سد الروصيرص السوداني يستوعب قدرة إجمالية 7 مليار متر مكعب، لذلك في حالة الملئ الثاني للسد الاثيوبي باجمالي 6 - 7 مليار متر مكعب فهو أمر خطير بسبب قرب المسافة حتى وإن لم يصل الملئ لإدعاءات الاثيوبيين.
رسالة مناورة حماة النيل لم تلق رد الفعل المنتظر في إثيوبيا كما حدث في ليبيا من قبل. لأن ملئ السد هو قشة إنقاذ النظام السياسي الاثيوبي وعلامة انتصار للحكومة المركزية الاثيوبية ضد القوى الإقليمية - ودعائيا الدولية- وكذلك الانفصالية الداخلية.
أما حكومات الأوربيين و الولايات المتحدة فلا يريدون توريط أنفسهم للمساءلة داخليا في كارت اخضر لضربة عسكرية مصرية.
السيناريو الاسوأ ليس في العقوبات التي قد تلجأ إليها تلك الحكومات ضد مصر لتخفيف الضغط الداخلي، لكن في محاولة لرد فعل أكبر من خلال إعادة بناء السد بدعم وتمويل ومظلة دولية.
الأخطاء الكارثية لخطاب منفلت في عدم تأثر مصر من الملئ الثاني بسبب احتياطي بحيرة السد العالي تسبب ضغطا على مصر في تحمل الملئ الثاني وإطالة أمد المفاوضات عسى أن تستطيع إدارة بايدن تحقيق اتفاق ما ،لانها لا تمتلك الوقت الكافي لذلك قبل الملئ الثاني.
تقديري الشخصي أن الحشد القادم لن يكون مناورة، وأن مصر لن تستجيب للرغبات الأمريكية في التنازل والسماح بالملئ الثاني مقابل المزيد من الوقت والوعود بالحل.
مناورة حماة النيل بحضور رئيس الأركان المصري شخصيا هي رسالة واضحة للولايات المتحدة بالنية العسكرية وأن الولايات المتحدة لديها نافذة محدودة بوقت محدود للضغط على إثيوبيا، ورغم محاولات الولايات المتحدة غير المباشرة في الضغط على إثيوبيا بملف التيجراي، إلا أنها فشلت أمام نظام اثيوبي يصارع الموت بأياد عارية.
لا يوجد طرف واحد يستطيع الضغط على النظام الاثيوبي الان، ولن تسمح مصر بالوعود في حين الواقع يكذبها جميعا