الدكتور مصطفى محمود

إنضم
23 مايو 2019
المشاركات
4,427
التفاعل
11,286 87 0
الدولة
Egypt
بسم الله

images - 2019-07-23T000114.991.jpeg


*مصطفى محمود هو كاتب وطبيب وأديب وفنان مصري قدم 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) ويشتهر بكتابه (حوار مع صديقي الملحد).

وُلِدَ في محافظة المنوفية مصر، درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث. فقام بتأليف 89 كتابًا، يتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية، والدينينة.

وقد كانت كتب مصطفى محمود عبارة عن هجرة مستمرة للبحث عن الحقيقة، وعبر في كتبه عن المراحل التي مر بها كالمرحلة المادية العلمانية، ومرحلة الدخول لعالم الأديان، وصولاً لمرحلة الصوفية. ويتميز أسلوبه بالقوة والجاذبية والبساطة. كما قدم 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان). تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن مصطفى محمود

يتبع..
 
ولد مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ المعروف ب"مصطفى محمود" في 25 ديسمبر 1921 في شبين الكوم ـ منوفية في مصر لأسرة متوسطة الحال، والده موظف وقد كان كثيراً ما يمرض في طفولته مما أدى لرسوبه ثلاث سنوات في الابتدائية، وعدم قدرته على اللعب كباقي الأطفال.

وقد كان منذ صغره محباً للعلوم، فكان يمتلك معملاً صغيراً في المنزل، وبدأ بالفعل وهو صبي يصنع “مبيدات” يقتل بها الصراصير، ثم يقوم بتشريحها، فقد كان علم التشريح يستهويه بشدة في تلك الفترة المبكرة من حياته.

مرض والده وأصيب بالشلل عدة سنوات وتوفي عام 1939، حيث أكمل مصطفى محمود دراسته الثانوية ودخل كلية طب قصر العينى جامعة القاهرة وتخصص في جراحة المخ والأعصاب.

حيث انتقل عندها مع والدته من طنطا إلى القاهرة وانقطع عن الدراسة سنتين بسبب مرضه، أمضاهما في المطالعة والتفكير في موضوعات أدبية، فامتهن الكتابة في سنوات دراسته الأخيرة وكانت تنشر له القصص القصيرة في مجلة "روز اليوسف"، وقد عمل بها لفترة عقب تخرجه عام 1953، مما دفعه لاحتراف الكتابة،

وفي عام 1960 عندما أصدر الرئيس عبد الناصر قراراً ‏بمنع‏ ‏الجمع‏ ‏بين‏ ‏وظيفتين‏، كان‏ ‏مصطفى‏ محمود وقتها يجمع بين عضوية نقابتي الأطباء والصحفيين. ولذا ‏قرر‏ ‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏عضوية‏ ‏نقابة‏ ‏الأطباء‏، ‏وحرمان‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏ممارسة المهنة إلى الأبد ‏مفضلًا ‏الانتماء إلى ‏نقابة‏ ‏الصحفيين‏، والعمل كأديب ومفكر
 
إنجازات مصطفى محمود


ألّف مصطفى محمود 89 كتاب، متعددة الموضوعات والمجالات فمنها علمية ومنها فلسفية ومنها أدبية، سياسية، اجتماعية، ودينية. وأتقن أيضاً كتابة المسرحيات والحكايات.

حيث كتب كتاب "لغز الموت" في 1959، وفي عام 1961 كتب "أينشتاين والنسبية"، وكتب "القرآن محاولة لفهم عصري" في عام 1969، وفي عام 1970 كتب كتابه الشهير "رحلتي من الشك إلى الإيمان".

ليقوم بعدها بنشر العديد من الكتب والمقالات ومنها : (ألعاب السيرك السياسي، الإسلام في خندق، زيارة للجنة والنار، عظماء الدنيا وعظماء، علم نفس قرآني جديد ،الإسلام السياسي والمعركة القادمة، على حافة الانتحار، عالم الأسرار، المؤامرة الكبرى، الله والإنسان ،أكل العيش، عنبر 7، شلة الأنس، رائحة الدم ،إبليس، لغز الحياة، الأحلام، في الحب والحياة،

يوميات نص الليل، المستحيل، العنكبوت ،الخروج من التابوت، رجل تحت الصفر، الإسكندر الأكبر، الزلزال، الإنسان والظل، غوما ، الشيطان يسكن في بيتنا، الغابة ، مغامرات في الصحراء ، المدينة ،اعترفوا لي، 55 مشكلة حب، اعترافات عشاق، الطريق إلى الكعبة، الله، التوراة، الشيطان يحكم، رأيت الله ، الروح والجسد ، حوار مع صديقي الملحد) والكثير من الأعمال الأخرى.

وقام الدكتور مصطفى محمود بإنشاء مسجد في القاهرة باسمه هو "مسجد مصطفى محمود" عام 1979م ويتبع له "جمعية مسجد محمود" والتي تضم "مستشفى محمود" و"مركز محمود للعيون" ومراكز طبية أخرى إضافة إلى مكتبة و متحف للجيولوجيا وآخر للأحياء المائية ومركز فلكي.

وفي عام 1971 بدأ بتقديم برنامجه "العلم والإيمان" هو برنامج تلفزيوني قام بتقديمه لثماني وعشرون سنة في التلفزيون المصري، وكان يهدف إلى تناول العلم علي الأسس الإيمانية، البرنامج وصل إلى درجة كبيرة من الشهرة وقدم الدكتور مصطفى محمود أكثر من 400 حلقة على مدار ثمانية وعشرون سنة.


يروى مصطفى محمود أنه عندما عرض على برنامج ، وافق راصدًا 30 جنيه للحلقة !، وبذلك فشل المشروع منذ بدايته إلا أن أحد علم بالموضوع فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح من أشهر البرامج وأوسعها انتشاراً على الإطلاق، ولا زال الجميع يذكرونه سهرة الإثنين الساعة التاسعة ومقدمة الحزينة في البرنامج وإفتتاحية مصطفى محمود (أهلا بيكم)

لكن هناك شخص ما أصدر قراراً برفع البرنامج من خريطة البرامج التليفزيونية، وقال ابنه أدهم مصطفى محمود بعد ذلك أن قرار وقف البرنامج صدر من الرئاسة المصرية إلى وزير الإعلام آنذاك صفوت الشريف، بضغوط صهيونية.

كتب سبع مسرحيات مثلت علي المسرح وهي: (الزلزال، الإنسان والظل، إسكندر الأكبر، الزعيم، أنشودة الدم، شلة الأنس، الشيطان يسكن في بيتنا) وروايـة ظـهرت في السينما بعنوان: (المستحيل).
 
التعديل الأخير:
نشأ العالم مصطفى محمود في بيتٍ من الكرماء بجانب مسجد للصوفيين يطلق عليه مسجد المحطة الذي اكتسب شهرةً واسعة عند الشعب المصري، وقد أثر ذلك وبشكلٍ واضح على عقلية العالم مصطفى محمود من حيث التوجيهات التي يصدرها وبناء شخصيته الإنسانية التي طالما كثُر الحديث عنها.
في 2 يونيو 2008 كتب الشاعر السعودي فيصل أكرم مقالًا في (الثقافية)- الإصدار الأسبوعي لصحيفة (الجزيرة) بعنوان (ذاكرة اسمها لغز الحياة.. ذاكرة اسمها مصطفى محمود).
في نهاية حياته وقبل وفاته بـ 6 سنوات في عام 2003 انعزل عن العالم وترك الكتابة تماما حتى أنه أصيب لفترة بجلطة .
 
تزايد التيار المادي في الستينات وتظهر الوجودية، لم يكن (مصطفى محمود) بعيدا عن ذلك التيار الذي أحاطه بقوة، حيث يقول عن ذلك:

"احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت ، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين"

ثلاثون عاماً من المعاناة والشك والنفي والإثبات، ثلاثون عاماً من البحث عن الله!، قرأ وقتها عن البوذية والبراهمية والزرداشتية ومارس تصوف الهندوس القائم عن وحدة الوجود حيث الخالق هو المخلوق والرب هو الكون في حد ذاته وهو الطاقة الباطنة في جميع المخلوقات. الثابت أنه في فترة شكه لم يلحد فهو لم ينفِ وجود الله بشكل مطلق؛ ولكنه كان عاجزاً عن إدراكه، كان عاجزاً عن التعرف على التصور الصحيح لله، هل هو الأقانيم الثلاثة أم يهوه أو (كالي) أم أم أم.... !

لاشك أن هذه التجربة صهرته بقوة وصنعت منه مفكراً دينياً خلاقاً، لم يكن (مصطفى محمود) هو أول من دخل في هذه التجربة، فعلها الجاحظ قبل ذلك، فعلها حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، تلك المحنة الروحية التي يمر بها كل مفكر باحث عن الحقيقة، ان كان الغزالي ظل في محنته 6 أشهر فان مصطفى محمود قضى ثلاثين عاماً !

ثلاثون عاماً أنهاها بأروع كتبه وأعمقها (حوار مع صديقي الملحد)، (رحلتي من الشك إلى الإيمان)، (التوراة)، (لغز الموت)، (لغز الحياة)، وغيرها من الكتب شديدة العمق في هذه المنطقة الشائكة..المراهنة الكبرى التي خاضها ألقت بآثارها عليه.

ومثلما كان الغزالي كان مصطفى محمود؛ الغزالي حكى عن الإلهام الباطنى الذي أنقذه بينما صاحبنا اعتمد على الفطرة، حيث الله فطرة في كل بشري وبديهة لا تنكر، يقترب في تلك النظرية كثيرا من نظرية (الوعي الكوني) للعقاد. اشترى قطعة أرض من عائد أول كتبه (المستحيل)، وأنشأ به جامع مصطفى محمود وفيه 3 مراكز طبية ومستشفى وأربع مراصد فلكية وصخورا جرانيتية.
 
عبد الناصر والسادات

تعرض لأزمات فكرية كثيرة كان أولها عندما قدم للمحاكمة بسبب كتابه (الله والإنسان) وطلب عبد الناصر بنفسه تقديمه للمحاكمة بناء على طلب الأزهر باعتبارها قضية كفر!..إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب، بعد ذلك أبلغه الرئيس السادات أنه معجب بالكتاب وقرر طبعه مرة أخرى!.

كان صديقاً شخصياً للرئيس السادات ولم يحزن على أحد مثلما حزن على مصرعه يقول في ذلك "كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلاً رد مظالم كثيرة وأتى بالنصر وساعد الجماعات الإسلامية ومع ذلك قتلوه بأيديهم.. وعندما عرض السادات الوزارة عليه رفض قائلاً: "أنا فشلت في إدارة أصغر مؤسسة وهي الأسرة.. فأنا مطلق.. فكيف بي أدير وزارة كاملة..!!؟؟ ". فرفض مصطفى محمود الوزارة كما سيفعل بعد ذلك جمال حمدان مفضلاً التفرغ للبحث العلمي..
 
أزمة كتاب الشفاعة


الأزمة الشهيرة أزمة كتاب الشفاعة (أي شفاعة رسول الإسلام في إخراج العصاة من المسلمين من النار وإدخالهم الجنة) عندما قال إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبى وعدم العمل والاجتهاد أو أنها تعنى تغييراً لحكم الله في هؤلاء المذنبين وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه وقتها هوجم الرجل بألسنة حادة وصدر 14 كتاباً للرد عليه على رأسها كتاب الدكتور أستاذ الشريعة الإسلامية.. كان رداً قاسياً للغاية دون أي مبرر.. واتهموه بأنه مجرد طبيب لا علاقة له بالعلم الدينى
وفي لحظة حولوه إلى مارق خارج عن القطيع، حاول أن ينتصر لفكره ويصمد أمام التيار الذي يريد رأسه، إلا أنه هزم في النهاية. تقريباً لم يتعامل مع الموضوع بحيادية إلا فضيلة الدكتور عندما قال: "الدكتور مصطفى محمود رجل علم وفضل ومشهود له بالفصاحة والفهم وسعة الاطلاع والغيرة على الإسلام فما أكثر المواقف التي أشهر قلمه فيها للدفاع عن الإسلام والمسلمين والذود عن حياض الدين وكم عمل على تنقية الشريعة الإسلاميّة من الشوائب التي علِقت بها وشهدت له المحافل التي صال فيها وجال دفاعاً عن الدين".
مصطفى محمود لم ينكر الشفاعة أصلا ! رأيه يتلخص في أن الشفاعة مقيدة أو غيبية إلى أقصى حد وأن الاعتماد على الشفاعة لن يؤدى إلا إلى التكاسل عن نصرة الدين والتحلى بالعزيمة والإرادة في الفوز بدخول الجنة والاتكال على الشفاعة وهو ما يجب الحذر منه.. والأكثر إثارة للدهشة أنه اعتمد على آراء علماء كبار على رأسهم الإمام ، لكنهم حمّلوه الخطيئة.
 
اعتزاله

كانت محنة شديدة أدت به إلى أن يعتزل الكتابة إلا قليلاً وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة، وفي عام 2003 أصبح يعيش منعزلاً وحيداً. وقد برع الدكتور مصطفى محمود في فنون عديدة منها الفكر والأدب، والفلسفة والتصوف، وأحياناً ما تثير أفكاره ومقالاته جدلاً واسعاً عبر الصحف ووسائل الإعلام. قال عنه الشاعر الراحل كامل الشناوي ”إذا كان مصطفى محمود قد ألحد فهو يلحد على سجادة الصلاة، كان يتصور أن العلم يمكن أن يجيب على كل شيء، وعندما خاب ظنه مع العلم أخذ يبحث في الأديان بدءا بالديانات السماوية وانتهاء بالأديان الأرضية ولم يجد في النهاية سوى القرآن الكريم“.
 
تكريمه ثقافيا


حازت روايته " " على جائزة الدولة لعام 1970 وبتاريخ الاثنين 2/6/2008 كتب الشاعر مقالاً في (الثقافية) - الإصدار الأسبوعي لصحيفة (الجزيرة) بعنوان (ذاكرة اسمها لغز الحياة.. ذاكرة اسمها مصطفى محمود) وطالب الصحيفة بإصدار ملف (خاص) عن مصطفى محمود - تكريماً له، وبالفعل.. في تاريخ الاثنين 7/7/2008 صدر العدد الخاص من (الجزيرة الثقافية) وكان من الغلاف إلى الغلاف عن مصطفى محمود، ضم الملف كتابات لثلاثين مثقفاً عربياً من محبي مصطفى محمود، ومن أبرزهم: د. ، د. ، د. ، د. .. وغيرهم من الأدباء والمفكرين والأكاديميين، بالإضافة إلى الشاعر الذي قام بإعداد الملف كاملاً وتقديمه بصورة استثنائية. كما ضم العدد الخاص، صوراً خاصة وكلمة بخط يد مصطفى محمود وأخرى بخط ابنته أمل، وقد كتبت ابنته فيه كلمات رقيقه صورته على حقيقته "(قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته) تلك الكلمة تمثل مبدأه ومشواره الإنساني، والمقصود بالأمانة هنا، ليس المجد الأدبي والعلمي والمادي بل العطاء الإنساني لوجه الله تعالى وكل ما يفيد البشر.. أي العطاء والخير والمساندة للغير فهو إنسان شديد التسامح حتى لمن أساء إليه قولاً وفعلاً..بسيط جداً، يحمل قلب طفل يحلم بالعدالة الاجتماعية وإعلاء كلمة الأمة الإسلامية..أطال الله عمرك يا أبي ومتعك بالصحة حتى ترى حلمك يتحقق وهو وحدة الأمة العربية والإسلامية وإعلاء كلمتها لتصبح كما قال الحق في كتابه العزيز {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.." وأنهت الكلمات بـوصف نفسها " إبنته ومرافقته الوحيدة "
 
توفي الدكتور مصطفى محمود في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009 الموافق 12 ذو القعدة 1430 هـ، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عاماً، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين ولم يزره أي من المشاهير أو المسؤولين ولم تتحدث عنه وسائل الإعلام إلا قليلا مما أدى إلى إحباط أسرته.
 
**ماذا يقول الدكتور مصطفى محمود عن جمال عبد الناصر.

يقول الكاتب الكبير.. في كتاب (الإسلام السياسي والمعركة القادمة)




كان جمال عبد الناصر يحارب في الكونغو واليمن ويرفع رايات القومية والاشتراكية في كل مكان من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي ، وكان يهتف مخاطبا كل مواطن مصري : ارفع رأسك يا أخي .
ولكن المواطن المسكين والمخدوع لم يكن ليستطيع أن يرفع رأسه من طفح المجاري ومن كرباج المخابرات ومن خوف المعتقلات ومن سيف الرقابة ومن عيون المباحث ، وساد مناخ لا يزدهر فيه إلا كل منافق ، وأصبح الشعار هو الطاعة والولاء قبل العلم والكفاءة ، وتدهورت القيم ، وهبط الانتاج وارتفع صوت الغوغاء على كل شئ ، وعاش عبد الناصر عشرين عاما في ضجة اعلامية فارغة ومشاريع دعائية واشتراكية خائبة ، ثم أفاق على هزيمة تقسم الظهر وعلى انهيار اقتصادي وعلى مائة ألف قتيل تحت رمال سيناء وعتاد عسكري تحول إلي خردة ، وضاع البلد وضاع المواطن

وقال أيضا..

"" الدرس الأول الذى تعلمه عبد الناصر فى سنة أولى شيوعية فى كيفية الحفاظ على الكرسى اضرب الطبقات بعضها ببعض واشعل فتيل الحقد الطبقى
ثم احتفظ بعربة الإطفاء الوحيدة يلجأ الكل إليك ويقبل الكل قدميك ويستنجد بك الخصم والصديق لأنك تكون حينئذ مرفأ الأمان الوحيد فى بحر الفتن والأحقاد والتناقضات وهكذا فعل صاحبنا فقد وعى الدرس وطبقه بحذافيره

وهكذا ترك البلد بحراً من الفتن والأحقاد والتناقضات وميراثاً من الخراب لكل من حمله من بعده

كما أن هناك من يقولون إن عبدالناصر ليس مسؤولاً عن الفساد والتدمير والإهمال والرشوة والخراب الذى وصل بنا إلى ما نحن فيه وهم يعلمون جيداً أن الفساد ما ولد إلا فى حكم عبدالناصر الذى غابت فيه الحرية وقطعت الألسن وقصفت الأقلام وسادت مبادئ النفاق والانتهازية وحكمت مراكز القوى

وانطلقت عصابة القتل تعيث فى الأرض فساداً وما ولد الإرهاب الذى نعانى منه اليوم إلا فى زنازين التعذيب فى السجن الحربى بأمر وإشراف عبدالناصر فقد تسبب عبدالناصر وحكمه فى هزيمة منكرة وأرض محتلة

ومصر صغيرة أصغر مما ورثها عبدالناصر بمقدار سيناء وبمقدار حجم السودان كله ثم يظهر أحمد بهاء الدين ليقول إن عبدالناصر ترك الخزانة مدينة بأقل من ألف مليون
واليوم هى مدينة بأربعين ألف مليون والظاهر أنه نسى أصول الجمع والطرح ونسى جدول الضرب أو تناسى

أين أنفقت الأربعون ألف مليون وكيف أنفقت لإنشاء بنية أساسية تركها عبدالناصر منهارة مخربة أنفقت ليجد تليفونا يتكلم فيه ومواصلة يركبها وماء يشربه ومدناً سكنية.. يجد فيها الشباب غرفة يأوى إليها..
وكهرباء يقرأ عليها ومصادر طاقة وأمناً غذائياً يغطى احتياجات عشرين مليوناً زادوا فى التعداد منذ رحيل رجله وكل هذا بأسعار الثمانينيات وبالدولار الحاضر ثم حرب منتصرة محت عار وخزى 67 بكل ما تكلفه الحرب المنتصرة

ثم يمن علينا أحمد بهاء الدين بالسد العالى الذى أقامه صاحبه ولنذكره بالإنجازات الحافلة التى أنجزها صاحبه وكيف انتهت كلها إلى الإحباط وفى حياته الإنجليز الذين أخرجهم من القنال دخل مكانهم اليهود..
القناة التى أممها ردمها..
والوحدة التى أعلنها مع سوريا رفضتها سوريا..

والاشتراكية التى تصورها راية قومية تجمع العرب تحولت إلى معركة تفرقهم..
ومجانية التعليم انتهت إلى حال لا هو مجانية ولا هو تعليم..

والإصلاح الزراعى هبط بالزراعة
حتى جاء اليوم الذى أصبح فيه القمح يأتينا تبرعاً من أخوة لنا فى السعودية خضروا الصحارى وزرعوها دون اشتراكية أو شعارات..
وأخيراً انتهى عبدالناصر وانتهت سياسته إلى الهزيمة والخراب الاقتصادى وجميع أفكاره أخذت حظها من الامتحان وسقطت.
 
مصطفى محمود والسادات



كان الرئيس محمد أنور السادات "داهية سياسي" كما يصفه مصطفى محمود، فهو تظاهر بالتبعية لفكر ناصر رغم علمه بعواقبه، وحاول إصلاح كل ذلك حين أصبح رئيسا، وكان يمتلك مقومات خاصة أهلته للعب هذا الدور، ومن ذلك أنه كان مثقفا من طراز رفيع وهذا لم يسلط عليه الضوء بشكل كافٍ حتى الآن، وكان يراسل منذ صباه الصحف ويكتب مقالات باستمرار لصحيفة الجمهورية وغيرها، وخرج براءة بعد محاكمته في قضية مقتل أمين عثمان، ثم أعيدت محاكمته بتهمة التخابر مع الألمان ضد الإنجليز، وهي تهمة شريفة بميزان الوطنية وقد أنجته الثورة منها.
ويحمد للسادات برأي مصطفى محمود أنه فتح الباب أمام كل التيارات الوطنية في البلاد بلا استثناء، وربما مال في سنواته الأخيرة للتوجس من جماعات دينية متأسلمة ومتطرفة، كانت السبب في مقتل الشيخ الذهبي وزير الأوقاف وكثير من الأبرياء .
عرض السادات على مصطفى محمود أن يتولى حقائب وزارية عدة ومنها الأوقاف والثقافة، ولكن الأخير رفض بشدة، وأجاب بقوله المشهور "إذا كنت فشلت في إدارة أصغر وحدة وهي بيتي فهل أنجح في إدارة وطن بأكمله" لكن الاعتذار لم يمنع صداقتهما، وظلت لقاءاتهما في يوم جمعة من كل شهر مستمرة بفيلا السادات بالهرم وفي متواصلة غير منقطعة، كان السادات يسأل محمود في كل شيء عن مصر قبل الحرب وبعدها وعن أمريكا وحقيقة الدور الذي تمارسه في المنطقة، وعن حقيقة الجماعات الإرهابية المنسوبة للإسلام زورا ، وسأله عن جماعة الإخوان وكان رد مصطفى محمود بخصوص المسألة الأخيرة أن العمل الدعوي لابد أن ينفصل عن العمل السياسي، وأنه يرفض بشكل قاطع شعار " الإسلام هو الحل" لما فيه من التفاف على الدين لتحقيق أغراض دنيوية بحتة برأيه.
في تلك المرحلة استطاع مصطفى محمود أن يخرج للنور مسرحياته التي طالما تحدثت عن ديكتاتورية جمال عبدالناصر ومنها "الإسكندر الأكبر" ،"الإنسان والظل" و"الزلزال". وكان يسعد كثيرا باهتمام السادات ببرنامجه "العلم والإيمان" والذي كرس له أغلب سنوات حياته وحظى بمشاهدة الملايين حول العالم وقيل إن إسرائيل كانت وراء توقفه.
 
عودة
أعلى