مقال منقول
خواطر سريعة على هامش أزمة السد الأثيوبى:
- الولايات المتحدة الأمريكية ترغب فى إسقاط الخيار العسكرى بمحاولات لتمرير الملء الثانى وأن يصبح السد والبحيرة أمرا واقعا يفرض على المنطقة وعلى معادلة التفاوض والسيطرة على مجرى النيل.
- واشنطن وغيرها رغم إدراكهم لاهمية مصر وثقلها الإقليمى إلا أن ما يهمها أكثر هو أن لا يصبح القرار المصرى حرا دون ضغوط تمارس عليه.
- هذا السد لا يجب أن يصبح أمرا واقعا فى ظل هذا السلوك الأثيوبى الذى يتنكر لكل الإتفاقيات والقوانين الدولية؛ وفى ظل حالة عدم الإستقرار التى تسيطر على القرار الأثيوبى والمشكلات الداخلية التى يواجهها وتتحكم فيه التوازانات القبيلية والعرقية والوعود والمزايدات الإنتخابية.
- لا يوجد مبرر للخوف من أى ردرو أفعال أو عقوبات دولية عندما تتحرك مصر والسودان لكل الخيارات التى تمنع الملء الثانى دون إتفاق؛ لان الحق فى الحياة والأمن المائى للدول لا يقبل المساومة.
- نجحت أثيوبيا لجرنا إلى مفاوضات الملء الثانى والتشغيل والإدارة المشتركة وأنصرفنا عن الحديث عن أمان السد ومعامل الأمان والخطورة على الحياة بل وخرجت أصوات من بيننا تؤكد على أمان السد وأنه أكثر أمانا من السد العالى دون وجود دراسة فنية معتمدة تؤكد على هذا.
- الأمر لم يعد فقط مياه النيل والأمن المائى بل أصبح يتعلق بالهيبة والمكانة والثقل الإقليمى والنموذج القابل للتكرار فى كل الملفات والقضايا التى تمس أمننا ووجودنا فى هذا الإقليم الذى لا يعرف إلا مفردات القوة وربما الغطرسة، ولا يجب ان نعيش تحت رحمة تلك العقدة التى تحكم علاقاتنا بالدول الافريقية التى يجب ان تقف موقفا عادلا من قضايا الحق فى الحياة وإحترام المواثيق والعهود.
- يجب أن تعلن مصر عن تاريخ ملزم لكل الأطراف؛ وأن تعلن إطارا زمنيا للحركة كى تتكشف لها المواقف وردود الأفعال كاملة؛ وأن تحسم خياراتها وتعلنها صراحة أمام هذا الصلف الأثيوبى لان الأمر يتعلق بالهيبة والمكانة وأن لا نخشى هذا الحديث عن التعالى المصرى أو ما يحاولون ترويجه كذبا عن الغطرسة المصرية لان الدفاع عن الحقوق يحتاج لإظهار كل هذا.
- أصبحنا فى حاجة لان تكون سياساتنا الإقليمية أكثر شراسة وإشتباكا وبشكل معلن فى منطقة يسيطر عليها محاور ومصالح وتحركات وتحالفات فى كثير من الأحيان تعمل ضد مصالحنا وأمننا القومى؛ وأصبح الحديث عن التعاون والتفاهم والإنسجام والتنسيق والسلام والإستقرار مفردات لقاموس لا علاقة له بالواقع الإقليمى والدولى؛ فإذا كانت دولة فى حجم أثيوبيا تحاول أن تفرض على مصر الأمر الواقع فإن مصر بثقلها وحجمها أولى بهذا الحق الذى يجب أن يفرض على الجميع.
- الإشتباك لا يقتصر على المفهوم الضيق عسكريا وسياسيا بل قبل كل هذا إعلاميا بحيث نمتلك القدرة على إدارة الملفات وتوجيهها وهو ميدان الحركة والإشتباك الفعلى والمؤثر فى القرن الحادى والعشرين.
- لا يجب أن نجهد أنفسنا فى شرح خطورة السد على الحياة على ضفاف مصر ووادى النيل لا ن البعثات الدبلوماسية فى القاهرة والخرطوم بتشكيلها الدبلوماسى والأمنى تعرف وتنقل كل كبيرة وصغيرة عن كل ما يدور على الأرض وهو أمر متعارف عليه وجزء من قواعد اللعبة؛ فقط يجب علينا أن ننشغل بأن ننقل لهم قراراتنا وخطوطنا الحمراء واضحة دون لبس.
- تلك الخواطر السريعة تستند على أن لمصر نظاما وجيشا رشيدا يعى ويدرك حجم الأخطار التى تترتب على شكل وطبيعة المفاوضات الجارية وطبيعة الخيارات المطروحة وهو يحدد متى وكيف يشتبك دون أن تفرض عليه أمور ووقائع وسياسات ويدرك أيضا أن التحركات المصرية لا يجب أن تكون رد فعل فى أمور تتعلق بالحق فى الحياة والهيبة والمكانة والثقل الإقليمى؛ وهو ما يفرض علينا جميعا الدعم الكامل للقرار المصرى الذى يستمد قوته وفاعليته من هذا الدعم والتماسك والمساندة الداخلية.
مقال متزن وجيد
بالفعل يجب عمل جدول زمني لاغلاق طريق المفاوضات الى الابد وليعلم القاصي و الداني ان بعد هذا التاريخ سيتم الضرب وبعنف
واعتقد ان وراء انعقاد مناورات نسور النيل 3 اول الشهر القادم ( على حسب تصريح الاخ العقرب السوداني ) سيكون اعلان لانتهاء المفاوضات