لا يمكن تغيير اساسيات النظام المالي العالمي دون حرب عالمية تفرض شروط جديدة. نقطة انتهى.
الحوار لا يكون بطريقة هو هكذا ونقطة وانتهى .... ليست طريقة حوار ولكنها تصلح طريقة إملائية..
أولا طريق الحرير الجديد وإن كان بصفة واسعة عالمية تطال البر الرئيسي العالمي المشكل لما يعرف بالعالم القديم على الكوكب.
ولكن مع ما سبق الجميع يعلم من الأساس إن طريق الحرير هو من الأساس مشروع صيني للتنجارة العالمية ويشكل مسار عالمي بديل شبه ريئسي للتجارة العالمية.
الهدف العلني من طريق الحرير الصيني العالمي هو الالتفاف على أي محاولات حصار بحري أمريكي للصين أو أي محاولات أمريكية للتحكم أو الهيمنة على مسارات التجارة الصينية البحرية فقامت الصين بتنويع مساراتها للخروج من تحت الهيمنة والسيطرة الأمريكية.
والمشروع جاري العمل عليه على قدم وساق وبسرعة صاروخية ومع ذلك لم تستطع أمريكا أن تشن حربا على الصين لوقف مشروع الطريق الجديد ولن تستطيع ذلك أمريكا لأن الصين أشركت دول عالمية كبيرة كثيرة معها في هذا المشروع
فإعلان حرب أمريكية على مشروع طريق الحرير يعني إعلان حرب أمريكية جماعية على دول عالمية كبرى أكثرها مسلح نوويا.
كذلك نحن نرى ونتابع الآن مشروع ولادة نظام مدفوعات أوروبي-عالمي بديلا موازيا للدولار ... فهل ستدخل أمريكا في حرب على أوروبا؟!! ومن أين ستأتي بحلفاء لكي تحارب من خلالهم حلفائها الفعليين الحقيقيين؟!
كذلك نحن نرى تحولات يومية في روسيا عن الدولار شركات الماس العملاقة منذ أيام بسيطة والآن شركات السلاح الروسي وخذها مني خبر من اللآن قريبا أيضا ستنضم نسبة مؤثرة أو كل شركات النفط والغاز الروسية في عملية طرد الدولار.
هل شنت أمريكا حربا على روسيا لما سبق ... بل هل تستطيع أمريكا حتى التفكير في ذلك؟!
الآن هناك مشكلة هامة جدا ومؤثرة جدا ومحورية في الأحداث ... هذه المشكلة تتمثل أن أمريكا الآن أصبحت تسرف تماما في استعمال أدوات العقاب الجماعي للدول المختلفة حتى وصل الأمر لفرض عقوبات أمريكية على شركات الحلفاء في أوروبا و كذلك فرض العقوبات المأزومة على إيران والأهم محاولة أمريكا توسيع العقوبات وفرض عملية عقوبات على تركيا.
وكذلك أمريكا في حالة إسراف غبي شديد تلوح لكل الأطراف بما فيها أقرب حلفائها بكل أنواع العقوبات.
هذا الحالة الإسرافية حالة شديدة الحمق والغباء والتبذير في استخدام القوة.
أقصى ما كانت تفعله أمريكا مسبقا هو حصار عدة دول صغيرة جدا أو صغيرة مع حصار وعزلة لدولة واحدة متوسطة .... وكان هذا معدل معقول للعقوبات تستطيع أمريكا جعل حلفائها تواكبه وتدعمه أما الآن فمن يتصدر رفضا لمنظومة العقوبات الأمريكية والتبذير والاسراف الشديد في استخدامها فهم أقرب وأهم حلفاء أمريكا في قلب أوروبا الغربية نفسها.
ماذا ستفعل أمريكا ... هل ستحارب العالم كله في آن واحد مشترك ومن أين ستأتي بحلفاء جدد كي تحارب بهم ومن خلالهم حلفائها القدامى.
هل ستأتي أمريكا بحلفاء من كواكب آخرى للمساهمة في غزو كوكبنا لتثبيت وضعية آلية العقوبات الاسرافية الأمريكية؟! لن تستطيع ذلك آبدا.
هل ستحارب أمريكا أوروبا والصين وروسيا وتركيا وإيران وكوريا وأفريقيا وأسيا وأمريكا الاتينية ... وبلاد واق الواق.
أمريكا قوية نعم ... بل قوية جدا ... ولكن في نهاية المطاف العالم هو من أعطى لأمريكا هذه الفرصة الاستثنائية والآن ترامب يبذر تبذير شديد ويسرف بجنون في انفاق وتبديد آدوات القوة الأمريكية ومنظوماتها الجيوسياسية.
العالم أعطى القوة لأمريكا والآن ببساطة العالم يسحبها منها مجددا ... وأنا أحي الاعب المحترف الاستثنائي الذي يدير المشهد ضد أمريكا.
بصراحة حتى لو كان أنا ولكن حقا هذا اللاعب الخطير جدا فعلا يستحق تحية شديدة الاستثنائية جعل من أمريكا أضحوكة أمام العالم كله واستغل كبريائها التافه و وظفه ضدها بطريقة قاتلة.
وكما أخبرت من قبل كل هذا ليس إلا مجرد بدايات جديدة سوف تستمر بالنضج والتوسع ولكن من الطبيعي جدا أنها تحتاج إلى وقت وجهود أسطورية حول العالم كله لكي تستمل تلك الإجراءات وقتها المناسب ... ولكن أيضا جدير بالذكر أن النتائج المتحققة فعليا نتائج هائلة جدا وفي وقت قياسي.
وفي نهاية المطاف كل كلمة وكل حرف وكل سطر ذكرته بالموضوع هنا فليس إلا من محض الذاكرة بدون مراجعة أي رقم أو معلومة أو استدعاء أي جديد ... ولو توسعت في إستدعاء البيانات من الذاكرة نفسها فضلا عن الانترنت لتوسع الموضوع بشكل خرافي.
فكل ما ذكرته ليس تفصيلا كاملا بل مجرد تلميحات سريعة من الذاكرة بدون توسع ... فالأمور كبيرة بحجم العالم وبحجم الطموح العالمي لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
والحمد لله رب العالمين.
خالص تحياتي.