- الفترة مابين 1979 – 1985 : فى المقال المنشور بجريدة الاندبندنت البريطانية لعدد 31 يناير فى عام 1991 ذكر المحلل جون أيزنهامر فى مقاله الشهير "أزمة فى حرب الخليج" انه وفى هذه الفترة الشركة الألمانية العريقة " Messerschmitt-Bِlkow-Blohm " أو ما يطلق عليها أختصارا ال (MBB) مثلت جزءا كبيرا وهاما من مشروع صاروخ الكندور و قامت بمساعدة الأرجنتين و مصر والعراق و رومانيا فى تطوير مشروع يصل مداه الى 600 ميل (حوالى 965 كيلو متر) . وبعد عام 1985 أسس خبراء وتقنيون ال (MBB) شركة أخرى أطلق عليها مجموعة ال (Consen) لتقوم بنفس العمل من مقرها بسويسرا.
- الفترة مابين 1983 – 1988 : مقال الكاتب الصينى " Guoji Wenti Yanjiu " بعنوان "Journal Discusses Spread Of Missile Technology" , المنشور فى 25 أكتوبر 1990 ذكر أن العديد من الدول الغربية (فرنسا , ايطاليا و ألمانيا) نقلت فى هذه الفترة تكنولوجيا صناعة الصواريخ للأرجنتين , تلك المبيعات التى عززت سبل التعاون الأرجنتينى المثمر فى تطوير مشروع صاروخ "الكوندور- 2" مع مصر والعراق.
- 15 فبراير 1984 : ذكر الباحث " William E. Burrows" فى كتابه " Critical mass: the dangerous race for superweapons in a fragmenting world" والمنشور فى عام 1994 , أن الحكومة المصرية قد وقعت عقدا فى هذا التاريخ مع شركة " Switzerland's Institute for Advanced Technology " او التى يطلق عليها أختصارا ال (IFAT) لتصميم وتسليم مصنع لمحركات الصواريخ , بالأضافة الى وضع تصميم وتطوير مشروع نظام صواريخ تقليدية.
- مطلع عام 1984 : فى مقال بجريدة لوس انجليس تايمز بعنوان " Honeywell factor in Iraq bomb " فى عددها الصادر بتاريخ 61 ديسمبر 1990 ذكر الكاتب الصحفى " Douglas Frantz" أن وزارة الدفاع المصرية حاولت فى تلك الفترة شراء عدد 9000 قنبلة تفجير غازى من الولايات المتحدة الأمريكية بداعى أستخدام تلك القنابل فى أزالة حقول الألغام المنتشرة بصحراء مصر الغربية منذ زمن الحرب العالمية الثانية. ورفض الأمريكان هذا الطلب كالعادة.
- مارس 1984 : وكما ذكر الكاتب "ALAN GEORGE " فى مقال بعنوان " Honeywell Implicated in FAE Work " فى جريدة ال " Flight International " بعددها المنشور فى 12 ديسمبر 1990 , أن فرع ال " UK" لشركة " Honeywell " قد وقع عقد بقيمة 200 مليون دولار مع الشركة السويسرية " IFAT" للقيام بدراسة حول قنابل التفجير الغازى "FAE" لصالح وزارة الدفاع المصرية, و قد تم جزء من العمل فى بريطانيا والجزء الأخر فى مينوبوليس بأمريكا, ويذكر التقرير انه هذه الدراسة جزء من مشروع لتطوير قنابل تفجير غازى كرؤوس حربية لصواريخ باليستية , وان هذه الدراسة تم الأنتهاء منها كاملة فى عام 1985. و عند توقيع هذا العقد كانت شركة " IFAT" مرتبطة مع مصر فى تقديم التكنولوجيا اللازمة لمشروع الكوندور-2 والذى تقوم بتطويره بالتعاون مع الأرجنتين والعراق , كيفن سميث خبير الفضاء الأنجليزى والأستشارى لكلا الشركتين " IFAT" و " Honeywell " قام بتقديم تقريرين للشركة البريطانية بتاريخى 9 اكتوبر و 14 نوفمبر يحملوا خصائص رؤوس قنابل التفجير الغازى والتى كانت تزن 400 كجم و بحجم نصف متر مكعب وفى شكل أسطوانى دائرى. وكان التقرير النهائى لشركة " Honeywell" يحتوى على تفاصيل تتضمن دراسات أختبار 20 نوع مختلف من الوقود وكذلك الدراسة فى باب مفصل عن التأثير الأنفجارى لتلك الرؤوس الحربية أو ما يسمى بال "blast effects " وأيضا القابلية المختلفة للأهداف و مدى دقة تلك الرؤوس الحربية. وفى المذكرة الخاصة التى كتبها بيكمان أحد كبار الموظفين الرسميين لشركة " Honeywell " أكد على أن المصريين يطورون صاروخا باليستيا تبلغ دقته 0,1 % من مداه لأصابة الأهداف الثابتة عالية القيمة و الأثر مثل المدن , الموانى , مصافى البترول والمطارات و القواعد العسكرية. و أن مشروع الصاروخ يتم تمويله بواسطة المملكة العربية السعودية (لم يكن العراق قد ظهر فى الصورة بعد). وبعد عام كامل من تسليم هذا التقرير لمصر بدأت شركة " IFAT" وبطريقة مباشرة فى أقامة مشروع الكوندور-2 فى العراق.
- أواخر عام 1984 : أكدت العديد من الصحف والتقارير الغربية فى مطلع ومنتصف التسعينات على أن العراق وافق فى تلك الفترة على الأشتراك فى مشروع صاروخ الكوندور-2 بشرط ان يتمكن هذا الصاروخ من الوصول الى مدى يمثل خمسة أضعاف أكبر مدى أخية الأكبر "الكوندور -1" والذى كان حوالى 150 كم. ومن ثم فيعتقد انه يمكن أستخدام صاروخ الكوندور -1 كمرحلة ثانية من صاروخ أكبر يحمل مرحلة أولى من الوقود السائل لتحقيق المدى المطلوب. ولكن ذلك كان سيتطلب الحصول على تكنولوجيا تجذب أنتباه و أنظار الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للعراق. ولهذا السبب أقترح العراق فى حينها أستخدام مصر -والتى بدأت الأشتراك فى المشروع من قبل- كوسيط بين العراق والأرجنتين. فى المقابل سيقوم العراق بنقل تمويله للمشروع الأرجنتينى عبر مصر للحصول على بعض الأجزاء من مخازن المصنع الأرجنتينى بالأضافة الى المساعدة فى بناء قدرة تصنيع محلية للصواريخ بالعراق. وتضمنت تلك التقارير أيضا أهتمام المملكة العربية السعودية بالمشروع الضخم و يعتقد انه تم أضافة مبلغ مليار دولار فى حساب سرى بأحد البنوك السويسرية لصالح المشروع. وذكرت نفس التقارير رغبة السعوديين فى تدعيم قدراتهم الصاروخية لتصبح قادرة على بلوغ أسرائيل و أعدائهم فى أيران.
وكان نتيجة لتدفق أموال هذا المشروع ومن الدلائل الكبيرة على ضخامته أن الشركة الألمانية (MBB) قامت فى تلك الفترة و بأستخدام الأموال العربية بصرف العديد من الحوافز الأضافية لموظيفها, كما قامت شراء العديد من مستلزمات صناعة الصواريخ بأسعار أعلى كثيرا من قيمتها السوقية.
- أكتوبر 1984 : وطبقا لتقارير " US News & World Report" المنشورة فى عام 1988, قام وفد مصرى بالتوقيع مع بيونيوس أيرس ممثلا للجانب العراقى على أتفاق لبدء مشروع ال 3,2 بليون دولار لتطوير صاروخ الكوندور -2 و نسختهما الخاصة صاروخ البدر- 2000 . وستكون الشركة الألمانية " MBB " هى المورد الرئيسى لتكنولوجيا المشروع من تقديم التصميم و والمساعدة فى التخطيط بالأضافة الى المحاكاة المعملية ونظم ومعدات قيادة وتوجيه الصاروخ. وكان بموجب الأتفاق ستحصل كل دولة من الدولتين على عدد 200 صاروخ بالأضافة الى مصنع انتاج للصاروخ فى كل بلد يمكنهم من تصنيع وحدات أخرى أضافية. وكان الدافع الذى حفز مصر للأهتمام بالمشروع فى الأساس هو التقاريرعن أنتاج أسرائيل لصاروخ جيريكو-2 والذى يبلغ مداه 750 كم.
- 14 ديسمبر 1984 : فى عام 1992 ذكر فى ال "Planeta " الأرجنتينية والتى كانت مهتمة بنشر عدة تقارير عن مشروع الكوندور-2 أنه : تم فى هذا التاريخ توقيع عقود مابين رسميين مصريين و أرجنتينيين لم تذكر أسمائهم صراحة. ولا أى تفاصيل عن هذا العقود سوى هذه الجملة المبهمة "contracts that advance the Condor project" أى العقود التى سوف تدفع وتطور مشروع الكوندور.
- 1985: فى عدد 21 أبريل سنة 1989 من مجلة " Latin American Markets" بمقال بعنوان " Argentina: Will Condor II fly ؟" ورد أن مصر و الأرجنتين بدءا جهودهما معا لأنتاج صاروخ الكوندور- 2 والذى سيبلغ مداه 1000 كم وحمولته القصوى 700 كجم.
- 1985 : ذكر فى مقالات صحف ودور نشر أرجنتينية عديدة خلال فترة التسعينات بدءا من عام 1992 مثل : " Planeta" و " Ediciَn CERIR" و " Ediciones Letra Buena" أن الرئيس الأرجنتينى السابق " Alfonsin" قد قام فى هذا التاريخ بتوقيع مرسوما سريا " Decree 604 " والذى يتضمن تفاصيل الصفقة التى تمت مع مصر. وهو فى نفس الوقت يقنن رسميا العقد الذى تم توقيعه. وتذكر التقارير أيضا أن وزراء الأقتصاد " Juan Sourrouille" و الخارجية " Dante Caputo" والدفاع " Raْul Borras" قد وقعوا جميعا على نفس المرسوم. وأنه طبقا لهذا الأتفاق ستقوم الأرجنتين بتوريد عدد 44 محرك صاروخى بالأضافة الى 4 محركات اختبارية أخرى لمصر. و أعتبر المرسوم فى سياقه كلا من صاروخى الكوندور-1 والكوندور-2 جزءا من الخطة الفضائية لأطلاق أقمار صناعية الخاصة بالقوات الجوية الأرجنتينية.
- 1985 : فى مقاله بجريدة الأندبندت البريطانية بعدد 31 يناير لعام 1991 ذكر الكاتب والمحلل " John Eisenhammer" أن العديد من تقنيين وخبراء الشركة الألمانية (MBB) قد قاموا بتأسيس شركة جديدة أطلق عليها أسم " Consen Group " بمقرها بسويسرا لتقوم بالعمل على مشروع صاروخ الكوندور-2.
- الفترة ما بين 1985 – 1988 : فى مقال للكاتب " Ilona Henry" بجريدة الجوريزالم بوست فى عددها بتاريخ 24 أبريل 1989 . ورد أنه وفى أطار مساعدة الشركة الألمانية (MBB) مصر فى أنتاج صواريخ باليستية (ذكر الكاتب حينها ان مداها حوالى 120 كم) . قد تم شحن معدات تقنية ومعامل "laboratory equipment" عن طريق البحر الى مصر.
- الفترة ما بين 1985 – 1988 : فى عام 1992 ذكر فى مقال أخر نشر بال "Planeta " الأرجنتينية, أنه وفى هذه الفترة قد تم شحن عدد 12 محرك صاروخى يعمل بالوقود الصلب الى مصر.
وبالدراسة المتأنية لتلك المصادر الصحفية التى تتحدث عن بدايات هذا المشروع العملاق والخطوات والعقود والأتفاقات التى تمت فى سرية خلال فترة تمتد من عام 1979 وصولا لعام 1985 الذى شهد مرحلة شحن محركات الصواريخ من الأرجنتين ألى مصر, و بربط هذا بقصة هذا المشروع كما اعلنت على وسائل الأعلام المصرية مؤخرا على لسان لواء أركان حرب : حسام سويلم فى ذكرى تأبين العقل المصرى المفكر والمدبر لهذا المشروع, نستطيع أن نستخلص عدة نقاط هامة تساعد فى كشف الغموض والسرية التى احاطته مع تأكيد وأظهار للحقائق المعلنة رسميا من قبل مصر مؤخرا :
أولا : أهم ما يلفت الأنتباه ان جميع هذه التقارير الصحفية عن تلك الحقبة لم تظهر سوى بعدها بعدة سنوات فى فترة التسعينات, وبعد انكشاف الأمر ومحاكمة المهندسين والخبراء الأمريكيين المتورطين فى قضية تهريب الكاربون-كاربون.
ثانيا : تلك الفترة والأحداث تتطابق مع ما ذكر فى تصريح حسام سويلم عن الدورة التى حضرها حسام خيرت ولقائه بالعالم الألمانى و تعيين حسام خيرت رئيساً لفرع البحوث والمشروعات الخاصة بوزارة الدفاع بدءا من عام 1981, ويتضح أيضا تاريخ العقد (1984) الذى تم توقيعه مع الشركة الألمانية عملاق صناعة الصواريخ بالعالم وهو العام نفسه الذى تم تعيين حسام خيرت مديرا للمشروع المصرى مع الثمانية مهندسين المصريين والذى كان مقره فى مونت كارلو بفرنسا حتى قبل ان يتم التعاقد مع الحكومة الأرجنتينية أو ظهور العراق فى الصورة.
رابعا : العقود المهمة التى تم توقيعها فى مطلع عام 1984 مع شركة " IFAT" لتصميم وتسليم مصنع لمحركات الصواريخ و شركة " Honeywell" وبوساطة شركة " IFAT" لتصميم الرؤوس الحربية (قنابل التفجير الغازى). يوضح مدى التخطيط الدقيق المسبق لجميع مراحل المشروع وصولا الى تصميم الرؤوس الحربية نفسها. والوجود الحالى للقنابل المصرية نصر 1000 و نصر 9000 التى يتم قصفها من الطائرات الحربية يؤكد نجاح تصنيع تلك التكنولوجيا المتقدمة بمصانعنا الحربية فى مصر.
خامسا : أستخدام مصر وسائل أستخباراتية عالية للتعتيم على المشروع سواء بأستخدام واجهات من شركات كالIFAT و ال "CONSEN GROUP" لنقل تكنولوجيا شركات كبرى كال" Honeywell" و ال"MMB" أو التضليل و الضبابية حول مدى الصاروخ الذى كان يعتقد ان مداه لن يتعدى ال 120 كم. أو حتى الشريك الثالث الذى سيقوم بالتمويل و ماتم الحديث عنه عن وضع المملكة العربية السعودية لمبلغ مليار دولار فى احد البنوك بسويسرا مقر شركة ال " CONSEN GROUP ".
سادسا : وجود عدة مكاتب للمشروع المصرى فى مونت كارلو والارجنتين وفرنسا وسويسرا والعمل فى عدة محاور فى نفس الوقت لنقل وتوفير التكنولوجيا اللازمة من عدة مصادر ساعد فى عملية التضليل الأستخباراتية وبالتأكيد سيمكن من تحقيق تقدم متسارع فى المشروع بعيد عن أعين أمريكا و أسرائيل المتحفزة.
سابعا : بعد التقارير التى تحدثت عن دخول العراق المشروع فى اواخر عام 1984 وتخصيصها مبلغ 3,2 بليون دولار و تفضيل العراق عدم الظهور فى الصورة بل وان العقد مع الأرجنتين تم توقيعه عن طريق الوفد المصرى. وهذا يؤكد ان التمويل المادى لم يكن يشكل اى عائق فى تسارع وتطور هذا المشروع. وهو يتماشى مع ما ذكر فى وسائل الأعلام المصرية مؤخرا. عن لقاء حسام خيرت مع خبير الصواريخ العراقى عامر السعدى. و إقناع المشير أبوغزالة للرئيس العراقى الأسبق صدام حسين بمشاركة مصر بالتمويل فى هذا المشروع، على أن يحصل العراق على المصنع نفسه والتكنولوجيا التى ستحصل عليها مصر.
ثامنا : أصبح من المؤكد أنه وخلال الفترة من 1985 وحتى عام 1988 تم شحن العديد من الشحنات البحرية لمصر من الشركات الأوربية والمصانع الأرجنتينية لمعدات ومعامل و أجزاء صواريخ خاصة بالمشروع. وهو يتماشى مع ما ذكر نصا فى ما صرح به بوسائل الاعلام المصرية من " وصول كامل مصنع الصواريخ «كوندور ــ 2» من آلات ومعدات ومواد وتقنيات إلى مصر فى عام 1988" .
مرحلة بدأ التجارب الفنية و ظهور المشروع فى الدوائر الغربية
بعد هذا العرض ومحاولة التحليل والدراسة المتأنية المتواضعة نستكمل عرض باقى ماورد من تقارير حول هذا المشروع فى مرحلة بدأ التجارب الفنية مابعد عام 1986:
- أكتوبر 1986 : ذكرت صحيفة " Latin American " فى تقرير بعنوان : "Condor II Rocket Headline Again; Mid East Link Highlighted; Confusion on Actual Size" فى عددها الصادر بتاريخ 6 أكتوبر 1988خبرا صغيرا مقتضب , أنه وفى تلك الفترة, تم أختبار المرحلة الأولى من صاروخ الكوندور – 2 والتى يبلغ مداها 500 كم.
- 1987 : فى نفس التقرير بال " Latin American " ورد ان تلك المرحلة الأولى من الكوندور – 2 والتى يبلغ مداها 500 كم قد ظهرت فى المعرض الجوى الذى أقيم بالعاصمة بيونوس أيرس فى نفس العام.
- 1987 : بمقاله بجريدة " Middle East Defense News" والتى نشرت فى 18 فبراير 1991 بعنوان " French SDGN acknowledges Sagem sales" ذكرت طلب مصر لشراء 200 نظام توجيه صواريخ من طراز " MSD 80" من شركة ساجيم الفرنسية والمتخصصة فى صناعة الاليكترونيات العسكرية (ربما لأستخدامهم فى مشروع الكوندور- , فرنسا رفضت الطلب المصرى وعرضت عليها نظام " MSL 80" بدلا منه. وهو نظام ليس بنفس الدقة العالية للنظام الذى طلبته مصر. وهو العرض الذى قامت مصر برفضه.
- يونيو 1987 : فى مقال " Flight of the Condor" والذى تم نشره بعدد 21 نوفمبر لعام 1989 بجريدة الفايننشال تايمز بواسطه الكاتب والمحلل " Alan Friedman" تم نشر تفاصيل وثيقة داخلية لشركة " Consen" تحدد الشركات الأوربية الرئيسية المشتركة بمشروع الكوندور. وهى وثيقة خطيرة جدا وفى غاية الأهمية تم الحصول على تفاصيلها من خلال جهات أستخبارية غربية, وقد لخص " Alan Friedman" هذه الشركات كالتالى :
- الشركة الألمانية "MMB" كمشرف أساسى على التصاميم و الخطط العامة للمشروع بالأضافة الى توفير أنظمة التوجيه للصواريخ.
- شركة " SNIA-BPD" فرع من شركة فيات الايطالية المسئولة عن توفير تكنولوجيا محركات الصواريخ والوقود الصلب.
- شركة " MAN " الألمانية المسئولة عن توفير عربات الأطلاق العمودى (TELs) والتى سوف تجعل من صاروخ الكوندور منظومة متحركة.
- شركة " Sagem" الفرنسية المسئولة عن توفير أنظمة الملاحة.
- بالأضافة ألى قائمة من الشركات الأخرى التى تعاقدت مع مجموعة شركات " Consen/Cَndor" كشركة " Bofors" السويدية وشركة " Wegmann" الألمانية.
وبعض هذه الشركات كانت تعمل كمتعاقد من الباطن (subcontractors) فى مشروع الصاروخ الأمريكى الشهير " Pershing 2" والذى كانت بعض أجزاء الصاروخ الكوندور-2 تعتمد عليه.
- أغسطس 1987: فى عددها الشهير بتاريخ 6 سبتمبر 1989 ذكر فى جريدة الأندبندت البريطانية أن عملاء أسرائيليين قاموا بالتصوير الفوتوجرافى لشحنات من صواريخ الكوندور-2 يتم نقلها من مصر الى العراق. وهى المعلومة التى تم منحها لأجهزة أستخباراتية غربية. وهو ما سيظهر تأثيره سريعا جدا فيما بعد.
- 21 ديسمبر 1987: فى التقرير الذى نشر فى الفايننشال تايمز بعنوان " Egypt and Argentina in long-range missile" ورد ان مصر والأرجنتين يتعاونان فى مشروع صاروخ الوقود الصلب الكوندور-2 ذو مدى ال 800 كم , وذكر التقرير ان هذا التعاون مستمر منذ حوالى خمس سنوات , ويعتقد ان العراق من قامت بتمويله , و أن أسرائيل قامت بتعريف الحكومة البريطانية تفاصيل هذا التعاون مبكرا خلال هذا العام . وقد اعترفت وزارة الدفاع الارجنتينية بهذا التعاون الا انها حددته فى انه تطوير مشروع صاروخ قادر على اطلاق اقمار صناعية. فى حين انه طبقا للتقارير فأن مصر تريد المشروع كرد على تطوير أسرائيل لصاروخ الجيريكو-2 ذو مدى ال 750 كم. ومن الملاحظ وطبقا لنفس التقرير أن بعض الخبراء يعتقدون اعتقادا كبيرا أن مصر قد أختبرت الصاروخ على الأقل مرة واحدة. فى نفس هذا التقرير ذكر ان مصر تقوم وفى نفس الوقت ببناء نسخ معدلة من صواريخ سكود السوفيتية بالتعاون مع كوريا.
- الفترة مابين 1983 – 1988 : مقال الكاتب الصينى " Guoji Wenti Yanjiu " بعنوان "Journal Discusses Spread Of Missile Technology" , المنشور فى 25 أكتوبر 1990 ذكر أن العديد من الدول الغربية (فرنسا , ايطاليا و ألمانيا) نقلت فى هذه الفترة تكنولوجيا صناعة الصواريخ للأرجنتين , تلك المبيعات التى عززت سبل التعاون الأرجنتينى المثمر فى تطوير مشروع صاروخ "الكوندور- 2" مع مصر والعراق.
- 15 فبراير 1984 : ذكر الباحث " William E. Burrows" فى كتابه " Critical mass: the dangerous race for superweapons in a fragmenting world" والمنشور فى عام 1994 , أن الحكومة المصرية قد وقعت عقدا فى هذا التاريخ مع شركة " Switzerland's Institute for Advanced Technology " او التى يطلق عليها أختصارا ال (IFAT) لتصميم وتسليم مصنع لمحركات الصواريخ , بالأضافة الى وضع تصميم وتطوير مشروع نظام صواريخ تقليدية.
- مطلع عام 1984 : فى مقال بجريدة لوس انجليس تايمز بعنوان " Honeywell factor in Iraq bomb " فى عددها الصادر بتاريخ 61 ديسمبر 1990 ذكر الكاتب الصحفى " Douglas Frantz" أن وزارة الدفاع المصرية حاولت فى تلك الفترة شراء عدد 9000 قنبلة تفجير غازى من الولايات المتحدة الأمريكية بداعى أستخدام تلك القنابل فى أزالة حقول الألغام المنتشرة بصحراء مصر الغربية منذ زمن الحرب العالمية الثانية. ورفض الأمريكان هذا الطلب كالعادة.
- مارس 1984 : وكما ذكر الكاتب "ALAN GEORGE " فى مقال بعنوان " Honeywell Implicated in FAE Work " فى جريدة ال " Flight International " بعددها المنشور فى 12 ديسمبر 1990 , أن فرع ال " UK" لشركة " Honeywell " قد وقع عقد بقيمة 200 مليون دولار مع الشركة السويسرية " IFAT" للقيام بدراسة حول قنابل التفجير الغازى "FAE" لصالح وزارة الدفاع المصرية, و قد تم جزء من العمل فى بريطانيا والجزء الأخر فى مينوبوليس بأمريكا, ويذكر التقرير انه هذه الدراسة جزء من مشروع لتطوير قنابل تفجير غازى كرؤوس حربية لصواريخ باليستية , وان هذه الدراسة تم الأنتهاء منها كاملة فى عام 1985. و عند توقيع هذا العقد كانت شركة " IFAT" مرتبطة مع مصر فى تقديم التكنولوجيا اللازمة لمشروع الكوندور-2 والذى تقوم بتطويره بالتعاون مع الأرجنتين والعراق , كيفن سميث خبير الفضاء الأنجليزى والأستشارى لكلا الشركتين " IFAT" و " Honeywell " قام بتقديم تقريرين للشركة البريطانية بتاريخى 9 اكتوبر و 14 نوفمبر يحملوا خصائص رؤوس قنابل التفجير الغازى والتى كانت تزن 400 كجم و بحجم نصف متر مكعب وفى شكل أسطوانى دائرى. وكان التقرير النهائى لشركة " Honeywell" يحتوى على تفاصيل تتضمن دراسات أختبار 20 نوع مختلف من الوقود وكذلك الدراسة فى باب مفصل عن التأثير الأنفجارى لتلك الرؤوس الحربية أو ما يسمى بال "blast effects " وأيضا القابلية المختلفة للأهداف و مدى دقة تلك الرؤوس الحربية. وفى المذكرة الخاصة التى كتبها بيكمان أحد كبار الموظفين الرسميين لشركة " Honeywell " أكد على أن المصريين يطورون صاروخا باليستيا تبلغ دقته 0,1 % من مداه لأصابة الأهداف الثابتة عالية القيمة و الأثر مثل المدن , الموانى , مصافى البترول والمطارات و القواعد العسكرية. و أن مشروع الصاروخ يتم تمويله بواسطة المملكة العربية السعودية (لم يكن العراق قد ظهر فى الصورة بعد). وبعد عام كامل من تسليم هذا التقرير لمصر بدأت شركة " IFAT" وبطريقة مباشرة فى أقامة مشروع الكوندور-2 فى العراق.
- أواخر عام 1984 : أكدت العديد من الصحف والتقارير الغربية فى مطلع ومنتصف التسعينات على أن العراق وافق فى تلك الفترة على الأشتراك فى مشروع صاروخ الكوندور-2 بشرط ان يتمكن هذا الصاروخ من الوصول الى مدى يمثل خمسة أضعاف أكبر مدى أخية الأكبر "الكوندور -1" والذى كان حوالى 150 كم. ومن ثم فيعتقد انه يمكن أستخدام صاروخ الكوندور -1 كمرحلة ثانية من صاروخ أكبر يحمل مرحلة أولى من الوقود السائل لتحقيق المدى المطلوب. ولكن ذلك كان سيتطلب الحصول على تكنولوجيا تجذب أنتباه و أنظار الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للعراق. ولهذا السبب أقترح العراق فى حينها أستخدام مصر -والتى بدأت الأشتراك فى المشروع من قبل- كوسيط بين العراق والأرجنتين. فى المقابل سيقوم العراق بنقل تمويله للمشروع الأرجنتينى عبر مصر للحصول على بعض الأجزاء من مخازن المصنع الأرجنتينى بالأضافة الى المساعدة فى بناء قدرة تصنيع محلية للصواريخ بالعراق. وتضمنت تلك التقارير أيضا أهتمام المملكة العربية السعودية بالمشروع الضخم و يعتقد انه تم أضافة مبلغ مليار دولار فى حساب سرى بأحد البنوك السويسرية لصالح المشروع. وذكرت نفس التقارير رغبة السعوديين فى تدعيم قدراتهم الصاروخية لتصبح قادرة على بلوغ أسرائيل و أعدائهم فى أيران.
وكان نتيجة لتدفق أموال هذا المشروع ومن الدلائل الكبيرة على ضخامته أن الشركة الألمانية (MBB) قامت فى تلك الفترة و بأستخدام الأموال العربية بصرف العديد من الحوافز الأضافية لموظيفها, كما قامت شراء العديد من مستلزمات صناعة الصواريخ بأسعار أعلى كثيرا من قيمتها السوقية.
- أكتوبر 1984 : وطبقا لتقارير " US News & World Report" المنشورة فى عام 1988, قام وفد مصرى بالتوقيع مع بيونيوس أيرس ممثلا للجانب العراقى على أتفاق لبدء مشروع ال 3,2 بليون دولار لتطوير صاروخ الكوندور -2 و نسختهما الخاصة صاروخ البدر- 2000 . وستكون الشركة الألمانية " MBB " هى المورد الرئيسى لتكنولوجيا المشروع من تقديم التصميم و والمساعدة فى التخطيط بالأضافة الى المحاكاة المعملية ونظم ومعدات قيادة وتوجيه الصاروخ. وكان بموجب الأتفاق ستحصل كل دولة من الدولتين على عدد 200 صاروخ بالأضافة الى مصنع انتاج للصاروخ فى كل بلد يمكنهم من تصنيع وحدات أخرى أضافية. وكان الدافع الذى حفز مصر للأهتمام بالمشروع فى الأساس هو التقاريرعن أنتاج أسرائيل لصاروخ جيريكو-2 والذى يبلغ مداه 750 كم.
- 14 ديسمبر 1984 : فى عام 1992 ذكر فى ال "Planeta " الأرجنتينية والتى كانت مهتمة بنشر عدة تقارير عن مشروع الكوندور-2 أنه : تم فى هذا التاريخ توقيع عقود مابين رسميين مصريين و أرجنتينيين لم تذكر أسمائهم صراحة. ولا أى تفاصيل عن هذا العقود سوى هذه الجملة المبهمة "contracts that advance the Condor project" أى العقود التى سوف تدفع وتطور مشروع الكوندور.
- 1985: فى عدد 21 أبريل سنة 1989 من مجلة " Latin American Markets" بمقال بعنوان " Argentina: Will Condor II fly ؟" ورد أن مصر و الأرجنتين بدءا جهودهما معا لأنتاج صاروخ الكوندور- 2 والذى سيبلغ مداه 1000 كم وحمولته القصوى 700 كجم.
- 1985 : ذكر فى مقالات صحف ودور نشر أرجنتينية عديدة خلال فترة التسعينات بدءا من عام 1992 مثل : " Planeta" و " Ediciَn CERIR" و " Ediciones Letra Buena" أن الرئيس الأرجنتينى السابق " Alfonsin" قد قام فى هذا التاريخ بتوقيع مرسوما سريا " Decree 604 " والذى يتضمن تفاصيل الصفقة التى تمت مع مصر. وهو فى نفس الوقت يقنن رسميا العقد الذى تم توقيعه. وتذكر التقارير أيضا أن وزراء الأقتصاد " Juan Sourrouille" و الخارجية " Dante Caputo" والدفاع " Raْul Borras" قد وقعوا جميعا على نفس المرسوم. وأنه طبقا لهذا الأتفاق ستقوم الأرجنتين بتوريد عدد 44 محرك صاروخى بالأضافة الى 4 محركات اختبارية أخرى لمصر. و أعتبر المرسوم فى سياقه كلا من صاروخى الكوندور-1 والكوندور-2 جزءا من الخطة الفضائية لأطلاق أقمار صناعية الخاصة بالقوات الجوية الأرجنتينية.
- 1985 : فى مقاله بجريدة الأندبندت البريطانية بعدد 31 يناير لعام 1991 ذكر الكاتب والمحلل " John Eisenhammer" أن العديد من تقنيين وخبراء الشركة الألمانية (MBB) قد قاموا بتأسيس شركة جديدة أطلق عليها أسم " Consen Group " بمقرها بسويسرا لتقوم بالعمل على مشروع صاروخ الكوندور-2.
- الفترة ما بين 1985 – 1988 : فى مقال للكاتب " Ilona Henry" بجريدة الجوريزالم بوست فى عددها بتاريخ 24 أبريل 1989 . ورد أنه وفى أطار مساعدة الشركة الألمانية (MBB) مصر فى أنتاج صواريخ باليستية (ذكر الكاتب حينها ان مداها حوالى 120 كم) . قد تم شحن معدات تقنية ومعامل "laboratory equipment" عن طريق البحر الى مصر.
- الفترة ما بين 1985 – 1988 : فى عام 1992 ذكر فى مقال أخر نشر بال "Planeta " الأرجنتينية, أنه وفى هذه الفترة قد تم شحن عدد 12 محرك صاروخى يعمل بالوقود الصلب الى مصر.
وبالدراسة المتأنية لتلك المصادر الصحفية التى تتحدث عن بدايات هذا المشروع العملاق والخطوات والعقود والأتفاقات التى تمت فى سرية خلال فترة تمتد من عام 1979 وصولا لعام 1985 الذى شهد مرحلة شحن محركات الصواريخ من الأرجنتين ألى مصر, و بربط هذا بقصة هذا المشروع كما اعلنت على وسائل الأعلام المصرية مؤخرا على لسان لواء أركان حرب : حسام سويلم فى ذكرى تأبين العقل المصرى المفكر والمدبر لهذا المشروع, نستطيع أن نستخلص عدة نقاط هامة تساعد فى كشف الغموض والسرية التى احاطته مع تأكيد وأظهار للحقائق المعلنة رسميا من قبل مصر مؤخرا :
أولا : أهم ما يلفت الأنتباه ان جميع هذه التقارير الصحفية عن تلك الحقبة لم تظهر سوى بعدها بعدة سنوات فى فترة التسعينات, وبعد انكشاف الأمر ومحاكمة المهندسين والخبراء الأمريكيين المتورطين فى قضية تهريب الكاربون-كاربون.
ثانيا : تلك الفترة والأحداث تتطابق مع ما ذكر فى تصريح حسام سويلم عن الدورة التى حضرها حسام خيرت ولقائه بالعالم الألمانى و تعيين حسام خيرت رئيساً لفرع البحوث والمشروعات الخاصة بوزارة الدفاع بدءا من عام 1981, ويتضح أيضا تاريخ العقد (1984) الذى تم توقيعه مع الشركة الألمانية عملاق صناعة الصواريخ بالعالم وهو العام نفسه الذى تم تعيين حسام خيرت مديرا للمشروع المصرى مع الثمانية مهندسين المصريين والذى كان مقره فى مونت كارلو بفرنسا حتى قبل ان يتم التعاقد مع الحكومة الأرجنتينية أو ظهور العراق فى الصورة.
رابعا : العقود المهمة التى تم توقيعها فى مطلع عام 1984 مع شركة " IFAT" لتصميم وتسليم مصنع لمحركات الصواريخ و شركة " Honeywell" وبوساطة شركة " IFAT" لتصميم الرؤوس الحربية (قنابل التفجير الغازى). يوضح مدى التخطيط الدقيق المسبق لجميع مراحل المشروع وصولا الى تصميم الرؤوس الحربية نفسها. والوجود الحالى للقنابل المصرية نصر 1000 و نصر 9000 التى يتم قصفها من الطائرات الحربية يؤكد نجاح تصنيع تلك التكنولوجيا المتقدمة بمصانعنا الحربية فى مصر.
خامسا : أستخدام مصر وسائل أستخباراتية عالية للتعتيم على المشروع سواء بأستخدام واجهات من شركات كالIFAT و ال "CONSEN GROUP" لنقل تكنولوجيا شركات كبرى كال" Honeywell" و ال"MMB" أو التضليل و الضبابية حول مدى الصاروخ الذى كان يعتقد ان مداه لن يتعدى ال 120 كم. أو حتى الشريك الثالث الذى سيقوم بالتمويل و ماتم الحديث عنه عن وضع المملكة العربية السعودية لمبلغ مليار دولار فى احد البنوك بسويسرا مقر شركة ال " CONSEN GROUP ".
سادسا : وجود عدة مكاتب للمشروع المصرى فى مونت كارلو والارجنتين وفرنسا وسويسرا والعمل فى عدة محاور فى نفس الوقت لنقل وتوفير التكنولوجيا اللازمة من عدة مصادر ساعد فى عملية التضليل الأستخباراتية وبالتأكيد سيمكن من تحقيق تقدم متسارع فى المشروع بعيد عن أعين أمريكا و أسرائيل المتحفزة.
سابعا : بعد التقارير التى تحدثت عن دخول العراق المشروع فى اواخر عام 1984 وتخصيصها مبلغ 3,2 بليون دولار و تفضيل العراق عدم الظهور فى الصورة بل وان العقد مع الأرجنتين تم توقيعه عن طريق الوفد المصرى. وهذا يؤكد ان التمويل المادى لم يكن يشكل اى عائق فى تسارع وتطور هذا المشروع. وهو يتماشى مع ما ذكر فى وسائل الأعلام المصرية مؤخرا. عن لقاء حسام خيرت مع خبير الصواريخ العراقى عامر السعدى. و إقناع المشير أبوغزالة للرئيس العراقى الأسبق صدام حسين بمشاركة مصر بالتمويل فى هذا المشروع، على أن يحصل العراق على المصنع نفسه والتكنولوجيا التى ستحصل عليها مصر.
ثامنا : أصبح من المؤكد أنه وخلال الفترة من 1985 وحتى عام 1988 تم شحن العديد من الشحنات البحرية لمصر من الشركات الأوربية والمصانع الأرجنتينية لمعدات ومعامل و أجزاء صواريخ خاصة بالمشروع. وهو يتماشى مع ما ذكر نصا فى ما صرح به بوسائل الاعلام المصرية من " وصول كامل مصنع الصواريخ «كوندور ــ 2» من آلات ومعدات ومواد وتقنيات إلى مصر فى عام 1988" .
مرحلة بدأ التجارب الفنية و ظهور المشروع فى الدوائر الغربية
بعد هذا العرض ومحاولة التحليل والدراسة المتأنية المتواضعة نستكمل عرض باقى ماورد من تقارير حول هذا المشروع فى مرحلة بدأ التجارب الفنية مابعد عام 1986:
- أكتوبر 1986 : ذكرت صحيفة " Latin American " فى تقرير بعنوان : "Condor II Rocket Headline Again; Mid East Link Highlighted; Confusion on Actual Size" فى عددها الصادر بتاريخ 6 أكتوبر 1988خبرا صغيرا مقتضب , أنه وفى تلك الفترة, تم أختبار المرحلة الأولى من صاروخ الكوندور – 2 والتى يبلغ مداها 500 كم.
- 1987 : فى نفس التقرير بال " Latin American " ورد ان تلك المرحلة الأولى من الكوندور – 2 والتى يبلغ مداها 500 كم قد ظهرت فى المعرض الجوى الذى أقيم بالعاصمة بيونوس أيرس فى نفس العام.
- 1987 : بمقاله بجريدة " Middle East Defense News" والتى نشرت فى 18 فبراير 1991 بعنوان " French SDGN acknowledges Sagem sales" ذكرت طلب مصر لشراء 200 نظام توجيه صواريخ من طراز " MSD 80" من شركة ساجيم الفرنسية والمتخصصة فى صناعة الاليكترونيات العسكرية (ربما لأستخدامهم فى مشروع الكوندور- , فرنسا رفضت الطلب المصرى وعرضت عليها نظام " MSL 80" بدلا منه. وهو نظام ليس بنفس الدقة العالية للنظام الذى طلبته مصر. وهو العرض الذى قامت مصر برفضه.
- يونيو 1987 : فى مقال " Flight of the Condor" والذى تم نشره بعدد 21 نوفمبر لعام 1989 بجريدة الفايننشال تايمز بواسطه الكاتب والمحلل " Alan Friedman" تم نشر تفاصيل وثيقة داخلية لشركة " Consen" تحدد الشركات الأوربية الرئيسية المشتركة بمشروع الكوندور. وهى وثيقة خطيرة جدا وفى غاية الأهمية تم الحصول على تفاصيلها من خلال جهات أستخبارية غربية, وقد لخص " Alan Friedman" هذه الشركات كالتالى :
- الشركة الألمانية "MMB" كمشرف أساسى على التصاميم و الخطط العامة للمشروع بالأضافة الى توفير أنظمة التوجيه للصواريخ.
- شركة " SNIA-BPD" فرع من شركة فيات الايطالية المسئولة عن توفير تكنولوجيا محركات الصواريخ والوقود الصلب.
- شركة " MAN " الألمانية المسئولة عن توفير عربات الأطلاق العمودى (TELs) والتى سوف تجعل من صاروخ الكوندور منظومة متحركة.
- شركة " Sagem" الفرنسية المسئولة عن توفير أنظمة الملاحة.
- بالأضافة ألى قائمة من الشركات الأخرى التى تعاقدت مع مجموعة شركات " Consen/Cَndor" كشركة " Bofors" السويدية وشركة " Wegmann" الألمانية.
وبعض هذه الشركات كانت تعمل كمتعاقد من الباطن (subcontractors) فى مشروع الصاروخ الأمريكى الشهير " Pershing 2" والذى كانت بعض أجزاء الصاروخ الكوندور-2 تعتمد عليه.
- أغسطس 1987: فى عددها الشهير بتاريخ 6 سبتمبر 1989 ذكر فى جريدة الأندبندت البريطانية أن عملاء أسرائيليين قاموا بالتصوير الفوتوجرافى لشحنات من صواريخ الكوندور-2 يتم نقلها من مصر الى العراق. وهى المعلومة التى تم منحها لأجهزة أستخباراتية غربية. وهو ما سيظهر تأثيره سريعا جدا فيما بعد.
- 21 ديسمبر 1987: فى التقرير الذى نشر فى الفايننشال تايمز بعنوان " Egypt and Argentina in long-range missile" ورد ان مصر والأرجنتين يتعاونان فى مشروع صاروخ الوقود الصلب الكوندور-2 ذو مدى ال 800 كم , وذكر التقرير ان هذا التعاون مستمر منذ حوالى خمس سنوات , ويعتقد ان العراق من قامت بتمويله , و أن أسرائيل قامت بتعريف الحكومة البريطانية تفاصيل هذا التعاون مبكرا خلال هذا العام . وقد اعترفت وزارة الدفاع الارجنتينية بهذا التعاون الا انها حددته فى انه تطوير مشروع صاروخ قادر على اطلاق اقمار صناعية. فى حين انه طبقا للتقارير فأن مصر تريد المشروع كرد على تطوير أسرائيل لصاروخ الجيريكو-2 ذو مدى ال 750 كم. ومن الملاحظ وطبقا لنفس التقرير أن بعض الخبراء يعتقدون اعتقادا كبيرا أن مصر قد أختبرت الصاروخ على الأقل مرة واحدة. فى نفس هذا التقرير ذكر ان مصر تقوم وفى نفس الوقت ببناء نسخ معدلة من صواريخ سكود السوفيتية بالتعاون مع كوريا.