اليوم ومنذ ساعات قليلة صدر البيان الثالث من وزارة الداخلية بخلاف قيام التنظيم الإرهابي في سيناء بنشر مجموعة من الصور من تنفيذهم لعملية الهجوم على كمين البطل.
أولا : بيان الوزارة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" في اطار ملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في مهاجمة أحد الأكمنة الأمنية جنوب العريش فجر 5 يونيو الأربعاء، توافرت معلومات حول اختباء مجموعة من العناصر الإرهابية داخل مزرعة زيتون بالظهير الصحراوي بمنطقة العبور جنوب العريش وأثناء محاصرتهم قاموا بإطلاق النيران بصورة مكثفة تجاه القوات فتم التعامل معهم. وأسفر عن مصرع 8 عناصر وعثر بحوزتهم على عدد 5 بنادق آلية وعبوة متفجرة وحزامين ناسفين. تم اتخاذ الاجراءات القانونية وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق."
بذلك يكون عدد من تم تصفيتهم حتى من الآن من المنفذين 27 عنصراً إرهابيا.
ثانيا : إصدار التنظيم الإرهابي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما توقعت في مقالي السابق الذي نشرته أمس، ومن تحليلي لتلك الصور :
1- المعركة لم تستغرق إلا دقائق وليس ساعات كما استمات البعض في محاولة التأكيد على ذلك بدون أدنى دليل، وهذا يبدو واضحاً من ضوء النهار من بداية الهجوم وحتى النهاية.
2- احتمال أن " بطل 14 " كمينا متحركاً يتألف من 1 - 2 مركبة، وهو ما كان صحيحاً ويتمثل في مركبة مدرعة " تمساح 2 " ويبدو أنها عبارة عن دورية متحركة للتدخل والدعم بين الأكمنة الثابتة وبعضها البعض.
3- أن عدد المهاجمين أكبر من عدد أفراد الشرطة، وهو أيضا ما كان صحيحاً ويمكنكم إحصاء ما مجموعه 22 عنصراً إرهابيا في الصورة رقم ( 1 )، بل هو في حقيقة الأمر أكبر من ذلك ولن يقل عن 30 - 40 فرداً.
4- تمت مهاجمة أفراد الكمين من مختلف الاتجاهات ومشاغلتهم من مسافة بعيدة نسبيا بالرشاشات المتعددة التي تتميز بالمدى النيراني المؤثر الأكبر من مدى البنادق الآلية، كما يظهر في الصور رقم ( 3 - 4 ).
5- الأبطال والشهداء من الشرطة لم يكونوا جميعا داخل المدرعة ( ربما لاستطلاع او تمشيط او تفقد للمنطقة المحيطة قبل أن تبادرهم العناصر الارهابية بالهجوم المفاجىء والكثيف ) ولم تتح لهم فرصة العودة لها، وآثر الباقون دعم زملائهم، وبكل تأكيد استشهد كل من حاول تقديم الدعم من برج المدرعة بواسطة القناصة ( التسجيل المتداول بأن الارهابيين لديهم قناصة وآر بي جي [ هنا تظهر أهمية وضرورة تعميم استخدام الأبراج القتالية العاملة بالتحكم عن بعد من داخل المدرعة، وتم محلياً تطوير تلك الأبراج وظهرت في معرض إيدكس 2018 ونتمنى إدخالها الخدمة قريبا بشكل مُوسع ] ) ويظهر في الصورة الثالثة والرابعة استخدام العناصر الإرهابية للرشاشات المتعددة وأيضا يظهر قاذف آر بي جي مع احدهم ( في الصورة الرابعة ايضا يظهر ما يبدو أنه كمين تحت الإنشاء والتجهيز وهو بكل تاكيد غير مأهول حتى الآن لأنه لم يتعرض لأية إصابات [ المنطقي ان يتم التعامل عليه بالآر بي جي والهاون اذا كان مأهولا ] ولم يظهر من الاساس الا في هذه اللقطة من الإصدار وتجاهلته العناصر الإرهابية بشكل تام ).
6- نجحت العناصر المهاجمة في الوصول للمدرعة ( الصور رقم 6 - 7 ) وقاموا بتحريكها لمسافة قصيرة حتى وصلوا للمنزل المهجور كما في الصورة رقم ( 8 ),
7- تم قصف المركبة المدرعة بمن فيها / حولها من العناصر الإرهابية بواسطة الطيران ( بنسبة كبيرة طائرات بدون طيار ) كما هو واضح في الصورة رقم ( 10 )، والتي يظهر فيها منزل مهجور لا علاقة له بأية أكمنة كما خرج علينا البعض بكلام خزعبلي من نوعية " مبني على نص طوبة ". ( الصورة لا علاقة لها بإصدار التنظيم الإرهابي )
8- الدعم الجوي كان قريبا ومتواجدا بدليل استخدام العناصر لمنظومة صواريخ " ستريلا " المحمولة على الكتف كإجراء وقائي كما يظهر في الصورة ( 9 )، ولكن بكل تأكيد لم تكن ذات جدوى. وهذا أيضا ينفي ادعاء البعض بغياب الدعم الجوي.
* توجد لقطة واحدة يظهر فيها 2 من شهدائنا ( أمتنع عن نشرها ) وهذا يعني أن باقي الشهداء والناجين من قوة الشرطة كانوا متحصنين في عدة مواقع في محيط الهجوم.
9- هذا الإصدار تم رفعه على الإنترنت بالأمس او ليلة أول أمس من قبل من تبقى حياً من العناصر الإرهابية قبل قيام قوات الشرطة بقتل وتصفية أعداد إضافية من منفذي العملية.
10- هناك غياب تام لسيارات البيك أب والدفع الرباعي المحمل بالرشاشات الثقيلة عيار 12.7 مم و14.5 مم، وكذلك غياب تام لمنظومات صواريخ الكورنيت المضادة للدروع كما كان يحدث في فترات سابقة، إلى جانب تدني مستوى التجهيزات الفردية وغياب للأفرولات المموهة التي كانت تمنجهم مظهرا شبيها بالوحدات العسكرية، مما يؤكد على نجاح العمليات العسكرية والأمنية في القضاء على مصادر وخطوط الدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية بشمال سيناء.
11- حاولت العناصر الإرهابية تحقيق أي نصر معنوي بعد سلسلة من الهزائم والفشل الذريع نتيجة الضربات الاستباقية للقوات المسلحة وقوات الشرطة وتشديد وإحكام السيطرة بشكل هائل على مناطق النشاط الإرهابي على مدار العامين الأخيرين، وتحديداً خلال العملية الشاملة
#سيناء_2018 وإحباط العديد من محاولات الهجوم على الكمائن والارتكازات الأمنية، ويمكن مراجعة بيانات القوات المسلحة والداخلية السابقة في هذا الشأن.
12- رغم سقوط الشهداء، وخروج هكذا إصدار، ورغم كم الحزن والغضب في نفوس المصريين، إلا أن التنظيم الإرهابي فشل في تحقيق أي هدف استراتيجي، سواء كان سيطرة على أرض او رفع للعلم الأسود فوق كمين / ارتكاز، او تنفيذ عملية ضخمة ذات أصداء واسعة كما كان يحدث سابقاً، بل وفشل حتى الانسحاب والهروب دون خسائر ودون تصفية لمن تبقى حياً بعد تنفيذ العملية.
أخيرا، أنا أقدر بشدة ما يشعر به أي مصري غيور على أرضه وعلى أخوته من أبطال وشهداء القوات المسلحة والشرطة، وما يحتشد بداخله من هم ثقيل وغضب وحزن، وأدرك تمام الإدراك أن كل قطرة دم طاهرة من أبطالنا دونها الرقاب، ولكن، إذا كنا نرغب بالفعل في دعم هؤلاء الأبطال، فعلينا ان نعيد حساباتنا في طريقة نقدنا لكل كبيرة وصغيرة، وأن نراجع لهجتنا المشككة والهجومية، والتي تؤذي اكثر مما تفيد.
هل هناك قصور او أخطاء ؟ بكل تأكيد وإلا فنحن نخدع انفسنا قبل ان نخدع غيرنا، بل ونرجو ونتمنى دائماً ألا تحدث اية أخطاء وألا يسقط منا شهيد ولا مصاب .. ولكن ما هي نسبة القصور والأخطاء مقابل نسبة النجاحات منقطعة النظير ؟
كم عملية نجح الارهاب في تنفيذها خلال العامين الأخيرين مقابل كم ضربة استباقية وعملية نوعية للقوات المسلحة والشرطة نجحت في تصفية العشرات، بل المئات من الأنجاس بشمال سيناء وحدها ؟ ( 500 ارهابي في 2018 )
كم نفق تم تدميره / سده / اغراقه ؟ ( 16 فتحة نفق في 2018 )
كم مركبة وكم دراجة نارية تم تدميرهم ؟ ( 1086 سيارة و1000 دراجة نارية في 2018 )
كم روح تم انقاذها مع كل نجاح في تكفيك او تفجير عبوة ناسفة تم زرعها على محاور الحركة لقواتنا ؟ ( 1200 عبوة ناسفة )
كم عملية ارهابية تم تنفيذها في 2014 وحتى 2018 ؟ ( 222 عملية في 2014 و594 عملية في 2015 و199 في 2016 و50 في 2017 ( تقرير جريدة الوطن يقول 110 عملية ) و8 في 2018 )
رابط لتحليل الهيئة العامة للاستعلامت :
https://bit.ly/2XwN0nL
رابط من جريدة الوطن :
https://bit.ly/2I0kXrP
هكذا يُقاس النجاح والفشل، بمراقبة منحنى النشاط الإرهابي ومنحنى العمليات النوعية للقوات المسلحة والشرطة، وبتحقيق الأهداف المنشودة من تلك الحرب، ولغة الأرقام لا تخطىء ولا تحتمل التاويل والتشكيك.
_______________________________
منقول
Mohamed Al-Kenany