موجز تاريخ الدولة الأموية

تركيزك على نقاط معينة من حياة الدولة الأموية بروايات تاريخية كثير منها لا سند لها، كل هذا يبين مقصدك من كتاباتك عن الدولة الأموية.
وهذا الأمر كان واضحا في بعض تعليقاتك في مواضيع سابقة عن الدولة الأموية والعباسية.
فهل للعرق علاقة بالأمر؟o_O
معظم الروايات السيئة عن الدولة الاموية موضوعه من غرمائهم العباسيين .
 
مازال بعض الجهلة والأفاكين متأثرين بأفكار الجاهلية والعصبية الجاهلية الأثيمة وهي تجري في عروقهم مجرى الدم خاصة عند فشلهم بالحجة والاقناع فيلجأون لـ الكذب والتدليس والتلبيس والتخبيص ثم التفحيط والتشبيح الفكري وعند الفشل كعادتهم الانحطاطية يطعنون بالنسب ...هذه هي عادة أصيلة لدى هؤلاء الجبناء الأغبياء وهي الاجترار كالمجترات ...أخلاق الذباب

أما أنا فافتخر بنسبي الفينيقي سكان اللاذقية الأصليين فنحن فينيقيون أباً عن جد ..لانلفظ حرف القاف ولدينا كلماتنا ومفرداتنا لليوم نستعملها ...حضاراتنا عمرها أكثر من 3500 سنة ..أنشأ اجدادي بكل فخر فينيقيا الشمالية وعاصمتها اللاذقية (اوغاريت سابقا) استمرت أكثر من 1700 سنة ((طالت بعمر أكثر من كل الدول الاسلامية التي سقطت بـ90 و 400 و 600سنة أكثرها عمراً))...فينيقيا التي وصلو لقبرص وسكنوها ووصلو واقامو المستعمرات بصقلية وسردينيا وكريت ورودوس وكيليكيا ومالطة وجزر البليار وترشيش في اسبانيا..

ومن نهضاتنا كانت قرطاجنة الفينيقية وزارتيس الفينيقية (بنزرت) في تونس ومن هناك بدأ الفتح و الغزو الفينيقي لجنوب اسبانيا وايطالية والبرتغال بـ 600 سنة قبل الميلاد وأنشانا انظمة الحكم المتحضرة من مجلس للشيوخ ومجلس للحكماء ومجلس للشعب ..واابرز قادتنا كان هاني بعل (حنابعل هنيبعل هانيبال)


نحن غارقون بالقدم قبل مجيئ اخوالي الأتراك الى الأناضول بـ 3500 سنة وحتى النبي ابراهيم الكلداني مر بلادا امورو ( ارام حلب) ثم ارام حماة ومر قليلا بجوار فينيقيا ثم ارام دمشق وبلاد كنعان وارام وفينيقيا قبل سفره لمصر وزواجه بهاجر القبطية وانجابهما للنبي اسماعيل ابو العرب المستعربة

جاءت الينا هجرات العرب العاربة من اليمن اصل العرب فاستقبلناهم في فينيقيا فسكن معنا باللاذقية ( همدان ويحصب وسليح وزبيد ) في اعقاب انهيار سد مأرب...ولم نقل اكلو خيرنا واكلو من خبزاتنا ولم نمنن عليهم بل كانو على العين والراس


نحن امة منفتحتة غير متعصبة وهذه سمة الفينيقيين والأراميين والأموريين والكنعانيين والحثيين سكان الشام الأصليين وحتى سكان شرق الفرت في سورية من الأشورية والبابلية والكلدانية ...ثم اليونانيي والعرب العاربة والعرب المستعربة والمقدونيين والألبان والشركس والكرد والتركمان الذين جاؤوا وسكنو معنا واسلم غالبية هؤلاء

فلا تعصب قبلي ولا عشائري ولا عائلي انما الهوية لدينا هي الهوية الدينية وليس الجهل والعصبيات القبلية والعشائرية وافتعال الحروب بين بعضهم البعض لأسباب تافهة







الفينيقيون ساميون عرب-اقحاح اصولهم من شرق الجزيرة العربية :) .. بعكس كلامك رغم ان اهل الجزيرة اعلى الناس نسبا في العالم لكنهم لا يفاخرون ولا يحقرون الاخرين ..عكس من يفتخر باخواله المغول في الشارده والوارده

SmartSelectImage_٢٠١٨-٠١-٠٢-١٩-٣٩-٣٠.png
 
مازال بعض الجهلة والأفاكين متأثرين بأفكار الجاهلية والعصبية الجاهلية الأثيمة وهي تجري في عروقهم مجرى الدم خاصة عند فشلهم بالحجة والاقناع فيلجأون لـ الكذب والتدليس والتلبيس والتخبيص ثم التفحيط والتشبيح الفكري وعند الفشل كعادتهم الانحطاطية يطعنون بالنسب ...هذه هي عادة أصيلة لدى هؤلاء الجبناء الأغبياء وهي الاجترار كالمجترات ...أخلاق الذباب

أما أنا فافتخر بنسبي الفينيقي سكان اللاذقية الأصليين فنحن فينيقيون أباً عن جد ..لانلفظ حرف القاف ولدينا كلماتنا ومفرداتنا لليوم نستعملها ...حضاراتنا عمرها أكثر من 3500 سنة ..أنشأ اجدادي بكل فخر فينيقيا الشمالية وعاصمتها اللاذقية (اوغاريت سابقا) استمرت أكثر من 1700 سنة ((طالت بعمر أكثر من كل الدول الاسلامية التي سقطت بـ90 و 400 و 600سنة أكثرها عمراً))...فينيقيا التي وصلو لقبرص وسكنوها ووصلو واقامو المستعمرات بصقلية وسردينيا وكريت ورودوس وكيليكيا ومالطة وجزر البليار وترشيش في اسبانيا..

ومن نهضاتنا كانت قرطاجنة الفينيقية وزارتيس الفينيقية (بنزرت) في تونس ومن هناك بدأ الفتح و الغزو الفينيقي لجنوب اسبانيا وايطالية والبرتغال بـ 600 سنة قبل الميلاد وأنشانا انظمة الحكم المتحضرة من مجلس للشيوخ ومجلس للحكماء ومجلس للشعب ..واابرز قادتنا كان هاني بعل (حنابعل هنيبعل هانيبال)


نحن غارقون بالقدم قبل مجيئ اخوالي الأتراك الى الأناضول بـ 3500 سنة وحتى النبي ابراهيم الكلداني مر بلادا امورو ( ارام حلب) ثم ارام حماة ومر قليلا بجوار فينيقيا ثم ارام دمشق وبلاد كنعان وارام وفينيقيا قبل سفره لمصر وزواجه بهاجر القبطية وانجابهما للنبي اسماعيل ابو العرب المستعربة

جاءت الينا هجرات العرب العاربة من اليمن اصل العرب فاستقبلناهم في فينيقيا فسكن معنا باللاذقية ( همدان ويحصب وسليح وزبيد ) في اعقاب انهيار سد مأرب...ولم نقل اكلو خيرنا واكلو من خبزاتنا ولم نمنن عليهم بل كانو على العين والراس


نحن امة منفتحتة غير متعصبة وهذه سمة الفينيقيين والأراميين والأموريين والكنعانيين والحثيين سكان الشام الأصليين وحتى سكان شرق الفرت في سورية من الأشورية والبابلية والكلدانية ...ثم اليونانيي والعرب العاربة والعرب المستعربة والمقدونيين والألبان والشركس والكرد والتركمان الذين جاؤوا وسكنو معنا واسلم غالبية هؤلاء

فلا تعصب قبلي ولا عشائري ولا عائلي انما الهوية لدينا هي الهوية الدينية وليس الجهل والعصبيات القبلية والعشائرية وافتعال الحروب بين بعضهم البعض لأسباب تافهة






مشاركاتك السابقة طافحة بالعنصرية !!!
ولما رددنا عليك بنفس منطقك أخذت تبكي وتصرخ.
 
الفينيقيون ساميون عرب-اقحاح اصولهم من شرق الجزيرة العربية :) .. بعكس كلامك رغم ان اهل الجزيرة اعلى الناس نسبا في العالم لكنهم لا يفاخرون ولا يحقرون الاخرين ..عكس من يفتخر باخواله المغول في الشارده والوارده

مشاهدة المرفق 98320
كفيتني مؤونة الرد
 
هاجر عليها السلام عربية ومن اهداها لسارة عليها السلام هو ملك عربي من العماليق
ففي وقت دخول ابراهيم عليه السلام الى مصر كان العماليق العرب يحكمون مصر وهم فرع من الكنعانيين
او كما يسميهم الاغريق هكسوس وهم عرب حكموا شرق الدلتا في مصر خلال تلك الفترة
واسم هاجر واضح انه عربي وليس قبطي حتى انها لم تجد مشكلة في التخاطب مع قبيلة
جرهم ابناء عمومتها عندما وفدوا على مكة واقاموا فيها بعد اخذ الاذن من هاجر عليها السلام .

القدس ايضا بناها العرب اليبوسيين ولهذا نقول اليوم وكل يوم ان القدس عربية منذ النشأة الاولى لها
لهذا من يحاول ان يفصل الفينقيين والعماليق والكنعانيين عن العرب فهو لايفقه في التاريخ شيء
 
الفينيقيون ساميون عرب-اقحاح اصولهم من شرق الجزيرة العربية :) .. بعكس كلامك رغم ان اهل الجزيرة اعلى الناس نسبا في العالم لكنهم لا يفاخرون ولا يحقرون الاخرين ..عكس من يفتخر باخواله المغول في الشارده والوارده

مشاهدة المرفق 98320

ههههههههه

الجميع يتسابق لنسبتنا نحن الفينيقيين لقومه ..فمنهم من ينسبنا لسيناء مثل الدكتور جيرارد هيرم حيث يعتبر سيناء موطن الأبجدية الكنعانية والمستقر الطويل للكنعانيين واخر ربطنا شمال افريقيا واخر لمملكة دلمون شرق الخليج واخر لسواحل البحر الأحمر واخر ينسبنا لسواحل بحر قزوين واخر ينسبنا لبلاد القوقاز ....وكل يحتج بحجة ودليل ...ومنهم من يعتبرنا ساميين واخر يعتبرنا من نسل كنعان بن حام وغيرهم الكثير ..

ومنهم من قال ان المدن الفينيقية في الشام مثل اوغاريت وصور وجبيل ( بيبلوس ) وارواد أقدم من الاثار المشابهة لها في الجزيرة العربية


لا يهم ايا كان الموطن الرئيسي فقد خرجنا منه قبل أكثر من 6000 سنة وتركنا للوافدين السكن فيه ..كلنا من أدم وادم من تراب

مالعالم يتسابق علينا ...فأيا كان وهذا مقدار عظمتنا وقوتنا والانبهار بحضارتنا والكل يريد الاقتباس من نورنا ونسبه لهم ولكن المهم نحن لاتطغى قوميتنا وعصبيتنا الفينيقية الكنعانية ..وطول فترة حضارتنا السابقة كانت عيوننا واعمالنا نحو البحر وفتح البلاد الغربية ..

صحيح هزمنا على يد الاسكندر المقدوني 333 ق.م واندثرت اخر ممالكنا وحرق اللاذقية الثاني ( لاليش ) لكن بقينا كشعب خرج لجبال اللاذقية وقام ببعض حرب العصابات ..و بعد وفاته نجحنا بشق صف جنده ودفعنا القائد سلوقس لكسر عصا الطاعة عن بطليموس وشق امبراطورية الاسكندر الى شقين سلوقي وبطلمي واجبرناه على اعادة بناء اللاذقية الثالثة ( لاوذكيا) و بنى انطاكية وافاميا بحماة و قام بـ تحصين ارواد وطرطوس وطرابلس وبيبلوس وصور

بالنهاية اعتنقنا الاسلام واعتبرنا انفسنا من امة الاسلام لافرق بين عربي سامي كنعاني ام فينيقي وغيرهم عن عربي متعرب او عربي مستعرب او تركي او فارسي او رومي او كردي او موالي او غيرهم الا بالتقوى ..وبالقبور ويوم القيامة لن نسأل عن عرقنا ولن تكون الجنة والنار للعرق والنسب والحسب ...



اخيراً ... المغول من اقارب التركمان ... وليسو تركمان ...اما جيش جنكيز خان الذي اقام اكبر امبراطورية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً فكان خليطاً من المغول والتتار والترك ( الوثنيين منهم ) ولكن قيادته كان مغولية بغالبها ....وبطريقهم قتلو الوف الترك المسلمين ..وللمصادفة من تصدى وهزم الحملة المغولية التترية كان الاتراك المسلمين مثل قطز وبيبرس وقلاوون وغيرهم من الكتائب المملوكية التركية المسلمة مع شعوب الشامية والمصرية والمتطوعين ...


واخيراً فتح عمورية ايام المعتصم فكان جنده بغالبه الترك المسلمين ...وهو اول من استخدمهم وبنى لهم سامراء



 

ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومائة
============


استهلت هذه السنة والخليفة إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بوصية أخيه يزيد الناقص إليه، وبايعه الأمراء بذلك، وجميع أهل الشام إلا أهل حمص فلم يبايعوه.

وقد تقدم أن مروان بن محمد الملقب: بالحمار كان نائبا بأذربيجان وأرمينية، وتلك كانت لأبيه من قبله، وكان نقم على يزيد بن الوليد في قتله الوليد بن يزيد، وأقبل في طلب دم الوليد، فلما انتهى إلى حران أناب وبايع يزيد بن الوليد، فلم يلبث إلا قليلا حتى بلغه موته.

فأقبل في أهل الجزيرة الفراتية حتى وصل قنسرين قرب حلب فحاصر أهلها فنزلوا على طاعته، ثم أقبل إلى حمص وعليها عبد العزيز بن الحجاج بن عبدالملك من جهة أمير المؤمنين إبراهيم بن الوليد فحاصرهم حتى يبايعوا لإبراهيم بن الوليد، وقد أصروا على عدم مبايعته، فلما بلغ عبد العزيز قرب مروان بن محمد ترحل عنها، وقدم مروان إليها فبايعوه وساروا معه قاصدين دمشق، ومعهم جند الجزيرة وجند قنسرين.

فتوجه مروان إلى دمشق في ثمانين ألفا، وقد بعث إبراهيم بن الوليد بن هشام بن عبد الملك في مائة وعشرين ألفا، فالتقى الجيشان عند عين الجر من البقاع، فدعاهم مروان إلى الكف عن القتال وأن يتخلوا عن ابني الوليد بن يزيد وهما الحكم وعثمان اللذان قد أخذ العهد لهما، وكان يزيد قد سجنهما بدمشق، فأبوا عليه ذلك، فاقتتلوا قتالا شديدا من حين ارتفاع النهار إلى العصر، وبعث مروان سرية تأتي جيش ابن هشام من ورائهم، فتم لهم ما أرادوه، وأقبلوا من ورائهم يكبرون، وحمل الآخرون من تلقاهم عليهم.

فكانت الهزيمة في أصحاب سليمان، فقتل منهم أهل حمص خلقا كثيرا، واستبيح عسكرهم، وكان مقدار ما قتل من أهل دمشق في ذلك اليوم قريبا من سبعة عشر ألفا أو ثمانية عشر ألفا وأسر منهم مثلهم، فأخذ عليهم مروان البيعة للغلامين ابني الوليد، الحكم وعثمان، وأطلقهم كلهم سوى رجلين، وهما: يزيد بن العقار والوليد بن مصاد الكلبيان، فضربهما بين يديه بالسياط وحبسهما فماتا في السجن، لأنهما كانا ممن باشر قتل الوليد بن يزيد حين قتل.

وأما سليمان وبقية أصحابه فإنهم استمروا منهزمين، فما أصبح لهم الصبح إلا بدمشق، فأخبروا أمير المؤمنين إبراهيم بن الوليد بما وقع، فاجتمع معهم رؤس الأمراء في ذلك الوقت وهم: عبد العزيز بن الحجاج، ويزيد بن خالد بن عبد الله القسري، وأبو علاقة السككي، والأصبغ بن ذؤالة الكلبي، ونظراؤهم، على أن يعمدوا إلى قتل ابني الوليد: الحكم وعثمان، خشية أن يلي الخلافة فيهلكا من عاداهما وقتل أباهما.

فبعثوا إليهما يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، فعمد إلى السجن وفيه الحكم وعثمان ابنا الوليد وقد بلغا، ويقال: ولد لأحدهما ولد فشدخها بالعمد، وقتل يوسف بن عمر - وكان مسجونا معهما - وكان في سجنهما أيضا أبو محمد السفياني فهرب فدخل في بيت داخل السجن وجعل وراء الباب ردما، فحاصروه فامتنع، فأتوا بنار ليحرقوا الباب.

ثم اشتغلوا عن ذلك بقدوم مروان بن محمد وأصحابه إلى دمشق في طلب المنهزمين.




 

ذكر دخول مروان بن محمد الحمار دمشق وولايته الخلافة
===============


لما أقبل مروان بمن معه من الجنود من عين الجر واقترب من دمشق وقد انهزم أهلها بين يديه بالأمس، هرب إبراهيم بن الوليد، وعمد سليمان بن هشام إلى بيت المال ففتحه وأنفق ما فيه على أصحابه ومن اتبعه من الجيوش، وسار موالي الوليد بن يزيد إلى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه فيها، وانتهبوها ونبشوا قبر يزيد بن الوليد وصلبوه على باب الجابية، ودخل مروان بن محمد دمشق فنزل في أعاليها، وأتي بالغلامين الحكم وعثمان وهما مقتولان وكذلك يوسف بن عمر فدفنوه.

وأتي بأبي محمد السفياني وهو في حبوله فسلم على مروان بالخلافة فقال مروان: مه.

فقال: إن هذين الغلامين جعلاها لك من بعدهما.


ثم أنشد قصيدة قالها الحكم في السجن وهي طويلة منها قوله:

ألا من مبلغ مروان عني * وعمي الغمر طال بذا حنينا

بأني قد ظلمت وصار قومي * على قتل الوليد متابعينا

فإن أهلك أنا وولي عهدي * فمروان أمير المؤمنينا



ثم قال أبو محمد السفياني لمروان: ابسط يدك.

فكان أول من بايعه بالخلافة، فمعاوية بن يزيد بن حصين بن نمير ثم بايعه رؤس أهل الشام من أهل دمشق وحمص وغيرهم، ثم قال لهم مروان: اختاروا أمراء نوليهم عليكم.

فاختار أهل كل بلد أميرا فولاه عليهم، فعلى دمشق: زامل بن عمرو الجبراني، وعلى حمص: عبد الله بن شجرة الكندي، وعلى الأردن: الوليد بن معاوية بن مروان، وعلى فلسطين: ثابت بن نعيم الجذامي.

ولما استوت الشام لمروان بن محمد رجع إلى حران وعند ذلك طلب منه إبراهيم بن الوليد الذي كان خليفة وابن عمه سليمان بن هشام الأمان فأمنهما، وقدم عليه سليمان بن هشام في أهل تدمر فبايعوه، ثم لما استقر مروان في حران أقام فيها ثلاثة أشهر فانتقض عليه ما كان انبرم له من مبايعة أهل الشام، فنقض أهل حمص وغيرهم، فأرسل إلى أهل حمص جيشا فوافوهم ليلة عيد الفطر من هذه السنة، وقدم مروان إليها بعد الفطر بيومين، فنازلها مروان في جنود كثيرة، ومعه يومئذ إبراهيم بن الوليد المخلوع، وسليمان بن هشام، وهما عنده مكرمان خصيصان لا يجلس إلا بهما وقت الغداء والعشاء، فلما حاصر حمص نادوه إنا على طاعتك.

فقال: افتحوا باب البلد، ففتحوه.

ثم كان منهم بعض القتال فقتل منهم نحو الخمسمائة أو الستمائة، فأمر بهم فصلبوا حول البلد، وأمر بهدم بعض سورها.

وأما أهل دمشق فأما: أهل الغوطة فحاصروا أميرهم زامل بن عمر، وأمَّروا عليهم يزيد بن خالد القسري، وثبت في المدينة نائبها، فبعث إليه أمير المؤمنين مروان من حمص عسكرا نحو عشرة آلاف، فلما اقتربوا من دمشق خرج النائب فيمن معه، والتقوا هم والعسكر بأهل الغوطة فهزموهم، وحرقوا المزة وقرى أخرى معها، واستجار يزيد بن خالد القسري وأبو علاقة الكلبي برجل من أهل المزة من لخم، فدل عليهم زامل بن عمرو فقتلهما وبعث برأسيهما إلى أمير المؤمنين مروان وهو بحمص.

وخرج ثابت بن نعيم في أهل فلسطين على الخليفة وأتوا طبرية فحاصروها، فبعث الخليفة إليهم جيشا فأجلوهم عنها واستباحوا عسكرهم، وفر ثابت بن نعيم هاربا إلى فلسطين فاتبعه الأمير أبو الورد فهزمه ثانية وتفرق عنه أصحابه، وأسر أبو الورد ثلاثة من أولاده فبعث بهم إلى الخليفة وهم جرحى فأمر بمداواتهم.

ثم كتب أمير المؤمنين إلى نائب فلسطين وهو الرماحس بن عبد العزيز الكناني يأمره بطلب ثابت بن نعيم حيث كان، فما زال يتلطف به حتى أخذه أسيرا، وذلك بعد شهرين، فبعثه إلى الخليفة وأمر بقطع يديه ورجليه، وكذلك جماعة كانوا معه، وبعث بهم إلى دمشق فأقيموا على باب مسجدها، لأن أهل دمشق كانوا قد أرجفوا بأن ثابت بن نعيم ذهب إلى ديار مصر فتغلب عليها وقتل نائب مروان فيها، فأرسل إليهم مقطع اليدين والرجلين ليعرفوا بطلان ما كانوا به أرجفوا.

وأقام الخليفة مروان بدير أيوب عليه السلام مدة حتى بايع لابنه عبد الله ثم عبيد الله وزوجهما ابنتي هشام، وهما: أم هشام وعائشة، وكان مجمعا حافلا وعقدا هائلا، ومبايعةً عامةً، ولكن لم تكن في نفس الأمر تامة.

وقدم الخليفة إلى دمشق، وأمر بثابت وأصحابه بعد ما كانوا تقطعوا أن يصلبوا على أبواب البلد، ولم يستبق منهم أحد إلا واحدا وهو: عمر بن الحارث الكلبي، وكان عنده فيما زعم علم بودايع كان ثابت بن نعيم أودعها عند أقوام.

واستوسق أمر الشام لمروان ماعدا تدمر، فسار من دمشق فنزل القسطل من أرض حمص، وبلغه أن أهل تدمر قد غوروا ما بينه وبينهم من المياه، فاشتد غضبه عليهم ومعه حجافل من الجيوش، فتكلم الأبرش بن الوليد وكانوا قومه فسأل منه أن يرسل إليهم أولا ليعذر إليهم.

فبعث عمرو بن الوليد أخا الأبرش، فلما قدم عليهم لم يلتفتوا إليه ولا سمعوا له قولا فرجع، فهمَّ الخليفة أن يبعث الجنود فسأله الأبرش أن يذهب إليهم بنفسه فأرسله، فلما قدم عليهم الأبرش كلمهم واستمالهم إلى السمع والطاعة، فأجابه أكثرهم وامتنع بعضهم، فكتب إلى الخليفة يعلمه بما وقع، فأمره الخليفة أن يهدم بعض سورها، وأن يقبل بمن أطاعه منهم إليه، ففعل.

فلما حضروا عنده سار بمن معه من الجنود نحو الرصافة على طريق البرية، ومعه من الرؤوس: إبراهيم بن الوليد المخلوع، وسليمان بن هشام، وجماعة من ولد الوليد، ويزيد، وسليمان، فأقام بالرصافة أياما ثم شخص إلى البرية.

فاستأذنه سليمان بن هشام أن يقيم هناك أياما ليستريح ويجم ظهره فأذن له، فانحدر مروان فنزل عند واسط على شط الفرات فأقام ثلاثا، ثم مضى إلى قرقيسيا وابن هبيرة بها ليبعثه إلى العراق لمحاربة الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي الحروري، واشتغل مروان بهذا الأمر.

وأقبل عشرة آلاف فارس ممن كان مروان قد بعثهم في بعض السرايا، فاجتازوا بالرصافة وفيها سليمان بن هشام بن عبد الملك الذي كان استأذن الخليفة في المقام هناك للراحة، فدعوه إلى البيعة له وخلع مروان بن محمد ومحاربته، فاستزله الشيطان فأجابهم إلى ذلك، وخلع مروان وسار بالجيوش إلى قنسرين، وكاتب أهل الشام فانفضوا إليه من كل وجه.

وكتب سليمان إلى ابن هبيرة الذي جهزه مروان لقتال الضحاك بن قيس الخارجي يأمره بالمسير إليه، فالتفت إليه نحو من سبعين ألفا، وبعث مروان إليهم عيسى بن مسلم في نحو من سبعين ألفا، فالتقوا بأرض قنسرين فاقتتلوا قتالا شديدا، وجاء مروان والناس في الحرب فقاتلهم أشد قتال فهزمهم، وقتل يومئذ إبراهيم بن سليمان بن هشام، وكان أكبر ولده، وقتل منهم نيفا وثلاثين ألف.

وذهب سليمان مغلوبا فأتى حمص فالتف عليه من انهزم من الجيش فعسكر بهم فيها، وبنى ما كان مروان هدم من سورها.

فجاءهم مروان فحاصرهم بها ونصب عليهم نيفا وثمانين منجنيقا، فمكث كذلك ثمانية أشهر يرميهم ليلا ونهارا، ويخرجون إليه كل يوم ويقاتلون ثم يرجعون.

هذا وقد ذهب سليمان وطائفة من الجيش معه إلى تدمر وقد اعترضوا جيش مروان في الطريق وهموا بالفتك به وأن ينتهبوه فلم يمكنهم ذلك، وتهيأ مروان فقاتلهم فقتلوا من جيشه قريبا من ستة آلاف وهم تسعمائة، انصرفوا إلى تدمر، ولزم مروان محاصرة حمص كمال عشرة أشهر.

فلما تتابع عليهم البلاء، ولزمهم الذل، سألوه أن يؤمنهم فأبى إلا أن ينزلوا على حكمه، ثم سألوه الأمان على أن يمكنوه من سعيد بن هشام، وابنيه مروان وعثمان ومن السكسكي الذي كان حبس معه، ومن حبشي كان يفتري عليه ويشتمه.

فأجابهم إلى ذلك فأمنهم وقتل أولئك، ثم سار إلى الضحاك، وكان عبد الله بن عمر بن عبد العزيز نائب العراق قد صالح الضحاك الخارجي على ما بيده من الكوفة وأعمالها.

وجاءت خيول مروان قاصدة إلى الكوفة، فتلقاهم نائبها من جهة الضحاك - ملحان الشيباني - فقاتلهم فقتل ملحان، واستناب الضحاك عليها المثنى بن عمران من بني عائذة، وسار الضحاك في ذي القعدة إلى الموصل، وسار ابن هبيرة إلى الكوفة فانتزعها من أيدي الخوارج، وأرسل الضحاك جيشا إلى الكوفة فلم يجد شيئا.

وفي هذه السنة: خرج الضحاك بن قيس الشيباني، وكان سبب خروجه أن رجلا يقال له: سعيد بن بهدل - وكان خارجيا - اغتنم غفلة الناس واشتغالهم بمقتل الوليد بن يزيد، فثار في جماعة من الخوارج بالعراق، فالتف عليه أربعة آلاف - ولم تجتمع قبلها لخارجي - فقصدتهم الجيوش فاقتتلوا معهم، فتارة يكسرون وتارة يُكسرون.

ثم مات سعيد بن بهدل في طاعون أصابه، واستخلف على الخوارج من بعده الضحاك بن قيس هذا، فالتف أصحابه عليه، والتقى هو وجيش كثير فغلبت الخوارج وقتلوا خلقا كثيرا، منهم عاصم بن عمر بن عبد العزيز - أخو أمير العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز - فرثاه بأشعار.

ثم قصد الضحاك بطائفة من أصحابه مروان فاجتاز الكوفة، فنهض إليه أهلها فكسرهم ودخل الكوفة فاستحوذ عليها، واستناب بها رجلا اسمه: حسان، ثم استناب ملحان الشيباني في شعبان من هذه السنة، وسار هو في طلب عبد الله بن عمر بن عبد العزيز نائب العراق، فالتقوا فجرت بينهم حروب كثيرة يطول ذكرها وتفصيلها.

وفي هذه السنة: اجتمعت جماعة من الدعاة إلى بني العباس عند إبراهيم بن محمد الإمام ومعهم أبو مسلم الخراساني، فدفعوا إليه نفقات كثيرة، وأعطوه خمس أموالهم، ولم ينتظم لهم أمر في هذه السنة لكثرة الشرور المنتشرة، والفتن الواقعة بين الناس.

وفي هذه السنة: خرج بالكوفة معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فدعا إلى نفسه، وخرج إلى محاربة أمير العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، فجرت بينهما حروب يطول ذكرها، ثم أجلاه عنها فلحق بالجبال فتغلب عليها.

وفي هذه السنة: خرج الحارث بن سريج الذي كان لحق ببلاد الترك ومالأهم على المسلمين فمنَّ الله عليه بالهداية ووفقه حتى خرج إلى بلاد الشام، وكان ذلك عن دعاء يزيد بن الوليد إلى الرجوع إلى الإسلام وأهله فأجابه إلى ذلك، وخرج إلى خراسان فأكرمه نصر بن سيار نائب سورة، واستمر الحارث بن سريج على الدعوة إلى الكتاب والسنة وطاعة الإمام، وعنده بعض المناوأة لنصر بن سيار.

قال الواقدي وأبو معشر: وحج بالناس في هذه السنة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أمير الحجاز ومكة والمدينة والطائف، وأمير العراق نضر بن سعيد الحرشي، وقد خرج عليه الضحاك الحروري، وعبد الله بن عبد العزيز.

وأمير خراسان نصر بن سيار، وقد خرج عليه الكرماني والحارث بن سريج.

وممن توفي هذه السنة: بكر بن الأشج، وسعد بن إبراهيم، وعبد الله بن دينار، وعبد الملك بن مالك الجزري، وعمير بن هانئ، ومالك بن دينار، ووهب بن كيسان، وأبو إسحاق السبيعي.
 

ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومائة
==========


فيها: كان مقتل الحارث بن سريج، وكان سبب ذلك أن يزيد بن الوليد الناقص كان قد كتب إليه كتاب أمان، حتى خرج من بلاد الترك وصار إلى المسلمين ورجع عن موالاة المشركين إلى نصرة الإسلام وأهله.

وأنه وقع بينه وبين نصر بن سيار نائب خراسان وحشة ومنافسات كثيرة يطول ذكرها، فلما صارت الخلافة إلى مروان بن محمد استوحش الحارث بن سريج من ذلك.

وتولى ابن هبيرة نيابة العراق، وجاءت البيعة لمروان بن محمد ، فامتنع الحارث من قبولها وتكلم في مروان، وجاءه مسلمة بن أحوز أمير الشرطة، وجماعة من رؤس الأجناد والأمراء، وطلبوا منه أن يكف لسانه ويده، وأن لا يفرق جماعة المسلمين، فأبى وبرز ناحية عن الناس، ودعا نصر بن سيار إلى ما هو عليه من الدعوة إلى الكتاب والسنة فامتنع نصر من موافقته، واستمر هو على خروجه على الإسلام.

وأمر الجهم بن صفوان مولى بني راسب ويكنى: بأبي محرز - وهو الذي نسبت إليه الفرقة الجهمية - أن يقرأ كتابا فيه سيرة الحارث على الناس، وكان الحارث يقول: أنا صاحب الرايات السود.

فبعث إليه نصر يقول: لئن كنت ذاك فلعمري إنكم الذين تخربون سور دمشق وتزيلون بني أمية، فخذ مني خمسمائة رأس ومائة بعير، وإن كنت غيره فقد أهلكت عشيرتك.

فبعث إليه الحارث يقول: لعمري إن هذا لكائن.

فقال له نصر: فابدأ بالكرماني أولا، ثم سر إلى الري، وأنا في طاعتك إذا وصلتها.

ثم تناظر نصر والحارث ورضيا أن يحكم بينهما مقاتل بن حيان والجهم بن صفوان، فحكما أن يعزل نصر ويكون الأمر شورى.

فامتنع نصر من قبول ذلك، ولزم الجهم بن صفوان وغيره قراءة سيرة الحارث على الناس في الجامع والطرق، فاستجاب له خلق كثير وجمع غفير، فعند ذلك انتدب لقتاله جماعات من الجيوش عن أمر نصر بن سيار، فقصدوه فحارب دونه أصحابه، فقتل منهم طائفة كثيرة منهم الجهم بن صفوان طعنه رجل في فيه فقتله، ويقال: بل أسر الجهم فأوقف بين يدي سلم بن أحوز فأمر بقتله، فقال: إن لي أمانا من أبيك.

فقال: ما كان له أن يؤمنك، ولو فعل ما أمنتك، ولو ملأت هذه الملاءة كواكب، وأنزلت عيسى بن مريم، ما نجوت، والله ولو كنت في بطني لشققت بطني حتى أقتلك.

وأمر ابن ميسر فقتله.

ثم اتفق الحارث بن سريج والكرماني على نصر ومخالفته، والدعوة إلى الكتاب والسنة واتباع أئمة الهدى وتحريم المنكرات إلى غير ذلك مما جاءت به الشريعة، ثم اختلفا فيما بينهما واقتتلا قتالا شديدا، فغلب الكرماني وانهزم أصحاب الحارث.

وكان راكبا على بغل فتحول إلى فرس فحرنت أن تمشي، وهرب عنه أصحابه ولم يبق معه منهم سوى مائة، فأدركه أصحاب الكرماني فقتلوه تحت شجرة زيتون، وقيل: تحت شجرة عبيرا.

وذلك يوم الأحد لست بقين من رجب من هذه السنة، وقتل معه مائة من أصحابه، واحتاط الكرماني على حواصله وأمواله، وأخذ أموال من خرج معه أيضا، وأمر بصلب الحارث بلا رأس على باب مرو،

ولما بلغ نصر بن سيار مقتل الحارث قال في ذلك:

يا مدخل الذل على قومه * بعدا وسحقا لك من هالك

شؤمك أردى مضرا كلها * وغض من قومك بالحارك

ما كانت الأزد وأشياعها * تطمع في عمر ولا مالك

ولا بني سعد إذ ألجموا * كلَّ طمرٍّ لونه حالك




وقد أجابه عباد بن الحارث بن سريج فيما قال:

ألا يا نصر قد برح الخفاء * وقد طال التمني والرجاء

وأصبحت المزون بأرض مرو * تقضي في الحكومة ما تشاء

يجوز قضاؤها في كل حكم * على مضر وإن جار القضاء

وحمير في مجالسها قعود * ترقرق في رقابهم الدماء

فإن مضر بذا رضيت وذلت * فطال لها المذلة والشقاء

وإن هي أعتبت فيها وإلا * فخل على عساكرها العفاء


وفي هذه السنة: بعث إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أبا مسلم الخراساني إلى خراسان، وكتب معه كتبا إلى شيعتهم بها: إن هذا أبا مسلم فاسمعوا له وأطيعوا، وقد وليته على ما غلب عليه من أرض خراسان.

فلما قدم أبو مسلم خراسان وقرأ على أصحابه هذا الكتاب، لم يلتفتوا إليه ولم يعملوا به وأعرضوا عنه ونبذوه وراء ظهورهم، فرجع إلى إبراهيم بن محمد أيام الموسم، فاشتكاهم إليه وأخبره بما قابلوه من المخالفة، فقال له: يا عبد الرحمن ! إنك رجل منا أهل البيت، ارجع إليهم وعليك بهذا الحي من اليمن فأكرمهم وانزل بين أظهرهم فإن الله لا يتمم هذا الأمر إلا بهم.

ثم حذره من بقية الأحياء وقال له: إن استطعت أن لا تدع بتلك البلاد لسانا عربيا فافعل، ومن بلغ من أبنائهم خمسة أشبار واتهمته فاقتله، وعليك بذاك الشيخ فلا تقصه - يعني: سليمان بن كثير -.

وسيأتي ما كان من أمر أبي مسلم الخراساني فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وفي هذه السنة: قتل الضحاك بن قيس الخارجي في قول أبي مخنف، وكان سبب ذلك أن الضحاك حاصر عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بواسط ووافقه على محاصرته منصور بن جمهور، فكتب عبد الله بن عمر بن عبد العزيز إليه: إنه لا فائدة لك في محاصرتي ولكن عليك بمروان بن محمد فسر إليه، فإن قتلته اتبعتك.

فاصطلحا على مخالفة مروان بن محمد أمير المؤمنين، فلما اجتاز الضحاك بالموصل كاتبه أهلها فمال إليهم فدخلها، وقتل نائبها واستحوذ عليها، وبلغ ذلك مروان وهو محاصر حمص، ومشغول بأهلها وعدم مبايعتهم إياه، فكتب إلى ابنه عبد الله بن مروان - وكان الضحاك قد التف عليه مائة ألف وعشرون ألفا، فحاصروا نصيبين - وساق مروان في طلبه فالتقيا هنالك، فاقتتلا قتالا شديدا فقتل الضحاك في المعركة وحجز الليل بين الفريقين، وفقد أصحاب الضحاك الضحاك وشكوا في أمره حتى أخبرهم من رآه قد قتل، فبكوا عليه وناحوا.

وجاء الخبر إلى مروان فبعث إلى المعركة بالمشاعل ومن يعرف مكانه بين القتلى، وجاء الخبر إلى مروان وهو مقتول، وفي رأسه ووجهه نحو عشرين ضربة، فأمروا برأسه فطيف به في مدائن الجزيرة.

واستخلف الضحاك على جيشه من بعده رجلا يقال له: الخبيري، فالتف عليه بقية جيش الضحاك، والتف مع الخبيري سليمان بن هشام بن عبد الملك وأهل بيته ومواليه، والجيش الذي كانوا قد بايعوه في السنة الماضية على الخلافة، وخلعوا مروان بن محمد عن الخلافة لأجله، فلما أصبحوا اقتتلوا مع مروان، فحمل الخبيري في أربعمائة من شجعان أصحابه على مروان، وهو في القلب، فكرَّ منهزما واتبعوه حتى أخرجوه من الجيش، ودخلوا عسكره وجلس الخبيري على فرشه.

هذا وميمنة مروان ثابتة وعليها ابنه عبد الله، وميسرته أيضا ثابتة وعليها إسحق بن مسلم العقيلي.

ولما رأى عبد الله العسكر فارِّين مع الخبيري، وأن الميمنة والميسرة من جهتهم باقيتان، طمعوا فيه فأقبلوا إليه بعمد الخيام فقتلوه بها، وبلغ قتله مروان وقد سار عن الجيش نحوا من خمسة أميال أو ستة، فرجع مسرورا وانهزم أصحاب الضحاك، وقد ولوا عليهم شيبان، فقصدهم مروان بعد ذلك بمكان يقال له: الكراديس فهزمهم.

وفيها: بعث مروان الحمار على إمارة العراق يزيد بن عمر بن هبيرة ليقاتل من بها من الخوارج.

وفي هذه السنة: حج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وهو نائب المدينة ومكة والطائف، وأمير العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، وأمير خراسان نصر بن سيار.

وممن توفي في هذه السنة: بكرة بن سوادة، وجابر الجعفي، والجهم بن صفوان مقتولا كما تقدم، والحارث بن سريج أحد كبراء الأمراء، وقد تقدم شيء من ترجمته، وعاصم بن عبدلة، وأبو حصين عثمان بن عاصم، ويزيد بن أبي حبيب، وأبو التياح يزيد بن حميد، وأبو حمزة النعنبعي، وأبو الزبير المكي، وأبو عمران الجوني، وأبو قبيل المغافري، وقد ذكرنا تراجمهم في التكميل.



البداية والنهاية - لاين كثير
 

وهذا شيء من ترجمة مروان بن محمد
=======


وهو: مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، القرشي الأموي، أبو عبد الملك، أمير المؤمنين، آخر خلفاء بني أمية، وأمه أمة كردية يقال لها: لبابة، وكانت لإبراهيم بن الأشتر النخعي، أخذها محمد بن مروان يوم قتله فاستولدها مروان هذا، ويقال: أنها كانت أولا لمصعب بن الزبير.

وقد كانت دار مروان هذا في سوق الأكافين، قاله ابن عساكر.

بويع له بالخلافة بعد قتل الوليد بن يزيد، وبعد موت يزيد بن الوليد، ثم قدم دمشق وخلع إبراهيم بن الوليد، واستمر له الأمر في نصف صفر سنة سبع وعشرين ومائة.

وقال أبو معشر: بويع له بالخلافة في ربيع الأول سنة تسع وعشرين ومائة، وكان يقال له: مروان الجعدي، نسبة إلى رأي الجعد بن درهم، وتلقب بالحمار، وهو آخر من ملك من بني أمية، وكانت خلافته خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام، وقيل: خمس سنين وشهرا.

وبقي بعد أن بويع للسفاح تسعة أشهر، وكان أبيض مشربا حمرة، أزرق العينين، كبير اللحية، ضخم الهامة، ربعة، ولم يكن يخضب.

ولاه هشام نيابة أذربيجان وأرمينية والجزيرة، في سنة أربع عشرة ومائة، ففتح بلاد كثيرة وحصونا متعددة في سنين كثيرة، وكان لا يفارق الغزو في سبيل الله، وقاتل طوائف من الناس الكفار ومن الترك والخزر واللان وغيرهم، فكسرهم وقهرهم، وقد كان شجاعا بطلا مقداما حازم الرأي لولا أن جنده خذلوه بتقدير الله عز وجل لما له من ذلك من حكمة سلب الخلافة لشجاعته وصرامته.

ولكن من يخذل الله يخذل، ومن يهن الله فما له من مكرم.

قال الزبير بن بكار، عن عمه مصعب بن عبد الله: كان بنو أمية يرون أنه تذهب منهم الخلافة إذا وليها من أمه أمة، فلما وليها مروان هذا أخذت منهم في سنة ثنتين وثلاثين ومائة.

وقد قال الحافظ بن عساكر: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن، أخبرنا سهل بن بشر، أنبأ الخليل بن هبة الله بن الخليل، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، حدثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين، أنبأ العباس بن الوليد بن صبح، ثنا عباس بن يحيى أبو الحارث، حدثني الهيثم بن حمد، حدثني راشد بن داود، عن أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله : «لا تزال الخلافة في بني أمية يتلقفونها تلقف الغلمان الكرة فإذا خرجت من أيديهم فلا خير في عيش».

هكذا أورده ابن عساكر وهو منكر جدا.

وقد سأل الرشيد أبا بكر بن عياش: خير الخلفاء نحن أو بنوا أمية؟

فقال: هم كانوا أنفع للناس وأنتم أقوم للصلاة، فأعطاه ستة آلاف.

قالوا: وقد كان مروان هذا كثير المروءة كثير العجب، يعجبه اللهو والطرب، ولكنه كان يشتغل عن ذلك بالحرب.

قال ابن عساكر: قرأت بخط أبي الحسين علي بن مقلد بن نصر بن منقذ بن الأمير في مجموع له:


كتب مروان بن محمد إلى جارية له تركها بالرملة عند ذهابه إلى مصر منهزما:

وما زال يدعوني إلى الصبر ما أرى * فآبى ويدنيني الذي لك في صدري

وكان عزيزا أن تبيتي وبيننا * حجاب فقد أمسيت مني على عشر

وأنكاهما والله للقلب فاعلمي * إذا زدت مثليها فصرت على شهر

وأعظم من هذين والله أنني * أخاف بأن لا نلتقي آخر الدهر

سأبكيك لا مستبقا فيض عبرة * ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر


وقال بعضهم: اجتاز مروان وهو هارب براهب فاطلع عليه الراهب فسلم عليه فقال له: يا راهب ! هل عندك علم بالزمان؟

قال: نعم ! عندي من تلونه ألوان.

قال: هل تبلغ الدنيا من الإنسان أن تجعله مملوكا بعد أن كان مالكا؟

قال: نعم !

قال: فكيف؟

قال: بحبه لها وحرصه على نيل شهواتها، وتضييع الحزم وترك انتهاز الفرص، فإن كنت تحبها فإن عبدها من أحبها.

قال: فما السبيل إلى العتق؟

قال: ببغضها والتجافي عنها.

قال: هذا ما لا يكون.

قال الراهب: أما إنه سيكون فبادر بالهرب منها قبل أن تسلبها.

قال: هل تعرفني؟

قال: نعم ! أنت ملك العرب مروان، تقتل في بلاد السودان، وتدفن بلا أكفان، فلولا أن الموت في طلبك لدللتك على موضع هربك.

قال بعض الناس: كان يقال في ذلك الزمان: يقتل ع بن ع بن ع م بن م بن م يعنون: يقتل عبد الله بن علي بن عباس بن مروان بن محمد بن مروان.

وقال بعضهم: جلس مروان يوما وقد أحيط به وعلى رأسه خادم له قائم، فقال مروان لبعض من يخاطبه: ألا ترى ما نحن فيه؟ لهفي على أيد ما ذكرت، ونعم ما شكرت، ودولة ما نصرت.

فقال له الخادم: يا أمير المؤمنين ! من ترك القليل حتى يكثر، والصغير حتى يكبر، والخفي حتى يظهر، وأخر فعل اليوم لغد، حل به أكثر من هذا.

فقال مروان: هذا القول أشد عليَّ من فقد الخلافة.

وقد قيل: إن مروان قتل يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة، سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وقد جاوز الستين وبلغ الثمانين، وقيل: إنما عاش أربعين سنة، والصحيح الأول.

وهو آخر خلفاء بني أمية به انقضت دولتهم.
 
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة​
===

في المحرم منها: وجَّه قحطبة بن شبيب ولده الحسن إلى قوميس لقتال نصر بن سيار، وأردفه بالأمداد، فخامر بعضهم إلى نصر ارتحل نصر فنزل الري، فأقام بها يومين ثم مرض فسار منها إلى همدان.

فلما كان بساوه قريبا من همدان توفي لمضي ثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من هذه السنة، عن خمس وثمانين سنة.

فلما مات نصر بن سيار تمكن أبو مسلم وأصحابه من بلاد خراسان، وقويت شوكتهم جدا، وسار قحطبة من جرجان، وقدَّم أمامه زياد بن زرارة القشيري، وكان قد ندم على اتباع أبي مسلم، فترك الجيش وأخذ جماعة معه وسلك طريق أصبهان ليأتي ابن ضبارة، فبعث قحطبة وراءه جيشا فقتلوا عامة أصحابه، وأقبل قحطبة وراءه فقدم قومس وقد افتتحها ابنه الحسن فأقام بها، وبعث ابنه بين يديه إلى الري، ثم ساق وراءه فوجده قد افتتحها، فأقام بها وكتب إلى أبي مسلم بذلك.

وارتحل أبو مسلم من مرو فنزل نيسابور واستفحل أمره، وبعث قحطبة بعد دخوله الري ابنه الحسن بين يديه إلى همدان، فلما اقترب منها خرج منها مالك بن أدهم وجماعة من أجناد الشام وخراسان، فنزلوا نهاوند، فافتتح الحسن همدان ثم سار وراءهم إلى نهاوند، وبعث إليه أبوه بالأمداد فحاصرهم حتى افتتحها.

وفي هذه السنة: مات عامر بن ضبارة، وكان سبب ذلك أن ابن هبيرة كتب إليه أن يسير إلى قحطبة وأمده بالعساكر، فسار ابن ضبارة حتى التقى مع قحطبة في عشرين ألفا، فلما تواجه الفريقان رفع قحطبة وأصحابه المصاحف ونادى المنادي: يا أهل الشام ! إنا ندعوكم إلى ما في هذا المصحف.

فشتموا المنادي وشتموا قحطبة، فأمر قحطبة أصحابه أن يحملوا عليهم، فلم يكن بينهم كبير قتال حتى انهزم أصحاب ابن ضبارة، واتبعهم أصحاب قحطبة فقتلوا منهم خلقا كثيرا، وقتلوا ابن ضبارة في العسكر لشجاعته فإنه لم يولي، وأخذوا من عسكرهم ما لا يحد ولا يوصف.

وفيها: حاصر قحطبة نهاوند حصارا شديدا حتى سأله أهل الشام الذين بها أن يمهل أهلها حتى يفتحوا له الباب، ففتحوا له الباب وأخذوا لهم منه أمانا، فقال لهم من بها من أهل خراسان: ما فعلتم؟

فقالوا: أخذنا لنا ولكم أمانا.

فخرجوا ظانين أنهم في أمان، فقال قحطبة للأمراء الذين معه: كل من حصل عنده أسير من الخراسانين فليضرب عنقه وليأتنا برأسه.

ففعلوا ذلك ولم يبق ممن كان هرب من أبي مسلم أحد، وأطلق الشاميين وأوفى لهم عهدهم وأخذ عليهم الميثاق أن لا يمالئوا عليه عدوا.

ثم بعث قحطبة أبا عون إلى شهر زور، عن أمر أبي مسلم في ثلاثين ألفا فافتتحها، وقتل نائبها عثمان بن سفيان.

وقيل: لم يقتل بل تحول إلى الموصل والجزيرة وبعث إلى قحطبة بذلك.

ولما بلغ مروان خبر قحطبة وأبي مسلم وما وقع من أمرهما، تحول مروان من حرَّان فنزل بمكان يقال له: الزاب الأكبر.

وفيها: قصد قحطبة في جيش كثيف نائب العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، فلما اقترب منه تقهقر ابن هبيرة إلى ورائه، وما زال يتقهقر إلى أن جاوز الفرات، وجاء قحطبة فجازها وراءه، وكان من أمرهما ما سنذكره في السنة الآتية إن شاء الله تعالى.
 

ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين ومائة
======


في المحرم منها: جاز قحطبة بن شبيب الفرات ومعه الجنود والفرسان العباسية ، وابن هبيرة مخيم على فم الفرات مما يلي الفلوجة، في خلقٍ كثيرٍ وجمٍ غفيرٍ، وقد أمده مروان بجنودٍ كثيرةٍ، وانضاف إليه كل من انهزم من جيش ابن ضبارة.

ثم إن قحطبة عدل إلى الكوفة ليأخذها، فاتبعه ابن هبيرة.

فلما كانت ليلة الأربعاء لثمان مضين من المحرم: اقتتلوا قتالا شديدا وكثر القتل في الفريقين، ثم ولى أهل الشام منهزمين واتبعهم أهل خراسان، وفقد قحطبة من الناس فأخبرهم رجل أنه قتل وأوصى أن يكون أمير الناس من بعده ولده الحسن، ولم يكن الحسن حاضرا، فبايعوا حميد بن قحطبة لأخيه الحسن وذهب البريد إلى الحسن ليحضر.

وقتل في هذه الليلة: جماعة من الأمراء.

والذي قتل قحطبة معن بن زائدة، ويحيى بن حصين.

وقيل: بل قتله رجل ممن كان معه آخذا بثائر ابني نصر بن سيار، فالله أعلم.

ووجد قحطبة في القتلى فدفن هنالك، وجاء الحسن بن قحطبة فسار نحو الكوفة، وقد خرج بها محمد بن خالد بن عبد الله القسري، ودعا إلى بني العباس وسوَّد، وكان خروجه ليلة عاشوارء لمحرم من هذه السنة، وأخرج عاملها من جهة ابن هبيرة، وهو: زياد بن صالح الحارثي، وتحول محمد بن خالد إلى قصر الإمارة فقصد حوثرة في عشرين ألفا من جهة ابن هبيرة، فلما اقترب من الكوفة أصحاب حوثرة يذهبون إلى محمد بن خالد فيبايعونه لبني العباس، فلما رأى حوثرة ذلك ارتحل إلى واسط.

ويقال: بل دخل الحسن بن قحطبة الكوفة، وكان قحطبة قد جعل في وصيته أن تكون وزارة الخلافة إلى أبي سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع الكوفي الخلال، وهو بالكوفة، فلما قدموا عليه أشار أن يذهب الحسن بن قحطبة في جماعة من الأمراء إلى قتال ابن هبيرة بواسط، وأن يذهب أخوه حميد إلى المدائن، وبعث البعوث إلى كل جانب يفتحونها، وفتحوا البصرة، افتتحها مسلم بن قتيبة لابن هبيرة، فلما قتل ابن هبيرة جاء أبو مالك عبد الله بن أسيد الخزاعي فأخذ البصرة لأبي مسلم الخراساني.

وفي هذه السنة ليلة الجمعة لثلاث عشرة حلت من ربيع الآخر: أخذت البيعة لأبي العباس السفاح، وهو: عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. قاله: أبو معشر وهشام الكلبي.

وقال الواقدي: في جمادى الأولى من هذه السنة، فالله أعلم.
 

ذكر مقتل إبراهيم بن محمد الإمام
=========


قد ذكرنا في سنة تسع وعشرين ومائة أن مروان اطلع على كتاب من إبراهيم الإمام إلى أبي مسلم الخرساني، يأمر فيه بأن لا يبقي أحدا بأرض خراسان ممن يتكلم بالعربية إلا أباده، فلما وقف مروان على ذلك سأل عن إبراهيم، فقيل له: هو في بالبلقاء.

فكتب إلى نائب دمشق أن يحضره فبعث نائب دمشق بريدا ومعه صفته ونعته، فذهب الرسول فوجد أخاه أبا العباس السفاح، فاعتقد أنه هو فأخذه فقيل له: إنه ليس به، إنما أخوه.

فدل على إبراهيم فأخذه وذهب معه بأم ولد كان يحبها، وأوصى إلى أهله أن يكون الخليفة من بعده أخوه أبو العباس السفاح، وأمرهم بالمسير إلى الكوفة، فارتحلوا من يومهم إليها، منهم أعمامه الستة وهم: عبد الله، وداود، وعيسى، وصالح، وإسماعيل، وعبد الصمد، بنوا علي، وأخواه: أبو العباس السفاح، ومحمد، ابنا محمد بن علي، وابناه: محمد، وعبد الوهاب، ابنا إبراهيم الإمام الممسوك، وخلق سواهم.

فلما دخلوا الكوفة أنزلهم أبو سلمة الخلال دار الوليد بن سعد، مولى بني هاشم، وكتم أمرهم نحوا من أربعين ليلة من القواد والأمراء، ثم ارتحل بهم إلى موضع آخر، ثم لم يزل ينقلهم من مكان إلى مكان حتى فتحت البلاد، ثم بويع للسفاح.

أما إبراهيم بن محمد الإمام فإنه سير به إلى أمير المؤمنين في ذلك الزمان مروان بن محمد وهو بحرَّان فحبسه، وما زال في السجن إلى هذه السنة، فمات في صفر منها في السجن، عن ثمان وأربعين سنة.

وقيل: إنه غمّ بمرققة وضعت على وجهه حتى مات عن إحدى وخمسين سنة، وصلى عليه رجل يقال له: بهلول بن صفوان.

وقيل: إنه هدم عليه بيت حتى مات.

وقيل: بل سقي لبنا مسموما فمات.

وقيل: إن إبراهيم الإمام شهد الموسم عام إحدى وثلاثين، واشتهر أمره هنالك لأنه وقف في أبهة عظيمة، ونجائب كثيرة، وحرمة وافرة، فأنهى أمره إلى مروان وقيل له: إن أبا مسلم يدعو الناس إلى هذا ويسمونه الخليفة.

فبعث إليه في المحرم من سنة ثنتين وثلاثين وقتله في صفر من هذه السنة، وهذا أصح مما تقدم.

وقيل: إنما أخذه من الكوفة لا من حميمة البلقاء، فالله أعلم.

وقد كان إبراهيم هذا كريما وجوادا له فضائل وفواضل.

وروى الحديث عن: أبيه، عن جده، وأبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنيفة.

وعنه: أخواه عبد الله السفاح، وأبو جعفر عبد الله المنصور، وأبو سلمة عبد الرحمن بن مسلم الخراساني، ومالك بن هاشم.

ومن كلامه الحسن: الكامل المروءة من أحرز دينه، ووصل رحمه، واجتنب ما يلام عليه.
 

خلافة أبي العباس السفاح
=======


لما بلغ أهل الكوفة مقتل إبراهيم بن محمد، أراد أبو سلمة الخلال أن يحول الخلافة إلى آل علي بن أبي طالب، فغلبه بقية النقباء والأمراء، وأحضروا أبا العباس السفاح وسلموا عليه بالخلافة، وذلك بالكوفة، وكان عمره إذ ذاك ستا وعشرين سنة.

وكان أول من سلم عليه بالخلافة: أبو سلمة الخلال، وذلك ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر من هذه السنة، فلما كان وقت صلاة الجمعة خرج السفاح على برذون أبلق، والجنود ملبسة معه، حتى دخل دار الإمارة، ثم خرج إلى المسجد الجامع وصلى بالناس، ثم صعد المنبر وبايعه الناس وهو على المنبر في أعلاه، وعمه داود بن علي واقف دونه بثلاث درج.

وتكلم السفاح، وكان أول ما نطق به أن قال: الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه دينا، وكرمه وشرفه وعظمه، واختاره لنا، وأيده بنا، وجعلنا أهله وكهفه والقوام به والذابين عنه والناصرين له، وألزمنا كلمة التقوى وجعلنا أحق بها وأهلها، خصنا برحم رسول الله وقرابته، ووضعنا بالإسلام وأهله في الموضع الرفيع، وأنزل بذلك على أهل الإسلام كتابا يتلى عليهم فقال تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا } [الأحزاب: 33] .

وقال: { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى: 23]

وقال: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214] .

وقال: { مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ } [الحشر: 7] الآية.

فأعلمهم عز وجل فضلنا وأوجب عليهم حقنا ومودتنا، وأجزل من الفيء والغنيمة نصيبنا تكرمة لنا، وتفضلة علينا، والله ذو الفضل العظيم.

وزعمت السبابية الضلال أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا، فشاهت وجوههم.

أيها الناس ! بنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم، ونصرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلكتهم، وأظهر بنا الحق وأدحض بنا الباطل، وأصلح بنا منهم ما كان فاسدا، ورفع بنا الخسيسة، وأتم النقيصة وجمع الفرقة، حتى عاد الناس بعد العداوة أهل تعاطف وبر ومواساة في دنياهم، وإخوانا على سرر متقابلين في أخراهم، فتح الله علينا ذلك منَّة ومنحة بمحمد ، فلما قبضه إليه قام بذلك الأمر بعده أصحابه، وأمرهم شورى بينهم، فحووا مواريث الأمم فعدلوا فيها، ووضعوها مواضعها، وأعطوها أهلها، وخرجوا خماصا منها.

ثم وثب بنو حرب ومروان فابتزوها لأنفسهم، وتداولوها.

فجاروا فيها واستأثروا بها، وظلموا أهلها، فأملى الله لهم حينا { فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } [الزخرف: 55] ، فانتزع منهم ما بأيديهم بأيدينا، ورد الله علينا حقنا، وتدارك بنا أمتنا، وتولى أمرنا والقيام بنصرنا ليمنَّ بنا على الذين استضعفوا في الأرض، وختم بنا كما افتتح بنا، وإني لأرجو أن لا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير، ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح، وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله.

يا أهل الكوفة ! أنتم محل محبتنا ومنزل مودتنا، وأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا، وقد زدتكم في أعطياتكم مائة درهم، فاستعدوا فأنا السفاح الهائج والثائر المبير.

وكان به وعك فاشتد عليه حتى جلس على المنبر، ونهض عمه داود فقال: الحمد لله شكرا الذي أهلك عدونا، وأصار إلينا ميراثنا من بيتنا.

أيها الناس ! الآن انقشعت حنادس الظلمات وانكشف غطاؤها، وأشرقت أرضها وسماؤها، فطلعت شمس الخلافة من مطلعها، ورجع الحق إلى نصابه، إلى أهل نبيكم أهل الرأفة والرحمة والعطف عليكم.

أيها الناس ! إنا والله ما خرجنا لهذا الأمر لنكنز لجينا ولا عقيانا، ولا لنحفر نهرا ولا لنبني قصرا، ولا لنجمع ذهبا ولا فضة، وإنما أخرجتنا الأنفة من انتزاع حقنا والغضب لبني عمنا، ولسوء سيرة بني أمية فيكم، واستذلالهم لكم، واستئثاركم بفيئكم وصدقاتكم، فلكم علينا ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس، أن نحكم فيكم بما أنزل الله، ونعمل بكتاب الله، ونسير في العامة والخاصة بسيرة رسول الله.

تبا تبا لبني أمية وبني مروان، آثروا العاجلة على الآجلة، والدار الفانية على الدار الباقية، فركبوا الآثام وظلموا الأنام، وارتكبوا المحارم، وغشوا الجرائم، وجاروا في سيرتهم في العباد، وسنتهم في البلاد التي بها استلذوا تسربل الأوزار، وتجلبب الآصار، ومرحوا في أعنة المعاصي، وركضوا في ميادين الغي، جهلا منهم باستدراج الله، وعميا عن أخذ الله، وأمنا لمكر الله، فأتاهم بأس الله بياتا وهم نائمون، فأصبحوا أحاديث ومزقوا كل ممزق، فبعدا للقوم الظالمين.

وأدان الله من مروان، وقد غره بالله الغرور، أرسل عدو الله في عنانه حتى عثر جواده في فضل خطامه، أظنَا عدو الله أن لن يقدر عليه أحد؟ فنادى حزبه وجمع جنده، ورمى بكتائبه، فوجد أمامه ووراءه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته من مكر الله وبأسه ونقمته ما أمات باطله، ومحق ضلاله، وأحل دائرة السوء به، وأحاط به خطيئته، ورد إلينا حقنا وآوانا.

أيها الناس ! إن أمير المؤمنين نصره الله نصرا عزيزا، إنما عاد إلى المنبر بعد صلاة الجمعة لأنه كره أن يخلط بكلام الجمعة غيره، وإنما قطعه عن استتمام الكلام شدة الوعك، فادعوا الله لأمير المؤمنين بالعافية، فقد أبدلكم الله بمروان عدو الرحمن، وخليفة الشيطان، المتبع للسفلة الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، المتوكل على الله، المقتدي بالأبرار الأخيار الذين أصلحوا الأرض بعد فسادها بمعالم الهدى، ومناهج التقى.

قال: فعج الناس له بالدعاء، ثم قال: واعلموا يا أهل الكوفة ! أنه لم يصعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين هذا - وأشار بيده إلى السفاح - واعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج عنا، حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم عليه السلام، والحمد لله رب العالمين على ما أبلانا وأولانا.

ثم نزل أبو العباس وداود حتى دخلا القصر، ثم دخل الناس يبايعون إلى العصر، ثم من بعد العصر إلى الليل.

ثم إن أبا العباس خرج فعسكر بظاهر الكوفة واستخلف عليها عمه داود، وبعث عمه عبد الله بن علي إلى أبي عون بن أبي يزيد، وبعث ابن أخيه عيسى بن موسى إلى الحسن بن قحطبة، وهو يومئذ بواسط يحاصر ابن هبيرة، وبعث يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس إلى حميد بن قحطبة بالمدائن، وبعث أبا اليقظان عثمان بن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر إلى بسام بن إبراهيم بن بسام بالأهواز، وبعث سلمة بن عمرو بن عثمان إلى مالك بن الطواف.

وأقام هو بالعسكر أشهرا، ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية في قصر الإمارة، وقد تنكر لأبي سلمة الخلال، وذلك لما كان بلغه عنه من العدول بالخلافة عن ابن العباس إلى آل علي بن أبي طالب، والله سبحانه وتعالى أعلم.
 
مقتل مروان بن محمد بن مروان
============


آخر خلفاء بني أمية، وتحول الخلافة إلى بني العباس مأخوذة من قوله تعالى: { وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ } [البقرة: 247] ، وقوله: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ } [آل عمران: 26] الآية.

وقد ذكرنا أن مروان لما بلغه خبر أبي مسلم وأتباعه وما جرى بأرض خراسان، تحول من حران فنزل على نهر قريب من الموصل، يقال له: الزاب من أرض الجزيرة الفراتية ثم لما بلغه أن السفاح قد بويع له بالكوفة والتفت عليه الجنود، واجتمع له أمره، شق عليه جدا، وجمع جنوده فتقدم إليه أبو عون بن أبي يزيد في جيش كثيف وهو أحد أمراء السفاح، فنازله على الزاب وجاءته الأمداد من جهة السفاح، ثم ندب السفاح الناس ممن يلي القتال من أهل بيته، فأنتدب له عبد الله بن علي فقال: سر على بركة الله.

فسار في جنود كثيرة فقدم على أبي عون فتحول له أبو عون عن سرادقه وخلاه له وما فيه، وجعل عبد الله بن علي على شرطته حياش بن حبيب الطائي، ونصير بن المحتفز، ووجه أبو العباس موسى بن كعب في ثلاثين رجلا على البريد إلى عبد الله بن علي يحثه على مناجزة مروان، والمبادرة إلى قتاله ونزاله قبل أن تحدث أمور، وتبرد نيران الحرب.

فتقدم عبد الله بن علي بجنوده حتى واجه جيش مروان، ونهض مروان في جنوده وتصافَّ الفريقان في أول النهار، ويقال: إنه كان مع مروان يومئذ مائة ألف وخمسون ألفا.

ويقال: مائة وعشرون ألفا، وكان عبد الله بن علي في عشرين ألفا.

فقال مروان لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: إن زالت الشمس يومئذ ولم يقاتلونا كنا نحن الذين ندفعها إلى عيسى بن مريم، وإن قاتلونا قبل الزوال فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ثم أرسل مروان إلى عبد الله بن علي يسأله الموادعة، فقال عبد الله: كذب ابن زريق، لا تزول الشمس حتى أوطئه الخيل، إن شاء الله.

وكان ذلك يوم السبت لإحدى عشر ليلة خلت من جمادى الآخرة من هذه السنة، فقال مروان: قفوا لا تبتدئون بقتال.

وجعل ينظر إلى الشمس فخالفه الوليد بن معاوية بن مروان - وهو: ختن مروان على ابنته - فحمل، فغضب مروان فشتمه فقاتل أهل الميمنة فأنحاز أبو عون إلى عبد الله بن علي، فقاتل موسى بن كعب لعبد الله بن علي، فأمر الناس فنزلوا ونودي: الأرض الأرض.

فنزلوا وأشرعوا الرماح وجثوا على الركب وقاتلوهم، وجعل أهل الشام يتأخرون كأنما يدفعون، وجعل عبد الله يمشي قدما، وجعل يقول: يا رب حتى متى نقتل فيك؟

ونادى يا أهل خراسان ! يا شارات إبراهيم الإمام، يا محمد يا منصور، واشتد القتال جدا بين الناس، فلا تسمع إلا وقعا كالمرازب على النحاس، فأرسل مروان إلى قضاعة يأمرهم بالنزول فقالوا: قل لبني سليم فلينزلوا.

وأرسل إلى السكاسك أن احملوا فقالوا: قل لبني عامر أن يحملوا.

فأرسل إلى السكون أن احملوا فقالوا: قل إلى غطفان فليحملوا.

فقال لصاحب شرطته: انزل.

فقال: لا ! والله لا أجعل نفسي غرضا.

قال: أما والله لأسوءنك.

قال: وددت لو قدرت على ذلك.

ويقال: أنه قال ذلك لابن هبيرة.

قالوا: ثم انهزم أهل الشام واتبعتهم أهل خراسان في أدبارهم يقتلون ويأسرون، وكان من غرق من أهل الشام أكثر ممن قتل وكان في جملة من غرق إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك المخلوع، وقد أمر عبد الله بن علي بعقد الجسر، واستخراج من غرق في الماء، وجعل يتلو قوله تعالى: { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } [البقرة: 50] .

وأقام عبد الله بن علي في موضع المعركة سبعة أيام، وقد قال رجل من ولد سعيد بن العاص في مروان وفراره يومئذ:

لج الفرار بمروان فقلت له * عاد الظلوم ظليما همه الهرب

أين الفرار وترك الملك إذ ذهبت * عنك الهوينا فلا دين ولا حسب

فراشة الحلم فرعون العقاب وإن * تطلب نداه فكلب دونه كلب

واحتاز عبد الله ما في معسكر مروان من الأموال والأمتعة والحواصل، ولم يجد فيه امرأة سوى جارية كانت لعبد الله بن مروان، وكتب إلى أبي العباس السفاح بما فتح الله عليه من النصر، وما حصل لهم من الأموال.

فصلى السفاح ركعتين شكرا لله عز وجل، وأطلق لكل من حضر الوقعة خمسمائة خمسمائة، ورفع في أرزاقهم إلى ثمانين، وجعل يتلو قوله: { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ } [البقرة: 249] الآية.
 
التعديل الأخير:

لما انهزم مروان بن محمد ((أخر خلفاء بني أمية في معركة الزاب أمام جند العباسيين بقيادة عبدالله بن علي العباسي ))سار لا يلوي على أحد، فأقام عبد الله بن علي في مقام المعركة سبعة أيام، ثم سار خلفه بمن معه من الجنود، وذلك عن أمر السفاح له بذلك.

فلما مر مروان بحران اجتازها وأخرج أبا محمد السفياني من سجنه، واستخلف عليها أبان بن يزيد - وهو ابن أخته، وزوج ابنته أم عثمان - فلما قدم عبد الله على حران خرج إليه أبان بن يزيد مسوِّدا فأمنه عبد الله بن علي وأقره على عمله، وهدم الدار التي سجن فيها إبراهيم الإمام، واجتاز مروان قنسرين قاصدا حمص، فلما جاءها خرج إليه أهلها بالأسواق والمعايش، فأقام بها يومين أو ثلاثة ثم شخص منها، فلما رأى أهل حمص قلة من معه اتبعوه ليقتلوه ونهبوا ما معه، وقالوا: مرعوب مهزوم.

فأدركوه بواد عند حمص فأكمن لهم أميرين، فلما تلاحقوا بمروان عطف عليهم فنانشدهم أن يرجعوا فأبوا إلا مقاتلته، فثار القتال بينهم وثار الكمينان من ورائهم، فانهزم الحمصيون، وجاء مروان إلى دمشق وعلى نيابتها من جهته زوج ابنته الوليد بن معاوية بن مروان فتركه بها واجتاز عنها قاصدا إلى الديار المصرية، وجعل عبد الله بن علي لا يمر ببلد وقد سوِّدوا فيبايعونه ويعطهيم الأمان.

ولما وصل إلى قنسرين وصل إليه أخوه عبد الصمد بن علي في أربعة آلاف، وقد بعثهم السفاح مددا له، ثم سار عبد الله حتى أتى حمص، ثم سار منها إلى بعلبك، ثم منها حتى أتى دمشق من ناحية المزة فنزل بها يومين أو ثلاثة، ثم وصل إليه أخوه صالح بن علي في ثمانية آلاف مددا من السفاح، فنزل صالح بمرج عذراء.





حصار دمشق من قبل العباسيين
===



ولما جاء عبد الله بن علي دمشق نزل على الباب الشرقي، ونزل صالح أخوه على باب الجابية، ونزل أبو عون على باب كيسان، ونزل بسام على الباب الصغير، وحميد بن قحطبة على باب توما، وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد على باب الفراديس، فحاصرها أياما ثم افتتحها يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان هذه السنة، فقتل من أهلها خلقا كثيرا وأباحها ثلاث ساعات، وهدم سورها.

ويقال: إن أهل دمشق لما حاصرهم عبد الله اختلفوا فيما بينهم، ما بين عباسي وأموي، فاقتتلوا فقتل بعضهم بعضا، وقتلوا نائبهم ثم سلموا البلد، وكان أول من صعد السور من ناحية الباب الشرقي رجل يقال له: عبد الله الطائي، ومن ناحية الباب الصغير بسام بن إبراهيم، ثم أبيحت دمشق ثلاث ساعات حتى قيل: إنه قتل بها في هذه المدة نحوا من خمسين ألفا.

وذكر ابن عساكر في ترجمة عبيد بن الحسن الأعرج من ولد جعفر بن أبي طالب، وكان أميرا على خمسة آلاف مع عبد الله بن علي في حصار دمشق، أنهم أقاموا محاصريها خمسة أشهر.

وقيل: مائة يوم.

وقيل: شهرا ونصفا.

وأن البلد كان قد حصنه نائب مروان تحصينا عظيما، ولكن اختلف أهلها فيما بينهم بسبب اليمانية والمضرية، وكان ذلك بسبب الفتح، حتى إنهم جعلوا في كل مسجد محرابين للقبلتين حتى في المسجد الجامع منبرين، وإمامين يخطبان يوم الجمعة على المنبرين، وهذا من عجيب ما وقع، وغريب ما اتفق، وفظيع ما أحدث بسبب الفتنة والهوى والعصبية، نسأل الله السلامة والعافية.







ترجمة ابن عساكر لاقتحام دمشق واستباحتها وقتل اهلها وتحويل المسجد الأموي لاسطبل ونبش القبور
===


وقد بسط ذلك ابن عساكر في هذه الترجمة المذكورة، وذكر في ترجمة محمد بن سليمان بن عبد الله النوفلي قال: كنت مع عبد الله بن علي أول ما دخل دمشق، دخلها بالسيف، وأباح القتل فيها ثلاث ساعات، وجعل جامعها (( الجامع الأموي)) سبعين يوما إسطبلا لدوابه وجماله،

ثم نبشو قبور بني أمية ، ونبش قبر عبد الملك بن مروان فوجد جمجمته، وكان يجد في القبر العضو بعد العضو، إلا هشام بن عبد الملك فإنه وجده صحيحا لم يبل منه غير أرنبة أنفه، فضربه بالسياط وهو ميت وصلبه أياما ثم أحرقه ودقَّ رماده ثم ذره في الريح، وذلك أن هشاما كان قد ضرب أخاه محمد بن علي، حين كان قد اتهم بقتل ولد له صغير، سبعمائة سوط، ثم نفاه إلى الحميمة بالبلقاء.

قال: ثم تتبع عبد الله بن علي بني أمية من أولاد الخلفاء وأنصارهم وغيرهم، فقتل منهم في يوم واحد اثنين وتسعين ألفا عند نهر بالرملة، وبسط عليهم الأنطاع ومد عليهم سماطا فأكل وهم يختلجون تحته، وهذا من الجبروت والظلم الذي يجازيه الله عليه، وقد مضى ولم يدم له ما أراده ورجاه، كما سيأتي في ترجمته.

وأرسل امرأة هشام بن عبد الملك وهي: عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية صاحبة الخال، مع نفر من الخراسانية إلى البرية ماشية حافية حاسرة على وجهها وجسدها وثيابها ثم قتلوها.

ثم أحرق ما وجد من عظم ميت منهم.

وأقام بها عبد الله خمسة عشر يوما.








مقتل مروان بن محمد في مصر
==



فسار صالح يطلب مروان في ذي القعدة من هذه السنة، ومعه أبو عمرو عامر بن إسماعيل، فنزل على ساحل البحر وجمع ما هناك من السفن وبلغه أن مروان قد نزل الفرما، وقيل: الفيوم.

فجعل يسير على الساحل والسفن تقاد معه في البحر حتى أتى العريش، ثم سار حتى نزل على النيل ثم سار إلى الصعيد فعبر مروان النيل وقطع الجسر وحرق ما حوله من العلف والطعام، ومضى صالح في طلبه.

فالتقى بخيل لمروان فهزمهم، ثم جعل كلما التقوا مع خيل لمروان يهزمزنهم حتى سألوا بعض من أسروا عن مروان فدلهم عليه، وإذا به في كنيسة أبو صير فوافوه من آخر الليل، فانهزم من معه من الجند وخرج إليهم مروان في نفر يسير معه فأحاطوا به حتى قتلوه، طعنه رجل من أهل البصرة يقال له: معود، ولا يعرفه حتى قال رجل: صرع أمير المؤمنين.

فابتدره رجل من أهل الكوفة كان يبيع الرمان فاحتز رأسه، فبعث به عامر بن إسماعيل أمير هذه السرية إلى أبي عون، فبعث به أبو عون إلى صالح بن علي فبعث به صالح مع رجل يقال له: خزيمة بن يزيد بن هانئ كان على شرطته، لأمير المؤمنين السفاح.

وكان مقتل مروان يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة، وقيل: يوم الخميس لست مضين منها سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وكانت خلافته خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام على المشهور.

واختلفوا في سنه، فقيل: أربعون سنة.

وقيل: ست، وقيل: ثمان وخمسون سنة.

وقيل: ستون.

وقيل: اثنتان، وقيل: ثلاث، وقيل: تسع وستون سنة.

وقيل: ثمانون، والله أعلم

===
===

البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي+ تاريخ دمشق لابن عساكر
 
الامام الأوزاعي و سفاح دمشق عبد الله بن علي العباسي
====


عبد بن علي العباس دمشق، قتل في ساعة واحدة خمسين ألفاً من المسلمين، وأدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي الجامع الكبير، ثم جلس للناس وقال للوزراء: هل يعارضني أحد؟ قالوا: لا.

قال: هل ترون أحداً سوف يعترض عليّ؟

قالوا: إن كان فـالأوزاعي - والأوزاعي محدّث فحل، أمير المؤمنين في الحديث، أبو عمرو، كان زاهداً عابداً، من رواة ومسلم –

قال: فأتو...ني به،

فذهب الجنود للأوزاعي فما تحرك من مكانه، قالوا: يُريدك عبد بن علي،

قال: "حسبنا ونعم الوكيل"، انتظروني قليلاً، فذهب فاغتسل، ولبس أكفانه تحت الثياب؛ لأنه يعرف أن المسألة موت أحمر، وقتل ودماء. ثم قال لنفسه: الآن آن لك يا أوزاعي أن تقول كلمة الحق، لا تخشى في لومة لائم. فدخل على هذا السلطان الجبار.

قال وهو يصف القصة: فدخلت فإذا أساطين من الجنود -صفَّان-،قد سلُّوا السيوف، فدخلت من تحت السيوف؛ حتى بلغت إليه، وقد جلس على سرير، وبيده خيزران، وقد انعقد جبينه عقدة من الغضب، قال: فلما رأيته، والله الذي لا إله إلا هو؛ كأنه أمامي ذباب.. ، قال: فما تذكرت أحداً لا أهلاً، ولا مالاً، ولا زوجة، وإنما تذكرت عرش إذا برز للناس يوم الحساب،

فسلمتُ عليه، فلم يردّ، ونكت بتلك الخيرزانة التي في يده، ثم قال: يا أوزاعي، ما ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد، أجهادًا ورباطًا هو؟

فقلتُ: أيها الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".

فنكت بالخيزرانة أشد مما كان ينكت

قال: فرفع بصره وبه غضب عليّ ما به عليم، قال: يا أوزاعي، ما تقول في الدماء التي أرقناها وأهرقناها؟

قال الأوزاعي: حدّثنا فلان، قال: حدثنا ابن مسعود، أن رسول صلى عليه وسلم قال: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّاني، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ»فإن كان من قتلتهم من هؤلاء فقد أصبت، وإن لم يكونوا منهم فدماؤهم في عنقك.

قال: فنكتَ بالخيزران ورفعت عمامتي أنتظر السيف، ورأيت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونها عن الدم.قال: وما رأيك في الأموال التي أخذناها؟

قال الأوزاعي: إن كانت حلالاً فحساب، وإن كانت حراماً فعقاب!!


قال: ألا نولّيك القضاء؟

فقلتُ: إن أسلافك لم يكونوا يشقون علي في ذلك، وإني أحب أن يتم ما ابتدأوني به من الإحسان.

قال الأوزاعي: لا أريد المال، قال: فغمزني أحد الوزراء، يعني خذها، لأنه يريد أدنى علة ليقتل، قال: فأخذ الكيس ووزَّعه على الجنود وهويخرج، حتى بقي الكيس فارغاً، فرمى به وخرج،

فلما خرج قال: "حسبنا ونعم الوكيل، قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا" (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران:174].
 
هذه ابيات شعر من نصر بن سيار اخر ولاة الأمويين على خراسان يحذر فيها من نهاية مجد العرب :


كان نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان لما استغاث بآخر خلفاء بني أمية في دمشق مروان بن محمد. وأخبره بغوائل الفتنة القائمة ودواهي الكارثة القادمة، إن لم ينجده بمدد من عنده. فكتب ينذره ويحذره شعراً:

أرى تحت الرماد وميض جمر**** ويوشك أن يكون له ضرام

فإن النـار بالـعـوديـن تُـذكــى **** وإن الحرب مبدؤها كلام

فإن لم يطفها عقلاء قوم **** يكون وقودها جثث وهام

فقلت من التعجب ليت شعري **** أأيقاظ أمية أم نيام

فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ **** وإن رقدت فاني لا أُلام

فإن يك أصبحوا وثووا نياماً **** فقل قوموا فقد حان القيام

ففرّي عن رحالك ثم قولي **** على الإسلام والعرب السلام


ولكن الاقتتال بين القيسية واليمانية حصل في نفس الفترة وانشغل الخليفة عن نصرة واليه نصر بن سيار. وعندما قطع الأمل وفقد الرجاء فأخذ يبث همومه وشجونه إلى العرب في المدينة بمرو عاصمة خراسان ، محاولاً أن يستثمر نخوتهم الدينية وعزتهم القومية وناشدهم أن يكفوا عن الاقتتال فيما بينهم وأن يجتمعوا على كلمة سواء، توحد سواعدهم وقلوبهم للوقوف بوجه الخطر العباسي بقيادة ابو مسلم الخراساني الذي أصبح يهدد وجودهم ومصيرهم فكتب يقول شعراً:


أبلغ ربيعة في مرو وإخوتها **** أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضبُ

ما بالكم تلقمون الحرب بينكم **** كأن أهل الحجا عن فعلكم غُيُبُ

وتتركون عدواً قد أظلكم **** فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ

ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم **** ولا صميم الموالي إن هُمُ نُسبوا

قوم يدينون ديناً ما سمعت به **** عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ

مَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم****فإن دينهم أن تُقتلَ العربُ



وحسب تاريخ الملوك للطبري والتاريخ السياسي للدولة الأموية فقد قتل نحو 600000 مسلم جلهم من العرب في خراسان وفارس والعراق والشام والجزيرة الفراتية على يد جند واتباع أبو مسلم الخراساني وصالح بن علي وداوود بن علي وعبدالله بن علي والسفاح والمنصور في سبيل قياد الدولة العباسية
 


قال الامام الحافظ شمس الدين الذهبي صاحب سير اعلام النبلاء وتلميذ شيخ الاسلام ابن تيمية(( كان أبو مسلم بلاء عظيما على عرب خراسان ، فإنه أبادهم بحد السيف ))



كما يقول الذهبي ( فرحنا بمصير الأمر إليهم أي العباسيين ، ولكن والله ساءنا ما جرى لما جرى من سيول الدماء ، والسبي ، والنهب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فالدولة الظالمة مع الأمن وحقن الدماء ، ولا دولة عادلة تنتهك دونها المحارم ، وأنى لها العدل ؟ بل أتت دولة أعجمية ، خراسانية ، جبارة ، ما أشبه الليلة بالبارحة . ))



==



قال إبراهيم الصائغ أحد المعاصرين لنشوء الدولة العباسية في خراسان: لما رأيت العرب وصنيعها خفت ألا يكون لله فيهم حاجة ، فلما سلط الله عليهم أبا مسلم الخراساني ، رجوت أن تكون لله فيهم حاجة .


==

 

ههههههههه

الجميع يتسابق لنسبتنا نحن الفينيقيين لقومه ..فمنهم من ينسبنا لسيناء مثل الدكتور جيرارد هيرم حيث يعتبر سيناء موطن الأبجدية الكنعانية والمستقر الطويل للكنعانيين واخر ربطنا شمال افريقيا واخر لمملكة دلمون شرق الخليج واخر لسواحل البحر الأحمر واخر ينسبنا لسواحل بحر قزوين واخر ينسبنا لبلاد القوقاز ....وكل يحتج بحجة ودليل ...ومنهم من يعتبرنا ساميين واخر يعتبرنا من نسل كنعان بن حام وغيرهم الكثير ..

ومنهم من قال ان المدن الفينيقية في الشام مثل اوغاريت وصور وجبيل ( بيبلوس ) وارواد أقدم من الاثار المشابهة لها في الجزيرة العربية


لا يهم ايا كان الموطن الرئيسي فقد خرجنا منه قبل أكثر من 6000 سنة وتركنا للوافدين السكن فيه ..كلنا من أدم وادم من تراب

مالعالم يتسابق علينا ...فأيا كان وهذا مقدار عظمتنا وقوتنا والانبهار بحضارتنا والكل يريد الاقتباس من نورنا ونسبه لهم ولكن المهم نحن لاتطغى قوميتنا وعصبيتنا الفينيقية الكنعانية ..وطول فترة حضارتنا السابقة كانت عيوننا واعمالنا نحو البحر وفتح البلاد الغربية ..

صحيح هزمنا على يد الاسكندر المقدوني 333 ق.م واندثرت اخر ممالكنا وحرق اللاذقية الثاني ( لاليش ) لكن بقينا كشعب خرج لجبال اللاذقية وقام ببعض حرب العصابات ..و بعد وفاته نجحنا بشق صف جنده ودفعنا القائد سلوقس لكسر عصا الطاعة عن بطليموس وشق امبراطورية الاسكندر الى شقين سلوقي وبطلمي واجبرناه على اعادة بناء اللاذقية الثالثة ( لاوذكيا) و بنى انطاكية وافاميا بحماة و قام بـ تحصين ارواد وطرطوس وطرابلس وبيبلوس وصور

بالنهاية اعتنقنا الاسلام واعتبرنا انفسنا من امة الاسلام لافرق بين عربي سامي كنعاني ام فينيقي وغيرهم عن عربي متعرب او عربي مستعرب او تركي او فارسي او رومي او كردي او موالي او غيرهم الا بالتقوى ..وبالقبور ويوم القيامة لن نسأل عن عرقنا ولن تكون الجنة والنار للعرق والنسب والحسب ...



اخيراً ... المغول من اقارب التركمان ... وليسو تركمان ...اما جيش جنكيز خان الذي اقام اكبر امبراطورية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً فكان خليطاً من المغول والتتار والترك ( الوثنيين منهم ) ولكن قيادته كان مغولية بغالبها ....وبطريقهم قتلو الوف الترك المسلمين ..وللمصادفة من تصدى وهزم الحملة المغولية التترية كان الاتراك المسلمين مثل قطز وبيبرس وقلاوون وغيرهم من الكتائب المملوكية التركية المسلمة مع شعوب الشامية والمصرية والمتطوعين ...


واخيراً فتح عمورية ايام المعتصم فكان جنده بغالبه الترك المسلمين ...وهو اول من استخدمهم وبنى لهم سامراء



من يربط بين الكنعانيين والفينقيين وعرب الجزيرة العربية لسنا نحن فقط بل المؤرخين السوريين وغير السوريين والبحوث والدراسات في هذا الأمر لاحصر لها .
من المؤرخين السوريين الذين تحدثوا عن هذا الأمر الدكتور أحمد داوود في عدة مؤلفات منها كتاب العرب والساميون واليهود . انصحك بقراءته.
فالموضوع ليس محاولة من عرب الجزيرة العربية لنسب الفينيقيين لهم بل ان السوريين أنفسهم يعتبرون الفينيقيين والكنعانيين جزء من العرب فالأصل أعظم وأشمل من الفرع بدليل انك تتحدث بلساننا وأسماء مدنكم عربية صور جبيل اور سليم او اورشليم كلها اسماء عربية منذ نشأتها.
وعرب الجزيرة العربية الغالبية الساحقة منهم عرب اقحاح ليسوا وافدين بل هم الأصل قبل الهجرات القديمة خارج حدود الجزيرة العربية وهم امة لها حضارة ضاربة في عمق التاريخ من زمن عاد وثمود وماتلاهما من حضارات .
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى