.
ربما من أهم أسباب عدم دخول قوات سعودية وامارتية كبيرة لليمن هو إدراك قيادتي البلدين أن إيران تريد استنزاف القدرات العسكرية للبلدين, بهدف إضعافهما عسكرياً, وذلك ضمن خطتها طةيلة المدى للسيطرة على المنطقة.
السعودية والإمارات تدعمان القتال ضد الحوثي في اليمن وعيونهما في الشمال حيث العدو الحقيقي يقف متربصاً.
عملياً, لا يستطيع الإجابة على السؤال إلا رجل عسكري محنك, لكن بشكل عام طبيعة اليمن الجغرافية الصعبة لا تسمح دائماً بحشد قوات كبيرة والتقدم سريعاً. قد ينجح ذلك في المناطق الساحلية والسهول, لكن ذلك صعب النجاح في المناطق الجبلية الوعرة.
لحسم الأمور في اليمن, تحتاج قوات التحالف لتبني استراتيجية جديدة مختلفة بدون شك, ولعمل ذلك قد نحتاج إلى النظر إلى تجارب بعض القادة العظام, أو تجارب بعض الدول التي استطاعت حسم مثل هذه الحروب.
لعل من أهم الاستراتيجيات التي ممكن تجريبها هو ما قام به الكيان الصهيوني في حرب 1967, بإنزال قوات مظلية كبيرة في سيناء وراء القوات المصرية, والسيطرة على المعابر الاستراتيجية وسط سيناء, مما أدى إلى قطع خطوط الإمداد, مع التشويش الناجح على اتصالات الجيش المصري, مما وضع الجيش المصري بين فكي كماشة, وخلق حالة فوضى كبيرة في الجانب المصري.
استراتيجية تعدد الجبهات قد تكون مفيدة لو جرى التخطيط بشكل جيد. لو تم مثلاً عمل إنزال مظلي كبير في منطقة استراتيجية محددة ذات طبيعة منبسطة (قريبة من صنعاء مثلاً, تقطع الطرق الاستراتيجية بين صنعاء وعمران والحديدة), على أن يتم دعم هذه القوات بقوات مدرعة مجوقلة, مع تشويش الكتروني عالي على اتصالات العدو, وسيطرة جوية نارية مطلقة, فهذا بالتأكيد سيؤدي إلى سحب الحوثي لقوات كبيرة لمواجهة مثل هذا الخطر المحدق عليه, مما سيؤدي إلى تخلخل الجبهات الأخرى, وتقدم قوات التحالف بشكل أسرع على عدة جبهات, خاصة في صعدة معقل الحوثيين.
ومثل هذه الاستراتيجية فيها مخاطرة عالية إن لم يتم تنفيذها بطريقة صحيحة, وإن لم يتم حسم الأمور بسرعة, والله أعلم.
.