عهد_البايلربايات_وبداية_تشكل_دولة_الجزائر_الحديثة 1518 _ 1587 :
يعتبر عهد البايلربايات هو بداية ما يعرف بالوجود العثماني في الجزائر ، في حين يعتبره الكثير من المؤرخين بداية تشكل دولة الجزائر الحديثة ، بكل ما تحمله كلمة "دولة" من معنى ، و كل ما تتمتع به الدولة الحديثة من مقومات و دلائل وجودها ، مثل صك العملة و الحيز الجغرافي ، و الحرية التامة في إتخاذ القرارات ، حرية عقد الإتفاقيات الدولية ، إضافة إلى التنظيم السياسي للدولة ، ونبدأ من هذا المنطلق بحيث نتحدث عن أهم ما يميز هذا العهد من الجانب السياسي وتنظيم السلطات و توزيع المناصب وغيرها ...
#عهد_البايلربايات :
حيث قام خيرالدين بربروس بعد استشهاد أخيه عروج بالإستنجاد بالدولة العثمانية ، لأنها كانت دار الخلافة الإسلامية التي تجمع تحت رايتها جميع ديار المسلمين ، فأرسل خيرالدين إلى السلطان سليم الأول يعرض عليه بيعته وذلك عام 1518م ، وقبل السلطان سليم _ وكان آنذاك بالقاهرة لتنظيم شؤونها بعد سقوط دولة المماليك_ عرضه قبولا حسنا و أرسل له 2000 جندي مسلحين بالبنادق وعدد من رجال المدفعية مع مدفعيتهم ، ولم يكتف السلطان سليم بذلك ، بل وجه رسائل إلى حكام تونس وتلمسان (لم تكونا بعد قد ألحقتا بالدولة العثمانية) يحذرهم من الإعتداء على حدود إمارة الجزائر.
إمتازت هذه المرحلة بالقوة و توطيد ركائز الحكم و توحيد رقعة البلاد والقضاء على توسعات الإسبان والكثير من التمردات ، واتخذ البايلرباي خيرالدين مركز حكومته بمدينة الجزائر العاصمة .
واستطاع البايلربايات اللاحقون أن يحققوا الوحدة الإقليمية والسياسية للدولة الجزائرية الناشئة التي امتذ نفوذها وسيطرتها إلى كل جهات الشرق والغرب والجنوب ، والقضاء على كل الإمارات المحلية التي أصابها الوهن والتفكك في تلمسان والإمارات الحفصية في قلعة بني عباس وقسنطينة و عنابة و إمارة جبل كوكو في القبائل ، ويعتبر صالح رايس ( 1552 _ 1556 ) بطل تحقيق هذه الوحدة لأنه هو الذي اجتهد في مد نفوذ الدولة الناشئة إلى الواحات بالجنوب ، وقضى على الدولة الزيانية المتهالكة بتلمسان ، وفرض طاعة السلطة بالجزائر على كل المناطق ، إذ وصلت الحدود الجزائرية بصفة تقريبية إلى ماهي عليه اليوم.
◀ كان يحكم الجزائر في هذه الفترة حاكم برتبة بايلرباي ، وهي كلمة تركية تعني "باي البايات" ، أي أنه المنصب الأعلى في منظومة الحكم العثمانية لدول شمال إفريقيا ، ولم يتول هذا المنصب من بين جميع ولايات و إيالات الدولة العثمانية سوى حاكم إيالة الجزائر ، كما قسمت دول شمال إفريقيا إلى قسمين : إيالات و ولايات ، فأما الإيالات فيحكمها حاكم عثماني ، والولايات يحكمها والي عثماني
وسوف نعطي شرح مبسط لنظم الحكم العثمانية في إيالات المغرب العربي و ولاية مصر.
#الجزائر : إيالة يحكمها حاكم برتبة بايلرباي ، وهو أعلى رتبة ، يتمتع بالكثير من الصلاحيات ، وتمتد سلطاته إلى بقية الإيالات المجاورة تونس وليبيا ، يتمتع باستقلال ذاتي كبير ، وخول السلطان دولة البايلرباي ان تضرب السكة باسمها وذلك علامة الإستقلال ضمن الامبراطورية العثمانية ( أنظر المرجع أدناه في الصور ).
#تونس : إيالة ضمها حاكم الجزائر قلج علي باشا إلى الدولة العثمانية ، كانت تقع تحت دائرة نفوذ البايلرباي ، وكان يحكمها حاكم برتبة باي ، وهو منصب أقل من منصب البايلرباي ، و أعلى من الباشا ، يتصرف في شؤون إيالته الداخلية فقط ، وليس له صلاحيات في الشؤون الخارجية.
#طرابلس (ليبيا) : إيالة يحكمها حاكم برتبة باشا ، وهي رتبة أقل من البايلرباي والباي ، يتمتع بصلاحيات تسيير شؤون إيالته الداخلية ويقع تحت نفوذ البايلرباي .
#مصر: ولاية عثمانية يحكمها والي ، يخضع مباشرة للباب العالي ، و يتلقى تعليماته مباشرة من السلطان العثماني.
#البايلربايات_الذين_حكموا_الجزائر:
بابا عروج : ...................................... 1513 _ 1518
خيرالدين بربروس : ...... 1518 _ 1534
حسن باشا : ................ 1534 _ 1544
حسن بن خيرالدين: ...... 1544 _ 1551
صالح رايس باشا : ........ 1552 _ 1556
حسن قورصو : ............ 1556 _ 1556
يوسف بك : ................. 1556 _ 1556
يحي باشا : .................. 1556 _ 1557
حسن بن خيرالدين (للمرة الثانية):... 1557 _ 1561
أحمد باشا : ................. 1561 _ 1562
حسن بن خيرالدين (للمرة الثالثة):... 1562 _ 1567
محمد بن صالح : ......... 1567 _ 1568
قلج علي باشا: ............ 1568 _ 1571
حسن باشا: ................. 1572 _ 1572
عرب أحمد : ............... 1572 _ 1574
رمضان باشا : ............ 1574 _ 1577
حسن فنزيانو : .......... 1577 _ 1580
جعفر باشا : ............... 1580 _ 1581
رمضان باشا: ............. 1581 _ 1582
جعفر باشا (للمرة الثانية) : .. 1582 _ 1583
قلج حسن باشا: ........ 1583 _ 1585
محمد باشا : .................................... 1585 _ 1585 .
#أهم_أحداث_هذه_المرحلة :
شهدت هذه المرحلة من مراحل نشأة الدولة الجزائرية الحديثة عدة أحداث مهمة أثرت على بقية مسار بقية الأحداث اللاحقة ، نذكر منها:
☑ تحقيق الوحدة الإقليمية للدولة:
استطاع البايلربايات ان يحققوا الوحدة الإقليمية والترابية للدولة الجزائرية التي امتذ نفوذها إلى كل جهات الشرق والغرب والجنوب، كما استطاعوا القضاء على الإمارات المحلية المتهالكة ، وأخمدوا جميع الثورات المحلية ، كما إمتدت حدود الدولة الجزائرية الناشئة من القالة شرقا إلى غرب تلمسان غربا و الواحات الصحراوية جنوبا ، وهي تقريبا نفس الحدود الحالية اليوم أو أكثر (أنظر الخريطة أسفله ) .
كما تم تنظيم إدارة البلاد وتقسيمها إلى أربع بايلكات (عمالات) ، يشرف على كل بايلك حاكم برتبة باي:
بايلك الجزائر العاصمة : ومركزه مدينة الجزائر نفسها (أو دار السلطان).
بايلك الشرق : ومركزه مدينة قسنطينة
بايلك التيطري : ومركزه مدينة المدية
بايلك الغرب: ومركزه مدينة مازونة ثم معسكر ، ثم وهران بعد تحريرها من قبضة الإسبان.
☑ بناء الأسطول الجزائري:
الذي تمكنت بفضله ان تفرض إرادتها على الدول الأوروبية وترغمها على دفع إتاوات مقابل ضمان الأمن والسلام لمراكبها في حوض البحر الأبيض المتوسط وحمايتها من القرصنة .
☑ حملة شارلكان على الجزائر عام 1541 :
وهي حملة صليبية ضخمة قادها الملك شارلكان نفسه يوم 23 أكتوبر 1541 ، كان مصيرها الفشل الذريع مثل الحملات السابقة ، ولقد شوهد شارلكان لأول مرة في تاريخه يبكي على الخسائر التي حلت بجيشه و أسطوله
☑ فتح بجاية:
لم يكن صالح رايس يهتم إلا بمحاربة الإسبان وجمع كل القوى وتكتيل الشعب من أجل دحرهم ، فجهز حملة قوية في جوان 1555 على بجاية التي كانت تحت سيطرة الإسبان ، واقتحم المدينة وحررها ودخلها الجزائريين مهللين مكبرين و أزالوا فوراً ما كان عليها من صلبان وأعادوا تحويلها إلى مساجد.
#مراجع:
المختصر في تاريخ الجزائر من عهد الفينيقيين إلى خروج الفرنسيين ، صالح فركوس.
بقلم أ. مراد كحلوش.
يعتبر عهد البايلربايات هو بداية ما يعرف بالوجود العثماني في الجزائر ، في حين يعتبره الكثير من المؤرخين بداية تشكل دولة الجزائر الحديثة ، بكل ما تحمله كلمة "دولة" من معنى ، و كل ما تتمتع به الدولة الحديثة من مقومات و دلائل وجودها ، مثل صك العملة و الحيز الجغرافي ، و الحرية التامة في إتخاذ القرارات ، حرية عقد الإتفاقيات الدولية ، إضافة إلى التنظيم السياسي للدولة ، ونبدأ من هذا المنطلق بحيث نتحدث عن أهم ما يميز هذا العهد من الجانب السياسي وتنظيم السلطات و توزيع المناصب وغيرها ...
#عهد_البايلربايات :
حيث قام خيرالدين بربروس بعد استشهاد أخيه عروج بالإستنجاد بالدولة العثمانية ، لأنها كانت دار الخلافة الإسلامية التي تجمع تحت رايتها جميع ديار المسلمين ، فأرسل خيرالدين إلى السلطان سليم الأول يعرض عليه بيعته وذلك عام 1518م ، وقبل السلطان سليم _ وكان آنذاك بالقاهرة لتنظيم شؤونها بعد سقوط دولة المماليك_ عرضه قبولا حسنا و أرسل له 2000 جندي مسلحين بالبنادق وعدد من رجال المدفعية مع مدفعيتهم ، ولم يكتف السلطان سليم بذلك ، بل وجه رسائل إلى حكام تونس وتلمسان (لم تكونا بعد قد ألحقتا بالدولة العثمانية) يحذرهم من الإعتداء على حدود إمارة الجزائر.
إمتازت هذه المرحلة بالقوة و توطيد ركائز الحكم و توحيد رقعة البلاد والقضاء على توسعات الإسبان والكثير من التمردات ، واتخذ البايلرباي خيرالدين مركز حكومته بمدينة الجزائر العاصمة .
واستطاع البايلربايات اللاحقون أن يحققوا الوحدة الإقليمية والسياسية للدولة الجزائرية الناشئة التي امتذ نفوذها وسيطرتها إلى كل جهات الشرق والغرب والجنوب ، والقضاء على كل الإمارات المحلية التي أصابها الوهن والتفكك في تلمسان والإمارات الحفصية في قلعة بني عباس وقسنطينة و عنابة و إمارة جبل كوكو في القبائل ، ويعتبر صالح رايس ( 1552 _ 1556 ) بطل تحقيق هذه الوحدة لأنه هو الذي اجتهد في مد نفوذ الدولة الناشئة إلى الواحات بالجنوب ، وقضى على الدولة الزيانية المتهالكة بتلمسان ، وفرض طاعة السلطة بالجزائر على كل المناطق ، إذ وصلت الحدود الجزائرية بصفة تقريبية إلى ماهي عليه اليوم.
◀ كان يحكم الجزائر في هذه الفترة حاكم برتبة بايلرباي ، وهي كلمة تركية تعني "باي البايات" ، أي أنه المنصب الأعلى في منظومة الحكم العثمانية لدول شمال إفريقيا ، ولم يتول هذا المنصب من بين جميع ولايات و إيالات الدولة العثمانية سوى حاكم إيالة الجزائر ، كما قسمت دول شمال إفريقيا إلى قسمين : إيالات و ولايات ، فأما الإيالات فيحكمها حاكم عثماني ، والولايات يحكمها والي عثماني
وسوف نعطي شرح مبسط لنظم الحكم العثمانية في إيالات المغرب العربي و ولاية مصر.
#الجزائر : إيالة يحكمها حاكم برتبة بايلرباي ، وهو أعلى رتبة ، يتمتع بالكثير من الصلاحيات ، وتمتد سلطاته إلى بقية الإيالات المجاورة تونس وليبيا ، يتمتع باستقلال ذاتي كبير ، وخول السلطان دولة البايلرباي ان تضرب السكة باسمها وذلك علامة الإستقلال ضمن الامبراطورية العثمانية ( أنظر المرجع أدناه في الصور ).
#تونس : إيالة ضمها حاكم الجزائر قلج علي باشا إلى الدولة العثمانية ، كانت تقع تحت دائرة نفوذ البايلرباي ، وكان يحكمها حاكم برتبة باي ، وهو منصب أقل من منصب البايلرباي ، و أعلى من الباشا ، يتصرف في شؤون إيالته الداخلية فقط ، وليس له صلاحيات في الشؤون الخارجية.
#طرابلس (ليبيا) : إيالة يحكمها حاكم برتبة باشا ، وهي رتبة أقل من البايلرباي والباي ، يتمتع بصلاحيات تسيير شؤون إيالته الداخلية ويقع تحت نفوذ البايلرباي .
#مصر: ولاية عثمانية يحكمها والي ، يخضع مباشرة للباب العالي ، و يتلقى تعليماته مباشرة من السلطان العثماني.
#البايلربايات_الذين_حكموا_الجزائر:
بابا عروج : ...................................... 1513 _ 1518
خيرالدين بربروس : ...... 1518 _ 1534
حسن باشا : ................ 1534 _ 1544
حسن بن خيرالدين: ...... 1544 _ 1551
صالح رايس باشا : ........ 1552 _ 1556
حسن قورصو : ............ 1556 _ 1556
يوسف بك : ................. 1556 _ 1556
يحي باشا : .................. 1556 _ 1557
حسن بن خيرالدين (للمرة الثانية):... 1557 _ 1561
أحمد باشا : ................. 1561 _ 1562
حسن بن خيرالدين (للمرة الثالثة):... 1562 _ 1567
محمد بن صالح : ......... 1567 _ 1568
قلج علي باشا: ............ 1568 _ 1571
حسن باشا: ................. 1572 _ 1572
عرب أحمد : ............... 1572 _ 1574
رمضان باشا : ............ 1574 _ 1577
حسن فنزيانو : .......... 1577 _ 1580
جعفر باشا : ............... 1580 _ 1581
رمضان باشا: ............. 1581 _ 1582
جعفر باشا (للمرة الثانية) : .. 1582 _ 1583
قلج حسن باشا: ........ 1583 _ 1585
محمد باشا : .................................... 1585 _ 1585 .
#أهم_أحداث_هذه_المرحلة :
شهدت هذه المرحلة من مراحل نشأة الدولة الجزائرية الحديثة عدة أحداث مهمة أثرت على بقية مسار بقية الأحداث اللاحقة ، نذكر منها:
☑ تحقيق الوحدة الإقليمية للدولة:
استطاع البايلربايات ان يحققوا الوحدة الإقليمية والترابية للدولة الجزائرية التي امتذ نفوذها إلى كل جهات الشرق والغرب والجنوب، كما استطاعوا القضاء على الإمارات المحلية المتهالكة ، وأخمدوا جميع الثورات المحلية ، كما إمتدت حدود الدولة الجزائرية الناشئة من القالة شرقا إلى غرب تلمسان غربا و الواحات الصحراوية جنوبا ، وهي تقريبا نفس الحدود الحالية اليوم أو أكثر (أنظر الخريطة أسفله ) .
كما تم تنظيم إدارة البلاد وتقسيمها إلى أربع بايلكات (عمالات) ، يشرف على كل بايلك حاكم برتبة باي:
بايلك الجزائر العاصمة : ومركزه مدينة الجزائر نفسها (أو دار السلطان).
بايلك الشرق : ومركزه مدينة قسنطينة
بايلك التيطري : ومركزه مدينة المدية
بايلك الغرب: ومركزه مدينة مازونة ثم معسكر ، ثم وهران بعد تحريرها من قبضة الإسبان.
☑ بناء الأسطول الجزائري:
الذي تمكنت بفضله ان تفرض إرادتها على الدول الأوروبية وترغمها على دفع إتاوات مقابل ضمان الأمن والسلام لمراكبها في حوض البحر الأبيض المتوسط وحمايتها من القرصنة .
☑ حملة شارلكان على الجزائر عام 1541 :
وهي حملة صليبية ضخمة قادها الملك شارلكان نفسه يوم 23 أكتوبر 1541 ، كان مصيرها الفشل الذريع مثل الحملات السابقة ، ولقد شوهد شارلكان لأول مرة في تاريخه يبكي على الخسائر التي حلت بجيشه و أسطوله
☑ فتح بجاية:
لم يكن صالح رايس يهتم إلا بمحاربة الإسبان وجمع كل القوى وتكتيل الشعب من أجل دحرهم ، فجهز حملة قوية في جوان 1555 على بجاية التي كانت تحت سيطرة الإسبان ، واقتحم المدينة وحررها ودخلها الجزائريين مهللين مكبرين و أزالوا فوراً ما كان عليها من صلبان وأعادوا تحويلها إلى مساجد.
#مراجع:
المختصر في تاريخ الجزائر من عهد الفينيقيين إلى خروج الفرنسيين ، صالح فركوس.
بقلم أ. مراد كحلوش.