معركة اليرموك معركة غيرت مسار التاريخ
معركة اليرموك هي إحدى المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام وقد وقعت في نهاية خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبداية خلافة الفاروق عمر بن الخطاب
ووقعت بين المسلمين والروم (الإمبراطورية البيزنطية) في العام الثالث عشر من الهجرة 634م تقريبا
معركة اليرموك سميت بهذا الاسم
نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، وهو وادي (اليرموك)
و"اليرموك: نهر ينبع من جبال حوران يجري قرب الحدود بين سوريا وفلسطين، وينحدر جنوباً ليصب في غور الأردن ثم في البحر الميت، وينتهي مصبه في جنوب الحولة
وقبل أن يلتقي بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلومتراً يوجد وادٍ فسيح تحيطه من الجهات الثلاث جبال مرتفعة بل شاهقة الارتفاع
ويقع في الجهة اليسرى لليرموك
الروم هم من اختار الموقع
أختار الروم الوادي لأنه المكان الذي يتسع لجيشهم الضخم اكثر من 240 الف مقاتل مائتين وأربعين ألف مقاتل تقريباً
وأما المسلمون فقد عبروا النهر إلى الجهة اليمنى، وضربوا معسكرهم هناك في وادٍ منبطح يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم
وبذلك أغلقوا الطريق أمام الجيش المزهو بعدده وعدته، فلم يعد للروم طريق يسلكونه
أو يفرون إذا اضطروا للفرار، لأن جيش المسلمين قد أخذ عليهم مسلكهم الوحيد
اسباب معركة اليرموك
بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم، تولي أبو بكر الصديق أمر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنذ بداية عهده واجه حروب الردة التي خاضها وانتصر فيها وتجلت فيها بطولة القائد الفذ الكبير خالد ابن الوليد رضي الله عنه
ولا غرابة فقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيف الله المسلول) رضي الله عنه
وكان لخالد بن الوليد سيف الله المسلول دورُه في إخماد هذه الفتنة، واستعادة هيبة الإسلام في صدور المتشكِّكين
وبعد أن نجح الخليفة الأول في توحيد الجزيرة العربية تحت سلطته تَطلَّع إلى تأمين حدود دولته الناشئة
خاصة تلك المتاخمة لدولتَي الفرس والروم
وبدأ أبو بكر الصديق في الفتوحات خارج الجزيرة العربية بعد أن اطمأن الخليفة الصدِّيق إلى الجبهة الداخلية
وأمر ربإرسال جيش قوامه 10 الاف إلى جنوب العراق بقيادة خالد ابن الوليد لمنع الإمبراطورية الفارسية من مهاجمة الدولة الاسلامية الحدييثة
والقضاء على قوَّتها المتنامية في مهدها
وكانت خطته تتلخَّص في تَقدُّم القائد البطل خالد بن الوليد بجيشه الى تحرير العراق من فارس ونشر الدعوة الاسلامية
وقد انتصر خالد بن الوليد في في 15 موقعة متتالية في ارض العراق
بعد انتصارات خالد بن الوليد الكبيرة بالعراق ومنع الفرس من تكوين قوات لمهاجمة المسلمين
الخليفة يتطلع لتحرير الشام وغزو الروم
بدأ الخليفة ابو بكر رضي الله عنه يتطلع لتحرير بلد الشلم من الاحتلال البيزنطي ونشر الدعوة الاسللامية هناك
ومقاتلة الروم بعد أن هاجموا جيش خالد بن سعيد بن العاص المُعسكر في أرض تيماء
قرر الخليفة تقسيم الجيش الاسلامي المتجهة لبلاد الشام إلى أربعة جيوش مختلفة ووجَّه كلا منها إلى منطقة مختلفة من بلاد الشام
1- الجيش الأول بقيادة شرحبيل بن حسنة الى الأردن
2- الجيش الثاني بقيادة يزيد بن أبي سفيان الى دمشق
3- الجيش الثالث بقيادة أبو عبيدة عامر بن الجراح إلى حمص
4- الجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص إلى فلسطين
وكانت الخطة أن تلك الجيوش تعمل مستقلة عن الأخرى من اجل تشتيت الروم وعدم توحدهم تحت راية واحدة إلا إذا كانت هناك حاجة للاجتماع
وصلت الجيوش الإسلامية الأربعة إلى بلاد الشام فوجدت جيوشاً ضخمة جداً للروم تم حشدها لمقاتلة الجيوش الإسلامية
قرر قادة الجيوش الانسحاب، واجتمعوا باليرموك ، وطلبوا من الخليفة المدد
فأمر الخليفة بتحرك خالد بن الوليد بنصف جيشه بالعراق، بالسير إليهم باليرموك
لما علِم الروم بتحركات المسلمين، اضطروا للتوحد أيضًا في جيش واحد بمحاذاة الجيوش الإسلامية على أرض اليرموك
وظلَّ الجيشان في حالة تحفُّز وترقُّب قرابة الشهرين
حتى خاف القواد المسلمون من فتور حماس الجند المسلمين ونفاد صبرهم، وقد تربَّص بهم الأعداء الذين يفوقونهم عددًا وعُدَّة
وكان الرأي هو طلب المدد من الخليفة الصديق، ولما وصلت الرسالة إلى الخليفة
وبعد استشارة مستشاريه رأى أن الموقف يتطلَّب تحويل القائد الصنديد خالد بن الوليد مع بعض جيشه من العراق إلى الشام
العبقرية العسكرية في شخصية خالد بن الوليد وعبور صحراء السماوة
ولما وصل الخبر الى خالد جهَّز خالد بن الوليد جيشه المكوَّن من الكتائب القوية مع بعض القادة المتميزين
مِثل القعقاع بن عمرو التميمي وضرار بن الخطاب وضرار بن الأزور وعاصم بن عمرو
وتألَّف الجيش من حوالي عشرة آلاف مقاتل، ولقد ظهرت عبقرية خالد العسكرية في اختيار الطريق إلى وادي اليرموك
فلقد اختار طريقًا وعرًا صحراويًّا غير واضح المعالم، تَندُر فيه مصادر المياه؛ لأنه كان حريصًا على أن يرتاد الطريق الخالي من الحاميات الموالية للروم غير الآهل بالمارة أو السكان
وذلك من أجل الإبقاء على سرية المدد، واستخدام عنصر المباغتة من الخلف لجيش العدو ومحدِثًا لهم الهلع والارتباك
ولقد خطب خالد في جيشه ليهوِّن عليهم مصاعب الطريق قائلاً لهم: "أيها المسلمون، لا تسمحوا للضعف أن يَدُب فيكم، ولا للوَهْن أن يُسيطر عليكم، واعلموا أن المعونة تأتي من الله على قدْرِ النيَّة، وأن الأجر والثواب على قدر المشقة، وأن المسلم ينبغي له ألا يَكترِث بشيء مهما عَظُم ما دام الله في عونه
وقد لبَّى الجنود نداء خالد قائلين له: أيها الأمير، أنت رجل قد جمع الله لك الخير، فافعل ما بدا لك وسِر بنا على بركة الله
وكان الطريق المختار هو طريق قراقره سوى، أرك، تدمر، القريتين، حوارين، مرج راهط، بصرى، وادي اليرموك
وقد استشار خالد دليلَه رافع بن عميرة في مشكلة المياه
فأشار عليه بأن على الجنود أن يحملوا ما استطاعوا من الماء معهم، أما الخيل فسوف يكون لها مصدر آخر من مصادر الشرب
فقد جاؤوا بعشرين من أعظم الجمال وأكثرها سِمنة، فمنعوها الماء حتى أَجهدها الظمأ
ثم عرضوا عليها الماء مرة ومرتين، حتى ارتوت وملأت أكراشها، ثم قُطِعت شفاهها؛ لئلا تجتر فتحوَّلت بطون الإبل بذلك إلى مستودعات هائلة للمياه
فإذا عطشت الخيل نُحِرت الإبل، فتشرب الخيل ما في بطون الإبل من الماء، ويأكل الجنود لحومها حتى يتقووا على جهد الطريق
ومضى الجيش المسلم يَخترِق الفيافي والصحراء مفضلاً السير في الليل والصباح الباكر
حيث الجو المعتدل من أجل توفير المستطاع من الماء، وأثناء الطريق كانت خبرة الدليل الجغرافي واضحة في مساعدة الجنود على ورود مصادر المياه
ليتزودوا منها أثناء تَرحالهم.
الاجتماع باركان الحرب
ما أن وصلت جيوش خالد إلى أرض اليرموك، حتى اجتمع خالد بن الوليد في مكان اسمه أجنادين مع أركان حرب الجيش الإسلامي المرابط بالشام
وهم يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة
وعقَد معهم جلسة طارئة في غرفة العمليات العسكرية، قال فيها لإخوانه:
إن عدد جنود العدو حوالي مائتين وأربعين ألفًا، وعدد جنودنا ستة وأربعون ألفًا
ولكن القرآن الكريم يقول:
﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
والنصر في الحروب لم يكن أبدًا لمن كَثُر عدده، بل كان لمن آمن بما يُقاتِل من أجله، وصدق النية، وصمَّم على النصر، وأعدَّ للأمر عدته.
وبعد أن أخذ خالد رأي كل أمير من أمراء الجيوش المسلمة
استقرَّ الرأي على أن تتوحَّد الجيوش الإسلامية تحت إمرة أمير واحد، خاصة بعد أن علم خالد بأن الجيوش الرومية قد توحَّدت تحت إمرة تيودورك
فأصبح من غير الحكمة أن تُقاتِل الجيوش الإسلامية المتفرِّقة جيشًا واحدًا منظَّمًا
وبحكمة بالغة وحتى لا يدع للشيطان مدخلاً في نفس أي من الأمراء فقد اقترح خالد بن الوليد أن تكون الإمارة الموحَّدة بالتناوب بين جميع الأمراء
بحيث يكون لخالد بن الوليد اليوم الأول، ثم يتولَّى الأمراء الآخرون، كل حسب دوره، وقد وافَق الجميع على هذا الاقتراح
ومن ثَمَّ شرع خالد بن الوليد في إعداد خُطَّة المعركة، وهو صاحب التجارب الناجحة في خوض حروب عديدة خارج الجزيرة العربية
وله خبرة بأساليب الدول الكبرى في المعارك، ويَمتلِك القدرة على التصرف السليم في المواقف الحرجة، والذي يؤدي دائمًا إلى تحقيق النصر.
خطة الحرب
كانت الخطة الموضوعة تقضي بتقسيم الجيش العربي المسلم إلى46 ستة وأربعين كردوسًا
كل كردوس يتألَّف 1000 من ألف مقاتل يتأمَّرهم أمير من أولي البأس
ثم قسَّم الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة
فأما القلب فيتكوَّن من خمسة عشر كردوسًا تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح
وأما الميمنة فتتألَّف من خمسة عشر كردوسًا، تحت إمرة عمرو بن العاص
ويُعاوِنه شرحبيل بن حسنة
وأما الميسرة، فتتكوَّن من عشرة كراديس بقيادة يزيد بن أبي سفيان
وأما بقية الكراديس فتكون احتياطًا في الساقة تحت قيادة عكرمة بن ابي جهل
وبهذا التنظيم البديع أظهر خالد بن الوليد براعته العسكرية التي جعلت الجيش العربي المسلم
يبدو أكثر عددًا، وأخفَّ حركة، وأكثر مرونة، وأقدر على الحركة بما يتلاءم مع سير المعركة.
أما خالد بن الوليد، فسيتولَّى القيادة من القلب
وستَصدر أوامر مباشرة إلى قواد القطع الرئيسية: القلب والجناحين والساقة
وقبل أن يبدأ الهجوم المُنتظَر من الروم جرت حملة تشجيعيَّة على الجبهة العربية الإسلامية، كان هدفُها الحث على الجِهاد والصبر وقوة الإرادة.
دهاء خطة خالد بالمعركة
كانت خطة خالد العسكرية هي انتظار الروم حتى يبدؤوا زحفَهم المتوقَّع
فإذا اقتحم فرسانهم خطوط المسلمين، أفسحوا لهم الطريق وتركوها تتوغَّل خلف خطوط الجيش الإسلامي
حيث تُقابِلها قوَّة احتياطية من فرسان المسلمين تُقابِلها وتقضي عليها
وبهذا تَحرِم مشاة الروم من فرسانها، وتتفرَّغ قوات المسلمين لملاقاة هؤلاء المشاة، وقد اختار خالد بن الوليد مواقع حصينة
بحيث تكون المدينة المنوَّرة خلفهم ليحتَفِظ بخطوط الإمدادات
بينما كان الروم يُرابِطون في موقع محصور بين سهل فسيح في منحنى نهر اليرموك
ومن خلفهم منخفض سحيق اسمه (واقوصة) تحيط به من ثلاث نواحٍ جبال بالغة الارتفاع، ولما قَدِم الروم إلى هذا المكان
تخطَّى جيش المسلمين النهرَ إلى الضفة اليمنى منه، فأصبح الروم محصورين بين الجبال ومن أمامهم الجيش الإسلامي
وفي فجر يوم الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 13هـ
بدأ الزحف الرومي، واخترق فرسان الروم خطوط المسلمين حسب خطة خالد
حيث أَعدَّ لهم قوَّةً احتياطيَّة من الفرسان، وحمل المسلمون على الروم حملة صادقة، وانقضَّ الفرسان المسلمون على فلول الروم كالصقور الغاضبة
فمن لم تحصده السيوف ابتلعه نهر اليرموك غريقًا، أو لاذ بالفرار باجتياز الخندق نحو الساحة
حيث طاردهم فرسان العرب، فقتلوا منهم الكثيرين، وقد كان هناك عدد كثير من مشاة الروم مقرنين في سلاسل كل عشرة في سلسلة واحدة
وقد أثقلت هذه السلاسل حركتَهم، خصوصًا إذا قُتِل أو جرح واحد منهم
وقد استمرَّت المعركة يومًا واحدًا، استطاع فيها الجيش العربي المسلم أن يسيطر على ساحة القتال
وهربت فرسان تيودورك وباتت مُشاته مكشوفة من دون حماية، فأصدر الأوامر لهم بالتقهقر إلى خلف الخندق
بيد أن خالد حال دون ذلك؛ حيث انقضَّ عليهم بفرسانه ومشاته فسحقهم بقوة.
وفي إحصاء للخسائر فقد كان عدد القتلى والجرحى من المسلمين حوالي ثلاثة آلاف
ولكن بالنسبة للجيش الرومي فقد كانت الخسائر كبيرة يَصعُب حصرها، وقد أبلغ المسؤولون عن الإحصاء خالد بن الوليد
أن ثمانين ألفًا من الروم سقطوا في الواقوصة خلف الخندق، كما قُتِل قائدهم العام تيودورك أخو هرقل
وهنا قال خالد بن الوليد: "الحمد الله الذي نصر عباده المؤمنين".
وفي أثناء المعركة حملت الرسل القادمة من المدينة أنباء وفاة خليفة المؤمنين أبي بكر الصديق ومبايعة المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ليكون الخليفة الثاني، ومع هذه الرسل جاء خطاب من عمر بن الخطاب إلى قيادة الجيش المُحارِب في اليرموك
يقضي بعزل خالد بن الوليد، وتولية أبي عبيدة بن الجراح قائدًا عامًّا للجيوش الإسلامية باليرموك
وقد أخفى خالد هذه الرسالة خوفًا على أفراد الجيش من الاضطراب
فلما انتهت المعركة بالنصر المبين دفع خالد بالرسالة إلى أبي عبيدة بكل تواضُع وإيثار، قائلاً له: "وأما الآن
فإنك أنت أميري وقائدي، وأنا لك الجندي الأمين.. سلني أُطِعك".
فما أكرمَ هذا الإنسانَ وهذا البطل! الذي عرف حدوده كبشر، وأنجز ما أنجز من بطولات وهو يخشى الله تعالى وحده لا شريك له
إن اسم البطل خالد بن الوليد قد دُوِّن في سجلات التاريخ البشري بمآثره في معركة اليرموك وغيرها
وذكراه تتصدَّر في قدرته على التخطيط والتنفيذ لمعركة غيَّرت وجه التاريخ
وحطَّمتْ أسطورة الدولة الكبرى التي لا تُقهَر
وارتفعت بالمقابل الدولة الإسلامية الشابَّة، واتَّسعت فأصبحت إمبراطورية أضاءت الحضارة بنور علومها لعشرة قرون متتالية.
وبعد معركة اليرموك أرسل خالد بن الوليد إنذارًا حربيًّا شديد اللهجة إلى كسرى عظيم الفرس
وقال له:
"أَسلِم تَسلَم، وإلا فقد جئتك بقوم يحرصون على الموت كما تَحرِصون أنتم على الحياة"
فلما وقع الإنذار في يد كسرى ارتعدت أعصابه، وأرسل إلى إمبراطور الصين يطلب منه المددَ والنجدة
فردَّ عليه قائلاً: يا كسرى، لا قِبَل لي بقوم لو أرادوا خلْع الجبال لخلعوها، رجال خافوا الله فخوَّف الله منهم كل شيء.
ثم انظر ماذا ترك هذا البطل خالد بن الوليد عند موته، إنه لم يترك إلا سيفَه الذي كان يُقاتِل به في سبيل الله، وفرسَه الذي كان يركبه غازيًا في سبيل الله
ثم ها هو يبكي على فراش الموت قائلاً:
"هأنذا أموت على فراشي، وما في جسدي قيد شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طَعْنة رمح أو رمية سَهْم في سبيل الله
أموت كالبعير، وكنت أتمنَّى أن أموت شهيدًا في سبيل الله، فلا نامت أعين الجبناء".
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]، صدق الله العظيم
معركة اليرموك هي إحدى المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام وقد وقعت في نهاية خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبداية خلافة الفاروق عمر بن الخطاب
ووقعت بين المسلمين والروم (الإمبراطورية البيزنطية) في العام الثالث عشر من الهجرة 634م تقريبا
معركة اليرموك سميت بهذا الاسم
نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، وهو وادي (اليرموك)
و"اليرموك: نهر ينبع من جبال حوران يجري قرب الحدود بين سوريا وفلسطين، وينحدر جنوباً ليصب في غور الأردن ثم في البحر الميت، وينتهي مصبه في جنوب الحولة
وقبل أن يلتقي بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلومتراً يوجد وادٍ فسيح تحيطه من الجهات الثلاث جبال مرتفعة بل شاهقة الارتفاع
ويقع في الجهة اليسرى لليرموك
الروم هم من اختار الموقع
أختار الروم الوادي لأنه المكان الذي يتسع لجيشهم الضخم اكثر من 240 الف مقاتل مائتين وأربعين ألف مقاتل تقريباً
وأما المسلمون فقد عبروا النهر إلى الجهة اليمنى، وضربوا معسكرهم هناك في وادٍ منبطح يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم
وبذلك أغلقوا الطريق أمام الجيش المزهو بعدده وعدته، فلم يعد للروم طريق يسلكونه
أو يفرون إذا اضطروا للفرار، لأن جيش المسلمين قد أخذ عليهم مسلكهم الوحيد
اسباب معركة اليرموك
بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم، تولي أبو بكر الصديق أمر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنذ بداية عهده واجه حروب الردة التي خاضها وانتصر فيها وتجلت فيها بطولة القائد الفذ الكبير خالد ابن الوليد رضي الله عنه
ولا غرابة فقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيف الله المسلول) رضي الله عنه
وكان لخالد بن الوليد سيف الله المسلول دورُه في إخماد هذه الفتنة، واستعادة هيبة الإسلام في صدور المتشكِّكين
وبعد أن نجح الخليفة الأول في توحيد الجزيرة العربية تحت سلطته تَطلَّع إلى تأمين حدود دولته الناشئة
خاصة تلك المتاخمة لدولتَي الفرس والروم
وبدأ أبو بكر الصديق في الفتوحات خارج الجزيرة العربية بعد أن اطمأن الخليفة الصدِّيق إلى الجبهة الداخلية
وأمر ربإرسال جيش قوامه 10 الاف إلى جنوب العراق بقيادة خالد ابن الوليد لمنع الإمبراطورية الفارسية من مهاجمة الدولة الاسلامية الحدييثة
والقضاء على قوَّتها المتنامية في مهدها
وكانت خطته تتلخَّص في تَقدُّم القائد البطل خالد بن الوليد بجيشه الى تحرير العراق من فارس ونشر الدعوة الاسلامية
وقد انتصر خالد بن الوليد في في 15 موقعة متتالية في ارض العراق
بعد انتصارات خالد بن الوليد الكبيرة بالعراق ومنع الفرس من تكوين قوات لمهاجمة المسلمين
الخليفة يتطلع لتحرير الشام وغزو الروم
بدأ الخليفة ابو بكر رضي الله عنه يتطلع لتحرير بلد الشلم من الاحتلال البيزنطي ونشر الدعوة الاسللامية هناك
ومقاتلة الروم بعد أن هاجموا جيش خالد بن سعيد بن العاص المُعسكر في أرض تيماء
قرر الخليفة تقسيم الجيش الاسلامي المتجهة لبلاد الشام إلى أربعة جيوش مختلفة ووجَّه كلا منها إلى منطقة مختلفة من بلاد الشام
1- الجيش الأول بقيادة شرحبيل بن حسنة الى الأردن
2- الجيش الثاني بقيادة يزيد بن أبي سفيان الى دمشق
3- الجيش الثالث بقيادة أبو عبيدة عامر بن الجراح إلى حمص
4- الجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص إلى فلسطين
وكانت الخطة أن تلك الجيوش تعمل مستقلة عن الأخرى من اجل تشتيت الروم وعدم توحدهم تحت راية واحدة إلا إذا كانت هناك حاجة للاجتماع
وصلت الجيوش الإسلامية الأربعة إلى بلاد الشام فوجدت جيوشاً ضخمة جداً للروم تم حشدها لمقاتلة الجيوش الإسلامية
قرر قادة الجيوش الانسحاب، واجتمعوا باليرموك ، وطلبوا من الخليفة المدد
فأمر الخليفة بتحرك خالد بن الوليد بنصف جيشه بالعراق، بالسير إليهم باليرموك
لما علِم الروم بتحركات المسلمين، اضطروا للتوحد أيضًا في جيش واحد بمحاذاة الجيوش الإسلامية على أرض اليرموك
وظلَّ الجيشان في حالة تحفُّز وترقُّب قرابة الشهرين
حتى خاف القواد المسلمون من فتور حماس الجند المسلمين ونفاد صبرهم، وقد تربَّص بهم الأعداء الذين يفوقونهم عددًا وعُدَّة
وكان الرأي هو طلب المدد من الخليفة الصديق، ولما وصلت الرسالة إلى الخليفة
وبعد استشارة مستشاريه رأى أن الموقف يتطلَّب تحويل القائد الصنديد خالد بن الوليد مع بعض جيشه من العراق إلى الشام
العبقرية العسكرية في شخصية خالد بن الوليد وعبور صحراء السماوة
ولما وصل الخبر الى خالد جهَّز خالد بن الوليد جيشه المكوَّن من الكتائب القوية مع بعض القادة المتميزين
مِثل القعقاع بن عمرو التميمي وضرار بن الخطاب وضرار بن الأزور وعاصم بن عمرو
وتألَّف الجيش من حوالي عشرة آلاف مقاتل، ولقد ظهرت عبقرية خالد العسكرية في اختيار الطريق إلى وادي اليرموك
فلقد اختار طريقًا وعرًا صحراويًّا غير واضح المعالم، تَندُر فيه مصادر المياه؛ لأنه كان حريصًا على أن يرتاد الطريق الخالي من الحاميات الموالية للروم غير الآهل بالمارة أو السكان
وذلك من أجل الإبقاء على سرية المدد، واستخدام عنصر المباغتة من الخلف لجيش العدو ومحدِثًا لهم الهلع والارتباك
ولقد خطب خالد في جيشه ليهوِّن عليهم مصاعب الطريق قائلاً لهم: "أيها المسلمون، لا تسمحوا للضعف أن يَدُب فيكم، ولا للوَهْن أن يُسيطر عليكم، واعلموا أن المعونة تأتي من الله على قدْرِ النيَّة، وأن الأجر والثواب على قدر المشقة، وأن المسلم ينبغي له ألا يَكترِث بشيء مهما عَظُم ما دام الله في عونه
وقد لبَّى الجنود نداء خالد قائلين له: أيها الأمير، أنت رجل قد جمع الله لك الخير، فافعل ما بدا لك وسِر بنا على بركة الله
وكان الطريق المختار هو طريق قراقره سوى، أرك، تدمر، القريتين، حوارين، مرج راهط، بصرى، وادي اليرموك
وقد استشار خالد دليلَه رافع بن عميرة في مشكلة المياه
فأشار عليه بأن على الجنود أن يحملوا ما استطاعوا من الماء معهم، أما الخيل فسوف يكون لها مصدر آخر من مصادر الشرب
فقد جاؤوا بعشرين من أعظم الجمال وأكثرها سِمنة، فمنعوها الماء حتى أَجهدها الظمأ
ثم عرضوا عليها الماء مرة ومرتين، حتى ارتوت وملأت أكراشها، ثم قُطِعت شفاهها؛ لئلا تجتر فتحوَّلت بطون الإبل بذلك إلى مستودعات هائلة للمياه
فإذا عطشت الخيل نُحِرت الإبل، فتشرب الخيل ما في بطون الإبل من الماء، ويأكل الجنود لحومها حتى يتقووا على جهد الطريق
ومضى الجيش المسلم يَخترِق الفيافي والصحراء مفضلاً السير في الليل والصباح الباكر
حيث الجو المعتدل من أجل توفير المستطاع من الماء، وأثناء الطريق كانت خبرة الدليل الجغرافي واضحة في مساعدة الجنود على ورود مصادر المياه
ليتزودوا منها أثناء تَرحالهم.
الاجتماع باركان الحرب
ما أن وصلت جيوش خالد إلى أرض اليرموك، حتى اجتمع خالد بن الوليد في مكان اسمه أجنادين مع أركان حرب الجيش الإسلامي المرابط بالشام
وهم يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة
وعقَد معهم جلسة طارئة في غرفة العمليات العسكرية، قال فيها لإخوانه:
إن عدد جنود العدو حوالي مائتين وأربعين ألفًا، وعدد جنودنا ستة وأربعون ألفًا
ولكن القرآن الكريم يقول:
﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
والنصر في الحروب لم يكن أبدًا لمن كَثُر عدده، بل كان لمن آمن بما يُقاتِل من أجله، وصدق النية، وصمَّم على النصر، وأعدَّ للأمر عدته.
وبعد أن أخذ خالد رأي كل أمير من أمراء الجيوش المسلمة
استقرَّ الرأي على أن تتوحَّد الجيوش الإسلامية تحت إمرة أمير واحد، خاصة بعد أن علم خالد بأن الجيوش الرومية قد توحَّدت تحت إمرة تيودورك
فأصبح من غير الحكمة أن تُقاتِل الجيوش الإسلامية المتفرِّقة جيشًا واحدًا منظَّمًا
وبحكمة بالغة وحتى لا يدع للشيطان مدخلاً في نفس أي من الأمراء فقد اقترح خالد بن الوليد أن تكون الإمارة الموحَّدة بالتناوب بين جميع الأمراء
بحيث يكون لخالد بن الوليد اليوم الأول، ثم يتولَّى الأمراء الآخرون، كل حسب دوره، وقد وافَق الجميع على هذا الاقتراح
ومن ثَمَّ شرع خالد بن الوليد في إعداد خُطَّة المعركة، وهو صاحب التجارب الناجحة في خوض حروب عديدة خارج الجزيرة العربية
وله خبرة بأساليب الدول الكبرى في المعارك، ويَمتلِك القدرة على التصرف السليم في المواقف الحرجة، والذي يؤدي دائمًا إلى تحقيق النصر.
خطة الحرب
كانت الخطة الموضوعة تقضي بتقسيم الجيش العربي المسلم إلى46 ستة وأربعين كردوسًا
كل كردوس يتألَّف 1000 من ألف مقاتل يتأمَّرهم أمير من أولي البأس
ثم قسَّم الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة
فأما القلب فيتكوَّن من خمسة عشر كردوسًا تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح
وأما الميمنة فتتألَّف من خمسة عشر كردوسًا، تحت إمرة عمرو بن العاص
ويُعاوِنه شرحبيل بن حسنة
وأما الميسرة، فتتكوَّن من عشرة كراديس بقيادة يزيد بن أبي سفيان
وأما بقية الكراديس فتكون احتياطًا في الساقة تحت قيادة عكرمة بن ابي جهل
وبهذا التنظيم البديع أظهر خالد بن الوليد براعته العسكرية التي جعلت الجيش العربي المسلم
يبدو أكثر عددًا، وأخفَّ حركة، وأكثر مرونة، وأقدر على الحركة بما يتلاءم مع سير المعركة.
أما خالد بن الوليد، فسيتولَّى القيادة من القلب
وستَصدر أوامر مباشرة إلى قواد القطع الرئيسية: القلب والجناحين والساقة
وقبل أن يبدأ الهجوم المُنتظَر من الروم جرت حملة تشجيعيَّة على الجبهة العربية الإسلامية، كان هدفُها الحث على الجِهاد والصبر وقوة الإرادة.
دهاء خطة خالد بالمعركة
كانت خطة خالد العسكرية هي انتظار الروم حتى يبدؤوا زحفَهم المتوقَّع
فإذا اقتحم فرسانهم خطوط المسلمين، أفسحوا لهم الطريق وتركوها تتوغَّل خلف خطوط الجيش الإسلامي
حيث تُقابِلها قوَّة احتياطية من فرسان المسلمين تُقابِلها وتقضي عليها
وبهذا تَحرِم مشاة الروم من فرسانها، وتتفرَّغ قوات المسلمين لملاقاة هؤلاء المشاة، وقد اختار خالد بن الوليد مواقع حصينة
بحيث تكون المدينة المنوَّرة خلفهم ليحتَفِظ بخطوط الإمدادات
بينما كان الروم يُرابِطون في موقع محصور بين سهل فسيح في منحنى نهر اليرموك
ومن خلفهم منخفض سحيق اسمه (واقوصة) تحيط به من ثلاث نواحٍ جبال بالغة الارتفاع، ولما قَدِم الروم إلى هذا المكان
تخطَّى جيش المسلمين النهرَ إلى الضفة اليمنى منه، فأصبح الروم محصورين بين الجبال ومن أمامهم الجيش الإسلامي
وفي فجر يوم الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 13هـ
بدأ الزحف الرومي، واخترق فرسان الروم خطوط المسلمين حسب خطة خالد
حيث أَعدَّ لهم قوَّةً احتياطيَّة من الفرسان، وحمل المسلمون على الروم حملة صادقة، وانقضَّ الفرسان المسلمون على فلول الروم كالصقور الغاضبة
فمن لم تحصده السيوف ابتلعه نهر اليرموك غريقًا، أو لاذ بالفرار باجتياز الخندق نحو الساحة
حيث طاردهم فرسان العرب، فقتلوا منهم الكثيرين، وقد كان هناك عدد كثير من مشاة الروم مقرنين في سلاسل كل عشرة في سلسلة واحدة
وقد أثقلت هذه السلاسل حركتَهم، خصوصًا إذا قُتِل أو جرح واحد منهم
وقد استمرَّت المعركة يومًا واحدًا، استطاع فيها الجيش العربي المسلم أن يسيطر على ساحة القتال
وهربت فرسان تيودورك وباتت مُشاته مكشوفة من دون حماية، فأصدر الأوامر لهم بالتقهقر إلى خلف الخندق
بيد أن خالد حال دون ذلك؛ حيث انقضَّ عليهم بفرسانه ومشاته فسحقهم بقوة.
وفي إحصاء للخسائر فقد كان عدد القتلى والجرحى من المسلمين حوالي ثلاثة آلاف
ولكن بالنسبة للجيش الرومي فقد كانت الخسائر كبيرة يَصعُب حصرها، وقد أبلغ المسؤولون عن الإحصاء خالد بن الوليد
أن ثمانين ألفًا من الروم سقطوا في الواقوصة خلف الخندق، كما قُتِل قائدهم العام تيودورك أخو هرقل
وهنا قال خالد بن الوليد: "الحمد الله الذي نصر عباده المؤمنين".
وفي أثناء المعركة حملت الرسل القادمة من المدينة أنباء وفاة خليفة المؤمنين أبي بكر الصديق ومبايعة المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ليكون الخليفة الثاني، ومع هذه الرسل جاء خطاب من عمر بن الخطاب إلى قيادة الجيش المُحارِب في اليرموك
يقضي بعزل خالد بن الوليد، وتولية أبي عبيدة بن الجراح قائدًا عامًّا للجيوش الإسلامية باليرموك
وقد أخفى خالد هذه الرسالة خوفًا على أفراد الجيش من الاضطراب
فلما انتهت المعركة بالنصر المبين دفع خالد بالرسالة إلى أبي عبيدة بكل تواضُع وإيثار، قائلاً له: "وأما الآن
فإنك أنت أميري وقائدي، وأنا لك الجندي الأمين.. سلني أُطِعك".
فما أكرمَ هذا الإنسانَ وهذا البطل! الذي عرف حدوده كبشر، وأنجز ما أنجز من بطولات وهو يخشى الله تعالى وحده لا شريك له
إن اسم البطل خالد بن الوليد قد دُوِّن في سجلات التاريخ البشري بمآثره في معركة اليرموك وغيرها
وذكراه تتصدَّر في قدرته على التخطيط والتنفيذ لمعركة غيَّرت وجه التاريخ
وحطَّمتْ أسطورة الدولة الكبرى التي لا تُقهَر
وارتفعت بالمقابل الدولة الإسلامية الشابَّة، واتَّسعت فأصبحت إمبراطورية أضاءت الحضارة بنور علومها لعشرة قرون متتالية.
وبعد معركة اليرموك أرسل خالد بن الوليد إنذارًا حربيًّا شديد اللهجة إلى كسرى عظيم الفرس
وقال له:
"أَسلِم تَسلَم، وإلا فقد جئتك بقوم يحرصون على الموت كما تَحرِصون أنتم على الحياة"
فلما وقع الإنذار في يد كسرى ارتعدت أعصابه، وأرسل إلى إمبراطور الصين يطلب منه المددَ والنجدة
فردَّ عليه قائلاً: يا كسرى، لا قِبَل لي بقوم لو أرادوا خلْع الجبال لخلعوها، رجال خافوا الله فخوَّف الله منهم كل شيء.
ثم انظر ماذا ترك هذا البطل خالد بن الوليد عند موته، إنه لم يترك إلا سيفَه الذي كان يُقاتِل به في سبيل الله، وفرسَه الذي كان يركبه غازيًا في سبيل الله
ثم ها هو يبكي على فراش الموت قائلاً:
"هأنذا أموت على فراشي، وما في جسدي قيد شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طَعْنة رمح أو رمية سَهْم في سبيل الله
أموت كالبعير، وكنت أتمنَّى أن أموت شهيدًا في سبيل الله، فلا نامت أعين الجبناء".
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]، صدق الله العظيم