Thingummy
المجهوول
أنا أشعر بالهلع ...
أنا أشعر بالخوف يشلني ...
أنا أركض فزعا رغم عني ...
لا أعلم أين أنا , فجئة شعرت أنني أستعدت وعي رغم أنني كنت فاتح عيني و أجري من غير هدى , توقفت وأنفاسي تكاد تنقعط وكأنني كنت أجري منذ الأزل وعضلاتي ترتجف وجسدي يتعرق , مسحت وجهي و رأسي من مادة بيضاء تشبه الجيلاتين لكنها تحولت بسرعة إلى مسحوق سرعان ما تطاير مثل الغبار , أخذت أتحسس جسدي ولا أعرف لما قمت بذلك , كل ما عرفته حينها أنني كنت أرتدي زي أزرق اللون من قطعة واحدة يشبه زي الميكانيكيين و أضع في قدمي حذاء قوي أسود اللون يرتفع فوق الكاحل بقليل , إين أنا , بل من أنا بحق الجحيم , حين نطقت بإسم الجحيم إنتابني شعور داخلي مع إحساس يقول لي إنت تعرف إين أنت , أنت في الجحيم , نظرت حولي يمينا وشمالا ولم أرى شيئأ سوى أرض صخرية شاسعة حولي ولكن لسبب لم أعرفه لم أنضر إلى الوراء وكأن شيئا في عقلي يقول لي لا تنظر إلى الخلف ليس هناك داع لتنظر إلى الخلف بل كل ما عليك فعله هو السير إلى الأمام , إستسلمات لهذا الإحساس ولم يكن لدي خيار أخر , أخذت أسير مستجمعا طاقتي المستنزفة و قواي المنهارة وشيئا فشيئا تمكنت من السير بشكل مستقيم وطبيعي لكني كنت لا أزال أشعر بالإرهاق و إنفاسي لا تزال سريعة , بعد بضع خطوات بدأت أسترجع سيطرتي على عقلي أكثر فأكثر و أخذت أمعن النظر فيما حولي و وجدت نفسي أسير في مكان غريب حيث الصخور بلون أزرق باهت ومائل للشحوب ولا يوجد أثر للحشائش ولا حتى أثر للتراب , فقط كتل من الصخور المتراكمة على بعضها البعض وحتى الطريق التي كنت أسير عليها كانت صخور متناثرة فوق بعضها البعض وإنتبهت أن السماء ليسة زرقاء بل لونها رمادي باهت كذلك وبالرغم من عدم وجود شعاع شمس ظاهر للعيان لكني لم أتمكن من النظر مطولا إلى السماء وكأن هناك أشعة خفية تصدر من السماء وتألم عيني , كل هذه الامور لم تكن منطقية وشككت أنني أعاني من ضرر في بصري لكن سرعان ما زالت هذه الفكرة لأنني كنت أرى لون يدي ولون الزي الذي أرتديه و الحذاء الذي أضعه في قدمي وقد كانت جميع الألوان طبيعية , إذا الأختلاف أو الخلل كان فيما حولي وهنا توقف عن السير وكأني أستعدت سيطرتي على عقلي تماما ونظرت إلى الوراء ومع توقعي لرؤيتي لإجابة كنت أبحث عنها في عقلي إلا أنني لم أرى شيء سوى مساحات شاسعة من الصخور الا متناهية تحيط بي من الجهات الأربع , أصابتني رعشة شديدة في عامودي الفقري وشعرت ببرد شديد و جثوت على ركبتي ضاما ذراعي إلى بعضهما البعض محاولا أن أدفئ صدري وكتفي لكن البرد والقشعريرة كانا يخترقان ضهري وكأنني لا أرتدي شيءا بل كأنني لا أحمل جلدا ولا لحما على ظهري , جلست هكذا لبرهة من الوقت وأدركت أن البرد والقشعريرة سوف يستمران إذا بقيت جالسا لذا قررت متابعة السير إلى الامام و أن أحلل ما أراه وأسئل نفسي أسئلة علي أجد أجوبة شافية لحيرتي
حسنا , أولا أنا لا أذكر أسمي ولا أذكر من أنا ولا أذكر إي شيء قبل أن أجد نفسي هنا في هذا المكان , أااه هذا الأحساس يجلب لي الألم و التشتت , يجب أن أسئل نفسي أسئلة أكون قادرا على الإجابة عليها وحينها سوف تتحسن حالتي النفسية وحينها ستتحسن حالتي الجسدية , مهلا , هذه إشارة جيدة , أنا أحلل الأمور بطريقة علمية , هذا يعني أنني عالم في شيء ما أو متخصص في أمور علمية , جيد أنا لا أتذكر الأن ما هي هذه الأمور ولن أشغل بالي بهذا السؤال الأن لكني سوف أركز على تحليل ما حولي , جيد لنرى الأن , هذا المكان فيه صخور كثيرة ولونها ليس كلون الصخور التي أعرفها والتي تكون ألوانها بيضاء عادة أو بلون التراب أو بين ذلك وهناك صخور سوداء و أعتقد أن هناك صخور بألوان غريبة بعض الشيء لكني لم أرى صخور كهذه وكذلك السماء هنا ذات لون وخصائص غريبة إذ ليس فقط لونها الغريب و الأشعة الغير مرئية للعين المجردة والتي تؤذي الناظر إليها بل إنني لا أرى الشمس ولا ارى إي مصدر أخر للضوء أو لهذا الشعاع الغريب , حسنا أنا أرتدي هذا الزي والذي فيه جيوب لكنها فارغة وأضع هذا الحذاء في قدمي وهو حذاء قوي ومريح جدا لكن لا أحمل إي شيء يذكرني بهويتي أو من إين أنا أو كيف أصبحت هنا , حسنا يبدو أنني أصل إلى نهايات مسدودة مع كل تسائل , إذا علي أن أكف عن التسائل وأن أبحث عن أجوبة , أولا أين أنا , هذا ما علي إكتشافه من خلال متابعة السير والنظر من حولي وعلي أن أجد مصدر للشرب و أن أحاول إطعام نفسي لكني لا أرى أي حيوان هنا أو نبات من حولي وعلى مد البصر , ربما علي أن أبحث تحت الصخور لكن يجب أن أكون حذا فمن الممكن أن يكون هناك خطر تحت هذه الصخور من حيوان يختبئ تحتها أو يعيش أسفلها لكن مهلا , أنا لا أشعر بالجوع ولا العطش , ربما لأنني وجدت نفسي هنا للتو , ربما سوف أشعر بالجوع والعطش لاحقا , حسنا علي أن أركز على أمر واحد وهو السير قدما باحثا عن إي شخص هنا , أجل علي السير إلى الأمام والنظر دائما من حولي كما علي أن أكون حذرا فلا أعلم ماذا يمكن أن يصادفني في طريقي , هذا ما سوف أفعله
بعد السير لوقت طويل إنتبهت إلى أمرين إثنين الأول أنني أسير منذ وقت طويل ربما لساعات دون أن أشعر بالتعب ناهيك أنني لم أجد شيئا و الأمر الثاني أنني لم أشعر بإي تغير في الوقت , الضياء لم يتغير , لم يزد أو ينقص ولون السماء لم يتغير , أنا لا أشعر بتغير مرور الوقت إي تحول الليل والنهار , لا شيء , ربما فقدت إحساسي بالوقت خصوصا أنني لا أمتلك ساعة تساعدني على معرفته , أو ربما أنا في مكان يكون تغير الوقت فيه بطيء , لا أعلم , لا أزال أفتقد إلى الأجوبة مع تراكم الأسئلة , فلأتابع سيري لعلي أجد شيئا ما
بعد السير لمسافة طويلة مرة أخرى إنتابني شعور غريب , هناك شيء ما يشدني إليه , أخذت أجري بسرعة لكن هذه المرة بقوة جسدية واضحة ودون تعب يذكر خصوصا أن الأرض من تحت قدمي كانت كتل صخرية كبيرة وشبه متراصفة , أخذت أجري وأجري دون تركيز على الطريق الذي أسلكه فقط الشعور بشيء يجذبني نحوه و الشعور أخذ بالإزدياد كلما ركضت في الإتجاه الذي أسلكه , بعد مسافة ليسة بالقليلة وصلت إلى وادي كبير وأدركت أنني كنت في مكان عالي و أن هناك وادي ضخم في هذه الأرض , لم أبالي كثيرا بالأمر بل أخذت أسلك طريقي نزولا نحو قاع الوادي متجاهلا الخطورة خصوصا أن الصخور على حافة الوادي أخذ حجمها يصغر إذ أنها تكون حجارة أكثر منها صخورا كلما تابعت نزولي إلى القاع وفي النهاية تمكنت من الوصول بسلام لكني تفاجئت حين نظرت إلى المكان الذي كنت أقف فيه , إنها مسافة عالية وبصراحة إذا طلب أحدا مني أن أصعد مرة أخرى لتردت كثيرا في الأمر , علي أن لا اشغل بالي بما مضى الأن علي أن أتابع سيري نحو هذا الشيء وفي طريقي على قاع الوادي إنتبهت أن الصخور والحجارة مختلفة عنما هو فوق , هذه الحجارة أصغر حجما وكذلك الصخور وهي ليسة مثالية الأسطح إي أنها متكسرة وتشبه الحجارة العادية بعكس الصخور التي فوق والتي تشبه كتل الجرانيت الخام كما أن الصخور والحجارة هنا تبدو وأكأنها متبعثرة ومتناثرة فوق بعضها البعض وفوق المكان لكن الصخور التي فوق تبدو وكأنها قد رصت وصفت صفا فوق وقرب بعضها البعض , مهلا لحظة , هذا المكان , علي أن أجد مرتفعا كي ألقي نظرة واسعة من حولي , ركضت بحذر إلى أن وجدت كتلة من الصخور مرتفعة عن الأرض ويمكنني تسلقها ففعلت وحين أصبحت على قمتها نظرت من حولي وركزت النظر نحو الأمام و أمعنت النظر , أنا على حق , هذا المكان ليس بوادي طبيعي , هذا المكان هو حفرة كبيرة نتيجة سقوط شيء ما هنا وقد تسبب في حفر هذا الوادي أو بمعنى أصح هذا الخندق الهائل , نزلت من على المرتفع وتابعت سيري نحو الأمام وأنا أتذكر جيدا الصورة التي طبعت في ذاكرتي عما هو موجود أمامي , هذه مجموعة من الصخور الملقاة على الجانب الأيمن البعيد من الوادي وتلك مجموعة من الحجارة المتكسرة والمتناثرة في وسط الوادي وكأنها بحيرة من الحجارة الصغيرة وهذه قبة مكونة من ثلاث حجارة ملقاة قرب بعضهم البعض و الأن أرى ضباب أمامي , لحظة , لم يكن هناك إي ضباب حين ألقيت نظرة من فوق المرتفع , كيف تشكل بهذه السرعة و الأمر المخيف أن الضباب لم يكن في الوادي فقط بل كان يهبط من السماء لافا كل شيء , الغريب أن هذا الضباب كان لونه كلون الغيوم الطبيعية لكن مائل للون الفضة وكان يتحرك بسرعة وهو هابط من السماء وكان يتحرك نحو الأمام و كأن هناك رياحا تحركه من الخلف , خطر في بالي أنه ربما يكون هذا الضباب مجرد غاز سام أو ضباب يسبب الإختناق , لا أعلم لما خطر ذلك في بالي لكني لم أبالي كثيرا لهذه الفكرة ولم أصب بالهلع وكأني غير مكترث لحياتي لكني أعتقد أنني شعرت بهذه الطريقة لكوني لا أمتلك مفرا فالضباب لم يقتصر وجوده على الوادي بل المكان كله , إذا , ستكون إي محاولة للفرار عبثية , تابعت تقدمي نحو الضباب و أنا أسلم أمري لقدري وما أن دخلت إلى جوف الضباب عرفت أنه ضباب عادي لكنه مشبع بالرطوبة لدرجة أن ملابسي سرعان ما أصبحت مبتلة وكذلك تجمعت قطرات تشبه قطرات الندى على شعر رأسي و رموشي , الغريب أنني لم اشعر بنقص في الأوكسجين أو الأرهاق نتيجة ذلك بل شعرت بالإنتعاش وهنا تذكرت أن علي أن أشرب ولم أجد وسيلة أفضل من رشف الماء من علا أكمام الزي الذي أرتديه وبصراحة إن كمية الماء المتكثف على القماش جعلتني أرتوي تمام بالرغم من عدم شعوري بالعطش إلا أنني شعرت بالإرتواء
بالرغم من عدم وضوح الرؤية أمامي إلا أنني تابعت تقدمي ولاحضت شيئا أخر , الصخور لم تمتص قطرات الماء أو حتى تركتها تتجمع عليها بإي شكل من الاشكال , لقد كنت الشيء الوحيد الذي يجمع قطرات الماء في هذا المكان , ههه , هذا المكان عجيب فعلا لكن علي مواصلت السير فلا أحد يعلم ماذا ينتظرني
تابعت مسيري داخل الضباب وما هي إلا فترة وجيزة حتى وجدت نفسي أقف أمام منشئة كبيرة من نوع ما , إنها منشئة صناعية أو هكذا بدا لي الأمر , كان الضباب بدئ ينقشع لكن ببطئ ولم أتمكن من رئية الكثير أمامي لكني قررت التوجه إليها وحين وصلت رئيت بناية كبيرة مصنوعة من الحديد و ذات طابقين أثنين لكنهما لم يكونا مثل الطوابق التي أعرفها إذ كان إرتفاع سقف الطابق الأول عن الأرض والذي يمكنني رؤيت الطبقة الفاصلة لها ترتفع حوالي العرشين مترا عن سطح الأرض وكذلك كان الطابق الثاني بنفس الإراتفاع تقريبا , رئيت ألواح معدنية يبدو أنها ركبت على البناء وليست جزء منه ورئيت مجموعة من الأنابيب الخارجة من البناء سواء في الطابق الأول أو الثاني و كذلك يوجد برج صغير إلى حد ما فوق البناء يبدو أنه للإتصالات لكن شكله كان غريبا إذ أن الجزء المخصص للإستقبال والإرسال كان على شكل حلقة ناقصة حول قمة البرج وكانت هناك حلقة أخرى مثلها لكنها مثبتة أسفل منها جانبيا إي أن أحد الحلقات كان مثبت حول البرج في قمته والأخرى كانت مائلة بزاوية أسفل منها , رئيت كل هذه الأمور لكني لم أرى إي باب أو مدخل أو حتى نافذة أو فتحة لجهاز تكيف الهواء أو فتحة لدخول الهواء أو خروجه , قررت أن أدور حول المنشئة لعلي أعثر على مدخل لها وحين فعلت رئيت المزيد من المنشئات متناثرة هنا وهناك , بعضها موصول بالبعض الأخر عن طريق ممرات أرضية صنعة من الحديد والبعض الاخر موصول بممرات معلقة تخرج من الطوابق الثانية لتصل طوابق ثانية أخرى في أبنية أخرى , جميع الابنية هنا تتشارك في صفات محددة , كل بناء مكون من طابقين , جميع المنشئات مصنوعة من الحديد , لا يوجد مداخل أو مخارج لها , جميعها مكعبة الشكل , ولا يوبدو أن فيها طاقة , لقد لاحظت وجود بعض المصابح على حواف قمم بعض الابنية وكذلك على قمم بعض أبراج الأتصال أو مهما كانت وقد كانت جميعها مطفئة , حسنا لا يمكنني البقاء هكذا علي أن أجد مدخلا لأحد هذه الابنية , أخذت أتحرك بينها باحثا عن إي مدخل من إي نوع لكني لم أعثر عليه , توقف قليلا وأخذت أفكر , هذه الابنية تبدو وكأنها صممت لتحوي شيئا داخلها دون الحاجة للخروج منها , ما هو الشيء الذي قد تحويه هذه المنشئات ولا يجب أن يغادرها , مهلا ما الذي افكر فيه , هذا التفكير يبدو كالمؤامرة , هل أنا من المهوسين بهذه الأمور , نظرية المؤامرة , لاااه , علي أن أبعد هذه الأمور من تفكيري , إذا كان هناك أي كلام منطقي فسيكون أن هذه المنشئات قد صممت كي تحمي ما بداخلها وليس لكي تحوي ما بداخلها , أجل هذا تفكير منطقي , لكن .. ما الذي تحميه ومن من , لا يمكنني القول أن هذه المنشئات هي منشئات طاقة و إلا لرئيت أنابيب للنفط أو الوقود ولرئيت كذلك أسلاك الكهرباء ذات الظغط العالي , لا ليسة للطاقة بل شيء اخر , ربما مختبرات طبية , أو مختبرات علمية من نوع ما , أو .. ربما هي منشئات نووية أجل ربما هي كذلك , لكن يبقى السؤال قائما , كيف أدخل إلى أحدها , تابعت التفتيش و البحث دون جدى لساعات طويلة وقد إنتبهت لأنني أصبحت في مكان يعج بهذه المنشئات ولم أعد أرى الوادي أو الخندق الهائل الذي سرت فيه لفترة طويلة ولا كذلك الأرض العالية التي أتيت منها لكن فجئ عم الصمت بشكل ملفت للنظر و الحواس وكأن الهواء قد سكن فجئى ولم يعدل يوصل إن نوع من الاصوات , حين دخلت إلى هذه المنطقة كنت اسمع حفيف الريح وهو يتحرك بين هذه الأبنية الكبيرة لكن الأن لا شيئ , الصمت مطبق وكأنني فقد حاسة السمع , ولكي تأكد أنني لم أصب بالصمم طقطقت بأصابعي قرب أذني وقد سمعت صوت الطقطقة واضحا جدا وكأنني أستمع إليه من خلال غرفة برنامج لتصفية الصوت ثم إنتبهت أنني قادر على سماع صوت إنفاسي بكل وضوح و الأمر الأكثر غرابة أنني سمعت صوت إبتلاعي لريقي , هذا الأمر أصابني بنوع من الخوف و أصبت بخوف أكثر حين حركت قدمي كي أتابع سيري , لم أسمع بشكل مكبر صوت حذائي وهو يرتطم بالأرض ويحرك حبات الحصى الصغيرة تحته بل سمعت صوت تحرك طيات قماش الزي الذي أرتديه , هنا دخلت فكرة إلى رأسي وكأن أحدهم يحذرني , ماذا لو سمعك شيء ما وأراد بك الضرر بل ماذا لو أراد إفتراسك , هنا أحسست أن قشعريرة أصابتني من أسفل فقرة في ضهري وإتطلقت كالكهرباء لتصيب أسفل عنقي وتنتقل منه نحو رأسي بأكمله , أصبت بالرعب من هذا الأمر وبدأت الركض بدون وعي بكل ما أوتيت من قوة لكن , خارت قواي وتقطعت أنفاسي وكدت أصاب بنوب قلبية , لم أفهم ما الذي أصابني قبل قليل كنت في كامل صجتي وسرت لمسافات طويلة دون أن أصابة بالتعب أو أن يعرق جبيني والأن أنا أُنازع بين الحياة والموت , أمسكت صدري بأحدى يدي بقوة كبيرة وكنت على وشك إقتلاعه من شدت الألم واليد الأخرى كنت أحاول سحب نفسي بها عبر الطرق بين المنشئات و التي أصبحت خالية من أي صخور أو حجارة , مجرد أرض عادية لكن بنفس لون حجارة هذا المكان , إذا كان هناك إي تعزية لي في حالتي هذه فعلا الأقل لن تدمى ساقي وركبي نتيجة وجود الصخور والحجارة تحتها لكن سرعان ما زالت هذه الفكرة من رأسي بسبب الالم الذي أشعر به , لقد فقدت الأحساس بالتعب أو أنني لم أعد أعيره أي أهتمام بسبب الألم المبرح الذي يمزق صدري ويحرمني من التنفس , كل نفس كنت أخذه بصعوبة كبيرة وكان كالسكاكين يمزق صدري دون رحمة لدرجة أنني أصبت بتقلص في عضلات صدري دون إستثناء وشعرت بخر بارد في كل عضلة منه , لم يعد بإمكاني أن أقاوم أكثر من ذلك , أرتميت على الأرض و وجهي ملتصق بها و كلتا يدي تمسكان بصدري تعتصران عضلاته كانت تلك ردت فعل شخص يموت دون أدنى شك لكن , وكأن شخصا قال لي إستلقي على ضهرك بسرعة أفعل ذلك , وبدون تفكير بل بجهد كبير حركت نفسي كي إجعل ظهري يلامس الأرض وقد كانت الحركة الأخيرة لي إذ شعرت أن روحي سوف تخرج وأنني سوف أقابل خالقي عاجلا غير أجل , في تلك اللحظة لم أعد أشعر بما حولي وفقدت الأحساس بجسدي , كنت خائفا جدا من الموت ولا حول ولا قوة لي , كنت أرتعب من أن أموت وألاقي الله وأنا لا أعلم ماذا أرتكبت من ذنوب في حياتي بل هل لدي إي شيء من الحسنات أقابل بها وجه ربي , أنا لا أذكر شيئا مما فعلت , هل سيغفر لي ربي بسبب هذا الأمر , سمعت صوتا يشبه صوتي لكنه بنبرة مختلفة , إيها المغفل هل تعتقد أنك لن تحاسب عما فعلت بسبب هذه الحجة , لكني قلت أنني لا أذكر إي شيء وشعرت بنفسي وقد بدئت الدموع تتجمع في مقلتي لكن صوتي الأخر أجاب بنبرة قاسية تملئها الملامة , سوف تتذكر وعندها سوف تحاسب على كل شيء فعلته في حياتك
إنفجرت بالبكاء طالبا الرحمة من الله متوسلا أياه أن لا يقبض روحي وأنا مثقل بالأثام والخطايا لكن صوتي الاخر عاد وقد قال لي
فات الأوان
هنا أحسست أن كل شيء توقف واحسست أن هناك من أمسك بروحي من صدري ويكاد أن يقبضها فشعرت بتلك اللحظة
لحظة قبض الروح ولم يكن بإمكاني فعل إي شيء سوى إنتضار أن تنزع من صدري و أن أنتظر الالم الذي إذا سمع إي كائن حي صرختي بسببه فسوف يموت فورا
مرت هذه اللحظة علي وكأنها الدهر كله بألامها وفاجعتها لكن توقف هذا الأمر , أجل توقف أخذت أفكر دون شعوري بذلك وعلا حين غرة أحسست أن شيئا قد دفع روحي عميقا داخل صدري وكأن روحي قطار سريع لا ينتهي , شعرت بألم لا يمكن لعقل بشري أن يجد كلمات تصفه لكنه كان ألم شافيا كمن يعطيك مصل الحياة وبالرغم من قوته إلا أنني كنت أرحب به , علمت بطريقة ما أن هذا الالم سوف يعيدني إلا الحياة وفعلا هذا ما قد حصل , إستيقضت وأنا أسحب أكبر شهيق في حياتي مصحوب بمحاولتي إطلاق صرخة من أعماقي , هذه الصرخة كانت لتبدو صوت فرحة روحي التي عادت ولم تبقظ , حين أكملت سحب الشهيق ذرفت عيني الدموع بغزارة لدرجة أنها بللت الزي الذي أرتديه , كانت دموعي غزيرة بشكل لا يوصف , لم أتخيل أن هناك أنسان بل لم أتخيل أن أكون قادرا في يوم من الأيام على ذرف هذه الكمية من الدموع بهذه القوة ودفعتا واحدة , كانت كأنها دموع التكفير عن الذنوب أو دموع الخوف بل الأصح , كانت دموع ممزوجة بالخجل من خالقي على ما صنعت في حياتي من سيئات و الفرحة لأن خالقي لم يقبظ روحي وأعادني إلى الحياة معطيا أياي فرصة أخرة وهنا أطلقت زفيرا مصحوبا بأقوى صرخة خوف من تجربة موت يمكن أن أسمع بها لدرجة أنني سمعت صوت المصابيح الزجاجية وهي تتحطم من حولي بل سمعت صدى صوتي يتردد بين المنشئات الحديدة ويرتد عن نفسه مرات عديدة وكأنه مجموعة من الإنفجارات الصوتية التي تضرب بعضها البعض , وصل صوتي إلى عنان السماء , أعلم هذا القدر لأنني شعرت وكأنني متيقن من ذلك , نهضت من مكاني ولا زلت أرتجف وأشعر بالضعف لكن مصيبتي لم تنتهي هنا , لقد مررت للتو بتجربة الموت التي لا يمكن لأي شيء أو أحساس أنو يكون أسوء أو أقسى منها لكني بدات اشعر أن هناك شيء أخر يتربص بي ويقترب مني بسرعة كبيرة ويريد قتلي , اللعنة , الأحساس بدنو أجلك مرة أخرى وفي وقت قصير هو أحساس لا أتمنى أن يذوقه أي كائن حي حتى لو كان ألد أعدائي لذلك أستجمعت بعض من قوتي واخذتي أجري وأجري والأحساس المرعب بإقتراب هذا الشيء مني يتعاظم ولا يتوقف , بدئت خطواتي تتسارع وعزيمتي تزداد وشيئا فشيئا أخذت أجري بقوة أكبر وبخطوات أوسع لكن شعور الرعب لم يفارقني , إلتفت خلفي لعلي أرى ما يطلردني لكن وبشكل عجيب تغير شعوري بالإتجاه الذي يأتي من الخطر نحو الأمام وحين نظرت نحو الأمام تغير الشعور نحو اليمين ثم بدى وكأنه يدور حولي أذ غير إتجاه نحو اليسار , بالرغم من أنني احسست أن هذا الشعور غير حقيقي ولا يمثل خطر محدقا الا أنني لم أتجرئ أن أتوقف بل لمحت ما بدى أنه مدخل لأحد المنشات حيث رئيت صخرة بارزة ومائلة نحو أحد المنشات وكأنها خنجر حجري كبير , زدت من سرعتي و عزيمتي و ركظت نحو الصخرة وإستعملتها كمنصة قفز نحو سطح المنشاة وحين فعلت ذلك تفاجئت من قوة قفزتي إذ بلغت سقف المنشاة بكل سهولة وحين هبط عليه لم أشعر بإي أذى , خف الشعور بالخوف وكأن ما كان يطاردني أصبح يفصلني عنه مسافة أو شيء لكني سمعت صرخة وحش ثائر وقد كانت أشبه بصرخة خيبة أمل , لا أعلم كيف عرفت ذلك لكني كنت مشغول بالبحث عن مدخل للمنشاة فأخذت ابحث من حولي عن إي مدخل أو نافذة أو باب , حتى الأن لا شيء كل ما أراه هو خزانات من نوع ما و محولات كهربائية مثبتة على جدران عالية و أبراج إتصال غريبة الشكل مع صحون بث غير منطقية , كتل من الحديد المتوازية والتي تشكل مجسما لا أعرف ما الغرض منه , الكثير من الأسلاك و المواسير المصنوعة من المعدن و لا شيء مصنوع من غير المعادن , كل شيء هنا معدني ما عدى مصابيح الإنارة , أخذت أبحث في كل جزء من أجزاء الصطح حتى أنني تسلقت أحد المباني الإضافية الموجوة على السقف وهنا وجدت مفتاح نجاتي , عثرت على فتحت مروحة لتغير الهواء يخرج منها الضوء موجودة تحت جهاز مستطيل كبير مثبت على سقف البناء الإضافي بصواميل كبيرة لكن هناك مسافة جيدة بينه وبين الفتحة , كان الجهاز يصدر أزيزا منخفضا لم أتمكن من سماعه إلى أن أقتربت منه كثيرا وهنا خفت أن يكون الجهاز مكهرب أو أن يتسبب في صعقة كهربائية لي فإظطررت للقيام بأمر واحد للتأكد من عدم وجود الخطر وهو البصق على الجهاز من مسافة أمنة ولم يحصل إي شيء لذا زحفت تحت الجهاز و وصلت إلى فتحت المروحة لكني واجهت عقبتين الأولى هو وجود شبكة حديدة للحماية و العقبة الثانية أن المروحة كانت تدور لذا علي أن أعثر على شيء يمكنني من نزع شبكة الحماية ثم إيقاف المروحة , تبا علي الزحف مجددا كي أخرج من تحت الجهاز , حسنا ليس لدي خيار , حين خرجت من تحت الجهاز لاحظت أن الجو بدا غائما لكن الغيوم كانت طبيعة حسبما أذكر ولم تكن غريبة , هذا ما أعطاني شعورا بالراحة نوعا ما لكن بدئ الجو يبرد والرياح تشتد , يبدو أنها سوف تمطر , علي أن أجد شيئا قويا أستعمله لكن إين وما هو , توقفت عن طرح الأسئلة وبدئت البحث وبعد القليل من الوقت والجهد عثرت على قطعة حديدة تشبه حرف الأل باللغة الإنجليزية ( عكس حديد ) و تمكنت بواسطته من خلع شبكة الحماية ثم إيقاف المروحة و دخلت بحذر شديد إلى الداخل و أنا ممسك بوقة بالعتلة الحديدة إذ لا أريد أن أهرب من هذا الشيء الذي يطاردني و أن أتمزق بمروحة كبيرة