شكلك لم تراجع القصة جيدا
أقلعت ست طائرات حربية من طراز
إف 5 من
قاعدة القنيطرة الجوية لتقابل الطائرة الملكية، في الوقت الذي كان فيه الضباط وضباط الصف مجتمعين في النادي. كان سرب الطائرات، يكونه كويرة، من اليوطنانْ زياد واليوطنان بوخالفْ. أما الطائرات الثلاث الأخرى فلم تكن مسلّحة، وكان في نيّة ربابينها أنهم ذاهبون لخفْر الطائرة الملكية. وقد كانوا يتكونون من اليوطنان دحو، والسرجان شاف بن بوبكر، واليوطنان الدكالي، الذي كان في الطائرة نفسها مع القبطان
صالح حشاد. بنية مرافقة طائرة الملك حال دخول الأجواء المغربية.
[6] ولكن ثلاثة منها أطلقت عند الساعة 10:16 النيران على الطائرة الملكية، بعد أن أمر الكومندار كويرة الطائرات غير المسلحة بالتنحي جانبا، فلما كان له ذلك، ضغط على الزناد لإطلاق النار، ولكن كمْ كانت دهشته عظيمة حين لاحظ أن أية رصاصة لم تنطلق بسبب عطب غير متوقع حصل في مدافعه، فما كان من الملازميْن زياد وبوخالف، هذا الأخير فضّل ألا يخبره بحقيقة المهمة إلا وهو محلّق بطيارته، وهذا ما أغضب بوخالف كثيرًا رغم قبوله العرْض تلقائيا في اللحظة الحاسمة. فدخلا في المعمعة وبدءا في إطلاق سيْل غزير من الرصاص أصاب حجرة القيادة، كما شهدت بذلك الثقوب في هيكل البوينغْ، تعطل محركان من
المحركات الثلاث فيما تحطم المخزن التحتي وأُصيب بدن الطائرة بالتواءات من جراء إطلاق قذائف من عيار 20 ملم. ازدادت دهشة كويرة وهو يرى الطائرة تواصل تحليقها رغم كل ما أصابها، فطلب من صديقيه التنحي ليفسحا له المجال للقيام
بعمليته الانتحارية، غير أنه في اللحظة الأخيرة التي اندفع فيها في اتجاه الطائرة الملكية، أقنعه الملازم زياد بالعدول عن نيته بعد أن أخبره أنه لا زال في جعبته ما يكفي من الرصاص لإسقاط الطائرة. فلما حاول تفادي الارتطام المهول، فشل جزئيا في مناورته، حيث خف وزن طائرة
إف 5 وغيرت مسارها الفيزيائي لتمر تحت الطائرة الملكية، فتكسر سقف مقاتلته وهو يحتك احتكاكا ببطن البوينغ، مما أرغمه على الضغط في اللحظة الحاسمة على زرّ الانقذاف الأوتوماتيكي بالمظلة، فنزل بعد دقائق بكتف مكسّر في ضواحي
سوق الأربعاء حيث ضبطه رجال الدرك هناك، وسلّموه بعد ساعات إلى الملك......أبدى قائد الطائرة الملكية الطيار
محمد القباج هدوءً مصحوبًا بالخداع في إيقاف الهجوم على الطائرة عند هذا الحد، فأوحى إلى مهندس الطيران في الطائرة بالتحدث عبر الراديو إلى المهاجمين، فقال لهم الأخير أن قبطاني الطائرة قد قُتلا وأن الملك أُصيب بجروح خطيرة في مؤخرة عنقه، المهندس قائلا «فكروا في زوجتي وأطفالي». فانسحب المهاجمون إلى قاعدتهم في القنيطرة للتسلح مجددا .....