لا يعتبر شهر يوليوز محطة للتذكير فقط بمعركة أنوال التي تصنف بأكبر خسارة في تاريخ الجيش الإسباني خلال القرنين الأخيرين، بل شهد هذا الشهر سنة 1925 أكبر هزيمة لفرنسا في الريف المغربي" حرب ورغة" على يد المقاومة الريفية بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي تسببت في رحيل الماريشال ليوطي وتعويضه بالماريشال الشهير بيتان.
وقررت مجلة التايم الأمريكية الشهيرة منح غلافها لأحد أعداد غشت من السنة نفسها للخطابي ليحتل واجهة هذه المجلة التي تصنف بالأهم في العالم. بسبب هذه الهزيمة الكبرى لفرنسا في معركة ورغة.
واعتاد المؤرخون التركيز على المواجهات الحربية التي جرت بين الريفيين والإسبان، ويتم تهميش فصل مهم من فصول الحروب التي خاضها الريفيون المغاربة في الجبهة الجنوبية ضد الفرنسيين سنة 1925 في منطقة وادي ورغة وأصبحت هذه المواجهات تحمل اسم هذا الوادي وشكلت الحدث العالمي في صيف 1925.
وتؤكد الوثائق الفرنسية والإسبانية أن المواجهات التي اندلعت بين المقاومة الريفية والقوات الفرنسية عندما اقتربت الأولى من الحدود التي كانت تفصل منطقة الحماية الفرنسية من الإسبانية شمال فاس خلفت مقتل ألفي جندي فرنسي وجرح خمسة آلاف آخرين في حين فقدت القوات الريفية 500 مقاتل.
وتختلف الروايات في تقديم الأسباب حول اندلاع حرب ورغة بين المقاومة والقوات الفرنسية. الطرف الأول يقول أن فرنسا تعمدت إثارة الريفيين واستفزازهم للدخول معهم في حرب بعدما اعتقدت أن الجيش الإسباني على وشك الانهيار وربما الانسحاب من شمال المغرب بما يعني ذلك نهاية الحماية. ويؤكد الطرف الفرنسي أن الخطابي كان ينوي الاستيلاء على مدينة فاس ليعلن نفسه سلطانا على مجموع مراكش وأنه يتلقى دعما قويا من الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي جعل امحند الخطابي، شقيق الزعيم الريفي ينفي هذه المعلومات والأخبار في رسالة موجهة الى البرلمان الفرنسي في يونيو 1925. وكان البرلمان الفرنسي قد شهد يوم 27 مايو 1925 جلسة عاصفة حول الريف بين الشيوعيين الذين كانوا ينادون بوقف أي مواجهة مع الريفيين والحكومة التي كانت ترى في تقدم الخطابي نحو فاس خطرا على مجموع مستعمراتها في شمال إفريقيا. وجاء في تقرير لجمعية "لجنة العمل الفرنسي-الإسلامي" بتاريخ 22 يونيو 1925 وهي الجمعية التي كان يرأسها سابقا رئيس الحكومة الفرنسية إدوارد هيريوت أن "الخطابي لا يرغب في أي حرب ضد فرنسا، والمواجهة معه قد تسبب في خسارة فرنسا لشمال إفريقيا".
ويبقى الأساسي في حرب ورغة هو الجانب العسكري، فطيلة سنوات وفرنسا تسخر من اسبانيا بأنها عجزت عن القضاء على ما كانت تعتبرهم متمردين قبليين، ولم تكن الصحافة الفرنسية تتردد في السخرية من المستوى المتدني للجيش الإسباني. لكن حرب ورغة أبانت كفاءة المقاومة الريفية، فهذه الأخيرة تواجهت مع جنود فرنسيين محترفين ولهم من الخبرة القوية، لاسيما وأن الكثير منهم حارب في الحرب العالمية الأولى، وكان الجيش الفرنسي يتوفر على أسلحة حديثة ورغم ذلك لم يستطع مواجهة الريفيين.
وتعتبر الهزيمة التي لحقت بالفرنسيين في ورغة الأكبر من نوعها في الحروب التي واجهتها في مستعمراتها، حيث ترتب عن هذه الهزيمة تقديم الماريشال ليوطي لاستقالته وتعويضه بالماريشال الشهير جوسيب بيتان الذي كان يعتبر بطلا فرنسيا بسبب مواجهة تقدم الألمان في معركة فيردوم التي تعتبر من أشرس المعارك في تاريخ أوروبا.
هزيمة فرنسا، في حرب ورغة كانت قاسية ولفتت انتباه الرأي العام العالمي، ويتحدث الأستاذ الطيب بوتبقالت في كتابه "حرب الريف ورد فعل الرأي العام العالمي 1921-1926" عن الأصداء في الصحافة العالمية حول هذه الحرب علاوة على مجموع الحروب ضد اسبانيا. وبدورها، تؤكد الباحثة إسلام باداد في بحث ماستر أجرته في جامعة عبد المالك السعدي تطوان-طنجة تحت عنوان "تشكيل صورة المغرب في الإعلام الأمريكي: مجلة التايم نموذجا" أن "أهم فترة من فترات المغرب اهتمت بها مجلة التايم الأمريكية (التي تصنف كأحسن مجلة في العالم) منذ ظهورها حتى الآن هي حقبة حروب الريف ومن ضمنها المواجهة ليس فقط مع اسبانيا بل مع فرنسا سنة 1925، وعلى إثر انتصارات الخطابي في حرب ورغة خصصت له الغلاف في العدد الصادر يوم 17 غشت 1925، وهذا يعني أنه كان شخصية عالمية"، وتضيف هذه الباحثة "وكان يجب انتظار 32 سنة لتخصص مجلة التايم غلافا للمغرب وكان يوم 22 أبريل 1957، في ربورتاج حول الملك الراحل محمد الخامس ". وحول الصحافة الأمريكية، فقد جعل الصحفي سكوت موررير في مقالاته في جريدة "شيكاغو تريبين" من الخطابي شخصية شهيرة وسط الأمريكيين وقارن بين نضال الأمريكيين للحصول على الاستقلال ورغبة الريفيين في التحرير والاستقلال.
هزيمة ورغة التي يصفها المؤرخون الإسبان ب "أنوال الفرنسية" دفعت باريس الى البحث عن تقاهم مع حكومة مدريد، وكان الاتفاق الفرنسي-الإسباني الشهير في يوليوز 1925 في مدريد للعمل المشترك من أجل القضاء على ثورة الريفيين بعدما تبين مخطط الخطابي بالاقتراب والسيطرة على مدينة طنجة التي كانت تعيش وضعا دوليا استثنائيا قد يقلب الكثير من الأوراق في شمال إفريقيا.
عسكريا، خصصت فرنسا أكثر من 200 ألف جندي واسبانيا أكثر من 60 ألف جندي لمحاصرة القوات الريفية ابتداء من سبتمبر 1925 ومن خلال استعمال الطائرات ومختلف العتاد الحربي للقضاء على الثورة الريفية، وهو ما تم باستسلام الخطابي سنة 1926 بينما استمرت حرب التحرير سنة أخرى.
وتبقى حرب ورغة بالمقاييس العسكرية، بمثابة "أنوال الفرنسية" على شاكلة أنوال الإسبانية.
صورة للدبابات الفرنسية تعبر وادي ورغة
تحرير الريف لم يكن مرضي للخطابي بل ازداد طموحه لتحرير المغرب وحتى الجزائر وهو ما أدى به إلى الاصطدام بفرنسا
La victoire d’Anoual en 1921 est un tournant dans la guerre du Rif. Elle a largement médiatisé la petite et locale rébellion rifaine. Le lexique avait également changé, l’ «affaire» du Rif, comme se plaisait à déclarer Lyautey et les siens était jeté aux oubliettes, remplacé par le terme «guerre» par les chroniqueurs étrangers, notamment américains et anglais. Fort de cet ascendant, le projet d’El Khattabi avait subi une modification, ne se contentant plus de libérer la région du Rif uniquement mais l'intégralité du Maroc. Cependant, cet objectif se heurtait à la présence française. Sa réalisation devait passer par une défaite symbolique des troupes du maréchal Lyautey.
في 13 أبريل 1925 ، هاجم 3000 أو نحو ذلك من رجال الخطابي - وهو رقم أطلق عليه الفرنسيون 'الحركة' الصغيرة - وسائل الاتصال بين المواقع الفرنسية في المغرب والجزائر. بعد بضعة أيام ، قام المقاتلون بذلك مرة أخرى ، واقتحموا حامية الالوان الثلاثة في بني دركول. في 8 يونيو ، جاء دور حصن بيبان ليقع في أيدي الريفيين. تنتهي سلسلة النجاحات في يوليو بمعركة ورغة ، التي سميت على اسم نهر يعبر الريف ويتدفق إلى وادي سبو.
خلال الأشهر الثلاثة من المواجهات ، خسرت فرنسا 5000 من 20000 جندي أرسلتهم إلى الجبهة. هزيمة لاذعة عجلت من نهاية مسيرة ليوطي في المغرب. ثم استبدله المارشال بيتان برئاسة المقر العام.
...Suite : https://www.yabiladi.com/articles/details/26877/guerre-bataille-ouargha-francais-anoual.html
وقررت مجلة التايم الأمريكية الشهيرة منح غلافها لأحد أعداد غشت من السنة نفسها للخطابي ليحتل واجهة هذه المجلة التي تصنف بالأهم في العالم. بسبب هذه الهزيمة الكبرى لفرنسا في معركة ورغة.
واعتاد المؤرخون التركيز على المواجهات الحربية التي جرت بين الريفيين والإسبان، ويتم تهميش فصل مهم من فصول الحروب التي خاضها الريفيون المغاربة في الجبهة الجنوبية ضد الفرنسيين سنة 1925 في منطقة وادي ورغة وأصبحت هذه المواجهات تحمل اسم هذا الوادي وشكلت الحدث العالمي في صيف 1925.
وتؤكد الوثائق الفرنسية والإسبانية أن المواجهات التي اندلعت بين المقاومة الريفية والقوات الفرنسية عندما اقتربت الأولى من الحدود التي كانت تفصل منطقة الحماية الفرنسية من الإسبانية شمال فاس خلفت مقتل ألفي جندي فرنسي وجرح خمسة آلاف آخرين في حين فقدت القوات الريفية 500 مقاتل.
وتختلف الروايات في تقديم الأسباب حول اندلاع حرب ورغة بين المقاومة والقوات الفرنسية. الطرف الأول يقول أن فرنسا تعمدت إثارة الريفيين واستفزازهم للدخول معهم في حرب بعدما اعتقدت أن الجيش الإسباني على وشك الانهيار وربما الانسحاب من شمال المغرب بما يعني ذلك نهاية الحماية. ويؤكد الطرف الفرنسي أن الخطابي كان ينوي الاستيلاء على مدينة فاس ليعلن نفسه سلطانا على مجموع مراكش وأنه يتلقى دعما قويا من الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي جعل امحند الخطابي، شقيق الزعيم الريفي ينفي هذه المعلومات والأخبار في رسالة موجهة الى البرلمان الفرنسي في يونيو 1925. وكان البرلمان الفرنسي قد شهد يوم 27 مايو 1925 جلسة عاصفة حول الريف بين الشيوعيين الذين كانوا ينادون بوقف أي مواجهة مع الريفيين والحكومة التي كانت ترى في تقدم الخطابي نحو فاس خطرا على مجموع مستعمراتها في شمال إفريقيا. وجاء في تقرير لجمعية "لجنة العمل الفرنسي-الإسلامي" بتاريخ 22 يونيو 1925 وهي الجمعية التي كان يرأسها سابقا رئيس الحكومة الفرنسية إدوارد هيريوت أن "الخطابي لا يرغب في أي حرب ضد فرنسا، والمواجهة معه قد تسبب في خسارة فرنسا لشمال إفريقيا".
ويبقى الأساسي في حرب ورغة هو الجانب العسكري، فطيلة سنوات وفرنسا تسخر من اسبانيا بأنها عجزت عن القضاء على ما كانت تعتبرهم متمردين قبليين، ولم تكن الصحافة الفرنسية تتردد في السخرية من المستوى المتدني للجيش الإسباني. لكن حرب ورغة أبانت كفاءة المقاومة الريفية، فهذه الأخيرة تواجهت مع جنود فرنسيين محترفين ولهم من الخبرة القوية، لاسيما وأن الكثير منهم حارب في الحرب العالمية الأولى، وكان الجيش الفرنسي يتوفر على أسلحة حديثة ورغم ذلك لم يستطع مواجهة الريفيين.
وتعتبر الهزيمة التي لحقت بالفرنسيين في ورغة الأكبر من نوعها في الحروب التي واجهتها في مستعمراتها، حيث ترتب عن هذه الهزيمة تقديم الماريشال ليوطي لاستقالته وتعويضه بالماريشال الشهير جوسيب بيتان الذي كان يعتبر بطلا فرنسيا بسبب مواجهة تقدم الألمان في معركة فيردوم التي تعتبر من أشرس المعارك في تاريخ أوروبا.
هزيمة فرنسا، في حرب ورغة كانت قاسية ولفتت انتباه الرأي العام العالمي، ويتحدث الأستاذ الطيب بوتبقالت في كتابه "حرب الريف ورد فعل الرأي العام العالمي 1921-1926" عن الأصداء في الصحافة العالمية حول هذه الحرب علاوة على مجموع الحروب ضد اسبانيا. وبدورها، تؤكد الباحثة إسلام باداد في بحث ماستر أجرته في جامعة عبد المالك السعدي تطوان-طنجة تحت عنوان "تشكيل صورة المغرب في الإعلام الأمريكي: مجلة التايم نموذجا" أن "أهم فترة من فترات المغرب اهتمت بها مجلة التايم الأمريكية (التي تصنف كأحسن مجلة في العالم) منذ ظهورها حتى الآن هي حقبة حروب الريف ومن ضمنها المواجهة ليس فقط مع اسبانيا بل مع فرنسا سنة 1925، وعلى إثر انتصارات الخطابي في حرب ورغة خصصت له الغلاف في العدد الصادر يوم 17 غشت 1925، وهذا يعني أنه كان شخصية عالمية"، وتضيف هذه الباحثة "وكان يجب انتظار 32 سنة لتخصص مجلة التايم غلافا للمغرب وكان يوم 22 أبريل 1957، في ربورتاج حول الملك الراحل محمد الخامس ". وحول الصحافة الأمريكية، فقد جعل الصحفي سكوت موررير في مقالاته في جريدة "شيكاغو تريبين" من الخطابي شخصية شهيرة وسط الأمريكيين وقارن بين نضال الأمريكيين للحصول على الاستقلال ورغبة الريفيين في التحرير والاستقلال.
هزيمة ورغة التي يصفها المؤرخون الإسبان ب "أنوال الفرنسية" دفعت باريس الى البحث عن تقاهم مع حكومة مدريد، وكان الاتفاق الفرنسي-الإسباني الشهير في يوليوز 1925 في مدريد للعمل المشترك من أجل القضاء على ثورة الريفيين بعدما تبين مخطط الخطابي بالاقتراب والسيطرة على مدينة طنجة التي كانت تعيش وضعا دوليا استثنائيا قد يقلب الكثير من الأوراق في شمال إفريقيا.
عسكريا، خصصت فرنسا أكثر من 200 ألف جندي واسبانيا أكثر من 60 ألف جندي لمحاصرة القوات الريفية ابتداء من سبتمبر 1925 ومن خلال استعمال الطائرات ومختلف العتاد الحربي للقضاء على الثورة الريفية، وهو ما تم باستسلام الخطابي سنة 1926 بينما استمرت حرب التحرير سنة أخرى.
وتبقى حرب ورغة بالمقاييس العسكرية، بمثابة "أنوال الفرنسية" على شاكلة أنوال الإسبانية.
صورة للدبابات الفرنسية تعبر وادي ورغة
تحرير الريف لم يكن مرضي للخطابي بل ازداد طموحه لتحرير المغرب وحتى الجزائر وهو ما أدى به إلى الاصطدام بفرنسا
La victoire d’Anoual en 1921 est un tournant dans la guerre du Rif. Elle a largement médiatisé la petite et locale rébellion rifaine. Le lexique avait également changé, l’ «affaire» du Rif, comme se plaisait à déclarer Lyautey et les siens était jeté aux oubliettes, remplacé par le terme «guerre» par les chroniqueurs étrangers, notamment américains et anglais. Fort de cet ascendant, le projet d’El Khattabi avait subi une modification, ne se contentant plus de libérer la région du Rif uniquement mais l'intégralité du Maroc. Cependant, cet objectif se heurtait à la présence française. Sa réalisation devait passer par une défaite symbolique des troupes du maréchal Lyautey.
في 13 أبريل 1925 ، هاجم 3000 أو نحو ذلك من رجال الخطابي - وهو رقم أطلق عليه الفرنسيون 'الحركة' الصغيرة - وسائل الاتصال بين المواقع الفرنسية في المغرب والجزائر. بعد بضعة أيام ، قام المقاتلون بذلك مرة أخرى ، واقتحموا حامية الالوان الثلاثة في بني دركول. في 8 يونيو ، جاء دور حصن بيبان ليقع في أيدي الريفيين. تنتهي سلسلة النجاحات في يوليو بمعركة ورغة ، التي سميت على اسم نهر يعبر الريف ويتدفق إلى وادي سبو.
خلال الأشهر الثلاثة من المواجهات ، خسرت فرنسا 5000 من 20000 جندي أرسلتهم إلى الجبهة. هزيمة لاذعة عجلت من نهاية مسيرة ليوطي في المغرب. ثم استبدله المارشال بيتان برئاسة المقر العام.
...Suite : https://www.yabiladi.com/articles/details/26877/guerre-bataille-ouargha-francais-anoual.html