بالنسبة للكروز ايه رأيكم ف الكلام ده يا جدعان؟
دائما ما كان يتسآل العديد من الأعضاء المهتمين بالعسكرية على صفحات السوشيال ميديا عن قضية إفتقاد قواتنا المسلحة المصرية بشكل عام وقواتنا البحرية بشكل خاص لوجود مشروع وطنى مصرى يتضمن صناعة وتطوير صواريخ كروز مضادة للسفن. ودائما ماكانت أجابتنا على هذه التساؤلات واحدة : "" أنه حتى في حالة وجود مثل هذه المشاريع فلن يعلن عنها رسميا ولن نعلم عنها شيئا "".
اليوم ستتوفر إجابة مبدأية على هذه التساؤلات ولن يكون ذلك عن طريق عرض أحدث مشروع كروز مصرى ولكننا سنوضح مفاجأة الأعلان عن أقدم المشاريع المصرية فى هذا المجال .. وهو مشروع عائلة الصواريخ المصرية (زجزاج - نصر)..
وكان ظهور أحدث افراد هذه العائلة القديمة بقواتنا البحرية مؤخرا في فيديو الشئون المعنوية ومرت مشاهد إطلاقه كالعادة مرور الكرام على عيون هواة العسكرية وغير المتخصصين وسوف نستعرض تفاصيل هذا الظهور في الصور المرفقة بأسفل تقريرنا التالى. حيث يظهر فيها مراحل إنطلاق صاروخ مصرى من أحد منصات الدفاع الساحلى ويظهر بوضوح تصميم الصاروخ ومرحلة الدفع الأولى ذات الوقود الصلب ثم إنفصالها عن الصاروخ وإنطلاقه بمحرك تيربوجيت متطور نحو هدفه داخل المياه الإقليمية بالبحر المتوسط.
وسبب عدم أهتمام المشاهدين بذلك المقطع السريع بفيديو الشئون المعنوية الجديد هو تخيل البعض أن هذا الصاروخ هو صاروخ (الستايكس) الروسي العتيق إنتاج الستينات وهو نفسه الذي أغرق المدمرتين إيلات ويافو الإسرائيليتين أمام سواحل بورسعيد فى أكتوبر عام 1967 وقد خرج هذا الصاروخ من الخدمة بقواتنا البحرية منذ عقود عديدة ماضية وأصبح رمزا مضيئا من تاريخ قواتنا البحرية المشرف.
وبعض المشاهدين الأكثر متابعة قد يظنون أنه النسخة الصينية من هذا الصاروخ التى يطلق عليها إسم (HY-1) وجرى تطويرها في منتصف وأواخر السبعينات وهى مايطلق عليها مجازا إسم صواريخ (السيلك وورم) والتى اكتسبت شهرة عالمية أثناء حروب الخليج الأولى والثانية وهى نسخة صينية مطورة من الصواريخ الروسية وهى بالفعل خدمت بنسخها الصينية الصنع طراز (HY-2) في البحرية المصرية على الزوراق والكورفيتات الصينية وخرجت هى أيضا من الخدمة لصالح النسخ المصرية الصنع الأحدث والأكثر تطورا.
وبدأت قصة هذه العائلة الكريمة بعد 6 أشهر من زيارة الرئيس الصيني السابق "يانج شانج كون" لمصر فى ديسمبر 1989 وإجراء سلسلة محادثات مع الحكومة المصرية وعلى قمتها الرئيس المصرى المخلوع "حسني مبارك" حينما ذكرت صحيفة (إندبندنت) البريطانية في تقرير هام لها يوم 14 يونيو 1990 أنه قد تم توقيع إتفاقية للتعاون العسكرى المصري الصينى وعلى أساسها ستقوم مصر بالتعاون مع الصين في إنتاج طرازات مختلفة من الصواريخ في صفقة تقدر بملايين الجنيهات الإسترلينية حيث ستقوم بالدعم الفنى اللازم لتطوير (مصنع صقر) ليصبح قادرا على إنتاج إصدارات صينية حديثة من الصواريخ السوفيتية المضادة للطائرات بالإضافة إلى نسخ متطورة من صواريخ سكود وصواريخ سيلك وورم وثلاثة أنواع من صواريخ صقر وبعد التطوير ستكون مصر قادرة علي مضاعفة إنتاجها من الصواريخ الصينية طراز "Silkworm DF-4" وزيادة مداه الي 90 ميل (مايعادل 145 كم) و كذلك البدء في إنتاج النسخة -الأحدث حينها- من الصواريخ طراز "Silkworm DF-5" بمدي 170 ميل (مايعادل 275 كم) و إلي جانب ذلك ستقوم الصين بتزويد مصر بفرقاطات مسلحة بنسخ حديثة من عائلة هذه الصواريخ الصينية المصنعة في مصنع (صقر).
وفيما يختص هذه العائلة سنجد أن النسخة المصرية تشبه فى تصميمها الخارجى النسخة الصينية المطورة طراز (XW-41) وهى نسخة خاصة من الصاروخ الصينى (HY-4) وهى في الأساس تعتمد على التصميم الخارجى لعائلة الصواريخ الصينية سيلك وورم "Silkworm DF-5" مع تطوير شامل لها يضم إضافة محرك وقود صلب خارجى إضافى يسمح بالدفع المعزز للصاروخ فى مرحلة الأطلاق الأولى ثم ينفصل عن جسم الصاروخ ليبدأ محركه التربوجيت الأساسي ( وهو ماتم تطويره فيما بعد بمحرك رامجيت) وهو مايسمح للصاروخ بالوصول إلى سرعات عالية تخطت حاجز الصوت (أكثر من 1250 كم بالساعة). ولم يكتف التطوير بزيادة سرعة الصاروخ وتحسين نوعية الوقود والمحركات وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى زيادة المدى الأقصى والذي لايوجد أى معلومة واضحة مؤكدة عنه وأختلفت المصادر حول هذا الرقم إلا أنه بالتأكيد سيكون أعلى من النسخة الإيرانية طراز (رعد) ذات المدى 350 كم المبنية على النسخة الكورية الشمالية الأقل تطورا وسيكافئ على أقل تقدير النسخة الصينية ذات المدى الذى يصل إلى 500 كم. وهناك بعض المصادر التى تحدثت عن نسخة صاروخ رامجيت يصل مداها إلى 800 كم والتى أعلن عنها قائد البحرية السابق الفريق (مهاب مميش) عام 2008 حينما تحدث على تجربة الإطلاق الناجحة للصاروخ البحرى المصرى طراز "نصر" ولم يذكر بعد ذلك فى أى مصدر رسمى او غير رسمى تفاصيل آخرى حول هذا المشروع.
وعند القيام بالدراسة الفنية لهذه العائلة من الصواريخ الصينية سنجد أن أهم مايميزها هو وراثتها لضخامة الرأس الحربى الروسي الذي قد تصل إلى حوالى 513 كجم و هو ما مكن طرازتها السوفيتية الأولية من إغراق السفن الحربية الثقيلة بضربة واحدة وبعد أن تم تطوير تلك الرؤوس الحربية بمواد شديدة الإنفجار من الجيل الحديث وبرؤوس خارقة للدروع أصبحت قدرتها التدميرية أكثر رعبا وقدرة على الأصابة المميتة. ولكن ومع ذلك يعتبر أهم تطوير لهذه النسخة الصينية المصرية هو ماتم على أنظمة التوجيه والحرب الألكترونية التى تعتبر نقطة الضعف الأساسية في هذه العائلة من الصواريخ وهو ماتم التغلب عليه في النسخ الأحدث الصينية طراز (XW-41) والتى تميزت بإضافة منظومات التوجيه بالقمر الصناعى ووصلة بيانات متطورة خلال المرحلة المتوسطة في الطيران مع بواحث حربية ثنائية متنوعة (رادارية - حرارية) او (رادارية - تليفزيونية) سواء النشطة منها أو السلبية وهو مازاد معدلات دقة إصابة هذه الصواريخ وقدرتها على مقاومة وسائل التشويش الألكترونية الحديثة وهو ما أضاف عليه الخبراء المصريين من تجهيزات وتعديلات سرية تخص هذا المجال الهام من زيادة الشبحية و مقاومة التشويش والتشويش المضاد.
يبقى فقط أن نعلم ماذكره موقع (Jane's Defence Weekly) حول النسخة الصينية المتطورة من هذا الصاروخ طراز (XW-41) من أنها لم تدخل الخدمة فى القوات البحرية الصينية التى كانت تهتم حينها بتطوير الصاروخ الصيني طراز (C-602) وأن هذه النسخة تم تطويرها لصالح الزبائن الأجانب وأن دولة الأمارات العربية المتحدة قد تعاقدت على هذه المنظومة في صفقة شملت الحصول على 30 وحدة من منظومة الدفاع الساحلى لهذا الطراز وهو ما لم يظهر أى وحدة منها طوال هذه السنوات السابقة فى البحرية الإماراتية وكانت تظهر على إستحياء ودون تفاصيل واضحة فى المناورات المصرية وكان معظم المراقبين يظنون أنها النسخ الاقدم من صواريخ الستايكس السوفيتية او السيلك وورم الصينية إلى أن ظهرت بوضوح خلال فيديو الشئون المعنوية الأخير. وهو قد مايشير إلى قرب خروج هذه النسخة المصرية (نصر) المبينة على الصاروخ الصيني (XW-41) والتى تم تطويرها في تسعينات القرن الماضى لصالح منظومة مصرية أحدث وأكثر تطورا ستعد مستقبل قواتنا البحرية خلال السنوات القادمة التى تشهد تطويرا غير مسبوق يستهدف وضع البحرية المصرية ضمن أقوى 10 بحريات في العالم والتى ستتضح مؤشراتها تباعا خلال السنوات القليلة القادمة وظهرت بعض بشائرها حاليا سواء على شكل أخبار صفقات أو صور لمنظومات سلاح غريبة مازالت تختلف حولها الأراء الغير متخصصة. (منقول)