الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
على الرغم من مرور 43 عامًا على حرب أكتوبر 1973، التي فوجئت بها إسرائيل، ووقعت في الفخّ الذي نصبه لها الرئيس المصريّ الراحل، أنور السادات، على الرغم من ذلك، ما زال النقاش داخل المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب حامي الوطيس حول أشرف مروان، هل كان من أهّم عملاء إسرائيل منذ تأسيسها في العام 1948، على أنقاض الشعب العربيّ الفلسطينيّ؟ أمْ أنّه كان عميلاً مُزدوجًا شارك بتوجيهاتٍ من القيادة المصريّة في عملية الخداع قبيل اندلاع الحرب؟.
في هذه الأيّام أصدر الجنرال في الاحتياط شلومو غازيت، رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) الأسبق، الذي تمّ تعيينه بعد الحرب لإعادة هيكلة أمان، أصدر كتابًا باللغة العبريّة تحت عنوان “مفترقات مفصليّة”، تطرّق فيه بإسهاب لقضية مروان وحيثياثها.
كما أنّ رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) الأسبق، شفطاي شافيط أصدر هو الآخر كتابًا عن حرب أكتوبر وتناول فيه قضية مروان، وفيما إذا كان عميلاً مُزدوجًا أمْ أنّه عمل بتفانٍ لصالح الموساد الإسرائيليّ.
شافيط يؤكّد على أنّ الإنذار بأنّ الحرب ستندلع في العام 1973 وصل إلى المُخابرات الإسرائيليّة من عدّة مصادر وليس من أشرف مروان لوحده، الذي كان يُلقّب بالملاك.
أمّا رئيس الاستخبارات العسكريّة في تلك الفترة، الجنرال في الاحتياط إيلي زعيرا، الذي عاد وأكّد مرارًا وتكرارًا بأنّ مروان كان عميلاً مُزدوجًا، فقد طرح عدّة تساؤلات في الماضي غير البعيد: لماذا قام “الملاك” بإبلاغ إسرائيل عن اندلاع الحرب قبل يومٍ واحدٍ من ساعة الصفر، على الرغم من أنّه كان على علمٍ قبل ذلك بكثيرٍ عن موعد اندلاعها، وزاد أنّه لو زودّ المُخابرات الإسرائيليّة في الوقت الصحيح لكان الجيش الإسرائيليّ قد استعدّ للحرب، بما في ذلك تجنيد جنود وضباط الاحتياط.
علاوة على ذلك، تساءل شاليط: لماذا قام بإبلاغنا عن الساعة المُحددة لاندلاع الحرب بصورةٍ خاطئةٍ؟. وأكثر من ذلك، تساءل زاعيرا، كيف بقي مروان شخصيةً محترمةً جدًا في مصر حتى بعد انكشاف أمره بأنّه كان جاسوسًا للموساد؟.
وبحسب الخبير في الشؤون الأمنيّة د. رونين بيرغمان، فإنّ العديد من رجال الموساد ساورهم الشك بأنّ مروان كان عميلاً مُزدوجًا، وفي مُقدّمتهم قائد قسم عمليات الموساد في أوروبا في ذلك الوقت، رافي إيتان، الذي أصبح فيما بعد وزيرًا في إسرائيل، على الرغم من أنّه هو الذي قام بتجنيد الجاسوس الأمريكيّ-اليهوديّ، جوناثان بولارد، للتجسس على بلاده وتزويد الدولة العبريّة بالمعلومات الحساسّة.
جديرُ بالذكر أنّ إسرائيل أقامت لجنة تحقيق رسميّة وسريّة في هذه القضيّة، ولكن بعد فحص الموضوع والتحقيق مع من كانوا على علاقة بالـ”ملاك” المصريّ، لم تتوصّل إلى نتيجةٍ فيما إذا كان عميلاً للموساد فقط، أمْ أنّه كان جزءً من عملية الخداع المصريّة.
بالإضافة إلى ذلك، يقول الجنرال غازيت في كتابه الجديد، إن مروان كان ملاك التخريب. “الموساد حولّ القيادة السياسيّة في إسرائيل، بما في ذلك رئيسة الوزراء غولدا مائير ووزير الأمن موشيه دايّان والقائد العّام لهيئة أركان الجيش الإسرائيليّ، حولّها إلى مدمنةٍ على قراءة التقارير التي كانت تصل إلى الموساد من مروان. فقد كانوا يطلعون عليها دائمًا، ويُعجبون بها جدًا، كما أنّهم كانوا على علمٍ باسم الـ”ملاك”، ووظيفته في القيادة المصريّة، الأمر الذي أوجد لديهم نوعًا من الحاجز النفسيّ، على حدّ تعبيره.
كما أنّ القيادة السياسيّة، كشف غازيت، كانت تقرأ التقارير التي كان يُوصلها الموساد إليها، بما في ذلك الأحاديث لتي كان يُجريها مُشّغل مروان، رئيس الموساد السابق، تسفي زمير.
ويُضيف الجنرال غازيت قائلاً: بسبب الحاجز النفسيّ الذي خلقته تقارير مروان، فإنّ القيادة السياسيّة أهملت بالمرّة التقارير التي كانت تعكف على إعدادها الاستخبارات العسكريّة، وأدمنت على تقارير مروان، حتى وصل بها الأمر أنّها لا تُصدّق أيّ شيء إذا لم يكن مصدره مروان، على حدّ قول الجنرال غازيت في كتابه الجديد.
ويُتابع غازيت قائلاً: لا يهّم بالمرّة فيما إذا كان مروان عميلاً مُزدوجًا، وجزءً مهمًا في خطّة الخداع المصريّة، أوْ أنّهم قاموا، أيْ المصريين، بتوجيهه، المُهّم، شدّدّ غازيت، فإنّ جميع الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل وقعت في الفّخ الذي نصبه مروان، وبسببه فوجئت دولة إسرائيل في السادس من تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 1973.
بكلماتٍ أخرى، أضاف غازيت، لولا إدمان القيادة السياسيّة في إسرائيل على تقارير مروان، من المُحتمل أنّ إسرائيل كانت ستقوم باستدعاء جيش الاحتياط مباشرةً بعد قيام الرئيس المصريّ السادات بطرد المستشارين السوفييت، وهذا الاستدعاء كان بإمكانه منع نشوب الحرب، أوْ على الأقّل دخول إسرائيل إليها وهي على استعدادٍ تامٍ لمُواجهة الجيشين المصري والسوريّ، على حدّ تعبيره.
على الرغم من مرور 43 عامًا على حرب أكتوبر 1973، التي فوجئت بها إسرائيل، ووقعت في الفخّ الذي نصبه لها الرئيس المصريّ الراحل، أنور السادات، على الرغم من ذلك، ما زال النقاش داخل المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب حامي الوطيس حول أشرف مروان، هل كان من أهّم عملاء إسرائيل منذ تأسيسها في العام 1948، على أنقاض الشعب العربيّ الفلسطينيّ؟ أمْ أنّه كان عميلاً مُزدوجًا شارك بتوجيهاتٍ من القيادة المصريّة في عملية الخداع قبيل اندلاع الحرب؟.
في هذه الأيّام أصدر الجنرال في الاحتياط شلومو غازيت، رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) الأسبق، الذي تمّ تعيينه بعد الحرب لإعادة هيكلة أمان، أصدر كتابًا باللغة العبريّة تحت عنوان “مفترقات مفصليّة”، تطرّق فيه بإسهاب لقضية مروان وحيثياثها.
كما أنّ رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) الأسبق، شفطاي شافيط أصدر هو الآخر كتابًا عن حرب أكتوبر وتناول فيه قضية مروان، وفيما إذا كان عميلاً مُزدوجًا أمْ أنّه عمل بتفانٍ لصالح الموساد الإسرائيليّ.
شافيط يؤكّد على أنّ الإنذار بأنّ الحرب ستندلع في العام 1973 وصل إلى المُخابرات الإسرائيليّة من عدّة مصادر وليس من أشرف مروان لوحده، الذي كان يُلقّب بالملاك.
أمّا رئيس الاستخبارات العسكريّة في تلك الفترة، الجنرال في الاحتياط إيلي زعيرا، الذي عاد وأكّد مرارًا وتكرارًا بأنّ مروان كان عميلاً مُزدوجًا، فقد طرح عدّة تساؤلات في الماضي غير البعيد: لماذا قام “الملاك” بإبلاغ إسرائيل عن اندلاع الحرب قبل يومٍ واحدٍ من ساعة الصفر، على الرغم من أنّه كان على علمٍ قبل ذلك بكثيرٍ عن موعد اندلاعها، وزاد أنّه لو زودّ المُخابرات الإسرائيليّة في الوقت الصحيح لكان الجيش الإسرائيليّ قد استعدّ للحرب، بما في ذلك تجنيد جنود وضباط الاحتياط.
علاوة على ذلك، تساءل شاليط: لماذا قام بإبلاغنا عن الساعة المُحددة لاندلاع الحرب بصورةٍ خاطئةٍ؟. وأكثر من ذلك، تساءل زاعيرا، كيف بقي مروان شخصيةً محترمةً جدًا في مصر حتى بعد انكشاف أمره بأنّه كان جاسوسًا للموساد؟.
وبحسب الخبير في الشؤون الأمنيّة د. رونين بيرغمان، فإنّ العديد من رجال الموساد ساورهم الشك بأنّ مروان كان عميلاً مُزدوجًا، وفي مُقدّمتهم قائد قسم عمليات الموساد في أوروبا في ذلك الوقت، رافي إيتان، الذي أصبح فيما بعد وزيرًا في إسرائيل، على الرغم من أنّه هو الذي قام بتجنيد الجاسوس الأمريكيّ-اليهوديّ، جوناثان بولارد، للتجسس على بلاده وتزويد الدولة العبريّة بالمعلومات الحساسّة.
جديرُ بالذكر أنّ إسرائيل أقامت لجنة تحقيق رسميّة وسريّة في هذه القضيّة، ولكن بعد فحص الموضوع والتحقيق مع من كانوا على علاقة بالـ”ملاك” المصريّ، لم تتوصّل إلى نتيجةٍ فيما إذا كان عميلاً للموساد فقط، أمْ أنّه كان جزءً من عملية الخداع المصريّة.
بالإضافة إلى ذلك، يقول الجنرال غازيت في كتابه الجديد، إن مروان كان ملاك التخريب. “الموساد حولّ القيادة السياسيّة في إسرائيل، بما في ذلك رئيسة الوزراء غولدا مائير ووزير الأمن موشيه دايّان والقائد العّام لهيئة أركان الجيش الإسرائيليّ، حولّها إلى مدمنةٍ على قراءة التقارير التي كانت تصل إلى الموساد من مروان. فقد كانوا يطلعون عليها دائمًا، ويُعجبون بها جدًا، كما أنّهم كانوا على علمٍ باسم الـ”ملاك”، ووظيفته في القيادة المصريّة، الأمر الذي أوجد لديهم نوعًا من الحاجز النفسيّ، على حدّ تعبيره.
كما أنّ القيادة السياسيّة، كشف غازيت، كانت تقرأ التقارير التي كان يُوصلها الموساد إليها، بما في ذلك الأحاديث لتي كان يُجريها مُشّغل مروان، رئيس الموساد السابق، تسفي زمير.
ويُضيف الجنرال غازيت قائلاً: بسبب الحاجز النفسيّ الذي خلقته تقارير مروان، فإنّ القيادة السياسيّة أهملت بالمرّة التقارير التي كانت تعكف على إعدادها الاستخبارات العسكريّة، وأدمنت على تقارير مروان، حتى وصل بها الأمر أنّها لا تُصدّق أيّ شيء إذا لم يكن مصدره مروان، على حدّ قول الجنرال غازيت في كتابه الجديد.
ويُتابع غازيت قائلاً: لا يهّم بالمرّة فيما إذا كان مروان عميلاً مُزدوجًا، وجزءً مهمًا في خطّة الخداع المصريّة، أوْ أنّهم قاموا، أيْ المصريين، بتوجيهه، المُهّم، شدّدّ غازيت، فإنّ جميع الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل وقعت في الفّخ الذي نصبه مروان، وبسببه فوجئت دولة إسرائيل في السادس من تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 1973.
بكلماتٍ أخرى، أضاف غازيت، لولا إدمان القيادة السياسيّة في إسرائيل على تقارير مروان، من المُحتمل أنّ إسرائيل كانت ستقوم باستدعاء جيش الاحتياط مباشرةً بعد قيام الرئيس المصريّ السادات بطرد المستشارين السوفييت، وهذا الاستدعاء كان بإمكانه منع نشوب الحرب، أوْ على الأقّل دخول إسرائيل إليها وهي على استعدادٍ تامٍ لمُواجهة الجيشين المصري والسوريّ، على حدّ تعبيره.