مقالة أعجبتنى للكاتب "ايهاب عمر"
يوم وقع صلاح الدين الايوبي على اتفاقية كامب ديفيد
-
-
في مثل هذا اليوم ، الثاني من أكتوبر عام 11877 ، استرد سلطان مصر وسوريا صلاح الدين الايوبي القدس من ايدي الاحتلال الأوروبي الصليبي ، معلنا ً سقوط مملكة القدس الصليبية بعد احتلال دام 88 عاما ً.
و كان الايوبي قد قاد الجيوش المصرية و السورية في معركة حطين في 4 يوليو 1187 حيث هزم الدول الصليبية في الشام و تشمل مملكة القدس وإمارة انطاكية و إمارة طرابلس مدعومين بفرق من الطوائف المسيحية العسكرية على رأسها فرسان الهيكل
و أدى انتصار الايوبي في حطين ثم دخول القدس الى بدء الحملة الصليبية الثالثة ( 1189 – 1192 ) على الشام
و منذ اللحظة الاولي لوصول القادة الأوروبيين الى اراضى الشام حتى فتح صلاح الدين الايوبي قناة اتصال دبلوماسية على مدار 24 ساعة ، و رغم استمرار المعارك بين الجانبين على الأرض الا ان المباحثات السلمية لم تهدأ بين قادة المشرق و الغرب الأوروبي ، و لم ينتصر الايوبي عسكريا ً على الحملة الصليبية الثالثة قط ، و لكن صمود الجيوش المصرية والسورية دون ان تنال هزيمة واحدة ادي الى كسب مساحات تفاوضية واسعة ما جعل الايوبي يظفر باتفاقية الرملة عام 1192 ، حيث حصلت أوروبا على حق دخول مواطنيها للحج الى القدس دون اخطار مسبق
هكذا لم يهدأ الحال لصلاح الدين الايوبي في فلسطين الا بمعاهدة سلم ترسخ مكاسبه العسكرية في معركة حطين و يوم تحرير القدس ، و لم يكن ما فعله الايوبي جديدا ً على العلوم العسكرية و السياسية وقتذاك ، اذ من النادر ان ينتهي نزاع عسكري بالشق العسكري فحسب ، فغالبية الحروب يجب ان تنتهي بمعاهدة سياسية يضمن عبرها المنتصر حقوقه و يأخذ بها اعترافا ً و تعهدا ً من الطرف الخاسر
و لم تكن تلك المرة الاولي التي يبرم فيها الايوبي اتفاقيات سلم مع الاحتلال الصليبي ، اذ عقد اكثر من اتفاق من اجل محاربة الدول الزنكية التي ناصبته العداء ، كما ان السلطان المصري سيف الدين قطز الخوارزمي عقد معاهدة سلم مع إمارة عكا الصليبية قبيل توجهه على راس الجيش المصري الى فلسطين لمحاربة المغول ، و ذلك حتى يفوت الفرصة على قيام تحالف مغولى – صليبي لطالما سعى اليه هولاكو خان
بل ان الجيش المصري دخل امارة عكا سلما ً قبيل توجهه الى المعركة الفاصلة مع المغول ، حيث نص الاتفاق على إمكانية تعسكر الجيش المصرى في عكا و التزود بالماء
و عقب جميع الحروب العثمانية و الفارسية و الأوروبية و الامريكية و غيرها وصولا الى الحرب العالمية الاولي و الثانية و حرب فيتنام و غيرها ، كانت مكاسب الحرب وخسائرها لا تسجل الا على مائدة المفاوضات
حرب واحد واحدة فحسب عبر التاريخ الحديث رفض المنتصر ان يذهب الى مائدة التفاوض .. حرب أكتوبر 1973 .. فلا تعرف اى جهل بل اى خيانة تلك التي تجعل قادة سوريا وفلسطين و الأردن يرفضون الذهاب الى ما ذهبت اليه مصر ، رغم اننا نتحدث عن بديهيات سياسية فعلها الايوبيين و الزنكيين و المماليك و العثمانيين قبلنا
حاربوا هذا الكيان ثلاث جولات عسكرية ثم قالوا ان مؤتمر السلم يعني اعترافا ً به ، وهل كان اتفاق الرملة بين الايوبي و ريتشارد قلب الأسد هو اعتراف ابدي بالدول الصليبية في الشام ، ام كان اتفاق مرحلى لتثبيت المكاسب و ترسيخ الحصول على الأرض ؟ الم يكن هنالك عاقل في سبعينات القرن العشرين يقول لجحافل الغوغاء و زعماء جبهة الرفض ان الامر لم يستتب لصلاح الدين الايوبي في القدس الا باتفاقية سلام ؟
الم يفهم احد عبر تلك السنوات ان مصطلح السلام لا يعني اى شيء و هو مصطلح بروتوكولى فحسب ؟
عقب وقفة الابطال حافظ الأسد و ياسر عرفات و غيرهم ضد مؤتمر مينا هاوس .. ذهب ياسر عرفات لتحرير فلسطين عبر الانخراط في الحرب الاهلية اللبنانية فخرج من لبنان مطرودا ً مرتين ، وحاول حافظ الأسد تحرير الأقاليم السورية الشمالية المحتلة من قبل تركيا بالذهاب الى احتلال لبنان ، و رسخ الأسد الاب القومية العربية بفتح الباب امام المشروع الفارسي ضد العرب
و في نهاية العمر تذكر كلاهما أراضيه المحتلة ، فأرسل حافظ الأسد وزير خارجيته فاروق الشرع لمقابلة ايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي في زمن كلنتون و لم يحصل على ضئ و مات الأسد الاب و الجولان محتل ، اما ياسر عرفات بعد ساهم في تخريب لبنان دعم حكم الخميني في ايران ما اثار غضب الخليج العربي ضده ، ثم دعم صدام حسين في غزو الكويت ، فلا تعرف ما علاقة كل هذا الهراء بالقضية الفلسطينية ، ثم تذكر القدس و اريحا ، و لما طلب الاتفاق مع إسرائيل في أوسلو وضعوا امامه نفس الورقة التي وضعت امام كراسي الوفد الفلسطيني الفارغة في مؤتمر مينا هاوس في القاهرة منذ قرابة العقدين من الزمن ، ووقع عرفات
و اصبح من يفهم سياسة و حصل على ارضه بالحرب ثم بالمعاهدات السياسية خائن وعميل ، و من ترك بلاده محتلة حتى اليوم رموزا ً للصمود و التحدي .. الى هذه الدرجة شعوبنا اليوم اكثر تخلفا ً من شعوب المنطقة في زمن صلاح الدين ؟
لايخلو من أخطاء
وقراءات خاطئة لمواقف حافظ وياسر،
هذا مقال يعتمد على مواقف تاريخية تحتاج إلى أن يكون الكاتب متجرد وملم إلمام تام بسياقاتها،
مثال:
ياسر عرفات لم يكن متوافقا مع الخميني أبدا،
هو كتب رساله للخميني بعد مقتل ابنه على يد حكومة الشاه،
وحين سقط الشاه ذهب لتهنئة الخميني
فلم يتم السماح لأحد بدخول ايران الا عرفات،
والتقى به الخميني وكان الدعم بينهم متبادل،
منظمة التحرير قامت بتدريب عناصر من الحرس الثوري،
والخميني قدم للفلسطينيين تسهيلات ودعم مادي،
بعد قيام الحرب الحرب العراقية الايرانية انتهت هذه العلاقة للأبد،
لأن عرفات اختار تأييد العراق بشكل مؤدب،
فهذه حقيقة علاقة عرفات بالخميني،
من أين بدأت وأين انتهت بشكل مختصر،
علاقة قصيرة انتهت سريعا لاختلاف مواقف الطرفين بشكل عميق،
وليس كما صور الكاتب في مقاله