تركيا حالياً تدير حرب علي عدة جبهات ، ولديهم قناعة شخصية إما خوض هذه المعارك والانتصار فيها ، واما الفشل الجيواستراتيجي المستقبلي وضياع نفوذ الدولة التركية.
هناك طرق كثيرة يمكن ان تتبعها مصر ، لكنها حالياً كمن يضع قدم بداخل الماء وقدم علي الشاطيء ، لا رد فعل قوي ، وتستغل السياسة فقط لإدارة هذه القضايا الحساسة.
مايثير الشك ايضاً ان رد الفعل المصري ( السيسي تحديداً ) بهذا الغموض باتجاه قضايا تمس صلب الآمن القومي المصري ، ولا يختلف عليها اثنان او يشك فيها عاقل .. لا نجد فيها تحركات حاسمة او يمكن تصنيف الموقف المصري الحالي فيها بالنجاح بقلب مطمئن.
فهناك قضايا خطيرة بعينها كقضية السد وقضية ليبيا .. مازال حلها النهائي قيد الأنتظار .
وقضايا اخري تجاوب السيسي فيها يثير الشكوك كقضيتي الجزيرتين وترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط.
لدي اعتقاد ان هناك ضغوط علي السيسي بشخصه ، خاصة انه لا يحظيء بدعم شعبي كامل وهناك من ينتظر ان يتنفس لينشر مقال يستهزيء من هذا النفس ، لهذا هو يفكر مرتين قبل ان يخطو خطوة تقضي علي البقية الباقية من شعبيته ، او يتحرك تحرك لايرضي عنه الجيش فيتم التضحية به لإرضاء الجماهير الغاضبة.
هذا التردد وهذه الخطوات المرتعشة تقلق الرأي العام المصري ، خاصة ان بإمكان مصر وبامكاناتها الحالية سحق أثيوبيا وبناء حالة ردع في القارة لكل دول المنبع والمرور.
أيضاً لا نريد الانجرار في معركة لن يدعمك فيها غيرك أو تستجدي فيها الدعم من الآخرون ، فيجب ان تخوض معركتك الخاصة متيقناً انه لن يحميك سوي ذراعك ولن يمنع عنك الأذي سوي سلاحك .. وإن جاء الدعم او حل عليك المدد فبها ونعمت .. وإن لا .. فليتواصل القتال لآخر طلقة رصاص.
فلم لا يتعلم السيسي من اردوغان المجنون ان هذه آخر الفرص ، مع بداية تشكل النظام العالمي الجديد .. فإما ان تكون بداخله او تبكي علي الماء الممنوع( اقصد اللبن المسكوب )!
