معركة اليرموك معركة غيرت مسار التاريخ

ابو مهند الزهراني

صقور الدفاع
إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
21,243
التفاعل
72,861 1,384 4
الدولة
Saudi Arabia
معركة اليرموك معركة غيرت مسار التاريخ


معركة اليرموك هي إحدى المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام وقد وقعت في نهاية خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبداية خلافة الفاروق عمر بن الخطاب
ووقعت بين المسلمين والروم (الإمبراطورية البيزنطية) في العام الثالث عشر من الهجرة 634م تقريبا

معركة اليرموك سميت بهذا الاسم
نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، وهو وادي (اليرموك)
و"اليرموك: نهر ينبع من جبال حوران يجري قرب الحدود بين سوريا وفلسطين، وينحدر جنوباً ليصب في غور الأردن ثم في البحر الميت، وينتهي مصبه في جنوب الحولة
وقبل أن يلتقي بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلومتراً يوجد وادٍ فسيح تحيطه من الجهات الثلاث جبال مرتفعة بل شاهقة الارتفاع
ويقع في الجهة اليسرى لليرموك




الروم هم من اختار الموقع
أختار الروم الوادي لأنه المكان الذي يتسع لجيشهم الضخم اكثر من 240 الف مقاتل مائتين وأربعين ألف مقاتل تقريباً
وأما المسلمون فقد عبروا النهر إلى الجهة اليمنى، وضربوا معسكرهم هناك في وادٍ منبطح يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم
وبذلك أغلقوا الطريق أمام الجيش المزهو بعدده وعدته، فلم يعد للروم طريق يسلكونه
أو يفرون إذا اضطروا للفرار، لأن جيش المسلمين قد أخذ عليهم مسلكهم الوحيد
1579512865054.png




اسباب معركة اليرموك
بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم، تولي أبو بكر الصديق أمر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومنذ بداية عهده واجه حروب الردة التي خاضها وانتصر فيها وتجلت فيها بطولة القائد الفذ الكبير خالد ابن الوليد رضي الله عنه
ولا غرابة فقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيف الله المسلول) رضي الله عنه
وكان لخالد بن الوليد سيف الله المسلول دورُه في إخماد هذه الفتنة، واستعادة هيبة الإسلام في صدور المتشكِّكين


وبعد أن نجح الخليفة الأول في توحيد الجزيرة العربية تحت سلطته تَطلَّع إلى تأمين حدود دولته الناشئة
خاصة تلك المتاخمة لدولتَي الفرس والروم
وبدأ أبو بكر الصديق في الفتوحات خارج الجزيرة العربية بعد أن اطمأن الخليفة الصدِّيق إلى الجبهة الداخلية

وأمر ربإرسال جيش قوامه 10 الاف إلى جنوب العراق بقيادة خالد ابن الوليد لمنع الإمبراطورية الفارسية من مهاجمة الدولة الاسلامية الحدييثة
والقضاء على قوَّتها المتنامية في مهدها
وكانت خطته تتلخَّص في تَقدُّم القائد البطل خالد بن الوليد بجيشه الى تحرير العراق من فارس ونشر الدعوة الاسلامية

وقد انتصر خالد بن الوليد في في 15 موقعة متتالية في ارض العراق

بعد انتصارات خالد بن الوليد الكبيرة بالعراق ومنع الفرس من تكوين قوات لمهاجمة المسلمين


الخليفة يتطلع لتحرير الشام وغزو الروم
بدأ الخليفة ابو بكر رضي الله عنه يتطلع لتحرير بلد الشلم من الاحتلال البيزنطي ونشر الدعوة الاسللامية هناك
ومقاتلة الروم بعد أن هاجموا جيش خالد بن سعيد بن العاص المُعسكر في أرض تيماء

قرر الخليفة تقسيم الجيش الاسلامي المتجهة لبلاد الشام إلى أربعة جيوش مختلفة ووجَّه كلا منها إلى منطقة مختلفة من بلاد الشام

1- الجيش الأول بقيادة شرحبيل بن حسنة الى الأردن

2- الجيش الثاني بقيادة يزيد بن أبي سفيان الى دمشق

3- الجيش الثالث بقيادة أبو عبيدة عامر بن الجراح إلى حمص

4- الجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص إلى فلسطين

1579512911248.png



وكانت الخطة أن تلك الجيوش تعمل مستقلة عن الأخرى من اجل تشتيت الروم وعدم توحدهم تحت راية واحدة إلا إذا كانت هناك حاجة للاجتماع

وصلت الجيوش الإسلامية الأربعة إلى بلاد الشام فوجدت جيوشاً ضخمة جداً للروم تم حشدها لمقاتلة الجيوش الإسلامية

قرر قادة الجيوش الانسحاب، واجتمعوا باليرموك ، وطلبوا من الخليفة المدد
فأمر الخليفة بتحرك خالد بن الوليد بنصف جيشه بالعراق، بالسير إليهم باليرموك

لما علِم الروم بتحركات المسلمين، اضطروا للتوحد أيضًا في جيش واحد بمحاذاة الجيوش الإسلامية على أرض اليرموك
وظلَّ الجيشان في حالة تحفُّز وترقُّب قرابة الشهرين
حتى خاف القواد المسلمون من فتور حماس الجند المسلمين ونفاد صبرهم، وقد تربَّص بهم الأعداء الذين يفوقونهم عددًا وعُدَّة
وكان الرأي هو طلب المدد من الخليفة الصديق، ولما وصلت الرسالة إلى الخليفة
وبعد استشارة مستشاريه رأى أن الموقف يتطلَّب تحويل القائد الصنديد خالد بن الوليد مع بعض جيشه من العراق إلى الشام


العبقرية العسكرية في شخصية خالد بن الوليد وعبور صحراء السماوة

ولما وصل الخبر الى خالد جهَّز خالد بن الوليد جيشه المكوَّن من الكتائب القوية مع بعض القادة المتميزين
مِثل القعقاع بن عمرو التميمي وضرار بن الخطاب وضرار بن الأزور وعاصم بن عمرو
وتألَّف الجيش من حوالي عشرة آلاف مقاتل، ولقد ظهرت عبقرية خالد العسكرية في اختيار الطريق إلى وادي اليرموك
فلقد اختار طريقًا وعرًا صحراويًّا غير واضح المعالم، تَندُر فيه مصادر المياه؛ لأنه كان حريصًا على أن يرتاد الطريق الخالي من الحاميات الموالية للروم غير الآهل بالمارة أو السكان
وذلك من أجل الإبقاء على سرية المدد، واستخدام عنصر المباغتة من الخلف لجيش العدو ومحدِثًا لهم الهلع والارتباك
ولقد خطب خالد في جيشه ليهوِّن عليهم مصاعب الطريق قائلاً لهم: "أيها المسلمون، لا تسمحوا للضعف أن يَدُب فيكم، ولا للوَهْن أن يُسيطر عليكم، واعلموا أن المعونة تأتي من الله على قدْرِ النيَّة، وأن الأجر والثواب على قدر المشقة، وأن المسلم ينبغي له ألا يَكترِث بشيء مهما عَظُم ما دام الله في عونه


وقد لبَّى الجنود نداء خالد قائلين له: أيها الأمير، أنت رجل قد جمع الله لك الخير، فافعل ما بدا لك وسِر بنا على بركة الله
وكان الطريق المختار هو طريق قراقره سوى، أرك، تدمر، القريتين، حوارين، مرج راهط، بصرى، وادي اليرموك

وقد استشار خالد دليلَه رافع بن عميرة في مشكلة المياه
فأشار عليه بأن على الجنود أن يحملوا ما استطاعوا من الماء معهم، أما الخيل فسوف يكون لها مصدر آخر من مصادر الشرب
فقد جاؤوا بعشرين من أعظم الجمال وأكثرها سِمنة، فمنعوها الماء حتى أَجهدها الظمأ
ثم عرضوا عليها الماء مرة ومرتين، حتى ارتوت وملأت أكراشها، ثم قُطِعت شفاهها؛ لئلا تجتر فتحوَّلت بطون الإبل بذلك إلى مستودعات هائلة للمياه
فإذا عطشت الخيل نُحِرت الإبل، فتشرب الخيل ما في بطون الإبل من الماء، ويأكل الجنود لحومها حتى يتقووا على جهد الطريق
ومضى الجيش المسلم يَخترِق الفيافي والصحراء مفضلاً السير في الليل والصباح الباكر
حيث الجو المعتدل من أجل توفير المستطاع من الماء، وأثناء الطريق كانت خبرة الدليل الجغرافي واضحة في مساعدة الجنود على ورود مصادر المياه
ليتزودوا منها أثناء تَرحالهم.


الاجتماع باركان الحرب
ما أن وصلت جيوش خالد إلى أرض اليرموك، حتى اجتمع خالد بن الوليد في مكان اسمه أجنادين مع أركان حرب الجيش الإسلامي المرابط بالشام
وهم يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة
وعقَد معهم جلسة طارئة في غرفة العمليات العسكرية، قال فيها لإخوانه:
إن عدد جنود العدو حوالي مائتين وأربعين ألفًا، وعدد جنودنا ستة وأربعون ألفًا
ولكن القرآن الكريم يقول:
﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

والنصر في الحروب لم يكن أبدًا لمن كَثُر عدده، بل كان لمن آمن بما يُقاتِل من أجله، وصدق النية، وصمَّم على النصر، وأعدَّ للأمر عدته.


وبعد أن أخذ خالد رأي كل أمير من أمراء الجيوش المسلمة
استقرَّ الرأي على أن تتوحَّد الجيوش الإسلامية تحت إمرة أمير واحد، خاصة بعد أن علم خالد بأن الجيوش الرومية قد توحَّدت تحت إمرة تيودورك
فأصبح من غير الحكمة أن تُقاتِل الجيوش الإسلامية المتفرِّقة جيشًا واحدًا منظَّمًا
وبحكمة بالغة وحتى لا يدع للشيطان مدخلاً في نفس أي من الأمراء فقد اقترح خالد بن الوليد أن تكون الإمارة الموحَّدة بالتناوب بين جميع الأمراء
بحيث يكون لخالد بن الوليد اليوم الأول، ثم يتولَّى الأمراء الآخرون، كل حسب دوره، وقد وافَق الجميع على هذا الاقتراح
ومن ثَمَّ شرع خالد بن الوليد في إعداد خُطَّة المعركة، وهو صاحب التجارب الناجحة في خوض حروب عديدة خارج الجزيرة العربية
وله خبرة بأساليب الدول الكبرى في المعارك، ويَمتلِك القدرة على التصرف السليم في المواقف الحرجة، والذي يؤدي دائمًا إلى تحقيق النصر.

خطة الحرب
كانت الخطة الموضوعة تقضي بتقسيم الجيش العربي المسلم إلى46 ستة وأربعين كردوسًا
كل كردوس يتألَّف 1000 من ألف مقاتل يتأمَّرهم أمير من أولي البأس

ثم قسَّم الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة
فأما القلب فيتكوَّن من خمسة عشر كردوسًا تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح

وأما الميمنة فتتألَّف من خمسة عشر كردوسًا، تحت إمرة عمرو بن العاص
ويُعاوِنه شرحبيل بن حسنة

وأما الميسرة، فتتكوَّن من عشرة كراديس بقيادة يزيد بن أبي سفيان

وأما بقية الكراديس فتكون احتياطًا في الساقة تحت قيادة عكرمة بن ابي جهل
وبهذا التنظيم البديع أظهر خالد بن الوليد براعته العسكرية التي جعلت الجيش العربي المسلم
يبدو أكثر عددًا، وأخفَّ حركة، وأكثر مرونة، وأقدر على الحركة بما يتلاءم مع سير المعركة.


أما خالد بن الوليد، فسيتولَّى القيادة من القلب
وستَصدر أوامر مباشرة إلى قواد القطع الرئيسية: القلب والجناحين والساقة
وقبل أن يبدأ الهجوم المُنتظَر من الروم جرت حملة تشجيعيَّة على الجبهة العربية الإسلامية، كان هدفُها الحث على الجِهاد والصبر وقوة الإرادة.

دهاء خطة خالد بالمعركة
كانت خطة خالد العسكرية هي انتظار الروم حتى يبدؤوا زحفَهم المتوقَّع
فإذا اقتحم فرسانهم خطوط المسلمين، أفسحوا لهم الطريق وتركوها تتوغَّل خلف خطوط الجيش الإسلامي
حيث تُقابِلها قوَّة احتياطية من فرسان المسلمين تُقابِلها وتقضي عليها
وبهذا تَحرِم مشاة الروم من فرسانها، وتتفرَّغ قوات المسلمين لملاقاة هؤلاء المشاة، وقد اختار خالد بن الوليد مواقع حصينة
بحيث تكون المدينة المنوَّرة خلفهم ليحتَفِظ بخطوط الإمدادات

بينما كان الروم يُرابِطون في موقع محصور بين سهل فسيح في منحنى نهر اليرموك
ومن خلفهم منخفض سحيق اسمه (واقوصة) تحيط به من ثلاث نواحٍ جبال بالغة الارتفاع، ولما قَدِم الروم إلى هذا المكان
تخطَّى جيش المسلمين النهرَ إلى الضفة اليمنى منه، فأصبح الروم محصورين بين الجبال ومن أمامهم الجيش الإسلامي

وفي فجر يوم الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 13هـ
بدأ الزحف الرومي، واخترق فرسان الروم خطوط المسلمين حسب خطة خالد
حيث أَعدَّ لهم قوَّةً احتياطيَّة من الفرسان، وحمل المسلمون على الروم حملة صادقة، وانقضَّ الفرسان المسلمون على فلول الروم كالصقور الغاضبة
فمن لم تحصده السيوف ابتلعه نهر اليرموك غريقًا، أو لاذ بالفرار باجتياز الخندق نحو الساحة
حيث طاردهم فرسان العرب، فقتلوا منهم الكثيرين، وقد كان هناك عدد كثير من مشاة الروم مقرنين في سلاسل كل عشرة في سلسلة واحدة

وقد أثقلت هذه السلاسل حركتَهم، خصوصًا إذا قُتِل أو جرح واحد منهم
وقد استمرَّت المعركة يومًا واحدًا، استطاع فيها الجيش العربي المسلم أن يسيطر على ساحة القتال
وهربت فرسان تيودورك وباتت مُشاته مكشوفة من دون حماية، فأصدر الأوامر لهم بالتقهقر إلى خلف الخندق
بيد أن خالد حال دون ذلك؛ حيث انقضَّ عليهم بفرسانه ومشاته فسحقهم بقوة.


وفي إحصاء للخسائر فقد كان عدد القتلى والجرحى من المسلمين حوالي ثلاثة آلاف
ولكن بالنسبة للجيش الرومي فقد كانت الخسائر كبيرة يَصعُب حصرها، وقد أبلغ المسؤولون عن الإحصاء خالد بن الوليد
أن ثمانين ألفًا من الروم سقطوا في الواقوصة خلف الخندق، كما قُتِل قائدهم العام تيودورك أخو هرقل
وهنا قال خالد بن الوليد: "الحمد الله الذي نصر عباده المؤمنين".


وفي أثناء المعركة حملت الرسل القادمة من المدينة أنباء وفاة خليفة المؤمنين أبي بكر الصديق ومبايعة المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ليكون الخليفة الثاني، ومع هذه الرسل جاء خطاب من عمر بن الخطاب إلى قيادة الجيش المُحارِب في اليرموك
يقضي بعزل خالد بن الوليد، وتولية أبي عبيدة بن الجراح قائدًا عامًّا للجيوش الإسلامية باليرموك
وقد أخفى خالد هذه الرسالة خوفًا على أفراد الجيش من الاضطراب
فلما انتهت المعركة بالنصر المبين دفع خالد بالرسالة إلى أبي عبيدة بكل تواضُع وإيثار، قائلاً له: "وأما الآن
فإنك أنت أميري وقائدي، وأنا لك الجندي الأمين.. سلني أُطِعك".


فما أكرمَ هذا الإنسانَ وهذا البطل! الذي عرف حدوده كبشر، وأنجز ما أنجز من بطولات وهو يخشى الله تعالى وحده لا شريك له
إن اسم البطل خالد بن الوليد قد دُوِّن في سجلات التاريخ البشري بمآثره في معركة اليرموك وغيرها
وذكراه تتصدَّر في قدرته على التخطيط والتنفيذ لمعركة غيَّرت وجه التاريخ
وحطَّمتْ أسطورة الدولة الكبرى التي لا تُقهَر
وارتفعت بالمقابل الدولة الإسلامية الشابَّة، واتَّسعت فأصبحت إمبراطورية أضاءت الحضارة بنور علومها لعشرة قرون متتالية.


وبعد معركة اليرموك أرسل خالد بن الوليد إنذارًا حربيًّا شديد اللهجة إلى كسرى عظيم الفرس
وقال له:
"أَسلِم تَسلَم، وإلا فقد جئتك بقوم يحرصون على الموت كما تَحرِصون أنتم على الحياة"
فلما وقع الإنذار في يد كسرى ارتعدت أعصابه، وأرسل إلى إمبراطور الصين يطلب منه المددَ والنجدة
فردَّ عليه قائلاً: يا كسرى، لا قِبَل لي بقوم لو أرادوا خلْع الجبال لخلعوها، رجال خافوا الله فخوَّف الله منهم كل شيء.


ثم انظر ماذا ترك هذا البطل خالد بن الوليد عند موته، إنه لم يترك إلا سيفَه الذي كان يُقاتِل به في سبيل الله، وفرسَه الذي كان يركبه غازيًا في سبيل الله
ثم ها هو يبكي على فراش الموت قائلاً:
"هأنذا أموت على فراشي، وما في جسدي قيد شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طَعْنة رمح أو رمية سَهْم في سبيل الله
أموت كالبعير، وكنت أتمنَّى أن أموت شهيدًا في سبيل الله، فلا نامت أعين الجبناء".


﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]، صدق الله العظيم


1579512822885.png
 
شارك في هذه المعركة ألف من صَحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنهم مائة شهِدوا بدرًا
كما قاتلتِ النِّساء في جولة من هذه المعركة
استشهد في اليرموك ثلاثة آلاف من المسلمين
منهم عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه وابنه عمرو
وهشام بن العاص رضي الله عنه
كما أُصيبت عين أبي سفيان رضي الله عنه
وجُرح ضرار بن الأزور بجراحات بليغة
وتُعَد هذه المعركة من المعارك الإسلامية الفاصِلة
فلم يلقَ المسلمون بعدها مِثل هذا الجمع مِن الروم، وبدأ بعدها حصار المدن في بلاد الشام وفتحها الواحدة تلو الأخرى.
 
1579529194568.png
 
هذه المعركة هي مفتاح دخول الخلافة الى الشام وخروج الروم بلا رجعة...

طبعًا الفارق العددي كان له اثر كبير في دفع اجنحة المسلمين الميسرة والميمنة للتراجع حتى بلغوا معسكراتهم.. وهنا كان دور النساء قوي جدا بعضهم بدأ باخذ السلاح للقتال وبعضهم يعيد المسلمين للقتال .. ايضا الجمال حول المعسكرات كانت تخيف خيول الروم وتقوم باعاقتهم ...

تغيير خالد بن الوليد للاستراتيجية في اليوم الاخير وتمكنه من انهاء القتال خلالها .. وكيف استطاع حشد خيالة المسلمين وتضليل الروم بحيث انهم لم يلاحظوا ان خيالة المسلمين كانت مختفية ... ايضا قضاء خيالة المسلمين الخفيفة على خيالة الروم الثقيلة اثناء عملية الالتفاف شيء خيالي .. ل
 
التعديل الأخير:
ألف شكر لصاحب الموضوع وألف شكر للإدارة

إن لم يوحدنا هذا التاريخ فمالذي يوحدنا.
 


مقطع جميل يبين الاحداث خلال المعركة
 
نموذج رائع للبراعة العسكرية لخالد رضي الله عنه واستغلاله الأفضل لقواته وامكانياتها
رضي الله عنه كان ولازال مدرسة في التخطيط العسكري
 
أعظم قائد للعرب

خالد بن الوليد رضي الله عنة .

أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ، = إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ .

تاريخنا عظيم وخصوصا الجزيرة العريية ( السعودية ) لأنها ارض المقدسات ومهد الرسالة ومنبع الابطال المظفرين و القادة الفاتحين وتم على يدهم إسقاط اكبر امبراطوريات كسرى والروم فى المنطقة .

 
نموذج رائع للبراعة العسكرية لخالد رضي الله عنه واستغلاله الأفضل لقواته وامكانياتها
رضي الله عنه كان ولازال مدرسة في التخطيط العسكري
ويجب أن يدرس في المعاهد العسكريه والجامعات لقد كان البطل خالد ابن الوليد رضي الله عنه نجم الاسلام المضيئ حقق الله على يديه الفتوحات الاسلاميه الكبرى
 
نموذج رائع للبراعة العسكرية لخالد رضي الله عنه واستغلاله الأفضل لقواته وامكانياتها
رضي الله عنه كان ولازال مدرسة في التخطيط العسكري

الصحابي الجليل خالد بن الوليد أحد أعظم قادة العرب و المسلمين عسكرياً
يكفي أن يقول فيه الرسول عليه الصلاة والسلام سيف الله المسلول

كان قادة الروم يظنون أن الله عز و جل أنزل لخالد سيف من السماء بسبب هذا القول فلم يهزم في معركة قط !

و رغم عزل خالد عن القيادة على زمن سيدنا عمر لم يتمرد أو يحرض الناس على عمر

بل بقي يقاتل كجندي مع باقي الجنود
 
أعظم قائد للعرب

خالد بن الوليد رضي الله عنة .

أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ، = إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ .

تاريخنا عظيم وخصوصا الجزيرة العريية ( السعودية ) لأنها ارض المقدسات ومهد الرسالة ومنبع الابطال المظفرين و القادة الفاتحين وتم على يدهم إسقاط اكبر امبراطوريات كسرى والروم فى المنطقة .

 
"لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء."
-خالد بن الوليد
 
المعركه كانت في تاريخ ٦٣٤ م...لاحضت ان الفرق بين ميلاد نبي الله عيسى والنبي محمد عليهم الصلاه والسلام ..توقيت صغير جدا ربما ست او سبع اجيال فقط
 
ويجب أن يدرس في المعاهد العسكريه والجامعات لقد كان البطل خالد ابن الوليد رضي الله عنه نجم الاسلام المضيئ حقق الله على يديه الفتوحات الاسلاميه الكبرى
حسب بعض طلبة الكليات العسكرية أن خطته رضي الله عنه في الإنسحاب من مؤتة تدرس للاستفادة منها في تكتيكات الإنسحاب
 
المميز في تلك الاحداث ان العرب المسلمين
كانو يحاربو على جبهتين ثقيلتين
الفرس شرقا والروم غربا في اوقات متقاربه ومع هذا تم تحطيم هذه الامبراطوريات باقل من عشر اعداد جيوشهم
مسيو نابليون انت وهتلر ياعم طير انت وياه
يااصحاب الجبهات المتعدده
انا اشهد يالوليد ابن المغيره انك انجبت رجلا لن تلد النساء مثله
 
(تعليقات )

الفكر الرائج لدينا قديماً ان قادة الروم يربطون جنودهم بالسلاسل حتى لا يفرون من المعركه

وهذا اعتقاد خاطيئ

بعد البحث وجدت ان هذا تقليد عسكري قديم لديهم فكان الجنود يربطون انفسهم طواعيه بدون اجبار وهو دليل على الشجاعه والثبات وان الجندي سوف يقاتل حتى ينتصر أو يموت

وكانو يتطوعون لفعل هذا الأمر ولا يفعله الا الشجعان منهم

-----------

- الروم كانو مقاتلين اشداء مجهزين بافضل الدروع والتروس والسيوف والرماح وحتى فرسانهم كانت مدرعه بعكس المسلمين

- كان الروم يقاتلون وفي اعتقادهم ان من يموت منهم وهو يقاتل هؤلاء العرب الوثنين بحسب اعتقادهم سوف يدخل الجنه (النصر أو الشهادة من منظورهم الديني)
فلم يقاتل العرب اشخاص جبناء او غير مدربين بل قاتلوا اشخاص اهل قتال وبأس وشجاعه وعقيدة وتجهيز عسكري متفوق.

- براعة قادة الروم ودهائهم جعلت العرب يجتعون كما ارادو في جيش واحد للقضاء على العرب المسلمين ولكن الله نصر عبادة وافشل خطة الروم الخطيرة والتي لو نجحت لاصبحنا نعيش اليوم في تاريخ أخر .

خالد بن الوليد قائد استثنائي فاستطاع ان يحول نقطة ضعفه الى قوة الى صالحه
نقطة ضعف المسلمين هي التدريع الخفيف ولكن خالد جعل هذا ميزة له

ايضاً خالد كان سريع التنقل من معركه الى اخرى فلا يكاد العدو يلتقط انفاسه من المعركه السابقة إلا وصبحهم او مساهم جيش خالد
فهو فعلا سيف الله المسلول - سيف سلة الله على الكافرين

سيف الله الذي يضرب به اعداءه

-----------

قيادة الجيوش باعداد كبيرة في زمن يخلو من التكنلوجيا أمر صعب للغاية ولا يجيده الا العباقرة فقط

سواء هذا القائد مسلم او كافر .. فقيادة الجيوش تحتاج قدرات قيادية استنثنائية فأي خلل يعني هلاك الجيش وخسارة الأرض وزوال دول وامبراطوريات

تقسيم الجيوش وتقسيم المهام ثم التحرك بخطة معدة مسبقاً بدون اي اختلال هو براعه لا يمكن وصفها

-------------

اقصى عدد قمت بقيادته هو قرابة 1300 شخص ومع وجود التكنلوجيا فالأمر ليس بالأمر السهل اطلاقاً ودائما افكر فيمن كان يقود جيوش بعشرات الالاف

فقيادة الجيش ليست أوامر فقط

بل يجب ان تراعي الحالة العامة لمن يتبعك .. تراعي الطقس - والتموين - والاحتياجات الخاصة لكل شخص - حزم مع رأفه - لا ترخي لهم ولا تشد عليهم - وغيرها الكثير من الامور الي يطول ذكرها



كل هذه الأمور تجعل القيادة أمر لا يجيده الا قله من الاشخاص

وكان خالد قائداً استنثنائياً في كل شيئ

-------------

عزل خالد

عندما عزل عمر بن الخطاب خالد اعلن للناس انه لم يعزلة الا بسبب واحد وهو انه يخاف ان يتكل الناس على خالد بدلاً من التوكل على الله وان تدب فيهم الفتنه فكان الجند يقولون ان كان خالد معنا فلن نهزم

كما ان خالد كان يترجل في المواقف فعند وجود فرصه مناسبة يتحرك بسرعه دون الرجوع للخليفه ابو بكر بينما عمر كان هو من يوجه الجيوش من المدينة المنورة ويحدد تحركاتها وهو ما لا يناسب طريقة خالد القيادية
والسبب انه بعد فتح العراق والشام توغل المسلمون في اراضي العدو كثيرا وخاف عمر على هلكة الجيش الاسلامي

رحم الله هؤلاء الابطال ونسال الله أن يعيد للأمه الاسلاميه مجدها
 
حسب بعض طلبة الكليات العسكرية أن خطته رضي الله عنه في الإنسحاب من مؤتة تدرس للاستفادة منها في تكتيكات الإنسحاب

اغلب معارك خالد يجب ان تدرس

من يقرأ تفاصيل المعارك واسلوب خالد سواء في حروب الردة او في العراق والشام يجد شيئ عجيب في خالد لا يجده في غيره
 
المميز في تلك الاحداث ان العرب المسلمين
كانو يحاربو على جبهتين ثقيلتين
الفرس شرقا والروم غربا في اوقات متقاربه ومع هذا تم تحطيم هذه الامبراطوريات باقل من عشر اعداد جيوشهم
مسيو نابليون انت وهتلر ياعم طير انت وياه
يااصحاب الجبهات المتعدده
انا اشهد يالوليد ابن المغيره انك انجبت رجلا لن تلد النساء مثله

العجيب نرى من يتغنى ببعض القادة العسكريين غير المسلمين رغم تمتعهم بموارد وقدرات كبيره تسمح لهم بالأنتصار المريح .
ويتجاهل إنجازات جيوش دولة الخلافة الراشدة التي كانت تعاني الفقر ومواجهة تمرد داخلي( حرب المرتدين ).
ومع ذلك أطاحت بأكبر قوتين في العالم وقتها الفرس والروم وسيطرت على قلب العالم القديم على قلة العدد والعدة ...

عتبي على المراكز والمجامع الإسلامية والعربية التي لاتعيد إنتاج وتوزيع أحداث التأريخ الإسلامي بشكل حديث
وسهل التداول فلا يوجد ملخصات ولا معلومات مصورة (إنفوجرافيك ) ولاحتى احياء لذكرى تلك المعارك ......
ويفترض بمنظمة التعاون الإسلامي أن تتولى ذلك الأمر .....

ثم أنظر كيف نهمش ونتجاهل عهد الذهب والفخر في دولة بني أمية التي دانت لها المشارق والمغارب وأصبحت تجاور الصين شرقاً وفرنسا غرباً .
وأزدهرت وأصبحت في مقدمة العالم في كل شيئ وكانت أعظم دولة على الأرض .....
مؤسف حالنا مع جذورنا العظيمة .
 
عودة
أعلى