انتابتني نفس المشاعر الحزينة دمشق التاريخ والحضارة يتلاعب بها مغول العصر .
لو علم اجدادنا العموريون والكنعانيون الذين بنو دمشق وخلفهم الاراميون الذين وسعوها وطوروها واتخذوها عاصمة لهم بعد ان كانت قرية من قرى الغوطة بالمآل الحزين الذي سيصيبها من سيطرة الهمج الدمويون عليها منذ 1970 وتحويلها لمستوطنات علوية ودرزية ومرشدية وبقية شلة قرود الجبل لما بنوها ولعدلو عن ذلك ...
سكان دمشق الاصليون لا يشكلون 40 % من مجموع سكانها حاليا ...
لكن ما يجري في دمشق في السنين ال ـ 40 الماضية ، يبدو محاولة للعبث بهوية المدينة وعزلها، وتحويلها إلى بؤر استيطانية تمنع أهلها من العودة إليها، تماماً كما تفعل إسرائيل في القدس.
أسس المجرم حافظ الاسد مستوطنات أقلوية لا تقل شراسة وعدوانية لمحطيها عن المستوطنات الإسرائيلية، من حيث اغتصابها من أهلها، وتسليح قاطنيها، ونذكر من أقوال (المجرم حافظ الأسد):
" أن المستوطنين الإسرائيليين ليسوا مدنيين، ولا يحملون أي صفة مدنية بل هم مسلحون، بطبيعة الحال "،
فهل كانت مستوطنات الشبيحة خالية من السلاح؟!
كون التواجد العلوي بأحياء محيطة بدمشق و معزولة بشكل كامل عن المحيط السنّي . هذاالمخطط الرهيب مستوحى من فكرة المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وهي عبارة عن " تجمعات مدنية" تكون في أماكن مرتفعة وتطل على منازل الفلسطينيين و هؤلاء المستوطنون يحملون السلاح ولديهم رواتب من الدولة يعني عبارة عن جنود بزي مدني.
ومن أبرز المستوطنات والمستعمرات بدمشق : عش الورور - المزة 86 - مساكن برزة - السومرية - حي الورود - جبل العرين - مساكن الحرس الجمهوري - ضاحية جرمانة -مساكن الصالحية -ضاحية كفرسوسة - قرى الاسد - حي نسرين ...
على مدار عقود.. ظلت هذه المستوطنات كانتونات علوية نصيرية طائفية معزولة في هويتها، تحاصر دمشق في أطرافها الغربية والشرقية والشمالية الشرقية. كانت حالة استثنائية نشازا في تاريخ المدينة التي اعتادت على مر قرون أن تحتضن الأحياء البعيدة عن مركزها، وذات التركيبة العرقية والسكانية المختلفة، لتصهرها وتذوب في ثقافتها.. وتصبح فيما بعد جزءاً منها.
العلويون وحدهم لم يتسطيعوا الذوبان... أتوا مسلحين بثقافة التهديد والعنف، وكتابة التقارير الأمنية في الجوار، والاستقواء بأجهزة الأمن وتلفيق التهم مع أي إشكال شخصي يحدث. ثلة من المسؤولين الكبار سكنوا في الأحياء الراقية كغربي المالكي وأبي رمانة والمزة... لكن الأجواء الأمنية في تلك الأحياء التي تضم إلى جانب بعض المقرات الأمنية سفارات دول، وقصر الرئيس، حالت دون خرق هدوء تلك المناطق، إلا بكُلبات حراسة بحجة حماية المسؤولين، كان السكان يتحاشونها، أو هي تتحاشهم بحكم الغنى والثراء.
التشابه الغريب بين مستوطنات الإسرائيلية، والمستوطنات الأسدية العلوية، تدل على أنها خرجت من مشكاة واحدة، من حيث اغتصاب الأرض، واختيار المناطق الاستراتيجية، فالمستوطنات الأسدية في ريف دمشق هي كالطوق والسوار في الإحاطة، بمدينة دمشق بدءاً من غربها، مستوطنة (العرين)، و(حي الورود) و(جبل الورد) في الهامة، و(مساكن الديماس) في أراضي الديماس، وحي (مزة 86)، ومساكن (السومرية) و(الحي الشرقي) في المعضمية، وشرقاً تجمع (عدرا العمالية)، وشمالاً حي (عش الورور)، وضاحية الأسد في حرستا، وجنوباً (حي نسرين) في منطقة التضامن،
وجميع هذه المستوطنات متصلة ببعضها البعض بطرق رئيسية وفرعية، وتموضع هذه المستوطنات لم يكن عبثاً، ولم تُبنَ جزافاً بل ضمن خطة معدة مسبقاً، من قبل فروع الموساد الأسدي، تحاكي المستوطنات الإسرائيلية، التي يتم من خلالها محاصرة المدن الكبرى، فتجويع ريف دمشق لم يكن ليتم خلال هذه الثورة لولا هذه المستوطنات الأسدية