البحرية السعودية وتحرير جزر حنيش وزقر

DESERTFIGHTER 

مياو
صقور الدفاع
إنضم
22 أبريل 2016
المشاركات
5,520
التفاعل
34,771 720 1
الدولة
Saudi Arabia
على غرار الموضوع السابق (دور القوات السعودية المشتركة في تحرير مدينة عدن) وبإيعاز من الاخ سليمان الدوسري هذا الموضوع راح يحكي دور البحرية السعودية بتحرير جزر حنيش وزقر

اولاً ماهي جزر حنيش وزقر وماهي اهميتها؟ جزر حنيش وزقر هي مجموعة من الجزر تقع في البحر الأحمر بين سواحل اليمن وإريتريا بالقرب من مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن وتعد من اهم الجزر. مما تسببت في عام 1995 الى نزاع بين القوات اليمنيه و الارتيريه وانتهت لصالح اليمنيين
Image
Image

وفي عام 2015 تمكنت الميلشيات الحوثيه المدعومه من إيران بسط سيطرتها على الجزر الثلاثه بتعـاون مع قوات صالح بعد الانقلاب على الشرعيه اليمنيه في صنعاء مما استدعى الى تدخل التحالف العربي و الاعلان عن انطلاق عملية عاصفة الحزم لتحرير كل الاراضي اليمنيه ومن ضمنها الجزر.
وتعد جزر حنيش وزقر بنسبه الى الحوثيين باب تدفق السلاح الى الميلشيات باليمن حيث كانت السفن التجاريه الايرانيه تدعم الحوثيين بالامدادات العسكرية من خلال هذه الجزر ومن ثم يتم نقلها الى الساحل الغربي لليمن
Image
Image

وبعد اعلان السعودية الحرب على الحوثيين في اليمن امرت القياده المشتركة بتحرير هذه الجزر بالكامل وطرد الميلشيات منها كونها تعتبر مركزً رئيسياً لنقل الاسلحه ولرصد تحركات السفن الحربيه السعودية حيث كانت تشكل خطراً على سفننا الحربيه المتمركزة في البحر الاحمر بسواحل اليمن
وبالفعل تم شن عمليات جويه هجوميه من قبل القوات الجوية السعوديه على جزر زقر و حنيش الكبرى و الصغرى لتدمير القوه الدفاعيه للحوثيين المتركزين داخل الجزيرة وذلك تمهيداً لشن هجوم بحري كبير لتحرير الجزر من قبل القوات البحريه السعودية.
Image

وبعد انتهاء العمليات الجويه الهجوميه وتدمير كافة القوه الدفاعية الحوثيه من المدافع و الاسلحة الثقيله و التي كانت تشكل تهديداً للسفن الحربية السعوديه تم تنفيذ حصار شامل على الجزر من قبل سفن الاسطول الغربي وذلك لمنع اي امدادات إيرانية من الخارج للحوثيين داخل جزر حنيش و زقر
Image

وبعد الحصار تم تنفيذ مسح جوي كامـل على الجزر قبل تنفيذ الانزال البحري حيث كان الهدف الاول للقوات البحريه السعودية تحرير جزر حنيش الكبرى وصغرى وذلك بسبب تواجد مركز عمليات متكامل للحوثي ووجود مستودعات من الاسلحه وذخائر
طبعاً السفن التي شاركت في حصــار الجزر هي كالأتي: 1-سفينة جلالة الملك بريدة 902 2-سفينة جلالة الملك الرياض 812 3-سفينة جلالة الملك ابها 706 وجميعها تتبع لـ الأسطول الغربي السعودي المتواجد في البحر الأحمر.
وبعد الانتهاء من المسح الجوي الكامل وتاكد من تدمير القوه الدفاعية على جزر حنيش تم تجهيز قوه بحرية مشكله من الوحدات الامن البحريه الخاصة بالاضافة الى المشاة البحريه الكتيبة 2 السرية 3 وذلك تمهيداً لتنفيذ عمليه برمائية لاجتياح جزر حنيش وتحريرها من الميلشيات الحوثيه الايرانيه، طبعاً كانت مهمة الضفادع البشرية السعوديه الوصول الى مركز عمليات متكامل تتم ادارته من قبل الحوثيين لتحريره بالاضافة لضبط مستودعات الاسلحه و الصواريخ و التـي حصلوا عليها بعد دعم البحريه الايرانية... اما المشاة البحرية فكانت مهمتهم اسناد البحريه الخاصة من الخلف لتامين الجزيرة
بعد تجهز القوات وذلك للاستعداد بتنفيذ الهجوم على جزر حنيش تم نشر فرق من استطلاع البحريه الخاصة على متن زوارق مطاطيه للتاكد من تحركات الحوثيين لتفادي اي كمائن معاديه قبل تنفيذ العمليه البرمائية

Image

وفي تمام الساعه 6 صباحاً الموافق لـ: 28 / 2 / 1437 تم تنفيذ عملية انزال برمائيه علـى سواحل جزر حنيش الكبرى من قبـل البحرية السعودية ممثله بالضفادع البشرية لتحرير الجزيرة من الاحتلال الايراني الحوثي وللوصول الى مركز عمليات العدو
Image



وفعلاً وبعد قتال دام لايام تمكنوا الابطال مـــن تحريــر جزيرة حنيش الكبرى بالكامـل و الوصل الى مركز العمليات و الذي كان يدار من قبل القيادات الحوثيه الايرانيه بعد مقاومه ضعيفه من الميلشيات الارهابيه التي تم ارهاقها.
بعد تحرير الجزيره من الحوثيين و انـزال المشاة البحريه السعوديه لتامينها توجهوا ابطال وحدات الامن البحريه الخاصة الى جزيرة حنيش الصغرى اخر جزر حنيش المحتله بيد الحوثيين فخاضوا اولى المعارك فيها حتى تم تحريرها بالكامل وذلك بتاريخ: 1437/2/28 وبهذا خسرت الميلشيات اهم جزيرتين
طبعاً لم يتبقى الان الا جزيرة جبل زقر و التي لا تزال تحت سيطرت الميلشيات الحوثية وتعد اخر اهم جزيره بنسبه للقوات البحريه السعوديه بسبب استمرار الدعم الايراني لها ايضاً تواجد الحوثي على جزيرة زقر يشكل تهديد كبير على الملاحه الدولية وبتحريرها سوف يوفر الحمايه للملاحه بشكل كامل
ولهذا السبب قررت قيادة القوات السعودية وبشكل عاجل تجهيـز افراد القوات البحريه من جديد لشن عمليه هجوميه لتحرير جزيرة جبل زقر الاستراتيجية .. وبالفعل وبعد 3 ايام من تحرير جزر حنيش تم تم تنفيذ هجوم برمائي على جزيرة زقر في الساعه 7 صباحاً وذلك بتاريخ 1437/3/1
وخلالها قامت الميلشيات بالاشتباك مع ابطال الوحدات الامن البحريه الخاصه لمنعهم مـن الدخول الى الجزيره ولكن وبفضل الله ثم شجاعة جنودنا وباسناد المروحيات و السفن البحريه تمكنوا من تطهير شواطىء جزيرة زقر بالكامل وطرد الميلشيات الحوثيه منها.
بعد تطهير الشواطئ اكملوا ابطال الضفادع البشريه تقدمهم الى داخل جزيرة زقر وسط مقاومه ضعيفه من الميلشيات الحوثيه التي كانت تحاول الحفاظ على مواقعها الدفاعيه ومنع قواتنا البحريه من التقدم وذلك لتدمير مستودعات الاسلحه لديهم
ثناء المعارك وتراجع الحوثيين حاولت سفينه ايرانيه تجاريه على متنها مقاتلين مرتزقه اختراق الحصار للوصول الى جزيرة زقر لمساندة الحوثيين العالقين داخل الجزيره فقاموا ابطال القوات البحريه باطلاق النيران و امرهم بالتراجع وبالفعل استجابت السفينه الايرانيه وتراجعت خوفاً من المكان
Image

وبعد ايام من المعارك المتواصله تمكنوا ابطال وحدات الامن البحريه من تطهير كامل جزيرة زقر الشريــان الاخير للحوثيين فـي البحر الاحمر. كذلك تم اسر 3 عناصر من الارهابيين و العثور على اكثر من 15 مستودع اسلحه وتدمير بعض المدافع و الاسلحه الثقيله التي استخدمتها الميلشيات الارهابيه
وبعد تحرير جزيرة زقر بتاريخ 1437/3/13 تم تسليم بقية الجزر الى القوات اليمنيه ثم عادوا ابطالنا الى وطنهــم بعد معــارك بطوليه انتهت بالانتصار. وبهذا اصبحت الملاحه الدوليه بفضل الله ثم بفضلهم في امان رغم التهديدات الحوثيه التي لا تزال حتى هذه اللحظة مستمره من خلال ميناء الحديده
الا ان تحرير هذه الجزر ادت الى قطع الشريان الكبير للحوثيين في البحر الاحمر ومنعهم من تهديد السفن البحريه السعوديه و التجارية.
 


القوات البحريه الملكية السعودية RSNF لديها في اليمن سجل عمليات انزال وابرار واشتباك وتحرير عظيم.
مقاطع سابقه نشرت لعملية تطهير جزر حنيش وزقر بعد تحريرها.





 

كتبته بعد تمصدر متمصدرين نسبو الامر لانفسهم

اخرجت حينها المتنبي الصغنطوط:

مير ما اقول الا

يامتسلقينَ على أكتافنا استحوا .. مالكم تسرقون ما أنتم منه تذمرتوا
فتارتةً بنظركم عاصفةٌ وفشلت .. وتارتةً هي عاصفةٌ بكم قد نجحت
 

الله يسقي وقتها كانت روايات الهبد والجدعنة منتشرة
الكثير كان يتغنّى بفضله (الوهمي) في التحرير
ويوم تطلبه مصدر رسمي يثبت كلامه يعطيك وضعية البلكونة والأمن الكومي العربي
ونظريّات "بحر الطحينة وقناة فالوب" للتقليل من أهمية العملية ومن غيرنا ولا تعرفوا تعملوا حاجة ....
 
هذه عمليه مباركه
من مئات العمليات الناجحه

حرب اليمن ليست نزهه او لعب عيال
لمن اراد الانتقاص من القوات المشتركه السعوديه
ومعهم التحالف
 
كنت اتمنى لو في شرح عن الاشتباك من القطع البحريه مباشر ايش استخدمت من اسلحه وايش الاهداف الي تم تدميرها
 
كفو وهذي عوايدهم😍

لكن ارى تجاهل متعمد وتهميش للدور الاماراتي ،لا ارى اي ذكر من قبل جنرالات الوهم،امر مؤسف
🙂





هذا الفيديو يرد عليك
يا اخي لا ننكر اي دور للأمارات بس حساباتكم بالتويتر تحس ان الامارات الكل في الكل وهذا غير صحيح
ونشكركم على أي مجهود

المقطع عام ٢٠١٦

 
كفو وهذي عوايدهم😍

لكن ارى تجاهل متعمد وتهميش للدور الاماراتي ،لا ارى اي ذكر من قبل جنرالات الوهم،امر مؤسف
🙂





محاولة التهميش امر واضح في اكثر من موضوع
ولكن التاريخ والواقع والميدان يعرفون الواقع
بعيدا عن القال والقيل والتغريدات هنا وهناك ..

قريبا بأذن الله سيكون هناك فلم يوثق امور كثيره غائبه عن الكثير من الاخوه
بالصوت والصوره
الجميع عمل فالميدان ولكل قوه لها دور
ولايجب ان نهمش دور احد منهم
 
بوركت الجهود المخلصة لقوات التحالف ..

بالنسبة للجهود الاماراتية في تحالف الحزم .. قرأت تلخيصا جميلا احببت مشاركتكم اياه



دور القـوات المسلحة في اليمـن .. صـورة مشرّفة للعسكرية الإمـاراتيــة
7bef9e60a0dff47582bae753a0859d16.jpg





إن الأداء البطولي التي قدمته قواتنا المسلحة في اليمن الشقيق منذ انطلاق عاصفة الحزم يمثل مبعث فخر واعتزاز ليس فقط لشعب الإمارات، وإنما للشعوب العربية والإسلامية قاطبة، حيث أثبتت أنها قوة احترافية قادرة على صون القيم والمبادىء، والدفاع عن مصالح وأمن واستقرار ومصالح الشعوب العربية، وتثبيت أسس الأمن والاستقرار في مناطق الأزمات والصراعات، وردع أي تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وكبح جماح أي أطماع خارجية. وفي هذا العدد تسلط «درع الوطن» الضوء على أبعاد ودلالات ومرتكزات وانجازات المهام القومية والدور التاريخي المشرف الذي قامت به القوات المسلحة في اليمن الشقيق.

إن الأداء البطولي التي قدمته قواتنا المسلحة في اليمن الشقيق منذ انطلاق عاصفة الحزم يمثل مبعث فخر واعتزاز ليس فقط لشعب الإمارات، وإنما للشعوب العربية والإسلامية قاطبة، لأنها أثبتت أنها قوة احترافية قادرة على تثبيت أسس الأمن والاستقرار في مناطق الأزمات والصراعات، وردع أي تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وكبح جماح أي أطماع خارجية فيها.

جاء احتفال دولة الإمارات، قيادة وشعباً، بعودة أبناء القوات المسلحة البواسل المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن في التاسع من فبراير 2019 تقديراً لما قدموه من بطولات وتضحيات ستظل خالدة في ذاكرة الوطن الخالدة، فقد خاضت قواتنا المعارك والمواجهات على الأرض، وقدمت أغلى ما تمتلك من دماء أبنائها، كما تصدت بكل قوة للتنظيمات المتطرفة والإرهابية، وأسهمت بدور رئيسي في إعادة الحياة إلى المناطق المحررة.

الاحتفال الكبير بعودة القوات المسلحة من اليمن.. معان ودلالات
إذا كان الاحتفال بعودة قواتنا المسلحة من اليمن يعبر عن التقدير الكبير للتضحيات والبطولات التي قدمتها، ويجسد أسمى معاني الوفاء لأرواح الشهداء الذين وهبوا حياتهم فداء لهذا الوطن، كي تظل راياته مرفوعة في ميادين الحق والواجب والعزة والشرف، فإنه أكد العديد من المعاني والدلالات المهمة، أولها تقدير القيادة الرشيدة لبطولات وتضحيات القوات المسلحة في اليمن، إذ أن مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام، في هذا الاحتفال، إنما يبعث برسالة واضحة مفادها أن أبطال القوات المسلحة يستحقون كل دروع الاعتزاز والتقدير.

وثانيها إن هذا التقدير الذي تكنه قيادتنا الرشيدة لأبطال قواتنا المسلحة والاعتزاز بدورهم في ميادين الحق والواجب، إنما يعمق من مشاعر الفخر ويرسخ من قيم الولاء والانتماء لدى أبطال قواتنا المسلحة، وأبناء الوطن جميعاً، فأكثر ما يعتز ويفتخر به أبناء قواتنا المسلحة هي المحبة والألفة والمودة التي تربطهم بقيادتهم الرشيدة وتربط القيادة بهم. وثالثها قوة البيت المتوحد، فقد كان هذا الاحتفال شاهداً على عمق الروح الوطنية التي تسري في شرايين أبناء الوطن، الذين ينظرون إلى القوات المسلحة بكل فخر وتقدير واعتزاز، كما كان تجسيداً أيضاً لمقولة «البيت متوحد»، التي بدت في مشهد الاصطفاف الوطني خلف القوات المسلحة، والاعتزاز بدورها من جانب كل أبناء الوطن.وهذا الاعتزاز والفخر عبر عنه هاشتاج «الصقور المخلصين»، الذي دشنه مواطنون احتفاءً وتقديراً لتضحيات جنود الدولة البواسل، العائدين من اليمن، حيث حظي بمشاهدات ومشاركات مرتفعة، وغير مسبوقة، على موقع التغريدات المصغرة «تويتر»، بعدما تخطت مشاركته ما يزيد عن 56 مليون مشاهدة حول العالم، في الساعات الأولى لإطلاقه من قبل المواطنين والمغردين من جميع أنحاء العالم. وأجمعت تعليقات المغردين المواطنين على هذا الهاشتاج بأن أبطال قواتنا المسلحة قدموا خير نموذج في عمليات الفداء والتضحية والعزة والكرامة من أجل نشر الأمن والأمان وتعزيز حماية المنطقة العربية.

ورابع هذه المعانيأن دولة الإمارات ستبقى سنداً لأشقائها في أوقات المحن والأزمات، وهذا ما أكدته كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بهذه المناسبة والتي قال فيها إن «قواتنا المسلحة الباسلة ستبقى على الدوام الدرع الحامي لدولتنا والضمانة الراسخة لعزتها ورفعتها بين الأمم، والقوة التي لا تتردد في الوقوف بكل قوة إلى جانب كل ذي حق في وجه الظلم والعدوان»، وكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن «قواتنا المسلحة الدرع الحامي لدولتنا، ونحن دعاة سلام، وأصحاب عزم حينما يتعلق الأمر بتهديد أمننا أو أمن أشقائنا، بذلتم فأخلصتم وضحيتم فرفعتم الرأس حفظكم الله للوطن… وحفظ الله الوطن بكم.. أديتم الأمانة للوطن واستقرار المنطقة، تضحياتكم ودوركم الوطني والإنساني أوقد شعلة الأمل لأشقائنا في اليمن.. ستبقى الإمارات عضيداً للشقيق وجسراً للسلام»،والتي تشير إلى أن مشاركة الإمارات في التحالف العربي في اليمن جاءت تعبيراً صادقاً عن مبادئ الإمارات الثابتة، وعقيدتها العسكرية التي تنحاز دوماً للحق، وتتضامن مع الأشقاء في مواجهة التحديات والمخاطر، مهما كانت التضحيات، وتؤكد بوضوح أن إسهام دولة الإمارات في نشر السلام والاستقرار هو نهجها الراسخ الذي لا تحيد عنه؛ فهو الركيزة التي أسس لها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأكمل المسيرة على خطاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لأجل إقرار العدل والدفاع عن الحق، ونصرة المستغيث، ودعم ومساندة الأشقاء في كل مكان، بما فيه مصلحتهم والخير لحياتهم، ليسطروا بعودتهم من اليمن سالمين معافين، أسمى صور البطولة والنصر والشجاعة والتضحية والفداء.

ثوابت ومنطلقات مشاركة القوات المسلحة في اليمن
جاءت مشاركة القوات المسلحة الإمارتية في التحالف العربي في اليمن انطلاقاً من عدة ثوابت وأسس لعل أبرزها:

1 – العقيدة العسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تؤكد على صون الحق واحترام القانون والشرعية الدولية والتضامن مع الأشقاء في مواجهة التحديات والمخاطر، والعمل على تعزيز أسس الأمن والاستقرار في الدول العربية والخليجية، وهي العقيدة التي تواصل الإمارات في ظل قيادةصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، السير على نهجها الآن، وتترجم في مشاركتها الفاعلة في أية جهود تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية في مواجهة أية تحديات أو مخاطر.

2 – مبادئ وأهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي تؤمن بأهمية العمل على تعزيز السلام والاستقرار والأمن والعدل على الساحتين الإقليمية والدولية، باعتبار أن ذلك هو الطريق لتكريس الجهد الدولي لتحقيق التنمية والرفاهية لشعوب العالم. ولا شك في أن القوات المسلحة تمثل أحد أهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للدولة، وخاصة ذلك الهدف المتعلق بالمساهمة في حفظ الأمن والسلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

3 – الالتزام بأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فلا شك أن أحد أهداف مشاركة الإمارات في التحالف العربي في اليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015 هو التصدي للتهديدات التي تشكلها ميليشيات الحوثي وحلفائها في الداخل والخارج لأمن دول الخليج، وخاصة أن اليمن كما هو معروف لديه حدود مشتركة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتجاهل أحداث اليمن وقتها كان يشكل أحد مصادر الخطر المحدقة بالمنطقة الخليجية؛ لذلك فإن التصدي لميليشيات الحوثي وممارساتها الإجرامية يعتبر أولوية للحفاظ على الأمن الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية. ومن ثم فإن مشاركة قواتنا المسلحة في عاصفة الحزم ينطلق من إيمان دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الحفاظ على أمن واستقرار أي دولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لا ينفصل عن أمنها واستقرارها، لأن الأمن الجماعي لدول المجلس كل لا يتجزأ، ولهذا فإنها تتضامن دوماً مع أشقائها في دول المجلس في مواجهة التحديات ومصادر التهديد المختلفة أيَّاً كان نوعها ومصدرها.

4 – الالتزام الكامل بدعم الشرعية السياسية والدستورية، ومساعدة الحكومة الشرعية على إنهاء الانقلاب الذي نفذه الحوثيون، وإعادة حكومة اليمن الشرعية والمعترف بها دوليًا بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحددة وتهيئة الأوضاع اللازمة للمضي قدما في عملية الانتقال السياسي السلمي وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية المتفق عليها بتأييد من مجلس الأمن. وقد أكدت دولة الإمارات على هذا الهدف في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف في سبتمبر 2017، حينما شددت على أهمية الالتزام الكامل بدعم الشرعية الدستورية والحفاظ على وحدة اليمن، واحترام سيادته واستقلاله، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.

طبيعة دور القوات المسلحة الإماراتية في اليمن
يجمع الخبراء على أن الدور الذي قامت به القوات المسلحة الإماراتية في اليمن يعد نموذجاً للفاعلية والكفاءة في ممارسة المهام سواء كانت عملياتية أو تأمينية أو إنسانية،خاصة ان هذا الدور تضمن العديد من المحاور المهمة، يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:

أولاً: المحور العسكري والعملياتي: تضمنت كلمة الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة، القائد المشترك للعمليات المشتركة في اليمن بمناسبة الاحتفال بعودة القوات المسلحة الإماراتية من اليمن، توصيفاً دقيقاً لحجم الإنجاز الذي قامت به القوات المسلحة منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015، حيث شاركت القوات البرية وحرس الرئاسة والعمليات الخاصة بجميع وحداتها بأكثر من خمسة عشر ألف جندي في خمس عشرة قوة واجب في مختلف مدن ومحافظات اليمن. كما بلغ عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة بجميع أنواع طائراتها أكثر من مئة وثلاثين ألف طلعة جوية وأكثر من نصف مليون ساعة طيران على أرض العمليات. أما القوات البحرية فقد شاركت وحدها في ثلاث قوات واجب بحرية.. بأكثر من خمسين قطعة بحرية مختلفة وأكثر من ثلاثة آلاف بحَّارٍ مقاتل. وفي مجالِ الإمداد وعلى الرغم من أن أرض العمليات تَبعد أكثر من ثلاثة آلاف ميل، فقد نجحت قواتنا المسلحة في نقل القوات والإمدادات والأسلحة والذخائر والمعدات والآليات والمساعدات الإنسانية طوال السنوات الخمس الماضية باستخدام جميع وسائل النقل البري والبحري والجوي وعبر قاعدتَي إمداد متقدمتين في أراضي دول شقيقة وصديقة وعلى سبيل المثال لا الحصر.. فقد تم تنفيذ أكثر من ألف رحلة بحرية جرى خلالها نقل ملايين الأطنان.

ولا شك في أن هذه المشاركة الفاعلة لقواتنا المسلحة كان لها كبير الأثر في معظم الانتصارات العسكرية التي حققتها قوات التحالف العربي في اليمن، والتي تتمثل في التالي:
1 – تحريرِ العديد من المدن من سيطرة ميليشيا الحوثي، حيث أسهمت القوات المسلحة لدولة الإمارات، في تحرير %85 من التسعين بالمئة من الأراضي اليمنية المحررة، حيث تم تحرير عدن من الحوثيين في السابع عشر من يوليو عام 2015، و تحرير العَنَد من الحوثيين في الرابع من أغسطس عام 2015. أمّا أبين فقدْ تم تحريرها مرتَينِ، مرةً من الحوثيين في التاسع من أغسطس عام 2015 ومرة أخرى من القاعدة في الخامسِ من سبتمبر عام 2016. وتحرير مأرب “سد زايد” في السادس عشر من أكتوبر عام 2015. وتحرير المكلا من القاعدة في الخامسِ والعشرين من إبريل عام 2016. وتحرير المخا من الحوثيين في الثالثِ والعشرين من يناير عامَ 2017. وتحرير مطار الحديدة من الحوثيين في العشرين من يونيو عام 2018.

ويجمع الخبراء العسكريون على أن عملية “تحرير عدن” التي قادتها القوات المسلحة لدولة الإمارات ، ضمن عملية السهم الذهبي التي انطلقت في الرابع عشر من شهر يوليو 2015، تشكل قصة نجاح مبهرة للعسكرية الإماراتية، ليس فقط لأنها جاءت نتاج تخطيط عسكري واستراتيجي محكم، وإنما أيضاً لأنها مثلت نقطة الانطلاق الرئيسية لتحرير العديد من المحافظات الجنوبية ، وطرد الانقلابيين الحوثيين منها. لقد جاءت عملية “تحرير عدن” بعد أكثر من أربعة أشهر على بدء عمليات التحالف العربي ضد الانقلابيين الحوثيين، الذين كانوا يراهنون على أنهم بمقدورهم السيطرة على عدن بشكل كامل، إلا أن انخراط القوات المسلحة الإماراتية بشكل رئيسي في العمليات العسكرية، أحدث تحولاً كبيراً في موازين القوى وسجل أول نقطة ايجابية لصالح قوات التحالف العربي على الأرض، وهو العامل الذي شكل فيما بعد الانطلاقة الحقيقية لتحرير المدن والمحافظات اليمنية من الانقلابيين الحوثيين. وليس أدل على ذلك من أنه بعد أسابيع من تحرير عدن تمكنت القوات اليمنية الداعمة للشرعية في جنوب اليمن وبمساندة قوات إماراتية من تحرير لحج وحضرموت وأبين والمخا بالكامل والسيطرة على الساحل الاستراتيجي في البحر الأحمر، لتكلل عملية الرمح الذهبي بنجاح كبير. وكان تحرير مأرب من احتلال ميليشيات الحوثي الإرهابية نصرا استراتيجيا مؤزرا لأن مأرب رمز كبير في التاريخ اليمني والتاريخ العربي بشكل عام، فهي حاضنة الميلاد الأول للعرب ومنها انطلقوا إلى ربوع الجزيرة العربية.

2 – تمكين القوات اليمنية من تأمينِ المناطقِ المحررة والدفاعِ عنها بقدراتها الذاتية بعد أن اكتسبت خبرات عملياتية خلال السنوات الخمسِ الماضية التي قضيناها معهم في التدريب والتجهيز. حيث ساعدت القوات المسلحة الإماراتية الحكومة الشرعية في اليمن كي تمارس مهامها بكل فاعلية، فمنذ اللحظات الأولى لتحرير العاصمة المؤقتة عدن، عملت الإمارات على تمكين قيادة ورموز الشرعية من العودة إلى الداخل لممارسة مهامهم، والمساهمة في عملية تطبيع الحياة في المحافظات المحررة.

وأعطت الإمارات أهمية قصوى لتأمين عودة مؤقتة للرئاسة والحكومة عقب التحرير مباشرة، من خلال اتخاذ عدد من الخطوات المهمة، أبرزها إعادة صيانة وتأهيل مطار عدن بشكل مؤقت رغم الظروف الأمنية المعقدة التي كانت تشهدها محافظة عدن، بالإضافة إلى تأهيل وصيانة فندق القصر أحد اكبر الفنادق في عدن. وأسهمت هذه الخطوة في عودة الحكومة اليمنية في شهر أغسطس من العام 2015، بالإضافة الى عودة مؤقتة للرئيس عبدربه منصور هادي. وسعت دولة الإمارات الى دعم قطاع الأمن العام من خلال إعادة تأهيل مباني الشرطة، وتزويد شرطة عدن بأكثر من 130 مركبة وآلية. وعملت الإمارات على إعادة وتدريب وتأهيل الحرس الرئاسي ولتوفير الحماية الأمنية للرئاسة والحكومة، وتولت عملية إعادة تأهيل وتدريب عناصر المقاومة، وإخضاعهم لدورات عسكرية متخصصة في الحماية الرئاسية ليكونوا قادرين على توفير الحماية للرئيس وحكومته والوفود الأجنبية التي تزور عدن، وهم ما تم بالفعل وخلال ثلاثة أشهر من التدريب تم إعادتهم وتسليمهم الأمن في منطقة معاشيق. كما عملت دولة الإمارات بالتوازي على أكثر من محور في المحافظات المحررة، بهدف توفير إقامة دائمة للحكومة والرئاسة في عدن وباقي المحافظات المحررة، حتى تسهل عمل وتنقل الحكومة والسلطات المحلية في هذه المحافظات.

3 – استهداف قدرات الحوثيين العسكرية: دمرت المقاتلات الإماراتية في ضربات جوية ناجحة، مواقع عدة للمتمردين «الحوثيين» في اليمن، حيث استهدفت منظومات الدفاع الجوي في صنعاء وصعدة والحديدة إضافة إلى منظومة صواريخ «أرض- أرض»، ومراكز للقيادة والسيطرة ومستودعات إمداد ومركز إمداد فني بمنطقة مأرب، كما قامت باستهداف عدد من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث استهدفت الضربات الجوية الإماراتية أهدافاً عدة لمواقع رادار الدفاع الجوي، ومركز الدفاع الجوي، ومخازن إمداد الدفاع الجوي، ومواقع لمضادات الطائرات، ومخازن للذخائر للصواريخ البالستية.

4 – مساهمة القوات المسلّحة إلى جانب الفرق العسكرية المتخصصة بنزع الألغام وفتح الطرقات والممرات الرئيسة، وفي توعية اليمنيين وبخاصة الأطفال من مخاطر الألغام. نتج عن تلك الجهود تشكيل فرق توعية مجتمعية وصلت إلى مئات اليمنيين في المناطق المحررة في الساحل الغربي من المخا تعز إلى الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا في الحديدة.

ثانياً: المحور الإنساني والإغاثي: سطرت القوات المسلحة لدولة الإمارات ملاحم إنسانية عظيمة باتت نموذجا يدرس في التعامل الحضاري أثناء العمليات العسكرية بالتزامها بالمواثيق الدولية وقواعد الاشتباك المتفقة مع القانون الدولي الإنساني، كما قادت عملية تأمين وصول المساعدات الإنسانية وتكفلت بإيصالها إلى مختلف المناطق وأخلت آلاف الجرحى من مختلف المحافظات للعلاج في خارج اليمن كما أشرفت على عملية تأمين وصول فرق الهلال الأحمر الإماراتي والمنظمات الإنسانية العاملة إلى مناطق الصراع، للتعرف إلى احتياجات الناس والإسهام في إعادة تأهيل القطاعات الخدمية.. كما قدمت المساعدات الإغاثية العاجلةَ في المناطق المحررة إلى جانب فتح الطرقات والمعابر الآمنة وتمشيط المناطق ونزع الألغام والعبوات الناسفة التي تعيق تحركات المدنيين وتهدد حياتَهم بالخطر.

وفي سياق الدور الإنساني والإغاثي للقوات المسلحة، قام سلاح الخدمات الطبية بدور مهم وفاعل في مساعدة الشعب اليمني الشقيق، وهو دور متعدد الأبعاد والمراحل، لم يقتصر فقط على تقديم المساعدات الطبية العاجلة، وإنما استهدف أيضاً العمل على الوقاية والحد من انتشار الأمراض والأوبئة في اليمن. لقد أشرف سلاح الخدمات الطبية على توزيع الأدوية على مختلف المحافظات اليمنية بما فيها التي تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي، وكانت هذه المساعدات إما تقدم بشكل مباشر أو من قبل المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، كما تحرك بشكل فاعل، من خلال دعم العمليات الطارئة من أجل الحد من انتشار الأمراض والأوبئة المعدية، كما خصص عيادات متنقلة لتقديم الخدمات الطبية والصحية الأولية لإنقاذ حياة المدنيين من أبناء الشعب اليمني، وإجلاء المصابين في المناطق التي تم تحريرها.

إن الدور الإنساني والإغاثي الذي قامت به القوات المسلحة في اليمن كان له عظيم الأثر في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، خاصة أن هذا الدور تكامل مع الجهود والمبادرات التي تقوم بها الجهات والجمعيات الخيرية الإماراتية، التي لعبت دوراً إيجابياً بارزاً وما تزال، كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، بجانب مؤسسات زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية، وسقيا الإمارات، والرحمة للأعمال الخيرية، وبيت الشارقة الخيري، وغيرها من مؤسسات وجمعيات الدولة الإنسانية، حيث ساعدت القوات المسلحة هذه الجمعيات والهيئات الخيرية على القيام بدورها الإنساني في اليمن على الوجه الأكمل.

ثالثاً: المحور التنموي: عملت القوات المسلحة لدولة الإمارات على دعم المشروعات الإنمائية والإنسانية للدولة في اليمن، وذلك من منطلق إيمانها بأنها قوة أمن وتنمية واستقرار بالأساس، وكان لافتاً أنه ومع قيام القوات المسلحة بمهامها العسكرية، وبعد المشاركة في تحرير أي موقع أو مدينة أو بلدة، فإنها كانت تتجه إلى تقديم الدعم المدني لسكان المناطق المحررة على شكل مواد غذائية، ومستلزمات طبية وأدوية، وتنفيذ بعض مشاريع ترميم، وصيانة الكثير مما دمرته ميليشيا الحوثي الإرهابية.

وساعدت القوات المسلحة المؤسسات والجهات الإماراتية على القيام بمهامها في مساعدة الشعب اليمني، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم. وفي هذا السياق فقد احتل مشروع إعادة تأهيل وصيانة مطار عدن الدولي صدارة مشاريع الإمارات؛ حيث استعاد مطار عدن عافيته بأيادي العون والمساعدة من دولة الإمارات. واستطاعت الأيادي الإماراتية إعادة مطار عدن إلى العمل الاستثنائي المطلوب من خلال الرحلات الإغاثية والعلاجية الطارئة، للسير خطوة تلو الأخرى في طريق العودة الكاملة إلى استئناف نشاط الملاحة الجوية أمام شركات الطيران المحلية والدولية بعد استيفاء شروط الأمن والسلامة للمنظمة الدولية للطيران المدنية.

لقد تركت القوات المسلحة الإماراتية بصمات تنموية عبر إقامة مشاريع تحسّن من نوعية حياة اليمنيين الذين تأثروا جراء الصراعالدائر هناك، وإعادة الحياة إلى مناطق كثيرة بتأهيل المدارس والموانئ والمطارات ودعم القطاعاتالصحية، والاهتمام بالمرأة والطفل ومكافحة الأوبئة وتأمين الغذاء.

لقد عبر الدور التنموي الذي قامت به القوات المسلحة في اليمن عن رؤية الإمارات المتكاملة في دعم الشعب اليمني، والتي ترى أن نجاح عملية تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي الإرهابية، وحلفائها ينبغي أن تسير بالتوازن مع عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار.

رابعاً: المحور الأمني: اسهمت القوات المسلحة الإماراتية بدور رئيسي في التصدي لتنظيم القاعدة وطرده من معاقله الرئيسية، وتحديداً في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، ومدن زنجبار وجعار وشبوة. كما أسهمت القوات المسلحة في تأسيس قوات أمنية حديثة من عناصر المقاومة بعد دمجها بقوات الجيش والأمن اطلق عليها قوات «الحزام الأمني»، وكان لها دور كبير وبارز في محاربة الجماعات الإرهابية في عدن ولحج وأبين، مما أدى الى تحسن الوضع الأمني في المحافظات المحررة.

وفي مطلع العام 2016 نفذت قوات الحزام الأمني وبدعم وإسناد من القوات الإماراتية عمليات نوعية ومداهمات لأوكار الإرهابيين في محافظة عدن، وتمكنت من اعتقال عدد كبير منهم، كما نفذت انتشاراً واسعاً في كل مديريات عدن ومداخلها ومخارجها . ونجحت هذه الإجراءات في شل حركة الجماعات الإرهابية التي كانت تتنقل بعدن بسهولة وتنفذ عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي طالت حتى محافظ محافظة عدن السابق الشهيد جعفر محمد سعد، حيث تقلصت العمليات الإرهابية إلى حدودها الدنيا، وهو ما ساهم في عودة المنظمات الدولية لممارسة عملها من عدن .

كما أسهمت القوات المسلحة لدولة الإمارات في تأمين محافظة أبين جنوب اليمن ، والتي كانت من أكثر المحافظات تضرراً من الإرهاب الذي تسبب لأبنائها بمآسٍ كثيرة . وتمكنت قوات الحزام الأمني والقوات المسلحة الإماراتية ضمن قوات التحالف العربي من الانتشار في عاصمة المحافظة زنجبار ومدينة جعار وفتحت الطريق الواصل بين عدن وأبين، وساهمت في تهاوي تنظيم القاعدة وتراجعه بعد اعتقال ومقتل عدد كبير من قياداته.

وفي مطلع شهر أغسطس 2017 كانت محافظة شبوة على موعد مع قوات النخبة الشبوانية، التي تم تأهيلها وتدريبها بإشراف دولة الإمارات، حيث نجحت قوات النخبة في تأمين عدد كبير من مديريات محافظة شبوة، وشلت قدرات التنظيمات الإرهابية على التحرك بين مديريات المحافظة والاستفادة من ثروات المحافظة الغنية بالنفط ، وجاءت هذه العملية لتؤكد أهمية الدور الذي قامت به القوات المسلحة لدولة الإمارات في مواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي بذلت كل ما في وسعها لاستغلال الفوضى التي تسبب بها الانقلابيون لفرض سيطرتهم على ما تقع أيديهم الآثمة عليه من المناطق الهشة أمنياً وتحويل حياة الشعب اليمني إلى مأساة يومية .

ويتفق كثير من الخبراء على أن الدور الذي قامت به القوات المسلحة لدولة الإمارات في مواجهة التنظيمات الإرهابية كان له عظيم الأثر في الحيلولة دون تحول اليمن إلى بورة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، الذي استغل الظروف والأوضاع التي شهدها اليمن في أعقاب سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 لتعزيز نفوذه، خاصة أن التنظيم حاول الظهور بمظهر المدافع عن أهل السنة في مواجهة الحوثيين الشيعة، إذ أعلن نقل المعركة إلى العاصمة صنعاء لمواجهة الحوثيين. وقد أخذ الصراع بين القاعدة والحوثيين بعداً عقائدياً، حيث استغلت القاعدة الوضع، من خلال محاولة الظهور بمظهر المدافع عن أهل السنة ضد الحوثيين الشيعة. ومن هنا فقد أضحى التنظيم يقاتل على جبهتين في اليمن: جبهة ضد الحوثيين، والأخرى ضد الجيش اليمني.

ولا في شك أن هذا الوضع الخطير في اليمن كان يمكن أن يؤدي إلى تعميق وتعقيد مشكلة ومخاطر الإرهاب التي لا تنضب في المنطقة منذ اندلاع أحداث ما يسمى «الربيع العربي»؛ وذلك بزيادة أماكن التوتر والصراع من ناحية، وجذب الجهاديين من ناحية أخرى، الأمر الذي كان ينذر بتحول اليمن لبؤرة جاذبة للجهاديين، ولهذا يحسب للقوات المسلحة الإماراتية أنها أنقذت اليمن من الوقوع في براثن هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

وتكمن أهمية هذا الإنجاز بالنظر لأن تنظيم القاعدة في اليمن كان يصنف من جانب الولايات المتحدة باعتباره واحد من اخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، والآن تراجعت قوته بصورة كبيرة نتيجة الدور المحوري الذي قامت به القوات المسلحة في مواجهة التنظيم وتفكيك خلاياه النائمة في العديد من المحافظات الجنوبية المحررة.

وقد حظى دور القوات المسلحة الإماراتية في مواجهة الإرهاب بإشادة العديد من المسئولين والعسكريين الأوروبيين، الذين وصفوا هذا الدور بالتاريخي ، ليس فقط لأنها نجحت في كسر شوكة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم،وإنما أيضاً لأنها دعمت جهود التنمية في المنطقة لتحقيق رخاء واستقرار الشعوب. ومن ضمن هذه الشهادات، ما قاله عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي عن حزب الجمهوريين، النائب بيير كوردير:»إنّ دولة الإمارات انخرطت بشكل كبير في كافة الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب واقتلاع جذوره من المنطقة والعالم، وشاركت مادياً وعسكرياً وفكرياً ودبلوماسياً في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، وفي التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن والقضاء على الإرهاب، جهودها جبارة يقدرها المجتمع الدولي، فضلاً عن دور الإمارات في تجنيب المنطقة والعالم كارثة سيطرة تيارات متطرفة على مساحة جغرافية مهمة مثل المضايق (باب المندب وهرمز)، وهو الدور الذي سيسجله التاريخ». فيما أكد الضابط السابق في المكتب الفيدرالي الألماني لأمن المعلومات، برتولت أرنيم، أنّ دولة الإمارات تحرّكت وفق استراتيجية عسكرية وأمنية ودبلوماسية بعيدة الرؤية، بعيداً عن المغامرات غير المحسوبة، حيث قادت دبلوماسية التنوير وكشف خطورة الجماعات والتيارات والميليشيات المتطرفة في المنطقة.

وشدّد الخبير العسكري والضابط السابق في الجيش البريطاني، ويليام نيكولز، أنّ دولة الإمارات سارت على سياسة حكيمة وفي طرق متوازية لمحاربة الإرهاب في المنطقة، عبر مساندتها القوات الدولية، والتحالف العربي ودعم كل صناديق ولجان مكافحة الإرهاب المحلية والدولية، ودعمها الجهود الإنسانية الدولية وقيادتها جهوداً ومبادرات شخصية، فضلاً عن إطلاقها حملات مكافحة الفكر المتطرف في المنطقة العربية والعالم، مضيفاً: «هي وصفات لعلاج المنطقة والعالم من فيروس التطرف المدمر، وأبرز دواء في هذه الوصفة كان العسكري إلى جانب الإنساني والتنموي وخاصة في اليمن، ما كان له أثر مهم تمثّل في حماية الممرات الملاحية الدولية في الخليج ومضيق هرمز وبحر العرب ومضيق باب المندب وجنوبي البحر الأحمر، وحتى قناة السويس بتعاون عربي مثّل درعاً مهمة حمت مصالح دول المنطقة وأوروبا والعالم، فهو دور تاريخي يقدره المجتمع الدولي».

شهداء القوات المسلحة في اليمن الشقيق.. تضحيات خالدة في ذاكرة الوطن
لا شك في أن دماء أبطال القوات المسلحة التي سالت على تراب اليمن الشقيق تظل خير شاهد على وفاء الامارات وشعبها وإخلاصها، وليكتب هؤلاء الشهداء الأبرار أسمائهم بحروف من نور في تاريخ دولتنا وسجل تضحيات قواتنا المسلحة، فقد ضحى هؤلاء بأغلى ما يملكون، وهي أرواحهم، من أجل انقاذ أبناء شعب شقيق من براثن ميلشيات انقلابية، وتقديم العون للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وذلك دفاعاً عن الأرض والأوطان ومصالح الشعوب، وهو هدف لا جدال فيه ولا حياد عنه كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقوله في إحدى المناسبات:»إن ابناؤنا جادوا بأغلى ما يملكون، رجال نشأوا من معين الأصالة ورووا وطنهم وأمتهم حبا ووفاء.. نتوجه بالإكبار والعرفان لشهدائنا البررة لتضحياتهم الخالدة التي ستكلل بعون الله بالانتصار الذي تلوح بشائره في الأفق». مشددًا سموه على أن «تطهير اليمن من الميليشيات الانقلابية والعدوانية التي عاثت فسادا وتخريبا هدف لن نحيد عنه» وأن «أبناء الإمارات ثابتون في المضي بطريق إزاحة الظلم والضيم عن إخواننا اليمنيين».

ولعل ما يبعث على الفخر هو مشاهد التضامن والاصطفاف العديدة من جانب قيادتنا الرشيدة والشعب الإماراتي الوفي خلف أسر وذوي الشهداء، تقديراً لتضحياتهم في سبيل إعلاء راية الإمارات في ميادين الحق والواجب. بل أن أسر الشهداء قدمت نماذج مضيئة في الولاء وحب الوطن، فلم يجزع ذوو الشهداء بسبب فقدانهم لفلزات اكبداهم، بل عبروا عن فخرهم بهم ودعمهم للقيادة التي ارسلتهم للدفاع عن الحق والشرعية، وان هذه الشهادة وسام على صدورهم وعلى صدر كل اماراتي، وكانت رسالتهم الواضحة لقيادتنا الرشيدة هي: أننا جميعا فداء للوطن ولكم، نفديكم بأرواحنا وقلوبنا وبكل غال ونفيس.

ستظل تضحيات شهداء الوطن الأبرار من القوات المسلحة، صفحة مضيئة في ذاكرة الوطن الخالدة، ومصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي، لأنها تجسد بطولات حقيقية سوف يسجلها تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بمداد من الفخر والاعتزاز، كما تعبر عن قدرة الانسان الإماراتي على الصمود في وجه الصعاب والثبات في أوقات المحن، وتجسد مبادئ الإمارات الوفية في التضامن مع الأشقاء والذود عن الامن القومي العربي والكرامة والسيادة العربية.

إن تضحيات شهداء أبطال القوات المسلحة البواسل، وإن كانت تعبر عن عمق الروح الوطنية التي تسري في شرايين أبناء الوطن جميعاً، إلا أنها تجسد ايضاً منظومة القيم الإيجابية التي تميز دولة الإمارات، قيادة وشعباً، وهي التضحيات التي ستظل تعلم الأجيال الحالية والمقبلة قيم الولاء والانتماء والتضحية والفداء والدفاع عن الوطن الغالي، حيث جسدت هذه التضحيات قوة التلاحم الوطني بين القيادة والشعب، والتي تجلت بشكل واضح في تماهي القيادة مع المواطنين واسر الشهداء بحيث بدت دولة الإمارات العربية المتحدة كلها كأسرة واحدة متماسكة متلاحمة لم يذدها استشهاد جنودنا الا قوة وتماسكا واصرارا على اكمال المهمة على الارض اليمنية والعودة بالنصر المؤزر. كما قدم شهداء الإمارات دليلاً دامغاً على وحدة وصلابة الهوية الإماراتية، فقد توزعت دماؤهم الواحدة على مختلف الإمارات من شمالها إلى جنوبها، كانت لوناً واحداً وروحاً واحدة قضت من أجل أن يحيا هذا الوطن ويظل آمناً شامخاً.

إنجازات القوات المسلحة الإماراتية في اليمن
لا شك أن مشاركة القوات المسلحة لدولة الإمارات في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس من العام 2015 أسهمت بدور رئيسي في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للتحالف، والمتمثلة فيما يلي:

1 - وقف تمدد ميليشيات الحوثي وتحرير معظم المدن التي كانت تحت سيطرتها، فمنذ انطلاق «عاصفة الحزم»، أسهمت القوات المسلحة لدولة الإمارات، بالتعاون مع قوات التحالف العربي والجيش اليمني الوطني ، بدور فاعل في استعادة %90 من الأراضي التي كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، حيث تم تحرير عدن ولحج وابين وشبوة، والعديد من المدن الأخرى، وخاضت قواتنا المسلحة الباسلة خلالها المعارك والمواجهات على الأرض، وقدمت عشرات الشهداء الأبرار من أجل التصدي للانقلابيين الحوثيين، ودحر مشروعهم التخريبي في اليمن، وكان للقوات المسلحة الجهد الرئيسي في تحريرِ %85 من %90 من الأراضي اليمنية المحررة.

2 - الحفاظ على أركان الوحدة اليمنية ومنعها من الانهيار، فلا شك أن نجاح القوات المسلحة لدولة الإمارات بالتعاون مع قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن في تحرير معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية حافظ على وحدة اليمن الشقيق، والحيلولة دون انهياره وتفتيته في ظل تصاعد النزعات الانفصالية قبل «عاصفة الحزم»، وهذا كان أحد الأهداف الرئيسية من وراء مشاركة الإمارات في عملية عاصفة الحزم، حيث تدرك الإمارات أهمية اليمن، وضرورة أن يبقى عربياً موحداً ، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي منذ اندلاع أحداث ما يسمى«الربيع العربي»، التي شكلت تهديداً صريحاً لبقاء واستمرارية الدولة الوطنية في عالمنا العربي، وخاصة في الدول التي نشبت فيها هذه الأحداث.

3 - تأمين العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليج العربية: يمثل اليمن عمقاً استراتيجياً لدول الخليج العربي، فهو يمثل البوابة الجنوبية لدول المجلس، ما يجعل منه عاملاً مهماً لأمنها واستقرارها جميعاً، بل إن اليمن بات ظهيراً آمناً لكل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان أولاً، وبقية دول مجلس التعاون ثانياً من خلال حمايته لحدودهما البرية الجنوبية بالنسبة إلى السعودية، والغربية بالنسبة إلى سلطنة عمان، ما يعني بالتبعية أن أي فوضى أو تهديد استراتيجي في اليمن يمثل خطراً أمنياً وتهديداً استراتيجياً للأمن الوطني السعودي بشكل خاص، وللأمن الوطني في مجمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل عام، ولا شك في أن نجاح القوات المسلحة لدولة الإمارات ، بالتعاون مع قوات التحالف العربي، أسهم في تحجيم قدرات ميليشيا الحوثي، واحتواء الخطر التي كانت تشكله على أمن دول المجلس.

4 - تأمين المضايق والممرات المائية: حينما انقلبت جماعة الحوثي على السلطة في اليمن في العام 2014، فإنها أثارت مخاوف بشأن احتمال سقوط مضيق باب المندب تحت سيطرتها وما يترتب على ذلك من تهديد حركة الملاحة عالميا، وهو المضيق الذي تُشحن منه يومياً نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط في اتجاه أوروبا والولايات المتحدة، ولهذا فإن أحد الأهداف الرئيسية للتحالف العربي في اليمن هو العمل على تأمين هذه المضايق. وبالفعل كان للقوات المسلحة لدولة الإمارات دور رئيسي في ذلك، حيث أولت اهتماما كبيرا لتحرير وتأمين مناطق الساحل الغربي في اليمن، وحققت سلسلة من الإنجازات الميدانية الكبيرة على هذه الجبهة، بدأت بتأمين مضيق باب المندب والمناطق القريبة منه، بالمشاركة مع قوات التحالف، ثم تحرير ميناء المخا.

5 - إعادة تأهيل وبناء ما خربه المتمردون الحوثيون في عدن والمدن التي تم تحريرها ضمن قوات التحالف العربي، حيث أسهمت القوات المسلحة الإماراتية في توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم. وتدرك دولة الإمارات أن إعادة تأهيل ما دمره الانقلابيون الحوثيون وتأسيس البنية التحتية في المدن التي تم تحريرها يمثل البداية الحقيقية نحو انطلاق جهود التنمية وإعادة البناء والإعمار في اليمن.

6 - إعادة بناء جيش وطني فعال يتولى مسئولية تأمين المناطق المحررة، حيث قامت القوات المسلحة لدولة الإمارات منذ بداية مشاركتها في التحالف العربي، بتجنيد وتدريب وتجهيز أكثر من 200,000 جندي يمني ، ليتولوا مسئولية تأمينِ المناطقِ المحررة والدفاعِ عنها بعد أن اكتسبتوا خبرات عملياتية خلال السنوات الماضية. وهذا دور يحسب لقواتنا المسلحة التي أخذت على عاتقها تقوية الجيش اليمني وتأهيله للحفاظ على مقدرات الدولة اليمنية في مواجهة أية تحديات أو مخاطر في مرحلة ما بعد نهاية الحرب .وهذا يعكس التحول من استراتيجية الاقتراب المباشر التي نفذتها القوات المسلحة باحتراف عال إلى استراتيجية الاقتراب غير المباشر، التي تنفذها القوات اليمنية بنفسها اليوم، والتي تم تشكيلها وتدريبها وتجهيزها ويجب عليها اليوم استكمال تحرير الأراضي اليمنية غير المحررة. وهي الاستراتيجية التي أوضحها لفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة، القائد المشترك للعمليات المشتركة في اليمن في كلمته بمناسبة الاحتفال بعودة أبطال القوات المسلحة المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، في كلمته بمناسبة الاحتفال عودة القوات المسلحة الإماراتية من اليمن.

7 - المساهمة في تحقيق تطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية والأمن والاستقرار: لم تقتصر إنجازات القوات المسلحة لدولة الإمارات على الجانب العملياتي، وإنما تضمنت أيضاً العمل على وضع الشعب اليمني على طريق البناء وإعادة الإعمار، من خلال تأمين المناطق المحررة، وتوفير البيئة المناسبة لانطلاق مشروعات إعادة الإعمار والبناء.

خاتمة
إن الأدوار البطولية التي قامت بها القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن ، يؤكد أنها تمثل عنصر استقرار إقليمي فاعل، وتشكل درعاً قوياً يحمي مكتسبات التنمية الوطنية، ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، بل في بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أيضاً، حيث تؤمن القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله بأهمية وجود قوة حامية للمكتسبات الوطنية، وهي قوة تصون وتحمي ولا تعتدي، وتؤمن بالقيم الحضارية والإنسانية، وتضع في صدارة أولوياتها حفظ السلام والإسهام في المهام الإغاثية الإنسانية، وتسخير خبراتها ومواردها كافة من أجل تحقيق أهدافها على هذا الصعيد.

إن الدور الذي قامت به القوات المسلحة وما زالت، والتضحيات التي قدمتها وتقدمها، في سبيل حماية الوطن ومكتسباته، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، هو مصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي، بل ولكل خليجي وعربي، ليس لأنه جعل الإمارات واحة للأمن والاستقرار والطمأنينة فقط، وإنما لأنه يؤكد قدرة قواتنا المسلحة على القيام بواجباتها وتأدية مهامها بكل كفاءة واقتدار أيضاً. وقد قدم أبطال قواتنا المسلحة خلال مشاركتهم في التحالف العربية في اليمن صورة حضارية ناصعة عن العسكرية الإماراتية وما تتميز به من انضباط وتقاليد عريقة اكتسبتها عبر سنوات طويلة من العمل والتدريب، وهو ما أكسبها الكثير من الاحترام والتقدير داخل اليمن وخارجه؛ فكانت قواتنا المسلحة بحق، كما وصفها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، «مدرسة لترسيخ قيم الولاء والانتماء والمواطنة، ومؤسّسة لتعزيز الوحدة الوطنية وتعميق الهوية وتقوية أواصر التلاحم الوطني».

وفي الوقت الذي حققت فيه قواتنا المسلحة الأهداف الرئيسية والاستراتيجية من المشاركة في التحالف العربي، فإن دولة الإمارات ستظل الداعم الرئيسي للمملكة العربية السعودية لما فيه مصلحة اليمن الشقيق، فالدولتان تقفان معاً في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء، كما أنهما سيواصلان تعاونهما البناء من أجل استكمال الأهداف الاستراتيجية للتحالف العربي في اليمن، وهي ترسيخ الأمن والاستقرار واستئناف مسيرة التنمية في اليمن، انطلاقاً من أن استقرار اليمن هو جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي
بأكملها.



 
محاولة التهميش امر واضح في اكثر من موضوع
ولكن التاريخ والواقع والميدان يعرفون الواقع
بعيدا عن القال والقيل والتغريدات هنا وهناك ..

قريبا بأذن الله سيكون هناك فلم يوثق امور كثيره غائبه عن الكثير من الاخوه
بالصوت والصوره
الجميع عمل فالميدان ولكل قوه لها دور
ولايجب ان نهمش دور احد منهم
دور الامارات في عملية تحرير الاولى 0 ما سوت اي شيء لا دعم جوي ولا جنود ولا اي شيء ذي حقيقة مو تهميش المقاتلات انطلقت من قاعدة الملك خالد و سفن على الاسطول الغربي
 
بوركت الجهود المخلصة لقوات التحالف ..

بالنسبة للجهود الاماراتية في تحالف الحزم .. قرأت تلخيصا جميلا احببت مشاركتكم اياه



دور القـوات المسلحة في اليمـن .. صـورة مشرّفة للعسكرية الإمـاراتيــة
7bef9e60a0dff47582bae753a0859d16.jpg





إن الأداء البطولي التي قدمته قواتنا المسلحة في اليمن الشقيق منذ انطلاق عاصفة الحزم يمثل مبعث فخر واعتزاز ليس فقط لشعب الإمارات، وإنما للشعوب العربية والإسلامية قاطبة، حيث أثبتت أنها قوة احترافية قادرة على صون القيم والمبادىء، والدفاع عن مصالح وأمن واستقرار ومصالح الشعوب العربية، وتثبيت أسس الأمن والاستقرار في مناطق الأزمات والصراعات، وردع أي تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وكبح جماح أي أطماع خارجية. وفي هذا العدد تسلط «درع الوطن» الضوء على أبعاد ودلالات ومرتكزات وانجازات المهام القومية والدور التاريخي المشرف الذي قامت به القوات المسلحة في اليمن الشقيق.

إن الأداء البطولي التي قدمته قواتنا المسلحة في اليمن الشقيق منذ انطلاق عاصفة الحزم يمثل مبعث فخر واعتزاز ليس فقط لشعب الإمارات، وإنما للشعوب العربية والإسلامية قاطبة، لأنها أثبتت أنها قوة احترافية قادرة على تثبيت أسس الأمن والاستقرار في مناطق الأزمات والصراعات، وردع أي تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وكبح جماح أي أطماع خارجية فيها.

جاء احتفال دولة الإمارات، قيادة وشعباً، بعودة أبناء القوات المسلحة البواسل المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن في التاسع من فبراير 2019 تقديراً لما قدموه من بطولات وتضحيات ستظل خالدة في ذاكرة الوطن الخالدة، فقد خاضت قواتنا المعارك والمواجهات على الأرض، وقدمت أغلى ما تمتلك من دماء أبنائها، كما تصدت بكل قوة للتنظيمات المتطرفة والإرهابية، وأسهمت بدور رئيسي في إعادة الحياة إلى المناطق المحررة.

الاحتفال الكبير بعودة القوات المسلحة من اليمن.. معان ودلالات
إذا كان الاحتفال بعودة قواتنا المسلحة من اليمن يعبر عن التقدير الكبير للتضحيات والبطولات التي قدمتها، ويجسد أسمى معاني الوفاء لأرواح الشهداء الذين وهبوا حياتهم فداء لهذا الوطن، كي تظل راياته مرفوعة في ميادين الحق والواجب والعزة والشرف، فإنه أكد العديد من المعاني والدلالات المهمة، أولها تقدير القيادة الرشيدة لبطولات وتضحيات القوات المسلحة في اليمن، إذ أن مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام، في هذا الاحتفال، إنما يبعث برسالة واضحة مفادها أن أبطال القوات المسلحة يستحقون كل دروع الاعتزاز والتقدير.

وثانيها إن هذا التقدير الذي تكنه قيادتنا الرشيدة لأبطال قواتنا المسلحة والاعتزاز بدورهم في ميادين الحق والواجب، إنما يعمق من مشاعر الفخر ويرسخ من قيم الولاء والانتماء لدى أبطال قواتنا المسلحة، وأبناء الوطن جميعاً، فأكثر ما يعتز ويفتخر به أبناء قواتنا المسلحة هي المحبة والألفة والمودة التي تربطهم بقيادتهم الرشيدة وتربط القيادة بهم. وثالثها قوة البيت المتوحد، فقد كان هذا الاحتفال شاهداً على عمق الروح الوطنية التي تسري في شرايين أبناء الوطن، الذين ينظرون إلى القوات المسلحة بكل فخر وتقدير واعتزاز، كما كان تجسيداً أيضاً لمقولة «البيت متوحد»، التي بدت في مشهد الاصطفاف الوطني خلف القوات المسلحة، والاعتزاز بدورها من جانب كل أبناء الوطن.وهذا الاعتزاز والفخر عبر عنه هاشتاج «الصقور المخلصين»، الذي دشنه مواطنون احتفاءً وتقديراً لتضحيات جنود الدولة البواسل، العائدين من اليمن، حيث حظي بمشاهدات ومشاركات مرتفعة، وغير مسبوقة، على موقع التغريدات المصغرة «تويتر»، بعدما تخطت مشاركته ما يزيد عن 56 مليون مشاهدة حول العالم، في الساعات الأولى لإطلاقه من قبل المواطنين والمغردين من جميع أنحاء العالم. وأجمعت تعليقات المغردين المواطنين على هذا الهاشتاج بأن أبطال قواتنا المسلحة قدموا خير نموذج في عمليات الفداء والتضحية والعزة والكرامة من أجل نشر الأمن والأمان وتعزيز حماية المنطقة العربية.

ورابع هذه المعانيأن دولة الإمارات ستبقى سنداً لأشقائها في أوقات المحن والأزمات، وهذا ما أكدته كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بهذه المناسبة والتي قال فيها إن «قواتنا المسلحة الباسلة ستبقى على الدوام الدرع الحامي لدولتنا والضمانة الراسخة لعزتها ورفعتها بين الأمم، والقوة التي لا تتردد في الوقوف بكل قوة إلى جانب كل ذي حق في وجه الظلم والعدوان»، وكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن «قواتنا المسلحة الدرع الحامي لدولتنا، ونحن دعاة سلام، وأصحاب عزم حينما يتعلق الأمر بتهديد أمننا أو أمن أشقائنا، بذلتم فأخلصتم وضحيتم فرفعتم الرأس حفظكم الله للوطن… وحفظ الله الوطن بكم.. أديتم الأمانة للوطن واستقرار المنطقة، تضحياتكم ودوركم الوطني والإنساني أوقد شعلة الأمل لأشقائنا في اليمن.. ستبقى الإمارات عضيداً للشقيق وجسراً للسلام»،والتي تشير إلى أن مشاركة الإمارات في التحالف العربي في اليمن جاءت تعبيراً صادقاً عن مبادئ الإمارات الثابتة، وعقيدتها العسكرية التي تنحاز دوماً للحق، وتتضامن مع الأشقاء في مواجهة التحديات والمخاطر، مهما كانت التضحيات، وتؤكد بوضوح أن إسهام دولة الإمارات في نشر السلام والاستقرار هو نهجها الراسخ الذي لا تحيد عنه؛ فهو الركيزة التي أسس لها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأكمل المسيرة على خطاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لأجل إقرار العدل والدفاع عن الحق، ونصرة المستغيث، ودعم ومساندة الأشقاء في كل مكان، بما فيه مصلحتهم والخير لحياتهم، ليسطروا بعودتهم من اليمن سالمين معافين، أسمى صور البطولة والنصر والشجاعة والتضحية والفداء.

ثوابت ومنطلقات مشاركة القوات المسلحة في اليمن
جاءت مشاركة القوات المسلحة الإمارتية في التحالف العربي في اليمن انطلاقاً من عدة ثوابت وأسس لعل أبرزها:

1 – العقيدة العسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تؤكد على صون الحق واحترام القانون والشرعية الدولية والتضامن مع الأشقاء في مواجهة التحديات والمخاطر، والعمل على تعزيز أسس الأمن والاستقرار في الدول العربية والخليجية، وهي العقيدة التي تواصل الإمارات في ظل قيادةصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، السير على نهجها الآن، وتترجم في مشاركتها الفاعلة في أية جهود تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية في مواجهة أية تحديات أو مخاطر.

2 – مبادئ وأهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي تؤمن بأهمية العمل على تعزيز السلام والاستقرار والأمن والعدل على الساحتين الإقليمية والدولية، باعتبار أن ذلك هو الطريق لتكريس الجهد الدولي لتحقيق التنمية والرفاهية لشعوب العالم. ولا شك في أن القوات المسلحة تمثل أحد أهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للدولة، وخاصة ذلك الهدف المتعلق بالمساهمة في حفظ الأمن والسلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

3 – الالتزام بأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فلا شك أن أحد أهداف مشاركة الإمارات في التحالف العربي في اليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015 هو التصدي للتهديدات التي تشكلها ميليشيات الحوثي وحلفائها في الداخل والخارج لأمن دول الخليج، وخاصة أن اليمن كما هو معروف لديه حدود مشتركة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتجاهل أحداث اليمن وقتها كان يشكل أحد مصادر الخطر المحدقة بالمنطقة الخليجية؛ لذلك فإن التصدي لميليشيات الحوثي وممارساتها الإجرامية يعتبر أولوية للحفاظ على الأمن الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية. ومن ثم فإن مشاركة قواتنا المسلحة في عاصفة الحزم ينطلق من إيمان دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الحفاظ على أمن واستقرار أي دولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لا ينفصل عن أمنها واستقرارها، لأن الأمن الجماعي لدول المجلس كل لا يتجزأ، ولهذا فإنها تتضامن دوماً مع أشقائها في دول المجلس في مواجهة التحديات ومصادر التهديد المختلفة أيَّاً كان نوعها ومصدرها.

4 – الالتزام الكامل بدعم الشرعية السياسية والدستورية، ومساعدة الحكومة الشرعية على إنهاء الانقلاب الذي نفذه الحوثيون، وإعادة حكومة اليمن الشرعية والمعترف بها دوليًا بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحددة وتهيئة الأوضاع اللازمة للمضي قدما في عملية الانتقال السياسي السلمي وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية المتفق عليها بتأييد من مجلس الأمن. وقد أكدت دولة الإمارات على هذا الهدف في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف في سبتمبر 2017، حينما شددت على أهمية الالتزام الكامل بدعم الشرعية الدستورية والحفاظ على وحدة اليمن، واحترام سيادته واستقلاله، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.

طبيعة دور القوات المسلحة الإماراتية في اليمن
يجمع الخبراء على أن الدور الذي قامت به القوات المسلحة الإماراتية في اليمن يعد نموذجاً للفاعلية والكفاءة في ممارسة المهام سواء كانت عملياتية أو تأمينية أو إنسانية،خاصة ان هذا الدور تضمن العديد من المحاور المهمة، يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:

أولاً: المحور العسكري والعملياتي: تضمنت كلمة الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة، القائد المشترك للعمليات المشتركة في اليمن بمناسبة الاحتفال بعودة القوات المسلحة الإماراتية من اليمن، توصيفاً دقيقاً لحجم الإنجاز الذي قامت به القوات المسلحة منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015، حيث شاركت القوات البرية وحرس الرئاسة والعمليات الخاصة بجميع وحداتها بأكثر من خمسة عشر ألف جندي في خمس عشرة قوة واجب في مختلف مدن ومحافظات اليمن. كما بلغ عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة بجميع أنواع طائراتها أكثر من مئة وثلاثين ألف طلعة جوية وأكثر من نصف مليون ساعة طيران على أرض العمليات. أما القوات البحرية فقد شاركت وحدها في ثلاث قوات واجب بحرية.. بأكثر من خمسين قطعة بحرية مختلفة وأكثر من ثلاثة آلاف بحَّارٍ مقاتل. وفي مجالِ الإمداد وعلى الرغم من أن أرض العمليات تَبعد أكثر من ثلاثة آلاف ميل، فقد نجحت قواتنا المسلحة في نقل القوات والإمدادات والأسلحة والذخائر والمعدات والآليات والمساعدات الإنسانية طوال السنوات الخمس الماضية باستخدام جميع وسائل النقل البري والبحري والجوي وعبر قاعدتَي إمداد متقدمتين في أراضي دول شقيقة وصديقة وعلى سبيل المثال لا الحصر.. فقد تم تنفيذ أكثر من ألف رحلة بحرية جرى خلالها نقل ملايين الأطنان.

ولا شك في أن هذه المشاركة الفاعلة لقواتنا المسلحة كان لها كبير الأثر في معظم الانتصارات العسكرية التي حققتها قوات التحالف العربي في اليمن، والتي تتمثل في التالي:
1 – تحريرِ العديد من المدن من سيطرة ميليشيا الحوثي، حيث أسهمت القوات المسلحة لدولة الإمارات، في تحرير %85 من التسعين بالمئة من الأراضي اليمنية المحررة، حيث تم تحرير عدن من الحوثيين في السابع عشر من يوليو عام 2015، و تحرير العَنَد من الحوثيين في الرابع من أغسطس عام 2015. أمّا أبين فقدْ تم تحريرها مرتَينِ، مرةً من الحوثيين في التاسع من أغسطس عام 2015 ومرة أخرى من القاعدة في الخامسِ من سبتمبر عام 2016. وتحرير مأرب “سد زايد” في السادس عشر من أكتوبر عام 2015. وتحرير المكلا من القاعدة في الخامسِ والعشرين من إبريل عام 2016. وتحرير المخا من الحوثيين في الثالثِ والعشرين من يناير عامَ 2017. وتحرير مطار الحديدة من الحوثيين في العشرين من يونيو عام 2018.

ويجمع الخبراء العسكريون على أن عملية “تحرير عدن” التي قادتها القوات المسلحة لدولة الإمارات ، ضمن عملية السهم الذهبي التي انطلقت في الرابع عشر من شهر يوليو 2015، تشكل قصة نجاح مبهرة للعسكرية الإماراتية، ليس فقط لأنها جاءت نتاج تخطيط عسكري واستراتيجي محكم، وإنما أيضاً لأنها مثلت نقطة الانطلاق الرئيسية لتحرير العديد من المحافظات الجنوبية ، وطرد الانقلابيين الحوثيين منها. لقد جاءت عملية “تحرير عدن” بعد أكثر من أربعة أشهر على بدء عمليات التحالف العربي ضد الانقلابيين الحوثيين، الذين كانوا يراهنون على أنهم بمقدورهم السيطرة على عدن بشكل كامل، إلا أن انخراط القوات المسلحة الإماراتية بشكل رئيسي في العمليات العسكرية، أحدث تحولاً كبيراً في موازين القوى وسجل أول نقطة ايجابية لصالح قوات التحالف العربي على الأرض، وهو العامل الذي شكل فيما بعد الانطلاقة الحقيقية لتحرير المدن والمحافظات اليمنية من الانقلابيين الحوثيين. وليس أدل على ذلك من أنه بعد أسابيع من تحرير عدن تمكنت القوات اليمنية الداعمة للشرعية في جنوب اليمن وبمساندة قوات إماراتية من تحرير لحج وحضرموت وأبين والمخا بالكامل والسيطرة على الساحل الاستراتيجي في البحر الأحمر، لتكلل عملية الرمح الذهبي بنجاح كبير. وكان تحرير مأرب من احتلال ميليشيات الحوثي الإرهابية نصرا استراتيجيا مؤزرا لأن مأرب رمز كبير في التاريخ اليمني والتاريخ العربي بشكل عام، فهي حاضنة الميلاد الأول للعرب ومنها انطلقوا إلى ربوع الجزيرة العربية.

2 – تمكين القوات اليمنية من تأمينِ المناطقِ المحررة والدفاعِ عنها بقدراتها الذاتية بعد أن اكتسبت خبرات عملياتية خلال السنوات الخمسِ الماضية التي قضيناها معهم في التدريب والتجهيز. حيث ساعدت القوات المسلحة الإماراتية الحكومة الشرعية في اليمن كي تمارس مهامها بكل فاعلية، فمنذ اللحظات الأولى لتحرير العاصمة المؤقتة عدن، عملت الإمارات على تمكين قيادة ورموز الشرعية من العودة إلى الداخل لممارسة مهامهم، والمساهمة في عملية تطبيع الحياة في المحافظات المحررة.

وأعطت الإمارات أهمية قصوى لتأمين عودة مؤقتة للرئاسة والحكومة عقب التحرير مباشرة، من خلال اتخاذ عدد من الخطوات المهمة، أبرزها إعادة صيانة وتأهيل مطار عدن بشكل مؤقت رغم الظروف الأمنية المعقدة التي كانت تشهدها محافظة عدن، بالإضافة إلى تأهيل وصيانة فندق القصر أحد اكبر الفنادق في عدن. وأسهمت هذه الخطوة في عودة الحكومة اليمنية في شهر أغسطس من العام 2015، بالإضافة الى عودة مؤقتة للرئيس عبدربه منصور هادي. وسعت دولة الإمارات الى دعم قطاع الأمن العام من خلال إعادة تأهيل مباني الشرطة، وتزويد شرطة عدن بأكثر من 130 مركبة وآلية. وعملت الإمارات على إعادة وتدريب وتأهيل الحرس الرئاسي ولتوفير الحماية الأمنية للرئاسة والحكومة، وتولت عملية إعادة تأهيل وتدريب عناصر المقاومة، وإخضاعهم لدورات عسكرية متخصصة في الحماية الرئاسية ليكونوا قادرين على توفير الحماية للرئيس وحكومته والوفود الأجنبية التي تزور عدن، وهم ما تم بالفعل وخلال ثلاثة أشهر من التدريب تم إعادتهم وتسليمهم الأمن في منطقة معاشيق. كما عملت دولة الإمارات بالتوازي على أكثر من محور في المحافظات المحررة، بهدف توفير إقامة دائمة للحكومة والرئاسة في عدن وباقي المحافظات المحررة، حتى تسهل عمل وتنقل الحكومة والسلطات المحلية في هذه المحافظات.

3 – استهداف قدرات الحوثيين العسكرية: دمرت المقاتلات الإماراتية في ضربات جوية ناجحة، مواقع عدة للمتمردين «الحوثيين» في اليمن، حيث استهدفت منظومات الدفاع الجوي في صنعاء وصعدة والحديدة إضافة إلى منظومة صواريخ «أرض- أرض»، ومراكز للقيادة والسيطرة ومستودعات إمداد ومركز إمداد فني بمنطقة مأرب، كما قامت باستهداف عدد من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث استهدفت الضربات الجوية الإماراتية أهدافاً عدة لمواقع رادار الدفاع الجوي، ومركز الدفاع الجوي، ومخازن إمداد الدفاع الجوي، ومواقع لمضادات الطائرات، ومخازن للذخائر للصواريخ البالستية.

4 – مساهمة القوات المسلّحة إلى جانب الفرق العسكرية المتخصصة بنزع الألغام وفتح الطرقات والممرات الرئيسة، وفي توعية اليمنيين وبخاصة الأطفال من مخاطر الألغام. نتج عن تلك الجهود تشكيل فرق توعية مجتمعية وصلت إلى مئات اليمنيين في المناطق المحررة في الساحل الغربي من المخا تعز إلى الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا في الحديدة.

ثانياً: المحور الإنساني والإغاثي: سطرت القوات المسلحة لدولة الإمارات ملاحم إنسانية عظيمة باتت نموذجا يدرس في التعامل الحضاري أثناء العمليات العسكرية بالتزامها بالمواثيق الدولية وقواعد الاشتباك المتفقة مع القانون الدولي الإنساني، كما قادت عملية تأمين وصول المساعدات الإنسانية وتكفلت بإيصالها إلى مختلف المناطق وأخلت آلاف الجرحى من مختلف المحافظات للعلاج في خارج اليمن كما أشرفت على عملية تأمين وصول فرق الهلال الأحمر الإماراتي والمنظمات الإنسانية العاملة إلى مناطق الصراع، للتعرف إلى احتياجات الناس والإسهام في إعادة تأهيل القطاعات الخدمية.. كما قدمت المساعدات الإغاثية العاجلةَ في المناطق المحررة إلى جانب فتح الطرقات والمعابر الآمنة وتمشيط المناطق ونزع الألغام والعبوات الناسفة التي تعيق تحركات المدنيين وتهدد حياتَهم بالخطر.

وفي سياق الدور الإنساني والإغاثي للقوات المسلحة، قام سلاح الخدمات الطبية بدور مهم وفاعل في مساعدة الشعب اليمني الشقيق، وهو دور متعدد الأبعاد والمراحل، لم يقتصر فقط على تقديم المساعدات الطبية العاجلة، وإنما استهدف أيضاً العمل على الوقاية والحد من انتشار الأمراض والأوبئة في اليمن. لقد أشرف سلاح الخدمات الطبية على توزيع الأدوية على مختلف المحافظات اليمنية بما فيها التي تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي، وكانت هذه المساعدات إما تقدم بشكل مباشر أو من قبل المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، كما تحرك بشكل فاعل، من خلال دعم العمليات الطارئة من أجل الحد من انتشار الأمراض والأوبئة المعدية، كما خصص عيادات متنقلة لتقديم الخدمات الطبية والصحية الأولية لإنقاذ حياة المدنيين من أبناء الشعب اليمني، وإجلاء المصابين في المناطق التي تم تحريرها.

إن الدور الإنساني والإغاثي الذي قامت به القوات المسلحة في اليمن كان له عظيم الأثر في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، خاصة أن هذا الدور تكامل مع الجهود والمبادرات التي تقوم بها الجهات والجمعيات الخيرية الإماراتية، التي لعبت دوراً إيجابياً بارزاً وما تزال، كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، بجانب مؤسسات زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية، وسقيا الإمارات، والرحمة للأعمال الخيرية، وبيت الشارقة الخيري، وغيرها من مؤسسات وجمعيات الدولة الإنسانية، حيث ساعدت القوات المسلحة هذه الجمعيات والهيئات الخيرية على القيام بدورها الإنساني في اليمن على الوجه الأكمل.

ثالثاً: المحور التنموي: عملت القوات المسلحة لدولة الإمارات على دعم المشروعات الإنمائية والإنسانية للدولة في اليمن، وذلك من منطلق إيمانها بأنها قوة أمن وتنمية واستقرار بالأساس، وكان لافتاً أنه ومع قيام القوات المسلحة بمهامها العسكرية، وبعد المشاركة في تحرير أي موقع أو مدينة أو بلدة، فإنها كانت تتجه إلى تقديم الدعم المدني لسكان المناطق المحررة على شكل مواد غذائية، ومستلزمات طبية وأدوية، وتنفيذ بعض مشاريع ترميم، وصيانة الكثير مما دمرته ميليشيا الحوثي الإرهابية.

وساعدت القوات المسلحة المؤسسات والجهات الإماراتية على القيام بمهامها في مساعدة الشعب اليمني، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم. وفي هذا السياق فقد احتل مشروع إعادة تأهيل وصيانة مطار عدن الدولي صدارة مشاريع الإمارات؛ حيث استعاد مطار عدن عافيته بأيادي العون والمساعدة من دولة الإمارات. واستطاعت الأيادي الإماراتية إعادة مطار عدن إلى العمل الاستثنائي المطلوب من خلال الرحلات الإغاثية والعلاجية الطارئة، للسير خطوة تلو الأخرى في طريق العودة الكاملة إلى استئناف نشاط الملاحة الجوية أمام شركات الطيران المحلية والدولية بعد استيفاء شروط الأمن والسلامة للمنظمة الدولية للطيران المدنية.

لقد تركت القوات المسلحة الإماراتية بصمات تنموية عبر إقامة مشاريع تحسّن من نوعية حياة اليمنيين الذين تأثروا جراء الصراعالدائر هناك، وإعادة الحياة إلى مناطق كثيرة بتأهيل المدارس والموانئ والمطارات ودعم القطاعاتالصحية، والاهتمام بالمرأة والطفل ومكافحة الأوبئة وتأمين الغذاء.

لقد عبر الدور التنموي الذي قامت به القوات المسلحة في اليمن عن رؤية الإمارات المتكاملة في دعم الشعب اليمني، والتي ترى أن نجاح عملية تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي الإرهابية، وحلفائها ينبغي أن تسير بالتوازن مع عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار.

رابعاً: المحور الأمني: اسهمت القوات المسلحة الإماراتية بدور رئيسي في التصدي لتنظيم القاعدة وطرده من معاقله الرئيسية، وتحديداً في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، ومدن زنجبار وجعار وشبوة. كما أسهمت القوات المسلحة في تأسيس قوات أمنية حديثة من عناصر المقاومة بعد دمجها بقوات الجيش والأمن اطلق عليها قوات «الحزام الأمني»، وكان لها دور كبير وبارز في محاربة الجماعات الإرهابية في عدن ولحج وأبين، مما أدى الى تحسن الوضع الأمني في المحافظات المحررة.

وفي مطلع العام 2016 نفذت قوات الحزام الأمني وبدعم وإسناد من القوات الإماراتية عمليات نوعية ومداهمات لأوكار الإرهابيين في محافظة عدن، وتمكنت من اعتقال عدد كبير منهم، كما نفذت انتشاراً واسعاً في كل مديريات عدن ومداخلها ومخارجها . ونجحت هذه الإجراءات في شل حركة الجماعات الإرهابية التي كانت تتنقل بعدن بسهولة وتنفذ عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي طالت حتى محافظ محافظة عدن السابق الشهيد جعفر محمد سعد، حيث تقلصت العمليات الإرهابية إلى حدودها الدنيا، وهو ما ساهم في عودة المنظمات الدولية لممارسة عملها من عدن .

كما أسهمت القوات المسلحة لدولة الإمارات في تأمين محافظة أبين جنوب اليمن ، والتي كانت من أكثر المحافظات تضرراً من الإرهاب الذي تسبب لأبنائها بمآسٍ كثيرة . وتمكنت قوات الحزام الأمني والقوات المسلحة الإماراتية ضمن قوات التحالف العربي من الانتشار في عاصمة المحافظة زنجبار ومدينة جعار وفتحت الطريق الواصل بين عدن وأبين، وساهمت في تهاوي تنظيم القاعدة وتراجعه بعد اعتقال ومقتل عدد كبير من قياداته.

وفي مطلع شهر أغسطس 2017 كانت محافظة شبوة على موعد مع قوات النخبة الشبوانية، التي تم تأهيلها وتدريبها بإشراف دولة الإمارات، حيث نجحت قوات النخبة في تأمين عدد كبير من مديريات محافظة شبوة، وشلت قدرات التنظيمات الإرهابية على التحرك بين مديريات المحافظة والاستفادة من ثروات المحافظة الغنية بالنفط ، وجاءت هذه العملية لتؤكد أهمية الدور الذي قامت به القوات المسلحة لدولة الإمارات في مواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي بذلت كل ما في وسعها لاستغلال الفوضى التي تسبب بها الانقلابيون لفرض سيطرتهم على ما تقع أيديهم الآثمة عليه من المناطق الهشة أمنياً وتحويل حياة الشعب اليمني إلى مأساة يومية .

ويتفق كثير من الخبراء على أن الدور الذي قامت به القوات المسلحة لدولة الإمارات في مواجهة التنظيمات الإرهابية كان له عظيم الأثر في الحيلولة دون تحول اليمن إلى بورة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، الذي استغل الظروف والأوضاع التي شهدها اليمن في أعقاب سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 لتعزيز نفوذه، خاصة أن التنظيم حاول الظهور بمظهر المدافع عن أهل السنة في مواجهة الحوثيين الشيعة، إذ أعلن نقل المعركة إلى العاصمة صنعاء لمواجهة الحوثيين. وقد أخذ الصراع بين القاعدة والحوثيين بعداً عقائدياً، حيث استغلت القاعدة الوضع، من خلال محاولة الظهور بمظهر المدافع عن أهل السنة ضد الحوثيين الشيعة. ومن هنا فقد أضحى التنظيم يقاتل على جبهتين في اليمن: جبهة ضد الحوثيين، والأخرى ضد الجيش اليمني.

ولا في شك أن هذا الوضع الخطير في اليمن كان يمكن أن يؤدي إلى تعميق وتعقيد مشكلة ومخاطر الإرهاب التي لا تنضب في المنطقة منذ اندلاع أحداث ما يسمى «الربيع العربي»؛ وذلك بزيادة أماكن التوتر والصراع من ناحية، وجذب الجهاديين من ناحية أخرى، الأمر الذي كان ينذر بتحول اليمن لبؤرة جاذبة للجهاديين، ولهذا يحسب للقوات المسلحة الإماراتية أنها أنقذت اليمن من الوقوع في براثن هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

وتكمن أهمية هذا الإنجاز بالنظر لأن تنظيم القاعدة في اليمن كان يصنف من جانب الولايات المتحدة باعتباره واحد من اخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، والآن تراجعت قوته بصورة كبيرة نتيجة الدور المحوري الذي قامت به القوات المسلحة في مواجهة التنظيم وتفكيك خلاياه النائمة في العديد من المحافظات الجنوبية المحررة.

وقد حظى دور القوات المسلحة الإماراتية في مواجهة الإرهاب بإشادة العديد من المسئولين والعسكريين الأوروبيين، الذين وصفوا هذا الدور بالتاريخي ، ليس فقط لأنها نجحت في كسر شوكة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم،وإنما أيضاً لأنها دعمت جهود التنمية في المنطقة لتحقيق رخاء واستقرار الشعوب. ومن ضمن هذه الشهادات، ما قاله عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي عن حزب الجمهوريين، النائب بيير كوردير:»إنّ دولة الإمارات انخرطت بشكل كبير في كافة الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب واقتلاع جذوره من المنطقة والعالم، وشاركت مادياً وعسكرياً وفكرياً ودبلوماسياً في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، وفي التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن والقضاء على الإرهاب، جهودها جبارة يقدرها المجتمع الدولي، فضلاً عن دور الإمارات في تجنيب المنطقة والعالم كارثة سيطرة تيارات متطرفة على مساحة جغرافية مهمة مثل المضايق (باب المندب وهرمز)، وهو الدور الذي سيسجله التاريخ». فيما أكد الضابط السابق في المكتب الفيدرالي الألماني لأمن المعلومات، برتولت أرنيم، أنّ دولة الإمارات تحرّكت وفق استراتيجية عسكرية وأمنية ودبلوماسية بعيدة الرؤية، بعيداً عن المغامرات غير المحسوبة، حيث قادت دبلوماسية التنوير وكشف خطورة الجماعات والتيارات والميليشيات المتطرفة في المنطقة.

وشدّد الخبير العسكري والضابط السابق في الجيش البريطاني، ويليام نيكولز، أنّ دولة الإمارات سارت على سياسة حكيمة وفي طرق متوازية لمحاربة الإرهاب في المنطقة، عبر مساندتها القوات الدولية، والتحالف العربي ودعم كل صناديق ولجان مكافحة الإرهاب المحلية والدولية، ودعمها الجهود الإنسانية الدولية وقيادتها جهوداً ومبادرات شخصية، فضلاً عن إطلاقها حملات مكافحة الفكر المتطرف في المنطقة العربية والعالم، مضيفاً: «هي وصفات لعلاج المنطقة والعالم من فيروس التطرف المدمر، وأبرز دواء في هذه الوصفة كان العسكري إلى جانب الإنساني والتنموي وخاصة في اليمن، ما كان له أثر مهم تمثّل في حماية الممرات الملاحية الدولية في الخليج ومضيق هرمز وبحر العرب ومضيق باب المندب وجنوبي البحر الأحمر، وحتى قناة السويس بتعاون عربي مثّل درعاً مهمة حمت مصالح دول المنطقة وأوروبا والعالم، فهو دور تاريخي يقدره المجتمع الدولي».

شهداء القوات المسلحة في اليمن الشقيق.. تضحيات خالدة في ذاكرة الوطن
لا شك في أن دماء أبطال القوات المسلحة التي سالت على تراب اليمن الشقيق تظل خير شاهد على وفاء الامارات وشعبها وإخلاصها، وليكتب هؤلاء الشهداء الأبرار أسمائهم بحروف من نور في تاريخ دولتنا وسجل تضحيات قواتنا المسلحة، فقد ضحى هؤلاء بأغلى ما يملكون، وهي أرواحهم، من أجل انقاذ أبناء شعب شقيق من براثن ميلشيات انقلابية، وتقديم العون للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وذلك دفاعاً عن الأرض والأوطان ومصالح الشعوب، وهو هدف لا جدال فيه ولا حياد عنه كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقوله في إحدى المناسبات:»إن ابناؤنا جادوا بأغلى ما يملكون، رجال نشأوا من معين الأصالة ورووا وطنهم وأمتهم حبا ووفاء.. نتوجه بالإكبار والعرفان لشهدائنا البررة لتضحياتهم الخالدة التي ستكلل بعون الله بالانتصار الذي تلوح بشائره في الأفق». مشددًا سموه على أن «تطهير اليمن من الميليشيات الانقلابية والعدوانية التي عاثت فسادا وتخريبا هدف لن نحيد عنه» وأن «أبناء الإمارات ثابتون في المضي بطريق إزاحة الظلم والضيم عن إخواننا اليمنيين».

ولعل ما يبعث على الفخر هو مشاهد التضامن والاصطفاف العديدة من جانب قيادتنا الرشيدة والشعب الإماراتي الوفي خلف أسر وذوي الشهداء، تقديراً لتضحياتهم في سبيل إعلاء راية الإمارات في ميادين الحق والواجب. بل أن أسر الشهداء قدمت نماذج مضيئة في الولاء وحب الوطن، فلم يجزع ذوو الشهداء بسبب فقدانهم لفلزات اكبداهم، بل عبروا عن فخرهم بهم ودعمهم للقيادة التي ارسلتهم للدفاع عن الحق والشرعية، وان هذه الشهادة وسام على صدورهم وعلى صدر كل اماراتي، وكانت رسالتهم الواضحة لقيادتنا الرشيدة هي: أننا جميعا فداء للوطن ولكم، نفديكم بأرواحنا وقلوبنا وبكل غال ونفيس.

ستظل تضحيات شهداء الوطن الأبرار من القوات المسلحة، صفحة مضيئة في ذاكرة الوطن الخالدة، ومصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي، لأنها تجسد بطولات حقيقية سوف يسجلها تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بمداد من الفخر والاعتزاز، كما تعبر عن قدرة الانسان الإماراتي على الصمود في وجه الصعاب والثبات في أوقات المحن، وتجسد مبادئ الإمارات الوفية في التضامن مع الأشقاء والذود عن الامن القومي العربي والكرامة والسيادة العربية.

إن تضحيات شهداء أبطال القوات المسلحة البواسل، وإن كانت تعبر عن عمق الروح الوطنية التي تسري في شرايين أبناء الوطن جميعاً، إلا أنها تجسد ايضاً منظومة القيم الإيجابية التي تميز دولة الإمارات، قيادة وشعباً، وهي التضحيات التي ستظل تعلم الأجيال الحالية والمقبلة قيم الولاء والانتماء والتضحية والفداء والدفاع عن الوطن الغالي، حيث جسدت هذه التضحيات قوة التلاحم الوطني بين القيادة والشعب، والتي تجلت بشكل واضح في تماهي القيادة مع المواطنين واسر الشهداء بحيث بدت دولة الإمارات العربية المتحدة كلها كأسرة واحدة متماسكة متلاحمة لم يذدها استشهاد جنودنا الا قوة وتماسكا واصرارا على اكمال المهمة على الارض اليمنية والعودة بالنصر المؤزر. كما قدم شهداء الإمارات دليلاً دامغاً على وحدة وصلابة الهوية الإماراتية، فقد توزعت دماؤهم الواحدة على مختلف الإمارات من شمالها إلى جنوبها، كانت لوناً واحداً وروحاً واحدة قضت من أجل أن يحيا هذا الوطن ويظل آمناً شامخاً.

إنجازات القوات المسلحة الإماراتية في اليمن
لا شك أن مشاركة القوات المسلحة لدولة الإمارات في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس من العام 2015 أسهمت بدور رئيسي في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للتحالف، والمتمثلة فيما يلي:

1 - وقف تمدد ميليشيات الحوثي وتحرير معظم المدن التي كانت تحت سيطرتها، فمنذ انطلاق «عاصفة الحزم»، أسهمت القوات المسلحة لدولة الإمارات، بالتعاون مع قوات التحالف العربي والجيش اليمني الوطني ، بدور فاعل في استعادة %90 من الأراضي التي كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، حيث تم تحرير عدن ولحج وابين وشبوة، والعديد من المدن الأخرى، وخاضت قواتنا المسلحة الباسلة خلالها المعارك والمواجهات على الأرض، وقدمت عشرات الشهداء الأبرار من أجل التصدي للانقلابيين الحوثيين، ودحر مشروعهم التخريبي في اليمن، وكان للقوات المسلحة الجهد الرئيسي في تحريرِ %85 من %90 من الأراضي اليمنية المحررة.

2 - الحفاظ على أركان الوحدة اليمنية ومنعها من الانهيار، فلا شك أن نجاح القوات المسلحة لدولة الإمارات بالتعاون مع قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن في تحرير معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية حافظ على وحدة اليمن الشقيق، والحيلولة دون انهياره وتفتيته في ظل تصاعد النزعات الانفصالية قبل «عاصفة الحزم»، وهذا كان أحد الأهداف الرئيسية من وراء مشاركة الإمارات في عملية عاصفة الحزم، حيث تدرك الإمارات أهمية اليمن، وضرورة أن يبقى عربياً موحداً ، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي منذ اندلاع أحداث ما يسمى«الربيع العربي»، التي شكلت تهديداً صريحاً لبقاء واستمرارية الدولة الوطنية في عالمنا العربي، وخاصة في الدول التي نشبت فيها هذه الأحداث.

3 - تأمين العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليج العربية: يمثل اليمن عمقاً استراتيجياً لدول الخليج العربي، فهو يمثل البوابة الجنوبية لدول المجلس، ما يجعل منه عاملاً مهماً لأمنها واستقرارها جميعاً، بل إن اليمن بات ظهيراً آمناً لكل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان أولاً، وبقية دول مجلس التعاون ثانياً من خلال حمايته لحدودهما البرية الجنوبية بالنسبة إلى السعودية، والغربية بالنسبة إلى سلطنة عمان، ما يعني بالتبعية أن أي فوضى أو تهديد استراتيجي في اليمن يمثل خطراً أمنياً وتهديداً استراتيجياً للأمن الوطني السعودي بشكل خاص، وللأمن الوطني في مجمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل عام، ولا شك في أن نجاح القوات المسلحة لدولة الإمارات ، بالتعاون مع قوات التحالف العربي، أسهم في تحجيم قدرات ميليشيا الحوثي، واحتواء الخطر التي كانت تشكله على أمن دول المجلس.

4 - تأمين المضايق والممرات المائية: حينما انقلبت جماعة الحوثي على السلطة في اليمن في العام 2014، فإنها أثارت مخاوف بشأن احتمال سقوط مضيق باب المندب تحت سيطرتها وما يترتب على ذلك من تهديد حركة الملاحة عالميا، وهو المضيق الذي تُشحن منه يومياً نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط في اتجاه أوروبا والولايات المتحدة، ولهذا فإن أحد الأهداف الرئيسية للتحالف العربي في اليمن هو العمل على تأمين هذه المضايق. وبالفعل كان للقوات المسلحة لدولة الإمارات دور رئيسي في ذلك، حيث أولت اهتماما كبيرا لتحرير وتأمين مناطق الساحل الغربي في اليمن، وحققت سلسلة من الإنجازات الميدانية الكبيرة على هذه الجبهة، بدأت بتأمين مضيق باب المندب والمناطق القريبة منه، بالمشاركة مع قوات التحالف، ثم تحرير ميناء المخا.

5 - إعادة تأهيل وبناء ما خربه المتمردون الحوثيون في عدن والمدن التي تم تحريرها ضمن قوات التحالف العربي، حيث أسهمت القوات المسلحة الإماراتية في توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم. وتدرك دولة الإمارات أن إعادة تأهيل ما دمره الانقلابيون الحوثيون وتأسيس البنية التحتية في المدن التي تم تحريرها يمثل البداية الحقيقية نحو انطلاق جهود التنمية وإعادة البناء والإعمار في اليمن.

6 - إعادة بناء جيش وطني فعال يتولى مسئولية تأمين المناطق المحررة، حيث قامت القوات المسلحة لدولة الإمارات منذ بداية مشاركتها في التحالف العربي، بتجنيد وتدريب وتجهيز أكثر من 200,000 جندي يمني ، ليتولوا مسئولية تأمينِ المناطقِ المحررة والدفاعِ عنها بعد أن اكتسبتوا خبرات عملياتية خلال السنوات الماضية. وهذا دور يحسب لقواتنا المسلحة التي أخذت على عاتقها تقوية الجيش اليمني وتأهيله للحفاظ على مقدرات الدولة اليمنية في مواجهة أية تحديات أو مخاطر في مرحلة ما بعد نهاية الحرب .وهذا يعكس التحول من استراتيجية الاقتراب المباشر التي نفذتها القوات المسلحة باحتراف عال إلى استراتيجية الاقتراب غير المباشر، التي تنفذها القوات اليمنية بنفسها اليوم، والتي تم تشكيلها وتدريبها وتجهيزها ويجب عليها اليوم استكمال تحرير الأراضي اليمنية غير المحررة. وهي الاستراتيجية التي أوضحها لفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة، القائد المشترك للعمليات المشتركة في اليمن في كلمته بمناسبة الاحتفال بعودة أبطال القوات المسلحة المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، في كلمته بمناسبة الاحتفال عودة القوات المسلحة الإماراتية من اليمن.

7 - المساهمة في تحقيق تطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية والأمن والاستقرار: لم تقتصر إنجازات القوات المسلحة لدولة الإمارات على الجانب العملياتي، وإنما تضمنت أيضاً العمل على وضع الشعب اليمني على طريق البناء وإعادة الإعمار، من خلال تأمين المناطق المحررة، وتوفير البيئة المناسبة لانطلاق مشروعات إعادة الإعمار والبناء.

خاتمة
إن الأدوار البطولية التي قامت بها القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن ، يؤكد أنها تمثل عنصر استقرار إقليمي فاعل، وتشكل درعاً قوياً يحمي مكتسبات التنمية الوطنية، ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، بل في بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أيضاً، حيث تؤمن القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله بأهمية وجود قوة حامية للمكتسبات الوطنية، وهي قوة تصون وتحمي ولا تعتدي، وتؤمن بالقيم الحضارية والإنسانية، وتضع في صدارة أولوياتها حفظ السلام والإسهام في المهام الإغاثية الإنسانية، وتسخير خبراتها ومواردها كافة من أجل تحقيق أهدافها على هذا الصعيد.

إن الدور الذي قامت به القوات المسلحة وما زالت، والتضحيات التي قدمتها وتقدمها، في سبيل حماية الوطن ومكتسباته، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، هو مصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي، بل ولكل خليجي وعربي، ليس لأنه جعل الإمارات واحة للأمن والاستقرار والطمأنينة فقط، وإنما لأنه يؤكد قدرة قواتنا المسلحة على القيام بواجباتها وتأدية مهامها بكل كفاءة واقتدار أيضاً. وقد قدم أبطال قواتنا المسلحة خلال مشاركتهم في التحالف العربية في اليمن صورة حضارية ناصعة عن العسكرية الإماراتية وما تتميز به من انضباط وتقاليد عريقة اكتسبتها عبر سنوات طويلة من العمل والتدريب، وهو ما أكسبها الكثير من الاحترام والتقدير داخل اليمن وخارجه؛ فكانت قواتنا المسلحة بحق، كما وصفها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، «مدرسة لترسيخ قيم الولاء والانتماء والمواطنة، ومؤسّسة لتعزيز الوحدة الوطنية وتعميق الهوية وتقوية أواصر التلاحم الوطني».

وفي الوقت الذي حققت فيه قواتنا المسلحة الأهداف الرئيسية والاستراتيجية من المشاركة في التحالف العربي، فإن دولة الإمارات ستظل الداعم الرئيسي للمملكة العربية السعودية لما فيه مصلحة اليمن الشقيق، فالدولتان تقفان معاً في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء، كما أنهما سيواصلان تعاونهما البناء من أجل استكمال الأهداف الاستراتيجية للتحالف العربي في اليمن، وهي ترسيخ الأمن والاستقرار واستئناف مسيرة التنمية في اليمن، انطلاقاً من أن استقرار اليمن هو جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي
بأكملها.



اخ كميكازي اتمنى تفتح موضوع خاص بمشاركه طويله زي هذي الموضوع هنا محدد بشي ما
 
عودة
أعلى