ومن قال لك لم تساعدهم القبائل فبعد أن جاعوا كان البدو يتسللون لحرة العالية ويقابلون من يتسلل من السور ويمدونهم بالطعام واستقبلت القبائل الكثير من من هربوا من الجوع ومن الشحن في القطار وريع العسكري اسمه دليل على انقاذ البدو لمن هرب من جنود الترك
لا إضطهاد وجريمة ملعون صاحبها
اهل المدينة حصلت لهم ثلاثة أشياء اساسية
الاولى عملية التجويع فكل التمور ومؤونة البيوت صادرها فخري لجنوده مما حدى ببعض العوائل الغنية أن تدفع رشاوي للضباط الاتراك ليحصلوا على قليل من التمر والفقراء كانوا يتسللون للحرة ليحصلوا مايستطيع البدو احضاره لهم
الثانية عملية الشحن في القطار فلقد استخدموا كدروع بشرية لمنع استهدافه يارجل بنات اعمارهم 18 و20 اخذوا بالقوة لمجرد مرورهن قرب الاستسيون وإلى اليوم عوائلهم تتذكرهم ولاتعلم عنهم شئ الشباب بعضهم بعد أن وصل للشام وبعد انتهاء الحرب رجع وأما النساء فلا يعلم عنهم شئ إلى اليوم
الثالثة هي القتل لكل من يمسك متسلل أو يقترب من النخيل ومخازن التمور
وهذا ماحدى بأكثرهم لتهريب حتى بناتهم لدى القبائل القريبة من المدينة خوفا عليهن
من جديد لا شك أن حادثة سفربرلك وحصار وحوادث حصار المدينة حوادث مهمة في تاريخ المدينة
وكلامي ليس سرد تاريخي وإنما بيان الحاصل في أوساط المهتمّين بالحادثة
والنسبة للسرد التاريخي لم أتطرق له
ولا ريب أن أهل المدينة تعرضوا للعديد من المآسي والويلات جرّاء الحصار لكن لكي نحكم على الأحداث يجب علينا دراسة جميع الوثائق التاريخية من جميع مصادرها
فلا يمكن لنا أخذ روايات السكان فقط وتناسي الوثائق العثمانية أو الإنجليزية أو العربية أو غيرها
فعلى الرغم من شهرة الحادثة إلا أنّي لم أقع على أي وثيقة لوصول سكان المدينة للشام أو الأناضول وإن كان لديك وثائق فلتعرضها مشكورا
وكذا حوادث التجويع فعلى الرغم من وجود الروايات من أهل المدينة إلا أن الواضح منها أنها في أوقات محددة وليس في جميع فترة الحصار التي أمتدد لفترة طويلة جدا
وأيضا الصور التي عرضتها بالإضافة لبعض الروايات العثمانية تدل على مشاركة بعض سكان المدينة بجانب العثمانين الذين حكموا المدينة بشكل مباشر لمدة طويلة بعد إزاحة الحكم الشبه الذاتي للأشراف
تنبيه
كلامي لا يعني نفي جرائم الجنود الأتراك للسكان وشهادات من عاينوا الحادثة خير دليل عليها والشواهد التاريخية تدل على همجية الجنود العثمانيين وعدم إنضباتهم
ولا يعني وصفهم بالهمجيين والخونة والأعداء (مع أنّي أرى فيهم أنهم في ذلك الوقت قوميين أتراك وعلمانيين وشيء من التصوف القبوري)
فقد كانوا المدافعيين عن المدينة آنذاك ولم يبدؤا بالقتال في الحرم النبوي ولا المكي (بعض الروايات تفيد أن الشريف حسين هو من أطلق أول طلقة في الثورة على الحصن العثماني في مكة)
والكلام يطول جدا ويتداخل فيه الحال الإدارية ونظام حكم العثمانيين آنذاك وأسباب الحصار وأفكار المتحاربين التي دفعتهم لتلك الأفاعيل
لكن الذي أريد إيصاله ليس السرد التاريخي بل تبيين الحال الواقعة في أوساط المهتمين بتلك الحادثة
وشكرا