حينما خطط المغرب لغزو أراضي في قارتي آسيا و أمريكا الجنوبية

الشبح

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
9 مارس 2008
المشاركات
7,004
التفاعل
26,215 136 0
الدولة
Morocco


Ahmed_al_Mansur.jpg

صورة تخيلية للسلطان المغربي أحمد المنصور الذهبي

السلام عليكم و مرحبا بكم في موضوعي الجديد

تمهيد

نفتح اليوم صفحة تكاد تكون مجهولة في تاريخ المغرب الحديث، وهو محاولاته الحثيثة منذ القرن السادس عشر للتوسع و تشكيل إمبراطورية خارج أراضيه بل و بعيدا جدا عن قواعده المعروفة مثل جيرانه الأوروبيين سواء تعلق الأمر بالعثمانيين في الشرق أو البرتغاليين و الإسبان في الشمال.. و إن كان الكثيرين أصبحوا يعرفون قصة التوسع المغربي في إفريقيا الغربية، فإن قصة طموح المغرب لضم أرضي ما وراء البحار تبقى خطة غير معروفة على نحو واسع..
في الربع الأخير من القرن السادس عشر و حتى بداية القرن السابع عشر وصل المغرب إلى أوج قوته السياسية و العسكرية بعد انتصاره في معركة "وادي المخازن" الشهيرة و التي تسببت في سقوط جيش الإمبراطورية البرتغالية العظيم في ساعات معدودة أمام الجيش المغربي مما أدى إلى فقدان البرتغال ليس فقط غالبية رجال دولتها و جيشها و إمبراطورها "دون سيبستيان" و إنما كذلك سقوطها في براثين إسبانيا المجاورة، على اعتبار أن الملك الإسباني فيليب هو خال دون سيبستيان و بالتالي الوريث الوحيد لعرش البرتغال..
شعور المغرب بالقوة بعد هذه المعركة أعطاه دفعة قوية لتحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة من قبل الأوروبيين لكن كذلك تعزيز استقلالية المغرب عن العثمانيين الذين كانوا ينتظرون الفرصة المواتية للانقضاض عليه، لكن النصر المغربي منح المغاربة دفعة قوية لمقاومة أي محاولة من هذا القبيل..




%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B2%D9%86-570x417.jpg

معركة وادي المخازن وسحق الجيش المغربي للجيش البرتغالي
كما أن النصر أعاد أحلام الدولة المغربية في صنع إمبراطورية لنفسها شبيهة بجيرانها بالإضافة إلى إعادة أمجاد الإمبراطوريات السابقة التي حكمت المغرب.. و لما أدرك المغاربة أن عظمة الإمبراطوريات تتجلى في مستعمراتها، و لما أصبح من الصعب التوسع شرقا إلى الجزائر بسبب وجود العثمانيين أو شمالا لقوة الإسبان و البرتغال أصبح من الضروري التوسع جنوبا، حيث أراضي إفريقيا العذراء و غير المكتشفة، وحيث الذهب و الملح.. و كيفما كانت المسوغات التي قادها المغاربة للتوسع جنوبا فإن الأمر تم لهم، وقد تم ذلك بعد تأمين المغرب لحدوده الشرقية عن طريق ضم واحات الشرق في توات وتيكورارين لتأمين جانب العثمانيين ثم جنوبا إلى غاية شنقيط ونهر السنغال حيث حصل السلطان أحمد المنصور الذهبي على بيعة كل القبائل كسلطان على جميع المغاربة ثم أطلق حملته في 1593 على إمبراطورية السونغاي في حوض نهر النيجر في المنطقة التي تضم حاليا النيجر و مالي و وصلت عمليات الجيش المغربي إلى حدود دول غرب إفريقية أخرى حالية كبوركينا فاسو.. كما أن مملكة برنو كانم الممتدة من فزان جنوب ليبيا إلى غاية ولاية برنو شمال نيجيريا أعلنت مبايعتها لسلطان المغرب
57484576_683181425448315_2199616188672114688_n.jpg

خريطة التوسع المغربي في إفريقيا الغربية إنطلاقا من الربع الأخير القرن السادس عشر​

طموح المغرب في غزو جنوب شرق آسيا و أمريكا الجنوبية

لكن طموح المغرب و بالضبط السلطان أحمد المنصور كان أبعد بكثير من ذلك، حيث كان يطمح لإيصال حدود الإمبراطورية الشريفة إلى ما وراء البحار، سواء في آسيا أو أمريكا الجنوبية التي كانت تسمى الهند الغربية,, و بسبب كون المغرب ومذ سقوط الاندلس كان يفتقر لأسطول بحري قوي فإن الرجل خطط لتحالف مع الإمبراطورية الإنجليزية لضرب إسبانيا و تقسيم ممتلكاتها الاستعمارية بين البلدين في القارتين الآسيوية و الأمريكية على قاعدة المثل الشهير عدو عدوي صديقي، و كان المغرب مقتنعا بأنه يمتلك السلاح الفتاك لذلك و هو الرجال المدربون و ذوي الخبرات، فيما سيعتمد على الأسطول البحري البريطاني المشهود له و الذي دمر الأرمادا الإسبانية في المعركة الشهيرة حيث و كمحاولة من السلطان المغربي لإقناع الملكة الإنجليزية إليزابيث الأولى بسدد رأيه أكد لها حقيقة أن الجنود المغاربة الذين عملوا في إفريقيا الغربية متعودون على الجو الحار و الاستوائي المشابه لما هو موجود في آسيا و أمريكا الجنوبية، المقترح المغربي للتنسيق مع الإنجليز لمهاجمة الإسبان و الذي قدمه السلطان عبر السفير المغربي إلى لندن عبد الواحد ين مسعود سنة 1598 كان يواجه عائقا كبيرا، ألى و هو تحميل الإنجليز قبل عشر سنوات للمغاربة مسؤولية فشل حملة لشبونة التي فشل فيها الإنجليز في احتلال لشبونة و طرد الإسبان بعد أن كان المغاربة وعدوا بإمدادهم بالرجال و الأسلحة والمؤونة اللازمة لذلك إلا أن الدعم المغربي لم يصل أبدا لأن المنصور كان يخطط لاستغلال ضعف اسبانيا لإجبارها على التخلي عن سبتة و مليلية و باقي الثغور تالمحتلة إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن المغرب..
و ما انبهر له الإنجليز أن المغاربة كانوا على علم تام بمواقع تواجد المستعمرات البرتغالية و الإسبانية في آسيا و أمريكا الجنوبية، ويعود ذلك إلى الجواسيس المنتشرين في هذه البقاع و الذين كان أغلبهم من الأندلسيين الذين سافروا إلى تلك الأنحاء، كما أن من تبقى من المورسكيين و بعد مغادرتهم إلى المغرب كانوا يحملون معهم أخبار السفن المحملة بالذهب و النفائس القادمة من هذه الأرجاء..

272px-Elizabeth1England.jpg

الملكة الإنجليزية إليزابيث الأولى​

الطموح المغربي يصطدم بظروف موضوعية
كان بالإمكان أن يتحقق حلم السلطان المغربي، لولا وجود ظروف موضوعية لعدم تطبيق بنود التحالف المغربي الإنجليزي المعروف بالاتفاق الأنجلو مغربي في بداية القرن السابع عشر، ويتجلى أولاها في وفاة السلطان أحمد المنصور و الملكة إليزابيت الأولى في وقت متقارب من عام 1603 فيما لم يذهب وريثاهما في نفس الطريق، أما ثانيها فيتجلى في أن الإنجليز كانوا مدركين إلى أن الوصول المغربي لهذه الأرجاء سيعني بالضرورة انتشار الإسلام خصوصا في جنوب شرق آسيا حيث هناك ساكنة مسلمة ما يهدد بالضرورة أي مستعمرات لها هناك، و ثالثا فإن الإنجليز رأووا أنه من غير المجدي لهم خوض حرب كبيرة بعيدة عن قواعدهم، لذلك فضلوا الاستمرار في أعمال القرصة التي كانوا يقومون بها ضد السفن الإسبانية القادمة من هذه المناطق..
440px-MoorishAmbassador_to_Elizabeth_I.jpg

عبد الله بن مسعود السفير المغربي لدى لندن 1598 و الذي حمل اقتراح التحالف المغربي الإنجليزي لمحاربة الإسبان و اقتسام ممتلكاتهم، كما كان بن مسعود ملهما للروائي الإنجليزي الشهير "شكسبير" فيما يتعلق بروايتيه "تاجر البندقية" و "عطيل" وفي كليهما استخدم شخصيتين مغربيتين الأولى هي الأمير المغربي والثانية هي عطيل الضابط المغربي في جيش البندقية​
 
التعديل الأخير:
مبدع كعاداتك استاذي الشبح
الموضوع يحتاج كوب قهوة و قراءة متأنية
 
لو نجحت حملاتنا على الاسبان ان ذاك بالتنسيق مع الانجليز لكانت اسبانيا الان في خبر كان و لكانت هذه انطلاقة مباركة و قوية نحو الشرق

 
موضوع مشوق و رائع
أنا شخصيا لأول مرة اعرف بأن المغرب كانت له اطماع في آسيا
الفكرة خطيرة صراحة لو تم تنفيذها

بالمناسبة المغرب عانى كثيرا من العثمانيين و محاولاتهم لقلب الحكم من أجل تنصيب دمية
تابعة للامبراطورية العثمانية في اقصى الغرب
أرادوا من المغاربة البيعة ووصل بهم الأمر الى حمل السلاح في وجه المغرب و لكن المغرب انذاك
اذاقهم الويل

 
لو نجحت حملاتنا على الاسبان ان ذاك بالتنسيق مع الانجليز لكانت اسبانيا الان في خبر كان و لكانت هذه انطلاقة مباركة و قوية نحو الشرق

في الحقيقة الكثير من الأمور دفعت الإنجليز لعدم التحمس للمشروع و قد ذكرتها، كما أن الإنجليز لم يكونوا يحبون المغاربة بالضرورة للصراع المعروف بين الاسلام و المسيحية، لكنهم كانوا مجبرين على هذا التحالف
 
موضوع مشوق و رائع
أنا شخصيا لأول مرة اعرف بأن المغرب كانت له اطماع في آسيا
الفكرة خطيرة صراحة لو تم تنفيذها

بالمناسبة المغرب عانى كثيرا من العثمانيين و محاولاتهم لقلب الحكم من أجل تنصيب دمية
تابعة للامبراطورية العثمانية في اقصى الغرب
أرادوا من المغاربة البيعة ووصل بهم الأمر الى حمل السلاح في وجه المغرب و لكن المغرب انذاك
اذاقهم الويل

العثمانيين أوقفوا مشروع المغرب لإعادة إحياء إمبراطورية مغاربية تجمع دول المغرب الثلاث، لكنهم في نهاية الأمر و بعد هزيمتهم أمام الجيش المغربي في معركة وادي اللبن ادركوا ان المغرب لم يكون سهلا لهم,, و في عصر السلطان المنصور اعترفوا مرغمين بإسقاط اي اطماع لهم في المغرب..
كما يقول المثل "ليس كل طير يأكل لحمه" و المغرب أسد وليس طيرا..
 
نقطة أخرى يجب الإشارة إليها لتحرى الدقة و الموضوعية، وهي أن الكثير من المؤرخين حتى المغاربة منهم لم يعطوا اهتمام كبير لهذه النقطة،، و السبب في ذلك يعود إلى أن الأمر بقي مجرد خطة و طموح لم يتحقق على أمر الواقع و بالتالي لم يكن له أي تأثير في مجريات التاريخ
 
مـــوضــوع رااائع كعــادتك اخي الشبح .. نرى انقــلاب النهج المغربي ضد كل من الأتراك و اسبانيا بعد معركة واد المخازن ، الحمد لله الذي مــات فيه الخائنان عبد الملك و المتوكل و اعتلى العرش ابو العباس المنصور ، حيـث انه لم ينس ثــأره من الاتراك لروح والده و لم ينس سياسة اخيه ( الغالب بالله ) التي كانت بالمرصاد لأي تبعيـة للأتراك ، رغم الخلافات الـسياسية و قضاءه فترة في اسطمبول .. مثال للمغربي الحـر ، لكن السر لا يكمـن فقط هنا ، بل السر في الموارد الاقتصادية .. فبعد ضمه لمملكتي سونغاي و مالي صار المغرب مالكا لأهم مصدر معروف للذهب في شمال و غرب افريقيا انذاك ، الى جانب كونـه مصدرا رئيسيا للسكر و ملــح البارود و المواد الزراعية الأخرى لانجلترا و هولندا و فرنسا و غيرها من الدول الغربيـة .. و التحالف مع المغرب كان حيويا للانجليز و لآلتهم العسكرية و الاقتصادية و لا ننسى النزاع الأنجليزي الاسباني في تلك الفترة و الدي غذته الأطماع البحريـة التجارية و التوسع في العالم الجديد و كذا الخلاف المذهبي بينهـما .. كما استمرت العلاقات جيدة ايضا في العهد العلـوي مع محمد الثالث بالخصوص .. و في عهد عبد الرحمان كذلك كان الانجليز موردين رئيسيين للمغرب بالاسلحـة رغم ان اقتصادنا و سمعتنا انذاك كانت قد فقـدنت الكثير من بريقــها .. تحيـــاتــي
 
التعديل الأخير:
مـــوضــوع رااائع كعــادتك اخي الشبح .. نرى انقــلاب النهج المغربي ضد كل من الأتراك و اسبانيا بعد معركة واد المخازن ، الحمد لله الذي مــات فيه الخائنان عبد الملك و المتوكل و اعتلى العرش ابو العباس المنصور ، حيـث انه لم ينس ثــأره من الاتراك لروح والده و لم ينس سياسة اخيه ( الغالب بالله ) التي كانت بالمرصاد لأي تبعيـة للأتراك ، رغم الخلافات الـسياسية و قضاءه فترة في اسطمبول .. مثال للمغربي الحـر ، لكن السر لا يكمـن فقط هنا ، بل السر في الموارد الاقتصادية .. فبعد ضمه لمملكتي سونغاي و مالي صار المغرب مالكا لأهم مصدر معروف للذهب في شمال و غرب افريقيا انذاك ، الى جانب كونـه مصدرا رئيسيا للسكر و ملــح البارود و المواد الزراعية الأخرى لانجلترا و هولندا و فرنسا و غيرها من الدول الغربيـة .. و التحالف مع المغرب كان حيويا للانجليز و لآلتهم العسكرية و الاقتصادية و لا ننسى النزاع الأنجليزي الاسباني في تلك الفترة و الدي غذته الأطماع البحريـة التجارية و التوسع في العالم الجديد و كذا الخلاف المذهبي بينهـما .. كما استمرت العلاقات جيدة ايضا في العهد العلـوي مع محمد الثالث بالخصوص .. و في عهد عبد الرحمان كذلك كان الانجليز موردين رئيسيين للمغرب بالاسلحـة رغم ان اقتصادنا و سمعتنا انذاك كانت قد فقـدنت الكثير من بريقــها .. تحيـــاتــي

أهلا أخي ابن زياد.. مشاركاتك دائما إضافة رائعة لمواضيعي..
بالفعل كلامك صحيح,, لو لم يلعب القدر لعبته بوفاة عبد الملك في معركة وادي المخازن لكان سلم المغرب على طبق من ذهب للأتراك,, لا تنسى كذلك أن المنصور قام بعمل جبار للتخلص من الطابور العثماني الخامس الذي أدخله عبد الملك للمغرب و المتمثل في الانكشارية و الزوارة الجزائريين و الذين كانوا يقدرون بأربعة الآف مقاتل,, و احتاج لخمس سنوات على الأقل لاحتوائهم و تحييد خطرهم.,
الاستقلالية كانت دائما أمرا مزروعا في دماء المغاربة لذلك رفضوا على الدوام الخضوع منذ العهود القديمة، يكفي أن نعرف أن المغاربة اول من حصل على الاستقلال من شعوب شمال افريقيا من الاستعمار الروماني و احتاجت الشعوب المجاورة لعشرات السنين لتحقيق ذلك، و كان أول شعب يتحرر من الاحتلال الاموي و لم يخضع كذلك لا للعباسيين و لا للعثمانيين و مع فترة احتلال قصيرة في العهد الفاطمى.. معنى استقلال معنى راسخ في المغاربة
 
لقد كنا وسنبقى , خنجرًا مسمومًا في قلوب أعدائنا , حتى يرث الله الارض ومن عليها .
 
موضوع رائع أخي الشبح لي عودة بعد قراءة متأنية

أعتبر نفسي قارئا نهما و لكن العلم ليس له حدود

زادك الله علما كما أفدتنا هذا اليوم
 
نقطة أخرى يجب الإشارة إليها لتحرى الدقة و الموضوعية، وهي أن الكثير من المؤرخين حتى المغاربة منهم لم يعطوا اهتمام كبير لهذه النقطة،، و السبب في ذلك يعود إلى أن الأمر بقي مجرد خطة و طموح لم يتحقق على أمر الواقع و بالتالي لم يكن له أي تأثير في مجريات التاريخ



كنت من اشد المتابعين لقناة دار الخبر للمغربي الاستاد عبد اللطيف , لكن يبدو انه تاثر ببروبغندا الكدب من طرف اعداء المغرب, ليحط من قدر الاشراف السعديين ويقزم ملحمة معركة واد المخازنة المغربية العتيدة, واللتي لم يكن للعثمانيين(السلطان سليم) اعداء المغرب انداك اي دخل او مساعدة.
 
موضوع ولا اروع استاذي كما قال الاخ انس فانه يستحق كوب من القهوة وقراءة متانية وبالفعل فهو شيق اتمنى مزيدا من هذه المواضيع لتسليط الضوء عن احداث تاريخية للامبراطورية المغربية في عصرها الذهبي
تحياتي لك
 
موضوع جميل

أظن الشعب الشرق اوسطي الأول اللي نجح في استعمار اجزاء من اسيا و افريقيا و اوروبا هم الفينقيين ,, اولاً في لبنان ثم تونس في افريقيا ثم اوروبا عن طريق هانيبال.

بعدهم تقريباً مصر في عهد محمد علي, في افريقيا مصر و السودان الي الحبشه و في اسيا احتل السعودية و سوريا و فلسطين و في اوروبا احتل اليونان و قبرص و كريت.

و اخر ممتلكات مصر في اوروبا كانت جزيرة خيوس (اليونانية حالياً) و اتنازل عن الحاكم الحالي في 2016.
شكرا جزيلا على مشاركتك..
في الحقيقية المغرب لا ينتمي للشرق الأوسط و إنما لمنطقة شمال إفريقيا و هما حيزان جغرافيان متباعدان جدا,,
على مستوى آخر الفينيقيون أسسوا امبراطورية تجارية أكثر منها استعمارية بالمفهوم الحديث،، هذا دون إغفال طبيعة المستوطنات الفينيقية التي كانت مستقلة بشكل تام عن المركز، أضف إلى ذلك أن عددا من الدراسات الأركيولوجية في شمال إفريقيا سواء في تونس أو غيرها نسبت الحضارات الفينيقية في تلك المناطق إلى مكونات محلية أمازيغية أي أنها في الواقع حضارات محلية و ليست أجنبية..
أما المغاربة الأمازيغ فقد غزو و عبر إلى إيبيريا منذ عهود سحيقة و توج الأمر في عهود الدول المغربية الإسلامية كالمرابطين و الموحدين و المرينيين..
أما على مستوى مصر محمد علي باشا فهي ظلت ولاية عثمانية رغم التطور الكبير الذي وصل إلى درجة كان هذا الأخير على وشك تحويل عاصمة الخلافة من اسطنبول الى القاهرة لولا تحالف القوى الاوروبية التي استنجد بها السلطان العثماني,, و انسيابية احتلال الجيش المصري للجانب العربي من الأراضي الاسيوية و لمنابع النيل و حتى الجزر اليونانية لا يقارن بما كان المغرب يجاوره في الشمال من امراطوريتين اسبانية و برتغالية عتيدتين، بالإضافة إلى أن التحرك المغربي كان تقريبا قبل ثلاث قرون من وصول محمد علي الى السلطة..
تحياتي
 
موضوع رائع أخي الشبح لي عودة بعد قراءة متأنية

أعتبر نفسي قارئا نهما و لكن العلم ليس له حدود

زادك الله علما كما أفدتنا هذا اليوم

مرحبا أخي العزيز شرفني مرورك وفي انتظار قراءتك
 
كنت من اشد المتابعين لقناة دار الخبر للمغربي الاستاد عبد اللطيف , لكن يبدو انه تاثر ببروبغندا الكدب من طرف اعداء المغرب, ليحط من قدر الاشراف السعديين ويقزم ملحمة معركة واد المخازنة المغربية العتيدة, واللتي لم يكن للعثمانيين(السلطان سليم) اعداء المغرب انداك اي دخل او مساعدة.

أهلا أخي مرحبا بك.. تابع معي جيدا..
في الحقيقة بعض الأمور في التاريخ ثابتة لا تتغير.. أنا شخصيا لا أعرف هذه القناة التي تحدثت عنها و لم يسبق لي متابعتها و لكن قضية مشاركة العثمانيين في معركة واد المخازن حقيقية، و ليس فيها أي إساءة، نفس المعركة شهدت مشاركة قوات إسبانية وفرنسية و إلمانية و إيطالية بالإضافة إلى الجيش البرتغالي، فهل يقلل هذا من شأن الجيش البرتغالي؟
لكن حتى تفهم التاريخ بكل تفاصيل السلطان عبد الملك حينما كان أميرا هرب خوفا من أخيه بعد وفاة ابيهما محمد الشيخ بعد أن اغتاله العثمانييون، ولما علم الأتراك بأهمية الأمير على اعتبار أنه كان وريثا للعرش دعموه بعدما عرفوا انهم لن يستطيعوا احتلال المغرب عسكريا بدأوا بسياسة دعم الطامحين للعرش,, تبنوا الأمير عبد الملك الذي سيصبح سلطان و عينه قائدا في جيشهم و زوجوه ابنت الحاكم العثماني على الجزائر حسن باشا (وهذه نقطة مهمة لأن الإبن الذي سيولد سيصبح نصف مغربي و نصف تركي و سيكون سببا في مطالبة العثمانيين للمنصور الذهبي بعرش المغرب بعد ذلك) ثم حارب في صفوفهم أكثر من عشرين سنة، باختصار الرجل صار عثمانيا,, و لما مات اخوه وصعد المتوكل الى العرش دعمه العثمانييون للحصول على السلطة و ارسلوا معه اربعة الاف مقاتل من قبال الزوارة الجزائرية و الانكشارية التركية، وهم نفسهم من شاركوا في المعركة، لكن الفضل الاكبر في الحصول على العرش كان للمغاربة الذين بايعوه، ثم في المعركة كان هناك اكثر من اربعين الاف جندي مغربي، اذا قارن الفرق.. لكن كل ذلك لم يدم اكثر من سنتين,, فبعد ان مات عبد الملك في المعركة حاول الاتراك تنصيب ابنه الطفل الذي كان ما يزال في الجزائر رهينة للعثمانيين كسلطان، لكن الغلبة كانت للمغاربة الاكثرية الذين ايدوا المنصور، وفور صعوده على العرش بدأ إجراءات التخلص من هذا الطابور الخامس و من اي علاقة مع العثمانيين..
و انتهت القصة بقطع المغرب لكافة العلاقات مع العثمانيين رغم اعتراضات مراد الثالث الذي اصبح حانقا و كان يعتبره الاقوى، لكن الزمن سيدور فمع موت مراد في 1595و خلافة ابنه محمد الثالث ستسير العلاقات نحو الانفراج و بمبادرة من العثمانييون سيعترفون رسميا بأن لا أطماع لهم في المغرب، و سيرسل أحمد المنصور رسالة إلى محمد الثالث يخاطبه فيها (بإبننا) على اعتبار أن المنصور كان يعتبر نفسه اكبر قائد في العالم الاسلامي و سيطلب من الوزير الاول العثماني كنان باشا الاعتناء (بإبننا السلطان محمد) ;)
و منذ ذلك الحين انتهت الاطماع الرسمية بين للاتراك في المغرب الى غاية خروجهم من الجزائر في 1830..
 
موضوع ولا اروع استاذي كما قال الاخ انس فانه يستحق كوب من القهوة وقراءة متانية وبالفعل فهو شيق اتمنى مزيدا من هذه المواضيع لتسليط الضوء عن احداث تاريخية للامبراطورية المغربية في عصرها الذهبي
تحياتي لك

شكرا أخي نسر الأطلس شرفتني بمرورك،، تحياتي أخي الغالي
 
هناك شيء محير في تاريخ المغرب هو ان جغرافيته و ظروف الطبيعية مناسبة لتكون قوة بحرية فعالة لكن عندما قرات تاريخ وجدت هده النزعة ضعيفة لدى المغاربة حكاما خاصة ثم شعبا اي انهم لم ياخدوا العبرة من جيرانهم الاوربيين ليتجهوا لركوب البحر وانشاء الاساطيل البحرية والتجارية والمغامرة في عباب المحيطات والانفتاح على المجهول
 
عودة
أعلى