كل عام وانتم بخير و أعاد الله علينا اعيادنا ونحن بخير وسلامة.
اسمحوا لي بالاسترسال لتوضيح بعض الأمور لابناء بلدي و لإخواننا العراقيين الشيعة في هذا المنتدى.
بداية اعرف بنفسي انا أبلغ من اكثر بقليل من ٥٠ عام قضيت جزء كبير منها مخالط لشيعة وبعضهم رأسني في العمل والعكس صحيح وإضافة لذلك أنا متابع منذ نعومة اظفاري لكل ما هو شيعي عقديا و سياسيا. ربما هذه التجربة لا تكون كاملة واحتاج من الزملاء في هذا المنتدى الإضافة إليها.
بداية اقول ان العراقيين ليسوا مخلوقات فضائية هم بشر مثلنا يطمعون كغيرهم من البشر الي الحياة الكريمة و العيش الرغيد. منذ ٤٠ عام و هذا الشعب لا يخرج من مصيبة الي ليدخل لأخرى اكبر واشد. المأساة كبيرة الأرامل والايتام هم الأكبر على مستوى العالم العربي. انهيار كامل في البنية التحتية فقر بطالة تدهور أمني انسداد أفق ويأس مستشري. الطبقة الحاكمة هي طبقة شيعية تم اختيارها أمريكيا لتحطيم الحاضنة السنية المقاومة و عهد إليها بعد ذلك تدمير مقومات هذا البلد و رهنه لسنوات طويلة لصالح المشروع الغربي في المنطقة. إن يتصور انسان ان إيران هي المحرك الأساسي فهذا قصور فهم. امريكا هي الاعب الأول والثاني والثالث. عندما أرادت النخب الشيعية الخروج السافر عن العباءة الأمريكية تم تهديدهم بشكل مباشر ان هناك بعثيبن سنة مجهزين لعمل انقلاب و حكم بغداد بمساعدة امريكية ونتيجة لذلك رضخت الجرابيع الإيرانية للتهديد. هذا عن الشق السياسي.
سأنتقل الي الشق الشعبي. الكثير يخلط بين شيعة العراق و مشاعر الشيعة السعوديين كمثال. الشيعة السعوديين نظرتهم لإيران مختلفة مثلهم مثل شيعة لبنان. العراقيين حكموا اكثر من عقد من الزمان من خلال هذه المليشيات. انظر إلى النتيجة. استمرار حكم هذه المليشيات لفترة اكبر ربما يؤدي إلى خروج العراقيين الشيعة من الإسلام لان الذي حصل و يحصل يفوق الوصف وفوق قدرة الانسان السوي على الاحتمال العراقيين بجميع اطيافهم الان على قناعة ان صعود داعش كان بتخطيط ايراني. إن الحرب الطائفية كذلك. إن حالة الشد الطائفي دمرت العراق تماما و بتخطيط ايراني وبمباركة امريكية. اتكلم هنا عن قناعات العراقيين بغض النظر عن صحتها من عدمها.
أعود للداخل الايراني. ألمضاهرات التي حصلت في ٢٠١٨ و تبعها مظاهرات ٢٠١٩ نلاحظ زيادة الضراوة و اول ما استهدف المتظاهرين الشيعة الحجوزات الدينية. الشعارات الدينية أصبحت مكروهه. وكل ماهو مرتبط بالدين أصبح منبوذ لدى الإيرانيين. للعلم ٧٣ بالمئة من الشيعة الإيرانيين لا يصلون الان و ٢٠ بالمئة يصلون من وقت لآخر و ٧ ٪ فقط منتظمي الصلاة هذا حسب احصائية قرأتها من احد علماء الدين الشيعة الإيرانيين. لعلمك ٧٠ الف و أكثر من شيعة الأحواز تسننوا خلال العشر سنوات الماضية و باقي العراق أصبح عنده نقمة عظيمة على هذا المذهب و رموزة. دعك من الاعلام فهو لا يعكس الحقيقة.
ما وصل اليه الايرانيون في ٤٠ سنة وصل له العراقين في ١٠ سنوات. الان العراقي الشيعي العراقي الإنسان يمد يده طلب للمساعدة و الانتشال من بركة الصرف الصحي الإيرانية و بموافقة امريكية. ليس من الحكمة و لا من السياسة ولا من الفطنة ان ترد هذه اليد. و ما نباح المليشيات الا خوف من هذه الجهود.
العراقيين ليسوا في مزاج الان لأي صراع ديني جديد. والشعب كل الشعب انهك من الحروب والمشاكل. لنكن حذرين جدا في هذا الجانب ولا ننجر الي ماتريدنا إيران ان ننجر اليه. إيران تزدهر فقط في ظل حروب طائفية عبثية.
تحليل واقعي ويلمس الواقع احييك على دقه تحليلك