إخوان سوريا" لقمة الرياض..
تمثلوا نهج النبي داوود وكونوا عونا للسوريين حتى يبنوا دولة مدنية ديموقراطية
==================
زمان الوصل | 2017-05-21 15:55:57
تنطلق اليوم الأحد في العاصمة السعودية قمة يشارك فيها نحو 35 رئيسا وزعيما من دول عربية وإسلامية
استبق "الإخوان المسلمون" في سوريا "القمة الإسلامية-الأمريكية" برسالة ثلاثية وجهوها إلى "أصحاب الجلالة والفخامة والسمو"، نوهوا فيها بأن "الإخوان" يستقبلون القمة "بالأمل وبالدعاء" للزعماء بأن يسدد الله خطاهم "لما فيه نفع الإنسانية والإنسان، والشعوب المستضعفة المقهورة، ونصرة القضايا العادلة".
وركز "الإخوان" في رسالتهم على قضية الإرهاب، معتبرين أن الجماعة كانت "الضحية الأولى للإرهاب"، معقبين: "إن ما تفعله إيران والميليشيات الشيعية المنتشرة على الأرض السورية من قتل وتدمير للإنسان والأفكار والمعتقدات ضمن مشروع احتلالي توسّعي، لهو أخطر إرهاب يواجه المنطقة كلّها وليس سوريا فحسب، إنّ مواجهة هذا الإرهاب الإيراني العابر للحدود هو أوجب الواجبات حتى تنعم شعوب المنطقة بالأمن والسلام".
وتنطلق اليوم الأحد في العاصمة السعودية قمة يشارك فيها نحو 35 رئيسا وزعيما من دول عربية وإسلامية، فضلا عن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الموجود في الرياض حاليا، ضمن زيارة رسمية.
ومع وصول عدد من زعماء الدول التي تتمتع بعلاقات جيدة مع واشنطن مثل مصر والأردن، كان لافتا غياب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عن القمة، موفدا غليها وزير خارجيته.
النص الكامل لرسالة "الإخوان المسلمون" في سوريا إلى قمة الرياض:
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأجلاء أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
تلتقون اليوم في رحاب المملكة العربية السعودية، التي تشكّل بتاريخها وحاضرها ورمزيتها محضن الإسلام، الذي يدين به اليوم خُمس سكان العالم، ونأمل كما تأملون أن تنجحوا في إقرار سياسات استراتيجية تحافظ على تعددية العالم، وتنوّعه، وغناه، وإحلال الوئام والتعاون على الخير بين أبنائه جميعا.
إنّنا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ نستقبل مؤتمركم بالأمل، والدعاء لله العليّ القدير، أن يوفّق خطاكم لما فيه نفع الإنسانية والإنسان، والشعوب المستضعفة المقهورة، ونصرة القضايا العادلة؛ نضع بين أيديكم رسائل ثلاث..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
خاطب ربنا، تبارك وتعالى، عبده الملك النبي داوود عليه السلام بقوله: [يا دواود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق].
وإنّه لخطاب مفتوح لكل الأخيار العقلاء، ممّن يتقلدّون أمر الناس في الأرض، أن يجعلوا الحقّ والعدل أساس حكمهم وغايته.
يشهد العالم هذه الأيام حرباً ممنهجة، باردة وساخنة، تشنّ على الإسلام والمسلمين، تحت عناوين وذرائع، ليست من الحق في شيء، ونقدّر أن وضع حدٍّ عملي لهذه الحرب المستندة إلى أشكال من التمييز الثقافي المقيت، والتوافق على منهجية جديدة للتعامل الإنساني بين البشر هو ما ينتظره المسلمون حول العالم من لقائكم المهيب.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
إنّ ممّا توافق عليه الحكماء والعلماء، في كلّ ميادين العلوم الكونية والإنسانية، أنّ فهم الظواهر يتم بمعرفة أسبابها. وإنّ تعزيز الإيجابي من هذه الظواهر، أو كبح السلبي إنّما يتمّ من خلال التعامل الحكيم مع هذه الأسباب.
إنّ الإرهاب الذي يشكّل تهديداً لحياة البشر ولأمنهم ولطمأنينتهم، هو واحدة من أخطر الظواهر السلبية المقيتة والمستنكرة. وإنّ اتّفاقنا على إدانة هذه الظاهرة، وعلى تلمّسنا السبل العملية لمواجهتها تتطلب من الجميع أن يكونوا علميين وموضوعيين في مناهجهم وفي طرائقهم وأدواتهم وأساليبهم.
إنّ أوّل خطوة على طريق الحقّ في هذا السبيل أن نوقن أنّ الإرهاب لا هوية له. وإنّ أيّ محاولة لإلصاق الإرهاب بهويّة هو نقض لمنهج الحق الذي قامت عليه السموات والأرض.
وإذا كان ما فعله هتلر وموسوليني وستالين وما يفعله بشار الأسد بشعب سورية اليوم من تقتيل وتعذيب وحصار وتجويع ليس إرهاباً فعلى الحضارة الإنسانية السلام.
وإنّ ما تفعله إيران والميليشيات الشيعية المنتشرة على الأرض السورية من قتل وتدمير للإنسان والأفكار والمعتقدات ضمن مشروع احتلالي توسّعي، لهو أخطر إرهاب يواجه المنطقة كلّها وليس سورية فحسب، إنّ مواجهة هذا الإرهاب الإيراني العابر للحدود هو أوجب الواجبات حتى تنعم شعوب المنطقة بالأمن والسلام.
إنّ التصدي للإرهاب الفاعل، المتمثّل في التمييز السلبي بكلّ صوره كما في الاستبداد والفساد، هو الخطوة الأولى على طريق الحرب الصادقة على الإرهاب.
وإنّه لمن حقّنا أن نقرّر أنّ شعوبنا العربية والمسلمة، وأنّ جماعتنا -جماعة الإخوان المسلمين- كانت هي الضحية الأولى للإرهاب فاعلاً ومنفعلاً.. وأنّها كانت وستبقى تتقدّم الصفوف في التصدي لظاهرة الإرهاب بأبعادها، بكلّ الوسائل المشروعة..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
لقد انطلقت ثورة شعبنا في سورية ثورة عفوية وطنية صادقة، تعلي كلّ القيم الإنسانية الخيرة، وتطالب بالعدل والحرّية والكرامة الإنسانية. لقد كانت ثورة شعب مستضعف عانى من الاستبداد والفساد والظلم والتمييز.
إنّ الشعب السوري، وجماعتنا جزء منه، سيظلّ صامداً في الدفاع عن حقوقه، متمسّكاً بوحدة أرضه ومجتمعه، محافظاً على تعدديته الجميلة،حتى يبني دولته المدنية الديموقراطية التعددية، دولة لا مكان فيها لمحتلّ غاصب، ولا لمتسلط فاسد.
وإنّنا لننتظر من لقائكم الدعم والتأييد لقضية شعبنا العادلة، ولكل قضايا المستضعفين في هذا العالم.
وفقكم الله للخير، وسدّد على طريقه خطاكم..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢٥ شعبان ١٤٣٨
٢١ أيار ٢٠١٧