وفقا للحسابات التقليدية فروسيا يكفيها أمريكا وحدها كي تطحنها طحنا وتقطع أوصالها.
لكن في ظل عالم سريع التقلبات وفي ظل وجود قوى متربصة بالمشهد تتلاعب بجميع الأطراف وتعيد تشكيل التفاعلات العالمية وما ينتج عنها من تحالفات وتوازنات بين القوى الكبرى على الكوكب فلا يمكن لعاقل أن يستبعد أي احتمال من أي نوع
بشكل أوضح وأسهل فيمكننا أن نقول أن القوى المتربصة بخلفيات المشهد على الكوكب وحتى وإن كانت مجرد قوة ثقافية بالدرجة الأولى تدفع نحو ثورة عالمية ونظام عالمي جديد .... ولكن بالرغم من أنها قوة ثقافية بالمقام الأول ولكنها أيضا قد تكون قادرة على الحسم الحقيقي أكثر ممن يمتلكون قوى مادية مباشرة حتى وإن كانت بحجم قوى عظمى.
قوة الحق هنا ستعلب دورا في تشكيل وعي ثقافي عالمي .... وكلامي هذا كان في مرحلة ما في السنوات السابقة مجرد تنظيرات و وعود لكن في وقتنا الحالي الكثير من هذا الكلام تحول فعليا إلى واقع معاش وملموس ومجود حيا على الكوكب وسيستمر بالتوسع.
الخلاصة أن ليست العبرة فقط بالقوى المادية المباشرة بل هناك مستوى ثقافي سيحكم مسارات الأحداث كلها بالكامل وستكون الغلبة على المسارات الثقافية لمن يمتلك الحق فعليا ويدافع عن الحجق وتكون قضيته الحق لكن أيضا بشرط أن يتقن فهم واستخدام قوة ما عنده من حق وما عند باقي خصومة من قوة ثم يكون اتقانه لهذا كله مفتاح الغلبة الحقيقي الذي سيشكل الوعي الجمعي العالمي المتوقع ظهوره بغض النظر عن كميات الحشد العسكري الغير مسبوقة والتي ستكون وقودا يحرق بعضه بعضا.
وهذا مختصر بسيط أظنه واضح نوعا ما.
خالص تحياتي.