10. الطائرة القابلة للنفخ Inflatoplane التابعة لشركة ”غووديير“:
قامت شركة ”غوديير“ بالتسويق لطائرتها القابلة للنفخ لدى الجيش الأمريكي في سنة 1956.
وبطبيعة الحال، كان الجيش منبهرا بهذه الفكرة وطلب من الشركة صناعة نماذج أولية لإختبارها وتجريبها.
تم بناء النموذج الأولي تحت اسم ”GA33“ والطيران به في مدة أقل من 12 يوما، حيث كان في الأساس بالونا ضخما يعتليه محرك طائرة.
وتمت صناعة كل من الأجنحة والمقاعد والذيل من نسيج خاص بالطائرات طورته شركة ”غوديير“ ليتم استعماله حصريا على الطائرة المنفوخة، ويدعى هذا النسيج بالـ”إيرمات“ والذي صنع من خلال دمج آلاف الطبقات من النايلون المعالج بالمطاط مع خيوط النايلون العادية.
وصنع باقي الطائرة من نسيج ومعدن الطائرات العادي، كما وفر الضغط المستلزم لإبقاء هيكل الطائرة صلبا عن طريق ضاغط هواء يشتغل بنفس المحرك ذو 40 حصانا بخاريا الذي تشتغل عليه الطائرة.
وعندما تكون الطائرة خارج الخدمة (أي ليست قيد الإستعمال) فإنها تتسع كاملة ومحركها في علبة صغيرة بما فيه الكفاية ليتم نقلها في عربة يدوية.
نفس العلبة التي تحمل الطائرة بداخلها بالإمكان نقلها هي الأخرى في صندوق سيارة ”جيب“، أو شاحنة، أو حتى إلقاؤها من طائرة عن طريق مضلة.
كانت الفكرة الكبيرة حول إنشاء هذا النوع من الطائرات هي سهولة الإلقاء بها خلف خطوط العدو ليعثر عليها الجندي المستغيث، ويقوم بنفخها بسهولة والتحليق بها في غضون ست دقائق.
تضمنت نماذج أولية لاحقة على غرار ”GA-468“ و”GA-467“ محركا أكثر قوة بقوة 60 حصانا بخاريا، مع إمكانية استيعابها لشخصين، وبعد إجراء العديد من التجارب والإختبارات عليها، أفضى الجيش في الأخير إلى أن هذه الطائرة لا يمكن ببساطة استعمالها كطائرة إنقاذ عملية.
ولا يتطلب الأمر ذكاء كبيرا لمعرفة السر وراء ذلك، حيث لا تمثل طائرةٌ مطاطيةٌ قابلة للنفخ تطير بسرعة 90 كيلومترا في الساعة أي نوع من طائرات الإنقاذ التي قد يرغب جندي في الصعود على متنها.
أضف إلى ذلك أنه حينما قدمت النماذج الأولية لسلاح البحرية الأمريكية لإجراء التجارب والاختبارات عليها، تم فضح المشاكل والأخطاء في تصميمها، حيث أنه خلال رحلة طيران تدريبية قام أحد الطيارين بالضغط عليها بشكل قوي نوعا ما، مما جعل أحد الأجنحة المطاطية يلتوي ويرتطم بمراوح المحرك، فتمزق نسيج الجناح على إثر ذلك وتضررت القبة التي كانت تدعم هيكل المحرك وانهارت كنتيجة لنقص فادح في ضغط الهواء.
لم يتمكن الطيار من الهرب والنجاة بحياته عندما سقط المحرك فوقه تماما بينما كان واقفا يهم بالهرب.
بحلول سنة 1959، أوقفت شركة ”غوديير“ إنتاج الطائرات المنفوخة، وانتهى بذلك هذا البرنامج الذي قدم للعالم إحدى أغرب الأفكار حول صناعة الطائرات.
9. الـ”ستيبا كابروني“ التابعة لشركة ”كابروني“:
كما كانت تعرف أيضا باسم ”البرميل الطائر“، وتعتبر هذه الطائرة الفريدة من بنات أفكار مهندس الطيران الإيطالي ”لويجي ستيبا“، والتي مازالت تتواجد ضمن عداد أغرب الطائرات التي صنعت يوما.
بعد أن تعمق في دراسة ديناميكا السوائل، إعتقد ”لويجي“ بشدة أنه إن تم دمج المراوح والمحرك التوربيني في هيكل يشبه في بنيته أنبوبا مدببا؛ سيتم تعزيز قوة العادم، ومنه قوة المحرك، وقد أطلق على تصميمه هذا اسم ”المروحة الأنبوبية“.
ولتجربة نظريته هذه، قام بالتقرب من صانع الطائرات الإيطالي الشهير ”كابروني“ وذلك في سنة 1932، وشرع بالعمل على نموذجه الأولي.
إستعمل على الـ”ستيبا“ محركا من طراز ”De-Havilland Gipsy“ بقوة 120 حصان بخاري، والذي تم ربطه بمروحة خشبية ثنائية الشفرات، كما كانت التوليفة كلها مجمعة داخل هيكل جسم الطائرة الأنبوبي الشكل هائل الحجم.
أثبتت التجارب والإختبارات الأولية التي تم إجراؤها على النموذج الأولي أن هذا التصميم الجديد كان معجزةً أيروديناميكية، فعلى الرغم من محركها الضعيف؛ وقصر طول أجنحتها، أظهرت الطائرة ثباتا واستقرارا رائعين.
إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى سرعات فائقة، وذلك يرجع إلى الإحتكاك الهائل مع الهواء بسبب شكل هيكلها، وقد أدى هذا الأمر إلى تحديد سرعتها القصوى بـ130 كيلومترا في الساعة، إلا أن لويجي لم يأبه لأمر السرعة القصوى على الإطلاق.
أثبتت نتائج التجارب على نموذج لويجي أن هذا التصميم كان مناسبا أكثرَ اعتماده في محركات الطائرات التجارية والطائرات لنقل الركاب الكبيرة الحجم.
قام بعدها لويجيي بالتقرب من الحكومة الإيطالية وطالب بتمويل مشروعه من أجل أن يرتقي بمحركه الأنبوبي إلى المستوى التالي.
وعلى الرغم من أن طياري التجارب والإختبارات التابعين للحكومة كانوا قد أثبتوا فعالية وفوائد تصميمه، إلا أن الحكومة الإيطالية كانت مهتمة أكثر بالسرعة، كما كانت قد استثمرت الكثير من الأموال في مشاريع طائرات عسكرية سريعة، مما أدى في نهاية المطاف إلى إيقاف مشروع ”كابروني“.
8. طائرة ”BV 141“ التابعة لشركة ”بلوم أند فوس“:
سابقا في سنة 1937، كانت القوات الجوية التابعة لألمانيا النازية في حاجة لطائرات استطلاع ذات محرك واحد، وقد تم إقتراح طائرتين إثنتين للقيام بهذه المهمة.
كانت الأولى ”فوك وولف 189“ والمعروفة أيضا باسم ”أوهو“، وكانت الطائرة الثانية ”BV 141“ لشركة ”بلوم أند فوس – Blohm & Voss“ وهي طائرة استطلاع تكتيكية فريدة من نوعها.
تمت الإشارة إلى هاتين الطائرتين لاحقا كأغرب طائرتين صنعتا على الإطلاق.
كانت طائرة ”فوك وولف“ طائرة تقليدية ثنائية الذراع وثنائية المحرك كذلك، وتم إعلانها فائزة في هذا السباق لتولي مهمات الإستطلاع، كما أن تصميم الـ”BV-141“ كان واعدا للغاية لدرجة جعل الحكومة آنذاك تواصل سريا أبحاثها حول تطويرها، وعلى خلاف كل الطائرات التي وجدت آنذاك، إستخدم على طائرة الـ”BV-141“ مقاربة منقطعة النظير وفريدة، حيث أن التصميم تم تقسيمه إلى قسمين منفصلين يربط بينهما الجناح.
لقد احتوى القسم الرئيسي على محرك ”BMW“، بينما كانت مقصورة الطاقم تتواجد بعيدا عن الجسم الرئيسي فوق الجناح.
تم استيحاء هذا التصميم من بنات أفكار الطيار السابق ”ريتشارد فوغت“، الذي كان طيارا ومصمما لدى شركة ”بلوم أند فوس“ لصناعة الطائرات.
ولقد كان مجال الرؤية من على المقصورة المنفصلة منقطع النظير، لأنه لم تعرقله أية شوائب على شاكلة المراوح الدوارة للمحرك أو جسم الطائرة نفسها، كما كانت كذلك الطائرة فيما يخص مجال الإستطلاع والملاحظة أفضل بأشواط من طائرة الـ”فوك وولف 189“، أضف إلى ذلك كونها من أكثر الطائرات غرابة في شكلها.
عندما قام ”إرنست أودت“، وهو الرجل المسؤول عن تطوير الطائرات لدى وزارة الجو الألمانية آنذاك، بالطيران بالـ”بلوم أند فوس“، كان منبهرا للغاية بأدائها الرائع، لدرجة أنه وضع طلبا عليها بحجم 500 وحدة.
لسوء الحظ، وعلى الرغم من كون الإنتاج قد بدأ فعلا، حيث كان يجري على قدم وساق، مع 20 وحدة جاهزة، إلا أن المشروع برمته توقف لأسباب متعددة.
حيث قررت بعد وقت قليل من ذلك وزارة الجو الألمانية أن طائرات الـ”فوك وولف“ كانت آنذاك تجول الأجواء وتقوم بمهمة الملاحظة والإستطلاع على أكمل وجه، مما يجعل طلبية الـ500 طائرة ”بلوم أند فوس“ غير ضرورية على الإطلاق.
لاحقا، أدت غارة جوية لقوات الحلفاء إلى تدمير المنشأة الرئيسية لصناعة وإنتاج طائرات الـ”فوك وولف“ الإستطلاعية، مما تسبب في تحويل قرابة الثمانين بالمائة من الطاقة الإنتاجية لشركة ”بلوم أند فوس“ لصناعة وإنتاج طائرات الـ”فوك وولف“.
7. طائرة الـ”هيركيليس H4“ التابعة لشركة ”هوارد هيوز“:
في سنة 1942، كانت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في أمس الحاجة إلى طائرة شحن كبيرة بإمكانها نقل كل من الجنود والإمدادات، والطيران بهم عبر المحيط الأطلسي نحو أوروبا.
كانت آنذاك الحرب العالمية الثانية في أوج ذروتها، وكانت القوات البحرية النازية من سفن حربية وغواصات تهاجم وتغرق العديد من السفن الأمريكية، التي كانت تحاول الوصول إلى أوروبا.
إستجاب رائد صناعة الطائرات والملياردير ”هوارد هيوز“ لطلب الحكومة باقتراح لم يخطر ببال أحد إمكانية إنجازه بشريا، ألا وهو طائرة الـ”هيركيليس“.
إن تم إكمل بنائها، ستصبح بذلك أكبر طائرة وأكبر سفينة طائرة يتم بناؤها على الإطلاق، وكان الأمر الذي جعل منها في غاية الإهتمام كذلك هو أنه في الوقت الذي وقع فيه ”هوارد هيوز“ عقده مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، تم منعه منعا باتا من إستعمال الحديد في صناعة طائرته العملاقة، لأن الزمن كان زمن حرب، والحديد كان سلعة نادرة آنذاك.
لذلك قرر هيوز أن يقوم بصناعة طائرة خشبية عملاقة، والتي ستعرف لاحقا على أنها واحدة من أغرب الطائرات التي صنعت على الإطلاق.
إستمر وقع الحرب، وبدأت الشكوك تحوم حول هيوز، الذي تأخر في إنهاء العمل على طائرته العملاقة، وبدأت الصحافة أيضا في الضغط عليه وتنغيصه، حيث كانت تدعو طائرته العملاقة باسم: ”أوزة شجرة التنوب“، إلا أنه في الحقيقة، كانت طائرته الهيركيليس مصنوعة من خشب البتولا (القضبان) المصفح.
إستمر هيوز بالعمل على تصميمه حتى فرغ منه أخيرا في سنة 1947، وقرر بعدها إكتشاف ما إذا كانت طائرته تلك قادرة على الطيران أم لا، وذلك في مسار قصير في ميناء ”لونغ بيتش“.
أثبتت الطائرة أنها كانت قادرة على الطيران بالفعل، وقام هيوز بالطيران بها بنفسه على مسافة بعض الكيلومترات، وعلى ارتفاع 20 فوق فوق المحيط قبل أن يعاود الهبوط بها، لم تحلق الهيركيليس بعد ذلك أبدا، وكانت الأولى والأخيرة من نوعها.
وإلى يومنا هذا، مازالت طائرة الهيركيليس تحمل الرقم القياسي في كونها أكبر طائرة تصنع على الإطلاق مع أطول جناح، ولم تضاهيها في ذلك حتى عمالقة الطائرات الحديثة على غرار طائرة الـ”الأنتونوف A-225“، وطائرة ”Airbus A380“، وذلك دون ذكر كونها واحدة من أغرب الطائرات على الإطلاق كذلك.
6. طائرة ”الفطيرة الطائرة“ التابعة لشركة Vought:
هذا حتما من أغرب تصاميم الطائرات الذي يجد له مكانا بسهولة في قائمتنا هذه لأغرب الطائرات على الإطلاق، إلا أنه من الواضح أن هذا التصميم لم ينشأ بدون هدف أو غاية.
بعد الهجوم على قاعدة ”بيرل هاربور“ البحرية من طرف الكاميكازي اليابانيين، أعربت القوات البحرية الأمريكية عن حاجتها إلى طائرة بإمكانها الإقلاع والهبوط من وفي مناطق ضيقة على غرار سطح حاملة طائرات.
كان من المتوقع من هذه الطائرة أن تواجه الطائرات المقاتلة اليابانية والغواصات، ومن الجدير بالذكر أن شركة ”Vought“ كانت شركة إشتهرت بصناعتها لطائرات عظيمة على غرار الطائرة العسكرية المقاتلة F4U Corsair الأيقونية.
في سنة 1942، تم البدء في العمل على تصميم ”الفطيرة الطائرة“ أو ”الفلابجاك الطائر“ كما صارت تعرف فيما بعد، وقد كان شكلها فريدا جدا بحيث لم يكن لها أنف بارز أو أجنحة أو ذيل، وبدل ذلك كان جسم الطائرة بأكمله يشبه إلى حد بعيد شكل ”الفطيرة“، مع محركان توربينيان بمراوح، كل واحد في نهاية كل جانب من الطائرة.
جاء النموذج الأولي تحت إسم ”V-173“ مذهلا بحق خلال الدورات التجريبية التي أجريت عليه، حيث كان هذا التصميم يتمتع بقدرة فائقة على الإقلاع والهبوط بسرعات بطيئة جدا. ويرجع ذلك إلى كون جسم طائرة V-173 كله داعما للتحليق والطفو، كما كانت الطائرة أيضا مستقرة جدا، على عكس معظم الطائرات التقليدية، كما كان بإمكانها ”الوقوف“ نسبيا أثناء الطيران.
جعلت منها كل من الخصائص السابقة أفضل مرشح لنيل دور المقاتلة التي تنطلق من على سطح حاملة الطائرات، وسرعان ما بدأت البحرية في تمويل صناعة وإجراء التجارب على نموذج مطور من هذا التصميم يدعى: ”XF5U-1“، وقد كان هذا النموذج في الأساس تحديثا لنسخة الـV-173 مع محركات أكبر وهيكل أكبر كذلك، كما كان من المخطط له إستعمال نوع خفيف من المعادن في صناعته يدعى الـ”Metallite“.
كان ”الميتاليت“ مزيجا من الألمنيوم المصفح مع لب خشب ”البلسا“، وقد صممت الـXF5U لتطير بسرعة قصوى تقدر بـ683 كيلومتر في الساعة، مع قدرة الهبوط بسرعة 32 كيلومتر في الساعة.
إلا أن هذا التصميم لم يسلم من العيوب، حيث أنه كان يعاني من الإهتزازات العنيفة في محركاته، هذه الإهتزازات التي من شأنها أن تخل باستقرار الطائرة أثناء هبوطها في أماكن ضيقة، مما أدى إلى إرجاء تجربة واختبار هذه الطائرات إلى أجل آخر.
وبينما تم في الأخير معالجة المشاكل التي كانت تشوب هذا التصميم، إنتهت الحرب العالمية الثانية، وتوجه بعد ذلك اهتمام الجيش نحو الطائرات النفاثة التي أظهرت إحتمالات واعدة بالنجاح أكثر من الطائرات ذوات المحركات العادية.
تم في النهاية تدمير طائرة الـXF5U الأولى والوحيدة التي تم صنعها باستعمال رافعة مدمرة، إلا أن البعض ما زال يتذكرها كواحدة من أغرب الطائرات التي صممت وصنعت على الإطلاق.
5. طائرة الـ”البارتيني VVA-14“ التابعة لشركة ”بيرييف – Beriev“:
كانت طائرة ”بارتيني بيرييف“ نموذجا أوليا تجريبيا لطائرة بحرية تم تطويرها من طرف الإتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، وكان مهندس الطيران الإيطالي المنشأ ”روبرت بارتيني“ هو من صمم هذه الطائرة الغريبة.
عندما تصعدت مخاوف الإتحاد السوفييتي من أن يتعرضوا لهجوم من طرف الولايات المتحدة بالصواريخ النووية التي قد تطلقها عليهم من خلال غواصاتها، لجؤوا إلى شركة ”بيرييف“ لصناعة الطائرات، والتي عرف عنها صناعتها للطائرات البحرية (الطائرات العوامة).
لقد قرروا صناعة طائرة برمائية لمطاردة الغواصات، والتي بإمكانها الإقلاع من البر والبحر على حد سواء، كما يكون بإمكانها الإنزلاق والتزللج على سطح المحيطات بسرعة فائقة، بالإضافة إلى إمكانية امتلاكها لتقنية الـ”VTOL“ إختصارا لـ(Vertical Take Off and Landing) وهي القابلية على الإقلاع والهبوط العموديين.
وإذا ما تم تطويرها بنجاح، فإن تصميم VVA-14 سيثبت كونه تهديدا حقيقيا لكل قوة بحرية تحاول غزو المياه الإقليمية السوفييتية.
تم بدء العمل على تطوير النماذج الأولية لهذه الطائرة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، حيث تم تصميم الطائرة؛ التي يتم تذكرها لغاية اليوم بسبب غرابة شكلها، حول جسم مركزي يشبه في شكله جسم الطائرات القاذفة للقنابل (bomber) مع تركيبات تشبه الأذرع تمتد على كلا جانبي الطائرة لغرض واحد وهو حمل وتثبيت الجسر العائم، كما قام جناح واحد مستقيم يمتد على كلا جانبي الهيكل بتوفير والمحافظة على القدرة على التحليق، مع محركين توربينيين مروحيين لتوفير الطاقة اللازمة لهذه الطائرة.
تم في بداية الأمر إستعمال جسر عائم قابل للنفخ، والذي تم استبداله لاحقا بجسر عائم معدني لضمان حركة فائقة السرعة فوق سطح الماء، كما تمت بعد ذلك إضافة محركين إضافيين في مؤخر الطائرة، من أجل توفير قوة دفع إضافية لها عندما تكون تتحرك فوق سطح الماء.
لسوء الحظ لم يكتمل إنشاء التصميم النهائي لهذه الطائرة، بسبب فشل الشركة المسؤولة عن توفير المحركات النفاثة المستلزمة للإقلاع العمودي في تسليمها في الوقت المحدد.
توفي ”لويجي بارتيني“ في سنة 1974، ومع وفاته بدأت طائرته بمواجهة العديد من المشاكل خلال تجارب الأداء التي أجريت عليها، ثم هُجر المشروع في نهاية المطاف.
تقبع آخر طائرات VVA-14 في متحف للقوات الجوية في ”مونينو“ بموسكو على هيئتها المفككة.
4. طائرة ”كالينين K-7“ لشركة ”كونستانتين“:
نظرة واحدة إلى هذه الطائرة الغريبة تخولك من تخمين المكان الذي أنشئت فيه هذه الطائرة في روسيا، أو بالأحرى الإتحاد السوفييتي بما أنها صنعت خلال سنوات الثلاثينيات الماضية.
كان الهدف من بنائها هو استعمالها كقاذفة قنابل وطائرة شحن في آن واحد، وقد كانت الـK-7 أكبر طائرة تشتغل بمحرك مروحة توربينية آنذاك، مع جناح يفوق في طوله حتى ذلك في طائرة الـB-52، وعليه فهي وجدت لها مكانا في قائمتنا هذه بأغرب الطائرات التي تم بناؤها على الإطلاق.
لقد تم إبتكارها من طرف طيار الحرب العالمية الأولى ”كونستانتين كالينين“، وكان تصميم الطائرة هذه مخالفا لكل المعايير المعروفة آنذاك، مع هيكل مركزي صغير وأجنحة عملاقة وغليظة نسبيا.
تمت إضافة عُدة الهبوط إلى الهيكلين اللذين يشبهان في شكلهما شكل الجسم العوام للطائرات المائية، واللذان يتواجدان مباشرة تحت الجناحين، كما تم توفير الطاقة من خلال سبعة محركات V12، ستة منها في وضعية السحب وواحد في وضعية الدفع.
كان باستطاعة الطائرة نقل طاقم يتألف من 12 شخصا، مع 16 طنا من القنابل، و120 مظليا على الأجنحة العملاقة.
كانت الهياكل الغريبة أسفل الأجنحة تقوم بحمل وتثبيت عدة الهبوط، بالإضافة إلى ثمانية أسلحة رشاشة من عيار 7.62 ميليمتر، وثمانية مدافع من عيار 20 ميليمتر.
تم إجراء سبعة تجارب أداء واختبارات على طائرة K-7 الأولى والوحيدة التي تم إنشاؤها، وقد أظهرت قدرة عجيبة على الطيران.
إلا أنها لم تخلُ من بعض المشاكل، حيث أنه خلال الطيران بها كان قسم المؤخرة والذيل يهتز بقوة، فقام بذلك المصممون بتلحيم قطع عملاقة من الفولاذ إلى أذرع التطويل في الذيل من أجل تثبيتها في مكانها، بدلا من البحث عن المشكل الحقيقي بالطائرة الذي يجعلها تهتز بهذه القوة.
وبذلك استمرت تجارب الطيران، وفي إحداها إنكسر قسم الذيل وقام بالتشويش على نظام عمل الجنيحات التي من شأنها توجيه حركة الطائرة، مما تسبب في سقوطها.
كلف هذا الحادث المروع الإتحاد السوفييتي حياة الطاقم المتألف من 15 شخصا، بالإضافة إلى كونها ضربة موجعة للحملة الدعائية التي كان يقوم بالترويج لها من خلال إظهار للعالم قوة طائرته العملاقة.
تم إلقاء القبض على كالينين من طرف الشرطة، ووجهت إليه تهم تخريب مشروع طائرته الخاصة، بالإضافة إلى تهم الخيانة الوطنية، وتم إعدامه في الأخير في سنة 1938.
3. طائرة ”الأفروكار VZ9“ التابعة لشركة ”أفرو“:
كانت طائرة الـVZ9 نتاجا لتجارب تم إجراؤها بالتعاون بين شركة ”أفرو كندا“ وجيش الولايات المتحدة الأمريكية لصناعة صحن طائر، حتى يتسنى لك عزيزي القارئ أن تفهم بسهولة كيف وصلت هذه الطائرة إلى لائحتنا لأغرب الطائرات على الإطلاق.
لابد أن أحدهم في مقر البنتاغون كان يشاهد الكثير من أفلام الفضاء الخيالية آنذاك، وكان الجيش يأمل أن تكون لهذه الصحون الطائرة القدرة على التسلل والطيران من على ارتفاع 100 ألف قدم، بالإضافة إلى سرعة قصوى تتعدى ”ماك 2“ (الماك هو وحدة قياس سرعة الصوت، حيث أن سرعة الصوت تعادل ماك واحدا والذي بدوره يساوي 2469.6 كيلومترا في الساعة)، مما يعني أن سرعة ماك 2 تعني ضعف سرعة الصوت.
لم يكن التصميم الذي أتت به شركة أفرو قريبا بأي شكل من الأشكال لتحقيق مطالب الجيش الأمريكي، بل أن هذا الصحن الطائر لم يتمكن حتى من تجاوز إرتفاع متر واحد عن الأرض قبل أن يفقد السيطرة، كما كانت السرعة القصوى التي تمكن من التحليق بها هي 35 ميلا في الساعة فقط.
إضافة إلى ذلك كانت قيادته أمرا عويصا بحق، لأن المحرك المركزي كان يسحب كل ما تواجد تحته من أغراض ويقذف بها في وجه الربان، لذا كان من المستحيل قيادتها من دون زجاج حماية، كما أدت العديد من التجارب والإختبارات في الأجواء ومراكز التجريب التابعة لوكالة ”ناسا“ بالكشف عن المشاكل العديدة والأساسية التي تشوب هذا التصميم، وكانت أية رغبة أو محاولة للرفع من أداء الآلة تعني إعادة النظر من جديد في التصميم الأساسي لها.
وبعد إنفاق ما يفوق العشرة ملايين دولار عليه، قررت الحكومة في الأخير أنه من الأفضل لها أن تتخلى عن هذا المشروع، الذي ساهم في إثراء قائمتنا هذه بأغرب الطائرات التي وجدت على الإطلاق.
2. طائرة الـ”XF-85 Goblin“:
أثبتت الطائرات القاذفة للقنابل بعيدة المدى أنها ضرورية لأي سلاح جو في العالم، وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من أن قاذفات القنابل كان بإمكانها نقل أطنان من القنابل على مسافات طويلة والإلقاء بها على أراضي العدو، إلا أنها كانت ضعيفة للغاية أمام الطائرات المقاتلة.
كما أن طائرات مقاتلة مرافقة لها لم يكن بإمكانها مجاراة مدى التحليق العالي الذي تحلق عليه قاذفات القنابل، لذا قامت دول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفييتي، وشرعت في تجريب تصاميم أولية عن طائرات ”طفيلية“ مقاتلة.
كانت الفكرة الأساسية هي أن تحمل قاذفات القنابل هذه الطائرات الصغيرة المقاتلة بداخلها، وعندما تمر فوق أراضي العدو تقوم بإطلاقها في الجو لمواجهة مقاتلات العدو ثم تعود بعد ذلك إلى داخل الطائرة ”الأم“، وأن يتم كل هذا بسهولة وسرعة كبيرتين.
إلا أن أي محاولة لبناء طائرة طفيلية مقاتلة ناجحة فشلت تماما، وقد كانت ”المكدونال X-85“ محاولة من طرف الجيش الأمريكي في سنوات الخمسينيات الماضية لبناء هذه الفئة من الطائرات، والتي كان من المفترض منها قدرتها على الرسو داخل طائرة B-36 للدفاع عنها أثناء تحليقها فوق الأراضي السوفييتية لأداء مهامها.
وقد كانت الـ”Goblin“ أصغر طائرة نفاثة مقاتلة يتم صناعتها على الإطلاق، مع شكل شبيه بالبيضة، لم يتعدى طولها 4 أمتار ونصف.
كما كانت من بين أغرب الطائرات التي تم إنشاؤها، حيث تم تجهيزها بأربعة مدافع رشاشة من عيار 50 للتعويض عن حجمها الضئيل.
تم في البداية وضعها داخل هيكل طائرة B-29 لإجراء التجارب عليها قبل استعمالها داخل طائرة الـB-36، حيث تم إرساؤها داخل الطائرة بنجاح تام، كما أن إطلاقها في الجو من خلال الطائرة أثناء طيرانها لم يشكل مشكلة كذلك.
حيث أنه تم التحكم بها بطريقة فعالة، إلا أن المشكل الحقيقي كان يكمن في عملية إعادة الدخول إلى الطائرة، حيث أن المحرك التوربيني ذو المراوح كان ليقذف بالطائرة القزمة بعيدا في الجو في كل مرة تقترب لترسو على الطائرة الأم، ونجحت ثلاثة تجارب من أصل سبعة فقط في إرساء الطائرة، وفي واحدة منها إصطدمت مقدمة الطائرة وتهشمت وبما أن المصممين لم يضعوا في الطائرة القزمة أي معدات للهبوط، إضطر الربان إلى الهبوط الإضطراري بها على سطح بحيرة جافة أين تحطمت.
ومن بين المشاكل التي واجهتها أيضا، هو كون محركها الصغير وقوتها الضعيفة مقارنة مع المقاتلات السوفييتية التي تقدمت عليها بأشواط.
بسبب مشاكل الإرساء وضعف الأداء، تخلت إدارة سلاح الجو الأمريكية في نهاية المطاف عن طائرة ”Goblin“ ووجهت اهتماماتها نحو مشاريع الطائرات ذات حمولة الوقود الكبيرة الكافية لتطير على مسافات طويلة، في خطوة منها لحل مشكل مرافقة وتوفير الحماية لقاذفات القنابل.
1. طائرة ”إكرانوبلاين“ فئة ”ذا لون – The Lun“:
تتصدر قائمتنا لأغرب الطائرات طائرة الـ”لون“ من فئة طائرات ”الإكرانوبلاين – Ekranoplane“. هذه الطائرة ”الماموث“ بالذات عرفت باسم ”Lun class MD-160“، وهي مزيج بين طائرة وسفينة بحرية.
تحلق هذه الطائرة على ارتفاع 5 أمتار فقط فوق سطح الماء، إلا أنه بإمكانها الوصول إلى سرعة كبيرة تتعدى 560 كيلومترا في الساعة، وبينما كان التحكم بها صعبا يشبه في ذلك رجلا ثملا مترنحا يتحرك فوق لوح تزلج، إلا أنها كانت مجهزة بأسلحة ثقيلة فقط في حالة ما أرادت إحدى السفن الأمريكية العبث معها.
كان القسم العلوي من هيكل الطائرة مجهزا بست مدافع قاذفة للصواريخ المضادة للسفن من نوع ”SS-N-22“، وإذا ما وجدت طائرة الـ”لون“ هذه نفسها في مواجهة طائرات مقاتلة تحلق على علو منخفض أو في مواجهة قوارب، فإن ذلك لا يشكل عليها تهديدا على الإطلاق، إذ أنها مجهزة بمدافع ذات عيار 23 ميليمتر، بالإضافة إلى رشاشات ذات عيار 50.
إستغلت هذه الطائرات قدرتها على الطيران على ارتفاع قريب من سطح المياه لصالحها، مما مكنها من الإنزلاق بسرعة فائقة فوق المحيطات، وقد عزز هذا الأمر من فعاليتها واقتصادها للوقود بالإضافة إلى كونه منحها قدرة هائلة على التسلل، لأن الرادارات في ذلك الوقت لم تكن قادرة على رصد الطائرات التي تحلق على علو منخفض جداً مثل طائرة الـ”لون“.
صممت أول وآخر طائرة فئة ”لون“ لتكون طائرة نقل أشخاص فائقة السرعة ومضادة للسفن الحربية. وتم إطلاقها مع أسطول القوات البحرية السوفييتية في البحر الأسود سنة 1987، وظلت في الخدمة إلى غاية آخر سنوات التسعينات.
كانت الطائرة تزن 350 طنا، كما كانت أطول من طائرة ”الهيركيليس“ العملاقة التي صممها ”هوارد هيوز“، وبما أنه كان بمقدورها الإنطلاق والتحليق بسرعة تتجاوز 560 كيلومترا في الساعة، أسرع من السفن نفسها، فقد جعل منها طائرة إعتراضية بامتياز.
كما كان بمقدورها أيضا التسلل إلى مناطق العدو دون أن يتم رصدها من طرف أجهزة الرادار، وإمطار العدو بوابل من الصواريخ المضادة للسفن قبل حتى أن يتم اكتشاف وجودها هناك.
إلا أن حجمها الهائل جعل منها هدفا سهلا للطائرات المقاتلة، مما استدعى مرافقتها من طرف طاقم من الطائرات المقاتلة والسفن.
تم التخطيط لبناء طائرة ثانية من هذه الفئة من أجل استعمالها كوسيلة نقل سريعة من أرض المعركة إلى المستشفيات، وذلك في أواخر الثمانينات، إلا أن انهيار الإتحاد السوفييتي وضع حدا للبرنامج برمته حتى عندما كانت الطائرة الثانية على وشك الجهوزية.
تم تسريح الـMD-160 من الخدمة في سنة 1997، وهي تقبع الآن في محطة بحرية تابعة للقوات البحرية الروسية في ”كاسبييسك“.
الموضوع مع الترجمه منقول
المصدر الأصلي https://www.wonderslist.com/strange-aircrafts-that-actually-existed/
قامت شركة ”غوديير“ بالتسويق لطائرتها القابلة للنفخ لدى الجيش الأمريكي في سنة 1956.
وبطبيعة الحال، كان الجيش منبهرا بهذه الفكرة وطلب من الشركة صناعة نماذج أولية لإختبارها وتجريبها.
تم بناء النموذج الأولي تحت اسم ”GA33“ والطيران به في مدة أقل من 12 يوما، حيث كان في الأساس بالونا ضخما يعتليه محرك طائرة.
وتمت صناعة كل من الأجنحة والمقاعد والذيل من نسيج خاص بالطائرات طورته شركة ”غوديير“ ليتم استعماله حصريا على الطائرة المنفوخة، ويدعى هذا النسيج بالـ”إيرمات“ والذي صنع من خلال دمج آلاف الطبقات من النايلون المعالج بالمطاط مع خيوط النايلون العادية.
وصنع باقي الطائرة من نسيج ومعدن الطائرات العادي، كما وفر الضغط المستلزم لإبقاء هيكل الطائرة صلبا عن طريق ضاغط هواء يشتغل بنفس المحرك ذو 40 حصانا بخاريا الذي تشتغل عليه الطائرة.
وعندما تكون الطائرة خارج الخدمة (أي ليست قيد الإستعمال) فإنها تتسع كاملة ومحركها في علبة صغيرة بما فيه الكفاية ليتم نقلها في عربة يدوية.
نفس العلبة التي تحمل الطائرة بداخلها بالإمكان نقلها هي الأخرى في صندوق سيارة ”جيب“، أو شاحنة، أو حتى إلقاؤها من طائرة عن طريق مضلة.
كانت الفكرة الكبيرة حول إنشاء هذا النوع من الطائرات هي سهولة الإلقاء بها خلف خطوط العدو ليعثر عليها الجندي المستغيث، ويقوم بنفخها بسهولة والتحليق بها في غضون ست دقائق.
تضمنت نماذج أولية لاحقة على غرار ”GA-468“ و”GA-467“ محركا أكثر قوة بقوة 60 حصانا بخاريا، مع إمكانية استيعابها لشخصين، وبعد إجراء العديد من التجارب والإختبارات عليها، أفضى الجيش في الأخير إلى أن هذه الطائرة لا يمكن ببساطة استعمالها كطائرة إنقاذ عملية.
ولا يتطلب الأمر ذكاء كبيرا لمعرفة السر وراء ذلك، حيث لا تمثل طائرةٌ مطاطيةٌ قابلة للنفخ تطير بسرعة 90 كيلومترا في الساعة أي نوع من طائرات الإنقاذ التي قد يرغب جندي في الصعود على متنها.
أضف إلى ذلك أنه حينما قدمت النماذج الأولية لسلاح البحرية الأمريكية لإجراء التجارب والاختبارات عليها، تم فضح المشاكل والأخطاء في تصميمها، حيث أنه خلال رحلة طيران تدريبية قام أحد الطيارين بالضغط عليها بشكل قوي نوعا ما، مما جعل أحد الأجنحة المطاطية يلتوي ويرتطم بمراوح المحرك، فتمزق نسيج الجناح على إثر ذلك وتضررت القبة التي كانت تدعم هيكل المحرك وانهارت كنتيجة لنقص فادح في ضغط الهواء.
لم يتمكن الطيار من الهرب والنجاة بحياته عندما سقط المحرك فوقه تماما بينما كان واقفا يهم بالهرب.
بحلول سنة 1959، أوقفت شركة ”غوديير“ إنتاج الطائرات المنفوخة، وانتهى بذلك هذا البرنامج الذي قدم للعالم إحدى أغرب الأفكار حول صناعة الطائرات.
9. الـ”ستيبا كابروني“ التابعة لشركة ”كابروني“:
كما كانت تعرف أيضا باسم ”البرميل الطائر“، وتعتبر هذه الطائرة الفريدة من بنات أفكار مهندس الطيران الإيطالي ”لويجي ستيبا“، والتي مازالت تتواجد ضمن عداد أغرب الطائرات التي صنعت يوما.
بعد أن تعمق في دراسة ديناميكا السوائل، إعتقد ”لويجي“ بشدة أنه إن تم دمج المراوح والمحرك التوربيني في هيكل يشبه في بنيته أنبوبا مدببا؛ سيتم تعزيز قوة العادم، ومنه قوة المحرك، وقد أطلق على تصميمه هذا اسم ”المروحة الأنبوبية“.
ولتجربة نظريته هذه، قام بالتقرب من صانع الطائرات الإيطالي الشهير ”كابروني“ وذلك في سنة 1932، وشرع بالعمل على نموذجه الأولي.
إستعمل على الـ”ستيبا“ محركا من طراز ”De-Havilland Gipsy“ بقوة 120 حصان بخاري، والذي تم ربطه بمروحة خشبية ثنائية الشفرات، كما كانت التوليفة كلها مجمعة داخل هيكل جسم الطائرة الأنبوبي الشكل هائل الحجم.
أثبتت التجارب والإختبارات الأولية التي تم إجراؤها على النموذج الأولي أن هذا التصميم الجديد كان معجزةً أيروديناميكية، فعلى الرغم من محركها الضعيف؛ وقصر طول أجنحتها، أظهرت الطائرة ثباتا واستقرارا رائعين.
إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى سرعات فائقة، وذلك يرجع إلى الإحتكاك الهائل مع الهواء بسبب شكل هيكلها، وقد أدى هذا الأمر إلى تحديد سرعتها القصوى بـ130 كيلومترا في الساعة، إلا أن لويجي لم يأبه لأمر السرعة القصوى على الإطلاق.
أثبتت نتائج التجارب على نموذج لويجي أن هذا التصميم كان مناسبا أكثرَ اعتماده في محركات الطائرات التجارية والطائرات لنقل الركاب الكبيرة الحجم.
قام بعدها لويجيي بالتقرب من الحكومة الإيطالية وطالب بتمويل مشروعه من أجل أن يرتقي بمحركه الأنبوبي إلى المستوى التالي.
وعلى الرغم من أن طياري التجارب والإختبارات التابعين للحكومة كانوا قد أثبتوا فعالية وفوائد تصميمه، إلا أن الحكومة الإيطالية كانت مهتمة أكثر بالسرعة، كما كانت قد استثمرت الكثير من الأموال في مشاريع طائرات عسكرية سريعة، مما أدى في نهاية المطاف إلى إيقاف مشروع ”كابروني“.
8. طائرة ”BV 141“ التابعة لشركة ”بلوم أند فوس“:
سابقا في سنة 1937، كانت القوات الجوية التابعة لألمانيا النازية في حاجة لطائرات استطلاع ذات محرك واحد، وقد تم إقتراح طائرتين إثنتين للقيام بهذه المهمة.
كانت الأولى ”فوك وولف 189“ والمعروفة أيضا باسم ”أوهو“، وكانت الطائرة الثانية ”BV 141“ لشركة ”بلوم أند فوس – Blohm & Voss“ وهي طائرة استطلاع تكتيكية فريدة من نوعها.
تمت الإشارة إلى هاتين الطائرتين لاحقا كأغرب طائرتين صنعتا على الإطلاق.
كانت طائرة ”فوك وولف“ طائرة تقليدية ثنائية الذراع وثنائية المحرك كذلك، وتم إعلانها فائزة في هذا السباق لتولي مهمات الإستطلاع، كما أن تصميم الـ”BV-141“ كان واعدا للغاية لدرجة جعل الحكومة آنذاك تواصل سريا أبحاثها حول تطويرها، وعلى خلاف كل الطائرات التي وجدت آنذاك، إستخدم على طائرة الـ”BV-141“ مقاربة منقطعة النظير وفريدة، حيث أن التصميم تم تقسيمه إلى قسمين منفصلين يربط بينهما الجناح.
لقد احتوى القسم الرئيسي على محرك ”BMW“، بينما كانت مقصورة الطاقم تتواجد بعيدا عن الجسم الرئيسي فوق الجناح.
تم استيحاء هذا التصميم من بنات أفكار الطيار السابق ”ريتشارد فوغت“، الذي كان طيارا ومصمما لدى شركة ”بلوم أند فوس“ لصناعة الطائرات.
ولقد كان مجال الرؤية من على المقصورة المنفصلة منقطع النظير، لأنه لم تعرقله أية شوائب على شاكلة المراوح الدوارة للمحرك أو جسم الطائرة نفسها، كما كانت كذلك الطائرة فيما يخص مجال الإستطلاع والملاحظة أفضل بأشواط من طائرة الـ”فوك وولف 189“، أضف إلى ذلك كونها من أكثر الطائرات غرابة في شكلها.
عندما قام ”إرنست أودت“، وهو الرجل المسؤول عن تطوير الطائرات لدى وزارة الجو الألمانية آنذاك، بالطيران بالـ”بلوم أند فوس“، كان منبهرا للغاية بأدائها الرائع، لدرجة أنه وضع طلبا عليها بحجم 500 وحدة.
لسوء الحظ، وعلى الرغم من كون الإنتاج قد بدأ فعلا، حيث كان يجري على قدم وساق، مع 20 وحدة جاهزة، إلا أن المشروع برمته توقف لأسباب متعددة.
حيث قررت بعد وقت قليل من ذلك وزارة الجو الألمانية أن طائرات الـ”فوك وولف“ كانت آنذاك تجول الأجواء وتقوم بمهمة الملاحظة والإستطلاع على أكمل وجه، مما يجعل طلبية الـ500 طائرة ”بلوم أند فوس“ غير ضرورية على الإطلاق.
لاحقا، أدت غارة جوية لقوات الحلفاء إلى تدمير المنشأة الرئيسية لصناعة وإنتاج طائرات الـ”فوك وولف“ الإستطلاعية، مما تسبب في تحويل قرابة الثمانين بالمائة من الطاقة الإنتاجية لشركة ”بلوم أند فوس“ لصناعة وإنتاج طائرات الـ”فوك وولف“.
7. طائرة الـ”هيركيليس H4“ التابعة لشركة ”هوارد هيوز“:
في سنة 1942، كانت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في أمس الحاجة إلى طائرة شحن كبيرة بإمكانها نقل كل من الجنود والإمدادات، والطيران بهم عبر المحيط الأطلسي نحو أوروبا.
كانت آنذاك الحرب العالمية الثانية في أوج ذروتها، وكانت القوات البحرية النازية من سفن حربية وغواصات تهاجم وتغرق العديد من السفن الأمريكية، التي كانت تحاول الوصول إلى أوروبا.
إستجاب رائد صناعة الطائرات والملياردير ”هوارد هيوز“ لطلب الحكومة باقتراح لم يخطر ببال أحد إمكانية إنجازه بشريا، ألا وهو طائرة الـ”هيركيليس“.
إن تم إكمل بنائها، ستصبح بذلك أكبر طائرة وأكبر سفينة طائرة يتم بناؤها على الإطلاق، وكان الأمر الذي جعل منها في غاية الإهتمام كذلك هو أنه في الوقت الذي وقع فيه ”هوارد هيوز“ عقده مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، تم منعه منعا باتا من إستعمال الحديد في صناعة طائرته العملاقة، لأن الزمن كان زمن حرب، والحديد كان سلعة نادرة آنذاك.
لذلك قرر هيوز أن يقوم بصناعة طائرة خشبية عملاقة، والتي ستعرف لاحقا على أنها واحدة من أغرب الطائرات التي صنعت على الإطلاق.
إستمر وقع الحرب، وبدأت الشكوك تحوم حول هيوز، الذي تأخر في إنهاء العمل على طائرته العملاقة، وبدأت الصحافة أيضا في الضغط عليه وتنغيصه، حيث كانت تدعو طائرته العملاقة باسم: ”أوزة شجرة التنوب“، إلا أنه في الحقيقة، كانت طائرته الهيركيليس مصنوعة من خشب البتولا (القضبان) المصفح.
إستمر هيوز بالعمل على تصميمه حتى فرغ منه أخيرا في سنة 1947، وقرر بعدها إكتشاف ما إذا كانت طائرته تلك قادرة على الطيران أم لا، وذلك في مسار قصير في ميناء ”لونغ بيتش“.
أثبتت الطائرة أنها كانت قادرة على الطيران بالفعل، وقام هيوز بالطيران بها بنفسه على مسافة بعض الكيلومترات، وعلى ارتفاع 20 فوق فوق المحيط قبل أن يعاود الهبوط بها، لم تحلق الهيركيليس بعد ذلك أبدا، وكانت الأولى والأخيرة من نوعها.
وإلى يومنا هذا، مازالت طائرة الهيركيليس تحمل الرقم القياسي في كونها أكبر طائرة تصنع على الإطلاق مع أطول جناح، ولم تضاهيها في ذلك حتى عمالقة الطائرات الحديثة على غرار طائرة الـ”الأنتونوف A-225“، وطائرة ”Airbus A380“، وذلك دون ذكر كونها واحدة من أغرب الطائرات على الإطلاق كذلك.
6. طائرة ”الفطيرة الطائرة“ التابعة لشركة Vought:
هذا حتما من أغرب تصاميم الطائرات الذي يجد له مكانا بسهولة في قائمتنا هذه لأغرب الطائرات على الإطلاق، إلا أنه من الواضح أن هذا التصميم لم ينشأ بدون هدف أو غاية.
بعد الهجوم على قاعدة ”بيرل هاربور“ البحرية من طرف الكاميكازي اليابانيين، أعربت القوات البحرية الأمريكية عن حاجتها إلى طائرة بإمكانها الإقلاع والهبوط من وفي مناطق ضيقة على غرار سطح حاملة طائرات.
كان من المتوقع من هذه الطائرة أن تواجه الطائرات المقاتلة اليابانية والغواصات، ومن الجدير بالذكر أن شركة ”Vought“ كانت شركة إشتهرت بصناعتها لطائرات عظيمة على غرار الطائرة العسكرية المقاتلة F4U Corsair الأيقونية.
في سنة 1942، تم البدء في العمل على تصميم ”الفطيرة الطائرة“ أو ”الفلابجاك الطائر“ كما صارت تعرف فيما بعد، وقد كان شكلها فريدا جدا بحيث لم يكن لها أنف بارز أو أجنحة أو ذيل، وبدل ذلك كان جسم الطائرة بأكمله يشبه إلى حد بعيد شكل ”الفطيرة“، مع محركان توربينيان بمراوح، كل واحد في نهاية كل جانب من الطائرة.
جاء النموذج الأولي تحت إسم ”V-173“ مذهلا بحق خلال الدورات التجريبية التي أجريت عليه، حيث كان هذا التصميم يتمتع بقدرة فائقة على الإقلاع والهبوط بسرعات بطيئة جدا. ويرجع ذلك إلى كون جسم طائرة V-173 كله داعما للتحليق والطفو، كما كانت الطائرة أيضا مستقرة جدا، على عكس معظم الطائرات التقليدية، كما كان بإمكانها ”الوقوف“ نسبيا أثناء الطيران.
جعلت منها كل من الخصائص السابقة أفضل مرشح لنيل دور المقاتلة التي تنطلق من على سطح حاملة الطائرات، وسرعان ما بدأت البحرية في تمويل صناعة وإجراء التجارب على نموذج مطور من هذا التصميم يدعى: ”XF5U-1“، وقد كان هذا النموذج في الأساس تحديثا لنسخة الـV-173 مع محركات أكبر وهيكل أكبر كذلك، كما كان من المخطط له إستعمال نوع خفيف من المعادن في صناعته يدعى الـ”Metallite“.
كان ”الميتاليت“ مزيجا من الألمنيوم المصفح مع لب خشب ”البلسا“، وقد صممت الـXF5U لتطير بسرعة قصوى تقدر بـ683 كيلومتر في الساعة، مع قدرة الهبوط بسرعة 32 كيلومتر في الساعة.
إلا أن هذا التصميم لم يسلم من العيوب، حيث أنه كان يعاني من الإهتزازات العنيفة في محركاته، هذه الإهتزازات التي من شأنها أن تخل باستقرار الطائرة أثناء هبوطها في أماكن ضيقة، مما أدى إلى إرجاء تجربة واختبار هذه الطائرات إلى أجل آخر.
وبينما تم في الأخير معالجة المشاكل التي كانت تشوب هذا التصميم، إنتهت الحرب العالمية الثانية، وتوجه بعد ذلك اهتمام الجيش نحو الطائرات النفاثة التي أظهرت إحتمالات واعدة بالنجاح أكثر من الطائرات ذوات المحركات العادية.
تم في النهاية تدمير طائرة الـXF5U الأولى والوحيدة التي تم صنعها باستعمال رافعة مدمرة، إلا أن البعض ما زال يتذكرها كواحدة من أغرب الطائرات التي صممت وصنعت على الإطلاق.
5. طائرة الـ”البارتيني VVA-14“ التابعة لشركة ”بيرييف – Beriev“:
كانت طائرة ”بارتيني بيرييف“ نموذجا أوليا تجريبيا لطائرة بحرية تم تطويرها من طرف الإتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، وكان مهندس الطيران الإيطالي المنشأ ”روبرت بارتيني“ هو من صمم هذه الطائرة الغريبة.
عندما تصعدت مخاوف الإتحاد السوفييتي من أن يتعرضوا لهجوم من طرف الولايات المتحدة بالصواريخ النووية التي قد تطلقها عليهم من خلال غواصاتها، لجؤوا إلى شركة ”بيرييف“ لصناعة الطائرات، والتي عرف عنها صناعتها للطائرات البحرية (الطائرات العوامة).
لقد قرروا صناعة طائرة برمائية لمطاردة الغواصات، والتي بإمكانها الإقلاع من البر والبحر على حد سواء، كما يكون بإمكانها الإنزلاق والتزللج على سطح المحيطات بسرعة فائقة، بالإضافة إلى إمكانية امتلاكها لتقنية الـ”VTOL“ إختصارا لـ(Vertical Take Off and Landing) وهي القابلية على الإقلاع والهبوط العموديين.
وإذا ما تم تطويرها بنجاح، فإن تصميم VVA-14 سيثبت كونه تهديدا حقيقيا لكل قوة بحرية تحاول غزو المياه الإقليمية السوفييتية.
تم بدء العمل على تطوير النماذج الأولية لهذه الطائرة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، حيث تم تصميم الطائرة؛ التي يتم تذكرها لغاية اليوم بسبب غرابة شكلها، حول جسم مركزي يشبه في شكله جسم الطائرات القاذفة للقنابل (bomber) مع تركيبات تشبه الأذرع تمتد على كلا جانبي الطائرة لغرض واحد وهو حمل وتثبيت الجسر العائم، كما قام جناح واحد مستقيم يمتد على كلا جانبي الهيكل بتوفير والمحافظة على القدرة على التحليق، مع محركين توربينيين مروحيين لتوفير الطاقة اللازمة لهذه الطائرة.
تم في بداية الأمر إستعمال جسر عائم قابل للنفخ، والذي تم استبداله لاحقا بجسر عائم معدني لضمان حركة فائقة السرعة فوق سطح الماء، كما تمت بعد ذلك إضافة محركين إضافيين في مؤخر الطائرة، من أجل توفير قوة دفع إضافية لها عندما تكون تتحرك فوق سطح الماء.
لسوء الحظ لم يكتمل إنشاء التصميم النهائي لهذه الطائرة، بسبب فشل الشركة المسؤولة عن توفير المحركات النفاثة المستلزمة للإقلاع العمودي في تسليمها في الوقت المحدد.
توفي ”لويجي بارتيني“ في سنة 1974، ومع وفاته بدأت طائرته بمواجهة العديد من المشاكل خلال تجارب الأداء التي أجريت عليها، ثم هُجر المشروع في نهاية المطاف.
تقبع آخر طائرات VVA-14 في متحف للقوات الجوية في ”مونينو“ بموسكو على هيئتها المفككة.
4. طائرة ”كالينين K-7“ لشركة ”كونستانتين“:
نظرة واحدة إلى هذه الطائرة الغريبة تخولك من تخمين المكان الذي أنشئت فيه هذه الطائرة في روسيا، أو بالأحرى الإتحاد السوفييتي بما أنها صنعت خلال سنوات الثلاثينيات الماضية.
كان الهدف من بنائها هو استعمالها كقاذفة قنابل وطائرة شحن في آن واحد، وقد كانت الـK-7 أكبر طائرة تشتغل بمحرك مروحة توربينية آنذاك، مع جناح يفوق في طوله حتى ذلك في طائرة الـB-52، وعليه فهي وجدت لها مكانا في قائمتنا هذه بأغرب الطائرات التي تم بناؤها على الإطلاق.
لقد تم إبتكارها من طرف طيار الحرب العالمية الأولى ”كونستانتين كالينين“، وكان تصميم الطائرة هذه مخالفا لكل المعايير المعروفة آنذاك، مع هيكل مركزي صغير وأجنحة عملاقة وغليظة نسبيا.
تمت إضافة عُدة الهبوط إلى الهيكلين اللذين يشبهان في شكلهما شكل الجسم العوام للطائرات المائية، واللذان يتواجدان مباشرة تحت الجناحين، كما تم توفير الطاقة من خلال سبعة محركات V12، ستة منها في وضعية السحب وواحد في وضعية الدفع.
كان باستطاعة الطائرة نقل طاقم يتألف من 12 شخصا، مع 16 طنا من القنابل، و120 مظليا على الأجنحة العملاقة.
كانت الهياكل الغريبة أسفل الأجنحة تقوم بحمل وتثبيت عدة الهبوط، بالإضافة إلى ثمانية أسلحة رشاشة من عيار 7.62 ميليمتر، وثمانية مدافع من عيار 20 ميليمتر.
تم إجراء سبعة تجارب أداء واختبارات على طائرة K-7 الأولى والوحيدة التي تم إنشاؤها، وقد أظهرت قدرة عجيبة على الطيران.
إلا أنها لم تخلُ من بعض المشاكل، حيث أنه خلال الطيران بها كان قسم المؤخرة والذيل يهتز بقوة، فقام بذلك المصممون بتلحيم قطع عملاقة من الفولاذ إلى أذرع التطويل في الذيل من أجل تثبيتها في مكانها، بدلا من البحث عن المشكل الحقيقي بالطائرة الذي يجعلها تهتز بهذه القوة.
وبذلك استمرت تجارب الطيران، وفي إحداها إنكسر قسم الذيل وقام بالتشويش على نظام عمل الجنيحات التي من شأنها توجيه حركة الطائرة، مما تسبب في سقوطها.
كلف هذا الحادث المروع الإتحاد السوفييتي حياة الطاقم المتألف من 15 شخصا، بالإضافة إلى كونها ضربة موجعة للحملة الدعائية التي كان يقوم بالترويج لها من خلال إظهار للعالم قوة طائرته العملاقة.
تم إلقاء القبض على كالينين من طرف الشرطة، ووجهت إليه تهم تخريب مشروع طائرته الخاصة، بالإضافة إلى تهم الخيانة الوطنية، وتم إعدامه في الأخير في سنة 1938.
3. طائرة ”الأفروكار VZ9“ التابعة لشركة ”أفرو“:
كانت طائرة الـVZ9 نتاجا لتجارب تم إجراؤها بالتعاون بين شركة ”أفرو كندا“ وجيش الولايات المتحدة الأمريكية لصناعة صحن طائر، حتى يتسنى لك عزيزي القارئ أن تفهم بسهولة كيف وصلت هذه الطائرة إلى لائحتنا لأغرب الطائرات على الإطلاق.
لابد أن أحدهم في مقر البنتاغون كان يشاهد الكثير من أفلام الفضاء الخيالية آنذاك، وكان الجيش يأمل أن تكون لهذه الصحون الطائرة القدرة على التسلل والطيران من على ارتفاع 100 ألف قدم، بالإضافة إلى سرعة قصوى تتعدى ”ماك 2“ (الماك هو وحدة قياس سرعة الصوت، حيث أن سرعة الصوت تعادل ماك واحدا والذي بدوره يساوي 2469.6 كيلومترا في الساعة)، مما يعني أن سرعة ماك 2 تعني ضعف سرعة الصوت.
لم يكن التصميم الذي أتت به شركة أفرو قريبا بأي شكل من الأشكال لتحقيق مطالب الجيش الأمريكي، بل أن هذا الصحن الطائر لم يتمكن حتى من تجاوز إرتفاع متر واحد عن الأرض قبل أن يفقد السيطرة، كما كانت السرعة القصوى التي تمكن من التحليق بها هي 35 ميلا في الساعة فقط.
إضافة إلى ذلك كانت قيادته أمرا عويصا بحق، لأن المحرك المركزي كان يسحب كل ما تواجد تحته من أغراض ويقذف بها في وجه الربان، لذا كان من المستحيل قيادتها من دون زجاج حماية، كما أدت العديد من التجارب والإختبارات في الأجواء ومراكز التجريب التابعة لوكالة ”ناسا“ بالكشف عن المشاكل العديدة والأساسية التي تشوب هذا التصميم، وكانت أية رغبة أو محاولة للرفع من أداء الآلة تعني إعادة النظر من جديد في التصميم الأساسي لها.
وبعد إنفاق ما يفوق العشرة ملايين دولار عليه، قررت الحكومة في الأخير أنه من الأفضل لها أن تتخلى عن هذا المشروع، الذي ساهم في إثراء قائمتنا هذه بأغرب الطائرات التي وجدت على الإطلاق.
2. طائرة الـ”XF-85 Goblin“:
أثبتت الطائرات القاذفة للقنابل بعيدة المدى أنها ضرورية لأي سلاح جو في العالم، وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من أن قاذفات القنابل كان بإمكانها نقل أطنان من القنابل على مسافات طويلة والإلقاء بها على أراضي العدو، إلا أنها كانت ضعيفة للغاية أمام الطائرات المقاتلة.
كما أن طائرات مقاتلة مرافقة لها لم يكن بإمكانها مجاراة مدى التحليق العالي الذي تحلق عليه قاذفات القنابل، لذا قامت دول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفييتي، وشرعت في تجريب تصاميم أولية عن طائرات ”طفيلية“ مقاتلة.
كانت الفكرة الأساسية هي أن تحمل قاذفات القنابل هذه الطائرات الصغيرة المقاتلة بداخلها، وعندما تمر فوق أراضي العدو تقوم بإطلاقها في الجو لمواجهة مقاتلات العدو ثم تعود بعد ذلك إلى داخل الطائرة ”الأم“، وأن يتم كل هذا بسهولة وسرعة كبيرتين.
إلا أن أي محاولة لبناء طائرة طفيلية مقاتلة ناجحة فشلت تماما، وقد كانت ”المكدونال X-85“ محاولة من طرف الجيش الأمريكي في سنوات الخمسينيات الماضية لبناء هذه الفئة من الطائرات، والتي كان من المفترض منها قدرتها على الرسو داخل طائرة B-36 للدفاع عنها أثناء تحليقها فوق الأراضي السوفييتية لأداء مهامها.
وقد كانت الـ”Goblin“ أصغر طائرة نفاثة مقاتلة يتم صناعتها على الإطلاق، مع شكل شبيه بالبيضة، لم يتعدى طولها 4 أمتار ونصف.
كما كانت من بين أغرب الطائرات التي تم إنشاؤها، حيث تم تجهيزها بأربعة مدافع رشاشة من عيار 50 للتعويض عن حجمها الضئيل.
تم في البداية وضعها داخل هيكل طائرة B-29 لإجراء التجارب عليها قبل استعمالها داخل طائرة الـB-36، حيث تم إرساؤها داخل الطائرة بنجاح تام، كما أن إطلاقها في الجو من خلال الطائرة أثناء طيرانها لم يشكل مشكلة كذلك.
حيث أنه تم التحكم بها بطريقة فعالة، إلا أن المشكل الحقيقي كان يكمن في عملية إعادة الدخول إلى الطائرة، حيث أن المحرك التوربيني ذو المراوح كان ليقذف بالطائرة القزمة بعيدا في الجو في كل مرة تقترب لترسو على الطائرة الأم، ونجحت ثلاثة تجارب من أصل سبعة فقط في إرساء الطائرة، وفي واحدة منها إصطدمت مقدمة الطائرة وتهشمت وبما أن المصممين لم يضعوا في الطائرة القزمة أي معدات للهبوط، إضطر الربان إلى الهبوط الإضطراري بها على سطح بحيرة جافة أين تحطمت.
ومن بين المشاكل التي واجهتها أيضا، هو كون محركها الصغير وقوتها الضعيفة مقارنة مع المقاتلات السوفييتية التي تقدمت عليها بأشواط.
بسبب مشاكل الإرساء وضعف الأداء، تخلت إدارة سلاح الجو الأمريكية في نهاية المطاف عن طائرة ”Goblin“ ووجهت اهتماماتها نحو مشاريع الطائرات ذات حمولة الوقود الكبيرة الكافية لتطير على مسافات طويلة، في خطوة منها لحل مشكل مرافقة وتوفير الحماية لقاذفات القنابل.
1. طائرة ”إكرانوبلاين“ فئة ”ذا لون – The Lun“:
تتصدر قائمتنا لأغرب الطائرات طائرة الـ”لون“ من فئة طائرات ”الإكرانوبلاين – Ekranoplane“. هذه الطائرة ”الماموث“ بالذات عرفت باسم ”Lun class MD-160“، وهي مزيج بين طائرة وسفينة بحرية.
تحلق هذه الطائرة على ارتفاع 5 أمتار فقط فوق سطح الماء، إلا أنه بإمكانها الوصول إلى سرعة كبيرة تتعدى 560 كيلومترا في الساعة، وبينما كان التحكم بها صعبا يشبه في ذلك رجلا ثملا مترنحا يتحرك فوق لوح تزلج، إلا أنها كانت مجهزة بأسلحة ثقيلة فقط في حالة ما أرادت إحدى السفن الأمريكية العبث معها.
كان القسم العلوي من هيكل الطائرة مجهزا بست مدافع قاذفة للصواريخ المضادة للسفن من نوع ”SS-N-22“، وإذا ما وجدت طائرة الـ”لون“ هذه نفسها في مواجهة طائرات مقاتلة تحلق على علو منخفض أو في مواجهة قوارب، فإن ذلك لا يشكل عليها تهديدا على الإطلاق، إذ أنها مجهزة بمدافع ذات عيار 23 ميليمتر، بالإضافة إلى رشاشات ذات عيار 50.
إستغلت هذه الطائرات قدرتها على الطيران على ارتفاع قريب من سطح المياه لصالحها، مما مكنها من الإنزلاق بسرعة فائقة فوق المحيطات، وقد عزز هذا الأمر من فعاليتها واقتصادها للوقود بالإضافة إلى كونه منحها قدرة هائلة على التسلل، لأن الرادارات في ذلك الوقت لم تكن قادرة على رصد الطائرات التي تحلق على علو منخفض جداً مثل طائرة الـ”لون“.
صممت أول وآخر طائرة فئة ”لون“ لتكون طائرة نقل أشخاص فائقة السرعة ومضادة للسفن الحربية. وتم إطلاقها مع أسطول القوات البحرية السوفييتية في البحر الأسود سنة 1987، وظلت في الخدمة إلى غاية آخر سنوات التسعينات.
كانت الطائرة تزن 350 طنا، كما كانت أطول من طائرة ”الهيركيليس“ العملاقة التي صممها ”هوارد هيوز“، وبما أنه كان بمقدورها الإنطلاق والتحليق بسرعة تتجاوز 560 كيلومترا في الساعة، أسرع من السفن نفسها، فقد جعل منها طائرة إعتراضية بامتياز.
كما كان بمقدورها أيضا التسلل إلى مناطق العدو دون أن يتم رصدها من طرف أجهزة الرادار، وإمطار العدو بوابل من الصواريخ المضادة للسفن قبل حتى أن يتم اكتشاف وجودها هناك.
إلا أن حجمها الهائل جعل منها هدفا سهلا للطائرات المقاتلة، مما استدعى مرافقتها من طرف طاقم من الطائرات المقاتلة والسفن.
تم التخطيط لبناء طائرة ثانية من هذه الفئة من أجل استعمالها كوسيلة نقل سريعة من أرض المعركة إلى المستشفيات، وذلك في أواخر الثمانينات، إلا أن انهيار الإتحاد السوفييتي وضع حدا للبرنامج برمته حتى عندما كانت الطائرة الثانية على وشك الجهوزية.
تم تسريح الـMD-160 من الخدمة في سنة 1997، وهي تقبع الآن في محطة بحرية تابعة للقوات البحرية الروسية في ”كاسبييسك“.
الموضوع مع الترجمه منقول
المصدر الأصلي https://www.wonderslist.com/strange-aircrafts-that-actually-existed/