الله المستعان.
المشكلة فيمن يظن أنه على الحق المطلق لأنه يستخدم لغة دينية. الموضوع معقد ومتشابك وتبسيطه يسبب كارثة متعددة الدرجات.
بين من يعتقد انه مستقل تماما عن الجو العالمي بأكمله وبين من هو عبد للجو العالمي لا يحرك شعرة الا بأمره تتوزع الدول حسب قدرتها على المناورة فمستقل ومستكثر.
ثم يأتي أنصاف الأميين, حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام الذين لا يعرفون شيئا ويتحدث بالفصحى ثم يصبغ كلامه بعبارات إسلامية وخلاص يعتقد أنه الكاشف لكل ما خفي.
كلنا تحت التهديد. كلنا تنقصنا معلومات. كلنا نتأثر وبكل سهولة بالحرب النفسية والمعلوماتية والاعلامية. وكلنا نظن أن الوعاء الذي ملأناه بالمعلومات هو الوعاْ الكامل والكافي لنسير به في الحياة ويمكننا بما يحتويه أن نحكم على العالم بتعقيداته ولا يدور في خلدنا أن معلوماتنا لا شك تأثرت بهذه المشاريع الفكرية التي يصرف مليارات لجعلها جزءا من أفكارنا.
المعارك الصفرية الفكرية التي ترى العرب أمة هائمة ضائعة فاشلة خائنة متخلفة الخ لم تأتي من فراغ بل تم تصميمها بعناية لينشأ أجيال لا تفقه شيئا ولم تقرأ شيئا عن أي شيء في العالم بالغ التعقيد وتظن أنها ستصلح الوضع الراهن. مصيبة الاقتراب من التركيبات المعقدة complex systems أن هدمها يعني بالضرورة وبشكل يفوق ال 50% أنك لن تحصل على نتيجد أفضل مما كان لديك. هذه حقيقة وليست اوهام. العالم العربي complex system والجميع وأعني ما أقول حرفيا لديه نظرية عن كيفية هدمه وإعادة بناءه بغض النظر عن أعداد الصرعى المجندلين على جانبي محاولة تصحيح التركيبة المعقدة (شهداء بالملايين).
مشكلة أمريكا أنها دولة عظمي وخطرة جدا ومدمرة جدا. هذه نقطة يجب فهمها جيدا قبل الحديث عن اي شيء آخر. وكأنني أسمعك تقول يا خانع يا ذليل يا مخدوع ماذا لو اتفقنا مع امريكا هل نستسلم لها ونبيع أنفسنا؟ لن استغرب هذا الجواب فالعالم بتعقيداته الرهيبة يدور في العقل السطحي حول نقطتين يا خانع يا مقاوم. لا يوجد أمثلة على العمل المرن الناجح المؤثر فهم لا يهتمون لأمور تحتاج تفكيرا عميقا فمن يحتاج الى التفكير والحل بسيط؟ فالعالم بسيط وكل شيء بسيط والحل موجود.
كان الاسلاميين يقولون سوف نقتل الجنود الامريكان لكي يأتوا لجزيرة العرب فنقاتلهم وننتصر عليهم لأن الله معنا. صدام حسين قال لملك الاردن الله معي لما حذره الملك من امريكا. القذافي صرخ كالمجنون قائلا معي الملايين ومعي الله.
الكل ينادي باسم الله ويقول أنه معه لكنني لا اعلم هل يفهمون حقيقة ما تنطق به ألسنتهم أم لا؟ الله هو الرب المتصرف العظيم في هذا الكون ولن يحدث في ملكه الا ما شاء. ولن أسمح لنفسي في يوم من الايام أن أزكيها وأقول معي الله! (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) الله يقبل مني ولا يفتنني.
لو كان الاسلاميين صادقين لالتزموا بالشريعة كما جاءت وامتنعوا عن تعريض حياة الناس للنهاية دون ثمن. لو كان صدام صادقا لرفض الاعتداء على محيطه بتهور. لو كان القذافي صادقا لامتنع عن الاعتداء على جيرانه ودعم كل الدسائس. وغيرهم طابور طويل من الفشل وكراهية النجاح والتهور.
لو كانوا صادقين.....
لكن ما أدراني أنا وأنا الذي لا افهم شيئا, ما أدراني عن سهولة إصلاح التركيبات المعقدة والتي نشأت على مدى مئات السنين وآلاف القتلى؟ ما أدراني أنا وأنا اتحدث بلغة انبطاحية مذعنة خانعة ذليلة محنية الرقبة الخ من عبارات الاستثارة والتحقير والاستصغار للطرف المقابل والتفخيم والاستعلاء والظهور بمظهر الخارج عن جماعة الجهلة للطرف الذي يرمي التهم.
ما أدراني أنا؟ هم ناجحون وتاريخهم يشهد, هم منيمين أمريكا من المغرب أو تقاتل معهم الملائكة.
ثبت بالبرهان أنهم سفهاء حمقى و كاذبون وأن الصادق الوحيد هو من يحمي مواطنيه ويدافع عن بلده ويدرس القرآن في المسجد ويعلم الطفلة كيف تلبس حجابها ويعالج مريض القلب. هذا لا يعجبهم لأن لديهم حلا آخر. إهدم ال complex system والله سينصرنا لأننا عباد الله وأحباؤه. وبالطبع هذا ليس غرورا ففهمنا الشخصي هو عين إرادة الله فالنصر تحصيل حاصل بالنسبة لهم.
لكن ما أدراني أنا؟
الجاهل عدو نفسه.