بالنسبة لحالة الدفاع الجوي السوري في 2007
=============
إن الدفاعات الجوية السورية ربما ليست مستعدة لمواجهة ضربة محدودة تستغل افتقار منظوماتها إلى التكامل. وتعزى نقطة الضعف هذه إلى منظومة "القيادة والتحكم والاتصالات" التابعة للنظام، التي هي بالية ونصف آلية "وتتطلب تفاعلاً بشرياً"، وإلى اعتمادها المفرط على شبكات الاتصالات الضعيفة، وكذلك إلى تركيبتها المركزية لإدارة المعارك الجوية.
ونظراً لهذه الأمور، سيحدث تأخير ملحوظ ما بين الرصد الأولي للدخلاء من قبل رادارات الإنذار المبكر وبين إصدار أوامر الاشتباك لمختلف قطاعات الدفاع الجوي والقواعد الجوية.
و علاوة على ذلك، فإن رادارات الإنذارالمبكر التي عفا عليها الزمن وقابلية الشبكة من ناحية تعرض القيادة والسيطرة والاتصالات لهجوم إلكتروني، من المرجح أن تطيل هذا التأخير إلى أبعد من ذلك، مما اضطر بعض الوحدات أو العناصر الفردية إلى القيام بعمليات مستقلة ومعزولة وجعلها أكثر عرضة للهجوم والتشويش.
وبالفعل سهلت هذه الثغرات الأمنية من إمكانية توجيه ضربات متعددة من قبل الطائرات الإسرائيلية منذ عام 2007 وبشكل متزايد منذ عام 2013. وقد تم الهجوم على موقع "الكُبر" في عمق المجال الجوي السوري، وإن كان ذلك في القطاع الشمالي الشرقي حيث تكاد أن تكون الدفاعات الجوية معدومة. وكجزء من هذه المهمة، يقال أن طائرات حربية إسرائيلية قد تهربت من مواقع الدفاع الجوي قرب الحدود السورية وتركيا، وعلى طول الساحل مع قدرات خداع إلكترونية متطورة، بفتحها طريقاً من البحر الأبيض المتوسط إلى المنشأة النووية بعيداً داخل البلاد.
وبعد قيام إسرائيل بغارة جوية - لم يتم التصدي لها - على مفاعل نووي في "الكُبر" عام 2007، استثمرت سوريا بكثافة في النظم الروسية الحديثة لتعزيز شبكة دفاعها الجوي.
وكان التركيز على رفع مستوى عصب الشبكة، المكون من صوراريخ "سام" من الحقبة السوفيتية من خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بما في ذلك صواريخ من طراز SA- 2S، SA- 5S، وSA- 6S. وقد اتُخذت خطوات جادة أيضاً لتحديث ترسانة صورايخ النظام السوري من طراز SA- 3S [واستبدالها] بمنظومات أكثر تنقلاً ورقمية. بالإضافة إلى ذلك، حصلت دمشق على صواريخ "سام" تكتيكية أكثر تطوراً، مثل ثلاث بطاريات من طراز SA- 17 ذات قدرة كبيرة جداً وثلاثة دزينات من أنظمة الصواريخ ذات المسافة القريبة من طراز SA- 22 التي يقال أنها أسقطت الطائرة التركية عام 2012.