صحيح أن الإنفتاح على الخارج يقيد الإستقلالية لكن كذلك تنصيب بلدك كقوة للدفاع عن القضايا الخارجية لا يفيد لأنك ضعيف من الداخل.
لو نعود إلى تاريخ الجزائر في أبرز محطات محاولة النهوض ولا أقول النهضة لأن الجزائر لم تنهض بعد ولم ترى أي نهوض ولكن محاولة نوعا ما النهوض بعد الإستقلال.
أهم مرحلة حاولت الجزائر النهوض فيها هي المرحلة الإشتراكية الزراعية في عهد هواري بومدين رحمه الله لكن من هذه المرحلة نشوف إذا هواري بومدين إختار الدفاع عن القضايا الخارجية دون الإنفتاح على الخارج أم إختار الإنفتاح على الخارج بدون الدفاع عن القضايا الخارجية !!
بومدين يمكن الوحيد كان ذكي لقد إختار الإنفتاح على الخارج والحفاظ على الإنفتاح في نفس الوقت الدفاع عن القضايا الخارجية مثلما يفعل تماما حاليا أردوغان حيث كانت الحرب العسكرية قائمة بين الجزائر والمغرب ومع ذلك لم يأمر يوما بومدين بغلق الحدود بين البلدين وهذا ما كان يفصل محاولة النهوض عن القضايا الخارجية مثلما تفعل الإمارات وهو فصل المشاكل السياسية مع إيران عن المصالح الإقتصادية القائمة بين البلدين والحفاظ عليها.
الشاذلي بن جديد رحمه الله كذلك كان ذكي ولم يغلق الحدود بين الجزائر وليبيا بالرغم من المشاكل مع القذافي ولم يغلق الحدود بين الجزائر والمغرب بل زاد النشاط التجاري والثقافي بين المغرب والجزائر بالرغم من وجود مشاكل وإختلافات بين البلدين.
من أراد القوة الإقتصادية مجبور عليه الإنفتاح عن العالم والتعايش مع الدول الكبرى بدون شعارات شعبوية ووهمية وإذا تحب تكون قوي إقتصاديا بدون إنفتاح وبمقاومة الغرب عليك أن تكون مثل كوريا الشمالية أو إيران يعني تكون صلبا في تحمل العقوبات والضغوطات عبر الإعتماد على علمائك وخبرائك والتخطيط والتنفيذ وعن صدمات الضغوط الإقتصادية وإيجاد بدائل خارجة عن منظومة العالم والغرب للتنفس فهل الجزائر تمتلك هذه الأمور في نظري الجزائر ليست إيران ولا كوريا الشمالية ولن تكون فالجزائر بدون عقوبات وضغوطات خارجية تعيش أزمة حليب وفي الصين أكثر من مليار نسمة لا يعيشون أزمة حليب فمن هو السبب هو المسيريين لا هم منفتحون مثل دول الخليج والمغرب ولا هم منغلقون مثل إيران وكوريا الشمالية ولكن أقوياء يعني فشل ذريع من كل الجهتين وهذا هو السبب الذي ترك الجزائر بدون وزن ولا قيمة والقيمة والوزن لا تجدها في بريكس بل تجدها عندما تسمع لشعبك وتبنيه وتحقق ما يطمح إليه وتمنح له الإبداع والتنفس على نفسه وليس التحدث عن الشباب ومجلس الأمة والبرلمان كله شيوخ وشياب.
تم قتل النخبة السياسية والثقافية و الإعلامية في الجزائر منذ أحداث 1991 بعدما كان الإعلام الجزائري هو الأول عربيا والمتقدم عالميا أصبح هو أتفه إعلام في الوطن العربي وليس العالمي فقط وخير دليل النزاع اللي كل مرة يثور بين المدرب جمال بلماضي والإعلام.
النهوض لابد له من مخطط وذكاء وتنفيذ وليش خطابات شعبوية على الشاشات والتحدث عن الإنجازات سنبني وسنشيد وسنفتتح وسننشأ قبل إنجازها بل شيد وأبني وأنجز وإفتتح ثم إطلع الشاشات وأرينا الإنجازات مثل ما كان يفعل هواري بومدين على الأقل بدلا من القيل والقال.
شبعوتنا مقروط مالح منتهي الصلاحية.