الصورة ﻷقصى إمتداد للدولة السعدية
تعرض تاريخ المغرب في عصر اﻹمبراطورية السعدية لتحريف ممنهج طوال قرون من طرف من وكل لهم كتابة تاريخ الدولة العثمانية في شمال أفريقيا حيث شهدت كل الروايات التركية تنقيصا من هيبة المغرب في ذلك العصر.
و بل اتجهت بعض الروايات إلى ذكر أن المغرب كان إيالة عثمانية كما يرى مراقبون مغاربة ان عدم إستطاعة الدول العثمانية السيطرة على المغرب و تكبدها خسائر متتالية في عدة معارك لعل أكبرها معركة وادي اللبن أمام الدولة السعدية خلف احتقارا عثمانيا كبيرا تجاه الدولة السعدية .
الدولة السعدية نشأت في ظروف صعبة جدا مر منها تاريخ المغرب حيث تم احتﻻل كل سواحله في عهد الدولة الوطاسية من طرف البرتغال و اﻹسبان ضعف المغرب الوطاسي و عدم استطاعته التوسع في الجزائر و تونس و عدم القدرة على حماية المغرب اﻹسﻻمي من الغزو الصليبي نتج عنه استنفار في الجزائر و قيام قبائلها باﻹستنجاد بالدولة العثمانية ليكون السبب الرئيسي في نزول اﻷساطيل العثمانية في تونس و الجزائر بقيادة أمير البحار خير الدين باربروسا .
في نفس الفترة الدولة السعدية كانت قد وحدت المغرب و قضت على الدولة الوطاسية و طردت البرتغال و اﻹسبان من كل اﻷراضي المغربية حيث تخندق الصليبيون بمدينتي سبتة و مليلية .
ظن السعديون ان جهتهم الشرقية ستكون مؤمنة فقاموا بحمﻻت عسكرية على سواحل الشمال ﻹسترجاع سبتة .
فقام أحد اﻻمراء الوطاسيين الهاربين بطلب الدعم العسكري من الدولة العثمانية ﻹسترجاع المغرب من الحكم السعدي فوافق اﻷتراك على ذلك فقاموا بإحتﻻل مدينة فاس .
فكان هذا اعﻻنا للحرب و صراع عسكري جديد بين دولتين اسﻻميتين فلم يكمل الحكم العثماني لمدينة فاس اشهرا حتى تمكن السعديون من إستراجعها و شنو حملة عسكرية تجاه الجزائر و ضموا مدينة مستغانم و ما جاورها .
فقام سليمان القانوني بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الجزائر فتمكنوا من استرجاع مستغانم و انسحبت القوات السعدية الى فاس تأهبا لصد حملة صليبية جديدة .
كل هذه المناوشات من هنا و هناك كان ﻻزما أن ينتج عنها معارك فاصلة تفرض اﻷمر الواقع في المنطقة .
فكان حتميا انهاء الصراع السعدي العثماني و الصراع السعدي البرتغالي و تجلى ذلك في معركتي " الملوك الثﻻتة ، وادي المخازن " بين السعديين و البرتغال و معركة وادي اللبن بين السعديين و العثمانيين .
و التي انتصر السعديون في كليهما و فرضت الدولة السعدية اﻷمر الواقع و هو انها ضمن 3 اقوى إمبراطوريات في ذاك العصر