نشر موقع "دريز أنفو" الفرنسي تقريرا، سلط من خلاله الضوء على البحرية العسكرية الجزائرية التي أضحت تدريجيا واحدة من أقوى البحريات العسكرية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك وفقا لموقع "مينا ديفونس" المختص في الشؤون العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن القوات البحرية العسكرية الجزائرية استلمت، خلال الشهر الجاري، غواصتها الخامسة من نوع "كيلو636" روسية الصنع.
وتجدر الإشارة إلى أن سفينتين حربيتين جزائريتين كانتا قد اتجهتا في الرابع من نيسان/ أبريل نحو روسيا لمرافقة هذه الغواصة الخامسة. ومن المقرر أن يتم تزويد الجزائر بغواصة سادسة من النوع ذاته أيضا، خلال سنة 2018، التي لا زالت حاليا في طور الإنشاء.
وتساءل الموقع عن السبب الكامن وراء اقتناء الجزائر، "صديقة" باريس، غواصات من روسيا وليس من فرنسا، وذلك على الرغم من الصداقة، التي تبدو روابطها متينة بين إيمانويل ماكرون وعبد العزيز بوتفليقة؟
وذكر الموقع أن الجيش الوطني الشعبي الجزائري يحتل حاليا المرتبة 23 على قائمة أقوى الجيوش في العالم، أي بعد مصر التي تحتل المركز العاشر، والسعودية التي تحتل المرتبة 22. أما الولايات المتحدة فتحتل المركز الأول متقدمة على كل من روسيا، والصين، والهند، في حين تقبع فرنسا في المركز الخامس، متفوقة على المملكة المتحدة واليابان. وتأتي في المركز الثامن تركيا، وتليها ألمانيا.
اقرأ أيضا: تقرير أمريكي: مصر والجزائر في صدارة أقوى الجيوش بأفريقيا
وأوضح الموقع أن هذا الترتيب يثير الشكوك حول مصداقيته نظرا لأن إسرائيل، التي تحتل المركز 15 عالميا، لديها إمكانيات عسكرية هائلة. وتعد هذه القوة العسكرية الأفضل في الشرق الأوسط، أي أنها أفضل من تركيا، والسعودية، والإمارات، وإيران، ومصر؛ التي تبدو في الوقت الراهن بعيدة كل البعد عن أن تحتل المرتبة العاشرة التي أُسندت إليها، والتي كانت تستحقها منذ سنوات خلت.
وأكد الموقع أن السعودية تنكب على تعزيز إمكانياتها العسكرية، نظرا لأن لديها أعداء في المنطقة، وعلى رأسهم إيران. من جهتها، تعمل تركيا أيضا على تعزيز إمكانياتها العسكرية في محاولة لفرض التهديدات التي يطلقها أردوغان تجاه أوروبا، وفي بعض الأحيان تجاه روسيا، وبحدّة أقل ضد الأكراد والدول الأخرى في الشرق الأوسط.
وطرح الموقع تساؤلا حول من تعمل الجزائر على التسلح ضدّه تحديدا. هل ضد المغرب؟ الذي لم يستطع مؤخرا احتواء "الصحراويين"، وجبهة البوليساريو، و"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، التي تعتبر في الوقت الحالي حليفة الجزائر (في انتظار التقسيم الذي يمكن اقتراحه بشأن الصحراء الغربية).
في المقابل، بيّن الموقع أن الجزائر لا نية لها في التسلح ضد تونس، التي فضّلت مواجهة الجيش الفرنسي خلال سنة 1961 في بنزرت على أن تواجه الجيش الوطني الشعبي الجزائري، الأمر الذي كلفها جزءا من جنوبها الصحراوي (وما يضمه من ثروة نفطية)، وهو ما يعرف "بالناظور رقم 233".
وأضاف الموقع أنه لا يبدو على الجزائر أنها تتسلح لمواجهة التهديد الذي تمثله الجماعات المسلحة، على غرار "تنظيم الدولة" "وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بالإضافة إلى المتطرفين الذين يتمركزون تدريجيا في شمال البلاد. ويعود ذلك إلى أن هذه الجماعات لا تمتلك قوات بحرية. وبالتالي، يظل السؤال المطروح هو: ضد من تتسلح الجزائر إذن؟
وفي الختام، أشار الموقع إلى أن كلمات النشيد الجزائري الوطني قد تحمل الإجابة عن هذا السؤال، حيث تقول: "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب...يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي، وخذي منا الجواب، إن في ثورتنا فصل الخطاب".
https://arabi21.com/story/1088441/الجزائر-تصبح-تدريجيا-قوة-عسكرية-في-البحر-الأبيض-المتوسط