الله يبقيك أستاذي الفاضل نمر،
في الواقع ردة الفعل الأميركية تجاه احتجاز زورقيين حربيين وأفراد من البحرية الأميركية في ديسمبر 2016 كانت مخزية جداً ومطأطأة الرأس،
أعتقد أن الإدارة السابقة لم ترغب في لجم بحرية الحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت، خصوصاً وأنها حدثت في ديسمبر 2016 إبان الموسم الانتخابي للرئاسة، وإدارة أوباما كانت تعوّل على فوز مرشحها هيلاري كلينتون، واندلاع أي حرب قد يؤثر على مرشحهم،
وهذا أيضاً ينطبق على حادثة إسقاط إيران للطائرة المسيّرة MQ-4 قبل أسبوعين، رأينا أن ترامب أوقف الضربة في آخر لحظة، بل وخرج إلى الاعلام وقال: "إن الطائرة المسيّرة التي اسقطتها إيران غير مأهولة، في حين الضربة العسكرية الأميركية ستقتل 150 شخصاً ولذلك وجدتُ أن العملية غير متماثلة"
لاحظ أستاذي الفاضل، المفارقة أن ترامب خائف على أرواح 150 إرهابياً من قوات الحرس الثوري الإيراني المدرج على قائمة الارهاب الأميركية، هذه الحجة للرئيس ترامب ضعيفة للغاية، لكن كما يقال "مجبر أخاك لا بطل"، فالحرس الثوري الإيراني أمسك بيد ترامب التي توجعه،
طبعاً منطقياً أقول بأن حسناً ما فعله ترامب بعدم توجيه ضربة عسكرية خاطفة خفيفة كالضربات التي كان يتلقيها نظام بشار الأسد في سوريا، لأن الضربة الخفيفة الخاطفة ستقوي النظام الإيراني أكثر،
وفي المقابل، أجد بأن الحادثتين (حادثة الزورقيين في ديسمبر 2016 وحادثة اسقاط المسيّرة MQ-4 قبل أسبوعين)، كلتاهما تكشفان بوضوح عن صحة تقرير مركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية للكاتب قونزنقر بخصوص استراتيجية "المنطقة المحرّمة/منع الولوج" الإيرانية، أعتقد هذا هو الاستنتاج الذي يستطيع العقل قبوله،
أما بالنسبة لما تفضلت به عن حادثة استهداف المدمرة ماسون .. USS Mason (DDG-87) أعتقد من الصعب مقارنة ضربة بحرية أميركية ضد الحوثيين مع ضربة ضد إيران، هناك اختلافات وتباينات كثيرة، من حيث الموقع الجغرافي والقدرات الحربية للحوثيين مقارنة بالحرس الثوري الإيراني الذي في عقر داره وفي جغرافيته،
أعتقد أستاذي الفاضل هذه هي النقطة التي لازلنا غير متفقين حولها منذ مشاركتك الأولى، أنا أرى بأن استراتيجية منع الولوج الإيرانية تبدو بأنها ناضجة ولديها القدرة في استعراض وفرض قوتها، في حين أنت ترى بأنها مبالغ بها من قبل كاتب التقرير قونزنقر،
دمت بخير.
أهلا ومرحبا بالاخت العزيزة عبير ...
الخلاف بيننا خلاف تقليدي بين اصحاب الخلفيات السياسية والعسكرية
دائما هناك خلاف بينهم ...
والخلاف في هذا النقاش يستند من وجهة نظر عسكرية تنفيذية على الفوارق الهائلة بين القوة الأمريكية و القوة الإيرانية
سياسيا ممكن القول بلا أي خلاف أن إيران لديها القدرة والجرأة على اتخاذ قرار تنفيذ استراتيجية منع الولوج ...
المشكلة هي كيف ستنفذ ذلك عسكريا ضد جيش يتجاوزها بقرن كامل من الزمان
العتاد العسكري الإيراني لا يرقى قطعيا الي وصف جيش محترم بل أخف وصفه له هو مليشيات عشوائية غير قادرة على إدامة عمليات عسكرية ضد جيش نصف محترم قبل أن يسحقها هذا الجيش فما بالنا ونحن نتحدث هنا عن جيش يتجاوز وصف القوة الغاشمة بمراحل ..
حينما ذكرت حادثة المدمرة ماسون أردت فقط الإيضاح أن المليشيات التي تعمل بأمر إيران وقت الجد لم تتمكن من استهداف مدمرة بسلاح إيراني رئيسي وهو صاروخ سي 802 هذا والمدمرة ماسون لا تعمل وفق قواعد اشتباك قتالية والا لسببت كارثة حتمية للحوثيين
فلنقس نفس الأمر على إيران هي تعتمد وبشكل رئيسي على النسخة الفاشلة من الصاروخ الصيني المقلد عن الاكزوست الفرنسي إلا وهو صاروخ نور المقلد عن سي 802 ..فإذا كانت امريكا قادرة بعمل فردي بمنظومة تشويش إيجابي مثل نولكا على تحييد هذا الخطر تماما فماهو الوضع حينما تنشر امريكا طائرات وسفن كاملة مخصصة للحرب الإلكترونية أضمن لكم من الآن أن أي رادار في محيط عملياتها لن يعمل قطعيا .. حينها كيف ستفرض إيران هذة الاستراتيجية بشكل عملي بحت ماهي الأسلحة التي سوف تستخدمها لذلك وماهو ردة فعل القيادة المركزية الأمريكية الوسطى التي تدير منطقة عمليات ضخمة هل ستترك إيران تبداء الهجوم ؟ في عملية فرس النبي أواخر الثمانينات لم تحتاج امريكا سوى قطعتين بحرييتين ثقيلة وقطعة إسناد و أعتقد أن لم تخني الذاكرة 4 مقاتلات لتمسح أي وجود إيراني في الخليج العربي ... شاهند التي احترقت ثم غرقت هي من ذات الفئة التي للآن تعمل في إيران كعمود فقري في سلاح البحرية الإيراني بينما القوة الأمريكية تضاعفت بمراحل عن تلك الفترة الآن امريكا ستضرب بذخائر يورانيم منضب أشك أن يستطيع أحد أن يميز القطعة التي تم ضربها لانها ستتمزق أربا .. وما حرب 2003 عنا ببعيد لذلك شخصيا أرى استحالة عملياتية في تنفيذ هذة الاستراتيجية ضد امريكا من قبل دولة بحجم روسيا لتنفذها دولة المعاتيه تلك ...
بالنسبة لترامب في الحقيقة دافعه الحقيقي في هذا التصرف ليس الخوف على حياة الفرس ولا خوف من ردة فعلهم لكن هو يريد مقابل إزاء ضرب إيران وقد يكون المقابل غير معقول من أغلب دول المنطقة .. د
أستاذتي الفاضلة عبير
إسرائيل لا تساوي قوتها 1/100 من قوة امريكا ومع ذلك هي قادرة على تنفيذ عمليات ضد إيران في سوريا بأي وقت تشاء من اليوم وبأي عمق تريد من العمليات وأعلى دقة ممكنه من الإتقان دون أن يكون للفرس حتى القدرة على حماية أنفسهم ... تحياتي لك أختي العزيزه