الصناعات الدفاعية تقود قطار التطبيع بين إسرائيل والإمارات.. شراكة جديدة في ظل اتفاقيات “أبراهام”

amigos

عضو
إنضم
16 فبراير 2025
المشاركات
1,358
التفاعل
2,202 76 7
الدولة
Tunisia
HERMES_900-in-flight-2112-e1448641039242-780x470.webp
المسيرة الإسرائيلية "هيرمس-900" .. نواة شراكة التصنيع العسكري مع الإمارات

يشير التعاون المتصاعد بين إسرائيل والإمارات في مجال الصناعات الدفاعية، وخاصة في قطاع الطائرات بدون طيار، إلى تحول عميق في طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين بعد توقيع اتفاقيات “أبراهام”.

اتفاق بين الإمارات وإسرائيل لتحالف صناعي عسكري​

الاتفاق المرتقب بين “إيدج” الإماراتية و”إلبيت سيستمز” الإسرائيلية بشأن طائرات “هيرميس 900” لا يمثل فقط صفقة تسليحية، بل يشكل حجر زاوية في بناء تحالف أمني صناعي قد يعيد تشكيل موازين القوى في منطقة الخليج، ويؤسس لنموذج جديد من التعاون الإقليمي في ظل الرعاية الأمريكية.

تحول نوعي في مسار التعاون الدفاعي​

منذ تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل عام 2020، انطلقت الدولتان بخطى متسارعة نحو تكثيف التعاون الأمني والعسكري، في تطور لم يعد يقتصر على التنسيق السياسي أو الاقتصادي.

وتُعد مفاوضات صفقة “هيرميس 900” التي تشمل نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي، أول شراكة صناعية دفاعية كبرى بين البلدين. وإذا ما اكتملت، ستكون بمثابة نقطة تحول في قدرة الإمارات على تطوير صناعاتها الدفاعية ذاتياً، وفق استراتيجيتها الممتدة حتى عام 2028.

الدرونز .. من الاستطلاع إلى التصنيع المشترك​

تتميز طائرة “هيرميس 900” بقدرات متقدمة في مجالات المراقبة والحرب الإلكترونية، بفضل حمولتها البالغة 660 رطلاً وقدرتها على التحليق لثلاثين ساعة متواصلة على ارتفاع يصل إلى 30 ألف قدم.

Elbit_Systems_900_take_off-scaled.webp
مسيرة إسرائيل “هيرمس 900” .. وطموح الإمارات في التصنيع المشترك
وتطمح الإمارات، من خلال هذه الصفقة، إلى تجاوز دور المستورد إلى شريك في الإنتاج، عبر إنشاء خط تصنيع محلي ضمن مجموعة “إيدج”، مما يعكس سياسة واضحة لتوطين التكنولوجيا وتحقيق الاكتفاء الدفاعي التدريجي.

من التعاون العسكري إلى التكامل الاستراتيجي​

لم تكن صفقة “هيرميس” الأولى في مسيرة التعاون العسكري بين الدولتين. فمنذ عام 2021، شاركت الإمارات في تدريبات بحرية وجوية مشتركة مع إسرائيل، وتبادلت معها المعلومات الاستخباراتية، خاصة في مجال الأمن السيبراني، من خلال منصة “كريستال بول”.
كما حصلت الإمارات على أنظمة دفاع جوي إسرائيلية متقدمة، مثل “سبايدر” و”باراك”، ما يعكس مستوى متقدم من الثقة الدفاعية المتبادلة.

دعم ضمني من واشنطن وتحفّظ تكتيكي​

تنظر الولايات المتحدة إلى هذه الشراكة كدليل على فاعلية نموذج أمني إقليمي يتماشى مع مصالحها دون أن يتطلب انخراطاً مباشراً.
غير أن واشنطن مطالبة بضمان أن تظل هذه الاتفاقات منسجمة مع أنظمة الرقابة على الصادرات ومتوافقة مع أمن التكنولوجيا. كما تحاول تشجيع الجانبين على توسيع التعاون ليشمل أطرافاً إقليمية أخرى ضمن بنية دفاعية موحدة تقودها الولايات المتحدة.

انعكاسات إقليمية .. بين الاحتذاء والحذر​


قد تمثل هذه الصفقة نموذجاً لدول خليجية أخرى، مثل السعودية وقطر، التي تسعى لتوسيع شراكاتها الدفاعية وتنويع مصادر التسليح.
إلا أن دولاً مثل الكويت وسلطنة عمان قد تنظر بقلق إلى اندفاع الإمارات نحو التعاون مع إسرائيل، خصوصاً في ظل استمرار حرب غزة والمخاوف من استفزاز إيران. كما أن تصاعد التعاون الدفاعي مع تل أبيب قد يربك التوازنات الدقيقة التي تحكم المواقف الداخلية والرأي العام في العديد من دول المنطقة.

رسائل لطهران وبكين وموسكو​

التقارب الدفاعي بين الإمارات وإسرائيل، لا سيما في أعقاب الضربات الأمريكية لمنشآت نووية إيرانية، قد يُفسّر في طهران على أنه تصعيد مباشر.
أما في بكين وموسكو، فيُحتمل أن يُنظر إليه كتعزيز لمحور أمني تقوده واشنطن في الشرق الأوسط، لكن من المستبعد أن يدفع هاتين القوتين إلى إعادة تموضع استراتيجي في المنطقة، نظراً لانشغالاتهما العالمية وحدود نفوذهما الإقليمي.

توصيات استراتيجية لمواصلة الزخم​

لضمان نجاح الاتفاقية، ينصح معهد واشنطن بضرورة تعزيز الشفافية حول الصفقة أمام الشركاء الأوروبيين، والتنسيق مع الولايات المتحدة لضبط معايير نقل التكنولوجيا ومنع التسريب، وكذلك العمل على إدماج الصفقة ضمن بنية دفاعية إقليمية قابلة للتشغيل المشترك.

بالإضافة إلى تسريع الحوار الإقليمي لتخفيف مخاطر التصعيد المرتبط بتزايد التعاون الدفاعي الإسرائيلي.

نموذج جديد للعلاقات بين دول الشرق الأوسط​

صفقة “هيرميس 900” لا تختبر فقط حدود التطبيع بين إسرائيل والإمارات، بل تقدم نموذجاً جديداً لأمن إقليمي متكامل لا يتطلب بالضرورة الارتكاز على الوجود العسكري الأمريكي.
وإذا ما نجحت هذه التجربة، فقد تكون بمثابة اللبنة الأولى في مشروع دفاعي عربي-إسرائيلي مشترك، يعيد رسم خريطة التحالفات ويكسر احتكار الموردين التقليديين، ويجعل من إسرائيل شريكاً مركزياً في منظومة أمن الخليج.

 
عودة
أعلى