معركة "ورغة" التي أطاحت بالماريشال ليُوطِي وتسبب بتحالف الجيشين الفرنسي والإسباني ضد المقاومة المغربية

إنضم
11 يناير 2020
المشاركات
1,210
التفاعل
5,208 6 0
الدولة
Morocco
لا يعتبر شهر يوليوز محطة للتذكير فقط بمعركة أنوال التي تصنف بأكبر خسارة في تاريخ الجيش الإسباني خلال القرنين الأخيرين، بل شهد هذا الشهر سنة 1925 أكبر هزيمة لفرنسا في الريف المغربي" حرب ورغة" على يد المقاومة الريفية بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي تسببت في رحيل الماريشال ليوطي وتعويضه بالماريشال الشهير بيتان.

وقررت مجلة التايم الأمريكية الشهيرة منح غلافها لأحد أعداد غشت من السنة نفسها للخطابي ليحتل واجهة هذه المجلة التي تصنف بالأهم في العالم. بسبب هذه الهزيمة الكبرى لفرنسا في معركة ورغة.

Y lo que queda por hablar en el Rif | Blog Africa no es un pais ...


واعتاد المؤرخون التركيز على المواجهات الحربية التي جرت بين الريفيين والإسبان، ويتم تهميش فصل مهم من فصول الحروب التي خاضها الريفيون المغاربة في الجبهة الجنوبية ضد الفرنسيين سنة 1925 في منطقة وادي ورغة وأصبحت هذه المواجهات تحمل اسم هذا الوادي وشكلت الحدث العالمي في صيف 1925.

وتؤكد الوثائق الفرنسية والإسبانية أن المواجهات التي اندلعت بين المقاومة الريفية والقوات الفرنسية عندما اقتربت الأولى من الحدود التي كانت تفصل منطقة الحماية الفرنسية من الإسبانية شمال فاس خلفت مقتل ألفي جندي فرنسي وجرح خمسة آلاف آخرين في حين فقدت القوات الريفية 500 مقاتل.

وتختلف الروايات في تقديم الأسباب حول اندلاع حرب ورغة بين المقاومة والقوات الفرنسية. الطرف الأول يقول أن فرنسا تعمدت إثارة الريفيين واستفزازهم للدخول معهم في حرب بعدما اعتقدت أن الجيش الإسباني على وشك الانهيار وربما الانسحاب من شمال المغرب بما يعني ذلك نهاية الحماية. ويؤكد الطرف الفرنسي أن الخطابي كان ينوي الاستيلاء على مدينة فاس ليعلن نفسه سلطانا على مجموع مراكش وأنه يتلقى دعما قويا من الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي جعل امحند الخطابي، شقيق الزعيم الريفي ينفي هذه المعلومات والأخبار في رسالة موجهة الى البرلمان الفرنسي في يونيو 1925. وكان البرلمان الفرنسي قد شهد يوم 27 مايو 1925 جلسة عاصفة حول الريف بين الشيوعيين الذين كانوا ينادون بوقف أي مواجهة مع الريفيين والحكومة التي كانت ترى في تقدم الخطابي نحو فاس خطرا على مجموع مستعمراتها في شمال إفريقيا. وجاء في تقرير لجمعية "لجنة العمل الفرنسي-الإسلامي" بتاريخ 22 يونيو 1925 وهي الجمعية التي كان يرأسها سابقا رئيس الحكومة الفرنسية إدوارد هيريوت أن "الخطابي لا يرغب في أي حرب ضد فرنسا، والمواجهة معه قد تسبب في خسارة فرنسا لشمال إفريقيا".

ويبقى الأساسي في حرب ورغة هو الجانب العسكري، فطيلة سنوات وفرنسا تسخر من اسبانيا بأنها عجزت عن القضاء على ما كانت تعتبرهم متمردين قبليين، ولم تكن الصحافة الفرنسية تتردد في السخرية من المستوى المتدني للجيش الإسباني. لكن حرب ورغة أبانت كفاءة المقاومة الريفية، فهذه الأخيرة تواجهت مع جنود فرنسيين محترفين ولهم من الخبرة القوية، لاسيما وأن الكثير منهم حارب في الحرب العالمية الأولى، وكان الجيش الفرنسي يتوفر على أسلحة حديثة ورغم ذلك لم يستطع مواجهة الريفيين.

وتعتبر الهزيمة التي لحقت بالفرنسيين في ورغة الأكبر من نوعها في الحروب التي واجهتها في مستعمراتها، حيث ترتب عن هذه الهزيمة تقديم الماريشال ليوطي لاستقالته وتعويضه بالماريشال الشهير جوسيب بيتان الذي كان يعتبر بطلا فرنسيا بسبب مواجهة تقدم الألمان في معركة فيردوم التي تعتبر من أشرس المعارك في تاريخ أوروبا.

هزيمة فرنسا، في حرب ورغة كانت قاسية ولفتت انتباه الرأي العام العالمي، ويتحدث الأستاذ الطيب بوتبقالت في كتابه "حرب الريف ورد فعل الرأي العام العالمي 1921-1926" عن الأصداء في الصحافة العالمية حول هذه الحرب علاوة على مجموع الحروب ضد اسبانيا. وبدورها، تؤكد الباحثة إسلام باداد في بحث ماستر أجرته في جامعة عبد المالك السعدي تطوان-طنجة تحت عنوان "تشكيل صورة المغرب في الإعلام الأمريكي: مجلة التايم نموذجا" أن "أهم فترة من فترات المغرب اهتمت بها مجلة التايم الأمريكية (التي تصنف كأحسن مجلة في العالم) منذ ظهورها حتى الآن هي حقبة حروب الريف ومن ضمنها المواجهة ليس فقط مع اسبانيا بل مع فرنسا سنة 1925، وعلى إثر انتصارات الخطابي في حرب ورغة خصصت له الغلاف في العدد الصادر يوم 17 غشت 1925، وهذا يعني أنه كان شخصية عالمية"، وتضيف هذه الباحثة "وكان يجب انتظار 32 سنة لتخصص مجلة التايم غلافا للمغرب وكان يوم 22 أبريل 1957، في ربورتاج حول الملك الراحل محمد الخامس ". وحول الصحافة الأمريكية، فقد جعل الصحفي سكوت موررير في مقالاته في جريدة "شيكاغو تريبين" من الخطابي شخصية شهيرة وسط الأمريكيين وقارن بين نضال الأمريكيين للحصول على الاستقلال ورغبة الريفيين في التحرير والاستقلال.

هزيمة ورغة التي يصفها المؤرخون الإسبان ب "أنوال الفرنسية" دفعت باريس الى البحث عن تقاهم مع حكومة مدريد، وكان الاتفاق الفرنسي-الإسباني الشهير في يوليوز 1925 في مدريد للعمل المشترك من أجل القضاء على ثورة الريفيين بعدما تبين مخطط الخطابي بالاقتراب والسيطرة على مدينة طنجة التي كانت تعيش وضعا دوليا استثنائيا قد يقلب الكثير من الأوراق في شمال إفريقيا.

عسكريا، خصصت فرنسا أكثر من 200 ألف جندي واسبانيا أكثر من 60 ألف جندي لمحاصرة القوات الريفية ابتداء من سبتمبر 1925 ومن خلال استعمال الطائرات ومختلف العتاد الحربي للقضاء على الثورة الريفية، وهو ما تم باستسلام الخطابي سنة 1926 بينما استمرت حرب التحرير سنة أخرى.
وتبقى حرب ورغة بالمقاييس العسكرية، بمثابة "أنوال الفرنسية" على شاكلة أنوال الإسبانية.

صورة للدبابات الفرنسية تعبر وادي ورغة

5544573c85da7f69e3b305188fb4e5dd_thumb_565.jpg


تحرير الريف لم يكن مرضي للخطابي بل ازداد طموحه لتحرير المغرب وحتى الجزائر وهو ما أدى به إلى الاصطدام بفرنسا


La victoire d’Anoual en 1921 est un tournant dans la guerre du Rif. Elle a largement médiatisé la petite et locale rébellion rifaine. Le lexique avait également changé, l’ «affaire» du Rif, comme se plaisait à déclarer Lyautey et les siens était jeté aux oubliettes, remplacé par le terme «guerre» par les chroniqueurs étrangers, notamment américains et anglais. Fort de cet ascendant, le projet d’El Khattabi avait subi une modification, ne se contentant plus de libérer la région du Rif uniquement mais l'intégralité du Maroc. Cependant, cet objectif se heurtait à la présence française. Sa réalisation devait passer par une défaite symbolique des troupes du maréchal Lyautey.

في 13 أبريل 1925 ، هاجم 3000 أو نحو ذلك من رجال الخطابي - وهو رقم أطلق عليه الفرنسيون 'الحركة' الصغيرة - وسائل الاتصال بين المواقع الفرنسية في المغرب والجزائر. بعد بضعة أيام ، قام المقاتلون بذلك مرة أخرى ، واقتحموا حامية الالوان الثلاثة في بني دركول. في 8 يونيو ، جاء دور حصن بيبان ليقع في أيدي الريفيين. تنتهي سلسلة النجاحات في يوليو بمعركة ورغة ، التي سميت على اسم نهر يعبر الريف ويتدفق إلى وادي سبو.

خلال الأشهر الثلاثة من المواجهات ، خسرت فرنسا 5000 من 20000 جندي أرسلتهم إلى الجبهة. هزيمة لاذعة عجلت من نهاية مسيرة ليوطي في المغرب. ثم استبدله المارشال بيتان برئاسة المقر العام.



...Suite :
 
الشيوعيين الفرنسيين كانوا ضد الحرب في المغرب وهذا ما كتبوه عن العدوان الفرنسي الإسباني على المغرب
كان ينظر الشيوعيون في فرنسا إلى هزائم فرنسا واسبانيا كانتصار للشيوعية ضد الإمبريالية الغربية

في عام 1921 ، سحق عبد الكريم الخطابي وقواته الجيش الاستعماري الإسباني في معركة أنوال ، شمال المغرب. 14000 جندي إسباني يموتون ، 1000 أسير ، آلاف الأسلحة تغنمها المقاومة المعادية للاستعمار.

بين عامي 1921 و 1926 ، كان المغرب مسرحاً لحرب حقيقية: 'حرب الريف'. من جبله الوعر ، يتحدى زعيم بربري شاب ، عبد الكريم ، القوتين الأوروبيتين اللتين تحتلان بلاده ، فرنسا وإسبانيا. يبدو أنه لا يوجد شيء قادر على إيقاف القوات المتمردة التي تسحق جيش ألفونسو الثالث عشر ، وتذبح الآلاف من جنوده وتتسبب في سقوط الملكية البرلمانية الإسبانية الهشة. بعد إسبانيا ، حان دور فرنسا لتحمل العبء الأكبر من انفجار الريف. الصدمة وحشية بشكل لا يصدق. 'حرب الريف' ترى رجالاً لهم مصائر استثنائية يلتقون أو يتصادمون. في الموجة الحارة للجبال ، Lyautey ، Juin ، de Lattre de Tassigny ، Catroux ، Giraud يعرفون الخوف من رؤية الجيش الفرنسي يتعرض للضرب من قبل الفلاحين البربر ، بينما في باريس ، Doriot ، Cachin و Thorez المرتبطين بالسرياليين يذبحون إمبريالية Painlevé أو Briand.

 
طيارين أمريكيين مرتزقة في المغرب لقمع المقاومة

صورة من الصفحة الأولى لطبعة باريس من Le Petit Journal من 6 أغسطس 1925 غادر الطيارون المتطوعون الأمريكيون إلى المغرب قبل المغادرة الجنرال دومسنيل والعقيد الأمريكي سويني

This image has an empty alt attribute; its file name is Le_Petit_journal_Parti_social_bpt6k629272z_1-296x325.jpg


صورة للطيارين الأمريكيين في المغرب

This image has an empty alt attribute; its file name is Excelsior_journal_illustré_quotidien_Paul-Rockwell-photographed-at-Beni-Malek-where-the-escadrille-was-based-The-image-shows-the-escadrilles-emblem-an-American-bison.-335x325.jpg
 
الأمريكيين بجانب قاذفة في المغرب

TALIM Escadrille group cropped



المرتزقة الأمريكيون يغادرون لو بورجيه إلى الرباط - أغسطس 1925

Les-mercenaires-am%C3%A9ricains-au-d%C3%A9part-Le_Bourget_-_d%C3%A9part_des_americains-vers-rabat.jpeg


arrivee-de-l-escadran-americain.jpg
 
هذا مقال لعقيد طيار أمريكي شارك في قمع انتفاضة المقاومة في شمال المغرب فيه معلومات مهمة جدا لمن يرغب أن يترجمه كموضوع مستقل
سرب طيران المرتزقة الأمريكيين هذا شارك في 3 حروب هي الحرب العالمية الأولى، وحرب الريف، والحرب العالمية الثانية
المقال فيه معلومات مفصلة عن سياق خدمة هذا السرب لفرنسا وسياق التحالف الفرنسي الإسباني ضد المقاومة وردود الأفعال في الصحافة الأمريكية التي اعتبرت مشاركة طيارين أمريكيين في قصف الريف عار على الشعب الأمريكي

 
هناك ذكرى لمعركة اخرى حدثت في 27 يوليوز 1909 بالقرب من مليلية بقيادة الشريف امزيان وهي معركة وادي الذئاب او Desastre del Barranco del Lobo الذكرى ستكون غدا
صراحة شهر يوليوز كله ذكريات معارك ههه
 
كنت بصدد كتابة موضوع عن حرب ورغة، فوجدت هذا في الأرشيف، سأحاول بدلا من كتابة موضوع جديد إغناء هذا ببعض المعطيات التاريخية

حرب ورغة 1925 بالفعل أطاحت بالماريشال ليوطي

Image


عندما نتحدث عن حرب الريف شمال المغرب، تبقى المعارك الأكثر رمزية هي أنوال وشفشاون ضد الإسبان، وننسى معارك محمد ابن عبد الكريم الخطابي ضد الفرنسيين.


في ماي 1924 ، استقر الجيش الفرنسي في شمال ورغة، على الحدود الفاصلة بين الاحتالين الفرنسي والإسباني الذين اقتسما المغرب، وسيؤدي هذا الانتشار إلى عمليات قتالية صغيرة اعتبارًا من يونيو 1924. حيث كانت اسبانيا قد تعرضت لهزائم كبيرة شمال المغرب وخسرت معضم الأراضي لصالح المقاومة.

Image


في 13 أبريل 1925 ، هاجم 5000 رجل بقيادة امحمد الخطابي (شقيق محمد ابن عبد الكريم الخطابي) خط دفاع ورغة وقطعوا الاتصالات بين الحماية المغربية والجزائر.


Image


للسيطرة على الوضع، ومنع تكرار الهزائم الإسبانية، قام الماريشال ليوطي الذي نصبته فرنسا مقيما عاما بحشد عشرين ألف جندي وبدعم من القوات الجوية (120 طائرة) لإيقاف المقاومة عند حدها..

Image


أظهرت المقاومة تفوقا تكتيكيا على الفرنسيين وأصبحت مدن تازة وفاس مهددة
وكان المجاهدين يمتلكون أسلحة جيدة اغتنموا معضمها من الإسبان

Image

Image

Image


Image


في 20 يوليوز كانت الخسائر فادحة للفرنسيين ، أكثر من 5000 بما في ذلك 2000 قتيل وتدمير 48 موقعًا عسكريا فرنسيًا من أصل 66 في المنطقة.

واغتنمت المقاومة المغربية في الريف من الجيش الفرنسي


51 مدفع، 35 هاون، 5000 بندقسة، وأكثر من 200 رشاش، و 7 ملايين خرطوشة، و 60 ألف قنبلة يدوية، و 10 آلاف قذيفة هاون، و 16 ألف قذيفة مدفع.

بعد هذه الهزيمة العسكرية الكبرى لفرنسا، تم إعفاء ليوطي من مهامه وعين مكانه المارشال بيتان الشهير، الذي قاد هجومًا مضادًا بالتحالف الفرنسي الإسباني وأرسل أكثر من 400.000 جندي فرنسي بالإضافة إلى 125.000 جندي إسباني لإنهاء الحرب ضد محمد ابن عبد الكريم الخطابي.

Image

Image


Image


للأسف استطاع التحالف العسكري الفرنسي الإسباني من القضاء على المقاومة.. لفترة.
 
عودة
أعلى