مقدمة هامة:
هذا الموضوع الذي أطرحه هنا هو جهد متواضع، أقدمه ليكون مرجعية ثقافية عن أحداث سوف تصبح فيما بعد تاريخية ..
وقبل البدء بمادة الموضوع الأساسية، لا بد من توضيح بعض الأمور التمهيدية، فقد تكلمت بعض الأوساط العسكرية القيادية لجيش الدفاع عن الهيئة العبرية، عن أن العمليات العسكرية والضربات الجوية في مطار مزة ومن بعده ضربات الساحل السورية كان شر لا بد منه لضمان أمن الدولة الإسرائيلية ..
فتعالوا نتعرف على هذه التهديدات التي هددت أمن الدولة العبرية بطريقة تحليلية:
1- هل كانت هذه التهديدات يا هل ترى نووية؟؛ والجواب نقول ببساطة لا لأنه إلى الآن لم تمتلك إيران القنبلة النووية رغم امتلاكها لمكوناتها الأساسية، وإن امتلكتها فلن تتجرأ على إخراجها خارج الأرضي الإيرانية، لأنها ملكية قومية، وخروجها قد يؤدي إلى ممسك لعقوبات دولية قاسية، أو حرب عسكرية دامية ..
2- هل كانت هذه التهديدات الأمنية التي هددت إسرائيل، تهديدات بالستية؟؛ نقول بكل بساطة لا لأن إيران زودت حزب الله بكمية مرعبة جداً بأعدادها إلى حزب الله اللبناني من مختلف الأمدية التي يمكن أن تضرب أي نقطة في المناطق العبرية، وتستنزف بوقت قياسي كامل دروعها الصاروخية، إضافة إلى أن إيران نشرت في مواقع كثيرة عراقية الكثير من قواعدها الصاروخية البالستية ..
3- ولكن إيران تفتقر إلى درع صاروخي فعال ضد الجو يؤمن لها بيئة آمنة إذا ما أرادت استخدام صواريخها البالستية في سوريا والأراضي اللبنانية ..
فقد أكد وزير الدفاع الإيراني في أخر زيارة له إلى سورية عن إمكانية تزويد سوريا بمنظومة دفاع جوي صاروخية ذات أمدية طويلة وطويلة جداً تؤمن حماية تامة ضد العمليات الجوية الإسرائيلية في الأرضي السورية ..
هذه المنظومة الصاروخية متمثلة بمنظومة بافار 373 Bavar 373 والتي تسمى أيضاً باور Power 373 فما هي هذه المنظومة الصاروخية المضادة للجو الإيرانية؟ ..
نقول إن تطوير هذه المنظومة كان بمساعدة صينية بالتظافر مع الجهود العلمية المحلية الإيرانية العسكرية، وقد انتهت تجاربها النهائية، في الأراضي الإيرانية ..
وهي مكونة من رادار مصفوفات إلكترونية، يصل مداه إلى نحو 400 كم يمكنه كشف وتتبع 100 من الأهداف الجوية، والتعامل مع 16 هدف منها بنوعين من الصواريخ ..
الأول بعيد المدى يصل مداه إلى 300 كم يسمىSayyad 4 مطور عن الصاروخ الصيني المشتق من صاروخ اس 300 الروسي، وهو الصاروخ HQ-9 الذي مداه 150 كم وسرعته 4.2 ماخ، أما صياد 4 فمداه مضاعف وسرعته أكبر 5 ماخ، ويعمل مثل النظير الصيني بداية بتوجيه نظام القصور الذاتي للبرمجة المسارية حتى الاقتراب من الهدف ثم براداره الذاتي بالمرحلة الأخيرة حتى الوصول إلى الهدف ولكن النموذج الإيراني يزيد عن الصيني بإمكانية تعديل وتصحيح المسار بإشارات برمجية لاسلكية بسبب مضاعفة المدى مقارنة بالنموذج الصيني، والصاروخ الثاني الثانوي في منظومة باور هو Sayyad 3 الأقصر مدى 120 كم والأقل سرعة 4 ماخ والذي يعمل وفق الآلية الصاروخية في HQ-9 وضد كافة الأهداف الجوية إلا أنه مطور عن الصاروخ الأمريكي البحري المضاد للجو ستاندرد RIM-66B Standard الذي يوجد عدد منه في البحرية الإيرانية، نسبة إصابة صواريخ الصياد 85 % لذلك فهو يعتمد الاستراتيجية الروسية بإطلاق صاروخين معاَ ضد هدف واحد ..
وعلى ما يبدو فإن إيران بدأت بنقل مكونات منظومة بافار 373 الإيرانية إلى سوريا في منتصف الشهر التاسع من عام 2018 ميلادية، وقد تمكن جهاز الاستخبارات موساد وجهاز الاستخبارات العسكرية أمان الإسرائيلية، من معرفة كل المعلومات الضرورة لعمليات النقل السرية، وبدأت بالعملية الأمنية بأذرع سلاح الطيران الإسرائيلية ..
وصلت المكونات الأولى لمنظومة باور إلى مطار مزة من خلال طائرات نقل مدينة إيرانية، ووضعت بمستودعات تمويهية، مخصصة بالظاهر للأمم المتحدة ومكاتب شحن DHL الدولية، وأوكل الأمر بتدمير هذه المكونات للطائرات الضاربة من طراز صوفا "الصاعقة" ف 16 الإسرائيلية F-16i Sufa وهي طائرة متطورة وذكية، ومطلية حديثاً بطلاء ماص لموجات الرادارية، بنسبة تزيد عن 50 % لجعلها شبه خفية، والغاية هو تقليص محاور أمدية الكشف الراداري للولوج من النقاط الرادارية العمية، أو التحليق المنخفض الصامت إلكترونياً في النقاط الضعيفة السفلية للارتدادات الرادارية، وهذا الإجراء الأخير يجعلها متسللة خفية ..
والإجراء الثاني الذي يجعلها بمنأى عن الكشف الراداري هو توجيه الضربات من خارج نطاق الكشف الرادارية، وهذا ما حصل في هذه العملية، إذ أطلق أحد طائرات صوفا بعد أن تقدمت عن نظيرتها الخلفية، صاروخين من نوع رافائيل بوبآي AGM-142B Popeye من نقطة مرتفعة وبعيد ربما 150 كم، وهي صواريخ تصنف ضمن فئة كروز مناورة وذكية وتحت صوتية كشفتها دفاعات إيران وأطلقت نحوها صواريخ صياد 2 الإيرانية، حيث تمكن أحد صواريخ صياد من تدمير أحد تلك الصواريخ، وتمكن الآخر من تدميرها بطريقة جزئية، في ذلك الوقت وعند إشغال الرادارات والدفاعات الإيرانية بدأت الضربة الرأسية بطائرة صوفا الثانية التي أطلقت أربع صواريخ فوق صوتية من نوع الهياج "رامبيج" Rampage المتسللة البالستية، بسبب صغر مقطعها وموادها الطلائية، وارتفاعها بعد الإطلاق إلى أماكن شاهقة خارج نطاق أجهزة الكشف الرادارية، لتأخذ بعدها أوضاع انقضاضيه على الأهداف المرئية للأقمار التوجيه الصناعية، بعد إطفاء محركاتها لإخفاء بصمتها الحرارية ..
وقد دمرت هذه الصواريخ طائرة النقل والمستودعات التمويهية، وانتهت بذلك أخطار أول دفعة صاروخية من مكونات المنظومة الإيرانية ..
يتبع إن شاء الله ..
صواريخ صياد 4 الأبيض وصياد 3 الأحمر من منظومة بافار 373 سبب الغارات الإسرائيلية :
هذا الموضوع الذي أطرحه هنا هو جهد متواضع، أقدمه ليكون مرجعية ثقافية عن أحداث سوف تصبح فيما بعد تاريخية ..
وقبل البدء بمادة الموضوع الأساسية، لا بد من توضيح بعض الأمور التمهيدية، فقد تكلمت بعض الأوساط العسكرية القيادية لجيش الدفاع عن الهيئة العبرية، عن أن العمليات العسكرية والضربات الجوية في مطار مزة ومن بعده ضربات الساحل السورية كان شر لا بد منه لضمان أمن الدولة الإسرائيلية ..
فتعالوا نتعرف على هذه التهديدات التي هددت أمن الدولة العبرية بطريقة تحليلية:
1- هل كانت هذه التهديدات يا هل ترى نووية؟؛ والجواب نقول ببساطة لا لأنه إلى الآن لم تمتلك إيران القنبلة النووية رغم امتلاكها لمكوناتها الأساسية، وإن امتلكتها فلن تتجرأ على إخراجها خارج الأرضي الإيرانية، لأنها ملكية قومية، وخروجها قد يؤدي إلى ممسك لعقوبات دولية قاسية، أو حرب عسكرية دامية ..
2- هل كانت هذه التهديدات الأمنية التي هددت إسرائيل، تهديدات بالستية؟؛ نقول بكل بساطة لا لأن إيران زودت حزب الله بكمية مرعبة جداً بأعدادها إلى حزب الله اللبناني من مختلف الأمدية التي يمكن أن تضرب أي نقطة في المناطق العبرية، وتستنزف بوقت قياسي كامل دروعها الصاروخية، إضافة إلى أن إيران نشرت في مواقع كثيرة عراقية الكثير من قواعدها الصاروخية البالستية ..
3- ولكن إيران تفتقر إلى درع صاروخي فعال ضد الجو يؤمن لها بيئة آمنة إذا ما أرادت استخدام صواريخها البالستية في سوريا والأراضي اللبنانية ..
فقد أكد وزير الدفاع الإيراني في أخر زيارة له إلى سورية عن إمكانية تزويد سوريا بمنظومة دفاع جوي صاروخية ذات أمدية طويلة وطويلة جداً تؤمن حماية تامة ضد العمليات الجوية الإسرائيلية في الأرضي السورية ..
هذه المنظومة الصاروخية متمثلة بمنظومة بافار 373 Bavar 373 والتي تسمى أيضاً باور Power 373 فما هي هذه المنظومة الصاروخية المضادة للجو الإيرانية؟ ..
نقول إن تطوير هذه المنظومة كان بمساعدة صينية بالتظافر مع الجهود العلمية المحلية الإيرانية العسكرية، وقد انتهت تجاربها النهائية، في الأراضي الإيرانية ..
وهي مكونة من رادار مصفوفات إلكترونية، يصل مداه إلى نحو 400 كم يمكنه كشف وتتبع 100 من الأهداف الجوية، والتعامل مع 16 هدف منها بنوعين من الصواريخ ..
الأول بعيد المدى يصل مداه إلى 300 كم يسمىSayyad 4 مطور عن الصاروخ الصيني المشتق من صاروخ اس 300 الروسي، وهو الصاروخ HQ-9 الذي مداه 150 كم وسرعته 4.2 ماخ، أما صياد 4 فمداه مضاعف وسرعته أكبر 5 ماخ، ويعمل مثل النظير الصيني بداية بتوجيه نظام القصور الذاتي للبرمجة المسارية حتى الاقتراب من الهدف ثم براداره الذاتي بالمرحلة الأخيرة حتى الوصول إلى الهدف ولكن النموذج الإيراني يزيد عن الصيني بإمكانية تعديل وتصحيح المسار بإشارات برمجية لاسلكية بسبب مضاعفة المدى مقارنة بالنموذج الصيني، والصاروخ الثاني الثانوي في منظومة باور هو Sayyad 3 الأقصر مدى 120 كم والأقل سرعة 4 ماخ والذي يعمل وفق الآلية الصاروخية في HQ-9 وضد كافة الأهداف الجوية إلا أنه مطور عن الصاروخ الأمريكي البحري المضاد للجو ستاندرد RIM-66B Standard الذي يوجد عدد منه في البحرية الإيرانية، نسبة إصابة صواريخ الصياد 85 % لذلك فهو يعتمد الاستراتيجية الروسية بإطلاق صاروخين معاَ ضد هدف واحد ..
وعلى ما يبدو فإن إيران بدأت بنقل مكونات منظومة بافار 373 الإيرانية إلى سوريا في منتصف الشهر التاسع من عام 2018 ميلادية، وقد تمكن جهاز الاستخبارات موساد وجهاز الاستخبارات العسكرية أمان الإسرائيلية، من معرفة كل المعلومات الضرورة لعمليات النقل السرية، وبدأت بالعملية الأمنية بأذرع سلاح الطيران الإسرائيلية ..
وصلت المكونات الأولى لمنظومة باور إلى مطار مزة من خلال طائرات نقل مدينة إيرانية، ووضعت بمستودعات تمويهية، مخصصة بالظاهر للأمم المتحدة ومكاتب شحن DHL الدولية، وأوكل الأمر بتدمير هذه المكونات للطائرات الضاربة من طراز صوفا "الصاعقة" ف 16 الإسرائيلية F-16i Sufa وهي طائرة متطورة وذكية، ومطلية حديثاً بطلاء ماص لموجات الرادارية، بنسبة تزيد عن 50 % لجعلها شبه خفية، والغاية هو تقليص محاور أمدية الكشف الراداري للولوج من النقاط الرادارية العمية، أو التحليق المنخفض الصامت إلكترونياً في النقاط الضعيفة السفلية للارتدادات الرادارية، وهذا الإجراء الأخير يجعلها متسللة خفية ..
والإجراء الثاني الذي يجعلها بمنأى عن الكشف الراداري هو توجيه الضربات من خارج نطاق الكشف الرادارية، وهذا ما حصل في هذه العملية، إذ أطلق أحد طائرات صوفا بعد أن تقدمت عن نظيرتها الخلفية، صاروخين من نوع رافائيل بوبآي AGM-142B Popeye من نقطة مرتفعة وبعيد ربما 150 كم، وهي صواريخ تصنف ضمن فئة كروز مناورة وذكية وتحت صوتية كشفتها دفاعات إيران وأطلقت نحوها صواريخ صياد 2 الإيرانية، حيث تمكن أحد صواريخ صياد من تدمير أحد تلك الصواريخ، وتمكن الآخر من تدميرها بطريقة جزئية، في ذلك الوقت وعند إشغال الرادارات والدفاعات الإيرانية بدأت الضربة الرأسية بطائرة صوفا الثانية التي أطلقت أربع صواريخ فوق صوتية من نوع الهياج "رامبيج" Rampage المتسللة البالستية، بسبب صغر مقطعها وموادها الطلائية، وارتفاعها بعد الإطلاق إلى أماكن شاهقة خارج نطاق أجهزة الكشف الرادارية، لتأخذ بعدها أوضاع انقضاضيه على الأهداف المرئية للأقمار التوجيه الصناعية، بعد إطفاء محركاتها لإخفاء بصمتها الحرارية ..
وقد دمرت هذه الصواريخ طائرة النقل والمستودعات التمويهية، وانتهت بذلك أخطار أول دفعة صاروخية من مكونات المنظومة الإيرانية ..
يتبع إن شاء الله ..
صواريخ صياد 4 الأبيض وصياد 3 الأحمر من منظومة بافار 373 سبب الغارات الإسرائيلية :