القبائل التي تملك سر صناعة “التاي” بالجزائر وإفريقيا
صُنف قبائل الطوارق، التي تمتد من جنوب الجزائر و ليبيا والمالي و النيجر من أفضل مُعدي الشاي الأخضر في العالم، وهم أول من صنع الشاي الأخضر و تفنن في تحضيره حتى صار رمزا يؤنس الجلسات و مشروبا يحضر للضيوف بطريقة رائعة.
ومع ترحال قبائل الطوارق تم نقل صناعة الشاي، إلى جميع المناطق الصحراوية الجزائرية وكذا دول الجوار، كما تفنن الصحراويون في إعداد الشاي، و تحول إلى علامات مميزة، منها شاي تيميمون، الذي غزى ولايات الشمال الجزائري، و تجاوز الحدود إلى أوروبا و قارات أخرى.
وللشاي بالأقاليم الصحراوية طقوس خاصة وأوقات معينة يتم إعداده فيها، ورغم أن الشاي ليس غاية في حد ذاته، إلا أنه يستحيل عند الصحراويين أن يعقد مجلس أو يحيى سمر دون إعداد الشاي ” أتاي ” وحول صينية الشاي يتم تداول الأخبار ومناقشة أمور الحياة عامة .
وللشاي بالأقاليم الصحراوية طقوس خاصة وأوقات معينة يتم إعداده فيها، ورغم أن الشاي ليس غاية في حد ذاته، إلا أنه يستحيل عند الصحراويين أن يعقد مجلس أو يحيى سمر دون إعداد الشاي ” أتاي ” وحول صينية الشاي يتم تداول الأخبار ومناقشة أمور الحياة عامة .
وقد حافظ الصحراويين على أدبيات وطقوس إعداد الشاي القديمة، ومن أبرز هذه العادات ما يصطلح عليه الصحراويون ب “جيمات أتاي الثلاثة ” وهي الجماعة إذ من الأفضل أن يتم تناول الشاي مع الجماعة ومهما كثر عددها كان ذلك أفضل و “الجر” ، كناية عن استحسان إطالة المدة الزمنية لتحضير الشاي وهو شرط يتيح للجماعة فرصة تناول أمورها بروية و تأن ، والجمر، إذ من الأفضل إعداد الشاي على الفحم .
و يعتبر الشاي من الأولويات التي يجب أن تقدم للضيف ، لذا حرص الرجل الصحراوي منذ القدم أن لا يخلو بيته من هذه المادة بالغة الأهمية والتي يسعى إلى جلبها من البلاد البعيدة ، وقد كان يضطر أحيانا إلى شراء الشاي بمبالغ باهظة جدا ، وقد حدثت مقايضة كيلو غرام واحد من الشاي ، أو قالب واحد من السكر ، بناقة أو جمل أو برؤوس عدة من الغنم .
ويطلق على معد الشاي” القيام” ويتم اختياره من بين أفراد الجماعة وفق مواصفات معينة من بينها : بلاغة الحديث وإتقان الشعر، ودماثة الخلق ، وحسن الصورة ( الوسامة ) وأن يكون من أصل طيب ، ويعتبر إسناد مهمة إعداد الشاي إلى أحد أفراد الجماعة من باب التشريف وليس التكليف.
ويجد الصحراويين متعة خاصة في مشاهدة ” القيام ” وهو يعد لهم كؤوس الشاي ، حتى يتسنى لهم إبداء ملاحظاتهم وتعليقاتهم على الأخطاء التي قد يرتكبها معد الشاي ومن بينها : أن لا يحسن التعامل مع أدوات إعداد الشاي ، أو تقديم كؤوس شاي غير مطبوخة جيدا ، أو لا يعتني بنظافة صينية الشاي ، أو أن يكثر القيام والجلوس ويبالغ في الحركة والكلام .
ومن فوائد الشاي الصحية المساعدة على عملية الهضم لذا حرص الصحراويون على تناول الشاي بد وجبات اللحم الدسمة . وعموما لا يعتبر الشاي في الصحراء مشروبا تقليديا فحسب ، بل سمة من سمات الكرم الصحراوي ، وعلامة من علامات الحفاوة وحسن الاستقبال ، حيث أن الصحراويين ينادون ضيوفهم لتناول الشاي أكثر من الأكل.
ويطلق الصحراويين على” القيام” المعروف بجودة إعداد كؤوس الشاي ” فلان تياي ” على وزن فعال ، ومن الطقوس لدى الصحراويين أثناء جلسة الشاي الرمي بالأكواب ( الفارغة ) في اتجاه ” القيام” إقرارا منهم بجودة كؤوس الشاي ، خاصة إذا كان المجلس يتكون من الشباب .
ويطلق الصحراويين على الشاي بالغ الجودة ” هذا اتاي يكلع ادواخ ” ، أي أن هذا الشاي مزيل لآلام الرأس ، خاصة كؤوس الشاي التي يتم إعدادها عصرا ، التي يطلق عليها الصحراويين ” أدحميس ” ويستحيل أن يهمل الصحراوي احتساء ” أتاي الدحميس” إلا في ظروف قاهرة .
يعتمد سكان الصحراء في إعداد الشاي على أجود أنواع حبوب الشاي وكذا اختيار النعناع أثناء إعداد الشاي، يستعمل النعناع المجفف “اليابس” ولكن على صينية التقديم يفضل إرفاقه بالنعناع الأخضر في كل كوب .
يقدم أحد المخضرمين في إعداد الشاي الصحراوي، طريقة تحضيره فيقول: يوضع الماء في الإناء لدرجة الغليان بعد ذلك نأخذ قليلا من الشاي على حسب الكمية المطلوبة نشلل الشاي بقليل من الماء الساخن ثم نسكبه في الماء ونتركه يغلي على نار هادئة لمدة 10 دقائق. بعد ذلك نأخذ إناء أخر نضع فيه قليل من النعناع ثم نسكب الشاي عن طريق “الصفاية” فوق النعناع ونتركه لمدة دقيقتين ثم نصفي الشاي و النعناع داخل الإبريق الذي يوجد فيه كمية من السكر ونقوم بعملية المزج.
المصدر هنا