حقائق حول مؤتمر الشيشان

image.png
image.png
image.png
 
هيئة “كبار العلماء” ترد على مؤتمر “غروزني
قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء رداً على البيان الختامي للمؤتمر، الذي عقد بمدينة غروزني في الشيشان أخيراً بعنوان: «من هم أهل السنة»: «الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تحذر من النفخ في ما يشتت الأمة ولا يجمعها، وعلى كل من ينتسب إلى العلم والدعوة تقع مسؤولية أمانة الكلمة ووحدة الصف، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافاً وتنافراً وتنابذاً وتنابزاً تؤدي إلى تفرق في دينها شيعاً ومذاهب وأحزاباً، وما تعيشه الأمة من نوازل ومحن يوجب أن يكون سبباً لجمع الصف والبعد عن الاتهامات والإسقاطات والاستقطابات، فهذا كله يزيد في الشُّقة ولا يخدم العالم الإسلامي، بل ينزع الثقة من قيادات العلم والفكر والثقافة».
وبحسب صحيفة الحياة شددت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء على أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صلى الله عليه وسلم في شيء، الذي تنزل عليه قول الله تعالى: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء». وقالت: «إن محكم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تنص على أنه لا عز لهذه الأمة ولا جامع لكلمتها إلا كتاب الله وسنة رسوله وأن أمة الإسلام أمة واحدة، وتفريقها أحزاباً وفرقاً من البلاء الذي لم تأت به الشريعة، وعلى الإسلام وحده تجتمع الكلمة، ولن يكون ذكر ومجد لهذه الأمة إلا بذلك، قال الله تعالى: «وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون».
 
المفروض نسميه مؤتمر سلاطين بوتين ولا سلاطين العلمانيه ماعرفنا لقواعد(العجايز)المسلمين اذا لم نفكر بعودة امجاد المسلمين قالو اننا متسدحين للاستعمار الغربي فكريا وعقائديا واذا قررنا العمل وحدنا وقف ضدنا من يعتب علينا امس احد يخبرهم الامام محمد بن عبدالوهاب التميمي الحنبلي كان ابوه وجده من العلماء المعروفين بجزيره العربيه في مذهب الحنابله يعني عائله علميه حنبليه هل يستغبي علماء شد الحزام ولرقص في الشيشان ! بكل الحالات لا يوجد سلفيه او وهابيه مذهبيه لأننا حنابلة المذهب ؛ث: فهم بين اعترفو بِنَا وبين ما اعترفو بِنَا هذا بلا اللي يشوف نفسه مكتب تجديد رخص:IRIS-T:
 
اين منظمة المؤتمر الاسلامي من هذا

رحمكم الله يا ابطال الجهاد والله ما تكالب هلينا كلاب الشرق ولا الغرب الا عندما فرطنا في الجهاد.
 
العهد السليماني المبارك :D

غير كل شيء
جعل حسونه تبوله يتذكر أن هناك عربا واقفين ضد مشروع آمريه في طهران ولا يكاد ان يمر عليه خطاب الا ويذكر السعودية اربعين مرة

جعل جرذان الانترنت لا يشتمون قادة المملكه فقط ويتهمونهم بالصهاينه بل جعلهم كذالك يشتمون ويسبوا شعب السعودية كاملا

جعل امريكا تفتح ملفات الحادي عشر من سبتمبر فجأة

وهاهو يجعل الروس اليوم ينظمون مؤتمر كامل لمحاولة عزل السعودية عن العالم
؛ث:



الصراخ على قدر الألم

فوق هام السُحب :السعودية:
 
العهد السليماني المبارك :D

غير كل شيء
جعل حسونه تبوله يتذكر أن هناك عربا واقفين ضد مشروع آمريه في طهران ولا يكاد ان يمر عليه خطاب الا ويذكر السعودية اربعين مرة

جعل جرذان الانترنت لا يشتمون قادة المملكه فقط ويتهمونهم بالصهاينه بل جعلهم كذالك يشتمون ويسبوا شعب السعودية كاملا

جعل امريكا تفتح ملفات الحادي عشر من سبتمبر فجأة

وهاهو يجعل الروس اليوم ينظمون مؤتمر كامل لمحاولة عزل السعودية عن العالم
؛ث:



الصراخ على قدر الألم

فوق هام السُحب :السعودية:

والله نحن نعطيهم حجم أكبرمن حجمهم الذي يكاد لا يرى بالعين المجردة :)

لا يضر السحاب نبح الكلاب أعزكم الله

 
"الأشرفي": أخرج كل من خالفه زوراً وبهتاناً من دائرة أهل السنة.. أداة يوظفها العدو
"علماء باكستان" ينتقد توصيات مؤتمر الشيشان.. "قادريوف" أحد جنود "بوتين"


57c99ae01da57.jpg


انتقد مجلس علماء باكستان توصيات مؤتمر الشيشان الذي انعقد بالعاصمة الشيشانية "غروزني" تحت شعار: "من هم أهل السنة والجماعة؟" برئاسة الرئيس الشيشاني "رمضان قادريوف"، الذي وصف أهل السنة والجماعة بالأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقة وأهل التصوف.

وقال رئيس مجلس علماء باكستان "حافظ محمد طاهر محمود الأشرفي": إن الرئيس الشيشاني لم يحصر أهل السنة والجماعة في الأشاعرة والماتريدية اعتقادًا وفِقهًا وسلوكًا فحسب؛ بل أعلن زوراً وبهتاناً إقصاء وإخراج كل من خالفه من دائرة أهل السنة والجماعة وهو أمر غير صحيح وخارج عن أساليب السياسة والحكمة والحنكة.

وفي انتقاده اللاذع والمكثف للمؤتمر أكد البيان الصحفي الذي صدر عن مجلس علماء باكستان، أن المؤتمر لم يكن سوى أداة يوظفها العدو لتحقيق مصالحه، ووسيلة لدعم الصوفية التي تطرب لها ألسنة الغرب ويحاولون إبقاء وجودها، وقال: "الهدف من هذا المؤتمر التآمر على العالم الإسلامي وعلى المملكة العربية السعودية ويهدف إلى انجراف المسلمين إلى البدع والخرافات".

واستغرب "الأشرفي" على إسلامية المؤتمر الذي لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى معاناة المسلمين في كلٍّ من كشمير وفلسطين وسوريا واليمن، وقال: "بیان المؤتمر یأتي تحت رعایة روسیا التي تقصف بلاد المسلمین وتقتل إخواننا في الشام، ولم یصدر أي شيء في المؤتمر عن جرائم روسيا الشنيعة ضد المسلمين، وكان راعي المؤتمر رئيس جمهورية الشيشان "رمضان قاديروف" المعروف بولائه التام للرئيس الروسي المجرم "بوتين"، ويعتبر نفسه جندياً من جنوده"؛ حيث أكد "الأشرفي" أن أهل السنة والجماعة الحقيقيين هم من كان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، رضوان الله عليهم أجمعين.

 
ما استبعد ان هذا المؤتمر فيه اشياء خفية
منها .. تدويل الحرمين وإخراج السلطة الامنية والدينية السعودية عن الحرمين
فنحن لا نقبل بالسلاسل الرافضية والطبلة الصوفية فيهم
.
.
.
.
هيرون @هيرون
ياوسع صدرك على نقاش الرافضه انا تركت هالاشياء يمكن بسبب الصتايم اللي اطيح عليهم مخ مافيه
ولازم يكون بيدك اليمين قرآن وبيدك اليسار نعال عشان مايلف ويدور :D
 
التعديل الأخير:
CrNVUKBWIAEShkc.jpg


يا ليت قومى يعلمون أنهم أنفقوا أموالهم على من ناصره و دعمه اليهود و النصارى فى الداخل و الخارج.
 
مؤتمر اختطاف مصطلح أهل السنة والجماعة (1)



إبراهيم بن محمد الحقيل


بسم الله الرحمن الرحيم


اتصل أحد الدعاة في الجمهوريات الإسلامية -المحتلة روسيا- بداعية سلفي يشكو إليه أن مفتي جمهوريتهم جمع الدعاة وأئمة المساجد وألزمهم بأن يعتنقوا العقيدة الماتوريدية باعتبار أنها عقيدة الأحناف، وأن يدعوا الناس إليها، وأن يدرسوها في المساجد، ومن يتقاعس عن ذلك أو يتردد فسوف يكون عرضة لعقاب، أقله الطرد من إمامة المسجد، والمنع من الدروس والمحاضرات؛ وعلل ذلك بأن من واجبات المفتي حفظ عقائد الناس، وبما أننا أحناف فيجب أن نلتزم بما عليه الأحناف.

أشار الداعية السلفي على الداعية الروسي وهو يشتكي إليه هذا الإرهاب الفكري أن يُثبت للمفتي أن أبا حنيفة سلفي أثري مُعظِّم للنصوص، وأن عقيدته لا تخالف عقيدة أهل السنة، وأن أبا منصور الماتوريدي خرج عن نهج الإمام الأعظم أبي حنيفة. وأثبت له ذلك بمنقولات عن الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن وكبار أئمة المذهب الحنفي.

غضب المفتي وقال: أنت تتهم الماتوريدي بأنه لا يفهم عقيدة أبي حنيفة، ونحن في فهم عقيدته نعتمد على الماتوريدي لا على غيره.

فقال الداعية السلفي: إذن سأنتقل من المذهب الحنفي إلى المذهب الحنبلي، ولا حجة لك علي؛ لأن النظام لا يمنع اختيار أي من المذاهب، وبدأ الداعية المؤذى في عقيدته يتفقه على كتب الحنابلة؛ ليحافظ على عقيدته السلفية من الإرهاب البدعي عليها.

هذه الحادثة التي وقعت قبل أشهر تبين القلق الروسي من الامتداد السلفي، الذي صار العالم بشرقه وغربه وكفاره ومبتدعته وعربه وعجمه يحتشدون لحربه واستئصاله.

وهي تدل على أن أهل الأهواء لا حدَّ لهم في الانحراف عن النهج السوي، وأنه لا مانع لديهم من التحالف مع الملاحدة لطمس العقيدة الأثرية الصحيحة، وإلا فكيف صار الماتوريدي حاكما على الإمام أبي حنيفة وكبار أئمة المذهب الحنفي؟! وكيف انصاع المفتي لما يلقى عليه من أوامر السياسي وهو على غير ملته؟!
ولو فرضنا أن ابن تيمية خالف الإمام أحمد مخالفات صريحة، وجاء من يأمر السلفيين بأن لا يقرءوا تراث الإمام أحمد إلا بنظارة ابن تيمية لاستهجنه العامة قبل الخاصة.

المؤتمر الذي عقد هذه الأيام في جروزني برعاية ورضا الصليب الأرثوذكسي يحشد أطياف المبتدعة؛ ليختطفوا وصف (أهل السنة والجماعة)، واليوم يغيب عن مؤتمرهم أهل العمائم الصفوية والإسماعيلية، وأصحاب الطرابيش الدرزية والنصيرية؛ لئلا يكون المؤتمر فضيحة مدوية عند عوام المسلمين، وإلا فهم يشاركونهم وينسقون معهم في حرب أهل السنة واستئصالهم، وجمعتهم فيما مضى مؤتمرات عدة برعاية أمريكية، والزعيم الصفوي الخميني قد زكى عددا من أقطاب الصوفية، وفيهم من حضر مؤتمر جروزني.

والسؤال هنا: هل ينجح المؤتمرون بأمر الصليب في اختطاف لقب أهل السنة والجماعة؟!
المؤكد: أنهم لن ينجحوا أبدا؛ لأن العقائد البدعية المستمدة من علم الكلام، الملغية لدلالات القرآن والسنة، هي عقائد غامضة متناقضة، لا تصلح أن تُصدَّر لعوام المسلمين، ولن يقتنعوا بها، وما يقرؤه العامي المسلم في القرآن ينسف أصول تلك العقائد؛ فمن يفسر الكلام النفسي عند الأشاعرة للعوام، وكيف يوفق العامي بين ما يقرؤه في القرآن من حقيقة كلام الله تعالى، وبين هذا التأويل الغامض. وهكذا يقال في سائر المخالفات الأشعرية والماتوريدية والصوفية، والمصطلحات الكلامية التي أحدثوها، وأدخلوها في عقائدهم، وحاكموا إليها نصوص الكتاب والسنة فحرفوا معانيها لأجلها.

لقد مرَّ النصارى فيما مضى بذات التجربة التي يمر بها المبتدعة اليوم، فعقائد الصلب والفداء والتثليث ونسبة اللاهوت والناسوت في المسيح عليه السلام هي مما أدخل في النصرانية، واستمات رهبان النصارى في إقناع عوامهم بها فعجزوا، حتى تسبب غموض عقائدهم وتناقضها في انتقال عوامهم من الكنيسة والإنجيل إلى العلمانية والإلحاد. والنصارى يمتلكون من العقول الفلسفية ما لا يمتلكه مبتدعة العصر، ولديهم من الإمكانيات المادية والإعلامية الهائلة ما عجزوا بها عن إقناع بني ملتهم بعقائدهم بله إدخال غيرهم فيها، وجهود التنصير في البلدان الفقيرة وما ينفق عليها من ميزانيات ضخمة لا تخفى على متابع مع ضعف أثرها، ومحدودية تأثيرها.

وإنها لمفارقة عجيبة أن يتآمر العاجزون بالأمس (عباد الصليب) عن تسويق عقائدهم الباطلة الغامضة مع المتطلعين المبتدعة لتسويق عقائدهم الباطلة والغامضة أيضا، تديرهم في ذلك القوى الاستعمارية التي لا تريد الخير بمن فيه رائحة إسلام وإيمان، بغية اختطاف لقب أهل السنة والجماعة من أهله المستحقين له بجدارة لخلعه على من لا يستحقه.

وسؤال يتبادر لذهن من يرى عنوان المؤتمر: لماذا يريدون هذا اللقب مع أنه في العرف الدولي محل اتهام بالتشدد والانغلاق والتطرف والإرهاب؟! هذا نفرده بمقالة أخرى حتى لا نطيل على القراء الكرام.

الاثنين 26/11/1437


 
مؤتمر اختطاف مصطلح أهل السنة والجماعة (2)



إبراهيم بن محمد الحقيل


بسم الله الرحمن الرحيم


من الغلط الحكم على عوام المسلمين في البلاد التي تكون عقيدة الدولة فيها أو المؤسسة الدينية الأشعرية أو الماتوريدية بأنهم أشاعرة أو ماتوريدية. بل عوامهم على مذهب أهل السنة والجماعة؛ لأن العوام لا يعرفون تفصيلات العقيدة، ولا علم لديهم بما شققه المبتدعة وأحدثوه في عقائدهم من ضلال علم الكلام، ويؤمنون إيمانا مجملا بما دل عليه الكتاب والسنة من تفصيلات العقيدة، وهذا هو عين معتقد عوام المسلمين في البلاد التي تنتهج منهج أهل السنة والجماعة؛ فالسواد الأعظم من المسلمين هم على مذهب أهل السنة والجماعة بمفهومه السلفي الأثري، والمبتدعة أقليات جُمعت على اختلاف عقائدها لضرب النسيج العام للمسلمين وهو مذهب أهل السنة والجماعة.

وقد طرحت في مقالة سابقة هذا السؤال لأجيب عليه هنا: لماذا أراد من نظموا مؤتمر جروزني اختطاف لقب (أهل السنة والجماعة) مع أنه في العرف الدولي محل اتهام بالتشدد والانغلاق والتطرف والإرهاب؟!

يكمن الجواب عن هذا السؤال في عجز القوى الدولية عن إيقاف تمدد التوجه السلفي (مذهب أهل السنة والجماعة) رغم الحملات الإعلامية والفكرية الضخمة التي شنت خلال السنوات الماضية لتشويهه والتنفير منه، فالسلفية تنتشر في العالم العربي كما تنتشر في الدول الأوربية وبين المسلمين الجدد، وهي تؤثر تأثيرا قويا في كافة التوجهات الفكرية، وفي الحركات الإسلامية على اختلاف منهاجها ومشاربها.

وقد تمت شيطنتها إعلاميا وفكريا بعد أحداث سبتمبر مباشرة، ولكن وخلال خمس عشرة سنة مضت لا زال الإسلام بالمفهوم السلفي الأثري يتمدد وينتشر، ويجذب الناس إليه. ويعترف كثير من المفكرين الغربيين أن فيه قوة جاذبة لا يعرفون سرها. في حين أن النصرانية تنكمش، وكذلك المذاهب البدعية تنكمش، سوى الإمامية الاثني عشرية التي سُخرت ميزانيات إيران لنشرها وفرضها، وتواطأ العالم الغربي والشرقي مع إيران في نشرها لقمع أهل السنة والجماعة، ومع ذلك فانتشار الإمامية لا يوازي ما أنفق عليها من أموال، وما بذل في نشرها من جهود، وغالبه انتشار مصلحي لنيل عرض من الدنيا، وليس قناعة ممن انتقلوا للمذهب الإمامي الباطني، وهو مثل انتشار النصرانية في إفريقيا من أجل الحصول على الطعام والعلاج والتعليم في سنوات مضت، سرعان ما تراجعت.

فلما لم تنفع شيطنة السلفية في صرف الناس عنها جاءت هذه المحاولة لاختطافها، وكونهم في الحملات السابقة ركزوا هجومهم على الوهابية والسلفية والحنبلية والتيمية، ونحو ذلك. فإنهم لا يستطيعون استخدام هذه المصطلحات بعد أن شيطنوها وشوهوها. فجاءت فكرة استخدام (أهل السنة والجماعة). ومن المحتمل إذا فشلت محاولتهم تلك أن يعودوا للمصطلحات التي شيطنوها من قبل ليخلعوها على من يخدم أهدافهم الاستعمارية؛ لإقناع السواد الأعظم من المسلمين أنه يمثل الاتجاه الذي يريدونه.

والمؤتمرون في جروزني برعاية عباد الصليب من أرباب البدعة الأشعرية والماتوريدية والصوفية يحلمون في إعادة أمجاد سالفة لهم، وخاصة كبار فقهاء الشافعية الأشاعرة حين كانوا يطلقون في مصنفاتهم على أنفسهم لقب (أهل السنة) ويصمون أهل السنة بأنهم حشوية ومجسمة، رغم أن قدماء الشافعية من الشافعي وأصحابه ومن بعدهم كانوا على غير معتقد المتأخرين الذين انتحلوا المذهب الأشعري في العقيدة وتعصبوا له.

ويمكن تقسم من حضروا مؤتمر جروزني إلى أقسام ثلاثة:

القسم الأول: المبتدعة المتعصبون لبدعتهم، الذين عز عليهم أن تكون النهضة العلمية الشرعية في هذا الزمن لأهل السنة، فاستماتوا في مزاحمتهم ولو بالعمالة لعباد الصليب، ومنهم من هو مستميت في مؤلفاته بنقد شيخ الإسلام ابن تيمية ومحاولة إسقاطه.

القسم الثاني: من لهم مواقف مع بعض رموز السلفية، ويريدون تصفية حساباتهم معهم ولو بهذا الاصطفاف البغيض مع المبتدعة، ولن يضروا إلا أنفسهم.

القسم الثالث: المرتزقة الذين يصطفون مع القوي أيا كان وحيث كان، ويأتمرون بأمره، وينفذون أجندته؛ لنيل لعاعة من جاه أو مال على حساب دينهم وأمتهم.

وأختم مقالتي هذه بشكري وتقديري للأقلام التي كتبت في فضح هذا المؤتمر الخبيث وتوجهاته المسمومة، وأسهمت في نشر الوعي في أوساط الناس بمقالات أو تغريدات أو غيرها، وأسأل الله تعالى أن يكتب أجرهم، وأن يكثر من أمثالهم.

الثلاثاء 27/11/1437

 
العقيدة الجروزنية...!



د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


الشيشانية والتي حاولت في مؤتمرها الأخير وبإشراف روسي احتكار مفهوم (أهل السنة والجماعة)، فجمعت أهل بدع وخرافة وطيبين، ضُحك عليهم، وتجوهل أعلام كبار، ولا سيما بلاد الحرمين...،! فكشفهم الله للعالم الاسلامي، وكان حجم الاعتراض شديدا،
وكان علامة للفرقة، ومطية للأعداء القتلة لأهل السنة في أماكن عديدة،،،!

ألا يا قلبُ ما هذا الشنارُ// وما تلك المحازن والعوارُ؟!‬⁩
‏أأهلُ السنةِ البدعُ الكبار/ ولا سلفٌ هنالك أو خيارُ؟!
ولا نُبْل الأئمة قد أُعدوا // ولا اختاروا الأماجدَ أو تباروا
عقائدُ موحشاتٌ مظلماتٌ// لها شططٌ وبالشططِ افتخارُ

قبوريون من كل النواحي// وصوفيون (بالروس) استجاروا!
أعقلٌ كان عندهمُ وشرعٌ// أم الأنوال تَفعلُ والسوارُ؟!
‏تصنِّف ⁧‫(روسيا)‬⁩ الإسلامَ فيهم// ولا الحَرَمانِ فيها والديارُ
ولا البيتُ العتيقُ له رموز// (وطيبة) لا مطيبُ ولا سرارُ

وذي (الشيشان)ُ عرّاب لديها// ومن (موسكو) اللعينةَ كم تدارُ
ولا (شامٌ ومصر أو حجاز)ٌ// أو الأقطار والبلد المنارُ

وكم صوفيّ لم تصْفُ يداهُ// وبات معاديا ليس له قرارُ
تجمّعت الخُلوفُ بلا ارتياب// وذي الأسلافُ حظر واحتقارُ
ولا علماءَ أفذاذاً تراهم// سوى البدعيّ بالغُمم ابتدار

وقالوا بالتجمع قد تهادَوا // وصُنعهمُ تفرقُ وانحدارُ
وقالوا سنةٌ وهمُ سنانٌ// مناهجهم تجوف وانحسار
وكم حادوا عن الهدي المصفّى// ولفّوا لا نصوصَ ولا اعتبارُ

أتُجمعُ صفوةٌ من غير نهج// لهم نسب عليٌ مستنارُ
كمسجدِ فرقة وبني شقاقٍ// وقد ضر المواقف ذَا الضرارُ
مؤامرة وليس لهاائتمار// و(بوتين)ُ الموجه والشرارُ

وسيقوا كالقطيع بلا اتعاظ// وفي (الشامات)ِ موعظة ونارُ
متى كان التصوف باب نصر// ولا نُصروا ولا عم النهارُ
أداة للعدو وبابُ ربح// واموال توزع او خُضارُ
وتمزيق لأمتنا وفتح// لاعداء لهم فينا شَرارُ
ومازال الجهول لهم دليلا// ولن يصحو التصوفُ والخسارُ
أيصحو مَن خُرافته دليل// ولا نص وهدي واختبار؟!
وبالذوق المعسل صار يقضي// وبالكشف المثير له اقتصارُ
انا السلفي لا أرضى بجور// ولا نزقٌ يمثله الصغار
سيبقى مشعلي وحياً ونورا//وروضاً لا يلطخه الغبار
أيا أعلامَنا هبوا لكيدٍ// وردوا ما أرادوا واستعاروا
وجدوا في التقاء أو وصالٍ// يؤلفنا وليس به قَتارُ

١٤٣٧/١١/٢٦
 
الأشعرية والأئمة الأربعة.. مَنْ هم أهل السنة والجماعة؟

د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
@khojah10


بسم الله الرحمن الرحيم


قبل أيام معدودات وقع مؤتمر في الشيشان، برعاية من رئيسها، سماه المؤتمرون له "من هم أهل السنة والجماعة؟!" وفي بيانه الختامي نص على: أن أهل السنة والجماعة هم: الأشعرية، والماتريدية معتقدا، والصوفية سلوكا. وبما أن معتقد جميع هؤلاء مبسوط مسطور في الكتب المتقدمة المؤسسة، فلنا أن نعود بهذه الدعوى؛ لمعالجة قضيتها لمعرفة "صدقها من كذبها"، بحسب مصطلح المناطقة، فإن أحرى الناس بتمثيل أهل السنة في مرحلة مهمة من تاريخ الإسلام؛ في القرن الثاني والثالث هم: أئمة المذاهب الأربعة. والمظنون به على أهله: أنه لا خلاف بين المسلمين على هذا التمثيل. ولأجله سنعرض لمقارنة بين أقوالهم وأقوال الأشعرية في قضايا المعتقد الأصلية، ونعتمد – ضمن ما نعتمد - في هذا كتاب "الرسالة" للقشيري؛ حيث إنه عقد فصلا لبيان "عقيدة الصوفية"، هي ذاتها عقيدة الأشعرية؛ فهو صوفي أشعري، كما الغزالي، وكثير من الأشعرية هم صوفية، والعكس صحيح، وبعض هؤلاء أكد هذه النسبة بين الفريقين، فماذا في هذا الكتاب؟.

أولا: فيه أن "الإيمان: تصديق القلوب"، وهو قول الأشعري فيما نقله الشهرستاني في "الملل والنحل". وتبعه الباقلاني في "الإنصاف"، وقلدهم فيه المتأخرون كما في "جوهرة التوحيد"، وهو قول أقرب إلى مذهب جهم لا أهل السنة؛ حيث إنه قال: "الإيمان هو المعرفة"، والتصديق يزيد على المعرفة بدرجة، لكن لا يصل إلى درج أهل السنة في هذا، الذين قالوا: "الإيمان قول وعمل". بل هو بعيد جدا، وهذه أقوالهم:

- أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال: "كان مالك بن أنس يقول: الإيمان قول وعمل". الحلية
- الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص". مناقب الشافعي
- عبد الله بن أحمد: سمعت أبي سُئل عن الإرجاء فقال: "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص". السنة

على هذا اتفاقهم، وقد حكى البخاري عن ألف من العلماء وزيادة أنهم قالوا: "الإيمان قول وعمل". فعلى هذا إطباقهم وطباقهم، فأيهما على السنة، وهم أهل السنة والجماعة: آلذي يقول: الإيمان هو: "التصديق". أم الذي يقول: "قول وعمل"؟
إن كان الأشعرية ومن وافقهم من الصوفية هم أهل السنة في هذه القضية الأصلية، فلا مناص من إخراج الأئمة الثلاثة من أهل السنة، فهل يوافق على هذا المؤتمرون، أم يتأولون كعادتهم؟
ثم إن الصوفية ليسوا كلهم على اتفاق مع الأشعرية في هذا، فمن متقدميهم الكلاباذي قد حكى عقائدهم في "التعرف" فنص في الإيمان على مثل ما قال به السلف والأئمة الثلاثة، قال: " الإيمان عند الجمهور: قول وعمل ونية، ومعنى النية التصديق". حتى يعلم المتصوفة أن ارتباطهم بالأشعرية ليس ضربا لازما، بل كثير من المتقدمين كانوا منكرين على المعتزلة والأشعرية متبرئين منهم، فألفوا في ذمهم مصنفات كـ "ذم الكلام" للسلمي وللهروي، أما أبو حنيفة فكان يقول الإيمان هو: "اعتقاد بالجنان، وقول باللسان". ثم إن ابن عبد البر نقل عنه في "التمهيد" رجوعه إلى قول السلف في هذا.

فهذه قضية أصلية كبرى كالشمس وسط النهار، والقمر ليلة البدر، خالف فيها الأشعرية قول السلف قاطبة والأئمة الأربعة، فكيف يجرؤ هؤلاء المؤتمرون على الادعاء بأنهم يمثلون أهل السنة في هذا، وهم في حقيقة الأمر أقرب إلى مذهب جهم الملعون على لسان المؤمنين، جراء ما أحدثه وحرفه من الدين، إلا أن يكونوا غافلين، فأهل الغفلة عليهم إزالة غفلاتهم أولا، ثم الحديث باسم الأمة ثانيا، أو إنهم يمارسون تأويلا زائغا لكلام الأئمة كما مارسوه مع آيات الله!


* * *


ثانيا: طريقة الأشعرية في الصفات: إثبات سبع صفات، هي: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. يسمونها "صفات المعاني"، والقشيري ينقل ذلك، وبقية الصفات تؤول أو تفوض، وفي ذلك جاء في "الجوهرة":

وكل نص أوهم التشبيها --- أوله أو فوض ورم تنزيها

وهو - والكلاباذي كذلك – يقولان: إن كلامه بغير حرف ولا صوت. ومشهور عن الأشعرية أن كلامه تعالى نفسي؛ أي تكلم في نفسه، ولم يكن كلاما مسموعا بحرف وصوت، وفي هذا يستشهدون بالأخطل:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما --- جعل اللسان على الفؤاد دليلا

وعندهم أن الله تعالى ليس له مكان، وليس له في العلو، بل لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت. فهذه مسائل في الصفات عنهم، فماذا عن الأئمة؟
- أبو حنيفة قال: "لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السُّنَّة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه: أحدٌ، صمد لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، حيٌّ، قادر، سميع، بصير، عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه". الفقه الأبسط
- وسُئل عن النزول الإلهي قال: "ينزل بلا كيف". عقيدة السلف أصحاب الحديث
- عن الوليد بن مسلم قال: «سألت مالكًا والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا أمروها كما جاءت". الدارقطني في الصفات
- وقال: "الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول".
- الذهبي في السير عن الشافعي أنه قال: "نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ووردت بها السنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}".
- عن عبد الله بن أحمد قال: "سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلّم الله موسى لم يتكلم بصوت فقال: تكلم الله بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت". طبقات الحنابلة
- عن أبي بكر المروزي قال: «سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمر الأخبار كما جاءت". طبقات الحنابلة

هذه طائفة من نصوصهم في الصفات من غير استقصاء، وقد نقل من قولهم وغيرهم في إثبات علو الله تعالى واستوائه على العرش استواء يليق به، الإمامان ابن قدامة والذهبي في كتابيهما "العلو" نصوصا بالمئِين، عكس ما يقوله هؤلاء الأشعرية تماما: أنه ليس في العلو! كذلك ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية".
ولم نجد في كلامهم أنه يتكلم بغير صوت وحرف، بل ما نقله اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" وغيره من نصوص بلغت مبلغها كثرة، فيه إثباتهم كلام الله تعالى بصوت وحرف، وليس بكلام نفسي.
كذلك لم نجد أي كلمة منهم فيها حصر الصفات المثبتة في سبع صفات، بل هذا مما انحاز به الأشعرية عن الأمة والأئمة وانفردوا به.
ولم يتعرض الأئمة للتأويل، بل أقروا وأجمعوا على تفويض الكيفية، وجملهم فيها كثيرة جدا، لم تقتصر على الأئمة. هذا مع التنبيه إلى أن الأشعري خير من هؤلاء، فإنه لم يتأول النصوص كتأولهم، فقد أثبت الوجه واليدين على حقيقتهما، وهو ما نقله الشهرستاني عنه في "الملل". فهؤلاء لا إمامهم تبعوا، ولا بأئمة المسلمين اقتدوا، ثم صاروا يدعون أنهم الممثلون الحصريون لأهل السنة والجماعة!
وبالجملة فكل مسائل الاعتقاد – ليس الصفات فحسب - قد تواطأت فيها ألفاظ السلف أئمة العلم والإيمان والحديث على خلاف ما أحدثه الأشعرية، ثم مع ذلك لا يتورع هؤلاء في ادعاء نسبتهم إلى هؤلاء الأئمة: إما باختيار متشابهات من كلامهم، يزعمون أنها تؤيد دعواهم، أو بتأويل قبيح ظاهر العبث والتبديل لكلام الأئمة، ولا عجب، فمن بدل معاني كلام الله تعالى، فتبديل معاني كلام البشر أيسر عليهم! ذلك مثل دعواهم في كلمة مالك: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول". أن معناه: الاستيلاء.
فبالله عليكم: أين هذا المعنى في كلمة مالك؟!
يقول مالك: "الاستواء غير مجهول".. "معلوم" – كما في رواية – والفهم الواضح لكلامه: أننا في لغتنا لا نجهل معنى الاستواء، وهو: العلو، والارتفاع، والاستقرار. كما حكاه أهل العربية في كتبهم، ولا يأتي في لغة العرب ألبتة بمعنى: الاستيلاء. فلم يعرف هذا إلا عن الأخطل النصراني، الذي قال:

قد استوى بِشر على العراق --- من غير سيف ولا دم مهراق

وقد فتش بعضهم في دواوين الشعر فلم يجد هذا البيت منسوبا إليه، فكيف ساغ لهذا المتأول أن يتسلط بمعنى أجنبي على الكلمة، ليحمّلها ويضمّنها كلمة الإمام فوق ذلك، هكذا بغير برهان إلا الادعاء، وممارسة التأويل القبيح الذي اتقنه هؤلاء، حتى حرفوا به الكلم عن مواضعه؟
إن كلمة مالك واضحة كل الوضوح: أن هذه الصفة معلومة المعنى في العربية، لكنا لا نفهم حقيقتها وكيفيتها. لأننا من جهة الأخبار الغيبية المتعلقة بالذات الإلهية، نعرف وجها دون وجه؛ نعرف ما يدور عليه المعنى وفق اللسان العربي، لكن لا نعرف ما تدور عليه الحقيقة و الكنهة؛ لأنه يفتقر لخبر آخر مفصل، أو تشترط له رؤية بصرية، وكلاهما غير حاصل، فنقف عند المعنى اللغوي من غير تدخل في الحقيقة والكيفية. هذا هو مؤدى الكلمة من غير تحريف، أما تفسيره بالاستيلاء، فليس فيه إلا الظن والعبث.
إن هذا التحريف منهم كمثل محاولاتهم المستميتة إلصاق التفويض للمعنى إلى السلف كأحمد وغيره، بجمل جاءت عنهم، حملوها على ما شاءوا، ليوافق مذهبهم في التفويض، ولم يسألوا أنفسهم يوما: لم يتركون كلمات الأئمة الصريحة في نقض مذاهبهم في الصفات، ويتعلقون بالمتشابه، ثم لا يجدون في كلامهم ما يجدونه عند أهل الكلام من: الكلام النفسي، بغير حرف ولا صوت، والسبع صفات إلى غيرها ؟!
حاصل الأمر: أن مذهب الأشعرية في الصفات أجنبي حتى عن الأشعري نفسه، فضلا عن الأئمة الأربعة والسلف، فهم يدورون على: التأويل الذي هو التعطيل في حقيقة معناه، وعلى تفويض المعنى، وعلى المجاز. هذا مع كون الطلمنكي وابن عبد البر قد نقلوا إجماع السلف على: إثبات صفات الله على الحقيقة لا المجاز. كذا هو في الاعتقاد القادري الذي أقر به علماء بغداد، وفيهم أشاعرة، في القرن الخامس، وفيه:
"وخلق العرش لا لحاجته إليه، فاستوى عليه كيف شاء وأراد، لا استقرار راحة كما يستريح الخلق.. لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية، ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق، تكلّم به تكليماً، وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل بعد ما سمعه جبريل منه، فتلا جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه محمد على أصحابه.. ويعلم أن الإيمان قول وعمل ونية، وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح تصديق به، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهو ذو أجزاء وشعب".
فبعد هذا التباعد بين الطريقتين: الأشعرية، والسنية. كيف اقتحم هؤلاء سور الحقيقة، فثبتوا دعوى لا زمام لها ولا خطام أنهم هم أهل السنة لا من عداهم من السلفية، المتطرفين في حكمهم وقضائهم الجائر؟!


* * *


ثالثا: خبر الواحد مما اشتهر بإسقاط حجيته في العلم كل من المعتزلة والأشعرية، وفي هذا:
- قال الباقلاني:"غير أن الفقهاء والمتكلمين قد تواضعوا على تسمية كل خبر قصر عن إيجاب العلم، بأنه خبر واحد، وسواء عندهم رواه الواحد أو الجماعة التي تزيد على الواحد. وهذا الخبر لا يوجب العلم على ما وصفناه أولا ولكن يوجب العمل". تمهيد الأوائل
- وقال الرازي: "أما التمسك بخبر الواحد في معرفة الله، فغير جائز". أساس التقديس
- وقال شلتوت شيخ الأزهر: "نصوص العلماء والمتكلمين والأصوليين مجتمعين على أن خبر الآحاد لا يفيد اليقين، فلا تثبت به العقيدة". الإسلام عقيدة وشريعة
وكلامهم في هذا كثير، لكنا نجد الشافعي رحمه الله تعالى يقول غير هذا في رسالته:
- "لو جاز لأحد من الناس أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الآحاد والانتهاء إليه، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلاَّ قد أثبته جاز لي، ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد، بما وصفت بأن ذلك موجود على كلِّهم".
وحكى الإجماع مثله ابن عبد البر في التمهيد، وكذا ابن تيمية:
- قال ابن عبد البر: "وكلهم يرون خبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعاً وحكماً وديناً في معتقده، على ذلك جماعة أهل السنة ولهم في الأحكام ما ذكرناه".
- قال ابن تيمية: "مما اتفق عليه سلف الأمة وأئمة الإسلام: أن الخبر الصحيح مقبول مصدق به في جميع أبواب العلم، لا يفرق بين المسائل العلمية والخبرية، ولا يرد الخبر في باب من الأبواب، سواء كانت أصولا أو فروعا بكونه خبر واحد، فإن هذا من محدثات أهل البدع المخالفة للسنة والجماعة". جواب الاعتراضات المصرية
خطورة ما عليه الأشعرية في هذا الرأي، هو: أنه هدر لعامة نصوص السنة في الاعتقاد. إذ إن الأحاديث المتواترة في ذاتها قليلة، وفي قول بعض العلماء نفي لوجودها أصلا، لكن نسبتها إلى الآحاد كالماء في الصحراء، فجل الأحاديث هي من نوع الآحاد، ووضع قاعدة كهذه، هي من اختراع من قصد إراحة نفسه من تخريج الحديث وتوجيهه توجيها كلاميا فلسفيا مع تعذر وثقل؛ لمنافرة التوجيه لمعنى النص ظاهرا وباطنا، فيلجأ حينئذ إلى القول برده لآحاديته، بعدما بهره ظاهر النص بمعناه المبطل لما أراد تقريره. فهل يجوز للذي جعل من فريقه - حصرا -"أهل السنة"! وضع القواعد وتصريف الطرق لإبطال "السنة" بهذا الأصل البدعي؟ أم له وضع قاعدة أشنع من ذلك، يتوصل بها إلى القول بأن النص من قرآن وسنة لا يفيد اليقين؟ سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.


* * *


رابعا: من أشنع ما أتى به الأشعرية: تقريرهم أن النص لا يفيد اليقين، وإذا كان ليس فيه يقين، فاليقين أين يكون إذن، أفي قولهم هم والمعتزلة، أم الفلاسفة، أم الباطنية، أم من؟!
ذلك أنهم فرضوا حين تعارض العقل والنقل تقديم العقل مطلقا، فلولا أن النقل (= النص) لايفيد اليقين عندهم، لما تكلفوا وضع قاعدة يقدمون بها العقل مطلقا عند التعارض:
- كما فعل الرازي قال: "أن يصدق الظواهر النقلية، ويكذب الظواهر العقلية، وذلك باطل؛ لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته، وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول". أساس التقديس
- والجويني قال: "إن كان مضمون الشرع المتصل بنا مخالفا لقضية العقل، فهو مردود قطعا بأن الشرع لا يخالف العقل، ولا يتصور في هذا ثبوت سمع قاطع، ولا خفاء به". الإرشاد
فهذا الكلام يتضمن أمرين:
- أولاهما: أن مثله لا يوجد في كلام السلف والأئمة الأربعة، بل عند المعتزلة والفلاسفة حصرا، فهؤلاء الأشعرية فيها تبع لهؤلاء المبتدعة لا أهل السنة والجماعة.
- ثانيهما: تقرير أن هذا نص مخالف للعقل، يدخل فيه: التقدير الخاطئ، والهوى، واتباع الظن. وتطبيقات الأشعرية دالة على هذا، فقد نفوا علو الله تعالى واستواءه على العرش وسائر الصفات بدعوى مخالفة العقل، بينما لم يجد السلف – ولا الأربعة – في ذلك أية مخالفة عقلية؛ لأن مبنى المخالفة العقلية عندهم: تصور الإثبات موجب لتشبيه وتمثيل الخالق بالمخلوق. وهذا ممتنع. فهذا الامتناع في التشبيه والتمثيل صحيح، لكن الذي لم يفطنوا إليه: أن الإثبات غير موجب للتمثيل. ولأجله كان السلف يقولون: علو واستواء وصفات تليق به {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. فلم يكن عندهم تقدير أن الإثبات تمثيل، بل النفي تعطيل. فهؤلاء في حكمهم اعتمدوا عقولا جزئية لا العقل الكلي الذي عليه جميع العقلاء.
ولما كان هذا التقعيد موجبا لتعطيل النصوص وإبطالها بهذه الدعوى غير المنضبطة، ظهر منهم من يزعم أن النص الشرعي لا يفيد اليقين، إنما اليقين في العقل، وهو كلام متسق تماما مع القول بتقديم العقل مطلقا:
- قال الإيجي صاحب "المواقف": "الدلائل النقلية هل تفيد اليقين؟
قيل: لا؛ لتوقفه على العلم بالوضع والإرادة.
والأول (= العلم بالوضع): إنما يثبت بنقل اللغة والنحو والصرف وأصولها ثبت برواية الآحاد، وفروعها بالأقيسة، وكلاهما ظنيان.
والثاني (= الإرادة): يتوقف على عدم النقل والاشتراك، والمجاز والإضمار، والتخصيص والتقديم والتأخير، والكل لجواز بانتفائه، بل غايته الظن".
- يقول الجرجاني شارح المواقف: "إن القول بأن الأدلة النقلية لا تفيد اليقين هو: مذهب المعتزلة وجمهور الأشاعرة". أي ما استقر عليه مذهبهم.
فمن يقول بأنه يمثل أهل السنة والجماعة حصرا واختصاصا، فعليه أن يأتي بأقوال أئمة الإسلام المعروفين من الأربعة وأقرانهم، أئمة القرنين الثاني والثالث - دع عنك الأول – من يوافقهم على هذا الرأي، فإن عجز، فإن لم يفعلوا، ولن يفعلوا، فقل: من أين لكم هذه الدعوى العريضة، وأنتم تعطلون وتبطلون معاني ما دلت عليه ألفاظ الكتاب والسنة، أية سنة، وأية جماعة عنها تتحدثون؟!


* * *


كافة الأصول العقدية يخالف فيها هؤلاء أهل القرون المفضلة، ثم من بعدهم من أئمة الحديث والأربعة وأقرانهم، وثمة مسائل لم نوردها هنا للاختصار، كانوا فيها منافرين للمعقول قبل المنقول والمأثور، كقولهم بأن أول الواجبات، هو: النظر، أو جزء النظر. حتى استقروا على القول بأنه: الشك. ومع أن جمعا منهم تبرأ من هذا القول كالغزالي و الآمدي، ورأوا فيه تضييقا لرحمة الله تعالى وحصرا للجنة على شرذمة قليلين من أهل الكلام، إلا أنهم مع ذلك لا يزالون يدرسون هذه المسألة على فسادها وخطرها ومنافاتها للمعقول والمنقول في الكليات والمعاهد الأزهرية. يعلمون الناس: أن يشكوا في إيمان الفطرة والتربية والتعليم لتحصيل إيمان ذاتي عقلي محض، غافلين ومتغافلين وصايا: الرازي، والجويني، والغزالي، و الشهرستاني.

لم يكن الأشعرية يوما امتدادا للسلف لا في المعتقد، ولا المنهج، ولا السلوك، فما عرف عن متعصبيهم إلا الهوى والظلم، وهم في ذلك تلامذة للمعتزلة، الذين ما إن مكنوا من السلطان حتى فعلوا ما لم يفعله أحد قبلهم، وهو امتحان الناس بخلق القرآن، فلا يعرف في الأمة امتحان كهذا، مع وجود: الشيعة، والخوارج، والقدرية، والجهمية، والمرجئة منذ القرن الأول، فلم يعرف عن علماء السنة تحريضهم الخلفاء، أن يمتحنوا الناس في اعتقادهم، والفحص عن بواطنهم ليعرفوا ما هم، كما فعل ابن أبي دؤاد وبشر المَريسي في عهد المأمون، والمعتصم، والواثق حتى اضطروا العلماء للتخفي بالقول وكتمان الحق خوفا من الأذى، فلم يثبت إلا الإمام أحمد، فتحمل أذى الجسد والسجن زمنا، كل ذلك لأنه استعصى عليهم أن يقول بخلق القرآن.

وهؤلاء الأشعرية – معهم الصوفية - فعلوا هكذا مع شيخ الإسلام ابن تيمية، فسعوا في أذاه، فكم من مرة سلطوا عليه العامة حتى ضربوه، ثم سعوا في سجنه مرارا وتكرارا حتى مات وهو مسجون مظلوم، لأنه أفتى بوقوع طلاق الثلاث واحدة، وعدم جواز شد الرحل إلى القبر النبوي، والفتوى الحموية، وقد قام لهم بالحجة والبرهان، وهم يتساقطون حوله صرعى لا يملكون بيانا ولا علما ناصعا، وهو يتحداهم إلى ثلاث سنين أن يأتوا بكلمة واحدة عن السلف يخالف ما جرى عليه في "الحموية" فلا يقوم له أحد منهم بشيء، فلما عجزوا عنه سعوا في إراقة دمه، وهكذا يفعل الجهل والهوى بصاحبه، فلا يردعه تقوى ولا علم وإيمان.

- نقل ابن عبد الهادي في "العقود الدرية" عن الذهبي قوله:
" إلى أن دب إليه من أهل بلده الحسد، وألب أهل النظر منهم على ما ينتقد عليه من أمور المعتقد، فحفظوا عنه في ذلك كلاما أوسعوه بسببه ملاما، وفوقوا لتبديعه سهاما، وزعموا أنه خالف طريقهم، وفرق فريقهم، فنازعهم ونازعوه، وقاطع بعضهم وقاطعوه.
ثم نازع طائفة أخرى ينسبون من الفقر إلى طريقة، ويزعمون أنهم على أدق باطن منها وأجلى حقيقة، فكشف تلك الطرائق، وذكر لها على ما زعم بوائق، فآضت إلى الطائفة الأولى من منازعيه، واستعانت بذوي الضغن عليه من مقاطعيه، فوصلوا بالأمراء أمره، وأعمل كل منهم في كفره فكره، فرتبوا محاضر، وألّبوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر، وسعوا في نقله إلى حاضرة المملكة بالديار المصرية فنقل، وأودع السجن ساعة حضوره واعتقل، وعقدوا لإراقة دمه مجالس، وحشدوا لذلك قوما من عمار الزوايا وسكان المدارس، من مجامل في المنازعة، مخاتل بالمخادعة، ومن مجاهر بالتكفير مبارز بالمقاطعة، يسومونه ريب المنون، {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ}".

فهل هذا فعل من اتبع هدي القرآن وسلوك السنة، لا يرعون فيه حق دمه حتى؟!
فكلما سادوا عذبوا من خالفهم، وقهروهم على معتقداتهم عنوة بكل ما يمكن، والبيان الختامي لهذا المؤتمر فيه هذا النفس الذي يسود فكر هؤلاء، من نفي من خالفهم نفيا تاما، ابتداء بعدم دعوة طائفة كبيرة من علماء الأمة، على رأسهم علماء السعودية، كأنه لا وجود لهم، وحصر الحضور في: الأشعرية، والماتريدية، والصوفية. ومتى كانت الأمة هي هذه الفئات الثلاث حصرا، وكلها من الفرق البدعية التي نشأت بعد مضي القرون المفضلة، وليس لها صلة نسب بعلم وعقيدة بهذا الصدر الأول؟
هذا و لم يعرف هؤلاء -الذين سموهم بالمتطرفين الذين اختطفوا الإسلام- اضطهادا لمن خالفهم، فهاهم أولاء الأشعرية والصوفية يملئون جامعات السعودية كأساتذة، يتعاقد معهم مع العلم بأنهم متخرجون من جامعات أشعرية، لكن ليس من غرض أتباع السلف، أهل السنة والجماعة حقا، قهر الناس على معتقداتهم، بل ما هي إلا دعوة بالكلمة الطيبة والحسنى، ولا يبلغ بأشدهم تعصبا أن يحرض على أذى مخالف في المعتقد، أو قهره، أو قتله، فغاية ما يمكن أن يفعل: لقياه بالجفاء والإعراض. وهو في ذلك يتبع وصايا السلف في الهجر، أو يفهمها على هذا النحو، فكل العدل والحكمة في موافقه السلف الصالح وطريقتهم مع المخالف، لكن الأشعرية ليس لهم هم إلا: النفي، والقهر، والتكفير. فكم امتلأت كتبهم بتكفير من خالفهم في المعتقد، ثم يأتي منهم من يرمي المحسن إليهم المعامل لهم بأخلاق النبوة بأوصاف التكفير والتطرف؛ كونه لم يكن معهم في المعتقد، فكل هذا على ما يدل؟
كلا، لم يتبع هؤلاء وصايا القرآن ولا النبي صلى الله عليه وسلم، بل ما أملاه عليهم الهوى والعقل المسلوب الهدى والتوفيق، فجروا بقبيح الأقوال والأفعال، إلا من كان منهم مرحوما مسددا، وجد نفسه في ساحتهم دهرا، فظنهم أهله وعشيرته في الاتباع، فأدرك بعد حين أن البدعة قد أحاطت بهم، فإما تبرأ منهم، أو يرجوها، أو سائر إليها، فكم منهم الذي تاب وأقلع، لكن يبقى في الناس فئة لا تحب أن تهتدي، و الله يهدي من يشاء.


 
ما يضحكنى كثيرا قول أن الأشاعرة من أهل السنة و كل يعلم أن الأمام أبو الحسن الأشعرى مؤسس هذا المعتقد قد نشر رسالة له فى أخر حياته يتبرأ فيها من هذا المعتقد الفاسد فكيف يخيل لعاقل أن هناك أشخاص يتمسكوا بمنهج قال صاحبه عنه أنه فاسد و نفر عنه.

صراحة العبط بعينه.
 
عودة
أعلى