السلام عليكم و رحمة الله ..
قالوا :
<LI dir=rtl>لقد حاربنا ونحارب من اجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام .. وهو السلام القائم على العدل .. فالسلام لا يفرض .. وسلام الأمر الواقع لا يدوم ولا يقوم .. إننا لم نحار لكي نعتدي على ارض غيرنا بل لنحرر أرضنا المحتلة ولا يجاد السبل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين .
لسنا مغامري حرب .. وإنما نحن طلاب سلام .
الرئيس أنور السادات
فى خطابه يوم 16 أكتوبر 1973
<LI dir=rtl>هل كان يتصور أنور السادات وهو يطلق فى الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟
أن كل شئ من أوربا إلى أمريكا ومن أسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران .
إلا أن هذا الانقلاب المروع فيما يتعلق بإسرائيل قد اتخذ شكل الزلزال المدمر ذلك أن الحرب التي عصفت بها كانت قاسية عليها فى ميادين القتال ثم كانت اشد من ذلك دمارا على الناس هناك فقد شهدوا مصرع حلم كبير تهاوي ورأوا بعد ذلك صورة معينة من إسرائيل وهي تزول إلى الأبد .
الكاتب جان كلود جيبوه فى
كتابة الأيام المؤلفة فى إسرائيل
<LI dir=rtl>"إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وان ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الاسرائيلين."
موشى ديان
25/12/1973
<LI dir=rtl>" إن مصر وخلفها سبعة ألاف عام من الحضارة تشتبك في حرب طويلة المدى مع إسرائيل التي تحارب اليوم لكي تعيش غدا، ثم لا تفكر أبدا فيما قد تصبح عليه حالتها في المستقبل البعيد نسبيا."
الفيجارو الفرنسية
21/10/1973
<LI dir=rtl>" إن الأمة العربية كلها تحس اليوم بفخر عظيم وشكر عميق لجيوش مصر وسوريا التي حققت للعرب أول انتصار لا رجوع فيه، ومهما تكن النتائج النهائية للمعركة فسوف تبقى حقيقة أنها أنهت مهانة 1967، وجددت الكرامة العربية."
صحيفة المجاهد الجزائرية
23/10/1973
<LI dir=rtl>" لقد غيرت الساعات الست الأولى من يوم 6 أكتوبر، عندما عبر الجيش المصري قناة السويس واقتحم خط بارليف، غيرت مجرى التاريخ بالنسبة لمصر، وبالنسبة للشرق الأوسط."
هارولد سييف مراسل
صحيفة ديلى تلجراف بالقاهرة
29/10/1973
<LI dir=rtl>
" لقد تركت حرب أكتوبر 1973 أثارا عميقة ليس على الشرق الأوسط فحسب... حيث بددت عددا من الأساطير والأوهام. إن حرب أكتوبر تركت أثارها ليس على الإستراتيجية العربية والإستراتيجية الإسرائيلية والنظريات والتكنيكات العسكرية فحسب، وإنما تركتها أيضا على عوامل أخرى مثل الروح المعنوية واستخدام أسلحة معينة في ميدان القتال وعلى سباق التسلح في الشرق الأوسط وعلى صعيد استخدام الأجهزة الالكترونية."
الخبير العسكرى
ادجار اوبلانس
اكتوبر 1975
<LI dir=rtl>
" لقد غيرت حرب أكتوبر الخريطة السياسية للشرق الأوسط وحطمت حالة الركود ودعمت من مركز الدول العربية وأظهرت أيضا الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الرجال تحت القيادة التي تتسم بالعزم والتصميم."
بريجادير جنرال
كنيث هنت - بريطانيا
<LI dir=rtl>
إن المفاجأة هي الضربة الأولى التي تفقد العدو صوابه، وتحطم معنوياته ،وتمهد لكسب الحرب ، وهى ترتكز على دعامتين : السرية والسرعة
اللواء حسنى مبارك
في حديثه إلى أفراد القوات الجوية
يناير 1972
<LI dir=rtl>أن القوات الجوية المصرية قد ظهرت على مستوى عال بصورة لم تكن متوقعة على الإطلاق .. حيث أظهر الطيارون المصريون أنهم لا يفتقرون إلى الجسارة والإقدام ،كما أظهرت الأطقم الأرضية العربية قدرتها العلية على تشغيل وإدارة أسراب طيران حديثة مثل (( الميج21)) تحت ظروف القتال الصعبة .
دور ميدلتون
الخبير العسكري
<LI dir=rtl>لم أكن أعتقد أننا سنتكبد هذه الخسائر في الطائرات
بدور أينرك
طيار إسرائيلي سكاى هوك
<LI dir=rtl>لقد أذهلنا المستوى الممتاز للطيارين المصرين .. وكفاءتهم القتالية العالية
أورى يوسف أوار
ملازم أول طيار إسرائيلي
<LI dir=rtl>أن الطيران الإسرائيلي لا يتمكن من تحقيق النجاح الذي كانت عامة الشعب الإسرائيلى تتوقعه له قبل الحرب . لقد وضح من خلال سير العمليات أن التأكيدات الرسمية التي تتحدث عن قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على القيام بعمل سريع ضد العرب في حالة تجدد القتال كانت مزاعم غير دقيقة
توماس تشينهام
مراسل وكالة اليونيتدبرس
من تل أبيب يوم 6 أكتوبر
<LI dir=rtl>في الساعة الثانية تماما ، وصل الخبر بأن طائراتنا قد عبرت قناة السويس وكانت 222 طائرة نفاثة سرعتها تفوق سرعة الصوت .. انتهت من ضربتها الأولى في ثلث ساعة بالضبط .. خسائرنا فيها تكاد لا تذكر .. ونجحت ضربة الطيران نجاحاً كاملا ومذهلاً حسب التخطيط الذي وضعناه لها .. مذهلاً لنا في المقام الأول .. فقد حققت ضربة الطيران نتائج فاقت 90% بخسائر أقل من 2% .. وكان مذهلاً لإسرائيل والعلم كله شرقه وغربه
الرئيس أنور السادات
من كتاب البحث عن الذات
<LI dir=rtl>لقد أستعاد سلاح الطيران المصري بهذه الضربة الأولى كل ما فقدناه في حرب 1956 و1967 ومهد الطريق أمام قواتنا المسلحة بعد ذلك لتحقيق ذلك النصر الذي أعاد لقواتنا المسلحة ولشعبنا ولأمتنا العربية الثقة الكاملة في نفسها ، ًوثقة العالم بنا .. وأنهى إلي الأبد خرافة إسرائيل التي لا تهزم . لقد كان قائد سلاح الطيران المصري في هذه المعركة الجنرال حسنى مبارك الذي طلبت إليه بعد ذلك أن ينزع ملابسه العسكرية ، ليرتدى الملابس المدنية لكي يعاونني في عملي كنائب لرئيس الجمهورية .
الرئيس أنور السادات
من كتاب البحث عن الذات
<LI dir=rtl>لعل اهم نتيجة استراتيجية للحرب هي تنفيذ الهدف الاساسي للرئيس السادات من شن هذه الحرب وهو ان حالة اللاسلم واللاحرب قد انتهت بشكل مثير ولا تزال القوة المحركة التي نتجت عن الحرب مستمرة في فاعليتها حتي الان .
تريفور.ن.ديبوي الخبير العسكري الامريكي
<LI dir=rtl>لقد كانت حرب اكتوبر المجيدة حرب تحرير وطني بكل معني الكلمة.. وهي التي ادت الي تحرير كل شبر من الارض المصرية وهي التي دفعت اسرائيل للدخول في المفاوضات لقد فتحت حرب اكتوبر الطريق الي السلام الشامل من اوسع الابواب
من خطاب الرئيس حسني مبارك
في الندوة الاستراتجية عن حرب اكتوبر 5 أكتوبر 1998
<LI dir=rtl>إن بطولات طيارينا و أعمالهم المجيدة ، و الدماء الزكية التى أريقت فى سبيل التحرير والحرية تمت فى معارك جوية عنيفة ، وأن النتيجة النهائية يعرفها الآن بكل وضوح – فعلا و عملا – القادة الطياريون و الإسرائيليون على السواء .. لقد دخل طيارونا فى معارك جوية ضارية ، ووجد العدو نفسه أمام أبطال لم يسمع و لم يقرأ عن نظائرهم من قبل ، لقد خدعته قيادته العسكرية و صورت له الطيران المصرى و الطيار المصرى فى صورة غير حقيقته ، و كانت المفاجأة .. بل كانت الصدمة بكل عنفها واضحة أمام الطيارين الإسرائيليين .
اللواء حسنى مبارك
فى نوفمبر 1973
<LI dir=rtl>إن شعبنا سيظل مدينا لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا و ضحوا فى سبيل عزة الوطن و كرامته
الرئيس الراحل أنور السادات
<LI dir=rtl>إن القوات المصرية تدخل سيناء من كل مكان ، و فى كل اتجاه ، و بكل الوسائل ، بطائرات الهليكوبتر و بالقوارب ، و سيرا على الأقدام .. إن هذه القوات تقاتل بشراسة و هى مسلحة بأحدث الأسلحة .
الجنرال كالمان
قائد اسرائيلى فى سيناء
<LI dir=rtl>إن 6 أكتوبر ثورة و ليست معركة و حسب .. فالمعركة صراع قد ينتهى بالنصر أو بغيره .. و لكن الثورة وثبة روحية تمتد فى المكان و الزمان حتى تحقق الحضارة .. إنها رمز لثورة الانسان على نفسه و تجاوزه لواقعه ، و تحديده لمخاوفه و مواجهة لاشد قوى الشر عنفا و تسلطا .. إن روح أكتوبر لا تنطفىء فقد فتحت لنا طريقا بلا نهاية .. ليس العبور سوى أول قفزة فى تيار تحدياته .
نجيب محفوظ
<LI dir=rtl>فاجأتنا حرب أكتوبر على نحو لم نكن نتوقعه ، و لم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود أى خطط محددة لأى هجوم عربى .
هنرى كيسنجر
وزير خارجية الولايات المتحدة 28 / 12 / 1973
<LI dir=rtl>إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التى بنيت منذ انتصار إسرائيل عام 1967 و كانت هناك أسطورة أولا تقول إن العرب ليسوا محاربين و أن الاسرائيلى سوبرمان ، لكن الحرب أثبتت عكس ذلك.
مجلة نيوزويك الامريكية
<LI dir=rtl>لا أحد يدرك فى هذا البلد عدد المرات التى وصلتنا فيها خلال عام 1973 معلومات من نفس المصدر تفيد بأن الحرب ستنشب فى يوم أ, فى آخر دون أن تنشب بالفعل و لن أقول إن هذا كان قدرا .
جولدا مائير
رئيسة وزراء اسرائيل السابقة
<LI dir=rtl>إن الأمر المؤكد أن الجيش الأسرائيلى قد أخفق ، فلا يزال المصريون يدفعون قواتهم و معداتهم عبر الجسور الأحد عشر التى أقاموها و التى لم تستطع الطائرات الاسرائيلية تدمير أى منها ، إن الامر الواضح للجيش الاسرائيلى هو زيادة تصميم الجنود المصريين و قتالهم الشرس من أجل استرداد أراضيهم ، ثم المغزى العميق الذى تنطوى عليه قدرتهم المتزايدة و كفاءتهم الملحوظة فى إدارة شبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات
هنرى ستانهوب
المراسل العسكرى لصحيفة التايمز
14 / 10 / 1973
<LI dir=rtl>دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات و مدافع و عربات اسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة و غسيلا مصريا على خط بارليف .
مراسل رويتر
فى اليوم الثالث للحرب
<LI dir=rtl>لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973 و كان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبوريون كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا ، كانوايعلنون الحقائق تمام حتى بدا العالم الخارجى يثق فى أقوالهم و بياناتهم
حاييم هرتزوج
الرئيس الاسرائيلى السابق
<LI dir=rtl>عبرنا الهزيمة بعبورنا الى سيناء و مهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة فيها المعنى أن مصر هى دائما مصر تحسبها الدنيا فد نامت و لكن روحها لا تنام و اذا هجعت قليلا فان لها هبة و لها زمجرة ثم قيام سوف تذكر مصر فى تاريخها هذه اللحظة بالشكر و الفخر
توفيق الحكيم
فى 9 أكتوبر 1973
<LI dir=rtl>كان الجندى المصرى يتقدم فى موجات تلو موجات و كنا نطلق عليه النار و هو يتقدم و نحيل ما حوله الى جحيم و يظل يتقدم و كان لون القناة قانيا بلون الدم و رغم ذلك ظل يتقدم
الجنرال شموائيل جونين
قائد جيش اسرائيل فى جبهة سيناء
<LI dir=rtl>لقد كان مبالغة فى الوهم فعلا من الجانب الاسرائيلى ان يصدق أن الدول العربية ستبقى مستسلمة الى الأبد حيال احتلال اراضيها و مهما تكن نتيجة المعارك فإن العرب أحرزا إنتصارا و قضوا على الصورة السائد عنهم .
صحيفة لوموند الفرنسية
<LI dir=rtl>دخل العالم نتيجة لحرب أكتوبر فى مرحلة اقتصادية جديدة و لن تعود أحوال العالم الى سابق عهدها قبل هذه الحرب
بيرميسمير
رئيس وزراء فرنسا 7 يناير 1974
<LI dir=rtl>منذ السادس من أكتوبر تغير إيقاع الحياة و نبضها من حولنا بعد ان عبرت قواتنا المسلحة الى سيناء فقد عبرت الى آفاق المستقبل و خلفت وراءها كل ظلام اليأس و التمزق و الهزيمة و راحت ترسم خريطة جديدة للتاريخ العربى الحديث
يوسف السباعى
<LI dir=rtl>لقد تصدت مصر على مر العصور لأطماع الغزاه و دحرتهم واحدا إثر الآخر و ستكون مصر نواة المجتمع العربى لدحر الغزوة الصهيونية
اللواء محمد حسنى مبارك
فى حديثه الى رجال القوات الجوية فى نوفمبر 1972
<LI dir=rtl>إن العرب حققوا الانتصار و برهنوا على أن قواتهم تستطيع أن تقاتل و أ، تستخدم الأسلحة المعقدة بنجاح كبير كما أ، القادة العرب أثبتوا أنهم يقودون ببراعة
صحيفة التايمز البريطانية
<LI dir=rtl>هذه حرب صعبة معارك المدرعات فيها قاسية و معارك الجو فيها مريرة إنها حرب ثقيله بايامها و ثقيلة بدمائها
موشى ديان بعد 48 ساعة من الحرب
<LI dir=rtl>إن القوات المسلحة المصرية السورية قد أ/سكت بالقيادة الاسرائيلية و هى عارية الامر الذى لم تستطع إزاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لكواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة أيام
مراسل وكالة اليونايتدبرس فى تل أبيب
12 / 10 / 1973
<LI dir=rtl>إن الدروس المستفادة من حرب بأكتوبر تتعلق بالرجال و قدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها ، فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية و مهارة القادة و الضباط الذين تدربوا و قاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره و تكملة لهذا أظهر الجنود روحا معنوية عالية فى عداد المستحيل
الجنرال فارا هوكلى
مدير تطوير القتال
فى الجيش البريطانى
<LI dir=rtl>إن النجاح العظيم الذى حققه العرب فى هجومنا فى يوم 6 أكتوبر يكمن فى أنهم حققوا تأثيرا سيكولوجيا هائلا فى معكسر الخصم و فى المجال العالمى الفسيح و يبقى عليهم بعد ذلك أن يفكروا فى نتائج التأثير على العالم ليحصلوا على مؤازرته و تأييده
من خطاب الرئيس حسني مبارك
جنرال الجيش أندريه 15 نوفمبر 1973
<LI dir=rtl>لقد أسفرت الجولة الرابعة عن كارثة كاملة بالنسبة لإسرائيل فنتائج المعارك و الإنعكاسات التى بدأت تظهر عنها فى إسرائيل تؤكد أهمية الإنتصارات التى انهت الشعور بالتفوق الإسرائيلى و جيشها الذى لا يقهر و أكدت كفاءة المقاتل العربى و تصميمه و فاعلية السلاح الذى فى يده
جورج ليزلى
رئيس المنظمة اليهودية فى ستراسبورج
يوم 29 أكتوبر 1973
نصر أكتوبر .. الطريق إلى السلام
انتصار الإرادة المصرية في حرب أكتوبر 1973 هو العنصر الأساسي الذي فتح الطريق إلى سلام ممكن بين العرب وإسرائيل . فقبل هذا الانتصار كان هناك طرف رابح وطرف خاسر .. ولم يكن ممكناً لمثل هذه المعادلة المختلة في توازن القوى أن تقيم سلاماً متوازناً ، لذلك .. كان خيار السلاح حتمياً أمام مصر والعرب .. لضبط هذه المعادلة وإعادة العدو المغتر بالقوة إلى أرض الواقع الذي يقول بأن السلام يستند إلى العدل والمنطق واحترام حقوق كل الأطراف .. وليس إلى القوة الغاشمة واحتلال أراضي الغير و إنكار حقوقه .. حول هذه القضية يأتي هذا المقال للخبير العسكري والمفكر الاستراتيجي لواء . طه المجدوب .. استناداً إلى كتابه : حرب أكتوبر .. الطريق إلى التسوية الشاملة .
خلال فترة تجاوزت قليلاً عقدين من الزمان من عمر الثورة المصرية وتاريخ مصر المعاصر ، وعلى وجه التحديد مابين عامي 1952- 1973 .. تعرضت مصر لثلاث تجارب عسكرية فريدة في شكل حروب صعبة تنوعت أبعادها واختلفت نتائجها وتداعياتها ، وذلك في أعوام 1956 ، 1967 ، 1973 ، لقد دفعت هذه التجارب المعقدة بمصر الثورة – وهي مازالت في السنة الرابعة من عمرها - داخل دروب الصدام المسلح ودهاليز الصراع الدولي ولكنها تمكنت بفدائية عالية وعزيمة لاتكل من اجتياز هذه التجارب الصعبة التي خاضتها في سبيل الحرية والاستقلال والأمن والسلام .. ومن أجل وحدة أمتها العربية وسلامتها .
ففي التجربة الأولى عام 1956 .. تعرضت مصر لمؤامرة كبرى شاركت فيها ثلاث دول منها دولتان من الدول الكبرى هما بريطانيا وفرنسا .. والثالثة إسرائيل التي استغلت الفرصة لتمسك بأذيالهما وتتواطأ معهما في شن حرب عدوانية شرسة ضد مصر ، بحجة أنها اجترأت ومارست حقها الشرعي في تأميم قناة السويس المصرية ، من أجل أن تعيد بناء نفسها وترفع سدها العالي في أسوان ، ليوفر لها النمو والرخاء . وقد انبرت هذه الدول الثلاث لتحقيق هدف محدد اتفقت عليه هو إسقاط النظام الجديد في مصر لوقف عجلة التقدم ، وحرمان شعبها من حقه في التطور والحياة .
ونجحت مصر في اجتياز تجربتها الأولى .. وفشل من دبروا لها من أعداء مصر في تحقيق هدفهم .. وبقيت مصر الثورة تتحدى قوى العدوان . وكان لابد للأعداء أن يفرضوا عليها تجربة أخرى أشد قسوة وأوسع نطاقاً . ليشمل العدوان بالإضافة إلى مصر دولتين عربيتين غيرها هما سوريا والأردن .. إذ كان الهدف هذه المرة أكثر طموحاً وأكثر حسماً .
فلم يكتف بضرب مصر .. ولكن بضرب الأمة العربية كلها ممثلة في الدول العربية الثلاث .. لكي يفرض عليها الكيان الصهيوني قيام " الدولة العبرية الكبرى " ففي عام 1967 هاجمت إسرائيل مصر ثم سوريا والأردن .. هجوماً مدبراً ومبيتاً واسع النطاق مدعومة بقوة كبرى هي الولايات المتحدة الأمريكية ، وتحت ستار حجة أخرى مشابهة للتجربة الأولى .
أما التجربة الثالثة .. فقد اختلفت كثيراً عن سابقتها .. إذ كان على مصر أن تسترد الأرض المحتلة ، بعد أن استوعبت التجربة المريرة ، وآمنت أن أرضها لن تعود وأن السلام لن يتحقق وهي في موقع الهزيمة و أن العمل العسكري وحده لم يعد قادراً – في ظل الظروف العالمية المعاصرة – على حسم أي صراع . بتحقيق النصر الكامل . و أن هناك من الوسائل المختلفة ما يمكنها أن تحقق النجاح الكامل .. فيما لو استخدمت هذه الوسائل بكفاءة مدعومة بإرادة صلبة ومعنويات عالية وإصرار على تحقيق الهدف ، وذلك في إطار ما نسميه بـ " الاستراتيجية الشاملة" التي تتعدد أدواتها ، ويطول زمن تنفيذها ، ولكن يبقى هدفها ثابتاً لا يتغير .
وقد نجحت التجربة المصرية نجاحاً كبيراً .. فانتصرت مصر وعلت كلمتها .. لأنها كلمة الحق .. و لأنها أعدت لاسترداده كل ما تملك من وسائل و أدوات .. لكي تزيل آثار الهزيمة وتتجاوزها .. ولتحقق أروع الإنجازات العسكرية في أكتوبر 1973 . في هذا الحرب المجيدة قضت مصر على أسطورة إسرائيل التي لا تقهر .. وقوضت نظرية الأمن التوسعية التي اعتنقتها .. وبترت ذراعها الطويلة التي ظلت تتباهى بها سنوات ما بعد الهزيمة .. ونسفت قلاعها المنيعة واخترقت حدودها الآمنة .. لكي تفتح الطريق نحو السلام الحقيقي .. الذي سعت إليه مصر .. وهي في قمة انتصاراتها حين وقف رئيسها الراحل أنور السادات تحت قبة مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر 1973 يدعو إلى وقف إطلاق النار وعقد مؤتمر السلام لبحث التسوية السلمية الشاملة .
الآن بعد أن تغيرت الظروف العالمية ، وتبدلت طبيعة الموازين السائدة ، و أصبح حل الصراعات والسعي من أجل السلام هو الهدف المشترك للبشرية المعاصرة ، والتعبير الأصيل عن إنسانية البشر ، لم تعد تكفي النوايا الطيبة وحدها لإقامة السلام .. بل يحتاج الأمر إلى إرادة سياسية صلبة تتمسك بالهدف وتتمتع بالإصرار .. فقد أصبح جوهر الصراع – أياً كان مستواه – هو صراع الإرادات المبنى على اعتبارات موضوعية والمحكوم بإطار من العقلانية.
ورغم أن الصراع العربي الإسرائيلي قد دخل دائرة عملية السلام منذ ربع قرن أي عقب حرب يونيه 1967.. بصدور قرار مجلس الأمن يمثل محور عملية السلام حتى الآن.. والذي نص على عدم شرعية ضم أراضى الغير بالقوة المسلحة ، واعترف للأطراف بحق العيش داخل حدود آمنة مع الانسحاب من الأراضي التي احتلت خلال الحرب 1967... غير أن الحل المقبول لم يتحقق فى ظل مجتمع عالمي يستخدم وسائل لحل الصراع تفتقر إلى القوة والقدرة على فرض إرادته عل الأطراف المتصارعة.
من جانب آخر فأن الخلل الأساسي الذي كان قائماً بين طرفي الصراع.. ناجم عن وجود أحدهما في موقع الهزيمة والآخر في موقع النصر.. الأمر الذي لا يستقيم مع تحقيق العدالة ونشر السلام.
هنا برزت الرؤية المصرية الجديدة التي أخذت شكل استشراقة عميقة للمستقبل وبلورت رؤية جديدة لاستراتيجية متطورة تميزت بصفتين هامتين هما الشمول والمرونة.. سواء فى تحديد الأهداف الوسيطة أو فى اختيار أدوات الحركة وكانت حرب أكتوبر 1973 هى الأداة الأولى للحركة.. فهى أول الجهود العملية المنظمة والقائمة على الأسلوب العلمى فى إدارة الصراع.. ودفعه على الدائرة الممكنة للتسوية السلمية التى تمنع تفاقم الوضع المستقبلى وتؤدى إلى التعايش.. بل والتعاون بين دول الجوار.
لقد دخل الصراع العربى الإسرائيلي بما فرضه حرب أكتوبر المجيدة.. من مفاهيم ناجمة عن اقتدار مصرى واضح.. دائرة الحركة السياسية الإيجابية على المستوى الدولى بسرعة عالية اختلفت تماماً عن الأساليب الجامدة التى سبق أن ظلت تدفع بالقضايا العربية المصيرية فى كهوف النسيان- وساعد على الاختراق السياسى حرص الولايات المتحدة على امن إسرائيل واقتناعها بأن أحلام إسرائيل قد بددتها الحقائق العربية الجديدة.. وأن أوهامها قد عصف بها الإعصار المصرى وهو يقتحم قناة السويس.. فتحركت بنشاط كبير لفتح حوار فورى مع مصر من خلال رحلات هنرى كيسنجر وزير خارجيتها فى ذلك الوقت.. والتى بدأت أولاها بعد عشرة أيام فقط من وقف القتال رغم أن العلاقات المصرية الأمريكية كانت مقطوعة.
وأمكن خلالها التوصل إلى إقرار التحرك نحو الحل الشامل من خلال استراتيجية "الخطوة الخطوة" والى بدأت بخطوة اتفاق النقاط الست فى نوفمبر 73 ثم اتفاق فض الاشتباك الأول فى يناير 1974 ، أعقبه اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل فى يونيه 1974 ، وأخيراً اتفاق فض الاشتباك الثانى مع مصر فى سبتمبر 1975.. وصولا إلى مبادرة السلام المصرية عام 1977 بزيارة الرئيس السادات للقدس والتى مثلت بداية مرحلة جديدة مختلفة تماماً فى مسيرة السلام بالانتقال إلى التسوية الشاملة وأدت المبادرة على توقيع إطار السلام فى كامب ديفيد ثم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى واشنطن فى مارس 1979 .
ولعل من الغريب أن تكون العقبة الرئيسية التى اعترضت سبيل المفاوض المصرى، خلال إدارته لعملية السلام هى المواقف التى اتخذتها معظم الحكومات العربية تجاه الحل السياسى للصراع العربى
الإسرائيلى ...ورغم ذلك فقد إستمر الإلتزام القومى العربى هو أبرز معالم السياسة المصرية التى استمرت استراتيجيتها الشاملة هى الركيزة الأساسية لسلوكها السياسى.
لقد برز السلوك العقلانى فى النظام الدولى المعاصر القائم على استبعاد الصراع المطلق فى العلاقات الدولية منذ عام 1972 ،حينما وقع ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة ىوليوتيدبريجنيف رئيس الاتحاد السوفيتى أول اتفاق يدور حول هذا المعنى ...من منطلق أنه بجانب المصالح وقيم مشتركة ، يمكن أن تقود العالم إلى إستبدال الصراع الدامى بالتسويات السياسية ..كانت هذه الحالة تتطلب حسن اختيار نقاط الالتقاء الاطراف الأخرى لقد تأكدت أصالة الممارسات المصرية على الصعيد القومى العربى طوال فترة العزلة التى فرضت عليها عربيا بعد توقيع ( معاهدة السلام) وتمسكت بها فى كل الظروف إلى أن بدأت الأحداث و الأيام ..تفرض هذه الأصالة لسياسة مصر القومية على الساحة العربية ..وفى مجال الصراع العربى الإسرائيلى .إذا كانت هذه السياسة هى الأكثر حكمة والأبعد نظرا وإستشرافا للمستقبل العالمى ، والأكثر ارتباطا بالواقعية السياسية وإلتزاما بالمنطق الموضوعى فى معالجتها لقضايا الحرب والسلام وبعقلانية كاملة ، دون أن تتخلى عن أى هدف من أهدافها الوطنية أو القومية أو تنازل عن أى جزء منها .
إذا كانت مصر قد سبقت وحسمت خيار السلام وتمسكت به منذ حرب أكتوبر 1973..وأرسلت قواعده وداعائمه حينما وقعت على إطار كامب ديفيد وعقدت معاهدة السلام مع إسرائيل فى عام 1979..فقدجاءت أزمة الخليج 1990بتداعياتها . لتحسم الخيار العربى فى هذا المحال . فقد قطعت حرب الخليج بحتمية خيار السلام ، وأصبح من الضرورى تصفية كل بؤر الصراع وعناصره إثارة الصدام فى المنطقة ، حتى يتحقق الأمن ويشيع الاستقرار وترس قواعد السلام فى أرجاء الوطن العربى ومنطقة الالشرق الأوسط .إنه نفس الخيار الذى إختارته وتبنته الولايات المتحدة الأمريكية ، واتخذه العالم كله مدخلا لنظامه الجديد ..وهكذا بدأ التعامل مع قضية الصراع العربى الإسرائيلى ، فور توقف القتال فى منطقة الخليج فى محاولات جادة لاقتحام مشاكل الصراع المعقدة والعمل على تصفيتها سعيا وراء الإستقرار الحقيقى والسلام الدائم .
لقد جاءت هذا التوجه العالمى ليؤكد مصداقية السياسة المصرية ،وأصالة الفلسفة القومية التى تسير عليها مصر ..والتى حفزتها للمشاركة الجادة فى إجاء ودفع عملية السلام فى الشرق الأوسط ، استكمالا للرسالة القومية التى بدأتها منذ عام 1973 ؛ فرغم ما حققته من سلام على المستوى الذاتى ، إلا أنها كانت تدرك دائما مهمة رعاية السلام قد فرضت عليها ..وأن سلامها لم يكن إلا خطوة حقيقية هامة على الطريق الصحيح ..لابد أن تتبعها خطوات أخرلاى لآستكمال السلام الشامل فى المنطقة – لذلك فهى لم تدخر جهدا من أجل إحياء عملية السلام ودعوة (مؤتمر السلام ) للانعقاد مرة أخرى ، بعد توقف دام ثمانية عشر عاما .
وانعقد مؤتمر السلام فعلا بالجهود الدولية العربية المشتركة فى أكتوبر 1991 فى العاصمة الاسبانية مدريد ..بعد جهاد مرير ضد عوامل الإعاقة ومحاولات التخريب التى فرضتها الحكومة الإسرائيلية التى كان يرأسها اسحق شامير .
لقد عادت مسيرة السلام فى الشرق الاوسط إلى الحياة مرة أخرى ..فأمكن التوصل إلى اتفاق أوسلو بين إسرائيل والفلسطنيين كخطوة أولية ..ثم جاءت معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل ..إلى أن تجمدت مسيرة السلام بسبب مواقف الحكومة الإسرائيلية الحالية . ذلك هو جوهر المعالجة التى تدور أساسا حول فكرة السلام ..كأبرز ما أفرزته حرب أكتوبر المجيد ..وكيف عالجتها مصر من أكتوبر حتى الآن ...فى ظل حجم هائل من المتغيرات الإقليمية والدولية والضغوط المتعددة المصادر والأتجاهات ...ولكن ظلت مصر صامدة لاتتغير محافظة على عهدها ومتمسكة بالإلتزامات لأنها تؤمن بأن ذلك هو قدرها وفى نفس الوقت مصيرتها ومستقبلها بقلم لواء .طه المجدوب
مجلة مصر
أكتوبر
1998