استطلاع "Survey" كيف يصنف الجيش الأميركي إرث أوباما؟!!
غالبية أفراد الجيش الاميركي يعترفون بأن أوباما جداً سلبي .. وبالخصوص مشاة البحرية
منهجية الاستطلاع "Survey"
أجرى معهد قدامي المحاربين وعائلات العسكريين بجامعة سيراكيوز Syracuse University، وهي من الجامعات العريقة في الولايات المتحدة، بالتعاون مع موقع Military Times استطلاع سري وطوعي لأعضاء الخدمة العسكرية بالولايات المتحدة. وجرى الإستطلاع في الفترة 16 – 21 ديسمبر 2016، وركزت الأسئلة على الفترة التي قضاها باراك أوباما في البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة وكذلك المناخ السياسي الحالي في أميركا.
تلقى الاستطلاع 1664 استجابة من قبل القوات الفعلية في الخدمة العسكرية. واستخدمت منهجية موحدة من قبل المحللين في معهد قدامي المحاربين وعائلات العسكرية لتقدير قياس المراقبة لكل عينة مسح. وقد بلغ هامش الخطأ للأسئلة المتعلقة بشعبية أوباما 2%، وأسئلة أخرى كان هامش الخطأ فيها أعلى قليلاً من هذه النسبة.
وشمل جمهور الاستطلاع 87% من الذكور و 13% من الإناث، وكان متوسط أعمارهم 30 عاماً. وحددت العينة 73% من البيض و 12% من أصل اسباني، و 11% من الامريكيين من أصل افريقى و 4% من أصول آسيوية و 9% من الأعراق الأخرى. واستطاع الاستطلاع استقطاب أكثر من عرقية للتجاوب مع أسئلة المسح.
عهد أوباما انتهى
أيام قليلة وتنتهي فترة رئاسة باراك أوباما، بعد ثماني سنوات كرئيس للولايات المتحدة وكقائد عام للقوات المسلحة الأميركية. كانت فترتي رئاسته واحدة من أكثر الفترات تأثيراً على قيادة الجيش الأميركي، ولكن ليس بالضرورة أن يتلقى الدعم السياسي من أعضاء الخدمة العسكرية.
تحركاته لتقليص حجم القوات المسلحة، أدت إلى التحرك بعيداً عن القوة العسكرية التقليدية وإعادة هيكلة السياسات الاجتماعية التي تحظر خدمة الأقليات مما أدت إلى انقسام في صفوف الجيش. بالنسبة لمنتقديه يحمّلونه متاجرته بالوضع الأمني القوي في مقابل الحصول على فوائد سياسية، والسماح لصعود الإرهابيين مثل تنظيم الدولة الإسلامية والذي كان من المفترض حربي العراق وأفعانستان قضت على هذه الجماعات المسلحة والإرهابية.
في حين مؤيديه وأنصاره يعرّفونه بأنه الحائز على جائزة نوبل للسلام، والآمر بالقضاء على أسامة بن لادن، وإعادة تركيز الاستراتيجية العسكرية في الوقت الذي كان يصارع مع الكونغرس غير المتعاون ومع قيود الميزانية التي لم يسبق لها مثيل. وهم يصرون على أن الجيش الأميركي أكثر فطنة الآن من قبل، وأكثر استعداداً للتعامل مع حرب غير تقليدية ضد التهديدات غير التقليدية في جميع أنحاء العالم.
أكثر من نصف القوات المسلحة ممن شملتهم هذه الدراسة الاستطلاعية قالوا بأن لديهم آراء سلبية تجاه فترتي رئاسة أوباما للولايات المتحدة وغير راضين عن أدائه كقائد أعلى للقوات المسلحة، في حين نحو 36% قالوا بانهم راضين عنه كقائد للجيش.
وتضمنت انتقاداتهم لأوباما حول قراره بتقليص عدد العسكريين، حيث يعتقد 71% يجب زيادة العدد، وانتقاد آخر لقرار أوباما بشأن الانسحاب الأميركي من العراق حيث يرى 59% بأن هذا القرار جعل أميركا أقل أماناً، وأيضاً انتقدوا أوباما لإفتقاره التركيز على أكبر الأخطار التي تواجه أمريكا حيث 64% قالوا أن الصين تمثل تهديداً كبيراً للولايات المتحدة.
ولكن أكثر من ثلثي المستطلعين يدعمون شعار أوباما حول تأمين أمريكا الذي يعني بناء تحالفات قوية مع قوى أجنبية. وأكثر من 60% يأيدون نهجه في استخدام طائرات بدون طيار وفرق القوات الخاصة لتوجيه ضربات دقيقة – بدلاً من عمليات عسكرية واسعة النطاق – ويعتقدون أن هذا النهج ساعد على تثبيت الأمن القومي الأمريكي.
التناقض في أن رئيس دخل البيت الأبيض وتعهد بإنهاء التورط الأميركي في العراق وأفغانستان، ولكن بدلاً من ذلك يترك البيت الأبيض بعد أن أشرف على فترتين كاملتين كرئيس للولايات المتحدة ولا تزال القوات العسكرية الأميركة منتشرة في مناطق معادية وملتهبة.
وعلى وقع رحيل أوباما، صدر وزير الدفاع آش كارتر مذكرة في 5 يناير يدافع فيها عن "سجل التقدم" في الجيش وقدم فيها الثناء لتحركات البيت الأبيض نحو إنشاء جيش صغير ولكنه أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية قادر وعلى أهب الاستعداد لمجابهة تهديدات اليوم والغد".
كتب كارتر في المذكرة قائلاً "أمريكا اليوم تسبق العالم في كل شيء، الزعامة، الشراكة، والضامن للاستقرار والأمن في كل منطقة حول العالم، كما كنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، واضاف "حتى ونحن نواصل القيام بهذا الدور الدائم، فإنه من الواضح أيضا أننا ندخل عصر استراتيجي جديد ... ويتطلب طرقاً جديدة للتفكير وطرقاً جديدة للتصرف."
وتجدر الإشارة، أن البيت الابيض لم يستجب للطلبات المتكررة من أجل إجراء مقابلة مع أوباما لمناقشة تحركاته الدفاعية وإرثه العسكري الذي سوف يتركه وراءه.
وفي خطاب الوداع أثناء استعراض الشرف العسكري يوم 4 يناير 2016، قال أوباما أن من أولى الأولويات التي كانت لديه إدارة الجيش الأميركي لتحقيق التوازن بين الحاجة إلى استخدام القوة مع ضرورة الحفاظ على شرف القوات المسلحة.
وقال "أنتم عهدتم نفسكم وحياتكم للخدمة العسكرية والتضحية". "وأنا، في المقابل، وعدتكم ... إنني سوف أرسلكم إلى طريق الأذى فقط عندما يكون ذلك ضرورياً جداً، مع استراتيجية وأهداف واضحة المعالم، مع المعدات والدعم التي كنتم في حاحة للحصول عليها تم إنجاز المهمة. لأن هذا هو بحق ما تتوقعونه وهذا هو بحق ما تستحقونه."
ومع ذلك، العديد من القوات المسلحة لا يرون أوباما القائد العسكري الأعلى لأوقات الحرب أكثر من أنه سياسي يدير شؤون البنتاغون. خلال فترة رئاسة أوباما وعد مراراً وتكراراً بـ "الحفاظ على الجيش كأقوى قوات مقاتلة في العالم من أي وقت مضى" ولكن العديد من الجنود يتساءلون مدى نجاعة قيادته للمؤسسة لاسيما عندما يتعلق الأمر بميزانية الدفاع.
إنها غلطة الرئيس
جيمس جاي كارافانو، نائب مدير الدراسات الدولية في مؤسسة التراث المحافظ، قال: "مما لا شك فيه أن هذه الحقبة سوف تخلد بأنها حقبة "الجيش الجوفاء" لدول العالم الثالث، وهذا بسبب خطأ الرئيس"، وأضاف "جميع وعوده، بقدر ما كان يأمل من تحقيقها، ذهبت أدراح الريح، واستثمارة في الجيش كان قليلاً."
جاءت نتيجة إجابات القوات ممن شملهم هذا الاستطلاع الذي أعده معهد قدامى المحاربين وعائلات العسكريين بالتعاون مع موقع Military Times، متوقعة لما كان يجري خلال السنوات الماضية من معارك ميزانية الدفاع باعتبارها من أكبر عيوب رئاسة أوباما، ثلثي المستطلعين قالوا ميزانية الانفاق التي صدرت في عام 2011 كانت لها أثر سلبي جداً على الروح المعنوية للجيش، و28% آخرون قالوا أنها كانت مضرة بدرجة أقل . وأقل من 2% قالوا أن الميزانية كانت إيجابية للجيش.
وهاجم المحافظين تقليص أوباما ميزانيات الدفاع لسنوات بحجة إصراره على اقتران الإنفاق العسكري مع الانفاق غير الدفاعي مما أدى إلى شلل جهود البنتاغون للتحديث وإعادة الرسملة.
وألقوا باللوم على نقص في قطع الغيار والإصلاح و والعمرة وخفض أوقات التدريب والذي أدى إلى خفض تدريجي في القوى العاملة العسكرية بسبب تلقليص أوباما للميزانية العسكرية.
ويتحمل أوباما نتيجة تخفيضه الميزانية والكثير من اللوم يقع عليه، حتى مع موافقة المشرعين على الخطة وفشلوا في صياغة إلغائها. في السنوات الأخيرة، حاول مسؤولون في الادارة للدفع مرة أخرى على السرد أن الرئيس هو المسؤول عن معارك الميزانية التي استهلكت كثيراً في واشنطن، وبالتالي، أثرت على الجيش.
وفقاً لما ذكره كارتر في مذكرته "واجهت وزارة الدفاع هذه الحقبة الاستراتيجية الجديدة بالتعامل مع العوائق الكبيرة التي وردت من قبل الكونغرس، بما في ذلك عدم يقين الميزانية، وهو أول عائق حكومي منذ عقود، والحرمان المتكرر من مقترحات الإصلاح لجعل المؤسسة الدفاعية أكثر كفاءة، والجهود المبذولة لاجهاض تنظيم الوزارة "، وأضاف "على الرغم من هذا، فقد كانت الوزارة قادرة على إدارة أولوياتها الاستراتيجية خلال ثمانية سنوات متتالية والتي بدأت مع قرارات مستمرة، وإن كان ذلك على مستويات متزايدة من المخاطر البرنامجي".
ومع ذلك، نشطاء عسكريون مستقلون قالوا أن ميزانيات الدفاع كانت أقل مما كان متوقعاً ووضعت ضغطاً هائلاً على عائلات العسكريين في السنوات الأخيرة. في استطلاع أجرى في نوفمبر الماضي، في أعقاب فوز دونالد ترامب انتخابات الرئاسة، أظهر أن أكثر من 60% من أعضاء الخدمة العسكرية الفعلية عبروا عن رغبتهم في تحسين أجور القوات والاستحقاقات يجب أن تكون على رأس الأولويات في الإدارة القادمة.
دافع أوباما مرة أخرى عن خطة تشديد الميزانيات التي دمرت الخدمات، وهذه النقطة من النقاط المفضلة لدى ترامب في الحوارات التي يجريها. في الأسبوع الماضي، قال أوباما يبقى الجيش "القوة المقاتلة الأكثر قدرة على وجه الأرض" على الرغم من التحديات المالية.
"قال "لدينا جيش تم اختباره لسنوات في جبهات القتال، القوات البرية الأفضل تدريباً والأفضل تجهيزاً في العالم، ولدينا البحرية الأكبر والأكثر فتكاً في العالم، على الطريق الصحيح ويتجاوز الـ 300 سفينة، وقواتنا الجوية، مع دقتها تصل إلى أبعد الحدود، لا مثيل لها. ومشاة البحرية لدينا قوة التدخل السريع حقاً أنه فقط الأفضل في العالم. وخفر السواحل الأفضل في العالم."
ساعد البيت الأبيض في السنوات الأخيرة التوسط بين أزواج العقود القصيرة الأجل للالتفاف على الميزانية، لكنه فشل في ايجاد حل دائم مع قادة الحزب الجمهوري. وقد وعد ترامب لفعل ذلك، ولكن من المرجح أن تواجهه العقبات السياسية نفسها.
وقال كارافانو إنه يأمل أن التغيير في الإدارات سوف تسفر عن نتائج مختلفة، "لم يعد يوجد لدينا قاعدة صناعية تتناسب مع الوقت، لذلك فإن أي تغييرات في الإنفاق الدفاعي سيكون تدريجياً"، واضاف "لكن هذه المشاكل قابلة للعكس. ينبغي أن يكون لدينا فقط رئيس يهمه الأمر ".
المحارب المضطر
كانت مخاوف الميزانية في صميم هجمات ترامب على أوباما في حملته الانتخابية، مع اتهاماته بأن الرئيس كان غير مهتم بـ "الدفاع" عن أمريكا وكان سريعاً جدا في تفضيله للدبلوماسية على القوة العسكرية.
في خطاب أمام القوات في ولاية فلوريدا في ديسمبر، قال أوباما انه لم يبتعد عن التدخل العسكري، ولكن بدلاً من ذلك اتخذ نهجاً حذراً مسؤولاً عن تلك القرارات الخطيرة.
وقال "أعتقد أننا يجب ألا نتردد في العمل عند الضرورة، بما في ذلك من جانب واحد، عندما يكون ضرورياً ضد أي تهديدات وشيكة على شعبنا". وأضاف "لكن على الجانب الآخر لدي أصرار أيضاً أنه ليس من الحكمة وغير مستدام لطرح جيشنا لبناء دول أخرى من العالم، أو حل الصراعات الداخلية في الدول الأخرى".
سبيغادر أوباما البيت الأبيض وسيترك منصبه كرئيس للولايات المتحدة، إلا أن وحدات عسكرية أمريكية لا تزال متواجدة في منطقة الشرق الأوسط مثل أفغانستان، وإن كانت مهامهم الإشراف على التدريب والمساعدة، وليس القتال المباشر. وقد تعرض أوباما لانتقادات كثيرة سواءً لعدم تصفيره عدد القوات الأميركية المنتشرة في الخارج أوالتحرك بسرعة كبيرة نحو سحب عدد من القوات من مناطق أخرى قبل أن تصبح تلك المناطق آمنة تماماً.
فيل كارتر المدير العسكري في مركز قدامى المحاربين والبرنامج الاجتماعي التقدمي للأمن الأميركي الجديد "ان أوباما محارب متردد، وهو يسعى جاهداً لإنهاء الحروب في الخارج والوفاء بهذه الوعود، إلا إنه لم يتمكن من القيام بذلك".
القوات الذين شملهم الاستطلاع يبدو أنهم منقسمين حول ما إذا كان أوباما استطاع تحقيق التوازن السليم على مستويات نشر القوات العسكرية، نحو 60% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن سحب القوات الأمريكية من العراق جعلت أمريكا أقل أمناً، وأقل بقليل من 55% قالوا أن سحبه للقوات الأمريكية من أفغانستان قد أضر بالأمن القومي لهذا البلد أفغانستان.
بينما النصف من القوات الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن التركيز على خفض البعثات في الخارج على نطاق واسع يضر بالاستعداد العسكري، و 45% يعتقد أن التحول إلى التدريب والبعثات وتقديم المشورة نتيجة إيجابية للقوات المسلحة.
من جانبه، يبدو أن أوباما ليس لديه مثل هذا التورع تجاه هذا النهج.
"بدلاً من دفع كل العبء عن القوات البرية الأمريكية، وبدلاً من محاولة شن الغزوات أينما وجدت إرهابيين، قمنا ببناء شبكة من الشركاء"، هذا ما قال أوباما في خطابه، واصفاً قراراته بـ "الاستراتيجية الذكية التي يمكن أن تستمر".
لكن ترامب والمشرعين الجمهوريين سخروا من سياسة الرئيس الخارجية بأنها مشتتة وسريعة للعثور على أي خيار آخر غير الحرب المحتملة. ويشيرون إلى ما يعتبرونه "اتفاق الثقة المفرطة" مع المتشددين الإيرانيين على الأسلحة النووية وهو غير حاسم، وتهديداته ضد بشار الأسد لم تتحقق عندما شن الأسد هجمات شاملة على شعبه.
في مذكراته، وزير الدفاع السابق روبرت غيتس، انتقد أوباما كزعيم بأنه "هو بنفسه لا يؤمن في استراتيجيته الخاصة" وقال أن خططه في العراق وأفغانستان "كل شيء كان عن الخروج". كما اتهم أوباما بعدم الثقة في كبار القادة العسكريين، والتعامل معهم بوصفهم الخصوم المحتملين.
الجنرال المتقاعد من سلاح مشاة البحرية جميس ماتيس، قائد القيادة المركزية من قبل أوباما، ومرشح لوزير الدفاع من قبل ترامب، في الخريف الماضي قال عن استراتيجية أوباما لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بأنها استراتيجية "بدون ترشيد لسياسة مستدامة أو استراتيجية سليمة، وتزخر بأنصاف الحلول".
في حين كان الجنرال ستانلي ماكريستال مشرفاً على العمليات الأمريكية في أفغانستان في عام 2010 على نحو فعال، لكن أقاله أوباما بعد تقارير عن معارك كانت بينهما وعلى الملأ عن الاستراتيجية العسكرية. وفي عام 2014، الجنرال مايكل فلين، طرد من منصبه كمدير لوكالة الاستخبارات الدفاعية لانتقاده نهج أوباما الليّن نحو الارهاب، واليوم الجنرال فلين هو أحد كبار مستشاري ترامب.
وحتى الصراع بين الرئيس والقادة العسكريين دخلت فيه السيدة الأولى ميشيل أوباما عندما أطلقت مبادرة توحيد قوى البيت الأبيض، التي تهدف إلى تثقيف أفضل للجمهور على الخدمة والتضحية من قبل الأفراد العسكريين وأسرهم.
لا يمكن السماح لهذه الحواجز
قد يكون أكبر أثر لفترة رئاسة أوباما شعر بها أولئك الذين يخدمون في صفوف الجيش، عند حدوث التغيير الجذري في السنوات الأخيرة منذ عام 2009، فقد سمحت التغييرات التي قادها البيت الأبيض للمثليين علناً الدخول في خدمة القوات للمرة الأولى، والنساء للعمل في وظائف قتالية، والأزواج من نفس الجنس للحصول على استحقاقات العسكرية، وأعضاء خدمة المتحولين جنسياً للإعلان عن وجودهم في صفوف الجيش.
ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس المغادر سوف يحصل على النقاط الايجابية أو اللوم. إلا أن نحو 30% من القوات الذين شملتهم هذه الدراسة عن استطلاع الرأي قالوا بأن تحرك البنتاغون نحو فتح جميع الوظائف القتالية للنساء أضر بالاستعداد العسكري، مقابل 15% يعتقدون أنها إيجابية.
سياسة الخدمة المفتوحة الجديدة للقوات المتحولين جنسياً هي أقل شعبية، مع 41% من الذين شملهم الاستطلاع قالوا بأنه ضار جداً، في حين 12% فقط قالوا بأنه مفيد.
وكان ينظر إلى إلغاء قانون "لا تسأل، لا تخبر" من قبل الكثيرين في المجتمع العسكري بأنه يشكل مشكلة كبيرة عندما تم الانتهاء منه في عام 2010، لكن الآن يعتبر هذا القانون هامشي لمعظم القوات. فقط 17% من القوات اللذين شملهم الاستطلاع يعتقدون بأن المثليين علناً شيء سلبي ويؤثر على الاستعداد العسكري، في مقابل 24% يعتقدون أنه حسّن من القوة العسكرية و58% تغيير طفيف بعد أن تم الانتهاء من إلغائها.
أوباما ومجموعة من مسؤولي وزارة الدفاع يدافعون عن التغييرات كوسيلة لـ "تعزيز الجيش" دون المساس بالاستعداد العسكري.
غالبية أفراد الجيش الاميركي يعترفون بأن أوباما جداً سلبي .. وبالخصوص مشاة البحرية
منهجية الاستطلاع "Survey"
أجرى معهد قدامي المحاربين وعائلات العسكريين بجامعة سيراكيوز Syracuse University، وهي من الجامعات العريقة في الولايات المتحدة، بالتعاون مع موقع Military Times استطلاع سري وطوعي لأعضاء الخدمة العسكرية بالولايات المتحدة. وجرى الإستطلاع في الفترة 16 – 21 ديسمبر 2016، وركزت الأسئلة على الفترة التي قضاها باراك أوباما في البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة وكذلك المناخ السياسي الحالي في أميركا.
تلقى الاستطلاع 1664 استجابة من قبل القوات الفعلية في الخدمة العسكرية. واستخدمت منهجية موحدة من قبل المحللين في معهد قدامي المحاربين وعائلات العسكرية لتقدير قياس المراقبة لكل عينة مسح. وقد بلغ هامش الخطأ للأسئلة المتعلقة بشعبية أوباما 2%، وأسئلة أخرى كان هامش الخطأ فيها أعلى قليلاً من هذه النسبة.
وشمل جمهور الاستطلاع 87% من الذكور و 13% من الإناث، وكان متوسط أعمارهم 30 عاماً. وحددت العينة 73% من البيض و 12% من أصل اسباني، و 11% من الامريكيين من أصل افريقى و 4% من أصول آسيوية و 9% من الأعراق الأخرى. واستطاع الاستطلاع استقطاب أكثر من عرقية للتجاوب مع أسئلة المسح.
عهد أوباما انتهى
أيام قليلة وتنتهي فترة رئاسة باراك أوباما، بعد ثماني سنوات كرئيس للولايات المتحدة وكقائد عام للقوات المسلحة الأميركية. كانت فترتي رئاسته واحدة من أكثر الفترات تأثيراً على قيادة الجيش الأميركي، ولكن ليس بالضرورة أن يتلقى الدعم السياسي من أعضاء الخدمة العسكرية.
تحركاته لتقليص حجم القوات المسلحة، أدت إلى التحرك بعيداً عن القوة العسكرية التقليدية وإعادة هيكلة السياسات الاجتماعية التي تحظر خدمة الأقليات مما أدت إلى انقسام في صفوف الجيش. بالنسبة لمنتقديه يحمّلونه متاجرته بالوضع الأمني القوي في مقابل الحصول على فوائد سياسية، والسماح لصعود الإرهابيين مثل تنظيم الدولة الإسلامية والذي كان من المفترض حربي العراق وأفعانستان قضت على هذه الجماعات المسلحة والإرهابية.
في حين مؤيديه وأنصاره يعرّفونه بأنه الحائز على جائزة نوبل للسلام، والآمر بالقضاء على أسامة بن لادن، وإعادة تركيز الاستراتيجية العسكرية في الوقت الذي كان يصارع مع الكونغرس غير المتعاون ومع قيود الميزانية التي لم يسبق لها مثيل. وهم يصرون على أن الجيش الأميركي أكثر فطنة الآن من قبل، وأكثر استعداداً للتعامل مع حرب غير تقليدية ضد التهديدات غير التقليدية في جميع أنحاء العالم.
أكثر من نصف القوات المسلحة ممن شملتهم هذه الدراسة الاستطلاعية قالوا بأن لديهم آراء سلبية تجاه فترتي رئاسة أوباما للولايات المتحدة وغير راضين عن أدائه كقائد أعلى للقوات المسلحة، في حين نحو 36% قالوا بانهم راضين عنه كقائد للجيش.
وتضمنت انتقاداتهم لأوباما حول قراره بتقليص عدد العسكريين، حيث يعتقد 71% يجب زيادة العدد، وانتقاد آخر لقرار أوباما بشأن الانسحاب الأميركي من العراق حيث يرى 59% بأن هذا القرار جعل أميركا أقل أماناً، وأيضاً انتقدوا أوباما لإفتقاره التركيز على أكبر الأخطار التي تواجه أمريكا حيث 64% قالوا أن الصين تمثل تهديداً كبيراً للولايات المتحدة.
ولكن أكثر من ثلثي المستطلعين يدعمون شعار أوباما حول تأمين أمريكا الذي يعني بناء تحالفات قوية مع قوى أجنبية. وأكثر من 60% يأيدون نهجه في استخدام طائرات بدون طيار وفرق القوات الخاصة لتوجيه ضربات دقيقة – بدلاً من عمليات عسكرية واسعة النطاق – ويعتقدون أن هذا النهج ساعد على تثبيت الأمن القومي الأمريكي.
التناقض في أن رئيس دخل البيت الأبيض وتعهد بإنهاء التورط الأميركي في العراق وأفغانستان، ولكن بدلاً من ذلك يترك البيت الأبيض بعد أن أشرف على فترتين كاملتين كرئيس للولايات المتحدة ولا تزال القوات العسكرية الأميركة منتشرة في مناطق معادية وملتهبة.
وعلى وقع رحيل أوباما، صدر وزير الدفاع آش كارتر مذكرة في 5 يناير يدافع فيها عن "سجل التقدم" في الجيش وقدم فيها الثناء لتحركات البيت الأبيض نحو إنشاء جيش صغير ولكنه أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية قادر وعلى أهب الاستعداد لمجابهة تهديدات اليوم والغد".
كتب كارتر في المذكرة قائلاً "أمريكا اليوم تسبق العالم في كل شيء، الزعامة، الشراكة، والضامن للاستقرار والأمن في كل منطقة حول العالم، كما كنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، واضاف "حتى ونحن نواصل القيام بهذا الدور الدائم، فإنه من الواضح أيضا أننا ندخل عصر استراتيجي جديد ... ويتطلب طرقاً جديدة للتفكير وطرقاً جديدة للتصرف."
وتجدر الإشارة، أن البيت الابيض لم يستجب للطلبات المتكررة من أجل إجراء مقابلة مع أوباما لمناقشة تحركاته الدفاعية وإرثه العسكري الذي سوف يتركه وراءه.
وفي خطاب الوداع أثناء استعراض الشرف العسكري يوم 4 يناير 2016، قال أوباما أن من أولى الأولويات التي كانت لديه إدارة الجيش الأميركي لتحقيق التوازن بين الحاجة إلى استخدام القوة مع ضرورة الحفاظ على شرف القوات المسلحة.
وقال "أنتم عهدتم نفسكم وحياتكم للخدمة العسكرية والتضحية". "وأنا، في المقابل، وعدتكم ... إنني سوف أرسلكم إلى طريق الأذى فقط عندما يكون ذلك ضرورياً جداً، مع استراتيجية وأهداف واضحة المعالم، مع المعدات والدعم التي كنتم في حاحة للحصول عليها تم إنجاز المهمة. لأن هذا هو بحق ما تتوقعونه وهذا هو بحق ما تستحقونه."
ومع ذلك، العديد من القوات المسلحة لا يرون أوباما القائد العسكري الأعلى لأوقات الحرب أكثر من أنه سياسي يدير شؤون البنتاغون. خلال فترة رئاسة أوباما وعد مراراً وتكراراً بـ "الحفاظ على الجيش كأقوى قوات مقاتلة في العالم من أي وقت مضى" ولكن العديد من الجنود يتساءلون مدى نجاعة قيادته للمؤسسة لاسيما عندما يتعلق الأمر بميزانية الدفاع.
إنها غلطة الرئيس
جيمس جاي كارافانو، نائب مدير الدراسات الدولية في مؤسسة التراث المحافظ، قال: "مما لا شك فيه أن هذه الحقبة سوف تخلد بأنها حقبة "الجيش الجوفاء" لدول العالم الثالث، وهذا بسبب خطأ الرئيس"، وأضاف "جميع وعوده، بقدر ما كان يأمل من تحقيقها، ذهبت أدراح الريح، واستثمارة في الجيش كان قليلاً."
جاءت نتيجة إجابات القوات ممن شملهم هذا الاستطلاع الذي أعده معهد قدامى المحاربين وعائلات العسكريين بالتعاون مع موقع Military Times، متوقعة لما كان يجري خلال السنوات الماضية من معارك ميزانية الدفاع باعتبارها من أكبر عيوب رئاسة أوباما، ثلثي المستطلعين قالوا ميزانية الانفاق التي صدرت في عام 2011 كانت لها أثر سلبي جداً على الروح المعنوية للجيش، و28% آخرون قالوا أنها كانت مضرة بدرجة أقل . وأقل من 2% قالوا أن الميزانية كانت إيجابية للجيش.
وهاجم المحافظين تقليص أوباما ميزانيات الدفاع لسنوات بحجة إصراره على اقتران الإنفاق العسكري مع الانفاق غير الدفاعي مما أدى إلى شلل جهود البنتاغون للتحديث وإعادة الرسملة.
وألقوا باللوم على نقص في قطع الغيار والإصلاح و والعمرة وخفض أوقات التدريب والذي أدى إلى خفض تدريجي في القوى العاملة العسكرية بسبب تلقليص أوباما للميزانية العسكرية.
ويتحمل أوباما نتيجة تخفيضه الميزانية والكثير من اللوم يقع عليه، حتى مع موافقة المشرعين على الخطة وفشلوا في صياغة إلغائها. في السنوات الأخيرة، حاول مسؤولون في الادارة للدفع مرة أخرى على السرد أن الرئيس هو المسؤول عن معارك الميزانية التي استهلكت كثيراً في واشنطن، وبالتالي، أثرت على الجيش.
وفقاً لما ذكره كارتر في مذكرته "واجهت وزارة الدفاع هذه الحقبة الاستراتيجية الجديدة بالتعامل مع العوائق الكبيرة التي وردت من قبل الكونغرس، بما في ذلك عدم يقين الميزانية، وهو أول عائق حكومي منذ عقود، والحرمان المتكرر من مقترحات الإصلاح لجعل المؤسسة الدفاعية أكثر كفاءة، والجهود المبذولة لاجهاض تنظيم الوزارة "، وأضاف "على الرغم من هذا، فقد كانت الوزارة قادرة على إدارة أولوياتها الاستراتيجية خلال ثمانية سنوات متتالية والتي بدأت مع قرارات مستمرة، وإن كان ذلك على مستويات متزايدة من المخاطر البرنامجي".
ومع ذلك، نشطاء عسكريون مستقلون قالوا أن ميزانيات الدفاع كانت أقل مما كان متوقعاً ووضعت ضغطاً هائلاً على عائلات العسكريين في السنوات الأخيرة. في استطلاع أجرى في نوفمبر الماضي، في أعقاب فوز دونالد ترامب انتخابات الرئاسة، أظهر أن أكثر من 60% من أعضاء الخدمة العسكرية الفعلية عبروا عن رغبتهم في تحسين أجور القوات والاستحقاقات يجب أن تكون على رأس الأولويات في الإدارة القادمة.
دافع أوباما مرة أخرى عن خطة تشديد الميزانيات التي دمرت الخدمات، وهذه النقطة من النقاط المفضلة لدى ترامب في الحوارات التي يجريها. في الأسبوع الماضي، قال أوباما يبقى الجيش "القوة المقاتلة الأكثر قدرة على وجه الأرض" على الرغم من التحديات المالية.
"قال "لدينا جيش تم اختباره لسنوات في جبهات القتال، القوات البرية الأفضل تدريباً والأفضل تجهيزاً في العالم، ولدينا البحرية الأكبر والأكثر فتكاً في العالم، على الطريق الصحيح ويتجاوز الـ 300 سفينة، وقواتنا الجوية، مع دقتها تصل إلى أبعد الحدود، لا مثيل لها. ومشاة البحرية لدينا قوة التدخل السريع حقاً أنه فقط الأفضل في العالم. وخفر السواحل الأفضل في العالم."
ساعد البيت الأبيض في السنوات الأخيرة التوسط بين أزواج العقود القصيرة الأجل للالتفاف على الميزانية، لكنه فشل في ايجاد حل دائم مع قادة الحزب الجمهوري. وقد وعد ترامب لفعل ذلك، ولكن من المرجح أن تواجهه العقبات السياسية نفسها.
وقال كارافانو إنه يأمل أن التغيير في الإدارات سوف تسفر عن نتائج مختلفة، "لم يعد يوجد لدينا قاعدة صناعية تتناسب مع الوقت، لذلك فإن أي تغييرات في الإنفاق الدفاعي سيكون تدريجياً"، واضاف "لكن هذه المشاكل قابلة للعكس. ينبغي أن يكون لدينا فقط رئيس يهمه الأمر ".
المحارب المضطر
كانت مخاوف الميزانية في صميم هجمات ترامب على أوباما في حملته الانتخابية، مع اتهاماته بأن الرئيس كان غير مهتم بـ "الدفاع" عن أمريكا وكان سريعاً جدا في تفضيله للدبلوماسية على القوة العسكرية.
في خطاب أمام القوات في ولاية فلوريدا في ديسمبر، قال أوباما انه لم يبتعد عن التدخل العسكري، ولكن بدلاً من ذلك اتخذ نهجاً حذراً مسؤولاً عن تلك القرارات الخطيرة.
وقال "أعتقد أننا يجب ألا نتردد في العمل عند الضرورة، بما في ذلك من جانب واحد، عندما يكون ضرورياً ضد أي تهديدات وشيكة على شعبنا". وأضاف "لكن على الجانب الآخر لدي أصرار أيضاً أنه ليس من الحكمة وغير مستدام لطرح جيشنا لبناء دول أخرى من العالم، أو حل الصراعات الداخلية في الدول الأخرى".
سبيغادر أوباما البيت الأبيض وسيترك منصبه كرئيس للولايات المتحدة، إلا أن وحدات عسكرية أمريكية لا تزال متواجدة في منطقة الشرق الأوسط مثل أفغانستان، وإن كانت مهامهم الإشراف على التدريب والمساعدة، وليس القتال المباشر. وقد تعرض أوباما لانتقادات كثيرة سواءً لعدم تصفيره عدد القوات الأميركية المنتشرة في الخارج أوالتحرك بسرعة كبيرة نحو سحب عدد من القوات من مناطق أخرى قبل أن تصبح تلك المناطق آمنة تماماً.
فيل كارتر المدير العسكري في مركز قدامى المحاربين والبرنامج الاجتماعي التقدمي للأمن الأميركي الجديد "ان أوباما محارب متردد، وهو يسعى جاهداً لإنهاء الحروب في الخارج والوفاء بهذه الوعود، إلا إنه لم يتمكن من القيام بذلك".
القوات الذين شملهم الاستطلاع يبدو أنهم منقسمين حول ما إذا كان أوباما استطاع تحقيق التوازن السليم على مستويات نشر القوات العسكرية، نحو 60% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن سحب القوات الأمريكية من العراق جعلت أمريكا أقل أمناً، وأقل بقليل من 55% قالوا أن سحبه للقوات الأمريكية من أفغانستان قد أضر بالأمن القومي لهذا البلد أفغانستان.
بينما النصف من القوات الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن التركيز على خفض البعثات في الخارج على نطاق واسع يضر بالاستعداد العسكري، و 45% يعتقد أن التحول إلى التدريب والبعثات وتقديم المشورة نتيجة إيجابية للقوات المسلحة.
من جانبه، يبدو أن أوباما ليس لديه مثل هذا التورع تجاه هذا النهج.
"بدلاً من دفع كل العبء عن القوات البرية الأمريكية، وبدلاً من محاولة شن الغزوات أينما وجدت إرهابيين، قمنا ببناء شبكة من الشركاء"، هذا ما قال أوباما في خطابه، واصفاً قراراته بـ "الاستراتيجية الذكية التي يمكن أن تستمر".
لكن ترامب والمشرعين الجمهوريين سخروا من سياسة الرئيس الخارجية بأنها مشتتة وسريعة للعثور على أي خيار آخر غير الحرب المحتملة. ويشيرون إلى ما يعتبرونه "اتفاق الثقة المفرطة" مع المتشددين الإيرانيين على الأسلحة النووية وهو غير حاسم، وتهديداته ضد بشار الأسد لم تتحقق عندما شن الأسد هجمات شاملة على شعبه.
في مذكراته، وزير الدفاع السابق روبرت غيتس، انتقد أوباما كزعيم بأنه "هو بنفسه لا يؤمن في استراتيجيته الخاصة" وقال أن خططه في العراق وأفغانستان "كل شيء كان عن الخروج". كما اتهم أوباما بعدم الثقة في كبار القادة العسكريين، والتعامل معهم بوصفهم الخصوم المحتملين.
الجنرال المتقاعد من سلاح مشاة البحرية جميس ماتيس، قائد القيادة المركزية من قبل أوباما، ومرشح لوزير الدفاع من قبل ترامب، في الخريف الماضي قال عن استراتيجية أوباما لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بأنها استراتيجية "بدون ترشيد لسياسة مستدامة أو استراتيجية سليمة، وتزخر بأنصاف الحلول".
في حين كان الجنرال ستانلي ماكريستال مشرفاً على العمليات الأمريكية في أفغانستان في عام 2010 على نحو فعال، لكن أقاله أوباما بعد تقارير عن معارك كانت بينهما وعلى الملأ عن الاستراتيجية العسكرية. وفي عام 2014، الجنرال مايكل فلين، طرد من منصبه كمدير لوكالة الاستخبارات الدفاعية لانتقاده نهج أوباما الليّن نحو الارهاب، واليوم الجنرال فلين هو أحد كبار مستشاري ترامب.
وحتى الصراع بين الرئيس والقادة العسكريين دخلت فيه السيدة الأولى ميشيل أوباما عندما أطلقت مبادرة توحيد قوى البيت الأبيض، التي تهدف إلى تثقيف أفضل للجمهور على الخدمة والتضحية من قبل الأفراد العسكريين وأسرهم.
لا يمكن السماح لهذه الحواجز
قد يكون أكبر أثر لفترة رئاسة أوباما شعر بها أولئك الذين يخدمون في صفوف الجيش، عند حدوث التغيير الجذري في السنوات الأخيرة منذ عام 2009، فقد سمحت التغييرات التي قادها البيت الأبيض للمثليين علناً الدخول في خدمة القوات للمرة الأولى، والنساء للعمل في وظائف قتالية، والأزواج من نفس الجنس للحصول على استحقاقات العسكرية، وأعضاء خدمة المتحولين جنسياً للإعلان عن وجودهم في صفوف الجيش.
ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس المغادر سوف يحصل على النقاط الايجابية أو اللوم. إلا أن نحو 30% من القوات الذين شملتهم هذه الدراسة عن استطلاع الرأي قالوا بأن تحرك البنتاغون نحو فتح جميع الوظائف القتالية للنساء أضر بالاستعداد العسكري، مقابل 15% يعتقدون أنها إيجابية.
سياسة الخدمة المفتوحة الجديدة للقوات المتحولين جنسياً هي أقل شعبية، مع 41% من الذين شملهم الاستطلاع قالوا بأنه ضار جداً، في حين 12% فقط قالوا بأنه مفيد.
وكان ينظر إلى إلغاء قانون "لا تسأل، لا تخبر" من قبل الكثيرين في المجتمع العسكري بأنه يشكل مشكلة كبيرة عندما تم الانتهاء منه في عام 2010، لكن الآن يعتبر هذا القانون هامشي لمعظم القوات. فقط 17% من القوات اللذين شملهم الاستطلاع يعتقدون بأن المثليين علناً شيء سلبي ويؤثر على الاستعداد العسكري، في مقابل 24% يعتقدون أنه حسّن من القوة العسكرية و58% تغيير طفيف بعد أن تم الانتهاء من إلغائها.
أوباما ومجموعة من مسؤولي وزارة الدفاع يدافعون عن التغييرات كوسيلة لـ "تعزيز الجيش" دون المساس بالاستعداد العسكري.
"باعتبارها قوة من المتطوعين، يجب أن تكون وزارة الدفاع قادرة على الاستفادة من 100% من سكان أميركا، مع التركيز فقط على استعداد الشخص وقدرته على خدمة وطننا"، هذا ما قاله آش كارتر في مذكرته.
تأييد قوي بين النساء والأقليات
من بين القوات الذين شملهم الاستطلاع، كان أوباما أكثر شعبية بين الضباط من النساء والأقليات وكانت النسبة 44٪ تقييم إيجابي، ومن بين قوات الجند من النساء والأقليات كانت النسبة 35% مع أوباما، وأكثر شعبية بين أفراد البحرية من النساء والأقليات وكانت النسبة 43٪ مع أوباما، ومع ذلك نسبة الجنود الذكور المناوئين لأوباما لا تزال تفوق أنصاره من تلك الموجودة في أي خدمة أخرى. في كل من هذه الفئات، ونسبة الجنود الذين لديهم رأي سلبي تجاه رئاسة أوباما لا تزال تفوق أنصاره.
ونحو 49% من الجنود الذين صوتوا في الانتخابات الأخيرة قالوا بان تصويتهم ذهبت إلى دونالد ترامب، و46% من أصوات أعضاء الخدمة العسكرية الفعلية التي صوتت لدونالد ترامب قالوا لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه ترامب، و37% قالوا أن لديهم رأي سلبي تجاهه.
في مذكرته، آش كارتر حذر الإدارة القادمة بأنها ستواجه الكثير من نفس التحديات التي واجهت أوباما، وإن كان ذلك مع خطة أفضل للهجوم من الرئيس المنتهية ولايته.
"في حين ستستمر الإدارة القادمة للطعن من قبل البيئة الأمنية المتغيرة، إلا إنني واثق من أن جيشنا قادر وعلى أهب الاستعداد لمهمة حماية أمتنا في السنوات المقبلة"، كما كتب كارتر في مذكرته.
من بين القوات الذين شملهم الاستطلاع، كان أوباما أكثر شعبية بين الضباط من النساء والأقليات وكانت النسبة 44٪ تقييم إيجابي، ومن بين قوات الجند من النساء والأقليات كانت النسبة 35% مع أوباما، وأكثر شعبية بين أفراد البحرية من النساء والأقليات وكانت النسبة 43٪ مع أوباما، ومع ذلك نسبة الجنود الذكور المناوئين لأوباما لا تزال تفوق أنصاره من تلك الموجودة في أي خدمة أخرى. في كل من هذه الفئات، ونسبة الجنود الذين لديهم رأي سلبي تجاه رئاسة أوباما لا تزال تفوق أنصاره.
ونحو 49% من الجنود الذين صوتوا في الانتخابات الأخيرة قالوا بان تصويتهم ذهبت إلى دونالد ترامب، و46% من أصوات أعضاء الخدمة العسكرية الفعلية التي صوتت لدونالد ترامب قالوا لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه ترامب، و37% قالوا أن لديهم رأي سلبي تجاهه.
في مذكرته، آش كارتر حذر الإدارة القادمة بأنها ستواجه الكثير من نفس التحديات التي واجهت أوباما، وإن كان ذلك مع خطة أفضل للهجوم من الرئيس المنتهية ولايته.
"في حين ستستمر الإدارة القادمة للطعن من قبل البيئة الأمنية المتغيرة، إلا إنني واثق من أن جيشنا قادر وعلى أهب الاستعداد لمهمة حماية أمتنا في السنوات المقبلة"، كما كتب كارتر في مذكرته.
المصدر