عليك من نفسك
عليك بنفسك واصلحها ومالك علاقة بالاخرين.
وفر نصائحك لنفسك.
لانك بالغ عاقل ومسؤول عن نفسك
أخي العزيز أنت تكرر كثيرا في كلامك من الدعوة إلى 'الفردية' وعدم التطرق إلى 'الجماعية' وهذا قفز وتعالي على حقائق علم الإجتماع كله،
فالإنسان بطبيعته فردي وجماعي،
والإسلام أتى ولم يقفز على هذه الحقيقة العلمية في تشريعاته وأوامره،
فجعل الطاعات كالصلاة والصدقة والزكاة وتبادل السلام والتحايا ضمن الإطار 'الجماعي'
وأمر أن تكون المعاصي وكل مايعبر عن الشهوانية الغير منضبطة أخلاقيا ضمن الإطار 'الفردي الخاص'
لأنه لايصلح أن تربي الأطفال على مناظر بشعة،
أو تخلق جو يسهل عملية الإنفلات المدمر للمجتمعات والدول،
لذلك نقول لكل من ابتلي بمعصية،
'استتر' اذا كنت لابد فاعل = فردية
وسلم على من عرفت ومن لاتعرف = جماعية
مشكلة العلمانيين أنهم يريدون أن تعلو 'الفردية' على 'الجماعية'
وهذا طريق نهايته الفشل لأنه ضد طبيعة البشر والمجتمعات،
لا يمكن أن تأمر المسلم بالاهتمام ب'الخلاص الفردي'
عبر اهتمامه بشؤون دينه بعيدا عن الآخرين،
بينما طبيعته البشرية وعقيدته الدينية تحركانه للعمل الجماعي !!!؟؟؟
أنت ترى الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر البلدان علمانية معتدلة وهادئة،
لكن كل قدرات البلد هذا في منطقتنا تم اختطافها وتجييرها لصالح مجموعة من الصهاينة المحتلين وداعميهم من البروتستانت الصهاينة المتطرفين،
الذين يحملون أفكار ظلامية محرفة لاتصلح حتى في فترة ماقبل ميلاد المسيح،
وهذا يبين لك كيف أن طبيعة الروح الفردية لم تستطع إلغاء الروح الجماعية التوجيهيه المتطرفة أحيانا،
حتى في أقوى الدول حرية وانفتاح وعلمانية،
كل البلدان العربية التي اتبعت العلمانية لعقود لم تستطع فرض الفردية والخلاص الفردي على أي مجتمع،
حتى أشد هذه البلدان تطرفاً في العلمانية،
لذلك الاستمرار في الدعوة الى 'الفردية'
و 'اهتم بنفسك' و 'لاعليك الا من نفسك'
هي دعوة مهزومة حتى بدون مقاومة من المجتمعات،
لأنها أساسا ضد طبيعة البشر الذين يمارسون حياتهم بين الفردية والجماعية،
ويحبون أن يروا مايعتقدون به من مثل عليا
وقيم إنسانية حسنة
والرغبة في العيش ضمن جو صحي ونظيف،
ماثلاً أمامهم في الواقع المعاش ويعيشون ضمن إطاره،
لأن أعلى درجات الاستقرار أن تعيش ضمن إطار ماتعتقد أنه الكمال والإحسان والسلام،
والمجتمعات المسلمة ترى ذلك في الاسلام،
ومن ذلك كله تأسس علم الإجتماع وعلوم الأديان