منذ أن قام الأخوين (رايت) ببناء النموذج الأول لطائرة ثابتة الجناح يمكن التحكم بها ميكانيكيا و شرع القادة العسكريون سريعا في إستعمالها في الحروب.
إستعملت الطائرة في البداية للتصوير الجوي و الإستطلاع و كان أول إستخدام قتالي لها أثناء الحرب العثمانية-الإيطالية في (ليبيا) بواسطة القوات الإيطالية 1911م حيث قامت بمهام إستطلاع بل و إلقاء قنابل صغيرة الحجم أحيانا علي الخطوط القتالية العثمانية.
أما أول قتال جوي بين طائرتين بدأ علي الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولي و صاحب أول إسقاط كما قلنا من قبل هو الطيار الفرنسي الشهير الذي تحمل أحد بطولات الجراند سلام الكبري اسمه ... عن رولان جارو أتحدث يقينا.
طبعا أهمية القوات الجوية و المعتمدة في المقام الأول ((قديما)) علي مهارة الطيار لا تخفي علي أحد خاصة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولي.
- فالإنتصارات الكاسحة التي حققها الفيرماخت علي السوفيت في العملية (بارباروسا) في البداية كانت راجعة في المقام الأول لمهارة طياري اللوفتفاف.
- و صمود الأمريكان في (ميدواي) و قيامهم بقلب الطاولة علي البحرية اليابانية كان يرجع في المقام الأول لجرأة (و ليس مهارة) طياري البحرية الأمريكية.
- و حالة الstalemate الطويلة التي صاحبت الحرب الكورية كانت بسبب عدم قدرة اي طرف علي فرض سيادة جوية علي الطرف الأخر.
- و في الحرب الهندية-الباكستانية 1965م إستطاع الطيارين المهرة للقوات الجوية الباكستانية فرض حالة التعادل علي الحرب رغم التفوق العددي الكبير للقوات الجوية الهندية بنسبة تزيد علي 3:1 و رغم سوء الأداء الخاص بقيادات القوات البرية الباكستانية في تلك الحرب و إتباعهم لخطط و تكتيكات عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان إلا ان القوات الجوية الباكستانية أنقذت سائر الجيش الباكستاني من هزيمة محققة.
- و للقوات الجوية الفيتنامية دورا كبيرا في هزيمة الأمريكان في حرب فيتنام و رغم التفوق النوعي الكبير لمقاتلات الأف-4 فانتوم و الأف-5 علي الميج-17 و الميج-21 إلا أن الطيارين الفيتناميين ابلوا بلاء حسنا بتلك المقاتلات و كبدوا نظرائهم الأمريكان خسائر فادحة بل أن (فيتنام) هي السبب الرئيسي للخروج السريع للمقاتلة أف-104 ستارفايتر من الخدمة في (الولايات المتحدة).
- و طبعا دور القوات الجوية الصهيونية في كل الحروب العربية و خاصة في حربي 1967 و 1973 واضح للعيان و لولاها لما عانينا ما نعانيه حتي يومنا هذا.
لن نتحدث عن حروب مثل حرب لبنان 1982 أو عاصفة الصحراء 1991م أو ما تلاها فكلها لا دخل فيها لمهارة الطيار بشئ فالإنتصارات الكاسحة التي تحققت في تلك الحروب تحققت بفضل التفوق التكنولوجي الكاسح لطرف علي أخر و ليس بفضل مهارة طيار لذا فلن نناقشها فدور الطيار عادة لم يتعد مجرد ضغطة زر ليس أكثر.
اليوم نتحدث عن أفضل الطيارين في تاريخ الطيران العالمي .... سنتحدث عن الموضوع من جهتين الجهة الأولي هي أفضل الطيارين في الحروب أي الحرب العالمية الأولي و الثانية و الكورية ... إلخ و الجهة الثانية أفضل الطيارين علي نوع معين من المقاتلات .... اي أفضل الطيارين علي الميج-15 و 21 و ميراج-3 و فانتوم ... إلخ
قبل أن نكمل طبعا فلنأخذ نبذة قصيرة عن بعض الطيارين الذين حققوا إنجازات متميزة:-
أول طيار هو الطيار الأفضل في التاريخ و بلا منازع... عن الألماني (أريتش هارتمان) نتحدث طبعا..
كان يلقب بالشيطان الأسود و شارك في الحرب العالمية الثانية علي الجبهة الشرقية حيث قام ب1404 طلعة جوية و حقق 352 إنتصارا جويا و رغم مواجهاته العديدة إلا أنه لم يخسر أبدا أبدا اي معركة جوية كلها بطائرته الميسرشميت بي اف-109 ..... طبعا كان تفوق الميسرشميت بي اف-109 علي قريناتها السوفيتية و خاصة الياك-1 و اللاج-1 واضحا للعيان و لكن الأمر لم يكن تفوق الة علي ألة فقط بالنسبة ل(هارتمان) فهارتمان إستطاع في المعارك فوق (رومانيا) إسقاط 7 طائرات أمريكية من طراز بي-51 موستانج (الأفضل في تاريخ المقاتلات المكبسية) بل انه في أحد المعارك طاردته 8 مقاتلات (موستانج) دفعة واحدة و لم تستطع اي مقاتلة النيل منه و أن كان وقوده نفذ و إضطر لترك مقاتلته و القفز منها.
الطيار الثاني هو أو هي إمراة .... السوفيتية (ليديا ليتفايكا) و التي خدمت في القوات الجوية السوفيتية بين عامي 1942 و 1943م و إستطاعت تحقيق 12 إنتصارا جويا و قتلت في المعارك فوق (كورسك) 1943م.
الطيار الثالث هو الباكستاني العميد طيار (محمد محمود عالم) و الذي حقق رقما قياسيا فريدا من نوعه حينما إستطاع يوم 7 سبتمبر 1965م إسقاط 5 طائرات هندية من طراز (هوكر هنتر) بواسطة طائرته الأف-86 سايبر في اقل من دقيقة في معجزة جوية لم و علي الأرجح لن تتكرر ... طبعا حاول الهنود كثيرا تفنيد هذا النصر الكبير بإعتبار أنه مستحيل عمليا إلا أنه علي الأرجح حدث فعلا .... طبعا الرجل بطل كبير جدا في بلاده و هناك 5 شوارع علي الأقل في (باكستان) تحمل اسمه.
الطيار الرابع ليس أيس فهو يمتلك 4 إنتصارات جوية فقط و لكنه الطيار الوحيد الذي خدم في أربع قوات جوية مختلفة و حقق إنتصارات مع ثلاث منها و هو الطيار الباكستاني/البنغالي (سيف الله عزام) و الذي إستطاع تحقيق نصرا جويا ضد الهند في حرب باكستان و الهند 1965 حينما اسقط مقاتلة من طراز فولاند جنات و شارك مع الأردن في حرب 1967م حيث إستطاع يوم 5 يونيو تحقيق نصرا بواسطة طائرته الهوكر هنتر علي طائرة سوبر ميستير إسرائيلي و بعد تدمير القوات الجوية الأردنية يوم 5 يونيو خدم مع القوات الجوية العراقية في قاعدة أتش-3 حيث تصدي للهجوم الإسرائيلي عليها يوم 6 يونيو و إستطاع إسقاط قائفة من طراز (فاتور) و مقاتلة ميراج أخري.
و الان نتحدث عن اشهر الأيس Aces في تاريخ القتال الجوي و كما تعلمون فأيس تعني أن الطيار إستطاع إسقاط 5 طائرات معادية أو أكثر.
بالنسبة للحرب العالمية الأولي:-
يتربع علي عرش الطيارين في الحرب الأولي البارون الأحمر الألماني .... مانفريد فون ريشتوفين و الذي إستطاع بطائرته ثنائية الجناح (ألباتروس سي-3) إسقاط 80 مقاتلة بالمناسبة كان بارون فعلا وعُرض عليه عدة مرات أن يتوقف عن الطيران ويتولي منصب قائد سلاح الجو الألماني لكنه كان يرفض ويتملص من عروض القيصر.
-يأتي في المركز الثاني بالنسبة للألمان إرنست أوديت ب 62 إنتصارا (مات منتحرا كجنرال فى عام 1941)
- المركز الثالث كان من نصيب إريك أوينهاردت ب 54 إنتصارا وقتل ايضا فى أثناء الحرب.
أما علي صعيد قوات الحلفاء
- فيذهب المركز الأول للطيار الفرنسي (رينيه فوك) و الذي حقق 75 إنتصارا جويا و عكس قرينه الألماني فهو لم يمت في الحرب بل أكمل خدمته في القوات الجوية الفرنسية حتي خروجه للمعاش في 1940م.
- بالنسبة للبريطانيين فتربع علي عرش القوات الجوية الملكية في الحرب الأولي الطيار (جيمس ماكيودين) ب57 إنتصارا.
- في المركز الثاني (جورج ماكيلروي) ب47 إنتصارا جويا.
- المركز الثالث (ألبرت بال) ب44 إنتصارات جويا و الثلاثة البريطانيين مثلهم مثل أقرانهم الالمان لم يكملوا الحرب و قتلوا اثنائها.
- و لا ننسي الطيار الهندي (إندرا لاروي) و الذي حقق 12 إنتصارا علي الجبهة الغربية في 11 يوم فقطمن الحرب حيث قتل في اليوم الحادي عشر من مشاركته بواسطة طيار ألماني يحتمل أن يكون البارون الأحمر.
- كما نجد في قائمة الطيارين الذين حققوا لقب ايس في الحرب الأولي 6 طيارين من (الولايات المتحدة) و طيارين من (كندا) و واحد من (أستراليا) و واحد من (إيطاليا).
ثم جاءت الحرب العالمية الثانية و جاء معها الكثير من الطيارين الذين اثبتوا تميزا غير عاديا خاصة طياري اللوفتفافا الرهيب و علي رأسهم بالطبع الطيار الأفضل في التاريخ (أريتش هارتمان).
في المركز الثاني جاء الطيار الألماني (جيرهارد بيركهورن) صاحب ال301 و هو ذا تاريخ قتالي عجيب بعض الشئ .... شارك الرجل علي مقاتلته البي أف-109 في معركة غزو فرنسا 1940م و فشل في تحقيق اي إنتصار ثم شارك في المعارك فوق (بريطانيا) و فشل في تحقيق أي إنتصار أيضا و مع بدء العملية (بارباروسا) في 1941م بدأ الرجل يحقق الإنتصار تلو الأخر مما يطرح سؤالا هاما حول القدرات الفعلية للقوات الجوية السوفيتية و سبب تساقط طياريها كالذباب أمام نظرائهم الألمان عكس (إنجلترا) و (فرنسا) و مع الخسارة في (كورسك) تم إستدعائه لبرلين و تشكيل جناح جوي جديد للدفاع عن (برلين) أمام هجمات قاذفات البي-17 مقاتلات البي-51 موستانج و تم إعطاء الجناح الجوي الجديد المقاتلة فوكر وولف 190 و هي شبيهة جدا بالبي أف-109 (و أن كانت أقل قليلا) و علي مدار أكثر من 10 اسابيع فشل صاحب ال301 إنتصار في الجبهة الشرقية في تحقيق أي إنتصار علي اي مقاتلة بي-51 أمريكية مما حدا بالقيادة الألماني لسحبه من العمليات و لكن مع دخول المقاتلة النفاثة الأولي ميسرشميت-262 الخدمة و حاجة القيادة الألمانية لطيارين ذوي خبرة لقيادتها فاستعان (أدولف جالاند) ب(بيركهورن) مرة أخري و لكن في 21 ابريل 1945م واجه مقاتلات البي-51 و إستطاعت إحداها إصابته و اسر بواسطة قوات الحلفاء التي أطلقت سراحه سريعا في سبتمبر 1945م بسبب إصابته الباغة وقتها.
في المركز الثالث الطيار (جونتر رال) صاحب ال275 إنتصار جوي بالطبع معظمهم علي الجبهة الشرقية كالعادة و لكن عكس (بيركهورن) حقق الرجل أكثر من إنتصار في معركة فرنسا كما حقق أكثر من إنتصار ضد مقاتلات البي-47 ثاندربولت الأمريكية اثناء الدفاع عن (ألمانيا).
في المركز الرابع (أوتو كيتل) صاحب ال267 إنتصار كلهم في الجبهة الشرقية.
المركز الخامس كان من نصيب (فالتر نوتوني) و 258 إنتصار جوي منهم 3 بالمقاتلة النفاثة الأولي مي-262.
المركز السادس من نصيب (فيلهام باتز) و 237 إنتصار المركز السابع من نصيب (أريتش رودورفر) و 222 إنتصار.
المركز الثامن كان من نصيب أحد أكثر الطيارين تميزا في الرايخ الثالث بعد صاحب المركو الأول (هارتمان) و هو الألماني (هاينرتش بار) و هو يمتلك في جعبته 220 إنتصار و لكن منهم 17 إنتصارا في معارك (فرنسا) و (بريطانيا) كما أنه صاحب أفضل سجل قتالي علي المقاتلة النفاثة الأولي مي-262 حيث يمتلك 16 إنتصارا بتلك المقاتلة مما يجعله صاحب ثاني أفضل سجل قتالي في تاريخ المقاتلات النفاثة بعد الصهيوني (جيورا ابستين).
في المركز التاسع (هيرمان جراف) صاحب ال212 إنتصارا جويا و الذي حقق لقب ايس في يوم واحد و هو 30 ابريل 1942 حينما اسقط 6 طائرات سوفيتية في يوم واحد و كرر هذا الإنجاز ثلاث مرات أخري... أسر في 15 مايو 1945م بواسطة الأمريكان و الذين قاموا بتسليمه للسوفيت و كان أحد الألمان القلائل المحظوظين الذين خرجوا من المعتقلات السوفيتية أحياء في 1949م.
المركز العاشر من نصيب (هانز فيليب) و الذي حقق 206 إنتصارا جويا مستعملا الميسرشميت بي أف-109 أيضا قتل في المعارك فوق (بريمين) أكتوبر 1943م بواسطة طائرة أمريكية من طراز بي-47 ثاندربولت بواسطة الأيس الأمريكي الشهير (روبرت جونسون).
طبعا هناك المئات من الطيارين الألمان الذين حققوا لقب ايس في تلك الحرب بل لك أن تعلم ان عدد طياري اللوفتفافا الذين حققوا أكثر من 100 إنتصار جوي يزيد علي ال80 طيارا و لن نتحدث عنهم كلهم و لكن أبلي بعض الطيارين الأخرين في دول المحور بلاء حسنا منهم الفنلندي (إلماري جوتالينين) صاحب ال94 إنتصار جوي و (هانز هنريك) صاحب ال75 إنتصارا جويا و كلاهما كان يطير علي طائرة أمريكية سيئة و هي (البريستر بافلو) و رغم ذلك حققوا العديد من الإنتصارات.
و بالنسبة للجيش الإمبراطوري الياباني فهناك الطيار (تيتسوز إواموتو) صاحب ال80 إنتصارا جويا (طبقا للمزاعم الأمريكية) و ال200 إنتصار جوي (طبقا لمزاعمه الشخصية) .
و في المركز الثاني ياتي (نيشازاوا) صاحب ال36 إنتصارا جويا بإستعمال الميتسوبيشي زيرو الشهيرة ... علي اي حال لا ينافس طياري اللوفتفافا في كفاءة الطيارين و أعداد الإنتصارات الجوية سوي طياري الجيش الإمبراطوري الياباني فهناك ما لا يقل عن 200 ايس ياباني من الحرب الثانية و حرب الصين قبلها.
أما علي صعيد دول الحلفاء المنتصرة فأنت لا تجد كل تلك الأعداد من الإنتصارات و هذا لعدة أسباب برايي:
1- التفوق العددي الكبير لدول الحلفاء علي المحور مما جعل الإنتصارات تتوزع علي عدد اكبر من الطيارين.
2- عدم وجود دولة بطائرات سيئة و طيارين متواضعين مثل الإتحاد السوفيتي لدي الحلفاء فالصناعة و الكفاءة القتالية الألمانية و اليابانية لا تحتاج لشهادة من أحد.
3- كانت دول الحلفاء تستغل طياريها المتميزين في العمل الأكاديميات و المدارس الجوية لتخريج دفعات جديدة من الطيارين كما أننا نجد أن الألمان و اليابانيين كانوا يضطرون لعلاج طياريهم المصابين و إعادتهم للجبهات القتالية سريعا بسبب العجز البشري عكس الحلفاء الذين كانوا يخرجون طياريهم المصابين من الخدمة مباشرة.
بالبحث في سجلات الحلفاء نجد الأتي:
يأتي علي راس الحلفاء و صاحب أكبر عدد من الإنتصارات الطيار السوفيتي (إيفان كودزب) صاحب ال64 إنتصارا جويا (طبعا الفارق الكبير بين الجانبين واضح) و كان يستعمل اللافوشكين-5 و هو أحد القلائل الذين إستطاعوا إسقاط مقاتلة نفاثة من طراز مي-262 فوق برلين في 1945م و بالطبع مهارة الرجل لا تحتاج لتوضيح فاللافوشكين 5 اقل من الفوكر وولف-190 و اقل من الميسرشميت بي أف-109 الألمانيتين كثيرا و مع ذلك حقق الرجل عشرات الإنتصارات.
في المركز الثاني الطيار الجنوب أفريقي (بات بال) صاحب ال51 إنتصار جوي و لهذا الطيار قصة طريفة حيث قدم في الكلية الجوية في (بريتوريا-جنوب أفريقيا) عام 1933م و رفض بواسطة المسئولين هناك و لكنه لم ييأس فذهب إلي (جوهانسوبرج) لتلقي دروس خاصة في الطيران و عمل عاملا في أحد مناجم الذهب هناك كي يستطيع دفع مصروفات الدراسة و هناك قرأ إعلان في جريدة عن طلب القوات الجوية الملكية لطيارين للعمل في المستعمرات بعقود مغرية لمدة خمس سنوات و سافر للندن في 1936م و قدم طلبا و نجح في الإختبارات الخاصة بالقوات الجوية الملكية و طار علي مقاتلات الجلوستر جلادياتر و عمل في (مصر) للدفاع عن قناة السويس و مع بدء الغزو الإيطالي لشمال أفريقيا نقل (بال) إلي (سيدي براني) و هناك سام مقاتلات الفيات سي أر 42 الويل حيث أنه اسقط حوالي 12 مقاتلة من هذا النوع. و في 1941م و مع بدء الغزو النازي لأثينا نقل (بال) إلي (اليونان) و خدم علي (الهوكر هاريكاين) و حقق العديد من الإنتصارات علي الألمان و لكن في غارة كبري للوفتفافا علي (اثينا) فقد (بال) حيث يعتقد أن طائرته سقطت في البحر و مات في ابريل 1941م.
بالنسبة للأمريكان فهناك (ريتشارد بونج) صاحب ال40 إنتصارا بالبي-38 لايتنينج يليه جريجوري باينجتون) بإستعمال الأف-4 يو كورساير مع البحرية الأمريكية و 26 إنتصار جوي.
بالنسبة للبريطانيين هناك الطيار (جيمس جونسون) صاحب 34 إنتصارا جويا و بعده (إريك لوك) صاحب ال26 إنتصارا جويا
طبعا لن نستطيع أن نوفي طياري الحرب الثانية و البطولات التي قاموا بها في هذه العجالة السريعة في الحلقة القادمة الثالثة و الأخيرة ننتقل لعصر جديد ...
عصرنا الحالي ..... عصر المقاتلات النفاثة مع نهايات الحرب العالمية الثانية و بدايات الحرب الكورية:
و كما تربع الألماني (أريتش هارتمان) علي عرش عصر المقاتلات المكبسية يتربع الصهيوني (جيورا أبسيتن) علي عرش طياري المقاتلات النفاثة حيث إستطاع تحقيق 17 إنتصارا جويا بإستعمال الميراج-3 الفرنسية و النسخة الإسرائيلية منها المعروفة باسم (نيشر) و حقق جميع إنتصاراته في الجبهة المصرية (للاسف الشديد) بإستثناء إنتصار واحد علي مقاتلة هوكر هنتر أردنية.
علي أي حال نأخذها حرب حرب و جيل جيل:
نبدأ بالحرب الكورية:-
في الواقع التباين بين سجلات و أرقام الطرفين في الحرب الكورية كبير جدا لذا لن نستطيع الحصول علي معلومة موثقة بإستثناء أن هناك الكثير من الطيارين الأمريكان الذين نالوا لقب الايس علي الأف-86 سايبر و الكثير من الطيارين السوفيت و الصينيين الذين نالوا لقب الأيس علي مقاتلات الميج-15.
بعد الحرب الكورية تظهر الحروب الهندية-الباكستانية و حرب (فيتنام):-
بالنسبة للحروب الباكستانية الهندية فالطيار الوحيد الذي حقق لقب أيس فيها هو الباكستاني (محمد محمود عالم) و الذي توفي في 2013 رحمه الله و الذي كان طيارا علي الأمريكية أف-86 سايبر و حقق رقما قياسيا فريدا في 1965م و هو قيامه بإسقاط خمس مقاتلات (هوكر هنتر) هندية في اقل من دقيقة يوم 7 سبتمبر 1965م (بالمناسبة الأف-86 سايبر تصنف كجيل أول و الهوكر هنتر كجيل أول+).
بالنسبة لحرب فيتنام فرغم أنها إستمرت لأكثر من 6 سنوات و حقق الفيتناميون فيها أرقاما رائعة فأنت تجد تقريبا 17 أيسا فيتناميا منهم 2 طيارين للميج-17 (تخيل انت ميج-17 في مواجهة أف-4 و أف-5 و أف-105) إلا أنه علي الجانب الأمريكي فالأداء كان أقل كثيرا من المرجو فرغم التفوق النوعي الكبير للمقاتلات الأمريكية في الحرب و التي كان عمادها أكثر من 730 مقاتلة من طراز أف-4 فانتوم إلا تجد سوي 5 أيس أمريكان فعليا كلهم علي الفانتوم حيث لم تحقق أي مقاتلة أخري أي نجاحا في الحرب و إذا تذكرنا معلومة بسيطة و هي أن الفانتوم تطير بواسطة اثنين فستجد انه فعليا المقاتلات التي حققت لقب ايس علي الجانب الأمريكي هما 2 او ثلاثة علي أقصي تقدير.
يتربع علي عرش الطيارين الفيتناميين و عرش طياري الميج-21 في العالم الفيتنامي (نجوين فان كوك) صاحب ال11 إنتصار طبقا لمزاعمه الشخصية و ال7 إنتصارات طبقا للمزاعم الأمريكية و ال9 إنتصارات طبقا للمصادر العلمية المحايدة و يمتلك في سجله 3 إنتصارات علي الأف-4 فانتوم و 3 علي الأف-105 ثاندرشيف و 1 علي الأف-102 دلتا داجر.
كما نجد طيارا متميزا أخر و يتربع علي عرش طياري الميج-17 في العالم و هو (نجوين فان باي) و الذي يمتلك في سجله إنتصارا علي الأف-4 فانتوم و واحدا علي الأيه-4 سكاي هوك و وإنتصارين علي الأف-8 كروسيدر و واحدا علي الأف-105 ثاندرشيف.
و بالتزامن مع حرب فيتنام دارت ثلاثة حروب كبري في منطقتنا العربية بيننا و بين عدونا الأزلي الصهيوني (67 و الإستنزاف و 73) و للأسف بسبب الأداء السئ لنا في تلك الحروب فمازلنا نعاني من نتائجها المدمرة في عالمنا العربي حتي اليوم
دارت الكثير من المعارك الجوية بين الطرفين في تلك السنوات الست.
يتربع علي عرش الطيارين في الحروب العربية-الإسرائيلية و عرش طياري المقاتلات النفاثة في التاريخ كله الصهيوني (جيورا أبستين) و الذي حقق 17 إنتصارا جويا بمقاتلته الميراج-3/النيشر منهم 16 إنتصارا علي الجبهة المصرية للأسف الشديد و واحدا علي الجبهة الأردنية.
في المركز الثاني يأتي الصهيوني ايضا (عامير ناتشومي) صاحب ال14 إنتصارا جويا و لكن علي الجبهة السورية هذه المرة و افضل طيار في التاريخ علي مقاتلتين نفاثتين و هما الأف-4 فانتوم و التي إستطاع تحقيق 7 إنتصارات جوية بها و الأف-16 و التي إستطاع تحقيق 6 إنتصارات جوية بها كما شارك في قصف المفاعل النووي العراقي في 1982م.
أما علي الجانب العربي فيبرز اسمين:-
الاسم الأول هو العقيد (محمد فايز منصور) و الذي يملك سجلا غامضا من الإنتاصارات الجوية يتراوح بين 1 و 14 و للأسف لا يوجد توثيق جيد لأعماله من اي جانب رسمي سوري.
الاسم الثاني و هو الأشهر فهو (بسام حمشو) ثاني أفضل طيار علي الميج-21 بعد الفيتنامي (فون كوك) و صاحب الإنتصارت الجوية الثمانية و الذي قتل بواسطة مقاتلة أف-15 إسرائيلية في حرب البقاع 1982م.
طبعا يزعم الصهاينة أنهم يمتلكون حوالي 32 أيس في الحروب العربية و لكن فعليا لن تستطيع توثيق سوي 5 أو 6 علي أكثر تقدير.
نأتي للحرب الأخيرة و هي الحرب العراقية-الإيرانية و تبزع منها اسمين:-
علي الجانب العراقي يبرز العقيد محمد ريان و الذي يمتلك 7 إسقاطات مؤكدة و 2 غير مؤكدين و السعبة 3 منهم بالميج-21 قبل ان يترقي للعمل علي الميج-25 و يحقق 5 إنتصارات أخري ليصبح بهذا أفضل من طار علي الميج-25.
علي الجانب الإيراني يبرز اسم (خليل زندي) افضل من طار علي الأف-14 و يمتلك 8 إنتصارات جوية مؤكدة و ثلاثة غير مؤكدين و تشمل إنتصاراته 3 ميراج اف1 و 4 ميج-23 و 2 سوخوي-22.
و بهذا نكون قد إنتهينا من افضل الطيارين في التاريخ و لكن قبل أن ننهي الموضوع نتحدث عن أخر معركة جوية قتالية حقيقية (دوجفايت) حدثت في تاريخنا الحديث .... المعركة التي دارت في سماء العراق يوم 19 يناير 1991م و التي بدأها الطيار البطل (جميل صهيود) بالإشتباك مع مقاتلتي تورنادو بريطانيتين ثم الإشتباك مع مقاتلتين أمريكيتين من طراز أف-15 نهاية بإرتطامه المروع بالأرض و إصابته البالغة.
أقلعت أربع مقاتلات (تورنادو) بريطانية من قاعدتها الجوية المنامة مسلحة بصواريخ الهارم المضادة للإشعاع و قنابل الجاي بي 223 المخصصة لمهاجمة الممرات لقصف قاعدة أتش-3 الجوية مرورا بالمملكة العربية السعودية في أتجاهها للعراق و قبل وصولها لأهدافها ب50 ثانية في تمام الساعة 12:30 دقيقة أنشقت السماء عن مقاتلة الميج-29 التي يقودها الصقر العراقي (جميل صهيود) و بصاروخ ار-60 تنفجر مقاتلة التورنادو التي تحمل رقم ZA396/GE و يموت طاقمها في الحال و تنسحب باقي المقاتلات البريطانية هاربة لتبلغ القيادة التي تقرر توجيه مقاتلتي اف-15 امريكيتين واحدة بقيادة العقيد (سيزر رودريجز) و الأخري بقيادة (كريج أندرهيل) بمساعدة أواكس إي-3 سينتري للإشتباك مع بطلنا.
طبعا أدرك (جميل صهيود) أن مواجهة كهذه ستكون خاسرة لا محالة (وحده في السماء ضد مقاتلتي اف-15 و طائرة أواكس لا فرصة امامه) فيقرر جر المقاتلات الأمريكية لأحد مناطق صواريخ الدفاع الجوي العراقية و لكن أجهزة الRWR علي طائرته تبلغه أنه تم الإغلاق عليه بواسطة أحد مقاتلات الأف-15 و ان هناك صاروخ سبارو في الطريق إليه و يتجه جميل بسرعة صوب الأرض (كي يكسر الإقفل عليه و يشتت الصاروخ) و فعلا ينجح في هذا و يقرر الإستدارة للمواجهة و لكن تشويش المقاتلات الأمريكية علي راداره جعله لا يستطيع إستعمال صواريخ التوجيه الراداري شبه النشط أر-27 مما يجبره علي الإشتباك القريب معهما كي يستطيع أن يضرب صاروخ ار-60 أو حتي إستعمال المدفع. يطير (جميل) بين المقاتلتين مسببا إرتباكا شديدا بينهما و يستطيع عزل (رودريجز) عن (أندهيل).
يطلق (أندرهيل) صاروخ سباور علي (صهيود) فيفاديه و يكاد\ الصاروخ ن يصيب زميله (رودريجز) و يبدأ في الدخول في قتال تلاحمي قريب ضد مقاتلة (سيزر رودريجز) يرتفع (كريج هيل) لأعلي كي يحاول إصابة (جميل) و لكن قربه الشديد من (رودريجز) يجعله يكتفي بمراقبة الوضع و المقاتلتين تدوران حول بعضهما البعض في محاولة لإطلاق صاروخ حراري و لكن السرعة الشديد التي تطير بها المقاتلتين (الأف-15 و الميج29) لا تمكن ايا منهما من الحصول علي ضربة و يبدا الإرتفاع في الإنخفاض.
6000 قدم
5000قدم
4000قدم
3000قدم
و هنا يدرك (صهيود) أن الإستمرار في هذه المناورة بهذا الشكل سيجعله يرتطم بالأرض فهو الذي يسبق (رودريجز) فيقرر عمل مناورة سبليت اس فمنها يستطيع الإفلات من (رودريجز) و ينجو من الإرتطام بالأرض و منها سيستطيع أن يركب علي ذيل (رودريجز) و بالتالي الحصول علي فرصة لإطلاق صاروخه الأخير أر-60.
يري (رودريجز) ما يفعله (صهيود) فيتوقف بمقاتلته و يبدأ في الخروج من المناورة لأنه يدرك أن المسافة قريبة و ان علي الأرجح الميج-29 لن تستطيع إكمال السبليت أس و فعلا يدرك (صهيود) أن الارض قريبة منه جدا فيقفز من الطائرة و لكن المسافة كانت قريبة فيصاب في ساقه إصابة بالغة و لكن يأتي بعض القرويين العراقيين لينقذوه.
و بهذه المعركة ينتهي تاريخ القتال الجوي التلاحمي فكل ما تلاه عبارة عن معارك من طرف واحد فقط
في إنتظار عصر الملاحم بإذن الله