حيا الله أخي الكريم مراقب دقيق
دعم ومشاريع وتمويل هي مصطلحات مهذبة ولبقة، ونحن لا غضاضة ولا حرج لدينا إن قلنا معونات ومساعدات، لا نشعر بالحرج من هذه المصطلحات، لأن للبحرين تاريخ عريق وحضارة ضاربة في الجذور، ولسنا حديثي نعمة وبلا تاريخ وحضارة، ولا نبحث عن تاريخ مزيف وجغرافيا وهمية فقط لكي نقول للعالم أنظروا "نحن ها هنا".
في الماضي، خلال القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، كانت البحرين أغنى دولة خليجية، وكان اقتصادها يعتمد على صناعة اللؤلؤ، وعلى الغوص في مغاصات اللؤلؤ، والكثيرين من أهل الخليج كانوا يأتون إلى البحرين للعمل ولطلب الرزق، وكان القطريون والعمانيون على رأس هؤلاء، وهذا كلام موثق في الوثائق البريطانية، وثم في عام 1919 افتتحت البحرين أول مدرسة نظامية للأولاد في منطقة الخليج بأسرها وفي عام 1928 افتتحت أول مدرسة نظامية للبنات، وجاءوا أبناء الخليج من جميع الدول الخليجية إلى البحرين للالتحاق بالمدرسة النظامية لطلب العلم، ونحن شيلناهم في عيوننا ووضعناهم فوق رؤوسنا، وحتى بعد اكتشاف النفط في عام 1932، وهي أول دولة خليجية اكتشف فيها النفط، جاءوا القطريون إلى البحرين للعمل ولطلب الرزق، وبالمناسبة والد الممثل القطري غانم السليطي جاء إلى البحرين للعمل ولطلب الرزق مع زوجته وإبنه غانم السليطي، وثم غانم السليطي تلقى تعليمه في البحرين، والعديد من أبناء آل ثاني عاشوا في البحرين للعمل ولطلب الرزق وأبناءهم درسوا في مدارس البحرين.
واليوم، عندما تدعمنا السعودية والإمارات والكويت بالأموال والمشاريع والمساعدات، ما هو إلا تعبير صادق عن أخلاق الكبار الذين لا ينسون الماضي ولا ينكرون ولا يجحدون.
وتقبل تحياتي