المستثمرون يشكون سلبية الإدارة
تعرف
قسنطينة في الآونة الأخيرة تزايدا كبيرا في طلبات حاملي المشاريع الاستثمارية الصغيرة والمتوسطة، وانتعاشا ملحوظا في المناطق الصناعية الموجودة ومناطق النشاط المستحدثة مؤخرا والتي رصد لها مبالغ مالية ضخمة وكذا تلك المستحدثة بعدد من المناطق المنتشرة بالولاية.
هذه الأخيرة التي تعتبر أراضي خصبة لتجسيد أهم المشاريع الاستثمارية بالولاية، فقطاع الاستثمار
بقسنطينة ورغم حالة الانتعاش، إلا أن العراقيل التي تطرحها الإدارة تخلق نوعا من الغموض لدى أصحاب المشاريع الاستثمارية هؤلاء الراغبين في الحصول على فرص المقاولة بالولاية سواء كانوا محليين أو أجانب.
فبالرغم من توفر الجو الاستثماري إلا أن السياسة المنتهجة من قبل الأطراف الفاعلة خصوصا فيما يتعلق بقبول الملفات الاستثمارية وتسريح العقار، هذه الوضعية التي لا تخدم المتعامل الاقتصادي ولا الولاية على حد سواء، وهو الأمر الذي يجعل من تجربة الاستثمار
بقسنطينة أسيرة الشروط التعجيزية التي تفرضها المصالح الإدارية على المستثمر الاقتصادي .
أولوية لخمسة اقطاب
من جهة أخرى تعمل مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالولاية على استقبال العديد من ملفات المتعاملين و أصحاب المشاريع الراغبين في الاستثمار، حيث تعكف هذه الأخيرة على توجيههم وفقا لشروط معينة تستوجب إعداد ملف كامل مرفق بدارسة وافية عن المشروع و طبيعته و إيداعه على مستوى الإدارة، لتقوم بعدها بتوزيع 23 نسخة من الملف الكامل بالمشروع على مختلف الإدارات المعنية لدراسته و إعطاء الملاحظات، لتجتمع هذه الهيئات وعلى رأسها المجلس الاستشاري و الاقتصادي « الشباك الموحد» لمناقشة الملفات .
فيما تكون الأولوية لأصحاب المشاريع التي تتمحور أساسا في خمسة أقطاب هي الصناعة الميكانيكية،الزراعة الغذائية، صناعة المنتجات الصيدلانية الخدمات و الأشغال العمومية ،كونها تعد الأكثر طلبا
بقسنطينة التي تحصي ما تعداده 9869 مؤسسة صغيرة و متوسطة في الأقطاب سالفة الذكر.
أبرزها في الصناعة العمومية علما أن الولاية تتربع على أهم قطبين صناعيين بكل من بلدية عين سمارة، وادي حميميم والتي تحتوي على عدد كبير من المؤسسات الصناعية توظف ما يعادل 42190 يد عاملة، 24 بالمائة في قطاع البناء و الأشغال العمومية، 19 بالمائة في الخدمات ليعرف القطاع حسب ما أفاد به مصدر مسؤول بالمديرية تطورا ملحوظا في عدد المشاريع بارتفاع نسبته 88 بالمائة في عدد المؤسسات ميقارب 10بالمائة في اليد العاملة.
أما فيما يتعلق بوجود عراقيل ومعوقات إدارية تلعب دور الحاجز أمام بعث الاستثمار فقد نفى ذات المسؤول وجود أي مشاكل تواجه سواء الإدارة أو المستثمرين خاصة ما تعلق بعائق العقار الذي اشتكى منه عدد من المستثمرين، مؤكدا أن
قسنطينة تحتكم على أربع المناطق الصناعية ضخمة منها اثنتان على امتداد 800الف هكتارهما قيد التهيئة بكل من بلدية ابن باديس، وديدوش مراد و هي كافية لتوفير الجيوب العقارية المطلوبة.
حلم الإسراع بملفات المشاريع
«الشعب» وفي حديثها مع عدد من المستثمرين خاصة ممن لا تزال ملفاتهم عالقة منذ أزيد من سنة من تاريخ إيداعها أكدوا على أن المجلس الاقتصادي الاستشاري لترقية الاستثمار بالولاية المسؤول الوحيد على وضعيتهم هذا رغم تأكيد والي الولاية بتقديم كافة التسهيلات الضرورية لجلب رؤوس الأموال اللازمة والمشاريع التنموية
لقسنطينة.
وأكد المستثمرون أنه وبفعل تماطل بعض الادارت التي تعمل على تكسير توصيات الوالي و تتفانى في عرقلة مسار الملفات التي يظل البعض منها عالقا لسنوات على مستوى هذه الهيئة التي لها الصلاحية الأولى للفصل و منح الجيوب العقارية الضرورية علما أن المجلس استقبل سنة 2012 ما يعادل 523 ملفا استثماريا.
وهو الأمر الذي أكده السيد « عيسى، ب» و هو حامل أحد الاستثمارات والذي عبر عن أسفه و امتعاضه إتجاه المجلس الذي لم يمكنه منذ سنوات الحصول على الموافقة لإتمام مشروعه المنشود، فضلا عن العراقيل الإدارية والتكاليف المالية المعتبرة التي واجهته هذا دون ذكر العراقيل البيروقراطية التي تقف حاجزا منيعا لتحقيق مصلحة الولاية اقتصاديا ذلك في ظل غياب استقطاب المشاريع التنموية بالولاية.