تنقية السدود ورفع حجم استعابها
أتمنى من الصفحات المختصة نقل ونشر الموضوع وهو للامانة منقول عن أستاذ جامعي بجامعة قسنطينة لكن الفكرة هذا هو وقتها مع جفاف الكثير من السدود ...
رُبّ ضارة.. نافعة..
محنة جفاف السّدود ومنحة نزع الأوحال.
(ملاحظة : شوية سيريو
)
توجد في الجزائر تقريبا 94 سدّ في الخدمة و 5 قيد الإنجاز. أغلبها في المنطقة الشمالية للبلاد. حيث تتوفر الجزائر على أكثر من 14 مليار متر مكعب من المياء القابلة للتّجديد عن طريق التساقط (المياه السّطحية والجوفية والينابيع....) لكن أغلب سدود الجزائر اليوم تعاني التوحل. ( Envasement )
فكيف يتم تحويل الأزمة إلى مكسب.. ؟
🗂 ماهو التوّحل l'envasement :
توحّل السدود ظاهرة طبيعية، حيت تنقل مجاري الوديان في حوض السد (bassin hydrographique) أثناء التساقط كميات كبيرة من التراب والرمل والحصى (déchets solides) تترسّب في قاع السّد. هذا يطرح مشكلة حادة إذ يتراكم الطمي في غياب الصّيانة مقلصاً القدرة الاستيعابية للسد ومهدداً بكوارث أحيانا... قد تصل إلى انهيار السد أو حدوث تشققات في هياكله.
الأسباب والنتائج :
من بين أسباب زيادة التوحل في السدود، الشبكة الهيدروغرفية في حوض السّد التي تزيد من حجم الطمي والاتربة أثناء فترات التساقط. خاصة السدود المتواجدة في انحدارات حادة (fortes pentes) كذلك، عدم تنفيس السّد (vidange) تقابله أخطار عدة، منها: زيادة كمية الطمي المترسّبة داخل السد، وفساد نوعية المياه ونمو الطحالب داخله، وحتى تعذر فتح صمام التفريغ الرئيسي بعد تراكم الطمي فوقه.. (blocage des vannes) . ويصل حجم التوّحل في السدود الجزائرية أكثر من 15 % من سعة السدود. وتقريبا عملية نزع الوحل في أي سدّ في الجزائر تعادل تقريبا تكلفة إنشاء سدّ جديد.
الحلول : ( نزع الأوحال désenvasement ):
تنظيف السّدود من الطمي المتجمع المترسّب يسمح بربح كميات معتبرة من المياه وزيادة سعة السّد ووقايته من أخطار الأنهيار والشقوق.. وتحسين نوعية المياه وصفائها، كما يمكن استعمال هذا الطمي وفق مكوناته في عدة مجالات، منها صنع الآجر، وزيادة خصوبة التربة الزّراعية، وصناعة الخزف، وتغطية المكبات والمغارغ العمومية والعشوائية ....
الطريقة القديمة مكلفة جدّا :
في سنة 2018 خصّصت الحكومة الجزائرية 11 مليار دينار جزائري للتخلص من التوحّل في 10 سدود فقط. وهي عملية مُكلفة جدًّا، وتحتاج تكنولوجيا متقدمة لم تتحكم فيها بلادنا. تُستعمل مُعَدّات عائمة (باخرة ومضخات ضخمة وقنوات كبيرة ) لها القدرة على شفط 150 إلى 250 مترًا مكعب في الساعة الواحدة، من على عمق 15 مترًا إلى 30 مترًا، بحيث يمكن رفع 2000 متر مكعب من الطمي يوميًّا (انظر الطريقة في الصور المرفقة) مع العلم أن نزع متر مكعب واحد من الوحل يستهل تقريبا 10 متر مكعب من الماء.. يعني يتم خسارة 10 اضعاف من الماء ما يتم نزعه من وحل. وتمّ نزع من 2018 إلى 2019 ما يقارب 45 مليون متر مكعب من الوحل في سدود مختلفة خاصة القديمة منها وكلف ذلك ملايير الخزينة العمومية.
هذه السنة منحة : طريقة سهلة غير مكلفة :
هذا العام.. أغلب السّدود في الجزائر وصلت مرحلة متقدمة من الجفاف ومستويات دنيا من منسوبها بالمياه. يعني أن نزع الأوحال لا يحتاج إلى معدات وبواخر ومضخات وقنوات طويلة ولكن فقط نحتاج إلى لشاحنات وجرارات (camions, rétrochargeurs, chargeurs)
تقوم بنقل الوحل من داخل السّد إلى خارجه... بمئات الأمتار المكعبة في الساعة وليس في اليوم (حسب عدد المركبات) . طبعًا بأخذ بعبن الاعتبار حالة التربة وقواعد سلامة الوسائل المستعملة (قد يحتاج الأمر إلى دراسات جيوتقتية غير معمقة لنوع وحجم الأتربة) هذه العملية غير مكلفة بالمقارنة مع العملية الأولى. ويتم الإستفادة بإستعمال هذه الأوحال في صناعة الآجر والخزف (مادة أولية) أو إصلاح الأراضي الزراعية وجعلها أكثر خصوبة لرفع نسبة الإنتاج الفلاحي. هذا اقتراح متواضع يمكن للخبراء المتخصّصين (barragistes) التفصيل في الموضوع
...نفس العملية قامت بها السنة الماضية بلدية ابن باديس بقسنطينة
اتمنى ان تعم العملية ربوع الوطن فلنجعل من المحنة فرصة...هذا والله أعلى وأعلم