ودفعت إثيوبيا ثمن غبائها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم أزالت إثيوبيا كل المعدات من فوق الممر الأوسط ، لأن المياه علي وشك المرور من فوقه خلال ساعات ، و سيتحول هذا الممر لهدار لمدة تتجاوز العشرة شهور ، و يستحيل تعليته.
يذكر أن إثيوبيا أرسلت لكل من مصر و السودان في بدايات شهر يوليو تخطرها فيه انهم سيملؤون خلال شهر يوليو و شهر أغسطس 13.5 مليار متر مكعب أضافة ل 4.9 مليار احتجزت العام الماضي ، و كان أي متابع للسد متيقن من استحالة الملء لأكثر من 1 مليار إلي 2 مليار ، و لذلك كان واضحا أن إثيوبيا لم تكن تخطرنا ، و لكنها كانت تريد استفزازنا وهو ما لم تفلح فيه.
النتيجة النهائية ان ملء العام الماضي منعهم من تنفيذ المستهدف لهذا العام و هو الوصول لمخزون 18.5 مليار يكفي لتوليد الكهرباء من التوربينات السفلية ، ولو كانوا لم يحتجزوا ال4.9 مليار العام الماضي لكان ممكنا لهم الان تنفيذ هذا المستهدف او يزيد ، و الواضح انهم لم يتعلموا درس العام الماضي و يكررون الخطأ ، و سيعجزون عن البناء لمدة عام جديد ، و لو استمروا علي هذا الحال من الغباء فسيكون امامهم عشرة أعوام او يزيد لينتهوا من البناء.
تنبأت بكل هذا و كانت رؤيتي واضحة تماما و كتبت بوست في 4 يونيو الماضي ، و أشرت فيه لبوست كتبته في سبتمبر العام الماضي.
وإذا كنت انا ، و أنا مجرد مواطن يعرف الاخبار من وسائل الاعلام أدركت ما سوف يحدث قبل حدوثه بعام ، فما بالك بخبراء مصر في مراكز صناعة القرار في رئاسة الجمهورية ، وفي قيادة القوات المسلحة ، و المخابرات العامة ، ووزارة الري ، و وزارة الخارجية.
ولا يسعني الا ان أقول عن يقين تام ، ثقوا ان الدولة تعرف كيف تتعامل مع هذه القضية بما يحفظ حقوق مصر.
و انتظروا استمرار الورطة الاثيوبية العام القادم ، الا لو تخلوا عن الغباء ، و فتحوا البوابات السفلية و مرروا ما احتجزوه العام الماضي وهذا العام و استأنفوا البناء.
وفيما يلي إعادة نشر لبوست 4 يونيو:
الورطة الإثيوبية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم اعلن وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، عدم قدرة بلاده على تعلية منطقة الوسط.
توقعت هذا الفشل الإثيوبي يوم 14 سبتمبر العام الماضي و نشرت حينها مقالا عنوانه الورطة (الرابط : )
لم أكن أضرب الودع أو أفتح الكوتشينة و لكني أدركت أن ما أقدمت عليه إثيوبيا من القيام بالملء سيمنعها من البناء و سيجمد السد علي حاله ، و هذا ما حدث بالفعل.
السؤال الان ، هل تعلمت إثيوبيا الدرس و ستفتح البوابات السفلية و تمرر المياه المحتجزة ، أم ستكرر نفس خطأ العام الماضي ، و تمر المياه طوال العام من فوق الممر الأوسط ، مما يمنع إثيوبيا من التعلية العام القادم أيضا.
نص مقال سبتمبر 2020
الورطة
ـــــــــــــــ
في أوائل شهر يوليو الماضي أقدمت إثيوبيا علي احتجاز 4.9 مليار متر مكعب من المياه من جانب واحد ، أي بدون اتفاق مع مصر و السودان ، و احتفل الشعب الإثيوبي معتبرا أن السد الذي طال انتظار انتهاء بنائه و بدأ عمله صار أخيرا يعمل ، و غضبت مصر و غضبت السودان و تأزمت المفاوضات أكثر مما هي متأزمة ، و أعلنت أمريكا عن عدم موافقتها بإجراء رمزي حيث حجبت جزء من المعونة التي تقدمها لإثيوبيا.
و نحن الآن في منتصف شهور الفيضان ، والذي شاء الله ان يكون فيضانا عاليا ، وفي أخر أكتوبر سيبدأ انحسار الفيضان ، و ستكون جميع الخزانات علي طول مجري النهر ممتلئة لأقصي سعة لها (السد العالي و مروي و سنار و الروصيروص) ، وفي بداية شهر نوفمبر ستنكشف الورطة التي سيكون علي إثيوبيا مواجهتها.
في أول نوفمبر سيكون حجم الماء المحتجز في بحيرة سد النهضة 4.9 مليار متر مكعب ، و ستكون بوابات السد السفلية مغلقة ، و سيكون المطلوب بإلحاح خفض المنسوب و لو قليلا لكي ينكشف الممر الأوسط للسد و يجف لكي تستطيع إثيوبيا استئناف البناء و غلق هذا الممر ، و لو لم تفتح إثيوبيا البوابات السفلية لن ينخفض المنسوب أبدا لأن مجموع متوسط التدفقات في شهور نوفمبر و ديسمبر و يناير 6 مليار ، و تستمر التدفقات بمعدلات اقل في الشهور التالية حتي شهر مايو الذي تبدأ فيه التدفقات في الزيادة.
إذن عدم فتح البوابات يعني استمرار تدفق المياه من فوق الممر الأوسط و استحالة استئناف البناء.
إذن لابد من فتح البوابات ، و أن تخرج المياه منها ، و يراها الشعب الإثيوبي وتصيبه الصدمة و يكتشف كذب حكومته عليه ، و يراها أيضا الشعب السوداني المتحمس لسد النهضة والذي يعاني من الفيضان ، و لن يتقبل أبدا أن تمرر إثيوبيا تدفقات لا مكان لها في خزانات السودان الممتلئة لتستوعبه فيها.
ويزيد الورطة صعوبة أن البوابات السفلية ليست مؤهلة للتحكم في التدفقات و هي أما أن تكون مفتوحة فتمرر كل المحتجز ، أو أن تكون مغلقة فتحتجز كل المياه ، و حيث أن التدفقات غير منتظمة لذلك قد نجد كل الماء المحتجز قد مر بالكامل ولم يبقي من الـ 4.9 مليار أي كمية ، أو أن يزيد المخزون و يمر من فوق الممر الأوسط و يعطل البناء.
من لا يحسب نتائج أفعاله تكون عاقبته وخيمة
الشكل المرفق يبين التدفقات الشهرية للنيل الأزرق عند مقياس الديم الذي يبعد عن سد النهضة 17 كم.
Rashad Hamed
#الأفوكاتو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم أزالت إثيوبيا كل المعدات من فوق الممر الأوسط ، لأن المياه علي وشك المرور من فوقه خلال ساعات ، و سيتحول هذا الممر لهدار لمدة تتجاوز العشرة شهور ، و يستحيل تعليته.
يذكر أن إثيوبيا أرسلت لكل من مصر و السودان في بدايات شهر يوليو تخطرها فيه انهم سيملؤون خلال شهر يوليو و شهر أغسطس 13.5 مليار متر مكعب أضافة ل 4.9 مليار احتجزت العام الماضي ، و كان أي متابع للسد متيقن من استحالة الملء لأكثر من 1 مليار إلي 2 مليار ، و لذلك كان واضحا أن إثيوبيا لم تكن تخطرنا ، و لكنها كانت تريد استفزازنا وهو ما لم تفلح فيه.
النتيجة النهائية ان ملء العام الماضي منعهم من تنفيذ المستهدف لهذا العام و هو الوصول لمخزون 18.5 مليار يكفي لتوليد الكهرباء من التوربينات السفلية ، ولو كانوا لم يحتجزوا ال4.9 مليار العام الماضي لكان ممكنا لهم الان تنفيذ هذا المستهدف او يزيد ، و الواضح انهم لم يتعلموا درس العام الماضي و يكررون الخطأ ، و سيعجزون عن البناء لمدة عام جديد ، و لو استمروا علي هذا الحال من الغباء فسيكون امامهم عشرة أعوام او يزيد لينتهوا من البناء.
تنبأت بكل هذا و كانت رؤيتي واضحة تماما و كتبت بوست في 4 يونيو الماضي ، و أشرت فيه لبوست كتبته في سبتمبر العام الماضي.
وإذا كنت انا ، و أنا مجرد مواطن يعرف الاخبار من وسائل الاعلام أدركت ما سوف يحدث قبل حدوثه بعام ، فما بالك بخبراء مصر في مراكز صناعة القرار في رئاسة الجمهورية ، وفي قيادة القوات المسلحة ، و المخابرات العامة ، ووزارة الري ، و وزارة الخارجية.
ولا يسعني الا ان أقول عن يقين تام ، ثقوا ان الدولة تعرف كيف تتعامل مع هذه القضية بما يحفظ حقوق مصر.
و انتظروا استمرار الورطة الاثيوبية العام القادم ، الا لو تخلوا عن الغباء ، و فتحوا البوابات السفلية و مرروا ما احتجزوه العام الماضي وهذا العام و استأنفوا البناء.
وفيما يلي إعادة نشر لبوست 4 يونيو:
الورطة الإثيوبية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم اعلن وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، عدم قدرة بلاده على تعلية منطقة الوسط.
توقعت هذا الفشل الإثيوبي يوم 14 سبتمبر العام الماضي و نشرت حينها مقالا عنوانه الورطة (الرابط : )
لم أكن أضرب الودع أو أفتح الكوتشينة و لكني أدركت أن ما أقدمت عليه إثيوبيا من القيام بالملء سيمنعها من البناء و سيجمد السد علي حاله ، و هذا ما حدث بالفعل.
السؤال الان ، هل تعلمت إثيوبيا الدرس و ستفتح البوابات السفلية و تمرر المياه المحتجزة ، أم ستكرر نفس خطأ العام الماضي ، و تمر المياه طوال العام من فوق الممر الأوسط ، مما يمنع إثيوبيا من التعلية العام القادم أيضا.
نص مقال سبتمبر 2020
الورطة
ـــــــــــــــ
في أوائل شهر يوليو الماضي أقدمت إثيوبيا علي احتجاز 4.9 مليار متر مكعب من المياه من جانب واحد ، أي بدون اتفاق مع مصر و السودان ، و احتفل الشعب الإثيوبي معتبرا أن السد الذي طال انتظار انتهاء بنائه و بدأ عمله صار أخيرا يعمل ، و غضبت مصر و غضبت السودان و تأزمت المفاوضات أكثر مما هي متأزمة ، و أعلنت أمريكا عن عدم موافقتها بإجراء رمزي حيث حجبت جزء من المعونة التي تقدمها لإثيوبيا.
و نحن الآن في منتصف شهور الفيضان ، والذي شاء الله ان يكون فيضانا عاليا ، وفي أخر أكتوبر سيبدأ انحسار الفيضان ، و ستكون جميع الخزانات علي طول مجري النهر ممتلئة لأقصي سعة لها (السد العالي و مروي و سنار و الروصيروص) ، وفي بداية شهر نوفمبر ستنكشف الورطة التي سيكون علي إثيوبيا مواجهتها.
في أول نوفمبر سيكون حجم الماء المحتجز في بحيرة سد النهضة 4.9 مليار متر مكعب ، و ستكون بوابات السد السفلية مغلقة ، و سيكون المطلوب بإلحاح خفض المنسوب و لو قليلا لكي ينكشف الممر الأوسط للسد و يجف لكي تستطيع إثيوبيا استئناف البناء و غلق هذا الممر ، و لو لم تفتح إثيوبيا البوابات السفلية لن ينخفض المنسوب أبدا لأن مجموع متوسط التدفقات في شهور نوفمبر و ديسمبر و يناير 6 مليار ، و تستمر التدفقات بمعدلات اقل في الشهور التالية حتي شهر مايو الذي تبدأ فيه التدفقات في الزيادة.
إذن عدم فتح البوابات يعني استمرار تدفق المياه من فوق الممر الأوسط و استحالة استئناف البناء.
إذن لابد من فتح البوابات ، و أن تخرج المياه منها ، و يراها الشعب الإثيوبي وتصيبه الصدمة و يكتشف كذب حكومته عليه ، و يراها أيضا الشعب السوداني المتحمس لسد النهضة والذي يعاني من الفيضان ، و لن يتقبل أبدا أن تمرر إثيوبيا تدفقات لا مكان لها في خزانات السودان الممتلئة لتستوعبه فيها.
ويزيد الورطة صعوبة أن البوابات السفلية ليست مؤهلة للتحكم في التدفقات و هي أما أن تكون مفتوحة فتمرر كل المحتجز ، أو أن تكون مغلقة فتحتجز كل المياه ، و حيث أن التدفقات غير منتظمة لذلك قد نجد كل الماء المحتجز قد مر بالكامل ولم يبقي من الـ 4.9 مليار أي كمية ، أو أن يزيد المخزون و يمر من فوق الممر الأوسط و يعطل البناء.
من لا يحسب نتائج أفعاله تكون عاقبته وخيمة
الشكل المرفق يبين التدفقات الشهرية للنيل الأزرق عند مقياس الديم الذي يبعد عن سد النهضة 17 كم.
Rashad Hamed
#الأفوكاتو