نشرت مجلة "فانيتي فير" الأميركية تقريرا، قالت فيه إن الخناق بدأ يضيق حول الرئيس دونالد ترامب، بعدما تخلى عنه حلفاؤه، الواحد تلو الآخر، وكان آخرهم اثنين من أكبر الداعمين له في المجال الإعلامي، اللذين قبلا بتقديم شهادات تدينه بتهم فيدرالية، حول تقديم رشاو لإخفاء فضائحه الجنسية.
وقالت المجلة، في تقريرها إن حصار
روبرت مولر للرئيس الأميركي بدأ يصبح أكثر إحكاما، لدرجة أن ترامب بات الآن يتساءل: من أيضا من حلفائه سوف يتخلى عنه، ومن سيبقى وفيا له؟
وأوضحت المجلة أنه يوم الثلاثاء الماضي، كان
مايكل كوهين، المحامي الذي عمل لسنوات طويلة مع ترامب، قد أكمل خطوته التي اتخذها ضد رئيسه السابق، عندما وقف في المحكمة الفيدرالية، وأقر بذنبه في 8 جنح تتضمن تقديم رشى لإسكات نساء من المفترض أن ترامب أقام معهن علاقات جنسية.
ونبهت المجلة إلى أن هذه التطورات تعني أن ترامب بات فعليا متهما بالتآمر في هذه القضية، وبالتالي ارتكاب جريمة فيدرالية وخرق القانون الانتخابي.
وأشارت المجلة إلى أن الاعترافات السابقة التي أدلى بها
مايكل كوهينتأتي بعد أيام قليلة من نشر تقرير لنيويورك تايمز، جاء فيه أن مستشار
البيت الأبيض دون ماكغان قدم حوالي 30 ساعة من الإفادات للمحققين في لجنة مولر.
وأضافت المجلة أن هذا التعاون الكبير الذي أبداه ماكغان مع
روبرت مولر، أثار حالة من الارتباك في
البيت الأبيض، في وقت يستميت فيه مساعدو ترامب لاحتواء الموقف وحصر الأضرار بعد الأسرار التي كشفتها المساعدة السابقة في
البيت الأبيض أوماروزا نيومان، في مذكراتها حول تجربتها في العمل مع ترامب.
وقالت المجلة إن الضربة التي تلقاها ترامب هذه المرة جاءت من أقوى حلفائه الإعلاميين، إلى جانب شبكة فوكس نيوز الإخبارية، حيث إن مصدرين مطلعين حول التحقيقات مع كوهين أكدا أن المحققين عرضوا الحصانة على
ديفد بيكر، رئيس مجلس إدارة مجلة "ناشيونال إنكواير"، التي تصنف ضمن الصحافة الصفراء، و
ديلان هاوارد، مدير شركة AMIالناشرة لعدد من المجلات والكتب، في مقابل تقديم كل التفاصيل حول تورط ترامب في الرشى التي قدمها كوهين لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، والعارضة في مجلة بلاي بوي
كارين ماكدوغال، أثناء الحملة الانتخابية في 2016.
واعتبرت المجلة أن قرار بيكر بتدعيم رواية كوهين، التي تورط ترامب في جريمة فيدرالية، هو دليل جديد على مدى العزلة التي يعاني منها الرئيس الأميركي، الذي بدأ يفقد أصدقاءه السابقين، الواحد تلو الآخر.
وقالت المجلة إن أحد أصدقاء ترامب عبر بعد أن سمع هذه الأخبار عن صدمته من الورطة التي وقع فيها صديقه، حيث قال: "يا إلهي، كنت أعتقد أن بيكر هو آخر شخص سوف يتخلى عن ترامب، حيث إنهما كانا مقربين جدا على مدى سنوات".
وقالت المجلة أنه بحسب هذا الصديق، فإن بيكر كان يستخدم طائرة ترامب الشخصية في رحلاته من نيويورك إلى فلوريدا، وفي تموز 2013، كان ترامب قد نشر تغريدة يدعو فيها إلى تعيين بيكر مديرا تنفيذيا لمجلة التايم، معتبرا أن صديقه سيكون ناجحا ويفوز بعديد الجوائز.
كما ذكرت المجلة أن بيكر خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في 2016، قدم دعما كبيرا لحملة ترامب، من خلال توجيه الانتقادات بشكل مستمر لمنافسيه الديمقراطيين و
هيلاري كلينتون. وخلال بعض فترات الماراثون الانتخابي، كانت مجلة ناشيونال إنكواير تبدو كأنها ذراع لترامب على أرض الواقع.
وأشارت المجلة إلى تقرير سابق نشرته الواشنطن بوست، كشفت فيه أن مجلة ناشيونال إنكواير كانت تقوم بشكل دوري بإرسال المقالات إلى ترامب؛ حتى يطلع عليها قبل نشرها.
وذكرت المجلة أن صداقة ترامب مع بيكر وهاوارد انتهت منذ 8 أشهر تقريبا، بسبب تحقيق المحققين الفيدراليين الذين كانوا يستجوبون
مايكل كوهين. وقد أكد مقربون من هاوارد أنه هو بشكل خاص يشعر بالغضب من ترامب، فيما أكد آخرون أن العلاقة وصلت إلى حد الكراهية، حيث يشعر هاوارد بأن ترامب استغله وأساء له.
وتوقعت المجلة أن المزيد من علاقات ترامب وتحالفاته سوف تتعرض لاختبار صعب خلال الأسابيع القادمة، في ظل تصاعد الأزمة القانونية المحيطة به. وكان لاني ديفس محامي كوهين قد أدلى بتصريحات، يهدد فيها بأن موكله لديه معلومات قيمة وخطيرة حول ترامب، يمكنه أن يكشفها للمحقق
روبرت مولر، من بينها أن الرئيس الأميركي كان على علم مسبق باختراق الروس للبريد الإلكتروني ل
هيلاري كلينتون.
ونقلت المجلة عن مصدر مقرب من كوهين أن هذا الأخير يريد إطلاع مولر على تورط ترامب في نقاش حول تسريب البريد الإلكتروني لجون بودستدا، مدير حملة كلينتون، في الأسبوع الذي تصدرت فيه فضائح ترامب ومعاملته السيئة للنساء في وسائل الإعلام.
https://www.lebanon24.com/news/عربي-دولي/504953/مجلة-أميركية-حلفاء-ترامب-يتخلون-عنه-والخناق-يضيق-ح