سوريا من الصدمة إلى قراءة أبعاد القصف الأميركي
مقتل ثمانية برصاص المارينز في قرية السكرية قرب الحدود بين سوريا والعراق (الفرنسية)
انتقل السوريون إلى قراءة أبعاد الهجوم الأميركي على أراضيهم، وبدا أن دمشق تجاوزت مرحلة الصدمة التي أحدثها مقتل ثمانية مدنيين برصاص عناصر البحرية الأميركية (المارينز) في قرية صغيرة قرب الحدود مع العراق، في وقت يحذر بعض المحللين من "حماقات" أميركية أخرى قبل وصول الإدارة الجيدة للبيت الأبيض.
واستهدفت أربع مروحيات أميركية قرية السكرية على بعد نحو 12 كيلومترا من الحدود العراقية، وسقط بنيران عناصر المارينز ثمانية مدنيين بينهم رجل وأبناؤه الأربعة كانوا يعملون لتشييد منزل مع حارس البناء ورجلين من العمال البسطاء، كما أفاد أهالي المنطقة.
ورغم الاختراق الذي امتد مسافة أكثر من عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية، وصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب سليمان حداد الاعتداء بـ"الهزيل" وبمحاولة من إدارة الرئيس جورج بوش تبييض صفحة الجمهوريين قبل أيام قليلة من الانتخابات.
وتابع في تصريحات للجزيرة نت أن "بوش يعتقد أن الهجوم على سوريا يساعده في كسب بعض الشيء مما خسره وربما بتحسين وضع المرشح الجمهوري جون ماكين".
ويسجل حداد أن الانتهاك يخرق بنودا في الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها مع العراق بشأن عدم الاعتداء على أي دولة مجاورة انطلاقا من العراق.
وحذر من أن كل الدول المجاورة للعراق عرضة لأعمال مماثلة كالسعودية وإيران وتركيا، مضيفا أن أميركا لديها أهداف تريد تحقيقها بصرف النظر عن المسوغات.
ورفض وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريحات صحفية في لندن التبريرات الأميركية باستهداف العملية ناشطا في القاعدة، واعتبرها جريمة حرب.
في حين طالبت الحكومة السورية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته لمنع تكرار هذا الانتهاك الخطير وتحميل المعتدي مسؤولية قتل المواطنين السوريين.
أهداف كثيرة
المحللون يشيرون إلى عدم الانسجام بين التحسن الأمني الكبير على الحدود وإقدام القوات الأميركية على ذلك التصعيد الحاد لأول مرة منذ احتلال العراق.
ويرى الكاتب حميدي العبد الله أن المناخ العام إيجابي بالمعنى السياسي والأمني، وذكر للجزيرة نت أن سوريا أرسلت سفيرا إلى بغداد لأول مرة منذ ثلاثة عقود والتعاون الأمني بين البلدين حقق تقدما كبيرا باعتراف العسكريين الأميركيين أنفسهم.
وقال العبد الله إن تلك العملية لا علاقة لها أبدا بالتبريرات التي ساقتها واشنطن بل تتصل بعوامل أخرى أكثر وضوحا.
وأكد أن واشنطن تريد إقناع العراقيين بضرورة تمرير الاتفاقية عبر الإيحاء بوجود أخطار تأتي من دول الجوار، وتابع أن الإدارة الحالية تريد أيضا نقل العداوات ومناخات التشنج مع دمشق للإدارة القادمة عبر الإقدام على عمل بحجم ما جرى من عدوان على السكرية.
وزير الإعلام السابق مهدي دخل الله يضيف إلى تلك المبررات انزعاج واشنطن من تحسن العلاقات بين دمشق وبغداد، والأهم الانفراج في العلاقات مع أوروبا.
ويلفت دخل الله في حديث للجزيرة نت إلى أن واشنطن عملت بالضغط على الحكومة العراقية للإساءة لهذه العلاقات في ظل التحسن الملحوظ في علاقات البلدين.
وذكر أن الإدارة الأميركية أرادت "بعدوانها توجيه رسالة انزعاج مما تحصده السياسة السورية من ترحيب على المستوى الأوروبي".
وأكد أن على سوريا متابعة الاتصال كجواب فعلي وميداني على هذه التصرفات المتغطرسة.
وأعربت دمشق عن انزعاج شديد من رد الناطق بلسان الحكومة العراقية علي الدباغ الذي تحدث عن وجود تسلسل عبر الحدود مع سوريا. ووصف مجلس الوزراء السوري الرد بغير المسؤول، كما قرر تأجيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة المقرر يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
المصدر:الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/...B87F8E361FA.htm?wbc_purpose=<script>alert(///
محمد الخضر-دمشق
انتقل السوريون إلى قراءة أبعاد الهجوم الأميركي على أراضيهم، وبدا أن دمشق تجاوزت مرحلة الصدمة التي أحدثها مقتل ثمانية مدنيين برصاص عناصر البحرية الأميركية (المارينز) في قرية صغيرة قرب الحدود مع العراق، في وقت يحذر بعض المحللين من "حماقات" أميركية أخرى قبل وصول الإدارة الجيدة للبيت الأبيض.
واستهدفت أربع مروحيات أميركية قرية السكرية على بعد نحو 12 كيلومترا من الحدود العراقية، وسقط بنيران عناصر المارينز ثمانية مدنيين بينهم رجل وأبناؤه الأربعة كانوا يعملون لتشييد منزل مع حارس البناء ورجلين من العمال البسطاء، كما أفاد أهالي المنطقة.
ورغم الاختراق الذي امتد مسافة أكثر من عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية، وصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب سليمان حداد الاعتداء بـ"الهزيل" وبمحاولة من إدارة الرئيس جورج بوش تبييض صفحة الجمهوريين قبل أيام قليلة من الانتخابات.
وتابع في تصريحات للجزيرة نت أن "بوش يعتقد أن الهجوم على سوريا يساعده في كسب بعض الشيء مما خسره وربما بتحسين وضع المرشح الجمهوري جون ماكين".
ويسجل حداد أن الانتهاك يخرق بنودا في الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها مع العراق بشأن عدم الاعتداء على أي دولة مجاورة انطلاقا من العراق.
وحذر من أن كل الدول المجاورة للعراق عرضة لأعمال مماثلة كالسعودية وإيران وتركيا، مضيفا أن أميركا لديها أهداف تريد تحقيقها بصرف النظر عن المسوغات.
ورفض وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريحات صحفية في لندن التبريرات الأميركية باستهداف العملية ناشطا في القاعدة، واعتبرها جريمة حرب.
في حين طالبت الحكومة السورية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته لمنع تكرار هذا الانتهاك الخطير وتحميل المعتدي مسؤولية قتل المواطنين السوريين.
أهداف كثيرة
المحللون يشيرون إلى عدم الانسجام بين التحسن الأمني الكبير على الحدود وإقدام القوات الأميركية على ذلك التصعيد الحاد لأول مرة منذ احتلال العراق.
ويرى الكاتب حميدي العبد الله أن المناخ العام إيجابي بالمعنى السياسي والأمني، وذكر للجزيرة نت أن سوريا أرسلت سفيرا إلى بغداد لأول مرة منذ ثلاثة عقود والتعاون الأمني بين البلدين حقق تقدما كبيرا باعتراف العسكريين الأميركيين أنفسهم.
وقال العبد الله إن تلك العملية لا علاقة لها أبدا بالتبريرات التي ساقتها واشنطن بل تتصل بعوامل أخرى أكثر وضوحا.
وأكد أن واشنطن تريد إقناع العراقيين بضرورة تمرير الاتفاقية عبر الإيحاء بوجود أخطار تأتي من دول الجوار، وتابع أن الإدارة الحالية تريد أيضا نقل العداوات ومناخات التشنج مع دمشق للإدارة القادمة عبر الإقدام على عمل بحجم ما جرى من عدوان على السكرية.
وزير الإعلام السابق مهدي دخل الله يضيف إلى تلك المبررات انزعاج واشنطن من تحسن العلاقات بين دمشق وبغداد، والأهم الانفراج في العلاقات مع أوروبا.
ويلفت دخل الله في حديث للجزيرة نت إلى أن واشنطن عملت بالضغط على الحكومة العراقية للإساءة لهذه العلاقات في ظل التحسن الملحوظ في علاقات البلدين.
وذكر أن الإدارة الأميركية أرادت "بعدوانها توجيه رسالة انزعاج مما تحصده السياسة السورية من ترحيب على المستوى الأوروبي".
وأكد أن على سوريا متابعة الاتصال كجواب فعلي وميداني على هذه التصرفات المتغطرسة.
وأعربت دمشق عن انزعاج شديد من رد الناطق بلسان الحكومة العراقية علي الدباغ الذي تحدث عن وجود تسلسل عبر الحدود مع سوريا. ووصف مجلس الوزراء السوري الرد بغير المسؤول، كما قرر تأجيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة المقرر يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
المصدر:الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/...B87F8E361FA.htm?wbc_purpose=<script>alert(///