بسم الله الرحمن الرحيم أصدر مركز الاستخبارات الوطني للطيران والفضاء الأميركي مؤخراً تقريره الجديد عن "تهديدات الصواريخ الباليستية والجوالة"، وهو التقرير رقم (20) ضمن سلسلة منشورات "وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخي والفضائي الأميركية". التقرير يصدر تقريباً كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وكان آخر تقرير صدر في عام 2014 وسبق قمنا بترجمته وإضافته بالمنتدى وتجدونه هــــنــــــا. والتقرير الجديد يتضمن معلومات عن التقنيات الحديثة في الصواريخ الباليستية والجوالة وأهمها ما يتعلق بالمركبات العائدة (RV) و (MIRV) و (MaRV)، ومركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة Hypersonic Glide Vehicles والتي تعرف بمركبات (HGV)، ومركبات (HV). اللافت للنظر أن في التقرير الجديد لهذا العام (2017) ادخلوا مصطلح جديد لنطاقات أو مديات الصواريخ الباليستية وهو "الصواريخ الباليستية ذات المدى القريب" Close-Range Ballistic Missiles أو صاروخ باليستي قريب المدى (CRBM). وتم اعتماد هذا المصطلح الجديد للصواريخ الباليستية التي مداها أقل من 300 كلم. وقد قمت بالتواصل مع أحد الخبراء العسكريين الأميركيين عبر حسابه على تويتر وأبديت له ملاحظتي عن المصطلح الجديد الذي ورد في تقرير "وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخية والفضائية الأميركية" وأكد لي بأن ملاحظتي صحيحة وأن المصطلح جديد تم اعتماده مؤخراً. وبحثت في المواقع العسكرية العربية ولم أجد أي ذكر لهذا المصطلح الجديد. وبذلك يكون منتدانا أول موقع عسكري عربي يدرج هذا المصطلح الجديد ضمن محتواه. تمنياتي لكم بقراة ممتعة ومفيدة ومناقشة مُثرية وغنية.
التقرير الجديد (2017) تهديدات الصواريخ الباليستية والجوالة
ترجمة: عبير البحرين
أعد هذا التقرير: مركز الاستخبارات الوطني للطيران و الفضاء الأميركي
بمساهمات بارزة من:
وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخية والفضائية الأميركية و مكتب الاستخبارات البحرية الأميركية
النتائج الرئيسية
تعد أنظمة الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة أسلحة جاذبة للعديد من الدول، وترى الكثير من الدول هذه الصواريخ بأنها أسلحة غير مكلفة فضلاً عن كونها أحد رموز القوة الوطنية. وتمثل هذه الأسلحة تهديداً في الحروب غير النظامية ضد القوات الأميركية. إن الكثير من الصواريخ الباليستية والجوالة تكون مزودة بأسلحة الدمار الشامل. غير أن أنواعاً عديدة من الصواريخ الباليستية والفذائف الصاروخية الجوالة قد حققت تحسناً كبيراً في الدقة التي تسمح لاستخدامها بفعالية مع الرؤوس الحربية التقليدية. هذه الأسلحة دقيقة للغاية يمكن استخدامها في (A2/AD)، "منع الولوج" (A2 - Anti-Access) / "المنطقة المحرّمة" (AD - Area Denial)، أثناء عمليات أو تدخّل القوات في أي مسرح أو بقعة نزاع. ويشير المصطلح A2/AD إلى القدرات المصممة لردع أو مواجهة قوات الخصم من الانتشار إلى أو العمل ضمن مساحة محددة، والمصطلح من ضمن "استراتيجية الولوج العملياتي" المصممة للحد من حرية عمل القوات المعادية وتحرّكها باستخدام الأسلحة المختلفة في منطقة العمليات العسكرية نفسها، أو القريبة منها.
ولعدة سنوات قامت كوريا الشمالية بتطوير الصاروخ المحمول المتنقل على الطرق هواسونغ-13 (Hwasong-13) الباليستي العابر للقارات (ICBM)، وفي أكتوبر 2015 كشفت النقاب عن صاروخ باليستي جديد عابر للقارات ومتنقل على الطرق هواسونغ-14 (Hwasong-14). وبعد أن طورت تايبو دونج -2 (TD-2) والذي أطلق قمراً صناعياً لأول مرة في ديسمبر 2012، قامت في فبراير 2016 باطلاق قمراً صناعياً ثانياً في المدار. وبدأت في ابريل 2016 اجراء اختبار طيران للصاروخ البالستي وسيط المدى (IRBM) من طراز هواسونغ - 10 (مسودان) مع عدة مرات من الفشل. وتجري أيضاً تطوير على عدة صواريخ جديدة تعمل بالوقود الصلب، بما في ذلك صاروخ باليستي قصير المدى (SRBM)، وصاروخ باليستي يطلق من الغواصة (SLBM)، وصاروخ باليستي متوسط المدى (MRBM). وفي ابريل 2017، بدأت كوريا الشمالية أيضاً اختبار اطلاق صاروخ باليستي وسيط المدى (IRBM) جديد من طراز هواسونغ -12 (Hwasong-12) يعمل بالوقود السائل.
إن رغبة طهران في أن يكون لها عداء استراتيجي مع الولايات المتحدة يمكن أن تدفعها إلى مجال الصاروخ الباليستي العابر للقارات (ICBM). والتقدم في برنامج الفضاء الإيراني يمكن أن يؤدي إلى اختصار المسار نحو الصاروخ الباليستي العابر للقارات لأن اطلاق المركبات الفضائية (SLV) تستخدم تقنيات أصيلة ومماثلة. وكانت إيران قد أطلقت بنجاح منذ عام 2008 المركبات الفضائية ذات المرحلتين (SLV) من طراز سفير (Safir)، كما كشفت النقاب عن المركبات الفضائية الأكبر حجماً ذات المرحلتين من طراز سيمرغ (Simorgh) والتي يمكن استخدامها لاختبار تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM). وقد طورت إيران صاروخ باليستي قصير المدى (SRBM) من طراز قيام 1 (Qiam-1) وهو الجيل الرابع من الصاروخ الباليستي قصير المدى من طراز فاتح-110 (Fateh-110)، وتزعم أنها تقوم بإنتاج واسع النطاق للصواريخ البالستية المضادة للسفن. وقد عدلت إيران صاروخ شهاب 3 (Shahab 3) الباليستي متوسط المدى (MRBM) بهدف توسيع مداه وزيادة فعاليته، وتدعي أيضا أنها قامت بنشر صاروخ سجيل (Sejjil) وهو من الصواريخ البالستية متوسطة المدى، المزودة بمتفجرات مجسمة ذات مرحلتين. وفي عام 2015، أعلنت إيران عن إطلاقها صاروخ عماد1 (Emad-1)، ويدعي المسؤولون أنه أول صاروخ بعيد المدى في إيران يسترشد أثناء التحليق وقادر على ضرب أهدافه مع دقة عالية. كما أعلن المسؤولون الإيرانيون عن خطط لصاروخ عماد 2 (Emad-2) بدقة أكبر وكذلك صاروخ سيجيل (Sejjil) الجديد الذي يمكنه أيضاً أن يسترشد على طول المسار إلى الهدف.
ولا تزال الصين تمتلك أكثر برامج تطوير الصواريخ الباليستية نشاطاً وتنوعاً في العالم. فهي تقوم بتطوير واختبار الصواريخ الهجومية، وتشكيل وحدات صواريخ إضافية، ورفع الكفاءة النوعية لأنظمة الصواريخ، وتطوير أساليب لمواجهة الصواريخ البالستية الدفاعية. تجدر الإشارة إلى أن قوة الصواريخ الباليستية المنتشرة فى الصين التى تديرها جيش التحرير الشعبى الصينى (PLA)، والبحرية الصينية وقوة الوحدات الصاروخية بجيش التحرير الشعبى الصينى بعد اعادة تسميتها - من المدفعية الثانية فى اواخر العام الماضى كجزء من اعادة تنظيم جيش التحرير الشعبى الصينى - تتوسع في قوتها الصاروخية من حيث الحجم والنوع. وتواصل الصين في زرع الصواريخ البالستية المزودة بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM) مثل صواريخ CSS-6 أو DF-15 وصواريخ CSS-7 أو DF-11 المزودة بأسلحة تقليدية قبالة تايوان، وتعمل على تطوير عدد من الصواريخ البالستية من نوع متوسط المدى (MRBM) وبعيد المدى (IRBM) المحمول والمزود بأسلحة تقليدية. ومن بين المكونات الرئيسية في البرنامج الصيني للتحديث العسكري صواريخ CSS-11 أو DF-16، وصواريخ CSS-5 Mod 4 أو DF-21C و Mod 5 أو DF-21D و DF-26 وهي صواريخ صممت خصيصاً للحيلولة دون وصول القوات العسكرية للعدو إلى الصراعات الإقليمية. الصواريخ CSS-5 Mod 5 وأنواع مختلفة من DF-26 لديهم مهمات مضادة للسفن.
كما تتوسع قوة الصواريخ النووية الصينية. وأضافت الصين صواريخ CSS-10 Mod 2 أو (DF-31A) و CSS-4 Mod 3 أو (DF-5B) إلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM)؛ وصاروخ DF-5B هو أول صاروخ صيني باليستي عابر للقارات مع المركبات العائدة المستقلة المتعددة الأهداف (MIRV). ومن المرجح أن عدد الصواريخ الصينية البالستية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة قد يربو على 100 صاروخ في غضون الخمس سنوات القادمة. والصاروخ الباليستي بعيد المدى CSS-N-14 يطلق من الغواصات (SLBM) وهو أول صاروخ صيني بعيد المدى قائم في البحر وبقدرة نووية. كما تقوم الصين بتطوير الصاروخ الباليستي العابر للقارات ICBM المتنقل على الطرق من طراز CSS-X-20 أو DF-41، وقد يكون قادر على حمل المركبات العائدة المستقلة المتعددة الأهداف MIRV. وعزت الصين كل من العمليات النووية والتقليدية إلى DF-26 التي عرضت لأول مرة خلال استعراض موكب يوم النصر في سبتمبر 2015.
في سبتمبر 2014، تجاوزت روسيا الولايات المتحدة في نشر الرؤوس الحربية النووية مع أكثر من 1500 يتم نشرها على الصواريخ الباليستية القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من القيود المفروضة على تحديد الأسلحة والقيود المفروضة على الموارد، فإن تطوير نظم جديدة للصاروخ الباليستي العابر للقارات ونظام الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات SLBM آخذة في التقدم، ومن المتوقع أن تحتفظ بمركزها كأكبر قوة مالكة للصواريخ البالستية الاستراتيجية خارج الولايات المتحدة. ووفقا للبيانات الرسمية، سيتم نشر صاروخ جديد يسمى Rubezh، وهو أصغر من الصاروخ SS-27 Mod 2 الباليستي العابر للقارات. وقد تم نشر صواريخ Bulava الباليستية التي تطلق من الغواصات البحرية (SLBM)، على الغواصة دولغوروكي DOLGORUKIY من فئة الغواصات العاملة بالوقود النووي SSBN. وقد أعلن المسؤلون الروس بأن من المقرر أن تبدأ روسيا اختبارات التحليق لصاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) جديد بالوقود الدفعي السائل يطلق عليه سارمات (Sarmat). وبالإضافة إلى ذلك، أشار مسؤولون في الصناعة الروسية إلى أنه يجري النظر في نشر صاروخ باليستي عابر للقارات ICBM جديد عبر السكك الحديدية المتنقلة.
وتعد القذائف الصاروخية الجوالة للهجوم الأرضي (LACM) من أكثر أنظمة التسليح فعّالية وكفاءة وتشكل تهديداً كبيراً ضد العمليات العسكرية. غالبية الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي (LACM) تطير بسرعة أدنى من سرعة الصوت Subsonic، ولكن هناك عدد قليل من الصواريخ الجوالة التي تطير بسرعة أعلى أو أسرع من سرعة الصوت Supersonic، وفي المستقبل بعض منها سوف تكون قادرة على الطيران للوصول للسرعة الفرطية الصوت الفائقة السرعة Hypersonic. الصواريخ التي أدنى من سرعة الصوت Subsonic قادرة على الطيران على علو منخفض ومهاجمة هدف من اتجاهات متعددة. ويمكن للطائرات والمنصات الأرضية والبحرية جميعهم إطلاق الصواريخ الجوالة المعدة للهجوم الأرضي LACM. روسيا لديها مختلف الأنواع من الصواريخ الجوالة للهجوم البري LACM التي يمكن إطلاقها من جميع الأنواع الثلاثة من المنصات. الصين لديها منصات أرضية وجوية التي تطلق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي، وإيران تعكف على تطوير منصات أرضية تطلق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM. ووفقاً لتقارير صحفية مفتوحة، استخدمت روسيا منصات أرضية وبحرية لإطلاق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM عدة مرات في سوريا.
وتتميز بعض منظومات الأسلحة بخصائص الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة (الكروز). على سبيل المثال، الصواريخ البالستية التي تطلق مركبات الانزلاق الفرطية الصوتي الفائقة السرعة Hypersonic Glide Vehicles والتي تعرف بمركبات HGV، هي أساساً صواريخ كروز غير مدعمة. وفي المستقبل الصواريخ الجوالة المدعمة بتقنيات للطيران بسرعة أعلى من الصوت supersonic/ والفرطية الصوت Hypersonic قد تطلق بمعززات الدفع الصاروخية الكبيرة التي كانت تقليدياً مرتبطة بالصواريخ الباليستية. إن مركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة (HGV)، هي فئة جديدة من الأسلحة التي تدفع إلى سرعة مفرطة في الصوت عن طريق تعزيز الدفع للصواريخ الباليستية، وتشكّل تهديداً جديداً وناشئاً في الظهور.
التهديد عبر التاريخ تم استخدام الصواريخ الجوالة والبالستية لأول مرة بواسطة ألمانيا عند هجومها على أهداف في انجلترا وشمال أوروبا بصواريخ جوالة من طراز 1-V وصواريخ بالستية طراز 2-V خلال الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أن هذه الصواريخ لم تكن دقيقة الصنع، إلا أنها أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الضحايا في دول الحلفاء.
تمثل الصواريخ البالستية والقذائف الصاروخية الجوالة تهديداً كبيراً للقوات الأميركية ولقوات التحالف في الخارج، كما أنها تهدد أراضي الولايات المتحدة وأقاليمها. وتعد الصواريخ من الأسلحة التي تجذب العديد من الدول لأنه يمكن استخدامها بفعالية كبيرة ضد عدو لديه نظام دفاع جوي قوي حيث يكون الهجوم بواسطة الطائرات التي يقودها الطيارون غير عملي ومكلف للغاية. هذا بالإضافة إلى أن الصواريخ يمكن استخدامها كقوة ردع أو كوسيلة قمع، كما أنها تتمتع بميزة إضافية تتمثل في احتياجها إلى عمليات صيانة قليلة ومتطلبات تدريب ومستلزمات لوجستية أقل من الطائرات التي يقودها طيارون. بل أنه حتى الاستخدام المحدود لهذه الصواريخ يمكن أن تكون له تداعيات مدمرة إذا كانت مسلحة برؤوس حربية كيميائية، بيولوجية، أو نووية.
ولا يزال خطر الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة يتزايد مع انتشار تكنولوجيا الصواريخ. فهناك أكثر من 20 دولة في العالم تملك أنظمة صواريخ باليستية، ومن المرجح أن تشكل الصواريخ مصدر تهديد كبير في النزاعات المستقبلية التى تشترك فيها القوات الأميركية. وقد استخدمت الصواريخ البالستية في العديد من النزاعات على مدى الثلاثين عاماً الماضية بما فيها الحرب الإيرانية - العراقية والحرب الأهلية الأفغانية والحرب في اليمن وحربا الخليج الأولى والثانية في عامي 1991 و 2003، والعمليات العسكرية الروسية في الشيشان وجورجيا ومؤخراً في النزاعات الدائرة في سوريا وأوكرانيا. واستخدمت روسيا الصواريخ الجوالة (كروز) للمرة الأولى خلال النزاع في سوريا.
وتضطلع القوات المسلحة الأميركية مسئولية مواجهة التهديد الصادر عن الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة بواسطة سياسة الردع والقمع إذا استلزم الأمر. وسياسة القمع تتضمن شن هجمات على أنظمة الصواريخ قبل إطلاقها وأثناء تحليقها، وأيضاً الهجوم على المنشآت والبنية التحتية الداعمة لهذه الصواريخ. وتتضمن هذه الوثيقة (التقرير) معلومات حول بعض أنظمة الصواريخ البالستية والقذائف الصاروخية الجوالة الحالية والمتوقعة لدى القوات الأجنبية.
بالأسفل في الجدول الزمني والقائمة؛ تصنيف صواريخ باليستية مختارة لتسليط الضوء على أولى اختبارات التحليق، النظم البارزة، والإنجازات التطويرية الهامة لبلدان مختلفة.
الرؤوس الحربية والأهداف
يمكن تسليح الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة بالرؤوس الحربية التقليدية أو غير التقليدية. رؤوس الحرب التقليدية تعتمد على تفجير المتفجرات ويمكن أن تصمم لتأثيرات مختلفة. أما رؤوس الحرب غير التقليدية فتشمل أسلحة الدمار الشامل (النووي والبيولوجي والكيميائي)، والرؤوس الحربية غير القاتلة هي نوع جديد مصممة بهدف تعطيل وابطال فعّالية المعدات وليس إيقاع الأذى بالأفراد. ويمكن تجميع رؤوس الحرب التقليدية والبيولوجية والكيميائية في الرؤوس الفردية وفي الفرعية (قنابل صغيرة متعددة يتم إطلاقها من مستوى مرتفع لتنتشر على مساحة واسعة).
وتصلح رؤوس الحرب التقليدية للإستخدام على أهداف محددة. فعلى سبيل المثال، تستخدم الذخائر الفرعية العنقودية لإحداث حفر في مدارج هبوط وإقلاع الطائرات أو في تدمير المركبات المدرعة. فرؤوس الحرب المخترقة التي تستخدم عدداً قليلاً نسبياً من المتفجرات يحيط بها جسم معدني ثقيل يمكن أن تخترق هياكل صلبة، مثل الغرف المحصّنة تحت الأرض أو القبو، لتدمير محتوياتها.
وهناك العديد من الصواريخ البالستية وعدة أنواع من المقذوفات الجوالة للهجوم البري LACM تحمل رؤوساً نووية. ومعظم هذه الرؤوس النووية مزودة بقوة تفجيرية تزيد في قوتها من عشرات إلى مئات المرات عن القنابل الذرية التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية.
وتعد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ذات جاذبية خاصة لبعض البلدان لأنها أسهل بكثير من انتاج الأسلحة النووية. ولا يعد عامل الدقة مهماً عند استخدام هذه الأسلحة ضد مناطق الحضر أو مناطق التمركز المكثف للقوات العسكرية. ويمكن تجميع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في ذخائر فرعية لتفريقها إلى مساحات واسعة. كما أنها قادرة على إحداث خسائر فادحة منها نشر الذعر والفوضى بين السكان المدنيين فضلاً عن إضعاف شديد في العمليات العسكرية.
يمكن نشر الصواريخ الباليستية في الصوامع، أبنية اسطوانية تحت الأرض (Silos)، وفي منصات الغواصات وسفن السطح، الطرق والسكك الحديدية المتنقلة، والطائرات. ويمكن للصواريخ المتنقلة قبل الاطلاق توفير زمن ابقاء أكبر. وقد شهد العقد الماضي زيادة هائلة في قدرات الصواريخ الباليستية لتشمل الدقة، المناورة ما بعد مرحلة الدفع الأخير (Post Boost)، والفعالية القتالية.
وبعض صواريخ ذات المدى القصير تظل سليمة حتى ينفجر الرأس الحربي؛ ومع ذلك، البعض الآخر لديه رأس حربي في المركبة العائدة (RV) وينفصل من الدافع. وفي معظم الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، الرؤوس الحربية تكبح في فصل المركبات العائدة. بعض الصواريخ الباليستية طويلة المدى تحمل المركبات العائدة المتعددة والمستقلة الأهداف Multiple Independently Targetable Reentry Vehicles وتعرف اختصاراً MIRV، مع ما يصل إلى 10 من المركبات العائدة (RV) لكل صاروخ. إعادة دخول المركبات العائدة RV إلى الغلاف الجوي للأرض بسرعات عالية جداً، بشكل يتراوح ما بين 6 - 8 كيلومترات في الثانية على نطاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات ICBM. بعض أنواع المركبات العائدة لديها القدرة على المناورة لتجنب الدفاعات و / أو زيادة الدقة في إصابة الهدف. ويجري تطوير مركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة Hypersonic Glide Vehicles والتي تعرف بمركبات HGV كنوع جديد من الحمولة للصواريخ الباليستية. مركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة HGV هي مركبات مناورة تسافر بسرعة فائقة (تفوق سرعة 5 ماخ) وتقضي معظم رحلتها على ارتفاعات أقل بكثير من الصواريخ الباليستية المعهودة. إن الجمع بين السرعة العالية والقدرة على المناورة والارتفاع المنخفض نسبياً يجعلها أهدافاً صعبة لأنظمة الدفاع الصاروخي. وحالياً تعكف روسيا والصين على تطوير مركبات الانزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة HGV.
ويمكن للصواريخ الباليستية استخدام أنظمة الدفع الصاروخية ذات الوقود الدفعي الصلب أو السائل. ولقد كان الاتجاه في أنظمة الصواريخ الحديثة نحو استخدام الوقود الدفعي الصلب بسبب قلة الاحتياجات اللوجستية وبساطة العملية. غير أن بعض الدول لديها إمكانية أكبر للحصول على تكنولوجيا الدفع بالوقود السائل وتستمر في تطوير صواريخ جديدة تعمل بالوقود السائل. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل أكثر كفاءة للحمولات الثقيلة جداً من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب. والصواريخ التي تحمل أثقل حمولات في العالم هي صاروخ SS-18 الروسية وصاروخ CSS-4 الصينية، وهي صواريخ باليستية عابرة للقارات ICBM ذات الوقود الدفعي االسائل، وروسيا تقوم بتطوير صاروخ بالستي بعيد المدى بحمولة ثقيلة والدفع بالوقود السائل تسمى سارمات (Sarmat).
الصواريخ متعددة المراحل، مع كل مرحلة لها نظام الدفع المستقل الخاص بها، وهي أكثر كفاءة للمهمات ذات مدى أطول. الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ICBM عادة ما يكون لديها مرحلتين أو ثلاث مراحل، مع محركات قوية ذات الدفع بالوقود السائل أو محركات الدفع بالوقود الصلب لدفع حمولة نحو هدفها، ومركبة الدفع الأخير (PBV) مع نظام دفع أصغر بكثير. ويمكن استعمال مركبة الدفع الأخير (PBV) لتحسين دقة نشر المركبة العائدة (RV) للصاروخ الواحد ذات المركبة العائدة. بالنسبة للصواريخ ذات حمولة المركبة العائدة المتعددة والمستقلة الأهداف (MIRV)، يستخدم مركبة الدفع الأخير (PBV) لإطلاق سراح المركبات العائدة RV لكي تقوم هذه المركبات بتتبع مسارات مختلفة، وتسمح لهم بضرب أهداف منفصلة. ويمكن لبعض الصواريخ ذات مركبات MIRV ضرب أهداف تفصلها أكثر من 1500 كيلومتر بصاروخ واحد.
وتحمل العديد من الصواريخ الباليستية وسائل مساعدة على الاختراق لتحسين فرص اختراق المركبة العائدة RV لنظام الدفاع الصاروخي الباليستي. وسائل المساعدة على الاختراق هي أجهزة تهدف إلى الخداع، أو التمويه، أو التشويش على أجهزة استشعار المستخدمة لكشف وتتبع الصواريخ والمركبات العائدة RV. وهي ذات أهمية متزايدة للبلدان التي تقوم بتطوير وتشغيل الصواريخ الباليستية. وأما التقنيات الأخرى التي تعقد من عمليات الدفاع الصاروخي تشمل: فصل الحمولات، المركبات العائدة المتعددة، المسارات المنخفضة، مرحلة الدفع المتوسط، والمناورات النهائية أو مناورات المحطة الأخيرة.
الصاروخ العابر للقارات مع نظام التوجيه بالقصور الذاتي عالي الجودة هو قادر على ارسال المركبة العائدة RV ضمن بضع مئات من الأمتار من الهدف بعد رحلة امتدت لـ 10,000 كيلومتر. بالنسبة لكثير من الصواريخ، يمكن أن تجري تحسين كبير على الدقة من خلال الاستفادة من الملاحة بمساعدة الأقمار الصناعية. الصواريخ أيضاً يمكن استخدام مركبات عائدة RV مناورة مع أجهزة استشعار المحطة لتحقيق دقة عالية جداً. إن استخدام تقنيات التوجيه المحسنة وقدرة المناورة يمكن أن تسمح باستخدام الصواريخ الباليستية المسلحة بأسلحة تقليدية على نحو فعّال ضد العديد من الأهداف الثابتة وكذلك الأهداف المتحركة مثل السفن في البحر.
ومع تزايد انتشار تكنولوجيا التوجيه الحديث، ستتمكن البلدان من تحسين دقة وقوة قوتها الصاروخية المميتة. ومع ذلك، حتى صاروخ مع نظام التوجيه دقيق فقط بما فيه الكفاية لضرب مدينة كبيرة قادر على إلحاق خسائر كبيرة عندما يكون مسلحاً بسلاح من أسلحة الدمار الشامل.
اتجاهات الاطلاق على مدى العقد الماضي، حدثت زيادة كبيرة في الاختبار العالمي للصواريخ الباليستية. التركيز على تطوير الصواريخ الباليستية في جميع أنحاء العالم ملحوظ من قبل علماء صينيون اللذين أعلنوا أن "الصواريخ البالستية اصبحت عاملاً هاماً يؤثر على الوضع السياسى العالمى ويتحكم فى موقف ساحة المعركة وحتى يقرر نتيجة الحرب" و "من المناسب القول أن الصواريخ الباليستية أصبحت علامة هامة لقوة الدفاع الوطنى ورمز للهيبة والمقام الوطنى".
ويصور الرسم البياني (الغرافيك) أدناه العدد التقريبي للصواريخ الباليستية التي أطلقت سنوياً من عام 2005 إلى عام 2016. وفي الرسم البياني، جميع الصواريخ الباليستية تصنف حسب النطاق، بغض النظر عن منصة الإطلاق؛ تصنف جميع الصواريخ مع مدى يبلغ 1,000 كيلومتر أو أكثر على أنها صواريخ باليستية طويلة المدى (LRBM)، وتصنف جميع الصواريخ التي تتراوح مداها بين 300 و 1,000 كيلومتر بالصواريخ الباليستية القصيرة المدى (SRBM). ولا يتضمن هذا الرسم البياني صواريخ باليستية قريبة المدى (CRBM) (صواريخ تقل مداها عن 300 كيلومتر) أو صواريخ باليستية أطلقت في معركة القتال.
القدرة على المناورة، الدقة، واختراق الدفاع خلال الطيران يُعرّف قاموس وبستر Webster الصاروخ الباليستي بأنه "مقذوف صاروخي يفترض مسار السقوط الحر بعد الصعود الذاتي الموّجه داخليا". هذا التعريف تمدد لبعض الصواريخ "الباليستية" الأحدث لأن التنقل يتجاوز "التوجيه الداخلي" ومسارات باليستية بحتة لتشمل المناورات أثناء الطيران ووسائل مختلفة لتحقيق الدقة. بعض الصواريخ اليوم لها خصائص كلِ من الصواريخ البالستية والقذائف الصاروخية الجوالة. يمكن للصواريخ الباليستية الحديثة أن تشمل المناورات خلال مرحلة الدفع، مرحلة منتصف المسار Midcourse، و/أو مرحلة المحطة المرحلة النهائية او مرحلة العودة والنزول Terminal. وبعض الصواريخ الباليستية تظل في الغلاف الجوي لأجزاء طويلة من رحلتها مع التحكم الذي توفره أسطح التحريك الهوائي أو الديناميكا الهوائية (الإيروديناميكية). خلال الطيران القدرة على المناورة يمكن أن تكون بمثابة الدفاع الصاروخي المضاد و / أو تحسين الدقة. في الطيران يمكن للمناورات، مقترنة بتحديثات التوجيه، أن تسمح للصواريخ الباليستية بأن تكون أسلحة دقيقة للهجوم أو الضرب.
إن جميع خصومنا تقريباً مهتمون بالدفاعات الصاروخية الأميركية وقد ابتكروا وسائل مختلفة لتعقيد عمليات الدفاع الصاروخي. التدابير المضادة التقليدية تشمل مساعدات القفل مثل البالونات، التمويه، الشراك الخداعية، والتشويش. أيضاً تستخدم مركبات عائدة RV متعددة لزيادة احتمالية وصول مركبة عائدة واحدة على الأقل على الهدف.
من المرجح أن تسعى دول تشمل روسيا، الصين، كوريا الشمالية، باكستان، الهند، وإيران إلى زيادة الدقة، النطاق، والفتك لأنظمة صورايخهم الباليستية القريبة المدى. ومن المرجح أن الصين تسوّق و / أو تنتج أشكال شتى ومختلفة من الصواريخ الباليستية قريبة المدى CRBM مع أقصى مدى أقل من 300 كم. وتسوّق الصاروخ (B-611 MR)، وهو صاروخ باليستي قريب المدى CRBM مع باحث صاروخ موّجه مضاد للإشعاع. وحالياً أشكال مختلفة من الصواريخ الباليستية قريبة المدى في عملية البحث والتطوير (R&D) أو أشكال منها في عملية الانتاج في جميع أنحاء العالم وهي متضمنة في المخطط البياني أدناه.
وتقوم الصين وروسيا بتسويق و / أو إنتاج الصواريخ الباليستية قريبة المدى CRBM مع أنواع متعددة من الرؤوس الحربية. ومن المرجح أن تشتمل هذه الأشكال المختلفة من الرأس الحربي على رؤوس حربية من ذخائر تقليدية محسّنة مزدوجة الغرض Dual-Purpose Improved Conventional Munition وتعرف اختصاراً بـ DPICM، رؤوس حربية ذات الحرارة الضغطية Thermobaric وشديدة الانفجار.
الصواريخ الباليستية قريبة المدى CRBM مع رؤوس حربية من ذخائر تقليدية محسّنة ذات غرض مزودج DPICM بالحرارة الضغطية وشديدة الانفجار هي أكثر فعاّلية من أشواط لصاروخ مماثل غير موّجه ضد أهداف ثابتة أو متحركة بما في ذلك المدرعات، المدفعية الميكانيكية، والأفراد. وتؤدي الدقة المحسّنة للصواريخ الباليستية قريبة المدى CRBM (بالمقارنة مع مقذوفات المدفعية غير الموّجهة) إلى تقليل المسافة المفقودة عن الهدف المقصود، وتزيد من احتمال أن تصل موجة انفجار الرؤوس الحربية للصاروخ الباليستي قريب المدى أو أجزاء من الرؤوس الحربية تصل إلى الهدف المقصود وتقوم بتحييدها أو ابطال مفعولها.
إيران وكوريا الشمالية من المرجح أنهما تتقدمان نحو إنتاج صاروخ باليستي قريب المدى، فجر-5 (Fadjr-5 Aero) و (KN-SS-X-9) على التوالي. وإذا استخدم الإيرانيون والكوريون الشماليون أنظمة الملاحة عبر الأقمار الإصطناعية (مثل نظام تحديد المواقع العالمي GPS) على متن صواريخهم الباليستية القريبة المدى CRBM، فعندها من الممكن قد تنخفض مسافة الخطأ في هذه الصواريخ الباليستية قريبة المدى إلى عشرات الأمتار. وستكون الدقة العالية للصواريخ الباليستية قريبة المدى مضاعفة لقوة وحدات المدفعية والصاروخية الإيرانية والكورية الشمالية من خلال منحهم القدرة على الضرب بدقة ضد الأهداف ذات الأولوية العالية.
تعكف العديد من الدول الآن على إنتاج و / أو تطوير الصواريخ البالستية قصيرة المدى SRBM، بينما تقوم دول أخرى بشراء الصواريخ الباليستية قصيرة المدى أو تقنيات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
الصواريخ الروسية من نوع (SS-1C Mod 1)، أيضاً يطلق عليه سكود ب (SCUD B)، كان أكثر الصواريخ تصديراً للعديد من الدول خلافاً لأي نوع آخر من الصواريخ الباليستية الموّجهة، وقد أثبت كفاءة عالية كسلاح متعدد الاستخدامات ويمكن تعديله. فعلى سبيل المثال، تم تعديل صواريخ سكود العراقية التي استخدمت في حرب الخليج عام 1991 لمضاعفة المدى الذي تصل إليه. كما أنتجت كوريا الشمالية نسختها من صواريخ سكود ب (SCUD B) وصواريخ سكود ج (SCUD C)، وهي نسخة ذات مدى أكبر من سكود B، وكذلك متغيرات المدى الموسعة من سكود C إلى سكود D وسكود إي آر (SCUD ER).
وتجري العديد من الدول عمليات لتطوير أنظمة الصواريخ البالستية قصيرة المدى. فقد قامت الصين بنشر قوة كبيرة جداً من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى SRBM الحديثة ذات الوقود الدفعي الصلب. وفي أغسطس 2010، احتفل الإيرانيون بنجاح تجربة إطلاق الصاروخ الباليستي قصير المدى بالوقود الدفعي السائل قيام-1 (Qiam-1). وفي الوقت نفسه، أعلن وزير الدفاع الإيراني للصحفيين عن نجاح تجربة إطلاق الجيل الثالث من الصاروخ فاتح-110 (Fateh-110)، وقال أن هذا الصاروخ تم ضمه إلى قوة الصواريخ الإيرانية في سبتمبر 2010. كما زعمت إيران في عام 2012 بأنها نجحت في إطلاق الجيل الرابع من الصاروخ فاتح 110. هذا وقد نجحت إيران أيضاً في اختبار إطلاق صاروخ بالستي مضاد للسفن وهو إحدى نسخ الصاروخ فاتح 110، بعد أن تم رفع كفاءة مستوى دقة هذا الصاروخ عند إطلاقه على الأهداف البحرية. ومن المرجح تم إضافة باحث للصاروخ لتحسين دقة النظام ضد الأهداف القائمة في البحر.
وقد أبرزت الصراعات المسلحة الأخيرة تميّز القدرات الدفاعية الصاروخية، مما حفز مطوري الصواريخ الباليستية بالسعي نحو اتباع تدابير مضادة. وقد بدأت بالفعل عمليات تطوير الصواريخ البالستية قصيرة المدى SRBM لتعزيز التدابير المضادة مثل مناورة المركبة العائدة RV والتي تعرف بالمركبة العائدة ذات المناورة (MaRV)، ومن المتوقع أن يستمروا في تطوير التدابير المضادة.
الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBM) و وسيطة المدى (IRBM)
يجري تطوير طرز جديدة من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBM) و / أو الوسيطة المدى (IRBM) في الصين، كوريا الشمالية، إيران، الهند، وباكستان. والكثير من هذه الصواريخ سيتم تزويدها برؤوس حرب غير تقليدية. وقد قامت جميع هذه الدول - عدا إيران - باختبار أسلحة نووية.
وتواصل الصين نشر صواريخ باليستية متوسطة المدى MRBM مسلحة نووياً للحفاظ على الردع النووي الإقليمي لمدى طويل، كما أن تحديثها العسكري الشامل يؤدي إلى تحسين قدرة قواتها الصاروخية الباليستية المسلحة بأسلحة تقليدية على القيام بعمليات عسكرية إقليمية عالية الكثافة، بما فيها عمليات "منع الولوج والمنطقة المحرّمة" (A2/AD). وفي الوقت الراهن، تنشر الصين صواريخ CSS-5 Mod 2 للردع النووي الإقليمي. الصين لديها صواريخ باليستية متوسطة المدى مسلحة بسلاح تقليدي من طراز CSS-5 Mod 4 و Mod 5 لتنفيذ الضربات الدقيقة. الصاروخ CSS-5 Mod 4 ويعرف بـ (DF-21C) يهدف للولوج في الخطر أو ضرب اللوجستيات ونقط الاتصال، القواعد العسكرية الإقليمية بما فيها القواعد الجوية والموانئ. ونشرت الصين أيضاً CSS-5 Mod 5 وتعرف بـ (DF-21D)، وهو صاروخ باليستي مضاد للسفن (ASBM) يعطي جيش التحرير الشعبى الصينى PLA القدرة على مهاجمة حاملات الطائرات فى غربى المحيط الهادىء. ووفقاً لتقرير التلفزيون الصيني CCTV، فإن كتائب صواريخ DF-21D قادرة بشكل سريع على إعادة التحميل في الميدان وإطلاق ضربات متعددة دفعة واحدة salvo في غضون ساعات قليلة.
وأطلقت الصين لأول مرة الصاروخ الجديد DF-26 الباليستي وسيط المدى IRBM خلال عرض "يوم النصر" 3 سبتمبر 2015. وقد وصفت وسائل الاعلام الصينية الرسمية النظام بانه "حامل واحد، متعدد الرؤوس الحربية". وكشفت تقارير إعلامية أخرى بأنه قادر على القيام بمهام نووية وتقليدية، كما أن تصميمه مكًّن من الضربات ضد أنواع كثيرة من الأهداف، بما فى ذلك السفن الكبيرة. كما يتطلب القليل من معدات الدعم ولديه رد فعل سريع زمني، وفقاً لما جاء فى وسائل الإعلام الصينية الرسمية.
وتمتلك كوريا الشمالية برنامجاً طموحاً لتطوير الصواريخ الباليستية وقامت بتصدير الصواريخ وتكنولوجيا صناعة الصواريخ الى دول أخرى منها إيران وباكستان. كما اختبرت كوريا الشمالية أسلحة نووية وتزعم أن صواريخها قادرة على حمل رؤوس نووية. وأسفر الاختبار الأولي في عام 2016 لرحلات الصاروخ الباليستي وسيط المدى هواسونغ -10 (Hwasong-10) مسودان (Musudan) عن عدة إخفاقات. وابتداءًا من فبراير 2017، بدأت كوريا الشمالية في اختبار طيران للصاروخ الباليستي متوسط المدى بالوقود الصلب بوكيوكسيونع-2 (Pukkuksong-2 أو Bukkeukseong-2) وهو يطلق من البر ونسخة أخرى من الصاروخ المنطلق من الغواصات البحرية SLBM بوكيوكسيونغ 1 الباليستي متوسط المدى بالوقود الدفعي الصلب. وفي أبريل 2017 بدأت الاختبار الأولي لطيران صاروخ باليستي وسيط المدى IRBM بالوقود السائل هواسونغ-12 (Hwasong-12).
وتملك إيران برنامجاً واسعاً لتطوير الصواريخ. وقد تم تصنيع الصاروخ شهاب3 (Shahab 3) الإيراني وهو صاروخ باليستي متوسط المدى MRBM على غرار صاروخ نو دونغ (No Dong) الكوري الشمالي. وقد عدّلت إيران صاروخ شهاب 3 لزيادة مداه ورفع كفاءته وفعاليته وبمدى أطول مختلف، وأفادت التقارير بأنه قادر على الوصول إلى أهداف على مدى حوالي 2000 كم. وتزعم إيران أيضا أنها قامت بإنتاج واسع النطاق من صاروخ شهاب 3. كما تتقدم البرامج الصاروخية الإيرانية التي تعمل بالوقود الدفعي الصلب. وأجرت إيران عمليات إطلاق متعددة للصاروخ سيجيل (Sejjil) وهو صاروخ باليستي متوسط المدى MRBM بدفع الوقود الصلب مع الإدعاء بأن مداه يصل إلى 2000 كم. وفي عام 2015، أعلنت إيران عن إطلاق صاروخ عماد-1 (Emad-1)، ويدعي المسؤولون الإيرانيون بأنه أول صاروخ طويل المدى في إيران يسترشد بالتوجيه طوال الرحلة وقادر على ضرب أهداف بدقة عالية. كما أعلنت إيران عن خطط للصاروخ عماد 2 (Emad-2) الأكثر دقة من النسخة السابقة الصاروخ عماد -1.
وتواصل الهند تطوير وتحسين صواريخها الباليستية. وتستخدم جميع الصواريخ البعيدة المدى في الهند وقود الدفع الصلب. ويتم نشر الصاروخ الباليستي متوسط المدى MRBM أغني 2 (Agni II) وأغني 3 (Agni III). وقد نجحت ست اختبارات للصاروخ الباليستي وسيط المدى IRBM أغني 4 (Agni IV) منذ فشله في عام 2010، ولكن المسؤولين الهنود لا يزالون يقولون أن هناك الحاجة للمزيد من الاختبارات قبل نشر الصاروخ.
أما الصاروخ الباليستي أغني 5 (Agni V) فقد تم اختباره أربع مرات. وفى آخر عملية اطلاق، تم اطلاق الصاروخ من حاوية مغلقة على متن منصة اطلاق متنقلة على الطرق. وذلك يتطلب إجراء المزيد من اختبارات طيران الصاروخ قبل أن يتم نشره.
وتواصل باكستان تطوير وتحسين الجاهزية القتالية والقدرات العسكرية لقواتها الاستراتيجية المسلحة وبرنامج الصواريخ الاستراتيجية من خلال التدريبات التي تشمل إطلاق الصواريخ الحية. وقد أجرت باكستان منذ عام 2004 اختبارات سبع مرات للصاروخ الباليستي متوسط المدى MRBM بالوقود الصلب شاهين 2 (Shaheen-2). في عام 2015، بدأت باكستان باختبار مدى أطول للصاروخ الباليستي متوسط المدى MRBM شاهين-3 (Shaheen-3)، وفي يناير 2017، بدأت في اختبار الصاروخ الباليستي متوسط المدى MRBM أبابيل (Ababeel) الذي يحمل المركبة العائدة المستقلة والمتعددة الأهداف MIRV.
كلِ من الصين وروسيا تنشران حالياً أنواع متعددة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ICBM وتقومان بتحديث قوات صواريخهما الباليستية العابرة للقارات. وقد أظهرت كوريا الشمالية تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ICBM مع إطلاق TD-2 مركبة اطلاق الفضاء (SLV) وعرضت نوعين من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والمحمولة على الطرق. كما أن تقوم الهند بتطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وقد تكون إيران أيضا تطور الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
في 5 فبراير 2011، دخلت المعاهدة الجديدة للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية حيز النفاذ. وتحد هذه المعاهدة الولايات المتحدة وروسيا بعدم الاحتفاظ بأكثر من 1,550 من رؤوس الحرب (بما في ذلك الرؤوس الحربية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات ICBM والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات SLBM، وتحسب كل مفجر ثقيل كرأس حربي واحد) بعد سبع سنوات من دخولها حيز النفاذ.
وتملك روسيا أكثر من 1000 من رؤوس حربية نوورية التي زودت بها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وتوضع معظم هذه الصواريخ في وضع الاستعداد للإنطلاق في غضون دقائق بعد صدور الأوامر. وعلى الرغم من أن عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لروسيا سوف يستمر في الانخفاض بسبب اتفاقات الحد من انتشار الأسلحة، بالإضافة إلى أن هذه الصواريخ متقادمة فضلاً عن الموارد المحدودة لروسيا، إلا أنه من المرجح أن روسيا ستظل هي الدولة التي تحتفظ بأكبر قوة صواريخ باليستية عابرة للقارات مغادرة للولايات المتحدة. وتواصل روسيا جهود صيانة وتحديث هذه الصواريخ، وقد نجحت في اختبار طراز جديد RS-26 Rubezh وهو أصغر من SS-27 Mod 2 بحسب ما ورد من تقارير صحفية.
الصاروخ البالستي عابر للقارات الروسي SS -27 Mod1، وهو مصمم مع التدابير المضادة لنظم الدفاع الصاروخي الباليستي، تم نشره الآن في صوامع في ست كتائب. كما بدأت روسيا في عام 2006 بنشر نسخة من صواريخ SS -27 Mod1 المتنقلة على الطرق. وأما الصاروخ SS-27 Mod 2 أو (RS-24) والذي يحمل المركبة العائدة المستقلة والمتعددة الأهداف MIRV نسخة SS-27 تم نشره في عام 2010، كما وتستمر روسيا في نشر على الأقل خمسة أقسام من النسخ المحمولة أو المتنقلة على الطرق وفقاً لما ذكر في تقارير للصحافة الروسية. وبالإضافة إلى ذلك، يزعم المسؤولون الروس أن فئة جديدة من مركبة السرعة الفرط صوتية، أو مركبة مفرطة الصوت Hypersonic Vehicle والتي تعرف بـ HV، وعلى الأرجح تسمى "الكائن 4202"، يجري تطويرها للسماح للصواريخ الاستراتيجية الروسية لاختراق أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي للأعداء، كما أشارت التقارير الصحفية الروسية إلى أنه يتم بحث إمكانية نشر طرز جديدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المتنقلة. وقد ذكرت روسيا أنها ستبدأ قريباً اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات بحمولة ثقيلة وذات الوقود الدفعي االسائل يطلق عليه سامارت Sarmat ليحل محل الطراز القديم SS-18. وتهدف روسيا لنشر صواريخ سامارت في الإطار الزمني لعام 2020.
كما تعمل الصين على تعزيز قدراتها على الردع النووي بتطوير ونشر صواريخ بالستية عابرة للقارات جديدة. وتحتفظ الصين بعدد أقل نسبياً من الصواريخ الباليستية عابرة للقارات المزودة برؤوس نووية ذات الوقود الدفعي السائل من طراز CSS-3 أو (DF-4) وهي محدودة النطاق بالإضافة إلى الصواريخ طراز CSS-4 أو (DF-5) القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. وعرضت الصين لأول مرة الصاروخ الباليستي عابر للقارات طراز CSS-4 Mod 3 أو (DF-5B) مع حمولة المركبة العائدة المستقلة والمتعددة الأهداف MIRV في عام 2015. كما أنها تقوم بتحديث قواتها النووية بإضافة المزيد من النظم القابلة للبقاء، نظم التسليم المتنقل على الطرق. والصاروخين CSS-10 Mod 1 والأطول مدى CSS-10 Mod 2 كلاهما من النوع الذي ينقل على الطرق والدفع بالوقود الصلب، وتم نشرهما في وحدات داخل القوة الصاروخية بجيش التحرير الشعبى الصينى PLA.
والصاروخ CSS-10 MOD1 قادر على الوصول إلى أهداف في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأجزاء من كندا وشمال غرب الولايات المتحدة. وسيسمح المدى الأطول CSS-10 Mod 2 باستهداف معظم الولايات المتحدة القارية. وتقوم الصين بتطويرCSS-X-20 أو (DF-41)، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات جديد ومتنقل على الطرق قادر على حمل المركبة العائدة المستقلة والمتعددة الأهداف MIRV. هذا ومن المتوقع أن يزيد عدد رؤوس الحرب المزودة بها الصواريخ الصينية البالستية العابرة للقارات القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة إلى ما يزيد على 100 في غضون السنوات الخمس القادمة.
وقد أطلقت كوريا الشمالية عدة مرات صاروخ TD-2 تايبودونغ 2 (Taepodong-2) كمركبة للإطلاق الفضائي (SLV)، وإذا ما التكوين كصاروخ باليستي عابر للقارات ICBM، فأنه يمكن أن يصل إلى الولايات المتحدة. أول مرة أطلقته في يوليو 2006، وفي أبريل 2009، وثم انتهت بالفشل في ابريل 2012، ولكن في ديسمبر 2012 وفبراير 2016 كان الإطلاق بنجاح وتم ضع قمر اصطناعي في المدار. وفي عرض عسكري في أبريل 2012، كشفت كوريا الشمالية عن الصاروخ الباليستي عابر للقارات الجديد والمتنقل على الطرق يطلق عليه إسم هواسونغ -13 (Hwasong-13)، وفي عرض في أكتوبر 2015، عرض موكب هواسونغ-4 المحمول المتنقل على الطرق، ولم يتم اختبار أي من الصاروخين. ويمكن تصدير أي من هذه النظم إلى بلدان أخرى في المستقبل. خلال عرض أبريل 2017، عرضت كوريا الشمالية الصاروخ الباليستي عابر للقارات هواسونغ-13 المعدلة مع قاذفة إطلاق، فضلاً عن وحدة عربة قاذفات اطلاق جديدة مع علبة أو حاوية الإطلاق. وعادة ما ترتبط علب أو حاوية قاذفات الإطلاق المحمول على منصة اطلاق متنقلة على الطرق بصواريخ ذات الوقود الدفعي الصلب. ولم يتم عرض الصواريخ الفعلية لاطلاق العلب أو الحاويات.
إن رغبة طهران في أن يكون لها عداء استراتيجي للولايات المتحدة يمكن أن تدفعها إلى ميدان الصاروخ الباليستي عابر للقارات ICBM. والتقدم في البرنامج الفضائي الإيراني من شأنه أن يقصر الطريق إلى ميدان الصاروخ الباليستي عابر للقارات لأن مركبات الإطلاق الفضائي SLV تستخدم تكنولوجيات مماثلة بطبيعتها. منذ عام 2008، نفذت إيران عدة عمليات إطلاق ناجحة لمركبة إطلاق فضائي ذات مرحلتين سفير (Safir). وفي أوائل عام 2010، كشفت إيران النقاب عن مركبة إطلاق فضائي أكبر سيمورغ (Simorgh). هذا وقد أشارت التقارير أن الصاروخ الهندي الباليستي عابر للقارات أغني 6 (Agni VI) يتم تطويره وهو حالياً في مرحلة التصميم مع مدى يبلغ 6,000 كم.
الصواريخ البالستية المنطلقة من الغواصات (SLBM) ومن السفن البحرية (ShLBM)
تمتلك روسيا قوة كبيرة من الغواصات النووية التي تعمل بالطاقة النووية وتطلق منها صواريخ باليستية عابرة للقارات (SSBN). ويهدف ترقية صواريخ SS-N-23 لتحل محل الصواريخ المتقادمة منها على الغواصة دلتا 6 (DELTA IV) فئة Class SSBN. والصاروخ الجديد SS-N-32/BULAVA ذات الوقود الدفعي الصلب تم نشره على الغواصة البحرية دولغوروكي DOLGORUKIY فئة SSBN. وتتمتع الغواصات البحرية الحاملة للصواريخ البالستية التي تملكها روسيا بقدرة الإنطلاق من نقاط متنوعة وعديدة في السطح وفي الغواصة الغارقة في المياه من فئة SSBN.
وقد نشرت الصين صاروخ باليستي جديد CSS-N-14 تطلق من الغواصة SLBM على 12 أنبوب JIN جديد من فئة الغواصات بالطاقة النووية SSBN والمجهزة بالصواريخ الباليستية. وهذا الصاروخ الجديد سيتيح للغواصات الصينية النووية والتي تطلق الصواريخ الباليستية SSBN استهداف أجزاء من الولايات المتحدة من مناطق التشغيل الواقعة بالقرب من الساحل الصيني.
وتقوم كوريا الشمالية بتطوير صواريخ باليستية تطلق من الغواصة SLBM، ومن المرجح أنها عينت بوكيوكسيونغ -1 (Pukkuksong-1 أو Bukkeukseong-1) أو بولاريس -1 (Polaris-1). ووفقا لبيانات صحفية صادرة عن كوريا الشمالية، فإن الصاروخ الباليستي المنطلق من الغواصة SLBM سوف يطلق بطريقة الاطلاق البارد cold launch بالوقود الصلب، وسوف يحمل رأس حربي نووي، والمراد إطلاقه من غواصة فئة Sinpo. وفي عام 2016 أجرت كوريا الشمالية اختبارات طيران متعددة لتطوير غواصة تطلق صواريخ باليستية SLBM.
وتقوم الهند بتطوير غواصة جديدة تعمل بالطاقة النووي وقادرة على اطلاق الصواريخ الباليستية، وهي إنز أريهانت INS ARIHANT. والغواصة INS ARIHANT سوف تحمل إما 12 صاروخ باليستي قصير المدى SRBM من طراز K-15 أو أربعة صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز K-4. الصاروخ Dhanush يعمل بالوقود السائل، يطلق من السفن البحرية (ShLBM)، وهو البديل للصاروخ البحري الهندي Prithvi II قريب المدى CRBM.
عادة ما يتم تصنيف الصواريخ الجوالة (كروز) على ضوء المهمة التي تصمم من أجلها وأسلوب الانطلاق؛ إما صاروخ جوال للهجوم البري LACM أو صاروخ جوال كمضاد للسفن (ASCM). ويمكن أيضا أن تصنف الصواريخ الجوالة على ضوء منصة الإطلاق: الطائرة، السفينة، الغواصة، أو قاذفة أرضية.
والصاروخ الجوال للهجوم الأرضي LACM هو مركبات جوية مسلحة غير مأهولة مصممة للهجوم على هدف بري ثابت أو متحرك أو ينقل من مكان لمكان لاعادة تموضعه. معظم مهامها تقضيها في مستوى الرحلة، كما أنها تتبع مسار مبرمج مسبقاً إلى الهدف المحدد سلفاً. وعادة ما تستخدم الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM محرك توربينات الغاز الصغيرة للدفع.
جرت العادة توجيه صاروخ الجوال للهجوم الأرضي LACM في ثلاث مراحل: مرحلة الإطلاق، مرحلة منتصف المسار midcourse، والمرحلة النهائية أو مرحلة العودة والنزول "المحطة النهائية" terminal. خلال مرحلة الإطلاق، يتم توجيه الصاروخ باستخدام فقط نظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS). خلال مرحلة منتصف المسار، يتم تحديث نظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS) الصاروخي من خلال واحد أو أكثر من الأنظمة التالية: نظام الملاحة عبر الأقمار الإصطناعية (مثل النظام الأميركي لتحديد المواقع العالمي GPS، أو النظام الروسي للملاحة بالأقمار الإصطناعية GLONASS)، مسح أو مطابقة التضاريس الأرضية TERCOM، أو رادار أو نظام مطابقة المشهد البصري. تبدأ مرحلة التوجيه النهائي عندما يدخل صاروخ المنطقة المستهدفة ويستخدم إما نظام مطابقة المشهد الأكثر دقة أو باحث المحطة النهائية (عادة بصري أو رادار قائم على جهاز الاستشعار). بعض الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي المتقدمة لديها القدرة على أن تكون أنظمة التوجيه دقيقة للغاية التي يمكن أن تضع الصاروخ في موضع بضعة أقدام من الهدف المقصود.
وتمثل الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM مهمة بالغة الصعوبة على أنظمة الدفاع الجوي، إذ يمكنها التحليق على ارتفاعات منخفضة والبقاء تحت مستوى خط الرادار. واعتمادا على قدرة البلد القائم على تخطيط المهام، يمكن للصاروخ استخدام خصائص التضاريس، مثل الجبال / الوديان، للاختباء من الرادارات. وعلاوة على ذلك، الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي قد تطير في دوائر أو طرق مواربة غير مباشرة لتصل إلى الهدف، تتجنب أجهزة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي للعدو. ويمكن إطلاق مجموعة من الصواريخ من أجل الاقتراب من هدف في وقت واحد من اتجاهات مختلفة، ويحتمل ألا تقاوم الدفاعات الجوية. وقد أدرجت بعض الصواريخ الجوالة ملامح الشبح لجعلها أقل وضوحاً للرادارات وأجهزة الكشف بالأشعة تحت الحمراء. بالرغم من أن ستظل ميزة الإخفاء هو الدفاع الأساسي لصاروخ الجوال، بعض الأنظمة المتطورة قد تتضمن التمويه أو الشراك الخداعية كطبقة إضافية من الحماية. وتزداد تهديدات هذه الصواريخ تجاه القوات الأميركية في عدد البلدان التي تمتلك الصواريخ الجوالة للهجوم البري LACM، وذلك من حيث امتلاك العدد والقدرات المتقدمة.
الصاروخ الصيني CJ-10 أو (DH-10) أول سلسلة من الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM وهي سلسة تشانج جيان أنتجتها الصين، وتم عرضها لأول مرة في عرض عسكري عام 2009، وحالياً يتم نشرها مع وحدة القوة الصاروخية بجيش التحرير الشعبي الصيني.
في مارس 2015، عرضت إيران صاروخ سومار (Soumar) وهو صاروخ جوال للهجوم الأرضي LACM. وصاروخ سومار يطلق من الأرض للهجوم البري ويبدو أنه يستند إلى الصاروخ الروسي AS-15 الذي يطلق من الجو. وتزعم إيران أن سومار لديه مدى 2000 كم. في عام 2012، أعلنت إيران عن تطوير صاروخ مماثل يسمى "مشكات" "Meshkat". ومن المحتمل أن يكون الصاروخ سومار اسماً جديداً للصاروخ مشكات أو البديل للصاروخ مشكات. يمكن لإيران تطوير طرق الإطلاق البديلة، الطائرات أو البحرية، للصاروخ مشكات / سومار.
وقد أنتجت شركة روسية "قاذفة الحاويات" لصواريخ جوالة من عائلة K تشبه حاويات الشحن وقامت بتسويقها. وهذا الطراز يبدو في الشكل على أنه حاوية بضائع عادية. وتزعم الشركة أن هذا النظام الصاروخي يمكنه إطلاق قاذفات الصواريخ من على متن سفن شحن البضائع والقطارات والشاحنات التجارية. وبدءًا من خريف عام 2015، أطلقت روسيا صواريخ جوالة للهجوم الأرضي LACM من السفن السطحية والغواصات والطائرات لدعم العمليات العسكرية الجارية في سوريا.
في المجمل، تمثل أنظمة الصواريخ البالستية مصدر تهديد متزايد ومن المرجح أن تستمر في الازدياد وتنمو أكثر وتزداد تعقيداً. وأصبحت منظومات الصواريخ البالستية العدائية أكثر قدرة على الحركة، وقابلة للبقاء، وموثوقة، ودقيقة بينما تحقق أيضاً نطاقات أطول.
إن مركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة HGV التي يتم توصيلها بواسطة معززات الدفع للصاروخ الباليستي تشكّل تهديداً ناشئاً وستشكل تحديات جديدة لأنظمة الدفاع الجوي الصاروخي. ومن المرجح أيضاً أن تزداد عمليات الإطلاق الاستباقي، كما الخصوم المحتملون يعززون من تدابيرهم المضادة وخداعهم ويزيدون من إنشاء قواعد الصواريخ على المنصات المتحركة. وتتبنى الدول تدابير وتقنيات وأنظمة تشغيل مضادة في مجال الصواريخ الباليستية لهزيمة أنظمة الدفاع الجوي.
وربما تحتفظ روسيا بأكبر قوة من الصواريخ الباليستية الاستراتيجية مغادرة للولايات المتحدة. ويعتبر تطوير منظومات جديدة للصواريخ الباليستية أولوية عليا بالنسبة لروسيا. وقد ادعى المسؤولون الروس أنه يتم تطوير فئة جديدة من مركبات مفرطة الصوت Hypersonic Vehicle التي تفوق في سرعتها سرعة الضوء حتى تتمكن الصواريخ الاستراتيجية الروسية من اختراق أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي. وتزعم روسيا أنها ستقوم بنشر صواريخ RS-26 Rubezh للأهداف القصيرة المدى، وذكرت أنها ستبدأ قريباً اختبار رحلة لصاروخ باليستي عابر للقارات ICBM بالوقود الدفعي السائل الثقيل الجديد، يطلق عليها سارمات (Sarmat)، ليحل محل المتقادم SS-18. كما وأن روسيا أيضاً عرضت الصاروخ الباليستي قصير المدى SRBM اسكندر-إي Iskander-E للتصدير.
وتقوم الصين بإنتاج صواريخ بالستية بتكنولوجيا متقدمة، كما قامت ببيع تكنولوجيا إنتاج هذه الصواريخ لدول أخرى. وتمتلك الصين برنامجاً مكثفاً لصناعة الصواريخ البالستية كما قامت بنشر هذه الصواريخ بالقرب من تايوان. وتعمل الصين على توسيع المدى الذي تصل إليه الصواريخ للحيلولة دون دخول أي قوى أجنبية في أي من الصراعات الإقليمية في المستقبل. وفعلياً تستطيع الصين ضرب أهداف داخل الولايات المتحدة بقوة صغيرة نسبياً من الصواريخ البالستية عابرة القارات ICBM، كما وأن قوتها في مجال الصواريخ الباليستية عابرة للقارات تنمو كمياً ونوعياً.
وقد حققت كوريا الشمالية رحلتين ناجحتين للصاروخ TD-2 تايبودونغ 2 (Taepodong-2) كمركبة إطلاق فضائي (SLV)، كما كشفت النقاب عن صواريخ بالستية عابرة للقارات ICBM المتحركة والمتنقلة على الطرق، وتقوم بتطوير صواريخ بالستية وسيطة المدى IRBM، وأجرت اختبار لصاروخ بالستي جديد يعمل بالوقود الدفعي الصلب أطلق من غواصة SLBM، واختبار آخر لصاروخ باليستي متوسط المدى MRBM، بالإضافة إلى محافظتها على مخزونها الكبير من الصواريخ البالستية قصيرة المدى SRBM. وقد ازدادت وتيرة اختبارات طيران الصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية زيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
وتملك إيران برامج طموحة للصواريخ البالستية وإطلاق مركبات الفضاء، وتواصل على تطوير القدرات القتالية لهذه الصواريخ ورفع كفاءتها من حيث الدقة وتوسيع نطاقها في محاولة لزيادة الفتك في قوة الصواريخ الباليستية. وتواصل قوات الصواريخ الباليستية الإيرانية تدريبها على نطاق واسع وتجرى في تدريبات مشهورة للغاية تحظى بتغطية إعلامية كبيرة. وتمكّن هذه المناورات التدريبية قوات الصواريخ الباليستية الإيرانية من صقل المهارات التشغيلية في زمن الحرب، وتطوير أساليب جديدة. وتعرض إيران أعداد متزايدة من مسرح الصواريخ الباليستية وتقوم بتحسين مخزوناتها الحالية، كما تقوم بتطوير إمكانياتها التقنية لإنتاج الصواريخ البالستية عابرة القارات وتطوير برنامج الصاروخ الباليستي كمركبة الاطلاق الفضائي.
تزداد تهديدات الصواريخ الجوالة ضد القوات الامريكية، ومعظم الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM لاتزال تطير بسرعة دون سرعة الصوت Subsonic، لكن في المستقبل سيتم نشر صواريخ تطير بسرعة أعلى أو أسرع من سرعة الصوت Supersonic وصورايخ تطير بسرعة الفرط الصوتي الفائقة السرعة Hypersonic. كما وأن سوف تزيد قدرة قابلية بقاء الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM عبر تخفيض بصمة الرادار و / أو استخدام الحيّل والشراك الخداعية المتقدمة.
هذا وستظل الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة ذات تكاليف تشغيلية منخفضة نسبياً، وإمكاناتها في اختراق الأنظمة الدفاعية، وقيمتها كرمز لقوة السلطة الوطنية، هي الأسلحة الهجومية التي يختارها العديد من الدول. وعلى هذا النحو، فهي تشكّل تهديدات يجب النظر فيها بعناية وفي التخطيط والعمليات العسكرية في المستقبل.
الله يعطيك العافية مشكورة
انتِ بيليه المنتدى
بصراحة ما قريت الموضوع كامل .. بارجع له
بس عندي سؤال للخبراء
هل يوجد لدينا في السعودية دراسات و ابحاث بهذا الشكل في وزارة الدفاع ؟
أعلم تماماً حجم التعب من ترجمة مثل تلك التقارير، رغم أنها دسمة ومهمة و مركز NASICمحترف !
التقرير أحتوى نقاط مهمة وربما يمكن أن أعدد بعضاً منها لمن لايحب أن يقرأ التقرير كاملاً:
- صاروخ قيام 1 هو الجيل الرابع من الصواريخ الإيرانية فاتح 110 وهو الأحدث. مثلما قلت سابقاً هو درة صناعات الإيرانيين ويمكن القول أن السعودية حطمت مشاعر وأهداف الإيرانيين قبل أن تحطم أحدث صواريخهم في الرياض!
- الصين لديها الترسانة الصاروخية الأكثر تنوعاً ونشاطاً. حقيقة، روسيا لديها صواريخ مرعبة لكن هدفها هو أمريكا، الصين تعد ترسانة لضرب أمريكا و اليابان وتايوان لذا تنوعت الحلول!
- ظهور تصنيف جديد يعرف حرفياً بأسم الصواريخ الباليستية قريبة المدى (CRBM). شخصياً أعتقد أن المقصود هنا صواريخ الراجمات، وقد أصبحت تصل لمديات جعلها تصنف في بند الصواريخ البالستية أو كروز رغم أنني لأعلم أي نمط طيران تتبع لتكون أقرب ولكن يبدو أن لها نمط طيران بالستياً، الملفت للنظر أن إسرائيل لديها 9 أنواع في هذا المجال، وهذه نقطة قوة خطيرة تجاه الدفاعات الجوية في مصر والأردن و سوريا.
التقرير يتكون من أربعين صفحة من المعلومات القيمة المتاحة للعامة من national air and space intelligence center وهنا أوجه كلامي لشلة المحقق كونان بلاش مضايقات للقامات الي تضيف للمنتدى بخلقها وعلمها بحجة معلومات إستخبارتية!!!!
-المعلومات قيمة
-المصدر قوي
-الترجمة محترفة
- طرح الموضوع مميز
فالك تثبيت الموضوع وبارك الله فيك على الموضوع المفيد.
ما شاء الله عليك ، الله يعطيكِ ألف عافية ، شكراً على إثراء المحتوى العربي.
انا قرأت الموضوع كله وعدت فوق هذا وقرأت كم صفحة من المصدر الأصلي لأن هذا الموضع بالذات له أولوية عندي كل ما يتعلق بال missiles & bombs هو يعتبر my field of inetrest .
نأتي للموضوع.
لاشك ان الصواريخ تتطور بسرعة وأصبحت تتسرب تقنياتها للدول المارقة بهدف زعزعة مناطق او دول اخرى، لذلك الجميع يتحصن ضد هذه التهديدات إمام بصواريخ مثلها أو بانظمة دفاعية لتحييد خطر هذه الأسلحة .
الدول المتقدمة في هذا المجال أصبحت تفكر بطريقة متقدمة، خصوصاً الدول التي لديها خبرة جيدة في الفضاء تحديداً "space crafts" ، حيث التفكير عندهم لا يتمثل في ايصال هذه الصواريخ إلى الأعداء بل ما بعد إيصال الصواريخ، وهو كيفية إختراق دفاعات الأعداء لأنهم منذ زمن أتقنوا طرق الايصال وضمنوها.
ما يخيف هو ما توصلت إليه هذه الدول من طرق تجعل الضربة تحمل نسبة إيجابية كبيرة في نجاح إختراق دفاعات العدو !
إختراق دفاعات العدو ضد الصواريخ يتم باستخدام ما يسمى بـ Penetration Aids - مساعدات الاختراق -.
من إسمها، هذه الادوات تساعد على الافلات من دفاعات العدو وتطورت في تسلسل مع تطور الدفاعات ضد الهجمات الباليستية، ولها عدة طرق سواءً رؤوس حربية متعددة MIRV؛ او رؤوس حربية مناورة MaRV؛ او أهداف وهمية لارباك الدفاع الجوي عبارة عن decoys !
النوع الاول والثاني (MIRV & MaRV) مفهوم طريقة عملها لأنها عبارة عن عدة رووس مناورة أو مظللة لتشتيت الدفاع الجوي بحيث اذا اعترض بعضها يصل البقية لأهدافها.
تبقى المشكلة في النوع الاخير الذي يتسم بألاعيب لا تخطر على البال لتشتيت الدفاع الجوي للعدو ومن ثم اختراقه.
على سبيل المثال، انتهج الاتحاد السوفياتي طريقة الرؤوس المتعددة وكان بعضها غير حقيقي ليصعب ايجاد الراس الحقيقي على المدافع ولكن امريكا طورت الاعتراض بمركبة محمولة في صاروخ دفاع جوي فوق الغلاف الارضي ودعمت صواريخ الدفاع الجوي بأقمار صناعية ترصد الانبعاثات الحرارية من الرؤوس الحربية وبالتالي يمكن التمييز بين المزيف من الحقيقي !
فما كان الحل الآخر إلا ابتكار decoy عبارة عن بالونات هوائية (تماما مثل ايرباج السيارة)يختبئ بداخلها الرؤوس الحربية مصنوعة من مادة تخفي الانبعاثات الحرارية وبالتالي لا يمكن ايجاد الرؤوس الحقيقية من بين ال decoys وكلها لها نفس الحجم والشكل والسرعة والانبعاثات والمقطع الراداري!
تقرير يثبت للعالم لكل دول العالم وشعوبه ان هناك دولة خطيرة على الجنس البشري اسمها ايران تملك عدد كبير من الصواريخ ولديها برنامج يتطور باستمرار لتطوير مدى ودقة صواريخها وسيأتي يوم وتحمل صواريخها برؤس جرثومية او كيميائية او نووية وتطلقها على اوروبا او حتى امريكا لامحالة ان سمح لها العالم بمواصلة تطوير برنامجها الصاروخي الاجرامي فهي دولة يقودها مجرمين واعداء للبشر وشعارهم الاول هو الموت لامريكا
ولهم سوابق في التهور واخرها اطلاق احد صواريخهم على السعودية واستهدفوا مطارها الدولي في العاصمة الرياض وكادوا يتسببون في قتل الالاف اليشر من شتى جنسيات وبلدان العالم
لابد ان يقضي العالم على هذه العصابة ويخلي الخميني والسيستاني وبقية العصابة يلحقون مسردبهم في المجاري
الامر الان حله بسيط ولكنةمستقبلا لايمكن ذلك الا بصعوبة
فالان كل مايحتاجه العالم لتدمير بنية سلاحهم الصاروخي وكل ما يحميه ويساهم في انشائه هو ٥٠٠٠ الاف طلعة جويه تقوم بها ٢٠٠ طائرة مع تحدبد بنك اهداف يضم بعض الاهداف التي قد تعرقل هذه العملية مثل القواعد الجوية محطات الاتصال شبكات الرادارات منصات الدفاع الجوي واخيرا الجامعات التي تساهم في هذه البرامج الخطيرة على البشرية