الحشد الأمريكي في الشرق الأوسط #متابعة مستمرة

ماهي احتمالات المواجهة مع ايران؟


  • مجموع المصوتين
    349
وش المحبة اللي بينهم !!!! يجب أن يتم دراسة العلاقات الألمانية الإيرانية وفهم هذا التعاون الغريب بينهم

مع ان السعودية تشتري من ألمانيا السلاح وهذا يفيد الخزينة الألمانية ومع هذا حضروا بيع الأسلحة الآن وبالتالي خسروا مليارات الدولارات
العرق الآري
حيث يدعي الالمان
انهم يشتركون بهذا العرق مع الاكراد والايرانيين
 
ايران تفاوض وتناور

ايران لم تعتدي علينا بالحرب المباشرة وكلا الطرفين لايريد حرب مباشرة

مشكلتنا مع الايرانيين هي عملهم على التدخل عبر اذرعتهم وميليشياتهم في المنطقه لذلك معاهدة عدم اعتداء لا قيمة لها

نحن نريد معاهدة عدم دعم الميليشيات
معاهدة عدم التدخل في الشؤون الداخليه للدول العربيه
معاهدة تضمن تحول ايران من تصدير الثوره الى دولة طبيعيه
 
[الأستاذ بو دروش♚ @بو دروش♚
لربما تهمكم هذه الاحصائية، لأن أجدك مهتم بالوضع الاقتصادي في إيران،
الإحصائية لعام 1397 بالتقويم الإيراني، وهو عام 2018م
والإحصائية عن مؤشر أو معدل البؤس أو الفقر في محافظات إيران لعام 2018م،
ويعتمد مؤشر أو معدل البؤس على معدل التضخم الكلي ومعدل البطالة،

00.jpg


بحسب الاحصائية تقول أن مؤشر الفقر في البلاد بوجه عام نسبته 38.5%
وأن أعلى مؤشر للفقر كان في محافظة چهارمحال وبختیاری بنسبة 48.9%، ومحافظة كرمانشاه بنسبة 44.5%، ومحافظة كردستان بنسبة 44.2%
وأقل مؤشر للفقر كان في محافظة سمنان بنسبة 32.4%، ومحافظة أردبيل (وهي محافظة أذرية) بنسبة 33%، ومحافظة كرمان بنسبة 33%.
ومن الملاحظ أن مؤشر الفقر في محافظة العاصمة طهران بنسبة 41%.
أما معدل البطالة فبحسب هذه الاحصائية تقول بأنها تتراوح ما بين 30% إلى أعلى من 45%، فالمحافظات التي باللون الأحمر لديها معدل بطالة بنسبة أعلى من 45%، والمحافظات التي باللون الوردي أو الفوشي معدل البطالة فيها يتراوح ما بين 40% إلى 45%، والمحافظات باللون البرتقالي معدل البطالة فيها يتراوح ما بين 35% إلى 45%، والمحافظات باللون الأصفر معدل البطالة فيها يتراوح ما بين 30% إلى 35%.

الاحصائية من إعداد موقع اعتماد أونلاين:
رابط الموقع:

 
اتفهم خوف العراقيين من رحى حرب من الممكن ان تشب على اراضيهم لكن الانبطاح التام لايران و الخوف من ميليشيات عقائدية طائفية ولائها لايران امر من غير المقبول السماح به.
حديث وزير الخارجية حاله حال تركيا التي تحدثت عن رفضها للعقوبات الامريكية ووصفتها بالعقوبات الاحادية وفي النهاية التزمت بالعقوبات واوقفت شراء النفط الايراني،مجاملات دبلوماسية وحديث لايقدم ولايؤخر والعراق مجبر على الالتزام بالعقوبات وزيارة وزير الخزانة الامريكي صريحة بهذا الاتجاه.
 
بصراحة الإيرانيين مصايب في السياسية يعرفوا يناوروا ويفاوضوا لديهم جراءه سياسية قوية

لكن انا متاكد انو مع السياسية السعودية الحاليّه بنعرف نتعامل معهم جيدا
 
هيئة الإذاعة والتلفزيون تطلق قناة "السعودية مباشر"لتغطية القمم الثلاث كما ستخدم كل المناسبات المهمة التي تشهدها المملكة في الفترة المقبلة.
.

⁧ #السعودية ⁩ ⁧ #الإعلام ⁩
.
 
أجد أن عدد من الأخوة الكرام مستغربين ومندهشين من الدور الألماني وعلاقات ألمانيا وإيران،
إسمحوا لي أن أضع لكم بعض من تطورات العلاقات الألمانية - الإيرانية خلال أكثر من قرن من الزمان،
بداية يجب أن تعرفوا أن العلاقات الألمانية - الإيرانية هي علاقات استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولفهم طبيعة هذه العلاقات سأضع لكم بإيجاز تطورها وأسبابها في شكل نقاط كالتالي:


1 - بدأت العلاقات الألمانية - الإيرانية منذ عام 1871، عندما برزت ألمانيا بوصفها دولة قومية. وعقب عامين من ظهور ألمانيا على الخريطة كدولة جديدة، وصل ناصر الدين شاه إيران آنذاك إلى برلين في زيارة رسمية في موكب لم يسبق له مثيل.
2 - ظلت إيران لما يزيد عن قرن من الزمان تبحث عن قوة أوروبية يمكنها أن توازن الإمبراطوريتين القيصرية والبريطانية اللتين نهشتا أطراف الأراضي الإيرانية، في إطار طموحهما الاستعماري. وبدت ألمانيا في عام 1871 بالتقارب نحو إيران حتى أصبحت حليفا جيداً.
3 - منذ بدايات القرن العشرين (1900) كان الألمان ينظرون إلى إيران بأنه حليفهم الوحيد المحتمل في الشرق الأوسط، الذي يهيمن عليه بريطانيا وروسيا. وجرى اختبار صداقتهم خلال الحرب العالمية الأولى عندما رفضت إيران أن تنضم إلى المحور المناوئ لألمانيا، مما جعلها تعاني عواقب هذا الموقف. وخلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلت بريطانيا وروسيا إيران كانت ألمانيا بالنسبة إلى إيران القوة المضادة المرحب بها، وكانوا الألمان محبوبين من قبل الشعب الإيراني والحاكم في إيران.
4 - بعد مجيء النظام النازي في ألمانيا، أضيف بُعد جديد إلى العلاقة الإيرانية - الألمانية، ألا وهو "خرافة الأصول الآرية المشتركة". فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم ورثة الهوية الآرية، ويقولون بأن الهوية "الآرية" تؤكده النقوش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 عام مضت، حين وصف داريوس، ملك ملوك الأخمينيين، نفسه بأنه "آري وإبن آري". كما أن اسم البلاد [إيران] ومعناه "أرض الآريين".
أما تاريخ فكرة أن الألمان من أصل آري يرجع إلى القرن الـ 19، وظهور فكرة القومية في أوروبا. الكثيرين من الألمان يدعون بأنهم من أصول آرية مشتركة مع الإيرانيين، وأنهم انحدروا من قبائل الأور الآرية، التي يرجع أصلها إلى مكان ما في قارة آسيا، ثم انفصلوا إلى جماعات عدة، قبل أن يتجهوا إلى الهند، وإيران، ووسط أوروبا (وبالمناسبة حتى الآيرلنديون أيضاً يدعون أن أصولهم آرية، وقاموا بتسمية جمهوريتهم المؤسسة حديثاً باسم جمهورية آيرلندا، التي تعني أرض الآريين، آير لندا الإسم الجديد).
ولذلك نجد أن مشعل الآرية قد انتقل من الإيرانيين إلى الألمان. وبعض المفكرين الألمان يقولون أن السلالة الإيرانية أفسدها الإسلام و "سلالات منحطة"، مثل العرب والمغول. وعندما أراد الرايخ الثالث في عام 1936 نشر قائمته الرسمية التي تشمل السلالات العليا والدنيا، أثير بعض الجدل بشأن المكانة التي ستُخصص للإيرانيين. وفي النهاية ساد مبرر وجود الدولة، وأعلنت إيران "أمة آرية".
5 - أثناء الحرب العالمية الثانية أعلنت إيران حيادها. لكن في الواقع، حاكم إيران - آنذاك - رضا بهلوي (والد شاه إيران) أبدى تعاطفاً مع أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إيران تميل إلى ألمانيا النازية وهتلر، لكن هذه المرة قام الحلفاء بغزوها، نتيجة لرفضها أن تقطع علاقاتها بألمانيا النازية. وتسبب موقف رضا بهلوي في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيرن ثم عزلوه عن الحكم في عام 1941، ثم نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جنوب إفريقيا في جوهانسبرغ حيث توفي هناك في عام 1944،
6 - قامت بريطانيا والاتحاد السوفيتي بتنصيب إبن رضا بهلوي (محمد رضا شاه إيران) ملكاً على إيران، ولكن كانت صلاحياته محدودة، إذ أن البريطانيين والسوفيت كانوا يتحكمون في إدارة الحكم، وبالدرجة الأولى البريطانيين، وظلت بريطانيا تدير شئون الحكم في إيران من خلف الستار قرابة أربعة أعوام أو أكثر،
7 - في عام 1952 أقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية مع إيران ولعبت في السنوات والعقود اللاحقة دوراً هاماً في التحول الصناعي للبلاد. فمعظم الآلات التي كانت في المصانع الإيرانية هي آلات من "صنع ألمانيا" وكانت تتمتع بسمعة عالية في إيران إلى يومنا هذا. وتطورت ألمانيا إلى أهم شريك اقتصادي مع إيران،
8 - في عام 1960، كانت إيران أول دولة تستضيف معرض ألماني يقام في دولة أجنبية عقب الحرب العالمية الثانية، بحضور وزير الاقتصاد الألماني على رأس وفد يضم أكثر من مائة رجل أعمال ألماني.
9 - وبعد ذلك كان يحرص جميع المستشارين الألمان، بدءا من كونراد أديناور، على زيارة إيران، إلى أن سقط حكم الشاه. وحتى بعد استيلاء الملالي على السلطة، عزز الألمان تلك العلاقة الاستثنائية، عبر القيام بزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة المستشار غيرهارد شرودر. فضلاً عن ذلك، وعندما سن تشريع يقضي بتشجيع الاستثمار في إيران، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أقر فيها البرلمان الألماني الاتحادي قانوناً بالإجماع.
10 - في عام 1979، بعد الثورة في إيران، تغيّر هيكل السلطة جذرياً في إيران، وبالرغم من أن الثورة حملت بوضوح سمات معادية للغرب وخضعت العلاقات الألمانية الإيرانية جزئياً لتوترات قوية. لكن التواصل لم ينقطع. كلا الطرفين كان يبذل الجهد للحفاظ على القنوات الدبلوماسية وأخرى مفتوحة،
11 - وللتقرب من ألمانيا والتودد لها
دأب نظام الملالي بالتفاخر بأصوله "الآرية" في محاولة لدغدغة مشاعر الألمان على الرغم من أن معظم قادة نظام الملالي يدعون زوراً وكذباً بأنهم من سلالة أهل البيت وأنهم من السادة إلا أن في علاقاتهم مع الألمان كانوا يظهرون هويتهم "الآرية"، حيث كان كبار المسؤولين في نظام الملالي يتفاخرون بـ "الآرية" عند ارسال الخطابات إلى ألمانيا، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كتب رفسنجاني، الملا الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، خطاباً إلى المستشار الألماني هلموت كول ذكر فيه "جذورنا الآرية المشتركة"، وفي المقابل كان المسؤولين الألمان يبادلون نظام الملالي هذا التفاخر، فقد كان يحلو لكلاوس كينكل، وزير خارجية كول، أن يقول في إشارة إلى العلاقات التي تجمعهم مع إيران: "تراثنا المشترك ومائة عام من التحالف".
12 - وفي عام 2009 أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب إلى رئيس إيران - آنذاك - محمود أحمدي نجاد قالت فيه:
إن "التحالف" الإيراني - الألماني (الذي أنهاه الحلفاء عام 1941) ينبغي أن يجري إحياؤه.
13 - في عام 2015 تم اعتماد الاتفاقية النووية الدولية مع إيران. وعلى إثرها تم إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات في 2016. ورأت ألمانيا أن هناك فرصة لإحياء العلاقات. فتحت شعار "التحول من خلال التقارب والتجارة" سافر وزير الاقتصاد السابق زيغمار غابرييل كأول سياسي غربي إلى إيران برفقة وفد اقتصادي رفيع.
14 - بعض النقاد يرى بأن
السبب وراء ارتباط الألمان بإيران يرجع إلى أسباب اقتصادية بحتة إلى حد كبير، بيد أن الأمر ليس كذلك. إذ إن ألمانيا بوصفها أكبر المصدرين في العالم، ليست في حاجة ماسة إلى إيران، نظراً لأن حجم الوارادت الألمانية إلى إيران دوماً لم تكن بنسب عالية قياساً لدول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وتركيا ... الخ، وليس لأن ألمانيا أحد المستوردين الرئيسين للنفط الإيراني، فبحسب أحد المفكرين الألمان ماتثيس كونتزيل الذي قام بتأليف كتاب باللغة الألمانية بعنوان "ألمانيا وإيران: من المحور الآري إلى العتبة النووية"، يقول: هناك سببان على الأقل يحملان القادة الألمان على مساعدة إيران لتحدي الولايات المتحدة.
السبب الأول: هو امتعاض ألمانيا من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها احتلال أجنبي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن أن يعبر عن هذا الامتعاض علناً، حتى ولو كان ذلك ليس لسبب سوى أن ألمانيا عضو في "الناتو"، أو لحاجتها إلى الحماية الأميركية ضد روسيا، التي كانت تمثل عدواً خطيراً خلال الحرب الباردة.
السبب الثاني: هو أن إيران واحدة من الدول القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تنظر إلى الألمان بوصفهم "مجرمي حرب" بسبب هتلر. وظلت ألمانيا، لمدة تجاوزت مائة عام، القوة الأوروبية المفضلة لدى الإيرانيين.
ويبادل الألمان ذلك الشعور بتقدير إيران. ويستشهد الكاتب كونتزيل في كتابه بعدد من استطلاعات الرأي التي تظهر أن الغالبية العظمى من الألمان يعتقدون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هم من يمثلون تهديدا للسلام العالمي، وليس إيران. ويشدد كونتزيل على أن الألمان سئموا من تذكيرهم دائما بجرائم هتلر، من خلال اللعب على وتر "الهولوكوست"، بيد أن الشعب الإيراني لم يعر قضية الهولوكوست اهتمامه على الإطلاق، وهو ما يشعر كثيرا من الألمان بالارتياح.
** كتاب ماثيس كونتزيل تم ترجمته إلى الإنجليزية والفارسية، وقد حظيت النسخة الفارسية على إقبال شديد من قبل الإيرانيين لقرائته واقتنائه، والنسخة الإنجليزية من ترجمة Colin Meade والكتاب بعنوان:
Germany and Iran: From the Aryan Axis to the Nuclear Threshold
61jZPymy3FL.jpg

صورة غلاف الكتاب المترجم للنسخة الإنجليزية

15 - بحسب كتاب ماتثيس كونتزيل، أن الملف النووي الإيراني يعطي ألمانيا فرصة للعب دور دبلوماسي كبير. ومن الناحية الاقتصادية، تعد ألمانيا قوة اقتصادية أكبر من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين. ورغم أنها ليست عضوا في مجلس الأمن،
فإن معادلة أي صفقة دولية مع إيران تكون ألمانيا شريكة فيها هي بمثابة مجلس أمن موازٍ لألمانيا، وسبق قد وصف وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلاده بأنها تمثل "درعاً لإيران في مواجهة الولايات المتحدة".
 
التعديل الأخير:
وزيرة خارجية ايران يربع ويروغ هو ونائبه

واحد راح يمين وواحد شمال

بعد زيارة يوسف بن علوي الى ايران والرساله التي اوصلها من ترمب

زيارات يمنى ويسرى
وتوقيع معاهده عدم الاعتداء
واستفتاء على النووى
وخامئني يسجن واحد يسب السنه

الرساله قويه
 
الطيران الحربي الإسرائيلي نشط منذ الصباح في الأجواء اللبنانيه

وينوا ابو صواويخ

أجد أن عدد من الأخوة الكرام مستغربين ومندهشين من الدور الألماني وعلاقات ألمانيا وإيران،
إسمحوا لي أن أضع لكم بعض من تطورات العلاقات الألمانية - الإيرانية خلال أكثر من قرن من الزمان،
بداية يجب أن تعرفوا أن العلاقات الألمانية - الإيرانية هي علاقات استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولفهم طبيعة هذه العلاقات سأضع لكم بإيجاز تطورها وأسبابها في شكل نقاط كالتالي:


1 - بدأت العلاقات الألمانية - الإيرانية منذ عام 1871، عندما برزت ألمانيا بوصفها دولة قومية. وعقب عامين من ظهور ألمانيا على الخريطة كدولة جديدة، وصل ناصر الدين شاه إيران آنذاك إلى برلين في زيارة رسمية في موكب لم يسبق له مثيل.
2 - ظلت إيران لما يزيد عن قرن من الزمان تبحث عن قوة أوروبية يمكنها أن توازن الإمبراطوريتين القيصرية والبريطانية اللتين نهشتا أطراف الأراضي الإيرانية، في إطار طموحهما الاستعماري. وبدت ألمانيا في عام 1871 بالتقارب نحو إيران حتى أصبحت حليفا جيداً.
3 - منذ بدايات القرن العشرين (1900) كان الألمان ينظرون إلى إيران بأنه حليفهم الوحيد المحتمل في الشرق الأوسط، الذي يهيمن عليه بريطانيا وروسيا. وجرى اختبار صداقتهم خلال الحرب العالمية الأولى عندما رفضت إيران أن تنضم إلى المحور المناوئ لألمانيا، مما جعلها تعاني عواقب هذا الموقف. وخلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلت بريطانيا وروسيا إيران كانت ألمانيا بالنسبة إلى إيران القوة المضادة المرحب بها، وكانوا الألمان محبوبين من قبل الشعب الإيراني والحاكم في إيران.
4 - بعد مجيء النظام النازي في ألمانيا، أضيف بُعد جديد إلى العلاقة الإيرانية - الألمانية، ألا وهو "خرافة الأصول الآرية المشتركة". فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم ورثة الهوية الآرية، ويقولون بأن الهوية "الآرية" تؤكده النقوش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 عام مضت، حين وصف داريوس، ملك ملوك الأخمينيين، نفسه بأنه "آري وإبن آري". كما أن اسم البلاد [إيران] ومعناه "أرض الآريين".
أما تاريخ فكرة أن الألمان من أصل آري يرجع إلى القرن الـ 19، وظهور فكرة القومية في أوروبا. الكثيرين من الألمان يدعون بأنهم من أصول آرية مشتركة مع الإيرانيين، وأنهم انحدروا من قبائل الأور الآرية، التي يرجع أصلها إلى مكان ما في قارة آسيا، ثم انفصلوا إلى جماعات عدة، قبل أن يتجهوا إلى الهند، وإيران، ووسط أوروبا (وبالمناسبة حتى الآيرلنديون أيضاً يدعون أن أصولهم آرية، وقاموا بتسمية جمهوريتهم المؤسسة حديثاً باسم جمهورية آيرلندا، التي تعني أرض الآريين، آير لندا الإسم الجديد).
ولذلك نجد أن مشعل الآرية قد انتقل من الإيرانيين إلى الألمان. وبعض المفكرين الألمان يقولون أن السلالة الإيرانية أفسدها الإسلام و "سلالات منحطة"، مثل العرب والمغول. وعندما أراد الرايخ الثالث في عام 1936 نشر قائمته الرسمية التي تشمل السلالات العليا والدنيا، أثير بعض الجدل بشأن المكانة التي ستُخصص للإيرانيين. وفي النهاية ساد مبرر وجود الدولة، وأعلنت إيران "أمة آرية".
5 - أثناء الحرب العالمية الثانية أعلنت إيران حيادها. لكن في الواقع، حاكم إيران - آنذاك - رضا بهلوي (والد شاه إيران) أبدى تعاطفاً مع أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إيران تميل إلى ألمانيا النازية وهتلر، لكن هذه المرة قام الحلفاء بغزوها، نتيجة لرفضها أن تقطع علاقاتها بألمانيا النازية. وتسبب موقف رضا بهلوي في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيرن ثم عزلوه عن الحكم في عام 1941، ثم نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جنوب إفريقيا في جوهانسبرغ حيث توفي هناك في عام 1944،
6 - قامت بريطانيا والاتحاد السوفيتي بتنصيب إبن رضا بهلوي (محمد رضا شاه إيران) ملكاً على إيران، ولكن كانت صلاحياته محدودة، إذ أن البريطانيين والسوفيت كانوا يتحكمون في إدارة الحكم، وبالدرجة الأولى البريطانيين، وظلت بريطانيا تدير شئون الحكم في إيران من خلف الستار قرابة أربعة أعوام أو أكثر،
7 - في عام 1952 أقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية مع إيران ولعبت في السنوات والعقود اللاحقة دوراً هاماً في التحول الصناعي للبلاد. فمعظم الآلات التي كانت في المصانع الإيرانية هي آلات من "صنع ألمانيا" وكانت تتمتع بسمعة عالية في إيران إلى يومنا هذا. وتطورت ألمانيا إلى أهم شريك اقتصادي مع إيران،
8 - في عام 1960، كانت إيران أول دولة تستضيف معرض ألماني يقام في دولة أجنبية عقب الحرب العالمية الثانية، بحضور وزير الاقتصاد الألماني على رأس وفد يضم أكثر من مائة رجل أعمال ألماني.
9 - وبعد ذلك كان يحرص جميع المستشارين الألمان، بدءا من كونراد أديناور، على زيارة إيران، إلى أن سقط حكم الشاه. وحتى بعد استيلاء الملالي على السلطة، عزز الألمان تلك العلاقة الاستثنائية، عبر القيام بزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة المستشار غيرهارد شرودر. فضلاً عن ذلك، وعندما سن تشريع يقضي بتشجيع الاستثمار في إيران، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أقر فيها البرلمان الألماني الاتحادي قانوناً بالإجماع.
10 - في عام 1979، بعد الثورة في إيران، تغيّر هيكل السلطة جذرياً في إيران، وبالرغم من أن الثورة حملت بوضوح سمات معادية للغرب وخضعت العلاقات الألمانية الإيرانية جزئياً لتوترات قوية. لكن التواصل لم ينقطع. كلا الطرفين كان يبذل الجهد للحفاظ على القنوات الدبلوماسية وأخرى مفتوحة،
11 - وللتقرب من ألمانيا والتودد لها
دأب نظام الملالي بالتفاخر بأصوله "الآرية" في محاولة لدغدغة مشاعر الألمان على الرغم من أن معظم قادة نظام الملالي يدعون زوراً وكذباً بأنهم من سلالة أهل البيت وأنهم من السادة إلا أن في علاقاتهم مع الألمان كانوا يظهرون هويتهم "الآرية"، حيث كان كبار المسؤولين في نظام الملالي يتفاخرون بـ "الآرية" عند ارسال الخطابات إلى ألمانيا، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كتب رفسنجاني، الملا الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، خطاباً إلى المستشار الألماني هلموت كول ذكر فيه "جذورنا الآرية المشتركة"، وفي المقابل كان المسؤولين الألمان يبادلون نظام الملالي هذا التفاخر، فقد كان يحلو لكلاوس كينكل، وزير خارجية كول، أن يقول في إشارة إلى العلاقات التي تجمعهم مع إيران: "تراثنا المشترك ومائة عام من التحالف".
12 - وفي عام 2009 أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب إلى رئيس إيران - آنذاك - محمود أحمدي نجاد قالت فيه:
إن "التحالف" الإيراني - الألماني (الذي أنهاه الحلفاء عام 1941) ينبغي أن يجري إحياؤه.
13 - في عام 2015 تم اعتماد الاتفاقية النووية الدولية مع إيران. وعلى إثرها تم إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات في 2016. ورأت ألمانيا أن هناك فرصة لإحياء العلاقات. فتحت شعار "التحول من خلال التقارب والتجارة" سافر وزير الاقتصاد السابق زيغمار غابرييل كأول سياسي غربي إلى إيران برفقة وفد اقتصادي رفيع.
14 - بعض النقاد يرى بأن
السبب وراء ارتباط الألمان بإيران يرجع إلى أسباب اقتصادية بحتة إلى حد كبير، بيد أن الأمر ليس كذلك. إذ إن ألمانيا بوصفها أكبر المصدرين في العالم، ليست في حاجة ماسة إلى إيران، نظراً لأن حجم الوارادت الألمانية إلى إيران دوماً لم تكن بنسب عالية قياساً لدول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وتركيا ... الخ، وليس لأن ألمانيا أحد المستوردين الرئيسين للنفط الإيراني، فبحسب أحد المفكرين الألمان ماتثيس كونتزيل الذي قام بتأليف كتاب باللغة الألمانية بعنوان "ألمانيا وإيران: من المحور الآري إلى العتبة النووية"، يقول: هناك سببان على الأقل يحملان القادة الألمان على مساعدة إيران لتحدي الولايات المتحدة.
السبب الأول: هو امتعاض ألمانيا من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها احتلال أجنبي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن أن يعبر عن هذا الامتعاض علناً، حتى ولو كان ذلك ليس لسبب سوى أن ألمانيا عضو في "الناتو"، أو لحاجتها إلى الحماية الأميركية ضد روسيا، التي كانت تمثل عدواً خطيراً خلال الحرب الباردة.
السبب الثاني: هو أن إيران واحدة من الدول القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تنظر إلى الألمان بوصفهم "مجرمي حرب" بسبب هتلر. وظلت ألمانيا، لمدة تجاوزت مائة عام، القوة الأوروبية المفضلة لدى الإيرانيين.
ويبادل الألمان ذلك الشعور بتقدير إيران. ويستشهد الكاتب كونتزيل في كتابه بعدد من استطلاعات الرأي التي تظهر أن الغالبية العظمى من الألمان يعتقدون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هم من يمثلون تهديدا للسلام العالمي، وليس إيران. ويشدد كونتزيل على أن الألمان سئموا من تذكيرهم دائما بجرائم هتلر، من خلال اللعب على وتر "الهولوكوست"، بيد أن الشعب الإيراني لم يعر قضية الهولوكوست اهتمامه على الإطلاق، وهو ما يشعر كثيرا من الألمان بالارتياح.
** كتاب ماثيس كونتزيل تم ترجمته إلى الإنجليزية والفارسية، وقد حظيت النسخة الفارسية على إقبال شديد من قبل الإيرانيين لقرائته واقتنائه، والنسخة الإنجليزية من ترجمة Colin Meade والكتاب بعنوان:
Germany and Iran: From the Aryan Axis to the Nuclear Threshold
مشاهدة المرفق 175631
صورة غلاف الكتاب المترجم للنسخة الإنجليزية

15 - بحسب كتاب ماتثيس كونتزيل، أن الملف النووي الإيراني يعطي ألمانيا فرصة للعب دور دبلوماسي كبير. ومن الناحية الاقتصادية، تعد ألمانيا قوة اقتصادية أكبر من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين. ورغم أنها ليست عضوا في مجلس الأمن،
فإن معادلة أي صفقة دولية مع إيران تكون ألمانيا شريكة فيها هي بمثابة مجلس أمن موازٍ لألمانيا، وسبق قد وصف وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلاده بأنها تمثل "درعاً لإيران في مواجهة الولايات المتحدة".

سرد رائع حقيقة تشكرين عليه ، العلاقات الاستثنائية بين المانيا وايران واضحة جلية وبشتى المجالات بل أني قرأت أن المانيا زودت ايران بتكنولوجيا نووية حساسة ..
 
أجد أن عدد من الأخوة الكرام مستغربين ومندهشين من الدور الألماني وعلاقات ألمانيا وإيران،
إسمحوا لي أن أضع لكم بعض من تطورات العلاقات الألمانية - الإيرانية خلال أكثر من قرن من الزمان،
بداية يجب أن تعرفوا أن العلاقات الألمانية - الإيرانية هي علاقات استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولفهم طبيعة هذه العلاقات سأضع لكم بإيجاز تطورها وأسبابها في شكل نقاط كالتالي:


1 - بدأت العلاقات الألمانية - الإيرانية منذ عام 1871، عندما برزت ألمانيا بوصفها دولة قومية. وعقب عامين من ظهور ألمانيا على الخريطة كدولة جديدة، وصل ناصر الدين شاه إيران آنذاك إلى برلين في زيارة رسمية في موكب لم يسبق له مثيل.
2 - ظلت إيران لما يزيد عن قرن من الزمان تبحث عن قوة أوروبية يمكنها أن توازن الإمبراطوريتين القيصرية والبريطانية اللتين نهشتا أطراف الأراضي الإيرانية، في إطار طموحهما الاستعماري. وبدت ألمانيا في عام 1871 بالتقارب نحو إيران حتى أصبحت حليفا جيداً.
3 - منذ بدايات القرن العشرين (1900) كان الألمان ينظرون إلى إيران بأنه حليفهم الوحيد المحتمل في الشرق الأوسط، الذي يهيمن عليه بريطانيا وروسيا. وجرى اختبار صداقتهم خلال الحرب العالمية الأولى عندما رفضت إيران أن تنضم إلى المحور المناوئ لألمانيا، مما جعلها تعاني عواقب هذا الموقف. وخلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلت بريطانيا وروسيا إيران كانت ألمانيا بالنسبة إلى إيران القوة المضادة المرحب بها، وكانوا الألمان محبوبين من قبل الشعب الإيراني والحاكم في إيران.
4 - بعد مجيء النظام النازي في ألمانيا، أضيف بُعد جديد إلى العلاقة الإيرانية - الألمانية، ألا وهو "خرافة الأصول الآرية المشتركة". فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم ورثة الهوية الآرية، ويقولون بأن الهوية "الآرية" تؤكده النقوش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 عام مضت، حين وصف داريوس، ملك ملوك الأخمينيين، نفسه بأنه "آري وإبن آري". كما أن اسم البلاد [إيران] ومعناه "أرض الآريين".
أما تاريخ فكرة أن الألمان من أصل آري يرجع إلى القرن الـ 19، وظهور فكرة القومية في أوروبا. الكثيرين من الألمان يدعون بأنهم من أصول آرية مشتركة مع الإيرانيين، وأنهم انحدروا من قبائل الأور الآرية، التي يرجع أصلها إلى مكان ما في قارة آسيا، ثم انفصلوا إلى جماعات عدة، قبل أن يتجهوا إلى الهند، وإيران، ووسط أوروبا (وبالمناسبة حتى الآيرلنديون أيضاً يدعون أن أصولهم آرية، وقاموا بتسمية جمهوريتهم المؤسسة حديثاً باسم جمهورية آيرلندا، التي تعني أرض الآريين، آير لندا الإسم الجديد).
ولذلك نجد أن مشعل الآرية قد انتقل من الإيرانيين إلى الألمان. وبعض المفكرين الألمان يقولون أن السلالة الإيرانية أفسدها الإسلام و "سلالات منحطة"، مثل العرب والمغول. وعندما أراد الرايخ الثالث في عام 1936 نشر قائمته الرسمية التي تشمل السلالات العليا والدنيا، أثير بعض الجدل بشأن المكانة التي ستُخصص للإيرانيين. وفي النهاية ساد مبرر وجود الدولة، وأعلنت إيران "أمة آرية".
5 - أثناء الحرب العالمية الثانية أعلنت إيران حيادها. لكن في الواقع، حاكم إيران - آنذاك - رضا بهلوي (والد شاه إيران) أبدى تعاطفاً مع أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إيران تميل إلى ألمانيا النازية وهتلر، لكن هذه المرة قام الحلفاء بغزوها، نتيجة لرفضها أن تقطع علاقاتها بألمانيا النازية. وتسبب موقف رضا بهلوي في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيرن ثم عزلوه عن الحكم في عام 1941، ثم نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جنوب إفريقيا في جوهانسبرغ حيث توفي هناك في عام 1944،
6 - قامت بريطانيا والاتحاد السوفيتي بتنصيب إبن رضا بهلوي (محمد رضا شاه إيران) ملكاً على إيران، ولكن كانت صلاحياته محدودة، إذ أن البريطانيين والسوفيت كانوا يتحكمون في إدارة الحكم، وبالدرجة الأولى البريطانيين، وظلت بريطانيا تدير شئون الحكم في إيران من خلف الستار قرابة أربعة أعوام أو أكثر،
7 - في عام 1952 أقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية مع إيران ولعبت في السنوات والعقود اللاحقة دوراً هاماً في التحول الصناعي للبلاد. فمعظم الآلات التي كانت في المصانع الإيرانية هي آلات من "صنع ألمانيا" وكانت تتمتع بسمعة عالية في إيران إلى يومنا هذا. وتطورت ألمانيا إلى أهم شريك اقتصادي مع إيران،
8 - في عام 1960، كانت إيران أول دولة تستضيف معرض ألماني يقام في دولة أجنبية عقب الحرب العالمية الثانية، بحضور وزير الاقتصاد الألماني على رأس وفد يضم أكثر من مائة رجل أعمال ألماني.
9 - وبعد ذلك كان يحرص جميع المستشارين الألمان، بدءا من كونراد أديناور، على زيارة إيران، إلى أن سقط حكم الشاه. وحتى بعد استيلاء الملالي على السلطة، عزز الألمان تلك العلاقة الاستثنائية، عبر القيام بزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة المستشار غيرهارد شرودر. فضلاً عن ذلك، وعندما سن تشريع يقضي بتشجيع الاستثمار في إيران، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أقر فيها البرلمان الألماني الاتحادي قانوناً بالإجماع.
10 - في عام 1979، بعد الثورة في إيران، تغيّر هيكل السلطة جذرياً في إيران، وبالرغم من أن الثورة حملت بوضوح سمات معادية للغرب وخضعت العلاقات الألمانية الإيرانية جزئياً لتوترات قوية. لكن التواصل لم ينقطع. كلا الطرفين كان يبذل الجهد للحفاظ على القنوات الدبلوماسية وأخرى مفتوحة،
11 - وللتقرب من ألمانيا والتودد لها
دأب نظام الملالي بالتفاخر بأصوله "الآرية" في محاولة لدغدغة مشاعر الألمان على الرغم من أن معظم قادة نظام الملالي يدعون زوراً وكذباً بأنهم من سلالة أهل البيت وأنهم من السادة إلا أن في علاقاتهم مع الألمان كانوا يظهرون هويتهم "الآرية"، حيث كان كبار المسؤولين في نظام الملالي يتفاخرون بـ "الآرية" عند ارسال الخطابات إلى ألمانيا، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كتب رفسنجاني، الملا الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، خطاباً إلى المستشار الألماني هلموت كول ذكر فيه "جذورنا الآرية المشتركة"، وفي المقابل كان المسؤولين الألمان يبادلون نظام الملالي هذا التفاخر، فقد كان يحلو لكلاوس كينكل، وزير خارجية كول، أن يقول في إشارة إلى العلاقات التي تجمعهم مع إيران: "تراثنا المشترك ومائة عام من التحالف".
12 - وفي عام 2009 أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب إلى رئيس إيران - آنذاك - محمود أحمدي نجاد قالت فيه:
إن "التحالف" الإيراني - الألماني (الذي أنهاه الحلفاء عام 1941) ينبغي أن يجري إحياؤه.
13 - في عام 2015 تم اعتماد الاتفاقية النووية الدولية مع إيران. وعلى إثرها تم إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات في 2016. ورأت ألمانيا أن هناك فرصة لإحياء العلاقات. فتحت شعار "التحول من خلال التقارب والتجارة" سافر وزير الاقتصاد السابق زيغمار غابرييل كأول سياسي غربي إلى إيران برفقة وفد اقتصادي رفيع.
14 - بعض النقاد يرى بأن
السبب وراء ارتباط الألمان بإيران يرجع إلى أسباب اقتصادية بحتة إلى حد كبير، بيد أن الأمر ليس كذلك. إذ إن ألمانيا بوصفها أكبر المصدرين في العالم، ليست في حاجة ماسة إلى إيران، نظراً لأن حجم الوارادت الألمانية إلى إيران دوماً لم تكن بنسب عالية قياساً لدول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وتركيا ... الخ، وليس لأن ألمانيا أحد المستوردين الرئيسين للنفط الإيراني، فبحسب أحد المفكرين الألمان ماتثيس كونتزيل الذي قام بتأليف كتاب باللغة الألمانية بعنوان "ألمانيا وإيران: من المحور الآري إلى العتبة النووية"، يقول: هناك سببان على الأقل يحملان القادة الألمان على مساعدة إيران لتحدي الولايات المتحدة.
السبب الأول: هو امتعاض ألمانيا من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها احتلال أجنبي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن أن يعبر عن هذا الامتعاض علناً، حتى ولو كان ذلك ليس لسبب سوى أن ألمانيا عضو في "الناتو"، أو لحاجتها إلى الحماية الأميركية ضد روسيا، التي كانت تمثل عدواً خطيراً خلال الحرب الباردة.
السبب الثاني: هو أن إيران واحدة من الدول القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تنظر إلى الألمان بوصفهم "مجرمي حرب" بسبب هتلر. وظلت ألمانيا، لمدة تجاوزت مائة عام، القوة الأوروبية المفضلة لدى الإيرانيين.
ويبادل الألمان ذلك الشعور بتقدير إيران. ويستشهد الكاتب كونتزيل في كتابه بعدد من استطلاعات الرأي التي تظهر أن الغالبية العظمى من الألمان يعتقدون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هم من يمثلون تهديدا للسلام العالمي، وليس إيران. ويشدد كونتزيل على أن الألمان سئموا من تذكيرهم دائما بجرائم هتلر، من خلال اللعب على وتر "الهولوكوست"، بيد أن الشعب الإيراني لم يعر قضية الهولوكوست اهتمامه على الإطلاق، وهو ما يشعر كثيرا من الألمان بالارتياح.
** كتاب ماثيس كونتزيل تم ترجمته إلى الإنجليزية والفارسية، وقد حظيت النسخة الفارسية على إقبال شديد من قبل الإيرانيين لقرائته واقتنائه، والنسخة الإنجليزية من ترجمة Colin Meade والكتاب بعنوان:
Germany and Iran: From the Aryan Axis to the Nuclear Threshold
مشاهدة المرفق 175631
صورة غلاف الكتاب المترجم للنسخة الإنجليزية

15 - بحسب كتاب ماتثيس كونتزيل، أن الملف النووي الإيراني يعطي ألمانيا فرصة للعب دور دبلوماسي كبير. ومن الناحية الاقتصادية، تعد ألمانيا قوة اقتصادية أكبر من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين. ورغم أنها ليست عضوا في مجلس الأمن،
فإن معادلة أي صفقة دولية مع إيران تكون ألمانيا شريكة فيها هي بمثابة مجلس أمن موازٍ لألمانيا، وسبق قد وصف وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلاده بأنها تمثل "درعاً لإيران في مواجهة الولايات المتحدة".



أشكرك أستاذة عبير على هذه المشاركة الدسمة التي ساعدتني على فهم السبب الغامض "بالنسبة لي" على الأقل ؛ بين ألمانيا وإيران .

أتمنى منك إفراد موضوع خاص ومفصَّل عن هذا الأمر لأنه حقيقة لم يسبق لأحد أن سلَّط الضوء بموضوعية على طبيعة العلاقة الوثيقة والجَدَليّة التي يستغرب منها الكثير وأنا أولهم ؛ حتماً سيكون موضوع مهم ومرجع للمنتدى بطرحك المميز ومشاركات الأعضاء الكرام ..
 
أجد أن عدد من الأخوة الكرام مستغربين ومندهشين من الدور الألماني وعلاقات ألمانيا وإيران،
إسمحوا لي أن أضع لكم بعض من تطورات العلاقات الألمانية - الإيرانية خلال أكثر من قرن من الزمان،
بداية يجب أن تعرفوا أن العلاقات الألمانية - الإيرانية هي علاقات استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولفهم طبيعة هذه العلاقات سأضع لكم بإيجاز تطورها وأسبابها في شكل نقاط كالتالي:


1 - بدأت العلاقات الألمانية - الإيرانية منذ عام 1871، عندما برزت ألمانيا بوصفها دولة قومية. وعقب عامين من ظهور ألمانيا على الخريطة كدولة جديدة، وصل ناصر الدين شاه إيران آنذاك إلى برلين في زيارة رسمية في موكب لم يسبق له مثيل.
2 - ظلت إيران لما يزيد عن قرن من الزمان تبحث عن قوة أوروبية يمكنها أن توازن الإمبراطوريتين القيصرية والبريطانية اللتين نهشتا أطراف الأراضي الإيرانية، في إطار طموحهما الاستعماري. وبدت ألمانيا في عام 1871 بالتقارب نحو إيران حتى أصبحت حليفا جيداً.
3 - منذ بدايات القرن العشرين (1900) كان الألمان ينظرون إلى إيران بأنه حليفهم الوحيد المحتمل في الشرق الأوسط، الذي يهيمن عليه بريطانيا وروسيا. وجرى اختبار صداقتهم خلال الحرب العالمية الأولى عندما رفضت إيران أن تنضم إلى المحور المناوئ لألمانيا، مما جعلها تعاني عواقب هذا الموقف. وخلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلت بريطانيا وروسيا إيران كانت ألمانيا بالنسبة إلى إيران القوة المضادة المرحب بها، وكانوا الألمان محبوبين من قبل الشعب الإيراني والحاكم في إيران.
4 - بعد مجيء النظام النازي في ألمانيا، أضيف بُعد جديد إلى العلاقة الإيرانية - الألمانية، ألا وهو "خرافة الأصول الآرية المشتركة". فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم ورثة الهوية الآرية، ويقولون بأن الهوية "الآرية" تؤكده النقوش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 عام مضت، حين وصف داريوس، ملك ملوك الأخمينيين، نفسه بأنه "آري وإبن آري". كما أن اسم البلاد [إيران] ومعناه "أرض الآريين".
أما تاريخ فكرة أن الألمان من أصل آري يرجع إلى القرن الـ 19، وظهور فكرة القومية في أوروبا. الكثيرين من الألمان يدعون بأنهم من أصول آرية مشتركة مع الإيرانيين، وأنهم انحدروا من قبائل الأور الآرية، التي يرجع أصلها إلى مكان ما في قارة آسيا، ثم انفصلوا إلى جماعات عدة، قبل أن يتجهوا إلى الهند، وإيران، ووسط أوروبا (وبالمناسبة حتى الآيرلنديون أيضاً يدعون أن أصولهم آرية، وقاموا بتسمية جمهوريتهم المؤسسة حديثاً باسم جمهورية آيرلندا، التي تعني أرض الآريين، آير لندا الإسم الجديد).
ولذلك نجد أن مشعل الآرية قد انتقل من الإيرانيين إلى الألمان. وبعض المفكرين الألمان يقولون أن السلالة الإيرانية أفسدها الإسلام و "سلالات منحطة"، مثل العرب والمغول. وعندما أراد الرايخ الثالث في عام 1936 نشر قائمته الرسمية التي تشمل السلالات العليا والدنيا، أثير بعض الجدل بشأن المكانة التي ستُخصص للإيرانيين. وفي النهاية ساد مبرر وجود الدولة، وأعلنت إيران "أمة آرية".
5 - أثناء الحرب العالمية الثانية أعلنت إيران حيادها. لكن في الواقع، حاكم إيران - آنذاك - رضا بهلوي (والد شاه إيران) أبدى تعاطفاً مع أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إيران تميل إلى ألمانيا النازية وهتلر، لكن هذه المرة قام الحلفاء بغزوها، نتيجة لرفضها أن تقطع علاقاتها بألمانيا النازية. وتسبب موقف رضا بهلوي في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيرن ثم عزلوه عن الحكم في عام 1941، ثم نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جنوب إفريقيا في جوهانسبرغ حيث توفي هناك في عام 1944،
6 - قامت بريطانيا والاتحاد السوفيتي بتنصيب إبن رضا بهلوي (محمد رضا شاه إيران) ملكاً على إيران، ولكن كانت صلاحياته محدودة، إذ أن البريطانيين والسوفيت كانوا يتحكمون في إدارة الحكم، وبالدرجة الأولى البريطانيين، وظلت بريطانيا تدير شئون الحكم في إيران من خلف الستار قرابة أربعة أعوام أو أكثر،
7 - في عام 1952 أقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية مع إيران ولعبت في السنوات والعقود اللاحقة دوراً هاماً في التحول الصناعي للبلاد. فمعظم الآلات التي كانت في المصانع الإيرانية هي آلات من "صنع ألمانيا" وكانت تتمتع بسمعة عالية في إيران إلى يومنا هذا. وتطورت ألمانيا إلى أهم شريك اقتصادي مع إيران،
8 - في عام 1960، كانت إيران أول دولة تستضيف معرض ألماني يقام في دولة أجنبية عقب الحرب العالمية الثانية، بحضور وزير الاقتصاد الألماني على رأس وفد يضم أكثر من مائة رجل أعمال ألماني.
9 - وبعد ذلك كان يحرص جميع المستشارين الألمان، بدءا من كونراد أديناور، على زيارة إيران، إلى أن سقط حكم الشاه. وحتى بعد استيلاء الملالي على السلطة، عزز الألمان تلك العلاقة الاستثنائية، عبر القيام بزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة المستشار غيرهارد شرودر. فضلاً عن ذلك، وعندما سن تشريع يقضي بتشجيع الاستثمار في إيران، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أقر فيها البرلمان الألماني الاتحادي قانوناً بالإجماع.
10 - في عام 1979، بعد الثورة في إيران، تغيّر هيكل السلطة جذرياً في إيران، وبالرغم من أن الثورة حملت بوضوح سمات معادية للغرب وخضعت العلاقات الألمانية الإيرانية جزئياً لتوترات قوية. لكن التواصل لم ينقطع. كلا الطرفين كان يبذل الجهد للحفاظ على القنوات الدبلوماسية وأخرى مفتوحة،
11 - وللتقرب من ألمانيا والتودد لها
دأب نظام الملالي بالتفاخر بأصوله "الآرية" في محاولة لدغدغة مشاعر الألمان على الرغم من أن معظم قادة نظام الملالي يدعون زوراً وكذباً بأنهم من سلالة أهل البيت وأنهم من السادة إلا أن في علاقاتهم مع الألمان كانوا يظهرون هويتهم "الآرية"، حيث كان كبار المسؤولين في نظام الملالي يتفاخرون بـ "الآرية" عند ارسال الخطابات إلى ألمانيا، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كتب رفسنجاني، الملا الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، خطاباً إلى المستشار الألماني هلموت كول ذكر فيه "جذورنا الآرية المشتركة"، وفي المقابل كان المسؤولين الألمان يبادلون نظام الملالي هذا التفاخر، فقد كان يحلو لكلاوس كينكل، وزير خارجية كول، أن يقول في إشارة إلى العلاقات التي تجمعهم مع إيران: "تراثنا المشترك ومائة عام من التحالف".
12 - وفي عام 2009 أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب إلى رئيس إيران - آنذاك - محمود أحمدي نجاد قالت فيه:
إن "التحالف" الإيراني - الألماني (الذي أنهاه الحلفاء عام 1941) ينبغي أن يجري إحياؤه.
13 - في عام 2015 تم اعتماد الاتفاقية النووية الدولية مع إيران. وعلى إثرها تم إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات في 2016. ورأت ألمانيا أن هناك فرصة لإحياء العلاقات. فتحت شعار "التحول من خلال التقارب والتجارة" سافر وزير الاقتصاد السابق زيغمار غابرييل كأول سياسي غربي إلى إيران برفقة وفد اقتصادي رفيع.
14 - بعض النقاد يرى بأن
السبب وراء ارتباط الألمان بإيران يرجع إلى أسباب اقتصادية بحتة إلى حد كبير، بيد أن الأمر ليس كذلك. إذ إن ألمانيا بوصفها أكبر المصدرين في العالم، ليست في حاجة ماسة إلى إيران، نظراً لأن حجم الوارادت الألمانية إلى إيران دوماً لم تكن بنسب عالية قياساً لدول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وتركيا ... الخ، وليس لأن ألمانيا أحد المستوردين الرئيسين للنفط الإيراني، فبحسب أحد المفكرين الألمان ماتثيس كونتزيل الذي قام بتأليف كتاب باللغة الألمانية بعنوان "ألمانيا وإيران: من المحور الآري إلى العتبة النووية"، يقول: هناك سببان على الأقل يحملان القادة الألمان على مساعدة إيران لتحدي الولايات المتحدة.
السبب الأول: هو امتعاض ألمانيا من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها احتلال أجنبي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن أن يعبر عن هذا الامتعاض علناً، حتى ولو كان ذلك ليس لسبب سوى أن ألمانيا عضو في "الناتو"، أو لحاجتها إلى الحماية الأميركية ضد روسيا، التي كانت تمثل عدواً خطيراً خلال الحرب الباردة.
السبب الثاني: هو أن إيران واحدة من الدول القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تنظر إلى الألمان بوصفهم "مجرمي حرب" بسبب هتلر. وظلت ألمانيا، لمدة تجاوزت مائة عام، القوة الأوروبية المفضلة لدى الإيرانيين.
ويبادل الألمان ذلك الشعور بتقدير إيران. ويستشهد الكاتب كونتزيل في كتابه بعدد من استطلاعات الرأي التي تظهر أن الغالبية العظمى من الألمان يعتقدون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هم من يمثلون تهديدا للسلام العالمي، وليس إيران. ويشدد كونتزيل على أن الألمان سئموا من تذكيرهم دائما بجرائم هتلر، من خلال اللعب على وتر "الهولوكوست"، بيد أن الشعب الإيراني لم يعر قضية الهولوكوست اهتمامه على الإطلاق، وهو ما يشعر كثيرا من الألمان بالارتياح.
** كتاب ماثيس كونتزيل تم ترجمته إلى الإنجليزية والفارسية، وقد حظيت النسخة الفارسية على إقبال شديد من قبل الإيرانيين لقرائته واقتنائه، والنسخة الإنجليزية من ترجمة Colin Meade والكتاب بعنوان:
Germany and Iran: From the Aryan Axis to the Nuclear Threshold
مشاهدة المرفق 175631
صورة غلاف الكتاب المترجم للنسخة الإنجليزية

15 - بحسب كتاب ماتثيس كونتزيل، أن الملف النووي الإيراني يعطي ألمانيا فرصة للعب دور دبلوماسي كبير. ومن الناحية الاقتصادية، تعد ألمانيا قوة اقتصادية أكبر من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين. ورغم أنها ليست عضوا في مجلس الأمن،
فإن معادلة أي صفقة دولية مع إيران تكون ألمانيا شريكة فيها هي بمثابة مجلس أمن موازٍ لألمانيا، وسبق قد وصف وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلاده بأنها تمثل "درعاً لإيران في مواجهة الولايات المتحدة".

هالمشاركة حرام ما تعلن بالقنوات الاعلامية..

تعرفين الرأي فيك، مافيك حيله (y)
 
أجد أن عدد من الأخوة الكرام مستغربين ومندهشين من الدور الألماني وعلاقات ألمانيا وإيران،
إسمحوا لي أن أضع لكم بعض من تطورات العلاقات الألمانية - الإيرانية خلال أكثر من قرن من الزمان،
بداية يجب أن تعرفوا أن العلاقات الألمانية - الإيرانية هي علاقات استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولفهم طبيعة هذه العلاقات سأضع لكم بإيجاز تطورها وأسبابها في شكل نقاط كالتالي:


1 - بدأت العلاقات الألمانية - الإيرانية منذ عام 1871، عندما برزت ألمانيا بوصفها دولة قومية. وعقب عامين من ظهور ألمانيا على الخريطة كدولة جديدة، وصل ناصر الدين شاه إيران آنذاك إلى برلين في زيارة رسمية في موكب لم يسبق له مثيل.
2 - ظلت إيران لما يزيد عن قرن من الزمان تبحث عن قوة أوروبية يمكنها أن توازن الإمبراطوريتين القيصرية والبريطانية اللتين نهشتا أطراف الأراضي الإيرانية، في إطار طموحهما الاستعماري. وبدت ألمانيا في عام 1871 بالتقارب نحو إيران حتى أصبحت حليفا جيداً.
3 - منذ بدايات القرن العشرين (1900) كان الألمان ينظرون إلى إيران بأنه حليفهم الوحيد المحتمل في الشرق الأوسط، الذي يهيمن عليه بريطانيا وروسيا. وجرى اختبار صداقتهم خلال الحرب العالمية الأولى عندما رفضت إيران أن تنضم إلى المحور المناوئ لألمانيا، مما جعلها تعاني عواقب هذا الموقف. وخلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلت بريطانيا وروسيا إيران كانت ألمانيا بالنسبة إلى إيران القوة المضادة المرحب بها، وكانوا الألمان محبوبين من قبل الشعب الإيراني والحاكم في إيران.
4 - بعد مجيء النظام النازي في ألمانيا، أضيف بُعد جديد إلى العلاقة الإيرانية - الألمانية، ألا وهو "خرافة الأصول الآرية المشتركة". فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم ورثة الهوية الآرية، ويقولون بأن الهوية "الآرية" تؤكده النقوش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 عام مضت، حين وصف داريوس، ملك ملوك الأخمينيين، نفسه بأنه "آري وإبن آري". كما أن اسم البلاد [إيران] ومعناه "أرض الآريين".
أما تاريخ فكرة أن الألمان من أصل آري يرجع إلى القرن الـ 19، وظهور فكرة القومية في أوروبا. الكثيرين من الألمان يدعون بأنهم من أصول آرية مشتركة مع الإيرانيين، وأنهم انحدروا من قبائل الأور الآرية، التي يرجع أصلها إلى مكان ما في قارة آسيا، ثم انفصلوا إلى جماعات عدة، قبل أن يتجهوا إلى الهند، وإيران، ووسط أوروبا (وبالمناسبة حتى الآيرلنديون أيضاً يدعون أن أصولهم آرية، وقاموا بتسمية جمهوريتهم المؤسسة حديثاً باسم جمهورية آيرلندا، التي تعني أرض الآريين، آير لندا الإسم الجديد).
ولذلك نجد أن مشعل الآرية قد انتقل من الإيرانيين إلى الألمان. وبعض المفكرين الألمان يقولون أن السلالة الإيرانية أفسدها الإسلام و "سلالات منحطة"، مثل العرب والمغول. وعندما أراد الرايخ الثالث في عام 1936 نشر قائمته الرسمية التي تشمل السلالات العليا والدنيا، أثير بعض الجدل بشأن المكانة التي ستُخصص للإيرانيين. وفي النهاية ساد مبرر وجود الدولة، وأعلنت إيران "أمة آرية".
5 - أثناء الحرب العالمية الثانية أعلنت إيران حيادها. لكن في الواقع، حاكم إيران - آنذاك - رضا بهلوي (والد شاه إيران) أبدى تعاطفاً مع أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إيران تميل إلى ألمانيا النازية وهتلر، لكن هذه المرة قام الحلفاء بغزوها، نتيجة لرفضها أن تقطع علاقاتها بألمانيا النازية. وتسبب موقف رضا بهلوي في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيرن ثم عزلوه عن الحكم في عام 1941، ثم نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جنوب إفريقيا في جوهانسبرغ حيث توفي هناك في عام 1944،
6 - قامت بريطانيا والاتحاد السوفيتي بتنصيب إبن رضا بهلوي (محمد رضا شاه إيران) ملكاً على إيران، ولكن كانت صلاحياته محدودة، إذ أن البريطانيين والسوفيت كانوا يتحكمون في إدارة الحكم، وبالدرجة الأولى البريطانيين، وظلت بريطانيا تدير شئون الحكم في إيران من خلف الستار قرابة أربعة أعوام أو أكثر،
7 - في عام 1952 أقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية مع إيران ولعبت في السنوات والعقود اللاحقة دوراً هاماً في التحول الصناعي للبلاد. فمعظم الآلات التي كانت في المصانع الإيرانية هي آلات من "صنع ألمانيا" وكانت تتمتع بسمعة عالية في إيران إلى يومنا هذا. وتطورت ألمانيا إلى أهم شريك اقتصادي مع إيران،
8 - في عام 1960، كانت إيران أول دولة تستضيف معرض ألماني يقام في دولة أجنبية عقب الحرب العالمية الثانية، بحضور وزير الاقتصاد الألماني على رأس وفد يضم أكثر من مائة رجل أعمال ألماني.
9 - وبعد ذلك كان يحرص جميع المستشارين الألمان، بدءا من كونراد أديناور، على زيارة إيران، إلى أن سقط حكم الشاه. وحتى بعد استيلاء الملالي على السلطة، عزز الألمان تلك العلاقة الاستثنائية، عبر القيام بزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة المستشار غيرهارد شرودر. فضلاً عن ذلك، وعندما سن تشريع يقضي بتشجيع الاستثمار في إيران، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أقر فيها البرلمان الألماني الاتحادي قانوناً بالإجماع.
10 - في عام 1979، بعد الثورة في إيران، تغيّر هيكل السلطة جذرياً في إيران، وبالرغم من أن الثورة حملت بوضوح سمات معادية للغرب وخضعت العلاقات الألمانية الإيرانية جزئياً لتوترات قوية. لكن التواصل لم ينقطع. كلا الطرفين كان يبذل الجهد للحفاظ على القنوات الدبلوماسية وأخرى مفتوحة،
11 - وللتقرب من ألمانيا والتودد لها
دأب نظام الملالي بالتفاخر بأصوله "الآرية" في محاولة لدغدغة مشاعر الألمان على الرغم من أن معظم قادة نظام الملالي يدعون زوراً وكذباً بأنهم من سلالة أهل البيت وأنهم من السادة إلا أن في علاقاتهم مع الألمان كانوا يظهرون هويتهم "الآرية"، حيث كان كبار المسؤولين في نظام الملالي يتفاخرون بـ "الآرية" عند ارسال الخطابات إلى ألمانيا، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كتب رفسنجاني، الملا الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، خطاباً إلى المستشار الألماني هلموت كول ذكر فيه "جذورنا الآرية المشتركة"، وفي المقابل كان المسؤولين الألمان يبادلون نظام الملالي هذا التفاخر، فقد كان يحلو لكلاوس كينكل، وزير خارجية كول، أن يقول في إشارة إلى العلاقات التي تجمعهم مع إيران: "تراثنا المشترك ومائة عام من التحالف".
12 - وفي عام 2009 أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب إلى رئيس إيران - آنذاك - محمود أحمدي نجاد قالت فيه:
إن "التحالف" الإيراني - الألماني (الذي أنهاه الحلفاء عام 1941) ينبغي أن يجري إحياؤه.
13 - في عام 2015 تم اعتماد الاتفاقية النووية الدولية مع إيران. وعلى إثرها تم إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات في 2016. ورأت ألمانيا أن هناك فرصة لإحياء العلاقات. فتحت شعار "التحول من خلال التقارب والتجارة" سافر وزير الاقتصاد السابق زيغمار غابرييل كأول سياسي غربي إلى إيران برفقة وفد اقتصادي رفيع.
14 - بعض النقاد يرى بأن
السبب وراء ارتباط الألمان بإيران يرجع إلى أسباب اقتصادية بحتة إلى حد كبير، بيد أن الأمر ليس كذلك. إذ إن ألمانيا بوصفها أكبر المصدرين في العالم، ليست في حاجة ماسة إلى إيران، نظراً لأن حجم الوارادت الألمانية إلى إيران دوماً لم تكن بنسب عالية قياساً لدول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وتركيا ... الخ، وليس لأن ألمانيا أحد المستوردين الرئيسين للنفط الإيراني، فبحسب أحد المفكرين الألمان ماتثيس كونتزيل الذي قام بتأليف كتاب باللغة الألمانية بعنوان "ألمانيا وإيران: من المحور الآري إلى العتبة النووية"، يقول: هناك سببان على الأقل يحملان القادة الألمان على مساعدة إيران لتحدي الولايات المتحدة.
السبب الأول: هو امتعاض ألمانيا من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها احتلال أجنبي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن أن يعبر عن هذا الامتعاض علناً، حتى ولو كان ذلك ليس لسبب سوى أن ألمانيا عضو في "الناتو"، أو لحاجتها إلى الحماية الأميركية ضد روسيا، التي كانت تمثل عدواً خطيراً خلال الحرب الباردة.
السبب الثاني: هو أن إيران واحدة من الدول القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تنظر إلى الألمان بوصفهم "مجرمي حرب" بسبب هتلر. وظلت ألمانيا، لمدة تجاوزت مائة عام، القوة الأوروبية المفضلة لدى الإيرانيين.
ويبادل الألمان ذلك الشعور بتقدير إيران. ويستشهد الكاتب كونتزيل في كتابه بعدد من استطلاعات الرأي التي تظهر أن الغالبية العظمى من الألمان يعتقدون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هم من يمثلون تهديدا للسلام العالمي، وليس إيران. ويشدد كونتزيل على أن الألمان سئموا من تذكيرهم دائما بجرائم هتلر، من خلال اللعب على وتر "الهولوكوست"، بيد أن الشعب الإيراني لم يعر قضية الهولوكوست اهتمامه على الإطلاق، وهو ما يشعر كثيرا من الألمان بالارتياح.
** كتاب ماثيس كونتزيل تم ترجمته إلى الإنجليزية والفارسية، وقد حظيت النسخة الفارسية على إقبال شديد من قبل الإيرانيين لقرائته واقتنائه، والنسخة الإنجليزية من ترجمة Colin Meade والكتاب بعنوان:
Germany and Iran: From the Aryan Axis to the Nuclear Threshold
مشاهدة المرفق 175631
صورة غلاف الكتاب المترجم للنسخة الإنجليزية

15 - بحسب كتاب ماتثيس كونتزيل، أن الملف النووي الإيراني يعطي ألمانيا فرصة للعب دور دبلوماسي كبير. ومن الناحية الاقتصادية، تعد ألمانيا قوة اقتصادية أكبر من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين. ورغم أنها ليست عضوا في مجلس الأمن،
فإن معادلة أي صفقة دولية مع إيران تكون ألمانيا شريكة فيها هي بمثابة مجلس أمن موازٍ لألمانيا، وسبق قد وصف وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلاده بأنها تمثل "درعاً لإيران في مواجهة الولايات المتحدة".
كالعادة سرد مبهر
اقول لادارة المنتدى :عضو عليها بالنواجذ
لازم شرط جزائي في العقد?
 
تحية طيبة

اما بعد ...يعتبر الشرق الاوسط الغني بالنفط مركز العالم جغرافيا و مصدر كبيرا لاحد اهم الموارد الطبيعية في عصرنا الحالي الا و هو النفط
يتصاعد التوتر شيئا فشيئا بين امريكا و ايران مع تزايد الحشود الامريكية و ازدياد طلعات طائرات النقل من اوروبا و امريكا الى الخليج فيما يشبه عملية شحن كبيرة للجنود و المعدات اغلب الظن هي تتعلق بانظمة باتريوت و ربما حتى ثاد
شبح الحرب يخيم بقوة على المنطقة ورغم محاولات التهدئة من طرف بعض الوسطاء و الجيران الا ان ترامب غير مستعد للتنازل و تخفيف الضغط على ايران و هو ما تعتبره ايران جوا غير ملائم لاقامة اي محادثات او مفاوضات حول برنامجها النووي
ايران في وضع هو الاشد عليها منذ الثورة الخمينية سنة 1979 و القيادات الايرانية باتت تعي انها لم تعش تهديدا وجوديا لنظام الثورة كما تعيشه اليوم
فالاختناق الاقتصادي بلغ درجات لا توصف و مرشح ليزداد اكثر ....لتعيش ايران موتا بطيئا تتجرعهه قطرة بقطرة
الادارة الامريكية تريد اضعاف ايران اقتصاديا لاقصى حد ليسهل الانقضاض عليها عسكريا لان في الاخير لا يوجد حل اخر لانهاء برنامج ايران النووي سولى ضربة عسكرية
ايران تهدد تارة و تنتهج لغة ديبلوماسية تارة اخرى في محاولة بائسة يائسة لانقاذ الاتفاق النووي او انقاذ اقتصادها المتهالكك ونظام الذي يتجه للزوال لكن التعزيزات الامريكية توحي انهم لن يتنازلوا و لن يبداو الحرب ...بل سيجعلون ايران هي من ستهاجم اولا بعد ان تبلغ اشد درجات الياس لتكون امريكا في ثوبب المظلوم و يتعاطف معها اكبر قدر من الدول و ربما حتى يتدخل الحلف الاطلسي او قد تتجه ايران للسرعة القصوى في انتاج سلاح نووي و هو ما سيعجل الحرب ضدها
الحرب قضية وقت لا غير ...لكن ماذا بعد الحرب ؟

توجد معارضة كبيرة للحرب في امريكا لما في ذلك من اثار كارثية على امريكا و العالم ...الحرب على ايران لن تكون نزهة ذلك لان احتلال ايران بريا من شبه المستحيل بالنسبة لامريكا و هو ما قد يتطلب ما بين 500000 و 100000 جندي لان ايران تملك نقاط قوة كثيرة منها عمقها الجغرافي الكبير و تضاريسها و اعتمادها على حشود بشرية هائلة حيث قد تتمكن ايران من تجنيد ما بين 2 الى 3 مليون مقاتل عن طريق العاطفة الدينية بالخصوص ...كما حدث من قبل في حرب الخليج الاولى حيث قاتل شباب ايرانيون في مقتبل العمر و هم يحملون مفاتيح ذهبية مقلدة مصنوعة في تايوان ايمانا منهم بانه مفاتيح للجنة
في حالة الاكتفاء ببالضربات الجوية فقط فذلك لن ينهي ايران ولن يقضي على قوتها بل سيعطيها الدافع الشرعي للقيام بهجمات ارهابية ضد كل الخليج العربي و ضد المنشات النفطية بالخصوص ان اكبر خطر ايراني هو ترساناتها الصاروخية و الحشود البشرية التي تستعملها حيث راينا ان امريكا لحد الان لم تدخل حاملة الطائرات التي بعثتها للمنطقة الى مياه الخليج و بقيت في بحر العرب قبالة سواحل عمان وكذلك بعض القط المرافقة ...ذلك ان ايران حققت تقدنا ملحوظا في هذا المجال
ايران باستعمال صواريخها المتوسطة يمكن ان تسبب اذى كبير جدا للمنشات النفطية في الخليج ذلك ان هذه الفئة من الصواريخ صعبة الاعتراض و مداها كبير يمكن ان تطلقها ايران من عمق جغرافي بعيد اي انها تكون في مامن من اي محاولة تدمير لمنصاتها ...هذا االنوع لا ينفع معه الباتريوت و الحل الوحيد ضده هو الثاد او الايجيس ولكن هذا يطرح اسئلة حول كم عدد الصواريخ التي تملكها ايران من هذا النوع ...لو ناخذ شهاب 3 على سسبيل المثال كلفته في حدود 1 مليون دولار و كان او ظهور له في 2003 ...من الممكن ان مخزون ايران من شهاب 3 وحده يفوق 5000 صاروخ
و السؤال هنا كيف ستواجه امريكا هذا العدد اذا علمنا ان صاروخ ثاد واحد يكلف حوالي 16 مليون دولار و صاروخ SM3 يكلف حوالي 20 مليون دولار
من جهة اخرى كيف ستستعمل امريكا الايجيس ان كانت تخاف ادخال سفنها للخليج ؟ و كم صاروخ بين الثاد و الايجيس تملك امريكا في المنطقة ؟
ان تكلفة غزو ايران قد تكون انهيلر اقتصادي لامريكا يعجل بصعود قوى عالمية اخرى
في اعتقادي ان اي حرب شاملة على ايران ستعطل الجزء الاكبر من صادرات البترول من الخليج و هذا سيجعل العالم سيدخل في ازمة لا نظير لها ...ان توقف نفط الخليج شهرا واحدا فالبترول سيتجاوز 200 او 300 دولار للبرميل وهكذا ظروف ستكون وخيمة على دول العالم و الصين و الهند بالخصوص ...حيث تعتبران من القوى الاقتصادية و البشرية الكبيرة خصوصا الصين التي تعتبر ثاني اكبر اقتصاد في العالم و تستورد جزءا مهما من نفطها من دول الخليج وايران على حد سواء
ان التواجد الامريكي القوي في الخليج هو للهيمنة و السيطرة على الخليج ليس بسبب احتياج امريكا لنفط الخليج فهي من كبار المنتجين و لا تستورد سوى كميات قليلة من النفط الخليجي
ان التواجد الامريكي في الخليج هو لضمان سيطرة امريكا على احتياجات دول كبيرة اقتصاديا كالصين و اليابان ...حيث بامكان امريكا حرمان هذه الدول من النفط في اي تطور لصراع عاللمي بين الصين و امريكا مثلا ..او اي محاولة لليابان لاستعادة مجد الماضى كدولة عظمى
ولهذا ان الحرب الشاملة على ايران قد تكون بداية لحرب عالمية كبرى بين الصين و امريكا ....ذلك لان الصين ستحاول الدخول الى المنطقة و السيطرة على جزء من مواردها النفطية لتامين حاجتها امام اي ارتفاعات جنونية قد تحدث في سعر النفط
قد لا يكون هذا السيناريو ليس وشيكا و بعيد الاحتمال ربما لكن الاكيد ان اي حرب بين امريكا و ايران ستوقف تصدير جزء مهم من النفط و سترفع سعره الى مستويات هائلة ....هذين الامرين سيحركان الصين بطريقة او باخرى
ربا عن طريق البر الباكستاني .....
 
أجد أن عدد من الأخوة الكرام مستغربين ومندهشين من الدور الألماني وعلاقات ألمانيا وإيران،
إسمحوا لي أن أضع لكم بعض من تطورات العلاقات الألمانية - الإيرانية خلال أكثر من قرن من الزمان،
بداية يجب أن تعرفوا أن العلاقات الألمانية - الإيرانية هي علاقات استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولفهم طبيعة هذه العلاقات سأضع لكم بإيجاز تطورها وأسبابها في شكل نقاط كالتالي:


1 - بدأت العلاقات الألمانية - الإيرانية منذ عام 1871، عندما برزت ألمانيا بوصفها دولة قومية. وعقب عامين من ظهور ألمانيا على الخريطة كدولة جديدة، وصل ناصر الدين شاه إيران آنذاك إلى برلين في زيارة رسمية في موكب لم يسبق له مثيل.
2 - ظلت إيران لما يزيد عن قرن من الزمان تبحث عن قوة أوروبية يمكنها أن توازن الإمبراطوريتين القيصرية والبريطانية اللتين نهشتا أطراف الأراضي الإيرانية، في إطار طموحهما الاستعماري. وبدت ألمانيا في عام 1871 بالتقارب نحو إيران حتى أصبحت حليفا جيداً.
3 - منذ بدايات القرن العشرين (1900) كان الألمان ينظرون إلى إيران بأنه حليفهم الوحيد المحتمل في الشرق الأوسط، الذي يهيمن عليه بريطانيا وروسيا. وجرى اختبار صداقتهم خلال الحرب العالمية الأولى عندما رفضت إيران أن تنضم إلى المحور المناوئ لألمانيا، مما جعلها تعاني عواقب هذا الموقف. وخلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلت بريطانيا وروسيا إيران كانت ألمانيا بالنسبة إلى إيران القوة المضادة المرحب بها، وكانوا الألمان محبوبين من قبل الشعب الإيراني والحاكم في إيران.
4 - بعد مجيء النظام النازي في ألمانيا، أضيف بُعد جديد إلى العلاقة الإيرانية - الألمانية، ألا وهو "خرافة الأصول الآرية المشتركة". فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم ورثة الهوية الآرية، ويقولون بأن الهوية "الآرية" تؤكده النقوش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 عام مضت، حين وصف داريوس، ملك ملوك الأخمينيين، نفسه بأنه "آري وإبن آري". كما أن اسم البلاد [إيران] ومعناه "أرض الآريين".
أما تاريخ فكرة أن الألمان من أصل آري يرجع إلى القرن الـ 19، وظهور فكرة القومية في أوروبا. الكثيرين من الألمان يدعون بأنهم من أصول آرية مشتركة مع الإيرانيين، وأنهم انحدروا من قبائل الأور الآرية، التي يرجع أصلها إلى مكان ما في قارة آسيا، ثم انفصلوا إلى جماعات عدة، قبل أن يتجهوا إلى الهند، وإيران، ووسط أوروبا (وبالمناسبة حتى الآيرلنديون أيضاً يدعون أن أصولهم آرية، وقاموا بتسمية جمهوريتهم المؤسسة حديثاً باسم جمهورية آيرلندا، التي تعني أرض الآريين، آير لندا الإسم الجديد).
ولذلك نجد أن مشعل الآرية قد انتقل من الإيرانيين إلى الألمان. وبعض المفكرين الألمان يقولون أن السلالة الإيرانية أفسدها الإسلام و "سلالات منحطة"، مثل العرب والمغول. وعندما أراد الرايخ الثالث في عام 1936 نشر قائمته الرسمية التي تشمل السلالات العليا والدنيا، أثير بعض الجدل بشأن المكانة التي ستُخصص للإيرانيين. وفي النهاية ساد مبرر وجود الدولة، وأعلنت إيران "أمة آرية".
5 - أثناء الحرب العالمية الثانية أعلنت إيران حيادها. لكن في الواقع، حاكم إيران - آنذاك - رضا بهلوي (والد شاه إيران) أبدى تعاطفاً مع أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إيران تميل إلى ألمانيا النازية وهتلر، لكن هذه المرة قام الحلفاء بغزوها، نتيجة لرفضها أن تقطع علاقاتها بألمانيا النازية. وتسبب موقف رضا بهلوي في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيرن ثم عزلوه عن الحكم في عام 1941، ثم نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جنوب إفريقيا في جوهانسبرغ حيث توفي هناك في عام 1944،
6 - قامت بريطانيا والاتحاد السوفيتي بتنصيب إبن رضا بهلوي (محمد رضا شاه إيران) ملكاً على إيران، ولكن كانت صلاحياته محدودة، إذ أن البريطانيين والسوفيت كانوا يتحكمون في إدارة الحكم، وبالدرجة الأولى البريطانيين، وظلت بريطانيا تدير شئون الحكم في إيران من خلف الستار قرابة أربعة أعوام أو أكثر،
7 - في عام 1952 أقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية مع إيران ولعبت في السنوات والعقود اللاحقة دوراً هاماً في التحول الصناعي للبلاد. فمعظم الآلات التي كانت في المصانع الإيرانية هي آلات من "صنع ألمانيا" وكانت تتمتع بسمعة عالية في إيران إلى يومنا هذا. وتطورت ألمانيا إلى أهم شريك اقتصادي مع إيران،
8 - في عام 1960، كانت إيران أول دولة تستضيف معرض ألماني يقام في دولة أجنبية عقب الحرب العالمية الثانية، بحضور وزير الاقتصاد الألماني على رأس وفد يضم أكثر من مائة رجل أعمال ألماني.
9 - وبعد ذلك كان يحرص جميع المستشارين الألمان، بدءا من كونراد أديناور، على زيارة إيران، إلى أن سقط حكم الشاه. وحتى بعد استيلاء الملالي على السلطة، عزز الألمان تلك العلاقة الاستثنائية، عبر القيام بزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة المستشار غيرهارد شرودر. فضلاً عن ذلك، وعندما سن تشريع يقضي بتشجيع الاستثمار في إيران، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أقر فيها البرلمان الألماني الاتحادي قانوناً بالإجماع.
10 - في عام 1979، بعد الثورة في إيران، تغيّر هيكل السلطة جذرياً في إيران، وبالرغم من أن الثورة حملت بوضوح سمات معادية للغرب وخضعت العلاقات الألمانية الإيرانية جزئياً لتوترات قوية. لكن التواصل لم ينقطع. كلا الطرفين كان يبذل الجهد للحفاظ على القنوات الدبلوماسية وأخرى مفتوحة،
11 - وللتقرب من ألمانيا والتودد لها
دأب نظام الملالي بالتفاخر بأصوله "الآرية" في محاولة لدغدغة مشاعر الألمان على الرغم من أن معظم قادة نظام الملالي يدعون زوراً وكذباً بأنهم من سلالة أهل البيت وأنهم من السادة إلا أن في علاقاتهم مع الألمان كانوا يظهرون هويتهم "الآرية"، حيث كان كبار المسؤولين في نظام الملالي يتفاخرون بـ "الآرية" عند ارسال الخطابات إلى ألمانيا، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كتب رفسنجاني، الملا الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، خطاباً إلى المستشار الألماني هلموت كول ذكر فيه "جذورنا الآرية المشتركة"، وفي المقابل كان المسؤولين الألمان يبادلون نظام الملالي هذا التفاخر، فقد كان يحلو لكلاوس كينكل، وزير خارجية كول، أن يقول في إشارة إلى العلاقات التي تجمعهم مع إيران: "تراثنا المشترك ومائة عام من التحالف".
12 - وفي عام 2009 أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب إلى رئيس إيران - آنذاك - محمود أحمدي نجاد قالت فيه:
إن "التحالف" الإيراني - الألماني (الذي أنهاه الحلفاء عام 1941) ينبغي أن يجري إحياؤه.
13 - في عام 2015 تم اعتماد الاتفاقية النووية الدولية مع إيران. وعلى إثرها تم إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات في 2016. ورأت ألمانيا أن هناك فرصة لإحياء العلاقات. فتحت شعار "التحول من خلال التقارب والتجارة" سافر وزير الاقتصاد السابق زيغمار غابرييل كأول سياسي غربي إلى إيران برفقة وفد اقتصادي رفيع.
14 - بعض النقاد يرى بأن
السبب وراء ارتباط الألمان بإيران يرجع إلى أسباب اقتصادية بحتة إلى حد كبير، بيد أن الأمر ليس كذلك. إذ إن ألمانيا بوصفها أكبر المصدرين في العالم، ليست في حاجة ماسة إلى إيران، نظراً لأن حجم الوارادت الألمانية إلى إيران دوماً لم تكن بنسب عالية قياساً لدول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وتركيا ... الخ، وليس لأن ألمانيا أحد المستوردين الرئيسين للنفط الإيراني، فبحسب أحد المفكرين الألمان ماتثيس كونتزيل الذي قام بتأليف كتاب باللغة الألمانية بعنوان "ألمانيا وإيران: من المحور الآري إلى العتبة النووية"، يقول: هناك سببان على الأقل يحملان القادة الألمان على مساعدة إيران لتحدي الولايات المتحدة.
السبب الأول: هو امتعاض ألمانيا من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها احتلال أجنبي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن أن يعبر عن هذا الامتعاض علناً، حتى ولو كان ذلك ليس لسبب سوى أن ألمانيا عضو في "الناتو"، أو لحاجتها إلى الحماية الأميركية ضد روسيا، التي كانت تمثل عدواً خطيراً خلال الحرب الباردة.
السبب الثاني: هو أن إيران واحدة من الدول القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تنظر إلى الألمان بوصفهم "مجرمي حرب" بسبب هتلر. وظلت ألمانيا، لمدة تجاوزت مائة عام، القوة الأوروبية المفضلة لدى الإيرانيين.
ويبادل الألمان ذلك الشعور بتقدير إيران. ويستشهد الكاتب كونتزيل في كتابه بعدد من استطلاعات الرأي التي تظهر أن الغالبية العظمى من الألمان يعتقدون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هم من يمثلون تهديدا للسلام العالمي، وليس إيران. ويشدد كونتزيل على أن الألمان سئموا من تذكيرهم دائما بجرائم هتلر، من خلال اللعب على وتر "الهولوكوست"، بيد أن الشعب الإيراني لم يعر قضية الهولوكوست اهتمامه على الإطلاق، وهو ما يشعر كثيرا من الألمان بالارتياح.
** كتاب ماثيس كونتزيل تم ترجمته إلى الإنجليزية والفارسية، وقد حظيت النسخة الفارسية على إقبال شديد من قبل الإيرانيين لقرائته واقتنائه، والنسخة الإنجليزية من ترجمة Colin Meade والكتاب بعنوان:
Germany and Iran: From the Aryan Axis to the Nuclear Threshold
مشاهدة المرفق 175631
صورة غلاف الكتاب المترجم للنسخة الإنجليزية

15 - بحسب كتاب ماتثيس كونتزيل، أن الملف النووي الإيراني يعطي ألمانيا فرصة للعب دور دبلوماسي كبير. ومن الناحية الاقتصادية، تعد ألمانيا قوة اقتصادية أكبر من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين. ورغم أنها ليست عضوا في مجلس الأمن،
فإن معادلة أي صفقة دولية مع إيران تكون ألمانيا شريكة فيها هي بمثابة مجلس أمن موازٍ لألمانيا، وسبق قد وصف وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلاده بأنها تمثل "درعاً لإيران في مواجهة الولايات المتحدة".




هذي المقالة كتبت ٢٠١٤ في صحيفة الشرق الاوسط لأمين طاهري مشابة لكلام الاخت عبير
 
التعديل الأخير:
أجد أن عدد من الأخوة الكرام مستغربين ومندهشين من الدور الألماني وعلاقات ألمانيا وإيران،
إسمحوا لي أن أضع لكم بعض من تطورات العلاقات الألمانية - الإيرانية خلال أكثر من قرن من الزمان،
بداية يجب أن تعرفوا أن العلاقات الألمانية - الإيرانية هي علاقات استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولفهم طبيعة هذه العلاقات سأضع لكم بإيجاز تطورها وأسبابها في شكل نقاط كالتالي:


1 - بدأت العلاقات الألمانية - الإيرانية منذ عام 1871، عندما برزت ألمانيا بوصفها دولة قومية. وعقب عامين من ظهور ألمانيا على الخريطة كدولة جديدة، وصل ناصر الدين شاه إيران آنذاك إلى برلين في زيارة رسمية في موكب لم يسبق له مثيل.
2 - ظلت إيران لما يزيد عن قرن من الزمان تبحث عن قوة أوروبية يمكنها أن توازن الإمبراطوريتين القيصرية والبريطانية اللتين نهشتا أطراف الأراضي الإيرانية، في إطار طموحهما الاستعماري. وبدت ألمانيا في عام 1871 بالتقارب نحو إيران حتى أصبحت حليفا جيداً.
3 - منذ بدايات القرن العشرين (1900) كان الألمان ينظرون إلى إيران بأنه حليفهم الوحيد المحتمل في الشرق الأوسط، الذي يهيمن عليه بريطانيا وروسيا. وجرى اختبار صداقتهم خلال الحرب العالمية الأولى عندما رفضت إيران أن تنضم إلى المحور المناوئ لألمانيا، مما جعلها تعاني عواقب هذا الموقف. وخلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلت بريطانيا وروسيا إيران كانت ألمانيا بالنسبة إلى إيران القوة المضادة المرحب بها، وكانوا الألمان محبوبين من قبل الشعب الإيراني والحاكم في إيران.
4 - بعد مجيء النظام النازي في ألمانيا، أضيف بُعد جديد إلى العلاقة الإيرانية - الألمانية، ألا وهو "خرافة الأصول الآرية المشتركة". فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم ورثة الهوية الآرية، ويقولون بأن الهوية "الآرية" تؤكده النقوش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 عام مضت، حين وصف داريوس، ملك ملوك الأخمينيين، نفسه بأنه "آري وإبن آري". كما أن اسم البلاد [إيران] ومعناه "أرض الآريين".
أما تاريخ فكرة أن الألمان من أصل آري يرجع إلى القرن الـ 19، وظهور فكرة القومية في أوروبا. الكثيرين من الألمان يدعون بأنهم من أصول آرية مشتركة مع الإيرانيين، وأنهم انحدروا من قبائل الأور الآرية، التي يرجع أصلها إلى مكان ما في قارة آسيا، ثم انفصلوا إلى جماعات عدة، قبل أن يتجهوا إلى الهند، وإيران، ووسط أوروبا (وبالمناسبة حتى الآيرلنديون أيضاً يدعون أن أصولهم آرية، وقاموا بتسمية جمهوريتهم المؤسسة حديثاً باسم جمهورية آيرلندا، التي تعني أرض الآريين، آير لندا الإسم الجديد).
ولذلك نجد أن مشعل الآرية قد انتقل من الإيرانيين إلى الألمان. وبعض المفكرين الألمان يقولون أن السلالة الإيرانية أفسدها الإسلام و "سلالات منحطة"، مثل العرب والمغول. وعندما أراد الرايخ الثالث في عام 1936 نشر قائمته الرسمية التي تشمل السلالات العليا والدنيا، أثير بعض الجدل بشأن المكانة التي ستُخصص للإيرانيين. وفي النهاية ساد مبرر وجود الدولة، وأعلنت إيران "أمة آرية".
5 - أثناء الحرب العالمية الثانية أعلنت إيران حيادها. لكن في الواقع، حاكم إيران - آنذاك - رضا بهلوي (والد شاه إيران) أبدى تعاطفاً مع أدولف هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إيران تميل إلى ألمانيا النازية وهتلر، لكن هذه المرة قام الحلفاء بغزوها، نتيجة لرفضها أن تقطع علاقاتها بألمانيا النازية. وتسبب موقف رضا بهلوي في تدخل القوات البريطانية والسوفياتية وغزو إيرن ثم عزلوه عن الحكم في عام 1941، ثم نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جنوب إفريقيا في جوهانسبرغ حيث توفي هناك في عام 1944،
6 - قامت بريطانيا والاتحاد السوفيتي بتنصيب إبن رضا بهلوي (محمد رضا شاه إيران) ملكاً على إيران، ولكن كانت صلاحياته محدودة، إذ أن البريطانيين والسوفيت كانوا يتحكمون في إدارة الحكم، وبالدرجة الأولى البريطانيين، وظلت بريطانيا تدير شئون الحكم في إيران من خلف الستار قرابة أربعة أعوام أو أكثر،
7 - في عام 1952 أقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية مع إيران ولعبت في السنوات والعقود اللاحقة دوراً هاماً في التحول الصناعي للبلاد. فمعظم الآلات التي كانت في المصانع الإيرانية هي آلات من "صنع ألمانيا" وكانت تتمتع بسمعة عالية في إيران إلى يومنا هذا. وتطورت ألمانيا إلى أهم شريك اقتصادي مع إيران،
8 - في عام 1960، كانت إيران أول دولة تستضيف معرض ألماني يقام في دولة أجنبية عقب الحرب العالمية الثانية، بحضور وزير الاقتصاد الألماني على رأس وفد يضم أكثر من مائة رجل أعمال ألماني.
9 - وبعد ذلك كان يحرص جميع المستشارين الألمان، بدءا من كونراد أديناور، على زيارة إيران، إلى أن سقط حكم الشاه. وحتى بعد استيلاء الملالي على السلطة، عزز الألمان تلك العلاقة الاستثنائية، عبر القيام بزيارات رفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة المستشار غيرهارد شرودر. فضلاً عن ذلك، وعندما سن تشريع يقضي بتشجيع الاستثمار في إيران، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي أقر فيها البرلمان الألماني الاتحادي قانوناً بالإجماع.
10 - في عام 1979، بعد الثورة في إيران، تغيّر هيكل السلطة جذرياً في إيران، وبالرغم من أن الثورة حملت بوضوح سمات معادية للغرب وخضعت العلاقات الألمانية الإيرانية جزئياً لتوترات قوية. لكن التواصل لم ينقطع. كلا الطرفين كان يبذل الجهد للحفاظ على القنوات الدبلوماسية وأخرى مفتوحة،
11 - وللتقرب من ألمانيا والتودد لها
دأب نظام الملالي بالتفاخر بأصوله "الآرية" في محاولة لدغدغة مشاعر الألمان على الرغم من أن معظم قادة نظام الملالي يدعون زوراً وكذباً بأنهم من سلالة أهل البيت وأنهم من السادة إلا أن في علاقاتهم مع الألمان كانوا يظهرون هويتهم "الآرية"، حيث كان كبار المسؤولين في نظام الملالي يتفاخرون بـ "الآرية" عند ارسال الخطابات إلى ألمانيا، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كتب رفسنجاني، الملا الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، خطاباً إلى المستشار الألماني هلموت كول ذكر فيه "جذورنا الآرية المشتركة"، وفي المقابل كان المسؤولين الألمان يبادلون نظام الملالي هذا التفاخر، فقد كان يحلو لكلاوس كينكل، وزير خارجية كول، أن يقول في إشارة إلى العلاقات التي تجمعهم مع إيران: "تراثنا المشترك ومائة عام من التحالف".
12 - وفي عام 2009 أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب إلى رئيس إيران - آنذاك - محمود أحمدي نجاد قالت فيه:
إن "التحالف" الإيراني - الألماني (الذي أنهاه الحلفاء عام 1941) ينبغي أن يجري إحياؤه.
13 - في عام 2015 تم اعتماد الاتفاقية النووية الدولية مع إيران. وعلى إثرها تم إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات في 2016. ورأت ألمانيا أن هناك فرصة لإحياء العلاقات. فتحت شعار "التحول من خلال التقارب والتجارة" سافر وزير الاقتصاد السابق زيغمار غابرييل كأول سياسي غربي إلى إيران برفقة وفد اقتصادي رفيع.
14 - بعض النقاد يرى بأن
السبب وراء ارتباط الألمان بإيران يرجع إلى أسباب اقتصادية بحتة إلى حد كبير، بيد أن الأمر ليس كذلك. إذ إن ألمانيا بوصفها أكبر المصدرين في العالم، ليست في حاجة ماسة إلى إيران، نظراً لأن حجم الوارادت الألمانية إلى إيران دوماً لم تكن بنسب عالية قياساً لدول أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وتركيا ... الخ، وليس لأن ألمانيا أحد المستوردين الرئيسين للنفط الإيراني، فبحسب أحد المفكرين الألمان ماتثيس كونتزيل الذي قام بتأليف كتاب باللغة الألمانية بعنوان "ألمانيا وإيران: من المحور الآري إلى العتبة النووية"، يقول: هناك سببان على الأقل يحملان القادة الألمان على مساعدة إيران لتحدي الولايات المتحدة.
السبب الأول: هو امتعاض ألمانيا من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، التي أعقبها احتلال أجنبي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن أن يعبر عن هذا الامتعاض علناً، حتى ولو كان ذلك ليس لسبب سوى أن ألمانيا عضو في "الناتو"، أو لحاجتها إلى الحماية الأميركية ضد روسيا، التي كانت تمثل عدواً خطيراً خلال الحرب الباردة.
السبب الثاني: هو أن إيران واحدة من الدول القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي لم تنظر إلى الألمان بوصفهم "مجرمي حرب" بسبب هتلر. وظلت ألمانيا، لمدة تجاوزت مائة عام، القوة الأوروبية المفضلة لدى الإيرانيين.
ويبادل الألمان ذلك الشعور بتقدير إيران. ويستشهد الكاتب كونتزيل في كتابه بعدد من استطلاعات الرأي التي تظهر أن الغالبية العظمى من الألمان يعتقدون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هم من يمثلون تهديدا للسلام العالمي، وليس إيران. ويشدد كونتزيل على أن الألمان سئموا من تذكيرهم دائما بجرائم هتلر، من خلال اللعب على وتر "الهولوكوست"، بيد أن الشعب الإيراني لم يعر قضية الهولوكوست اهتمامه على الإطلاق، وهو ما يشعر كثيرا من الألمان بالارتياح.
** كتاب ماثيس كونتزيل تم ترجمته إلى الإنجليزية والفارسية، وقد حظيت النسخة الفارسية على إقبال شديد من قبل الإيرانيين لقرائته واقتنائه، والنسخة الإنجليزية من ترجمة Colin Meade والكتاب بعنوان:
Germany and Iran: From the Aryan Axis to the Nuclear Threshold
مشاهدة المرفق 175631
صورة غلاف الكتاب المترجم للنسخة الإنجليزية

15 - بحسب كتاب ماتثيس كونتزيل، أن الملف النووي الإيراني يعطي ألمانيا فرصة للعب دور دبلوماسي كبير. ومن الناحية الاقتصادية، تعد ألمانيا قوة اقتصادية أكبر من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين. ورغم أنها ليست عضوا في مجلس الأمن،
فإن معادلة أي صفقة دولية مع إيران تكون ألمانيا شريكة فيها هي بمثابة مجلس أمن موازٍ لألمانيا، وسبق قد وصف وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بلاده بأنها تمثل "درعاً لإيران في مواجهة الولايات المتحدة".
من أفضل ما قرأت بمنتدى عسكري منذ زمن طويل هذا هو سبب وجودنا بالمنتدى

شكرا من القلب اخت عبير
 
وش المحبة اللي بينهم !!!! يجب أن يتم دراسة العلاقات الألمانية الإيرانية وفهم هذا التعاون الغريب بينهم

مع ان السعودية تشتري من ألمانيا السلاح وهذا يفيد الخزينة الألمانية ومع هذا حضروا بيع الأسلحة الآن وبالتالي خسروا مليارات الدولارات

مرحبا أخي

ليس تعاون غريب لكن عدو عدوي صديق
 
عودة
أعلى