين وحلفائهم البريطانيين حتي التوقيع علي هدنـة مدروز Mudros في 30 أكتوبر 1918.

ميـــزان القوي للدول المتحاربة

العثمانييين :

كان هدف العثمانيين الرئيسي يتمثل في إستعادة الأراضي الواقعة شرق الناضول والتي فقدتها خلال صراعها مع روسيا خلال حربهم السابقة (1877 إلي 1878) ، وكان لدي العثمانيين بتلك المنطقة جيشان ، وهما الجيش الثاني والجيش الثالث يبلغ عديد الجنود بها ما بين 100 إلي 190 ألف رجل ( تم تجهيزهم بشكـل سيئ بسبب ظروف الشتاء)..

الإمبراطورية الروسية:

Sarikam.jpg

الهدف الروسي من تلك الحملة تمثل فيما أعلنه وزير الخارجية الروسي وقتها "سيرجي سازانوف" إلي سفيري بريطانيا وفرنسا بأن روسيا تريد السيطرة علي مدينة كونستنتابلي ومضيقي البوسفور والدردنيل وبحــر مرمرة ومن جنوب منطقة Thrace حتي خط Enos-Midia بالإضافة إلي سواحل البحر الأسود المطلة علي الأناضول ومضيق البوسفور ، ونهر سكرايا Sakarya ومناطق من خليج إزمير Izmit ..


وحشد الروس لتنفيذ تلك المخططات ، قرابة الـ100 ألف رجل تحت قيادة إسمية لحاكم القوقاز Illarion Vorontsov-Dashkov وقيادة فعلية للجنرال Nikolai Yudenich ، رئيس هيئة الأركان وأحد أنجح الجنرالات الروس خلال الحرب العالمية الأولي ، وبسبب هزائمهم في معارك Tannenberg وبحيرات Masurian ( علي أيدي الألمــان) أعاد الروس تنظيــم قواتهم ، فحولوا نصف قواتهم إلي الجبهة البروسية وأبقوا علي 60 ألف جندي فقط لمواجهة العثمانيين .

الأرمينيين :
Staff_of_armenian_volunteers_1914.png

هجرت القوات الروسية الجبهة علي الحدود الأمامية مع القوقاز ( عام 1917 عقب قيام الثورة بها) ، وفي ديسمبر 1917 أعادت وحدات من المتطوعين الأرمن تنظيم صفوفهم تحت قيادة الجنرال Tovmas Nazarbekian والجنرال Drastamat Kanayan ( المشهور بإسم DRO) كمفوض مدني ..


وتم تشكيلهم في 3 فرق تحت قيادة الجنرالات "Movses Silikyan, Adrianic , Areshian"وإنضمت وحدات أخري نظامية تحت قيادة العقيد Colonel Korganian ، وفصائل من الوطنيين الأرمن يبلغ تعدادهم 40 ألف رجل ..

وبالتالي كان خـط الجبهة من مدينة Van حتي مدينة Erzincan يتشكل من الوحدات السابق ذكــرها ، ويقال ان الجنرال Adrianic كان تحت إمرته 150 ألف رجل في جبهة طولها 300 ميل ، وفي عام 1918 أعلنت حركة الطاشناق الأرمنية حل جمهورية Transcaucasian الديمواقراطية ، وأصبح الجنـرال Nazarbekian القائد العام لقوات الأرمن وإستـلم قيادة الجبهة مع العثمانيين ..

الإمبراطورية البريطانيـة:

شاركت بريطانيا بقوات مؤلفة من 1000 جندي من قوات النخبة ( من دول إستراليا وكنـدا ونيوزيلاندا وبريطانيا أيضاً) مع المركبات المدرعة ، وعملت تلك القوات مع 3000 جندي من الثوريين الروس لمنع القائد العثماني "إسماعيل أنور باشا" من تحقيق هدفه بالإستيلاء علي القوقاز ودعم دكتاتورية Caspian الوسطي.

الحـــرب

كانت القوة والتنظيم العثماني بالمقارنة مع قوة الحلفاء متواضعة إلي حد كبيــر ، وعلي أي حال ، كانت جبهة القوقاز ستعمل علي إشغال روسيا ، التي ستؤدي إلي تحويل قوات روسية وبولندية إلي الجبهة الألمانية وبالتالي لا يمكن تحقيق نصر حاسم عليهم حتي لو تم النصر علي العثمانيين ..

فألمانيا كانت تمد العثمانيين بالموارد التي تخسرها ، وكان يتم إستخدام الجيش الثالث العثماني كمصدر لإشغال الروس وصرف إنتباهم عن الجبهة الألمانية ، وفي 1914 كان وزير الحرب العثماني " إسماعيل انور باشا " يريد تطـويق الجيوش الروسية بين سيراكماس Sarikamis وأرداهان Ardahan..
................................
يتبــع
 
أولي معارك حملة القوقاز " معركة سيراكماس"

Ofensiva_Bergman.png

الأسباب المباشرة للمعركة:

في 30 أكتوبر 1914 ، أعلمت القيادة العـليا بإسطنبول قيادة الجيش الثالث العثماني المتواجدة بمدينة Erzurum الذي يقوده حسن عزت باشا ، بحدوث إطلاق للنار أثناء إبحار سفينتين ألمانيتين في البحر الأسود ، وتوقعت القيـادة العليا حدوث هجوم روسي عبر الحدود العثمانية في أي وقت ..

ميـــدان المعركة :

كانت المساحة الكلية لميدان الحرب ما بين 1250 و 1500 كلم ، من منطقة البحر الأسود حتي بحيرة فان Van ، وتتوسطها هضبة يترواح إرتفاعها ما بين 1500 إلي 2000 متر ، وكانت المشكلة الرئيسية بالمنطقة تتمثل في الطرق ..

حيث كان مواصلات العثمانيين بعيدة عن ميدان المعركة ، فيما كانت الطرق ميزة للروس حيث كان يتواجد سكة حديد Kars وفي طريقها كانت توجد محطة في سيراكماس وكانت تبعد حوالي 24 كلم عن الحدود الروسية ، وكان الطريق الوحيد لتحرك أي جيش عثماني خلال المرتفعات القوقازية يمر عبر الممرات الجبلية الشاهقة والتي تخترق مدن Kars وSarikamish..

قوي الطرفين:

كان لدي العثمانيين بالمنطقة جيشهم الثالث الذي كان يتكون من 3 فيالق ويقودهم إسماعيل أنور باشا ( الذي تولي قيادة الجيش بعد معارضة حسن عزت له أثناء هجوم Bergmann) ، وكان مركز قيادة الجيش الثالث والفيلق IX في مدينة Erzurum والفيلق X في منطقة سيفاس ، فيما كان الفيلق XI بمنطقة Elazig ، ووحدة مستقلة تم تشكيلها من فرقة المشاة الثالثة تحت قيادة مقدم ألماني لتتمركز في قلعة Erzurum للتعزيز ضد إحتمال تفوق روسي ، وكانت الوحدة تتكون من كتيبتن من لواء المشاة الثامن بالإضافة إلي كتيبتن من المدفعية ، وبالإجمال ، كان يمكن القول أن لدي العثمانيين قوة مقاتلة تصل عديده إلي 83 ألف جندي نظـامي وإحتياطي وترتفع مع الوحدة المستقلة إلي 118 ألف ، والعدد الكلي مع عناصر الدعم والنقل والتموين والشرطة العسكرية... وخلافه ، يصل إلي 150 ألف) ، وكان مع تلك القوات 73 قطعة رشاش آلي و 218 قطعة مدفعية ، وكان إستعداد القوات العثمانية للحملة سيئاً ، ومثال علي ذلك ، فرقتين من الفيلق IX قطعت رحلة طويلة بدون ملابس شتوية مناسبة والطعام كان خبز وزيتون فقط .!!


كان جيش القوقاز الروسي يتكون من 100 ألف جندي مجهزين بشكل جيد ، وأعاد الروس نصف ذلك الجيش إلي الجبهة البروسية بسبب هزائمهم في معارك Tannenberg بحيرة Masurian التي حدثت في شهر سبتمبر 1914 ، وتركت 65 ألف جندي فقط علي جبهة القوقاز ، بالإضافة إلي وحدات كبيرة من المتطوعين الارمن ..

بداية المعركة:

كان حافظ حقي باشا في الجناح الأيسر ويقود الفيلق X ، وقد رأي بأن يتحرك الفيلقين X و IX تجاه مدينتي Sarikamish وKars ، وكانت خطته تقوم علي خطوتين ، هجوم مفأجي أولي "هجوم رئيسي" وهجوم ثانوي من الفيلقين X و IX بأقصي سرعة للوصول إلي Oltu ..

وتوقع بدء الهجوم إنطلاقا من مدينة نارمان أو "أي دي حاليا" يوم 22 ديسمبر 1914 ، وبعد ذلك يتم تحريك الفيالق مسافة 30 كلم لكي تصل إلي خط Kars-Sarikamish بحلول 25 ديسمبر ، وبعد التحرك النهائي تم ترك فرقتين كانتا قد أسلت عن طريق البحر من كونستنتابلي إلي طرابزون .

وبالفعل أمر حافظ حقي باشا قواته في 22 ديسمبر1914 بالمسير إلي الأمام وواجهوا أثناء مسيرهم مناوشة صغيرة من قبل لواء روسي يقوده الجنرال Istomin وواصلوا تقدمهم حتي دخلوا مدينة Oltu ، وأسفرت المناوشات عن الإستيلاء علي 4 قطع مدفعية و 4 قطع رشاش آلي و أسر 1000 جندي روسي ، وفي 23 ديسمبر ترك الجنرال Istomin موقعه إلي القائد العام لمنطقة أدراهان ، وأرسل حافظ حقي فرقتين لمتابعة تحركات الجنرال Istomin ، وفي أقصي الجناح الأيسر كان علي فوج Stange الذي أنزل في طرابزون قطع نهر كورح والصعود لمسافة 8000 قدم للوصول إلي أدراهان ، وفي 24 ديسمبر واصل حافظ حقي باشا تقدمه الجيد لما بعد مدينة Oltu فقطع مسافة 75 كلم في 3 أيام فقط ، ولكن علي الرغم من ذلك لم يصل إلي خط Kars-Sarikamish كما كان مخططاً سلفاً..


وفي 25 ديسمبر ، زحف الجنود العثمانيين لمدة 14 ساعة متواصلة تحت الثلوج الكثيفة المتساقطة ، وأنهك الجنود تماما وشعروا بالجوع والتعب ، لدرجة أن الخوف من رشاشات الروس والثلوج بدأ يتلاشي لما كانوا يشعرون به من جوع وتعب ..


وفي 26 ديسمبر ، وبعد 18 ساعة من الزحف ، تعرض الفوج 91 من الفيلق X لنيران مضادة روسية ، وبعد ساعتين ، ترك الروس المنطقة ليواصل الفوج 91 تقدمه ( لأن عاصفة ثلجية كانت علي ما يبدو علي وشك الهبوب) ، وفي ظل تلك الظروف وصل الفوج 91 إلي منطقة Kosor بعد 21 ساعة من تركهم لـ Penek ، المسافة كانت 8 كلم فقط !! ، ووصلت باقي القوات في توقيتات مماثلة ..

وطلب إسماعيل أنور باشا من الفيلق X شن هجوم ليلي عبر قري Kosor, Arsenik , Patsik التي تبعد مسافة 30 و 35 و 40 كلم علي التوالي من سيراكماس ، وكان عليهم تجاوز جبال Allahuekber "الله أكبر" مما يجعل امامهم يومان للوصول إلي سيراكماس ..


وعاني الفيلق X من تأخير مقداره 24 ساعة في الوصول إلي ممرBarduz مما سبب إنحراف في تنفيذ خطـة إسماعيل أنور للهجوم ، وفي الصراع حول ممر Barduz فقدت الكتيبة الرابعة للمتطوعين الأرمن قرابة 600 متطوع بين صفوفهم ، وبدأ فوج Stange في النزول إلي منطقة أدراهان ..

وعندما وصل القائد الروسي Malyshevsky إلي خط الجبهة الامامي أحس بالقلق الشديد ، فأصدر أوامره بالتراجع العــام علي ان تبدأ عملية الإنســحاب في 25 و 26 ديسمبر ، وأخلي الروس سيراكماس إلا من قوة صغيرة من سلاح الفرسان و 1000 عامل من موظفي السكة الحديد للدفاع عن محطة سيراكماس ، ولم يكن كل القادة الروس علي نفس حالة Malyshevsky من القلق الشديد ، وتسلم الجنرال Yudenich قيادة الفيلق الثاني Turkestan الذي رفع شعار المقاومة .

وفي 28 ديسمبر كان في مواجهة الروس، الفيلق XI بمنطقة Khorasan والفيلق IX بسيراكماس ، والفيلق X الذي كان يهدد بإختراق للجبهة الروسية علي طول خط سكة حديد Kars علي الجانب الشرقي ، وكان فوج Stange ما زال ينحدر لمسافة 60 ميلاً في الشمال الشرقي لمنطقة أدراهان ..

وفي ضوء ما سبق ، كانت خطة إسماعيل أنور باشا علي الخريطة ناجحة إلي حد كبير ، ولكن علي الأرض نجد ان حالة القوات العثمانية يرثي لها ، فنصفهم جائع والأخر بلا سلاح او ذخيرة بعد نفاذها ، ولا توجد وسائل للنقل لحل تلك المشكلة ، وإعتقد أنور باشا أن الروس يتراجعون إلي Kars لكنهم في الحقيقة كانوا يقومون بحركـة تطويق ..

الهجوم علي سيراكماس :

في 29 ديسمبر ، قـام الفيلقين IX و XI بهجوم قوامه 12 ألف رجل علي سيراكماس ، ودار قتال شرس تمكن خلاله 300 رجل فقط من النجاح الدخول إلي المدينة ، وخسر العثمانيين 6000 رجل بنهاية ذلك اليوم ، وتغير مزاج أسماعيل أنور باشا الإيجابي ليصبح محبطاً بعد تلقيه معلومات عن إستعداد الروس لمحاصرة جنوده بـقوة تصل إلي 5 أفواج ، تلك الأنباء التي صدمته جعلته يدرك أخيراً الحقيقة ...


في 31 ديسمبر ، تم محاصرة الفيلق XI بغابات سيراكماس وسقط بها 2500 رجل و14 قطعة مدفعية ورشاش آلي ، وفي الليلة ذاتها وصلت انباء غير سارة من ممر Barduz لمركز قيادة أسماعيل انور باشا تفيد بأن الفرقة 32 قد أخلت مواقعها أمام الروس ، مما يعني بأن العثمانيين داخل نصف دائرة نظراً لإمتلاك الروس ممر Barduz و طرق Kizilkilise ، مما يضع العثمانيين أمام خيار التراجع حتي لا يسد عليهم طريق العودة ويقعوا في دائرة الروس ، إلا أن ذلك الرأي الحكيم ، ضرب به إسماعيل أنور باشا عرض الحائط وأمر قواته بالإستمرار بالخطــة ..

وفي 1 يناير ، كان قائد الفيلق XI يضغط بقوة علي سيراكماس لمدة 4 أيام متتالية ، وبعد ذلك القتال العنيف بدأ الهجوم يفقد زخمه ، حيث أعاق تساقط الثلوج وصول الإمدادات الضرورية ، وفقد الفيلق XI مقدرته القتالية ، فخسرت إحدي فرقه حوالي 40% من قوته خلال عاصفة ثلجية ولم تمد يد النجدة إليهم ! ، وتركت 90 % من قوة الفيلق X علي منحدرات جبــال Allahuekber ، اما الفيلق IX فكان يقاتل في منطقة Aras التي لم يدخل إلي Cerkezkoy إلا ليكون أسري في يد الروس ، وكان الروس علي وشك إستكمال تطويق باقي القوات العثمانية .

الحصار في نصف دائرة:

وفي 2 يناير ، تسببت نيران للمدفعية الروسية في حدوث إصابات عديدة ، وتسلم إسماعيل باشا تقريران ، أحدهما من رئيس هيئة أركان الفيلق IX المقدم شريف والأخر من العقيد حافظ حقي باشا ، وكان كلا التقريران يفيدان بان ليس في قدرة أي من قواتهما شن أي هجوم ، وكان كلامهما صحيحاً ، إلا أن إسماعيل انور باشا رد عليهما قائلاً " بأن علي القوات أن تستمر في الهجوم بكامل قوتها !" ، وبعد فترة أدرك إسماعيل انور الحقيقة ببطء وركز علي تأمين الطرق أولاً للتراجع بدلاً من إصدار أوامر بشن هجمات علي سيراكماس ، وقام بدمج فيلقين في جيش أطلق عليه " جيش الجناح الأيسر" وتم ترقية حافظ حقي لرتبة عميد وتولي قيادة الجيش المدمج ..

وفي 3 يناير تم إبعاد الفيلق IX إلي قرية Choruk وهو نفس الإتجاه الذي كان الفيلق X يتراجع إليه أيضا ، ووضع حافظ حقي" الذي رقي إلي رتبة باشا" أمله علي قدوم تعزيزات تعيد التوازن إلي الوضع القائم ، ولهذا لم يطلب من "جيش الجناح الأيسر " لإعتقاده بانه من الممكن الإستيلاء علي سيراكماس ، وإلي 40 كلم عن سيراكماس كان الفيلق XI بقيادة Galip باشا يشن هجمات علي القوات الروسية علي أمل تخفيف الضغط علي جيش الجناح الأيسر الموجود امام سيراكماس ، إلا أن الروس تقدموا وأصبحت الدائرة علي وشك الإكتــمال..

وفي 4 يناير ، وبينما كان حافظ حقي باشا يتجول مع إحسان باشا ، قال له بأن الأمر قد إنتهي ، وأنه يتمني بقاء بعض من القوات التي تركت علي جبال Allahuekber علي قيد الحياة.

الإنســحاب العـام:

وفي 6 يناير ، أصبح مركز قيادة الجيش الثالث نفسه في مرمي النيران الروسية ، وأسر الروس جنود الفرق 28 و 17 و 29 ، بالإضافة إلي 8 ضباط رفيعي المستوي من بينهم إحسان باشا الذي إستسلم للروس ونقل 108 جندي وقرابة الـ80ضابط إلي سيراكماس.

فيما تمكن حافظ حقي باشا من النجاة ووصل إلي مركز قيادة الفيلق X وعلم عندها أن قيادة الفيلق IX قد سقطت بأيدي الروس ، فأعلن الإنسحاب العام ، وفي 7 يناير بددأ مسير القوات المتبقية إلي Erzurum ، وفي 11 يناير بعد وصول اسماعيل انور والضباط الالمان إلي Erzurum رأوا بأنه من المكن نقل بقايا الجيش الثالث خلال يومين ، حيث تبحر سفن النقل من كونستنتابلي لإنزال القوات في طرابزون إلا أنه تم إغراقها بواسطة سرب البحر الأسود الروسي .

وفي 17 يناير ، تم تجميع بقايا القوات العثمانية المتواجدة حول غابات سيراكماس كإشارة إلي إنتهاء القتال في تلك المنطقة ، وعلي الجانب الأخر أخلي الروس قرية Choruk ، وبعد 3 أسابيع من الكفاح المستميت ، إنتهي مشروع أنور بالفشل التام وسط الجبال الشاهقة وتحت الثلوج المتساقطة ..

الخسائر:
Battle_of_Sarikamis_the_frozen_soldiers.png


كان الجيش العثماني قد دخل المعركة بقوة قتالية يصل تعدادها إلي 118 ألف جندي ، وتناقصت تلك القوة لتصبح 42 ألف جندي فقط في يناير 1915 ، هناك أراء مختلفة حول خسائر العثمانيين علي ماورد بالسجلات العثمانية التي تتحدث عن 32000 قتيل و 7 ألاف أسير و 15 ألف توفوا بالمرض و 50 ألف مصاب و 10 ألاف جريح.

أما الروس فتبلغ خسائرهم 16 ألف قتيل و12 ألف ماتوا بالمرض "علي الأغلب بسبب البرد القارص".
 
معـــارك عام 1915

Campa%C3%B1a_del_Caucaso.png

نتيجة للنجاح الذي حققه الجنـرال Yudenich ، تم ترقيته لرتبة القائد العـام للقوات الروسية في القوقاز ، وترتب علي نجاحهم ذلك ، أن طلب الحلفاء من الروس العمل علي تخفيف الضغط عليهـم بالجبهة الغربيـة ، وتم تنفيذ ذلك بالمعـارك البحرية بالبحر الأسود ومضيق الدردنيل "حملة جاليبولي" التي نفذت ضد عاصمة العثمانيين والتي ساعدت القوات الروسية في تلك الجبهة عام 1915..

مقاومة مدينة فان الأرمنية:

Van_Defenders.jpg

في 20 إبريل ، نشأ الصراع المسلح بالمدينة ، عندما حاولت عدة نساء من الأرمن دخول المدينة وجاء رجلان من الأرمن لمساعدتهم في الدخول ، إلا ان العثمانيين أردوا الرجلين قتلي بالرصاص ، وكان المدافعين الأرمن بالمدينة يحمون 30 ألف من سكـان المدينة وقرابة الـ15 ألف شخص لجئوا إليها ، في مساحة عرضها كيلومتر فقط ، وكان بينهم 1500 شخص قادرين علي حمل السلاح ، وتزودوا بـ300 بندقية و 1000 قطعة مسدس بالإضافة إلي أسلحة أخري ..

وإستمر الصراع حتي جاء الجنـرال Yudenich لمساعدتهم ، الذي ما إن وصل حتي شن هجوما وبالتحديد إلي بحيرة فان في أرمينيا العثمانية لفك الحصار عن الأرمن المتواجدين بالمدينة ، وكانت قوتهم تتمثل في لواء من Trans-Baikal تحت قيـادة الجنرال Trukhin و بعض المتطوعيـن الأرمن.

وفي 26 إبريل ، تم إطلاق 46 قذيفة مدفعية كإشارة علي تراجع القوات التـركية ، وفي اليوم التالي سيطر الأرمن علي كامل المدينة بعد فترة قصيرة من وصول مقدمة القوات الروسية والمتمثلة في المتطوعـين الأرمن ثم تكـامل وصول باقي القوات في نفس اليوم ، ووصل الجنرال Yudenich الذي تسـلم مفاتيح المدينة من الأرمن ، وبعد الإستيلاء علي فان ، إنتقل الصراع غربـا خلال فصل الصيف .

قانون Tehcir مايو :


أثناء الزحف الروسي نحو أرمينيا العثمانية ، أصدر وزير الداخلية العثماني طلعـت باشا قانون سمي بـTehcir أو الإبعاد ، حيث نص علي إبعاد كل الأرمن من المنطقة إلي الجنوب حيث سوريا والموصـل ، وكان مبرر طلعت باشا لإصدار ذلك القانـون ، أن الأرمن يفتعلون الأزمات بأوامر روسية كما سبق وحدث في مدينة فان الأرمنية.

محاولة الإستيلاء علي مدينة Malazgirt يوليو:

حيث سيطر الروس علي مدينة Malazgirt خلال بضعة أيام ، وأثناء ذلك ، إعتقد الجنرال Yudenich أن قوة العثمانيين بالمنطقة ضعيفة " من 3 إلي 4 فرق" ولكن في الحقيقة كان لدي عبد الكريم باشا القائد العثماني بالمنطقة قرابة الـ8 فرق مع مصادر الدعم الخاصة بهم..

وفي الحقيقة كان رد فعل الجنرال الروسي Oganovski بالمنطقة بطيئاً لإستغلال النجاح الروسي ، فلم يترك مدينة فان حتي شهر يوليو ، وتم لهم الإستيلاء علي Malazgirt ، وفي 10 يوليو شن الروس هجوما نحو التلال الغربية للمدينة معتقدين أن القوات التركية بالمنطقة ضعيفة ، ولكن فوجئوا بقوات تركية ضخمة ، 8 فرق تتكون من 40 ألف رجل يتبعون للجيش الثالث ، ولم يكن الروس يدرون شيئا عنهم ..

وقام العثمانيين بهجوم مضاد تحت قيادة عبد الكريم باشا كانت فيه نسبة تفوقهم علي الروس 3 :1 ، وأجبر الجنرال Oganovski علي التراجع ، وإستولي الأتراك خلال المعركة علي قطار إمدادات ، ودحر الروس عن المدينة ، وفي 22يوليو ، تم عزل الجنرال Oganovski من منصبه ، وأطلق القائد العام الروسي بالقوقاز الجنرال Yudenich هجوماً مضاداً خسر خلاله 10 ألاف رجل ، وتم لهم الإستيلاء علي المدينة ، ولم يكونوا في حالة تسمح لهم بإستغلال الموقف أبعد من ذلك ، وحقق الروس نصراً تكتيكاً كبيراً علي الرغم من تفوق العثمانيين عليهـم ...
..........................
يتبع
 
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووور
 
معارك 1916 "الإنتصار الروسي"

لم يكن فصل الشتاء مناسبا لأي نشاط عسكري في تلك المنطـقة من العـالم ، حيث ادت البرودة الشديدة والطرق السيئة إلي إبادة جيش إسمـاعيل أنور باشا "الجيش الثالث" العـام الماضي ، لكن الجنرال Yudenich نظر إليها من ناحية أخري ، حيث وجدها فرصة لمفاجئة العثمانيين ...

حمـلة Erzurum:

في أوائل يناير 1916 تحرك سراً نحو الحصن الرئيسي للعثمانيين بمدينة Erzurum ، وحققوا مفاجئة كامـلة للعثمانيين ، حيث حطـم الروس فرقة عثمانية كانت حالة عدم إستعداد في معركـة تدعي Koprukoy ..

معركة Koprukoy:

حيث صادف الروس خلال تقدمهم قوات تركـية خارج مدينة Koprukoy في يوم 14 يناير فأطلق الروس سلسلة هجمات أدت إلي الإستيلاء علي معظم حصون المدينة ، وفي اليوم التالي أكمل الروس السيطرة علي باقي الحصون ، وحاول الأتراك التراجع عن المدينة ، لكن تم محاصرتهم من قبل الروس خارج مدينة Koprukoy وبعد 3 ساعات من القتال العنيف وإستسلمت القوات العثمانية للروس...

وبينما كان الروس يزحفون نـحو Erzurum ، دمرت فرقة عثمانية بمدينة Tafta يوم 14 فبراير علي يد قوات روسية هاجمت بشكل غير متوقع ومفاجي من الشمـال ، ولم يكن في مقدور القائد العثماني كريم باشا عمل شيئ حيال ذلك ، فقرر التراجع يوم 15 فبراير ، مما اتاح الفرصة للروس للتقدم نحو Erzurum دون أي مقاومة ..

معركة مدينة Erzurum:

وحرك الجنرال Yudenich جيشه في إتجاهين ، فتحرك جزء شمالاً وإستطاع في إبريل الإستيلاء علي الميناء القديم لمدينة طرابزون ، والجزء الآخر تحرك تجاه مدينةMush-Bitlis..

تفصيل المعركة:

وكانت الإستعدادت الروسية للمعركة ، 130 ألف جندي من المشاه ، و35 ألف جندي من سلاح الفرسان ووضعوا في الإحتياط 160 ألف جندي ، بالإضافة إلي 150 شاحنة مؤن و 20 طائرة تتبع للسرب الجوي السيبيري ، في مواجهة 78 ألف جندي عثماني ..

الإشتباك الأول ، تم عندما إستولت القوات الروسية علي قرية Azkani وقمة جبل Kara Urgan في منتصف يناير ، وفي 17 من يناير تم الإستيلاء علي المدينة الرئيسة الواقعة في الطريق بين Erzerum و Koprukoy ، ويوم 18 علي مدينة Hassankale و مدينة Kargabazar يوم 23 ، ومدينة Hinis البعيدة إلي الجنوب تم الإستيلاء عليها يوم 7 فبراير ، لمنع التعزيزات العثمانية في مدينة Moush من الوصول للمعركة.

وأستولي علي موقع مهم للمدفعية العثمانية بمنطقة Deve-Boyun Ridge يوم 11 فبراير ، وحـصن Tafet يوم 14 فبراير ، وفي يوم 15 فبراير تم للروس السيطرة علي كامل الحصون المحيطة لـErzerum ، وفي صباح اليوم التالي ، دخل الروس المدينة وكان في مقدمتهم وحدات cossacks الروسية "الرجال الأحرار"...

وأدت المعركة إلي ، أسر 12 ألف عثماني و الإستيلاء علي 323 قطعة بندقية ولا توجد إحصاءات عن قتلي الأتراك ، أما الروس ففقدوا 10 ألاف قتلوا في المعارك و4 ألاف ماتوا بسبب البرد القارص ، وتم عزل كريـم باشا وتولي Vehib باشا مكانه ..

معركة Mush-Bitlis:

قوات تركية في مدينة Mush
Ataturk-1916-Bitlis.jpg


ذكرنا سابقا ، أن الجنرال Yudenich حرك قواته في إتجاهين ، جزء في الشمال تحت قيادته ويواجه الجيش الثالث العثماني ، الجزء الأخر إلي الجنوب في مواجهة الجيش الثاني العثماني تحت قيادة الجنرال Tovmas Nazarbekian وكان معهم وحدات من المتطوعين الأرمن يقودهم Andranik Toros Ozanian ، وتم دفع تلك الوحدات إلي عمق الجيش الثاني العثماني في الاناضول وسيطروا علي مدينة Mush ، أما مدينة Bitlis فكانت أخر نقطة دفاع لهم ضد إستمرار توغل الروس في الأناضول وأسيا الصغري ...

وطلب من مصطفي كمال تولي مسئولية قيادة الجيش العثماني في الدفاع عن المنطقة ، وأثناء تكليفه بمهام منصبه الجديد ، كان الروس في حالة تقدم منتظم نحو هدفهم ، وتمثل بريق الأمل للعثمانيين في محاولة مصطفي كمال غزو Mush و Bitlis في أغسطس ولكن الروس في النهاية تمكنوا من إبعاد قوات مصطفي كمال عنها ...

معركة طرابزون :

تمكن الجنرال Yudenich من أخذ الميناء القديم لمدينة طرابزون في إبريل ، وطلب من القوات العثمانية بالمنطقة تحت قيادة قائده الجديد Vehip باشا "خلفا لكريم باشا" إسترداد مدينة طرابزون ، وتم حشد القوات وزحفت علي طول الساحل في يونيو 1916 ، إلا أن سيطرة الأسطول الروسي علي شواطئ البحر الأسود أعاقت تقدمهم ، وبعد فشل هجمات العثمانيين في مدينة Erzurum ، تم للروس تثبيت الموقف ، فيما تراجع العثمانيين لكي يعيدوا تنظيم أنفسهم..

الهدوء يسود الجبهة ، 1917:

كان الروس قد أعدوا خططا لتنشيط الجبهة ، لكن الفوضي التي سببتها ثورة البلشفية في أكتوبر 1917 ، وضعت حداً لكامل العمليات العسكرية الروسية ، وقامت الحكومة الجديدة بتعيين الجنرال Yudenich في موقع نائي بأسيا الوسطي " تقاعد بعدها من الجيش " ، وحاول الأتراك إستغلال الموقف ، إلا أن الضغط الشديد من قبل البريطانيين في فلسطين والعراق صرفهم عن ذلك ، فسحبوا غالبية قواتهم وأرسلتهم إلي هناك ، فيما تفتتت القوة العسكرية الروسية ببطئ حتي إنعدمت فعاليتها ..



معارك عام 1918"الإنتصارات العثمانية"

Ofensiva_turca_de_1918_en_el_Caucaso.png


منذ عام مضي ، كان لدي الروس في جبهة الوقاز قرابة الـ500 ألف جندي ، لكنهم الأن لا يتجاوزون بضعة ألاف من الجنود و200 ضابط ، الأمر الذي جعل أراضيهم الجنوبية عرضة للخطـر ......

التوقيع علي معاهدة Brest Litovsk ، مارس

قام الصدر الأعظم للدولة العثمانية محمد طلعت باشا بالتوقيع علي معاهدة Brest Litovsk في الـ3 من مارس 1918 ، التي نصت علي قيام روسيا البلشفية بإرجاع أراضي Batum و Kars وArdahan "التي إستولت عليها روسيا خلال حربهم السابقة مع العثمانيين من 1877 إلي 1878" وإعلان إستقلال Transcaucasia "جنوب القوقاز" ، وفي الـ5 من إبريل وافق رئيس وفد Transcaucasia في المفاوضات علي نصوص المعاهدة ، وإتخذ من مدينة تبليسي Tiflis عاصمة للإتحاد الجديد ، الذي قام بتوحيد الاراضي الأرمنية الجورجية ، وإستمر ذلك الإتحاد لفترة قصيرة ، حيث اعلن في مايو 1918 عن نشاة جمهوريات أرمنيا وجورجيا وأذربيجـان .


معركـة Sardarapat ، مايو

بعد شهرين من توقيع معاهدة Brest Litovsk ، فقام العثمانيين بخرق المعاهدة وهاجموا الأراضي الأرمنية الروسية ، حيث قامت وحدات من الجيش الثالث العثماني بعبور الحدود ومهاجمة مدينة Alexandropol ، وكان هدف العثمانيين من الهجوم هو سحق أرمينيا والإستيلاء علي منطقة جنوب القوقاز "Transcaucasia" فرفض حلفائهم الألمان مساعدتهم في تلك الحملة ، وفي ذلك الوقت ، لم يكن سوي جزء بسيط من أرمينيا الروسية لم يستطع الأتراك السيطرة عليه ولذلك لجأ إليه مئات الألوف من اللاجئين الأرمن بعد الإبادة المزعومة لهم علي يد الأتراك ..

وشن الأتراك هجوما من 3 محاور ، وبعد سقوط مدينة Alexandropol ، تحرك الاتراك إلي منطقة Ararat Valley في قلب أرمينيا ، وإنتصر الأرمن الذي كان يقودهم Movses Silikyan علي الجنود العثمانيين في 3 معارك في مناطق Sardarapat و Abaran وKarakilisa ، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في نشاة جمهورية أرمينيا الديموقراطية ...

وكان الأتراك قد إستولوا علي Sardarapat في 21 مايو ، وبدأت قواتهم في التقدم نحو Yeghegnut ، وأمر الجنرال الأرمني Movses Silikyan وحدات من الفوج الخامس الذي يقوده Poghos Bek-Pirumyan ووحدة متطوعين إحتياطية وفوج من سلاح الفرسان بالوقوف في وجه الجيش التـركي ، وفي 22 مايو شن هجوم قوي تجاه الأتراك فأدي إلي إيقاف زحفهم وإجبارهم علي الإنسحاب "كان يقودهم يعقوب Shevki باشا" لمسافة 20 كلم نحاية الغرب ، إلا ان الاتراك كانوا قادرين علي إعادة تنظيم صفوفهم بالقرب من المرتفعات الجبلية للضفة الغربية لنهر Araks ، وباءت محاولات تركية عديدة لعبور المهر بالفشل نتيجة مقاومة الفوج الخامس الأرمني ..

وفي 24 من مايو ، قام الأرمن بمناوشات ضد الأتراك في محاولة لزحزحتهم من مواقعهم المحصنة ، لكنهم باءوا بالفشل ، وفي 27 من مايو قام قائد أرمني يدعي K. Hasan-Pashayan بالمناورة بقواته ومهاجمة مؤخرة الأتراك بينما تقوم باقي القوات الأرمنية بهجوم رئيسي ضد القوات التركية وحدثت خسائر جسيمة بهم ، فإضطر القادة الأتراك إلي الأمر بالإنسحاب العـام ..!!

التوقيع علي معاهدة Batum ، يونيو
أجبرت الحكومة الأرمينية في يونيو 1918 علي التوقيع علي معاهدة Batum ، وعلي الرغم من ذلك قام أرمن منطقة mountainous Karabag تحت قيادة Andranik Toros Ozanian بمقاومة الجيش الثالث العثماني ونجحوا في تأسيس جمهورية أرمنيا الجبليـة في أغسطس 1918 ، وإتخذوا من مدينة سوشي Shushi مركزاً للمنطقة ...


ورد العثمانيين علي ما فعله Andranik بإرسال قوة عثمانية مؤلفة من 5000 جندي لمواجهته ، إلا انه لم تجري معارك عنيفة ، ودمر قوات Andranik وحدة عثمانية كانت تحاول عبور نهـر Varanda ، وإستمرت المناوشات بينهم حتي تم التوقيع علي هدنة Mudros ، وبعدها ، سحب الأتراك قواتهم من المنطقة ..

معركـة باكو Baku ، أغسطس
Armenian_defenders.jpg


كان لدي إسماعيل انور باشا أهداف وأمال كبيرة يرغب في تحقيقها ، فكان يحلم بإسترداد الأراضي المفقودة من الإمبراطورية قبل 40 عاماً ، فعمل علي تشكيل جيش جديد سمي بجيش الإسلام Army of Islam ويتراوح عديد جنوده بين 14000 و 25000 جندي ، وفي يوليو 1918 ، أمر إسماعيل باشا جيشه بالإنطلاق إلي جمهورية Centrocaspian الدكتاتورية ، بهدف شن هجوم لأخذ مدينة باكو الواقعة علي شاطئ بحر Caspian ، وعندما ناقش تلك الخطط مع حلفاءه الألمان ولكنهم أخبروه بالإبتعاد عن ذلك ، فتم إستثناء الضباط الألمان من العمل بالقوة الجدية ( كان أمراً متعمداً ) ...

وتحرك جيش الإسلام وإستولي علي أرمينيا وأذربيجان وخاضت خلالها مناوشات صغيرة ، فقام البريطانيون بإرسال قوة عسكـرية صغيرة تحت قيادة الجنرال Lionel Charles Dunsterville إلي مدنية باكوا Baku في 4 أغسطس 1918 .

وبعد شهر من وصولهم ، قرر البريطانيون الإنسحاب بعد هزيمتهم في معركة باكو علي أيدي العثمانيين وحلفائهم الأذربيجانيين ..

هدنة مدروز Mudros ، أكتوبر

في الـ30 من أكتوبر تم التوقيع علي هدنة مدروز التي أنهت الحرب ، وعلي الرغم من خسارتهم "العثمانيين" لحملات فارس وفلسطين والعراق ، إلا أنهم تمكنوا من إستعادة أراضيهم المحتـلة من الروس شرق الاناضــول..
............................


تم بحمد الله
 
شكرا لك أخى ابو البراء على موضوعك الرائع و سردك المشوق لتاريخ بقعه هامة من الأراضى الاسلامية

كم نفتقد ان يتوحد المسلمون تحت رأية و دولة واحدة

لكن مكائد اعداء الاسلام تحول دون ذلك

كما أسقطت الدولة العثمانية و اقيمت العلمانية فى تركيا بواسطة مصطفى اتاتورك ذو الام اليهودية مؤسس الجمهورية التركية
 
شكرا لك أخى ابو البراء على موضوعك الرائع و سردك المشوق لتاريخ بقعه هامة من الأراضى الاسلامية

كم نفتقد ان يتوحد المسلمون تحت رأية و دولة واحدة

لكن مكائد اعداء الاسلام تحول دون ذلك

كما أسقطت الدولة العثمانية و اقيمت العلمانية فى تركيا بواسطة مصطفى اتاتورك ذو الام اليهودية مؤسس الجمهورية التركية
أهلا بك أخي ، وشكرااا علي كلامك الطيـب.

بالفعل أخي ، كانت الدولة العثمانية أخر دول الإسلام الكــبري و تفرق المسلمون في بقاع الارض بعد إلغائها ، ومازلنا نجاهد حتي نعيدها إلي سابق عهدها ..

إنه أمل أن ترجع الخـلافة مرة أخري ، فمتي يشرق نورك أيها المنتظر !


 
التعديل الأخير:
سرد جميل وممتع
هل هناك المزيد من هذة السلسلة عن معارك الحرب العالمية الأولى ؟
 
عودة
أعلى