هل تحول تركيا حاملة الطائرات الخفيفة "الأناضول" إلى حاملة للطائرات المسيرة، لتصبح أول حاملة مخصصة للطائرات المسيرة في العالم، يثار هذا التساؤل في أوساط المحللين المهتمين بالشؤون العسكرية.
فتركيا تصنع في إحدى ترساناتها البحرية حاملة طائرات خفيفة مأخوذة من نموذج حاملة الطائرات الإسبانية الخفيفة خوان كارلوس، وهذا النوع من حاملات الطائرات مخصص للطائرات المروحية وأنواع معينة من الطائرات الحربية النفاثة ذات الإقلاع والهبوط القصير أو العمودي.
وعدلت البحرية التركية مواصفات الحاملة لتسمح بحمل طائرات إف 35 فئة بي القادرة على الإقلاع القصير والهبوط العمودي، ولكن بعد إخراج تركيا من برنامج الإف 35 بسبب الخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية حول صفقة صواريخ إس 400 الروسية الصنع، فإن الحاملة التي قُطع شوط كبير في عملية تصنيعها قد تدخل الخدمة بدون هذه الطائرات.
وهذه الحاملة تعمل أيضاً كسفينة هجومية برمائية إضافة إلى عملها كحاملة طائرات، إذ تستطيع نقل الحد الأدنى من قوة كتيبة دون الحاجة إلى دعم القاعدة، إلى المكان المحدد للقتال مع توفير دعم لوجستي للقوة المقاتلة.
كما أنها ستحمل 12 مروحية منها أربع مروحيات هجومية محلية الصنع من طراز T129 ATAk و طائرتان بدون طيار، إضافة إلى الطائرات الإف 35 قبل خروج تركيا من برنامجها.
كما أن السفينة مؤهلة لمهام الإغاثة من الكوارث الطبيعية إذا لزم الأمر، بفضل المستشفى الكامل ومرافق غرفة العمليات داخل هيكلها، لذا يمكن استخدامها للدعم الطبي في نطاق الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية والمساعدات الإنسانية وعمليات إجلاء اللاجئين.
وتعلق مجلة The National Interest الأمريكية سواء حصلت تركيا أخيراً على طائرات إف 35 بي أم لا، ستصبح الحاملة الأناضول واحدة من أهم السفن التي شغلتها البحرية التركية على الإطلاق وستكون منصة مفيدة بما يكفي يمكنها تقديم مساهمة مهمة في الأزمات التي تواجه أنقرة.
هل هناك بديل لطائرات إف 35؟
مع استمرار عدم حل الخلاف حول طائرات إف 35، وأداء الطائرات المسيرة التركية بدون طيار في ليبيا وسوريا، وتوسعها في مجال إنتاج الطائرات المسيرة بما في ذلك مشروع لإنتاج طائرة مسيرة أسرع من الصوت، يتساءل تقرير في مجلة Forbes الأمريكية هل تقرر أنقرة في نهاية المطاف تجهيز السفينة بطائرات بدون طيار أكثر تسليحاً؟
منذ بداية عملية البناء، وضعت تركيا تصوراً لحاملة الأناضول بأن تقوم بمجموعة متنوعة من المهام والمهام للبحرية التركية. كما تضمن التصور أن السفينة تحمل مجموعة متنوعة من الطائرات والمروحيات.
توقع أحد التقييمات المبكرة أن تحمل الحاملة الأناضول ست طائرات أف 35 فئة B، وهي نسخة لها قدرات على الإقلاع القصير والهبوط العمودي (STOVL) للطائرة الحربية الشبحية من الجيل الخامس التي كانت تركيا تشارك في إنتاجها، جنباً إلى جنب مع أربع طائرات هليكوبتر هجومية تركية T129 ATAK ، 2 S70B Seahawk مروحيات وطائرتين بدون طيار.
F-35 B
T-129 ATAK
S70B Seahawks
درون تركي بيقدار تي بي2
وفكرت أنقرة في شراء 19-20 طائرة من طراز F-35B بالإضافة إلى أسطول من طرازات F-35A التي طلبتها لقواتها الجوية.
ومع خروج تركيا من برنامج F-35 Joint Strike Fighter، فإن مقاتلة الإقلاع والهبوط القصير أو العمودي الأخرى الوحيدة التي يمكن شراؤها من أجل الحاملة الأناضول هي طائرات هارير البريطانية وسبق أن أعربت تركيا عن اهتمامها بشراء طائرات هارير لتكون بمثابة مقاتلات مؤقتة إلى أن تتمكن في نهاية المطاف من الحصول على طائرات .F-35B..
طائرة هارير بريطانية (عمودية)
ولكن هذه الطائرة توقف إنتاجها ومتقادمة.
ويمكن أن تختار أنقرة أن تقتصر الوظيفة الرئيسية لـ"الأناضول" فقط كحاملة طائرات هليكوبتر ونقل للقوات البرية، خاصة أن أغلب الحاملات المشابهة تُخصص لحمل المروحيات مثل حاملتي المروحيات اللتين اشترتهما مصر من فرنسا.
هل تحول تركيا حاملة الطائرات الخفيفة الأناضول إلى حاملة للطائرات المسيرة؟
ولكن قد تقرر تركيا أيضاً استخدام المساحة المخصصة مسبقاً لطائرات F-35B أو هارير لطائرات بدون طيار إضافية.
تم تحديث منحدر الإقلاع ليكون مناسباً لهبوط وإقلاع طائرات الهليكوبتر من الدرجة المتوسطة والثقيلة والطائرات بدون طيار مع ما يصل إلى 22 طناً من الهبوط وسيكون هناك 6 نقاط (نقطة هبوط / إقلاع)، وبما أنه في الأصل الحاملة مصممة لحمل طائرتين مسيرتين، فقد يمكن زيادة العدد.
ومما يعزز هذا الاحتمال أن تركيا حققت تقدماً جاداً في تطوير الطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة، حسب تقرير Forbes .
يمكن أن تلعب هذه الطائرات بدون طيار دوراً مهماً في البحرية التركية، خاصة وأن أنقرة تستخدمها بشكل متزايد.
ولعبت طائرات بيرقدار التركية تي بي 2 وأنكا-إس المسلحة أدواراً حاسمة في قلب الطاولة ضد خصوم تركيا، في سوريا وليبيا.
ستبدأ تركيا أيضاً قريباً في الإنتاج الكمي لطائرتها الجديدة Bayraktar Akinci بدون طيار، والتي يمكن أن تحمل العديد من الأسلحة ومن المتوقع أيضاً أن تقوم بأعمال استخباراتية مهمة.
قد تقرر أنقرة قريباً تعديل أو بناء أنواع بحرية جديدة من هذه الطائرات بدون طيار لجعلها أكثر ملاءمة للعمل خارج سطح سفينتها الرئيسية الجديدة.
ما هي المهام التي ستقوم بها الطائرات المسيرة وهل يمكن أن تقوم بوظيفة الأف 35؟
لن يكون الجمع بين هذه الطائرات بدون طيار الثلاث على الأناضول بديلاً كاملاً للمقاتلات. لكن يمكنهم، مع ذلك، المساعدة في جعل تلك السفينة الهجومية عدواً أكثر شراسة، حسب Forbes.
يمكن أن تطير طائرات Akinci المسيرة التي تعمل من الحاملة على ارتفاعات عالية، بعيداً عن نطاق الدفاعات الجوية المنخفضة والمتوسطة الارتفاع، وتنسيق الهجمات التي تنفذها Anka-S و Bayraktars بشكل فعال.
أيضاً، يمكن لطائرة Akinci بعيدة المدى، إلى جانب قدرتها على حمل صواريخ كروز طويلة المدى تطلق من الجو أن تمكن الحاملة من ضرب أهداف من على بعد مئات الأميال، كما يمكن للطائرات بدون طيار التي يتم إطلاقها من سطحها أن تقدم أيضاً دعماً جوياً لأي عمليات هبوط تقوم بها السفينة الهجومية البرمائية. قد تجدهم تركيا أفضل بكثير لهذا الدور من المروحيات T129s المحلية الصنع لأن أي إسقاط لن يؤدي إلى خسارة في طاقم الطائرة.
غير أنه على عكس المقاتلات، فإن الطائرات بدون طيار لا تمتلك تقريباً قدرات جو-جو حقيقية.
ولكن بحسب ما ورد ستتمتع الطائرة المسيرة التركية "Akinci" بالقدرة على حمل صواريخ جو – جو تركية الصنع. ومع ذلك، نظراً لبطء سرعة الطائرة بدون طيار نسبياً وعدم قدرتها على المناورة، فمن المرجح أن يتم استخدامها في الغالب كمنصة للقنابل المختلفة وصواريخ جو – أرض.
للحماية من التهديدات الجوية، من المرجح أن تعتمد الحاملة الأناضول على دعم السفن الحربية مثل طرادات تركيا من فئة Ada، والتي يتخصص بعضها في أدوار الدفاع الجوي، أو طراز Gabya الأقدم، الأمريكي السابق، وفرقاطات تحمل صواريخ سطح-جو.
ويرى تقرير مجلة Forbes أنه نظراً لإمكانياتها الواضحة، فلن يكون الأمر مفاجئاً إذا أصبحت الأناضول منصة رئيسية للطائرات المسلحة بدون طيار لإبراز القوة البحرية التركية في المستقبل غير البعيد.
بريشة : @القائد حمزة
لمنتدى الدفاع العربي و التسليح